قيل ك كان لسلطان صقر ، وكان عشه في قصر السلطان ، وكان موقفه على يد السلطان . أرسله السلطان هذا الصقر يوماً لبأتي له بصيد ، وعندما طار الصقر راى ميتة على سطح دار أمراة عجوز فترك صيده ونزل على تلك الدار وانشغل بالجيفة التي عليها ، وترك قرب السلطان وعزة الوقوف في يده . وعندما رأت العجوز هذا الصقر ورات عليه الحلى والزينة قالت : لا شك ان هذا صقر السلطان وقد طار من يده وأهمل صيده وأنشغل بهذه الجيفة ، وترك لخسته ودناءته صحبة السلطان ونزل على سطح داري أنا العجوز الشمطاء وانشغل بهذه الجيفة فينبغي لي أن أعامله بالاحتقار والإهانة . فقبضت على الصقر وأخدت ما عليه من الجواهر وقطعت منقاره وألفته في غرفة مظلمة وسط الماء والطين . فخرج حراس السلطان في طلب الصقر فراوه في دار العجوز في غرفة مظلمة وقد نتفت ريشه وأخذت ما عليه من الجواهر وقطعت منقاره و تركته وحيداً محتاراً وسط الماء والطين ، فغضب الحراس على العجوز قائلين : لماذا فعلت بهذا الصقر هكذا ؟ ألا تعلمين أنه صقر السلطان ؟ فاجابت : نعم كنت أعلم أنه صقر السلطان وأن موقفه على كف السلطان ولكني رايت دناءته وعدم وفاءه في صحبة السلطان عندما نزل على ميتة على سطح داري وانشغل بها ، فعاملته بما تقتضيه الفطرة وقلت : إن الملائم والمناسب لمن لا أدب له هو عدم الأدب ، واللائق بالدنيء هو الدناءة . فلما سمعوا الحراس كلام العجوز ذهبوالى السلطان واخبروه بما راو وسمعوا. فقال : لقد فعلت هذه العجوز جميلاً فان من مال بوجهه عنا وانشغل بالميتة عما أمرناه به غير لائق بصحبتنا . وتركه في نفس ذلك المكان المظلم بين الماء والطين { قال اخسئوا فيها ولا تكلمون }.
ــــــــــــــــــ
رسالة حسن القلب للعارف الآقا محمد البيد آبادي (أعلى الله مقامه الشريف)
ــــــــــــــــــ
رسالة حسن القلب للعارف الآقا محمد البيد آبادي (أعلى الله مقامه الشريف)
تعليق