زيارة السيدة خديجة ( أم المؤمنين )
السلام عليك يا أم المؤمنين ، السلام عليك يا زوجة سيد المرسلين ، السلام عليك ياأم فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا أول المؤمنات ، السلام عليك يا من أنفقت مالها في نصرة سيد الأنبياء و نصرته ما استطاعت و دافعت عنه الأعداء ، السلام عليك يا من سلم عليها جبرئيل و بلغها السلام من الله الجليل فهنيئاً لك بما أولاك الله من فضل والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
السلام عليك يا أم المؤمنين ، السلام عليك يا زوجة سيد المرسلين ، السلام عليك ياأم فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا أول المؤمنات ، السلام عليك يا من أنفقت مالها في نصرة سيد الأنبياء و نصرته ما استطاعت و دافعت عنه الأعداء ، السلام عليك يا من سلم عليها جبرئيل و بلغها السلام من الله الجليل فهنيئاً لك بما أولاك الله من فضل والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
تحمل لنا الأيام أخبار كثير من النساء على مر التاريخ و كل واحدة منهن لديها قصة يتناقلها الناس على مر العصور و لكن هناك القليل جداً من النساء اللواتي يكتب لهن الخلود على مل التاريخ ، من هذه النسوة امرأة كانت في زمن الرسول الأكرم - صلىالله عليه و على آله وسلم - بالغة الثراء و الجمال و الحسب و الثقافة ، تقدم لها الكثيرون من الأشراف و التجار لخطبتها لكنها رفضتهم جميعاً .
لا من تكبر منها أو رفضاَ لمبداً الزواج ، و لكنها كانت ترغب بأن يكون الزوج الذي تتزوجه يملك صفات أخلاقية عظيمة لم تكن موجودة في من تقدم لخطبتها ، هذه المرأة الكريمة هى خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى ابن قصي ابن كلاب ، و أمها هي فاطمة بنت زائدة بن الأصم ولدت في سنه 68 قبل الهجرة .
كانت هذه النبيلة أكثر أهل قريش مالاً و كان أهل مكة يتجرون بأموالها ، و لها سيرة مثلها تنفرد بها عن جميع النساء ، فقد كانت تعرف في الجاهلية بـ الطاهرة زيادة في شرفها و فخرها ، و في هذه الأثناء سطع نور الهادي البشير ، الصادق الأمين ، المرسل هدى و رحمة للعالمين ، محمد بن عبدالله الرسول الكريم - صلى الله عليه و على آله وسلم -الذي عرف بالأمانة و عرف بالصدق و هي الصفات التي كانت نادرة عند أهل مكة .
و دارت الأيام الى أن كان الرسول الأكرم محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من الذين يتاجرون بأموالها ، فربحت تجارتها ربحاً مضاعفاً ، و عرفت الصدق و الأمانة والإخلاص منه ، فطلبت منه أن يتزوجها فقالت : يا ابن عم إني رغبت فيك لقرابتك مني وشرفك في قومك ، و أمانتك عندهم و حسن خلقك و صدق حديثك .. فقبل الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ذلك لما سمع عنها و عن أمانتها وطهارتها و كان عمره الشريف حين ذاك خمسة و عشرين عاماً و عمرها اربعين عاماً .
و حين نزل الوحي لأول مره على النبي الأكرم - صلى الله عليه و على آله وسلم - كان في الأربعين من عمره ، و قال له ((اقرأ بسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ و ربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم )) عرق النبي عرقاً شديداً و رجع الى داره مثقلاً بالمسؤولية ، فاستقبلته خديجة - سلام الله عليها- بكل حنان فقال لها النبي - صلى الله عليه و على آله وسلم - دثريني دثريني ..
من هنا برز دوها الديني العظيم هذا الدور الذي تناقله التاريخ على مر العصور فكانت سنداً لهذا الدين ، دين الإسلام الذي كان على رأسه زوجها النبي الأكرم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حفظته و ساهمت معه في نشر مبادئه و أحكامه ، و بذلت كل أموالها في سبيله حتى قبل أن أموال خديجة - عليها السلام - كانت سبباً مهماً في نشر الإسلام ، و نصرة النبي محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - و كانت أيضاَ مثالاً للزوجة الصالحة ، التي تساند زوجها ، فقد كانت ابتسامتها تخفف عنه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عناءه وأتعابه ، و حبها بنسيه آلامه و قلبها المملوء بالعقيدة و الإيمان يشرح صدره ( يالمتزوجات شفتو شلون تعامل زوجها ماتبخل عليه بالفلوس هالايام اذا زوجها نسا يشتري العشا شالت اغراضها وراحت بيت ابوها الحياة الزوجية مشاركة و كل واحد يشيل الثاني ) أي أن وجود خديجة - عليها السلام - كان عاملاً مهماً في حياة الرسول الأعظم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - و في حياة الإسلام ، و هو لا يزال في بدء نموه فما زالت تعظم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - و تصدق حديثه قبل البعثة و بعدها ، وكانت أول من آمن من النساء بالله وبرسوله فخفف الله بذلك عن رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فكان لا يسمع شيئاً يكرهه من تكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بهذه الزوجة الوفية تهون عليه أمر الناس و تصدقه و تخفف عليه ، و في أحد الأيام قالت خديجة لابن عمها ورقه بن نوفل بأن يعلن بأعلى صوته .. يا معاشر العرب إن خديجة تشهدكم على أنها وهبت لمحمد نفسها و مالها وعبيدها وجميع ما تملك يمينها إجلالاً له و تعظيماً لمقامه و رغبة فيه .
و لم ينس الرسول الأكرم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - هذه المواقف العظيمة منها ، وبادلها حباً ووفاء و إكراماً ، و قد بقيت هي الزوجة الوحيدة له طوال حياتها و انجبت له القاسم و عبدالله و انجبت له سيدة نساء العالمين من الإولين والآخرين فاطمة الزهراء - عليها السلام - أم الأئمة الأطهار التي كانت تكلم أمها خديجة و هي في بطنها و من عظيم شأنها عند الله عز و جل أن قال الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : (أتاني جبرائيل فقال : (يا رسول الله هذه خديجة قد اتتك و معها إناء فيه أدام أو طعام أو شراب فأذا هي أتتك فأقراً عليها السلام من ربها ومني و بشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ) .
و جرت السنوات الـ25 كلها بسعادة وفرح بين رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وبين زوجته الوفية خديجة - عليها السلام - إلى أن حان أجلها و هي في سن 65 سنة وهو في سن 50 سنة و انتقلت الى الرفيق الأعلى بعد أن أدت دورها كاملاً مع الرسالة دون تقصير و حزن الرسول الأكرم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عليها حزناً شديداً خصوصاً انها ماتت بعد عمه ابي طالب بعدة أيام و سمي عام وفاتها بعام الحزن .
وبعد ذلك تزوج الرسول الأكرم بمجموعة من الزوجات ولكن قلبه كان متعلقاً بهذه الزوجة العظيمة ، وكثيراً ما كان يذكرها و يذكر فضلها و كرمها و مواقفها العظيمة ووصل الأمر الى أن بعض زوجاته كن يغرن منها حتى وهي متوفاه ، و في أحد الأيام غضب الرسول الكريم حين قالت له إحدى زوجاته من الغيرة : هل كانت إلا عجوزاً فقد ابدلك الله خيراً منها ، فقال : لا والله ما ابدلني خيراً منها آمنت بي اذ كفر الناس و صدقتني اذ كذبني الناس وواستني في مالها اذ حرمني الناس و رزقني الله منهاً اولاداً اذ حرمني اولاد النساء .
و كلمته إحدى زوجاته - صلى الله عليه و على آله وسلم - في زواج فاطمة - عليها السلام - و قد ذكرت خديجة - عليها السلام - فبكى الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وقال : خديجة و أين مثل خديجة ؟ و أخد بالثناء عليها و خليق بامرأة تستأثر بحب النبي و إكرامه في حياتها ومماتها أن يخلدها التاريخ وأن يعكف الباحثون على دراسة سيرتها و حياتها ليستوحوا منها العقيدة الصادقة و المثل العليا الرفيعة .
تلك كانت قصة السيدة خديجة أفضل زوجات النبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين نجدها ممليئة بالعبر و المواقف الجليلة ، فاتمنى من نسائنا المؤمنات ان يقرأنها للاستفادة منها ، و كلماتها بسيطة و القصة ليست معقدة فهي جيدة ايضاً لبناتنا الصغيرات .
و صلى الله على محمد و آله الطاهرين
تعليق