إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدمج : المواقف الدولية حول الشأن اللبناني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مدمج : المواقف الدولية حول الشأن اللبناني


    لم يقتصر الاهتمام الإسرائيلي البارز والمتميز بما يجري في لبنان على اتخاذ دور المراقب والمتتبع، بل تجاوز ذلك إلى مناقشة مدى انسجام ذلك مع المصالح الإسرائيلية، والخروج بتقديرات ومواقف علنية، فضلا عن تحديد المسارات التي تخدم المصلحة الإسرائيلية سواء على ألسنة مسؤوليها أم من خلال وسائلها الإعلامية.
    وغني عن القول هنا ان الاهتمام الإسرائيلي بالتطورات اللبنانية وما ستؤول إليه الأوضاع يرتبط إلى حد كبير بموقع لبنان وقدرته على الوقوف بوجه الأطماع والاعتداءات الإسرائيلية.
    برز الاهتمام الإسرائيلي من خلال احتلال المسيرات والاعتصامات في لبنان ومن ثم استقالة حكومة عمر كرامي العناوين الرئيسية للصحف الإسرائيلية، وتناول المعلقون السياسيون والأمنيون التطورات الأخيرة بشكل مفصل ومركز. إذ اعتبر الخبير بالشؤون السورية ايال زيسر (معاريف1/3/2005) انه من اجل أن يتحول السيناريو المتفائل ـ انتصار ساحق للمعارضة يؤدي إلى استلامها للسلطة ومن ثم مطالبة السوريين بإخراج قواتهم من لبنان ـ المطلوب تصميم من المعارضة اللبنانية على التمسك بالخطوة التاريخية واستمرار الدعم والتأييد الغربي لهذه الخطوة. في حين اعتبر المحلل السياسي عوفير شيلح في صحيفة "يديعوت احرونوت" (1/3/2005) أن التفكير الطبيعي الذي يحكم الإسرائيليين في مقابل كل تطور في العالم العربي هو إن كان ما يحدث "حسن لليهود ام لا"، وفي محاولة للإجابة عن هذا السؤال يشير شيلح إلى ان "المستوى السياسي عندنا في إسرائيل ينضم إلى الضغط الدولي على سوريا، والذي يُعبر عنه بالجملة بمطلب الانسحاب من لبنان"، انطلاقا من أن "خروج السوريين من لبنان سيوجه الأنظار في لبنان وخارجه نحو حزب الله الذي سيغدو الهدف التالي لتلك الجهات التي عملت على طرد سوريا من لبنان بمساعدة وتشجيع من الغرب"، وبالتالي فهو يوضح بأن المستوى السياسي يتبنى الرؤية القائلة بأن من أولويات المصلحة الإسرائيلية في لبنان تحقيق هذا الهدف. في حين نجد أن القلق على الاستقرار الأمني هو المسيطر على تقديرات عدد غير قليل في المؤسسة الأمنية بأن انسحابا كهذا سيجدي نفعا بالنسبة لاسرائيل"... خاصة " واننا ذوو تجربة مرة تجاه عدم الاستقرار هناك". ويشترك معهم في هذه المخاوف السفير الاسرائيلي السابق في واشنطن والمفاوض السابق في مباحثات التسوية مع سوريا "ايتمار رابينوفيتش" إذ يقول إن انسحابا سورياً كهذا قد يكون له نتائج عكسية "إن لبنان قد يدخل في فترة من عدم الاستقرار، فالوجود السوري في لبنان جائر ولكنه يضمن استقراراً اساسياً".
    ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل تجاوزه إلى حد أن "إسرائيل" كشفت ـ وهي ليست المرة الاولى ـ على لسان وزير خارجيتها سيلفان شالوم في حديث له مع الإذاعة الاسرائيلية "بأن لبنان المحرر من الاحتلال السوري سيوقع اتفاق سلام مع إسرائيل"، الامر الذي يعكس وجود رؤية وسعي إسرائيلي واميركي إلى قلب موازين القوى على الساحة اللبنانية لمصلحة فئة تتقاطع وتتلاقى مصالحها الذاتية مع عقد تسوية سياسية منفردة مع العدو وذلك عبر "عزل المتطرفين... سوريا وإيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي". بل وذهب شالوم إلى القول بأن ما تشهده الساحة اللبنانية "أهم تطور يحدث وهو أمر كنا نأمله"، وهو يعكس مدى انسداد الآفاق التي كان يواجهها العدو في مواجهة المقاومة وشعوره بالعجز على كسر صمودها أو القفز من فوقها، وبالتالي الذي استجد على هذه الساحة دفع العدو إلى الرهان على تداعياتها في ما يتعلق بأطماعه في لبنان والمنطقة.
    ولكن "إسرائيل" لم تكتف بالدور التحريضي الذي أصبح واضحاً على ألسنة مسؤوليها وبالتغطية الإعلامية للأحداث ومراقبة مساراتها، بل انتقلت إلى مرحلة العمل العلني حيث لا يمكن فهم لجوء "إسرائيل" إلى صياغة لائحة اتهام ضد سوريا في أعقاب عملية تل أبيب الأخيرة وشن حملة دبلوماسية عالمية للضغط عليها إلا في سياق ما يجري في لبنان، إذ ان هذه العملية ليست الأولى من نوعها وليس الاتهام للإسرائيلي الأول لسوريا، ولكنه في هذه المرة أكثر وضوحاً لناحية دفع المجتمع الدولي لممارسة مزيد من الضغط على سوريا كماً ونوعاً.
    ولكن في المقابل هناك رؤية إسرائيلية أقل تفاؤلاً، وان كانت تشترك مع الآخرين في توصيف ما يجري بأنه لمصلحة "إسرائيل" حيث أفاد افرايم سنيه (قيادي في حزب العمل وقائد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان سابقا) "يديعوت احرونوت" (2/3/2005) بأن مشاهد "الثورة الديمقراطية" في بيروت يمكنها أن تدفئ قلب كل إسرائيلي. في نظرة أولى، الضغط الشعبي لإخراج سوريا من لبنان هو تغيير إيجابي من ناحية "إسرائيل"، إذ ما يهز مكانة سوريا يُحسِّن بالضرورة وضعنا. وفي هذا السياق يعتبر أن هناك أكثر من دافع للسوريين للتمسك بلبنان، منها أن لبنان يشكل "مجال استراتيجي للدفاع وأيضا خشبة قفز لإقلاق إسرائيل بل وللهجوم عليها"...
    ولكنه في المقابل يتخوف من أن ينعكس أو ينزلق أي تدهور امني في لبنان باتجاه إسرائيل فضلاً عن مسار تبلور منطقة شبه حكم ذاتي، في جنوب لبنان، تحت سيطرة حزب الله...! لأن زيادة التبلور والانعزال لهذه المنطقة ستؤدي الى تعاظم القوة العسكرية الموجودة هناك منذ اليوم، وتهدد "إسرائيل" إلى شمالي الخضيرة بالصواريخ والقذائف الصاروخية. وأخيراً يدعو سنيه إلى جانب الفرحة التي يشعر بها الاسرائيليون ازاء ما يجري في لبنان، إلى التحلي "باليقظة والجهوزية", وذهب إلى حد الدعوة إلى عدم الاعتماد على الأسرة الدولية في منع سوريا من القيام بعمل متسرع!!.

    جهاد حيدر
    نقلا عن الانتقاد

  • #2
    صرخة تنبيه إلى جحيم التدخل الدولي!

    على الطريق
    صرخة تنبيه إلى جحيم التدخل الدولي!
    طلال سلمان




    أطلق السيد حسن نصر الله، أمس، صرخة تحذير مما يدبّر للبنان وفيه، مهدداً حاضره ومستقبله، عبر وثيقة تأسيسية لاستكمال بناء <<الدولة التي تحمي الجميع>> في هذا الوطن الصغير وعلى قاعدة محددة ومعتمدة هي: اتفاق الطائف.
    ولقد خاطب الأمين العام ل<<حزب الله>> إحساس اللبنانيين جميعهم بالخطر وهم يواجهون لحظة فاصلة في تاريخهم الحديث: فالخروج السوري من لبنان يتم في ظل ضغوط دولية هائلة تتصل بالخريطة الأميركية التي تحضّر للمنطقة أكثر مما تتصل بمطلب لبناني مشروع، في جو من الأخوة والتفاهم على المستقبل مع الأخ والجار الذي لن يحول ولن يزول، بعد الاطمئنان إلى اكتمال بناء مؤسسات الدولة على قاعدة صلبة من الوحدة الوطنية.
    وهذا الخروج أريد تصويره <<إجلاء>> واحتفلت به بعض القوى السياسية اللبنانية وكأنه انتصار تاريخي (أو انتقام دافعه ثأر قديم) على <<محتل>> أخذ البلاد بالغصب والقهر، ثم أُخرج مطارداً باللعنات والشتائم المقذعة (وكأنه يغادرنا إلى القمر!)، في حين أنه يتم في لحظة طغت فيها على السطح خلافات جدية كانت كامنة حول ما يفترض أنه بعض الثوابت الوطنية، أبرزها ما يتمثل في محاولة استبدال الطائف بالقرار الدولي 1559 الذي يكاد يشكل نقيضه... فالأول اتفاق بين اللبنانيين في ظل رعاية عربية، والثاني اتفاق دولي على اللبنانيين (والسوريين) يكاد يلغي أي دور عربي في الشأن اللبناني، حاصراً الصلاحيات بالإدارة الأميركية التي تكاد لا تنام لشدة قلقها على اللبنانيين وسيادتهم والديموقراطية، ومن معها من الحلفاء أبرزهم بطبيعة الحال العدو الإسرائيلي.
    ولقد أراد السيد حسن نصر الله أن ينبّه الجميع، وأن يحذر الجميع، وأن يحمّل كل طرف سياسي مسؤوليته... وعلى هذا فهو لم يطرح برنامج <<حزب الله>> مثلاً، أرضاً للقاء، ولا هو حاول إثارة المواضيع الخلافية، بين القوى السياسية المتعددة الاتجاهات والعقائد، بل دعا تحديداً إلى العودة إلى أفياء اتفاق الطائف، من أجل ترسيخ التوافق على <<الدولة التي تحمي الجميع>>، مؤكداً وبشكل قاطع أن <<ليست الميليشيات هي التي تحمي طوائفها>>.
    ولقد كان بديهياً أن يوجه السيد حسن نصر الله تحية تقدير وعرفان بالجميل إلى الجيش العربي السوري (وهو يغادرنا عائداً إلى بلاده)، خصوصاً أن هذا الجيش قد قدم من أجل إعادة توحيد لبنان واللبنانيين دماء جنوده بسخاء، كما أسهم وجوده في التمكين لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها، (بمعزل عن التجاوزات والمخالفات والتدخلات التي لها حديث آخر، وهي تكوّن نوعاً من الشركة المساهمة بين الفاسدين من السوريين والفاسدين من اللبنانيين)..
    لا يحتاج السيد حسن نصر الله إلى الشجاعة ليقول إن <<حزب الله>>، الذي حقق بدماء مجاهديه نصراً مؤزراً على العدو الإسرائيلي، إنما يستمد حصانته وحمايته من الإجماع الوطني حول مهمته المقدسة.
    أما وأن <<حزب الله>> هو البند الثاني على جدول أعمال التدخل الدولي، والدور الإسرائيلي فيه واضح ومعلن، فإن من حق السيد حسن نصر الله أن يسأل المرحبين بهذا القرار والملحين على تنفيذه (كاملاً وفوراً) إلى مخاطره على لبنان، دولة وشعباً، بوحدته الوطنية ودولته بمؤسساتها.
    وهنا كان لا بد أن يتقاطع نداء السيد حسن نصر الله مع الموقف الذي أعلنه الرئيس السوري بشار الأسد محذراً من أن يتحول قرار التدخل الدولي أو أن يؤدي إلى اتفاق 17 أيار جديد، يعيد فتح أبواب جهنم على لبنان واللبنانيين (وعبرهم على جيرانهم من أشقائهم العرب في سوريا بداية، ثم في فلسطين)، لا سيما إذا ما استذكرنا ما يجري للعراق وفيه وما يتهدد وحدة شعبه وكيانه السياسي من مخاطر مصيرية.
    إن البند الثاني في القرار الدولي هو المدخل إلى ضرب المقاومة في لبنان، التي ترى نفسها <<ضمن استراتيجية الدولة>> وليست خارجها، وترى بالتالي في تدعيم الوحدة الوطنية على قاعدة اتفاق الطائف ضمانة وطنية لوجودها وتمكينها من أداء مهمتها حتى الإنجاز بالتحرير الكامل للمحتل من الأرض اللبنانية.
    ويعرف قادة المعارضات المختلفة المؤتلفة هذه الحقيقة، وإن تباينت مواقف بعضهم عن البعض الآخر... فثمة من يتعجل الانتساب إلى العالم الجديد الذي تبنيه الإدارة الأميركية، بمعزل عن الاعتبارات الوطنية أو موجبات الانتماء القومي. وثمة من لم يتعظ بالتجربة المأساوية التي فرض على لبنان أن يعيشها في ظل محاولة قهره باتفاق الإذعان في 17 أيار 1983.
    ويعرف الجميع أن مجرد تصنيف <<حزب الله>> ميليشيا هو اعتداء على الحقيقة، وإهانة لدماء الشهداء، والأخطر أنها تمثل إدانة لكل من ناضل أو يناضل حتى الشهادة من أجل تحرير بلاده من الاحتلال.
    وإذا لم يكن مثل هذا التزوير لهوية المقاومة اعتداءً أجنبياً وتدخلاً فظاً في شؤون لبنان، بهدف ضرب مفهوم الوطنية فيه، ومفهوم الاحتلال، فكيف يكون التدخل، وكيف يمكن الحديث عن تحصين الوحدة الوطنية إذا ما سُمح للتدخل الأجنبي أن يضرب بديهيات الوحدة الوطنية، وإذا ما تم الخلط بين الأخ الشقيق (ولو أخطأ في التفاصيل) وبين العدو الذي يريد أن يفرض علينا اتفاق إذعان آخر، تحت غطاء التدخل الدولي القاتل للإرادة الوطنية؟!
    وبهذا المعنى تكتسب شهادة السيد حسن نصر الله في الرئيس الشهيد رفيق الحريري أهمية استثنائية، لدوره في الاعتراض على اتفاق الإذعان ذاك ومقاومته للتدخل الأجنبي عموماً، فضلاً من دوره الذي لا يمكن إغفاله في الوصول إلى <<تفاهم نيسان>> الذي يظل إنجازاً ومصدراً للاعتزاز الوطني والقومي، إذ أن حماية المقاومة بالمظلة الدولية مكّنت من تعزيزها قدراتها ومشروعيتها لإنجاز مهمة التحرير.
    وبديهي أن يلح السيد حسن، كما يلح كل مواطن لبناني، وكما طالب الرئيس بشار الأسد وتطالب وتلح أسرة الشهيد رفيق الحريري بوجوب كشف الحقيقة في جريمة الاغتيال باعتبارها أمراً وطنياً جامعاً لا يخص فئة بعينها... وسوريا أول المستفيدين من كشف الحقيقة.
    لقد أصاب السيد حسن حين وصف جريمة الاغتيال بأنها لغم كبير جداً ومؤامرة على لبنان وسوريا... وهي مؤامرة تستهدف، مع الشهيد، الوحدة الوطنية والعلاقات بين لبنان وسوريا، بل هي تستهدف هوية هذا الوطن الصغير ودوره القومي العظيم.
    لقد تحدث السيد حسن نصر الله، الشهيد المرجأة شهادته، إلى اللبنانيين بمنطق الحريص على وحدتهم والاجتماع على خيرهم في حاضرهم وفي غدهم: رفض منطق العزل والتخوين وتوزيع الشهادات بالوطنية حسب الغرض أو المزاج، ودعا إلى تعزيز الدولة وتوطيد أركانها (من دون أن يطلب حصة في حكمها!).. كما نبّه إلى مخاطر الانزلاق مع مشاريع التدخل الدولي إلى مهاوي الكارثة، منبهاً إلى أن من يرى في هذا التدخل انتصاراً لبنانياً على سوريا، أو انكساراً سورياً سيعود علينا بالخير، إنما هو واهم إلى حد الانتحار.
    إنها صرخة تنبيه تتجاوز حسابات الربح والخسارة في المنافسة بين الموالاة والمعارضة، وكلاهما أعجز من أن يواجه المخاطر منفرداً.
    وهو نداء من أجل الوحدة الوطنية التي من دونها لا يمكن أن نبني دولة أو أن نحفظ مستقبل هذا الشعب الذي طالما جاءته المخاطر مع مشاريع التدخل الدولي فيه.
    وفي انتظار أن نسمع جواباً صريحاً ودقيقاً ومحدداً من المعارضات المؤتلفة المختلفة، يمكن أن يضع الجميع على الطاولة لإعادة تثبيت التوافق على اتفاق الطائف، سيظل اللبنانيون أسرى هواجسهم وخوفهم على الغد يفزعهم أن يصفق أحدهم الباب بشدة أو تقفز قطة من النافذة وهم غافلون.

    تعليق


    • #3
      شيراك: لا انتقادات بشأن موقف حزب الله

      قمة فرنسية ألمانية تطالب سوريا بسحب قواتها في <<أسرع وقت>>
      شيراك: لا انتقادات بشأن موقف حزب الله





      أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أنه لا انتقادات لديه على موقف حزب الله طالما يعبر عنه بشكل سلمي وديموقراطي، وذلك خلال قمة عقدها والمستشار الألماني غيرهارد شرودر في بلومبرغ أمس طالبت سوريا بسحب <<جيشها وأجهزة استخباراتها بشكل شامل وبأسرع وقت ممكن>>.
      وقال شيراك، خلال مؤتمر صحافي مع شرودر، ردا على سؤال عن موقف حزب الله، انه لا يمكن <<الحؤول دون أن يعبر كل طرف عن موقفه>>. وأضاف <<لا انتقادات لدي بشأن موقف حزب الله (...) شرط أن يعبر عنه بأسلوب ديموقراطي، أي بشكل سلمي، وألا يكون فيه حض على تجاوزات لا يمكن لنا إلا أن نرفضها باسم الديموقراطية>>.
      وتابع شيراك <<ألاحظ أن المجتمع الدولي مجمع على مطلب أن يعبر لبنان عن نفسه بحرية وديموقراطية، وهذا طبيعيا يفترض ضمنا أن تنسحب القوى الأجنبية، خصوصا الاستخباراتية. أنا أشير إلى الاستخبارات السورية>>.
      ودعا شيراك وشرودر، في بيان مشترك، إلى <<انتخابات حرة وشفافة تسمح للشعب اللبناني بأن يقرر مصيره ديموقراطيا>>. وأضاف البيان أن <<ألمانيا وفرنسا تجددان تمسكهما باستقلال وسيادة وديموقراطية>> لبنان وتأخذان <<علما بإعلان الرئيس السوري قراره تطبيق القرار 1559>>، مشيرا إلى أن <<فرنسا وألمانيا تتوقعان أن تسحب سوريا جيشها وأجهزة استخباراتها بشكل شامل وبأسرع وقت ممكن>>.
      وتابع البيان <<سنظل متنبهين للجدول الزمني للمراحل المقبلة وسنظل شأننا شأن المجتمع الدولي كله في حالة تعبئة>>، مشيرا الى أن شرودر وشيراك سيتابعان <<بانتباه كبير>> المهمة التي سيقوم بها الموفد الدولي تيري رود لارسن <<قريبا في بيروت ودمشق>>.
      كما دعا البيان الفرنسي الألماني <<السلطات اللبنانية والسورية الى تعاون كامل مع بعثة التحقيق الدولية المكلفة جلاء كل الحقيقة>> حول اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري.
      وفي السياق، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن شيراك والرئيس الأميركي جورج بوش أكدا، في اتصال هاتفي أمس، <<إصرارهما على ضمان التطبيق التام والكامل للقرار 1559>>. وأضاف المتحدث باسم الإليزيه جيروم بونافون، الذي أوضح أن بوش هو من بادر بالاتصال، أن <<ذلك يمر بانسحاب القوات الأجنبية وأجهزة
      الاستخبارات (السورية) وإجراء انتخابات حرة وشفافة وديموقراطية حقا>> في لبنان. وتابع أن الرئيسين <<شددا على أهمية>> المهمة المقبلة لممثل الأمم المتحدة الخاص تيري رود لارسن <<لتقييم تطور الوضع، واتفقا على البقاء على اتصال مستمر بشأن تطورات هذه القضية>>.
      وفي السياق، أعرب وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر عن ترحيب ألمانيا بقرار الرئيس السوري بشار الأسد سحب القوات السورية من لبنان، واصفا إياه بأنه <<خطوة أولى في الاتجاه الصحيح>>. غير انه شدد على ضرورة تحديد جدول زمني صارم لإتمام هذه العملية.
      وأضاف فيشر أن ألمانيا وجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على أتم الاستعداد لدعم جميع الإجراءات التي يتعين اتخاذها من اجل ضمان سيادة واستقرار لبنان.
      (<<السفير>>، ا ب، ا ف ب، ا ش ا)

      تعليق


      • #4
        إيران تندد بالضغوط على حزب الله... وتركيا قلقة على المنطقة

        إيران تندد بالضغوط على حزب الله... وتركيا قلقة على المنطقة
        واشنطن لن تقبل بغير الانسحاب <<الكامل والفوري>>





        ردت الولايات المتحدة بحذر على قرار المجلس الأعلى اللبناني السوري بشأن انسحاب القوات السورية إلى البقاع، كمرحلة أولى، ووصفته بأنه <<نصف خطوة>>، مجددة التأكيد على أنها لن ترضى بديلا عن الانسحاب <<الكامل والفوري>>، فيما نددت إيران بالضغوط التي تمارس على حزب الله، وأبدت تركيا مخاوفها من أن تؤدي تداعيات اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري إلى إمكان تعريض المنطقة لمخاطر وقوع مشكلات جديدة.
        وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، سكوت ماكليلان، <<نقف مع الشعب اللبناني وأعتقد أن الشعب اللبناني يتحدث بوضوح كبير. يريد مستقبلا سيدا ومستقلا وخاليا من التأثير الخارجي والترهيب>>.
        وأضاف ماكليلان أن إعلان الرئيس السوري بشار الأسد سحب قواته على مراحل من لبنان <<لم يذهب بعيدا>>، مشيرا إلى أن <<سوريا بحاجة لأن تنسحب كليا من الأراضي اللبنانية>>.
        وتابع أن <<المجتمع الدولي يقول بجلاء كامل لسوريا إنهم بحاجة إلى انسحاب كامل وفوري من الأراضي اللبنانية. هذا ما يتوقعه المجتمع الدولي منهم>>، مشيرا إلى <<أننا نريد أن نشهد الانسحاب الكامل وليس أنصاف الخطوات>>. وأضاف أن <<سوريا تدرك ما عليها أن تقوم به. الأفعال أهم بكثير من الأقوال>>.
        وأشار ماكليلان إلى الانتخابات اللبنانية بقوله <<بالنسبة لهم كي تكون حرة ونزيهة وذات مصداقية، يتعين على سوريا أن تخرج من لبنان وان تخرج من لبنان الآن>>.
        أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، آدم ايرلي، فقال من جهته ان القرار 1559 <<لن يكون قد احترم>> ما لم تنسحب القوات السورية وأجهزة استخباراتها بالكامل من لبنان.
        وقال مسؤول في الوزارة نفسها، ردا على سؤال بشأن قرار المجلس الأعلى اللبناني السوري، إن <<ذلك لم يصل إلى حد مغادرة سوريا للبنان. لم يقل احد إن جميع القوات ستغادر لبنان>>. وأضاف <<سنواصل الضغط عليهم ولن نقبل بأنصاف الخطوات وسنقول علانية... إنهم عندما يصدرون مثل هذه الإعلانات عن انسحاب فإن هذا لا يُعَد كاملا ولا فوريا... وسنصفه بما هو عليه>>.
        وتابع هذا المسؤول، ردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تشعر بالقلق من احتمال حدوث عدم استقرار في لبنان إذا انسحب السوريون، أن لبنان <<قادر بصورة كاملة>> على ادارة شؤونه كبلد ذي سيادة كاملة. وأوضح أنه <<لا يمكنك أن تستخدم الضعف المفترض لحكومة لبنانية كنوع من المبررات لعدم إخراج القوات السورية>>.
        بريطانيا
        وفي السياق، قال وزير خارجية بريطانيا جاك سترو انه يرحب بتحرك سوريا بوصفه << خطوة أولى>>، مضيفا <<نتوقع رؤية تقدم سريع على صعيد انسحاب القوات السورية من لبنان بالكامل>> انسجاما مع القرار 1559.
        إيران
        وندد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية عبد الله رمضان زاده ب<<الاستفزازات الخارجية التي كانت على الدوام تؤدي إلى إشاعة الفوضى في لبنان>>. لكنه شدد على أن طهران <<تحترم أي قرار تتخذه غالبية اللبنانيين حتى ولو كان ذلك يتناقض مع رؤيتها>>.
        ومع ذلك، ندد رمضان زاده بما ورد في القرار 1559 من دعوات الى نزع سلاح حزب الله. وقال <<لا يمكن لمجلس الأمن أن يتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة (...) نحن نعتقد أن مثل هذا التدخل (...) الذي يستهدف المقاومة في مواجهة الاحتلال يشكل سابقة خطرة بالنسبة للأمم المتحدة>>.
        تركيا
        وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان، إن <<أنقرة تتمتع بعلاقات جيدة مع جارتيها سوريا ولبنان وترتبط معهما بحوار مفيد وبناء، وكذلك الأمر مع كافة دول المنطقة التي تجمع الشعب التركي بشعوبها علاقات صداقة وأخوة>>.
        وشددت الوزارة نفسها على أن <<أنقرة تولي أهمية خاصة لوحدة أراضي ووحدة لبنان واستقلاله>>، مشيرة إلى أنها تدعم القرار 1559 وأن <<تنفيذه السريع يحمل أهمية كبيرة في إطار التطورات الراهنة في لبنان>>.
        (ا ب، ا ف ب، رويترز، ا ش ا، د ب ا)

        تعليق


        • #5
          أميركا وأوروبا: حليفتان ظاهرياً

          أميركا وأوروبا:
          حليفتان ظاهرياً
          ايمانويل والرشتاين




          قرر جورج بوش، بعدما فشل في ترهيب أوروبا خلال ولايته الأولى، أن يجرب تكتيكا آخر. سافرت أولا كونداليسا رايس ومن ثم دونالد رامسفيلد ومن بعده بوش بنفسه إلى أوروبا في هجوم فتان. قالوا جميعا، بشكل أساسي، الأمور الثلاثة نفسها. لننس شجاراتنا حول العراق؛ تعتبر الولايات المتحدة أوروبا حليفتها؛ ولنناقش ما تريده الولايات المتحدة الآن وما يمكن أن نقوم به معا. لكنهم جميعا أضافوا أمرا رابعا: ستبقى الولايات المتحدة تقوم بما تريد إذا لم يوافق الأوروبيون أو يتعاونوا. قال بوش، خلال مؤتمر صحافي في أوروبا، حول النقاش مع الأوروبيين في ما يتعلق بإيران: <<الفكرة العامة بأن الولايات المتحدة تستعد لمهاجمة إيران هي ببساطة فكرة سخيفة. وبعد قولي هذا، تبقى جميع الخيارات على الطاولة>>.
          لائحة القضايا التي تختلف فيها الولايات المتحدة وأوروبا، طويلة جدا: حرب العراق والعلاقات الحالية مع النظام العراقي؛ التعامل مع سجناء غوانتانامو؛ السياسة الواجب اتباعها حول إسرائيل فلسطين؛ كيفية التعامل مع الانتشار النووي في إيران، وفي كوريا الشمالية؛ ما إذا كان يجب الحفاظ على حظر الأسلحة المفروض على الصين؛ الحظر المفروض على كوبا؛ ما إذا كان حلف الأطلسي يجب أن يبقى الإطار الأساسي الذي تحدث في ضمنه العلاقات الأوروبية الأميركية، في مقابل تعامل واشنطن مع الاتحاد الأوروبي؛ <<غاليليو>> في مقابل <<جي بي اس>> كأنظمة إبحار عبر الأقمار الاصطناعية؛ الحاجات الملحة الناتجة عن التغيير المناخي واتفاقية كيوتو: دعم المحكمة الجنائية الدولية؛ الشكاوى المتبادلة (والتهديدات بالانتقام) المتعلقة بدعم الصناعات؛ التعديلات الوراثية على البذور الزراعية؛ المنافسة بين <<بوينغ>> و<<ايرباص>>؛ وأخيرا وليس آخرا، بروز اليورو كعملة احتياط عالمية محتملة.
          هناك الكثير من الأمور التي تجب الإشارة إليها حول هذه اللائحة. فهي تتضمن تقريبا كل قضية جيوبوليتيكية مهمة. تتضمن عددا كبيرا من القضايا المركزية في الاقتصاد العالمي. إنها تقريبا جميع القضايا التي بلغ عمر الخلاف فيها الآن سنوات عديدة. إنها تقريبا جميع القضايا حيث اختلاف المواقف كبير جدا. إنها جميع القضايا التي يؤمن بها كلا الطرفين بقوة، والتي من الصعب أن ترى متسعا كافيا لتسوية. وهناك أمر أخير تجب الإشارة إليه. إذا سأل المرء عن موقف روسيا من هذه القضايا، يجد أن موسكو تتخذ في أكثرية الحالات موقف أوروبا نفسه.
          إذاً، بأي معنى يمكن للمرء أن يقول إن الولايات المتحدة وأوروبا لا تزالان حليفتين؟ حسنا، إنهما تتشاركان بعضا من المصالح المشتركة المهمة بينهما. كلتاهما مركز أساسي لتراكم رأس المال. كلتاهما مهتمة بالحفاظ على الاستقرار في الاقتصاد العالمي. كلتاهما قلقة من المطالب المتنامية لبلدان الجنوب في مفاوضات شمال جنوب في إطار منظمة التجارة العالمية. باختصار، كل منهما لا تريد أن ترى أي تحول جذري في النظام العالمي الذي نعيش فيه. كانت منابع القلق هذه أساس التحالف التاريخي بين الولايات المتحدة وأوروبا، ولن تختفي.
          إذاً، يمكن للمرء أن يجادل بأن النزاع هو بالكاد حول استراتيجية يتقاسم الطرفان ضمنها أهدافا مشتركة. وبمعنى ما، هذا هو ما فتئ القادة الأوروبيون يناقشونه منذ بعض الوقت. لكن يبدو أنهم لم يتمكنوا من إقناع الولايات المتحدة بذلك. لم تعتد واشنطن مناقشة الاستراتيجية مع حلفائها. اعتادت أن تقرر بشأن الاستراتيجية وبالكاد مناقشة القضايا التكتيكية الهامشية مع حلفائها الذين اعتادوا بدورهم ألا يكونوا في الواقع حلفاء وإنما أتباع موالين. قوضت تركيبة الانحدار الاقتصادي للولايات المتحدة ونهاية الحرب الباردة والإخفاق التام في العراق، قدرة واشنطن كلها على المساومة.
          لا تزال إدارة بوش غير قادرة على تصديق أن ذلك كله قد حصل فعلا. كان الهجوم الفتان عبارة عن مجرد كلمات معسولة. لحظ أحد المراقبين البارزين ذلك بوضوح. حضر وليام كوهين، السناتور الجمهوري لفترة طويلة من ماين ووزير الدفاع في إدارة كلينتون، إحدى المناسبات العديدة في الأيام الأخيرة حيث كانت الولايات المتحدة تنشر خطها الجديد في أوروبا. قال إن <<النغمة كانت مختلفة لكن اللحن هو نفسه>>. كما أن الأوربيين لم يخدعوا، ابتسم جاك شيراك برزانة لبوش وأذعن للولايات المتحدة في أحد أهم مطالبها وهو التدريب العسكري لقوات الأمن العراقية تحت قيادة حلف الأطلسي. خصصت فرنسا ضابطا واحدا لهذه المهمة. واستجاب فلاديمير بوتين لمزاح جورج بوش المهذب عبر تأكيد التزام روسيا بتأمين مواد نووية مخصبة لإيران وصواريخ أرض جو متقدمة لسوريا.
          في أيلول العام 2004، كتبت تعليقا بعنوان <<لا مهابين ولا محبوبين؟>> اقترحت فيه أنه يمكن للولايات المتحدة أن تتعامل بواقعية مع التمتع بكلتا الفائدتين. أنا سعيد بأن أفيد أن هذه الفكرة اعتمدت من قبل إحدى المجلات الرئيسية في الولايات المتحدة، <<التايم>>. ففي عددها الصادر في 21 شباط 2005، كتب طوني كارون: <<الحقيقة هي أن إدارة بوش لا محبوبة ولا مهابة في القطاعات المتنامية للمجتمع الدولي يتم ببساطة تجاهلها بصورة متزايدة>>.
          لا تريد أوروبا ولا روسيا ولا حتى الصين، لهذا السبب، التورط في صراع دام ومفتوح مع الولايات المتحدة. لكن أيا منها لا تريد أيضا التسليم بأسس مهمة للمواقف الأميركية التي تزداد غرابة. تعمل أوروبا على أن تستقر في موقع الحليف الظاهري، ابنة عم متسامحة تساير الولايات المتحدة عندما يتوجب عليها ذلك، وتتجاهلها ما تبقى من وقت. وعلى أميركا أن تقرر الآن ما إذا كانت سترد بفظاظة (وخطورة) وتبرهن أنه لا تزال لديها ألعاب عسكرية عبر توجيه ضربات لهم، أو تدرس بنضوج الخيارات المتوفرة حقا أمامها في القرن الحادي والعشرين. تحت إدارة بوش، لن أراهن على الخيار الأخير.
          ترجمة إيلي شلهوب
          () استاذ الدراسات المتقدمة في جامعة يال تنشر <<السفير>> النص بالاتفاق مع الكاتب.

          تعليق


          • #6
            خلفيات التحالف الأمريكي والفرنسي ضد سوريا
            إدراج "الخليج الاماراتية" بتاريخ 07/03/2005الساعة 06:38.

            كتب توفيق المديني....
            لم يكن موقف القادة الفرنسيين حاسماً كما هو الأمر في موضوع الحرب على العراق. بل إن العديد من المحللين الاستراتيجيين في الغرب يصفون المواقف بين واشنطن وباريس حول العراق بأنها غير متوافقة، ومتباعدة حول الملف الصهيوني الفلسطيني، ومتنافرة حول التخوف من الخطر النووي الإيراني. ومع كل ذلك، توصل الرئيسان جورج بوش وجاك شيراك إلى اتفاق بهدوء ومن دون ضجيج خلال صيف ،2004 على الأقل على واحد من الملفات في الشرق الأوسط : سوريا ولبنان. ففي 2 سبتمبر/ أيلول ،2004 وبعد مناقشات سرية، توصلت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا مجتمعتين إلى بلورة صيغة القرار 1559 في مجلس الأمن الدولي، الذي ينذر سوريا رسميا بإرخاء قبضتها التي تمارسها على لبنان منذ ثمان وعشرين سنة.
            وقد تمت المصادقة على هذا القرار1559 من خلال البيان المجمع عليه من قبل الأعضاء ال 15 في مجلس الأمن في 19 أكتوبر الماضي، والذي يطالب بانسحاب القوات السورية، التي لاتزال متمركزة في لبنان بعد أربع عشرة سنة من نهاية الحرب الأهلية اللبنانية، وبعد أربع سنوات من تقهقر الجيش الصهيوني من جنوب لبنان. وظل هذا القرارخاضعا للمراجعة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، الذي سيقول الكلمة الفصل فيه في حال عدم احترامه يوم 19 أبريل المقبل “إذ يطالب القرار المذكور أيضاً بحل ونزع أسلحة كل المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية”.
            إذا أخذنا في الاعتبار المصالح السورية الاستراتيجية من الناحية الإقليمية، ومن زاوية الأمن القومي العربي، وعبر نفوذها في لبنان، الذي يتبدى في نشر قوات يراوح تعدادها ما بين 12 و30 ألف جندي، علاوة على جهاز استخبارات نشط وبالغ القوة في لبنان على مدى السنوات الثلاثين الماضية، فإنّ القرار 1559 يعتبر ضربة موجعة تقوض المدى الإقليمي لسوريا إن لم نقل تقضي عليه، بتجريدها الورقة اللبنانية.
            الكل يعلم في الشرق الأوسط أن إدارة الرئيس بوش تريد أن تستخدم لبنان كمدخل لتغيير النظام في سوريا لأنه يشكل شرطا ضروريا لنجاح مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي عاد بوش وأعلنه رسميا،في فبراير/شباط ،2004 فمساحة سوريا أكبر من مساحة لبنان بحوالي عشرين مرة، وعدد سكانها يتجاوز عدد سكان لبنان (5 ملايين نسمة) أربعة أضعاف، وتمتد حدودها مع العراق المحتل إلى 620 كيلومتراً، حيث تعيش قبائل سنية كبيرة على جانبي الحدود المشتركة بين البلدين. وكان المحافظون الجدد الذين تربطهم صلات حميمة جداً مع مجموعات الضغط الصهيونية، وبحركة الاستيطان الصهيونية، لا يزالون يتهمون سوريا بأنها لا تفعل الكثير إزاء منع المقاومين المعادين للاحتلال الأمريكي من التسلل عبر أراضيها، واعتقال العراقيين الذين يعيشون في سوريا، حيث تشتبه واشنطن في أنهم يموّلون المقاومة العراقية التي اشتد عودها.
            وعلى الرغم أن سوريا تعاونت مع الولايات المتحدة في الحملة على “الارهاب” ولم تعمد إلى وضع العراقيل الجدية، وأكدت مرارا أنها تريد التفاهم والحوار لا المجابهة مع واشنطن، إلا أن هؤلاء الصقور الذين تتمركز معاقلهم بصورة أساسية في القيادة المدنية للبنتاجون، وفي مكتب ديك تشيني، ظلوا يتهمون سوريا بأنها تطور برنامج أسلحة الدمار الشامل، وترفض طرد الفصائل الفلسطينية المقاومة وإغلاق مكاتبها في دمشق، ويثيرون مسألة إخفاق سوريا المزعوم في التعاون الكامل مع الاحتلال ليبرروا بذلك انتهاج سياسة “تغيير النظام” في دمشق. على أية حال، هم يقولون على سوريا أن تختار بين خيارين: الأول خيار القذافي الذي يعني الخضوع الكامل. والثاني خيار صدام حسين الذي يعني الانتحار السياسي.
            من المؤسف أن المعارضة اللبنانية التي تمتلك أنصبة من الحق وأنصبة من الباطل، قد استقوت بالتدخل الفرنسي الذي طرح قضية التدويل، والتدويل متناقض مع مصالح الشعب اللبناني أولا، ومع مصالح العرب ثانيا، ومع أمنهم القومي، ومنسجم مع المخطط الأمريكي الصهيوني، ومصالح النظام الرسمي العربي، المهتم بأمور ثلاثة: الأول : بقاء الارتباط بالنظام الأمريكي، وأفضل طريقة لضمان ذلك هي التدويل. والثاني حل مشكلة الصراع العربي الصهيوني.
            إن الحكمة والعقلانية تقتضيان اتخاذ موقف حازم من كل تدخل دولي، فرنسي أو أمريكي، في الشؤون العربية، لأن مشاكل العرب يجب أن يحلها العرب أنفسهم. أما القوى الدولية، خاصة الذين استعمروا الوطن العربي وقسموه، وأيدوا قيام الكيان الصهيوني ودعموه، فيجب أن يمنعوا من أي تدخل في شؤون الوطن، لأن المستعمرين القدامى والجدد يريدون بكل بساطة إعادة تفكيك المنطقة ورسم خرائطها السياسية من جديد، تقود إلى سايكس بيكو جديدة. فهل مصلحة الشعب اللبناني تكمن في ذلك؟



            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
            ردود 2
            9 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة ibrahim aly awaly
            بواسطة ibrahim aly awaly
             
            يعمل...
            X