إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ماهي عوامل الخروج من الغفلة؟؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماهي عوامل الخروج من الغفلة؟؟؟

    ماهي عوامل الخروج من الغفلة ؟
    إن مسألة الخروج من عالم الغفلة، إلى عالم الذكر المتواصل، أو الغالب على أقل التقادير؛ من المسائل المهمة المشغلة لبال علمائنا ومحققينا.. حيث أن من أهم أهداف المربي الصالح، هو الأخذ بيد العباد إلى هذه الدرجة.

    إن كل ما في هذا الوجود من مخلوقات، يسبح بحمد الله عز وجل، كما أشير إلى ذلك في القرآن الكريم {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ}، بما فيها ذرات بدن الإنسان.. فهذه معية تكوينية {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} إلا أن هذه المعية لا يؤجر عليها الإنسان، لأنها ارتباط قهري بين الخالق والمخلوق.. بينما يكون كل الكمال والفخر، في تحويل هذه الحركة الطبيعية التكوينية إلى معية اختيارية، هذه المعية التي كانت مع الأنبياء والأوصياء والمتقين.

    إن من بواعث اليقظة والانتباه، الجلسات التأملية مع النفس، وإثارة حالة من الغيرة.. فالروح هي أشرف أنواع الوجود، وبهذه اللطيفة الربانية، استحق آدم سجود الملائكة.. فلماذا هذا البدن الفاني، يسبح بحمد الله عز وجل في كل آن، وهي لا تسبّح؟!.. نعم، هناك سباق بين المادة والروح، ولكن الروح متقدمة بمراحل على البدن.. وإنه من المؤسف فعلاً أن يترك هذا الإنسان الظلوم الجهول السباق، فيكون جسمه مسبحاً، بينما الروح تعيش حالة من الغفلة المطبقة!..
    ومن الطريف في هذا المجال ما قاله الصادق (ع)، عندما رأى رجلا يغني وهو على ظهر دابته، فقد قال: (أما يستحي أحدكم أن يغنّي على دابته، وهي تُسبّح)؟.. أي أن الدابة تسبح، وأنت الإنسان العاقل تعصي الله تعالى على ظهرها!.. وهذا حقيقة معنى أن يتحول الإنسان إلى موجود أضل من الدابة {أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ}.

    إن من موجبات رفع الغفلة، زيارة القبور؛ لا لأخذ الأجر والترحم على الموتى فحسب!.. بل لتفقد البيت الذي سيصير إليه الإنسان، تاركاً وراءه كل أنواع المتاع الزائل.

    إن طبيعة الأكثرية غير عاقلة، وهذا ما صرح به القرآن الكريم، مثل: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ}، {وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُون}.. ولكن -مع الأسف الشديد- فإن ما يُرى هذه الأيام، أن العقل الجماعي هو الذي يسوق الأفراد والأمم.. بينما ينبغي للمرء عدم تجميد الفكر والاتباع الأعمى، غافلاً عن القيم والمبادئ، الذي جاء بها الشرع.. وقد قال إمام الهدى علي (ع): (أيها الناس!.. لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله..).. وقال الكاظم (ع) لرجل: (أبلغ خيرا وقل خيرا، ولا تكوننّ إمَّعة.. قال: وما الإمعة؟.. قال: لا تقولنّ: أنا مع الناس، وأنا كواحد من الناس).. وخير شاهد على ذلك ما حدث يوم الجمعة للرسول الأعظم (ص) وهو الشفيق بهم الحريص عليهم، ومع ما له من الشأن الرفيع والفضل الكبير على الأمة، وإذا بالقوم يتركونه قائماً، ويلهثون وراء ملح وما شابه ذلك!.. فنزلت هذه الآية تنكر عليهم هذا الفعل القبيح: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.. فإذن، ينبغي تحكيم العقل والشرع، إذ أن القبح قبح، ولو فعله كثيرون.. وإن الحسن حسن، وإن قلّ فاعلوه.

    إن من الضروري الموازنة في معاشرة الآخرين: فلا مقاطعة محضة، ولا اختلاط اندماجي تأثري.. وهذا واقعاً ما تدعو إليه هذه الآية الكريمة {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}.. أي إن كان والداك كافرين، وجاهداك على أن تكون معهما، فلا تطعهما.. ولكن {صَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}، وهذه كلمة جامعة، تحمل كل معاني البر والمعروف.

    إن العيش في أجواء الغافلين أو الفاسقين، لمن موجبات التسافل والتشبه بهم قال تعالى: {فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.. ولكن الإنسان بطبيعته مدنياً إلف مألوف، إذ لا خير فيمن لا يأنس ولا يؤنس.. فإذن، ما هو الحل؟..
    أولا: اختيار البطانة الصالحة: قال رسول الله (ص) : (أقلّ ما يكون في آخر الزمان: أخ يُوثق به، أو درهم من حلال).. لذا على المؤمن أن يختار من يستفيد منه، قال الحواريون لعيسى (ع): يا روح الله!.. مَن نجالس؟.. قال: (مَن يذكّركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغّبكم في الآخرة عمله).
    ثانيا: يحاول أن يكون موجوداً مؤثراً لا متأثراً: ينبغي على المؤمن أن يكون على مستوى إدارة المجالس، وعلى استيعاب هذه الأجواء الغافلة.. فبدلاً أن يكون منفعلاً، ويعطيهم أذنه، يأخذ هو آذانهم، ويغيّر مجرى الحديث؛ بإلقاء الموعظة، والحكمة الحسنة.
    ثالثا: أن يعيش في الناس ولا يعيش معهم: إن المؤمن له عالمه الذهني الخاص، فله ما يشغله من التدبر والتحليق الباطني.. إذ أن الصمت من صفات المؤمنين، فيظن القوم أنه من الغافلين.. والحال أنه يعيش عالماً منشرحاً لذيذاً بحديث مع الرب.. قال أمير المؤمنين (ع) عند تلاوته {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ}: إنّ الله سبحانه جعل الذكر جلاءً للقلوب، تسمع به بعد الوَقْرَة، وتُبْصِرُ به بعد العَشْوَة، وتنقاد به بعد المُعاندة.. وما بَرِحَ لله - عَزّت آلاؤه - في البُرهة بعد البرهة، وفي أزمان الفترات، عبادٌ ناجاهم في فكرهم، وكلّمهم في ذات عقولهم، فاستصبحوا بنور يقظةٍ في الأسماع والأبصار والأفئدة.. يذكّرون بأيام الله، ويُخوّفون مقامه، بمنزلة الأدلة في الفلوات، مَن أخذ القصد حمدوا إليه طريقه، وبشّروه بالنجاة، ومَن أخذ يميناً وشمالاً ذمّوا إليه الطريق، وحذّرُوه من الهلكة).
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X