إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كيف ندخل السرور على انفسنا والاخرين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف ندخل السرور على انفسنا والاخرين

    كيف ندخل السرور على انفسنا والاخرين؟
    إن من أبرز مشاكل هذا العصر هو فقدان الارتياح النفسي، وغلبة الهموم، وقلة السرور.. فنجد أن قسما من الناس الذين يغلب عليهم هذا الطابع، يذهب إلى بعض الأماكن مثل: المطاعم، أو شاطئ البحر -مثلاً- هروباً من تلك الحالة.. أو -لا قدر الله- تراه يذهب إلى مكان محرم مثل الملاهي الليلية، أو ما شابه ذلك، ليعيش حالة الارتخاء والسرور.. وما هذا إلا سرور كاذب، إذ هي سويعات وتمضي، ثم يعود إلى همه وكآبته!.. والقرآن الكريم يشير إلى هذه الحالة {ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}، ويشبههم بالأنعام {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}.

    فإذن، قد تبين مما تقدم أن هذا ليس إلا صورة من صور المتع واللذائذ المتعلقة بالبدن.. وأما السرور فهو ذلك المستمر المستقر في القلب، الذي يكون مع الإنسان في جميع حالاته: في الصحة، والمرض: في المستشفى، وخلف قضبان السجون.. في ساعة الاحتضار، وفي القبر.. في عرصات القيامة، وفي الجنة {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا}.. حيث أن المؤمن يوم القيامة، يكون في أعلى درجات السرور.. ولكنه امتداد لسرور متصل في الحياة الدنيا، كما نقل عن إمامنا الحسين (ع) بأنه كان يعيش حالة السرور في يوم عاشوراء، وأي سرور هذا، وقد فقدَ أعز أولاده وإخوته وأصحابه!.. لقد كان (ع) كلما اشتد عليه البلاء، أشرق لونه الشريف.. وأما بكاء أهل البيت (ع) فهو من خشية الله في مناجاته، أو بكاءً للأمة.. فالحسين (ع) لم يبكِ لنفسه أبداً، بل أنه كان يعيش حالة السرور المتصل.
    وعليه، فإن المؤمن لا يمكن أن يعيش حالات الاكتئاب، أو الانهيار العصبي، أو ما شابه ذلك.. بل هو في حالة الهدوء، والاطمئنان النفسي، حيث يضع نصب عينيه وفي قلبه، ذكر الله عز وجل، وذكر القيامة وأهوالها، ويتأسى بما جرى على أنبياء الله وأوليائه الصالحين، ويذكر أهل البيت (ع) ومصائبهم.. فهو يقوم بتكليفه، والله عز وجل هو رب هذه الأمة، وهو خيرٌ حافظا.
    ما هي موجبات السرور؟..

    الانسجام مع هذا الوجود المطيع لأمر ربه: حيث قال تعالى للسماء والأرض: {اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}.. إن المعاصي والذنوب، وظلم الآخرين، والتعدي عليهم.. ما هي إلا بذور للقلق في القلب، فبلا ريب أن الإنسان العاصي، هو شاذ عن هذا الوجود المطيع.. والله عز وجل يمهل ولا يهمل، فيجمع له كل المخالفات المتراكمة: وإذا به ينهار عصبياً، ويفلس مادياً، وينكسر اجتماعياً.. وفي المقابل نجد أن الذي يدخل السرور على قلوب المؤمنين، وخاصة ذوي القربى من الوالدين والزوجة، يقول عنه إمامنا علي (ع): (فوالذي وسع سمعه الأصوات!.. ما من أحدٍ أودع قلباً سروراً، إلاّ وخلق الله له من ذلك السرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبةٌ جرى إليها كالماء في انحداره حتّى يطردها عنه، كما تُطرد غريبة الإبل).. معنى ذلك أن الله سبحانه وتعالى، يدفع عن الإنسان أقداراً مقدرة من البلايا والنكبات والمشاكل، في مقابل ذلك السرور الذي أدخله على أخيه المؤمن.

    إرضاء الله من خلال إرضاء المؤمنين، وقضاء حوائجهم: هناك رواية طريفة نلاحظ فيها نكات جميلة، ففي عهد الحكم الأموي والعباسي، كان البعض ممن يرتبط سراً بأهل البيت (ع) يتقلدون مناصب مهمة، كعلي بن يقطين وغيره، قضاءً لحوائج المسلمين.. فعن رجل من أهل الري قال: ولي علينا بعض كتّاب يحيى بن خالد، وكان عليّ بقايا يطالبني بها، وخفت من إلزامي إياها خروجاً عن نعمتي، وقيل لي: إنه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي إليه، فلا يكون كذلك فأقع فيما لا أحب، فاجتمع رأيي على أني هربت إلى الله تعالى وحججت، ولقيت مولاي الصابر -يعني موسى بن جعفر (ع)- فشكوت حالي إليه، فأصحبني مكتوباً نسخته: (بسم الله الرحمن الرحيم، اعلمْ أنّ لله تحت عرشه ظلاً، لا يسكنه إلا من أسدى إلى أخيه معروفاً، أو نفّس عنه كربةً، أو أدخل على قلبه سروراً، وهذا أخوك والسلام).. فعدت من الحج إلى بلدي، ومضيت إلى الرجل ليلاً، واستأذنت عليه وقلت: رسول الصابر (ع)!.. فخرج إليّ حافياً ماشياً، ففتح لي بابه، وقبّلني وضمّني إليه، وجعل يقبّل بين عينيّ، ويكرّر ذلك كلما سألني عن رؤيته (ع).. وكلما أخبرته بسلامته، وصلاح أحواله استبشرَ، وشكَر الله.. ثم أدخلني داره وصدّرني في مجلسه وجلس بين يديّ، فأخرجتُ إليه كتابه (ع) فقبّله قائماً وقرأه، ثم استدعى بماله وثيابه.. فقاسمني ديناراً ديناراً، ودرهماً درهماً، وثوباً ثوباً، وأعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته.. وفي كل شيء من ذلك يقول: يا أخي هل سررتك؟!.. فأقول: إي والله، وزدت على السرور!.. ثم استدعى العمل، فأسقط ما كان باسمي، وأعطاني براءة مما يتوجّه عليّ منه، وودّعته وانصرفت عنه.. فقلت: لا أقدر على مكافأة هذا الرجل، إلا بأن أحجّ في قابل، وأدعو له، وألقى الصابر (ع) وأُعرّفه فعله.. ففعلت، ولقيت مولاي الصابر (ع) وجعلت أحدثه ووجهه يتهلّل فرحاً، فقلت: يا مولاي هل سرّك ذلك؟!.. فقال: (إي والله!.. لقد سرّني، وسرّ أمير المؤمنين، والله لقد سرّ جدي رسول الله (ص) ولقد سرّ الله تعالى).. إن الجبين ليندى خجلاً عندما يقرأ سيرة هؤلاء الموالين، أين نحن وهذه الدرجات!..
    ولا يتوقف الأمر على بذل المال، أو إسداء معروف.. بل أيضاً حتى مزحة حق تفرج بها عن أخيك، وتخرجه من همه، هي خير من المناجاة، والبكاء بين يدي الله عز وجل.. أيضاً مواساته في أزماته المالية، بقرض يمدد له، حتى يتيسر حاله.. يذكر الإمام الصادق (ع) جزاء هذا المؤمن: (أيما مؤمن نفّس عن مؤمن كربة، نفّس الله عنه سبعين كربة من كرب الدنيا، وكرب يوم القيامة.. وقال: ومن يسّر على مؤمن وهو معسر، يسّر الله له حوائجه في الدنيا والآخرة).. وإن من أفضل صور قضاء حوائج المؤمن، هو إبعاده عن الباطل العاكف عليه، ليجنبه غضب الله وعقابه.

    تذكر المرحلة المخيفة بعد هذه الدنيا: لا بأس بين فترة وأخرى، أن يحاول المؤمن قراءة بعض ما كتب عن الموت وأهوال القيامة، وأن يتذكر القبر وحالة الوحشة المطبقة، فهو يحتاج إلى أنيس، فما هو ذلك الأنيس، الذي يدخل عليه السرور؟!.. ورد في الحديث عن الصادق (ع): (إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه، فكلما رأى المؤمن هولاً من أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تجزع ولا تحزن، وأبشر بالسرور والكرامة من الله عزّ وجلّ.. فما يزال يبشّره بالسرور والكرامة من الله سبحانه، حتى يقف بين يدي الله عزّ وجلّ، ويحاسبه حساباً يسيراً، ويأمر به إلى الجنّة والمثال أمامه، فيقول له المؤمن: رحمك الله نِعْمَ الخارج معي من قبري!.. مازلت تبشّرني بالسرور والكرامة من الله عزّ وجلّ حتى كان، مَن أنت؟.. فيقول له المثال: أنا السرور الذي أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا، خلقني الله لأُبشرك).

    إدخال السرور على قلب مولانا صاحب الأمر(ع): بلا شك أن قلب مولانا هو أكبر القلوب هماً وغماً واضطراباً، لا لنفسه.. وإنما لهذه الأمة، ولما يجري عليها من الأحداث والمآسي.. فالبعض قد يصيبه الحزن، ويذرف بعض الدمع عندما يطلع على بعض الأحداث الجزئية هنا وهناك، فكيف بإمامنا (ع) وهو المطلع والشاهد لكل ما يجري في هذا العالم على مر التأريخ -أرواحنا لتراب مقدمه الفداء- فلندخل عليه السرور من خلال: دعواتنا، وصدقاتنا، والأهم من ذلك العمل بما يكشف هذه الغمة عن هذه الأمة

  • #2
    بسمه تعالى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إدخال السرور على المؤمن وتفريج كربه لشيء عظيم يقوم به الانسان وهذا من احب العبادات الى الله تعالى ويعتبر مصدر للألفة والتراحم والتعاون بين الجميع

    عن النبي (ص) من سر مؤمنا فقد سرني ومن سرني فقد سر الله

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X