هناك العديد من الناس يقعون في خطأ أصنفه بالكبير حين يحصرون ثورة الحسين بتاريخ معين أو يغضون البصر عنها لأنها-حسب تصوراتهم- تخص طائفة معينة،إن ثورة الحسين واستشهاده في كربلاء تخص كل العرب وكل المسلمين والإنسان المدافع عن الحق والرافض للظلم مهما كانت عقيدته ومذهبه وقوميته.
إن ثورة الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام تمثل نموذجاً فريدا سيظل حياً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،أما في الآخرة فقد أخذ البشرى من جده الأعظم بأنه سيد شباب أهل الجنة مع أخيه الحسن ،الحسين جسّد رفض الخلافة بالغلبة ومبدأ توريث الحكم للأبناء بمفهوم عصرنا ،لقد رأى أن في الأمة من هو أصلح من يزيد بن معاوية لإدارة شؤون الأمة واستشعر أنه هو هذا الشخص كيف لا، وهو التقي الذكي العابد المجاهد الصالح البعيد عن الظلم والطغيان الطاهر من المعاصي والآثام ؟!إنها صفات الحسين الرجل والإنسان يضاف إليها أنه سبط النبي صلى الله عليه وسلم ،وابن فاطمة الزهراء ريحانة نبي الرحمة ووالده علي كرم الله وجهه الذي أسلم ولم يسجد لصنم وتربى في حجر النبي ونام في فراشه ليلة الهجرة وشارك في غزوات المسلمين وأبلى بلاءً نعرفه وقرأنا عنه منذ نعومة أظافرنا ولا يتسع المقام لسرد مناقب الإمام عليّ ولكن الحسين لم يقف عند حسبه ونسبه وعند ورعه وتقواه ومحبة الناس له بل لم يقف عند البشرى بالجنة ولو مات على فراشه ،فانطلق ثائراً ليسطر ملحمة من ملاحم البطولة ويكتب بدمه الطاهر رسالة تتناقلها الأجيال ويفتخر بها التاريخ ليعطي لنا درساً عظيماً في التضحية والفداء والبذل والوقوف في وجه الظالمين والطغاة.
إن القول بأن واقعة الطف حدث عابر وأمر انتهى ولا يجوز الوقوف عنده هو خطأ في تقييم الواقعة وقراءة تفاصيلها ودلالاتها، والقول أن الأمر يتعلق بفئة أو ملة دون أخرى أو حتى حصر الأمر بالعرب أو المسلمين لهو ظلم جديد يرتكب بعد 14 قرناً من رحيل الحسين شهيداً وأما بعض الجهلة أو المتحذلقين الذين يقولون"سيدنا يزيد" في تزاوج مع قول "سيدنا الحسين" فيجب أن يتقوا الله فيما يصدر عنهم من كلام ،يزيد سيد من يرضى الذل والهوان وسيد من أعماه عن حب الله ورسوله حبه للدرهم والدينار،ولا أعذار يمكن أن تقبل لهذا الوصف!
عالمية الثورة
إنها ثورة عربية، فلقد عرف عن العرب إباؤهم وأنفتهم وعدم رضوخهم لأي ذل يحاول أن يمسهم من أي كان، لقد سمعنا وقرأنا عن عمرو بن كلثوم التغلبي وكيف أطاح برأس عمرو ابن هند لما شعر أن أم الأخير تريد المساس بأمه ليلى بنت المهلهل،وكان هذا في الجاهلية،وكيف بعد الإسلام دين الحرية والعدالة يرضى عربي حر أن يتولى أمره يزيد وعبيد الله بن زياد؟!
هي ثورة إسلامية لأن الإسلام لا يقبل أن يسوس العصاة وشاربي الخمور أمة حية وحاملة رسالة للناس والإسلام يرفض مبدأ حكم الغلبة والبيعة بالإكراه والإسلام يكرم الذين يقتلون ظلماً باعتبارهم أحياء عند ربهم يرزقون، والله سبحانه وتعالى قد حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده، فأي ظلم أكبر من أن يأتي يزيد أو من هم على شاكلته كي يديروا شؤون الرعية ؟!والله تعالى قال: "وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا" ولم يقل لما كفروا !!
هي ثورة إنسانية لأن النفس السوية ترفض الظلم وتكره الطغاة وتسعى إلى العدالة بين الناس بغض النظر عن معتقداتهم ومذاهبهم وهذا الراهب النصراني "ميلانصو" يرى النور يشع من رأس الحسين المحمول في طريقه إلى قصر يزيد في دمشق فيأخذ الرأس من حامليه ليمسح عنه التراب ويغسله بماء الورد معاتبا ومؤنبا القتلة على فعلتهم، ميلانصو كان راهبا نصرانيا وسرجون كان نصرانيا يعمل مستشارا لدى يزيد وهو(سرجون) من نصح بتولية ابن زياد،لقد أعماه حقده فكان في صف الظالم على المظلوم،إن أحرار المسيحيين ليتشرفون بميلانصو ويشمئزون من سرجون رغم أن هذا وذاك ينتميان لذات الدين،فطرت النفس الإنسانية على بغض الظلم ونبذ الطغيان ولكنها إذا انحرفت أودت صاحبها إلى شتى ألوان الإجرام أيا كان معتقده أو قوميته أو وطنه.
وفي سياق الحديث عن عالمية ثورة الحسين فقد زار الصين يوما أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية والتقى الزعيم "ماوتسي تونغ " فقال الأول لماو:علمني النضال فرد ماو:كيف أعلمك وعندكم ثورة الحسين بن علي ومعركة كربلاء؟!،إن هذه الواقعة لهي ملهمة لكل الثائرين في وجه الظلم الساعين إلى العدالة والحق والاستقامة
سري سمور: كاتب فلسطيني / جنين
إن ثورة الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام تمثل نموذجاً فريدا سيظل حياً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،أما في الآخرة فقد أخذ البشرى من جده الأعظم بأنه سيد شباب أهل الجنة مع أخيه الحسن ،الحسين جسّد رفض الخلافة بالغلبة ومبدأ توريث الحكم للأبناء بمفهوم عصرنا ،لقد رأى أن في الأمة من هو أصلح من يزيد بن معاوية لإدارة شؤون الأمة واستشعر أنه هو هذا الشخص كيف لا، وهو التقي الذكي العابد المجاهد الصالح البعيد عن الظلم والطغيان الطاهر من المعاصي والآثام ؟!إنها صفات الحسين الرجل والإنسان يضاف إليها أنه سبط النبي صلى الله عليه وسلم ،وابن فاطمة الزهراء ريحانة نبي الرحمة ووالده علي كرم الله وجهه الذي أسلم ولم يسجد لصنم وتربى في حجر النبي ونام في فراشه ليلة الهجرة وشارك في غزوات المسلمين وأبلى بلاءً نعرفه وقرأنا عنه منذ نعومة أظافرنا ولا يتسع المقام لسرد مناقب الإمام عليّ ولكن الحسين لم يقف عند حسبه ونسبه وعند ورعه وتقواه ومحبة الناس له بل لم يقف عند البشرى بالجنة ولو مات على فراشه ،فانطلق ثائراً ليسطر ملحمة من ملاحم البطولة ويكتب بدمه الطاهر رسالة تتناقلها الأجيال ويفتخر بها التاريخ ليعطي لنا درساً عظيماً في التضحية والفداء والبذل والوقوف في وجه الظالمين والطغاة.
إن القول بأن واقعة الطف حدث عابر وأمر انتهى ولا يجوز الوقوف عنده هو خطأ في تقييم الواقعة وقراءة تفاصيلها ودلالاتها، والقول أن الأمر يتعلق بفئة أو ملة دون أخرى أو حتى حصر الأمر بالعرب أو المسلمين لهو ظلم جديد يرتكب بعد 14 قرناً من رحيل الحسين شهيداً وأما بعض الجهلة أو المتحذلقين الذين يقولون"سيدنا يزيد" في تزاوج مع قول "سيدنا الحسين" فيجب أن يتقوا الله فيما يصدر عنهم من كلام ،يزيد سيد من يرضى الذل والهوان وسيد من أعماه عن حب الله ورسوله حبه للدرهم والدينار،ولا أعذار يمكن أن تقبل لهذا الوصف!
عالمية الثورة
إنها ثورة عربية، فلقد عرف عن العرب إباؤهم وأنفتهم وعدم رضوخهم لأي ذل يحاول أن يمسهم من أي كان، لقد سمعنا وقرأنا عن عمرو بن كلثوم التغلبي وكيف أطاح برأس عمرو ابن هند لما شعر أن أم الأخير تريد المساس بأمه ليلى بنت المهلهل،وكان هذا في الجاهلية،وكيف بعد الإسلام دين الحرية والعدالة يرضى عربي حر أن يتولى أمره يزيد وعبيد الله بن زياد؟!
هي ثورة إسلامية لأن الإسلام لا يقبل أن يسوس العصاة وشاربي الخمور أمة حية وحاملة رسالة للناس والإسلام يرفض مبدأ حكم الغلبة والبيعة بالإكراه والإسلام يكرم الذين يقتلون ظلماً باعتبارهم أحياء عند ربهم يرزقون، والله سبحانه وتعالى قد حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده، فأي ظلم أكبر من أن يأتي يزيد أو من هم على شاكلته كي يديروا شؤون الرعية ؟!والله تعالى قال: "وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا" ولم يقل لما كفروا !!
هي ثورة إنسانية لأن النفس السوية ترفض الظلم وتكره الطغاة وتسعى إلى العدالة بين الناس بغض النظر عن معتقداتهم ومذاهبهم وهذا الراهب النصراني "ميلانصو" يرى النور يشع من رأس الحسين المحمول في طريقه إلى قصر يزيد في دمشق فيأخذ الرأس من حامليه ليمسح عنه التراب ويغسله بماء الورد معاتبا ومؤنبا القتلة على فعلتهم، ميلانصو كان راهبا نصرانيا وسرجون كان نصرانيا يعمل مستشارا لدى يزيد وهو(سرجون) من نصح بتولية ابن زياد،لقد أعماه حقده فكان في صف الظالم على المظلوم،إن أحرار المسيحيين ليتشرفون بميلانصو ويشمئزون من سرجون رغم أن هذا وذاك ينتميان لذات الدين،فطرت النفس الإنسانية على بغض الظلم ونبذ الطغيان ولكنها إذا انحرفت أودت صاحبها إلى شتى ألوان الإجرام أيا كان معتقده أو قوميته أو وطنه.
وفي سياق الحديث عن عالمية ثورة الحسين فقد زار الصين يوما أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية والتقى الزعيم "ماوتسي تونغ " فقال الأول لماو:علمني النضال فرد ماو:كيف أعلمك وعندكم ثورة الحسين بن علي ومعركة كربلاء؟!،إن هذه الواقعة لهي ملهمة لكل الثائرين في وجه الظلم الساعين إلى العدالة والحق والاستقامة
سري سمور: كاتب فلسطيني / جنين
تعليق