إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدمج : المواقف المحلية حول الشأن اللبناني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مدمج : المواقف المحلية حول الشأن اللبناني

    الرئيس بري للنواب: مع حوار وطني حول كل العناوين
    وسط اجراءات امنية مشددة لم تشهدها ساحة النجمة لكل الطرقات المحيطة والمؤدية الى مجلس النواب عقد مجلس النواب جلسة مناقشة تحت بند واحد هو مناقشة الاغتيالات، ترأس الجلسة الرئيس نبيه بري وحضرها رئيس الحكومة والوزراء والنواب. افتتحت الجلسة بتلاوة اسماء النواب الذين غابوا بعذر وهم النواب السادة: جورج افرام، عصام فارس، قبلان عيسى الخوري، قيصر معوض، واستهلت بالوقوف دقيقة صمت حداداً على روح الشهيد الرئيس رفيق الحريري، ثم دقيقة صمت ثانية على روح النائب السابق بهيج القدور، وقد ترافق ذلك مع النشيد الوطني.

    والقى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري كلمة في ما يأتي نصها: ''الشهيد الرئيس الصديق والزميل النائب رفيق الحريري، الزملاء النواب والزميل النائب باسل فليحان لعله قادر على الاستماع الينا، رئيس واعضاء الحكومة. لا يمكن لأحد ان يختصر الرئيس الشهيد رفيق الحريري بكلمة، فهو كل ما اجمعنا على قوله عنه منتشرا على مساحة العالم كما هو لبنان، مقيما على مساحة الوطن على قدر لبنان. في هذه الجلسة، المجلس النيابي بكامله يحمل صفة الادعاء على الذين حرضوا وخططوا ونفذوا جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومرافقيه وعدد من المواطنين اللبنانيين واصابوا العشرات في طليعتهم النائب الزميل باسل فليحان، وكذلك على الذين ارتكبوا ذات الجرم بحق النائب مروان حمادة الذي نجا بفضل عناية الله، المجلس النيابي اللبناني يسأل من قتل رفيق الحريري؟ يسأل المجلس بكل مسؤولية ويريد من الحكومة ان تبني جوابها استنادا الى التحقيقات القضائية بكل صدق وشفافية، واستنادا الى الأدلة والبراهين الواجبة في هذه القضية. المجلس يعرف ان المتضرر سلام لبنان، والمستهدف استقرار وازدهار وتقدم لبنان، المجلس يعرف ان المستهدف بالاغتيال والتشكيك بأول هدية سعى الراحل الكبير مع من سعوا لتقديمها للبنان اي اتفاق الطائف وبامكانية استكمال تنفيذه وترسيخه كرمز للوفاق الوطني، المجلس يعرف ان المتسهدف بهذا الزلزال هو هز الثقة بلبنان كضرورة لبنانية وعربية ودولية، المجلس يعرف ان المستهدف هو المظلة العربية الضامنة لسلام لبنان من دمشق الى الرياض الى كل العواصم العربية، المجلس يعرف ان المستهدف هو المظلة الدولية التي ترى في لبنان التعايش انموذجا للقرية الكونية، المجلس يستدعي اجوبة تتعلق بسؤال واحد من قتل رفيق الحريري؟ زملائي النواب وانا، لا نريد ان تتعرض سلامة التحقيق الى الخطر بسبب التسرع ولا نريد ان نتعرض لسرية هذا التحقيق ولكننا ايضا لا نريد اعذاراً او تلكؤا او اهمالاً وكذلك محاولات تحويل انتباه الرأي العام الى هنا او هناك لالهائه بحكايات او تكهنات، بالمقابل اتوقع من الزملاء النواب خلال هذه الجلسة التي يشاهدها الرأي العام اللبناني والعربي والعالمي ان نقدم في هذه الجلسة انموذجا عن الديموقراطية اللبنانية المصنوعة وطنيا في مسؤوليتنا تجاه هذا الحادث الجلل الذي أصاب لبنان في اغتيال احد ابرز رموز وحدتنا الوطنية الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ادارة اختلافنا او اتفاقنا موالاتنا او معارضتنا بصورة حضارية ، في قول ما نريد قوله في نص لا نخرج فيه عن الأدب السياسي ولا يتضمن لغة تحد واستفزاز، في ان لا نطلق الاتهامات جزافا بما يسيء الى علاقاتنا الداخلية او العربية او الدولية وفي الانتباه الى ان وكالتنا كنواب عن الرأي العام لا تتيح لأي منا ان ينصب نفسه محاميا او قاضيا او جلادا. الزملاء الأعزاء، الحكومة الموقرة، اننا جميعا نريد ان تخدم هذه الجلسة جلاء الحقيقة وان تسهم كشف المجرمين وان يفتح لنا الشهيد في غيابه كما في حضوره الباب لحوار وطني حول كل العناوين التي لم تتحقق في اتفاق الطائف من اعادة الانتشار ، الى الشق الدستوري والاعلامي، وفي حفظ المقاومة كضرورة لبنانية وفي صياغة افضل العلاقات مع سوريا وكل الدول العربية بما يضمن المصالح المشتركة لبلداننا وشعوبنا. الزملاء الاعزاء ان حفظ لبنان وفي قلبه ووجدانه الشهيد رفيق الحريري يتطلب كل ذلك القدر من المسؤولية ترتيب المسؤوليات، وأجزم ان وصية الصديق رفيق الحريري في هذه اللحظة السياسية هي تأكيد الوحدة الوطنية والعمل لتفسير حلمه باستعادة دور وموقع لبنان. عشتم ، المجد للشهيد الرئيس رفيق الحريري. المجد للبنان، عشتم وعاش لبنان''. }} استقالة كرامي }} وقبل بدء المناقشات في الجلسة الثانية اعلن رئيس مجلس الوزراء الاستاذ عمر كرامي استقالة الحكومة، في مستهل الجولة الثانية من الجلسة النيابية العامة التي استؤنفت،مساءً برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال الرئيس كرامي في بيان الاستقالة: ''بعدما سمعته في جلسة هذا الصباح، وجدت نفسي في حال ذهول وتساؤل عن الاتجاه الذي تؤخذ البلاد اليه، واكتشفت كم كنت اتعامل بحسن نية مع ما اسمعه من مواقف واتهامات، وصولا الى حد التجني. وبقيت اعتقد بأن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اكبر من ان يفكر احد بإستغلالها لمآرب صغيرة، حتى عندما يحصل ذلك، كنت افكر بان الامل يبقى رغم ذلك، لان الجميع يريد ان يعرف الحقيقة، وفي ذروة التصعيد الاعلامي والسياسي ضد الحكومة وضدي شخصيا، بقيت اقول ان السعي الجاد والدؤوب إلى إجراء تحقيق بصدقية، وكشف الجناة المجرمين سيعيد الامور الى نصابها وينصف الحكومة، وفي اسوأ الاحوال سيرضي اهل القضية، واسرة الشهيد. وكلنا اهل القضية واسرة الشهيد، ما من شك ان القضية كبيرة والجريمة خطيرة، لكن كنا امام احد خيارين: اما اعطاء الاولية لاستثمار هذا الحدث الكبير في حسابات صغيرة وفئوية، او ابقاء الاولوية لتحقيق صادق وجدي يكشف القتلة والجناة. لذلك، بقيت جهودنا منصبة على هذا التحقيق، وادرنا ظهرنا عن حسن ظن بنوايا الاخرين باسوأ ظروف الاستغلال''. أضاف: ''دولة الرئيس، الفقيد الكبير رمز لطائفة شكلت ولا تزال ركنا في هوية لبنان العربية، ولاغتياله جرح عميق في وجدان هذا الطائفة، كما سائر اللبنانيين. وانا مؤتمن على الموقع الاول لهذا الركن القومي، الذي تمثله هذه الطائفة في تركيب الدولة، ولانني لم اكن يوما متمسكا بمنصب، ونحن عائلة تاريخها تقديم التضحيات والشهداء من اجل لبنان، ولانني استطعت ان اتحمل كل الظلم والاذى، ولكنني لا استطيع ان ابقى على ما اعتقده بأن الاولوية هي كشف الجناة والقتلة، وابدو كمن ازايد على اسرة الشهيد، وقد سمعت شقيقته تدعو إلى رحيل الحكومة فورا كأولوية، ولأنني اكتشفت في سياق مناقشات جلسة الصباح ان الفراغ الذي نخشاه ليس مصدر خوف عند احد، ولأنني اكتشفت ان الحوار الذي نطلبه لم يعد مطلبا عند احد، ولأنني ادرك ان امتناعي عن القاء اللوم والمسؤولية بالتقصير على قيادة المؤسسة العسكرية ومخابراتها لم يكن بداعي الكرامة، بل حرصا على وحدة هذه المؤسسة، وحتى عندما حذرنا من انقسامها اتهمنا بالسعي الى التقسيم، ولأنني اسأل نفسي كيف ابدي الحرص على الوضع الاقتصادي والمالي، والخشية عليه اكثر من الهيئات الاقتصادية نفسها التي اشتركت بصورة او باخرى في الدعوة إلى رحيل الحكومة، فانني اشكر السادة النواب، الذين يشكلون اكثرية هذا المجلس النيابي والذين اكدوا لي اصرارهم على التصديق بالثقة لهذه الحكومة، وثقتي بأن لا مشكلة ثقة تواجهها الحكومة، فانني حرصا على الا تكون الحكومة عقبة امام ما يراه الآخرون خير البلاد، اعلن استقالة الحكومة التي لي شرف رئاستها، حفظ الله لبنان وشكرا''. وعلى صعيد آخر زار الرئيس بري، الرئيس عمر كرامي معزياً بشقيقته سليمى.


    عن جريده العواصف

  • #2
    نصر الله: لن نسمح بانهيار المؤسسات والمطالبون بنزع سلاحنا هم خارج استراتيجية الدولة

    ماذا قال الأمين العام لحزب الله للأسد في الاتصال الهاتفي بينهما بعد اغتيال الحريري؟
    لقاء الأحزاب يدعو للتجمع غداً وسط بيروت ويربط الوجود السوري في البقاع بالطائف
    نصر الله: لن نسمح بانهيار المؤسسات والمطالبون بنزع سلاحنا هم خارج استراتيجية الدولة
    عماد مرمل




    أعطى لقاء الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية إشارة البدء للهجوم السياسي والشعبي المضاد، بعدما طغى حضور المعارضة على ما عداه في الاسابيع القليلة الماضية.
    ولم تكن صعبة ملاحظة التبدل الواضح في مزاج العديد من المشاركين في اجتماع البارحة الذين مروا خلال الفترة السابقة بنوع من <<الإحباط>> نتيجة عدم وضوح الرؤية والاستراتيجية لدى الموالاة في مواجهة خصومها، قبل ان يتنفسوا الصعداء مجددا ويستعيدوا المعنويات وهم يخرجون من لقاء الاحزاب والقوى الذي انعقد أمس في الضاحية الجنوبية بدعوة من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في دلالة على قرار الحزب بمغادرة خط الوسط في الملعب الداخلي الى خط الهجوم حيث سيكون مطلوبا منه تسجيل الاهداف وليس تمرير الكرات فقط.
    وإستنادا الى الأجواء التي عكستها مصادر المجتمعين فإن إعلان الرئيس السوري بشار الاسد في خطابه عن سحب قواته الى البقاع ومن ثم الى الحدود شكّل نقطة تحول أساسية في مسار القوى الحليفة لدمشق التي شعرت بأن أبرز ذرائع المعارضة لممارسة الضغط السياسي والميداني على الآخرين قد سُحبت من التداول، وبالتالي بات بالامكان الآن استعادة المبادرة من دون إتاحة الفرصة لأي تشكيك في نوايا خصوم المعارضة الذين كان يجري في العادة اتهامهم بأنهم أقل حرصا من غيرهم على السيادة والاستقلال بسبب تعاطفهم مع الوجود السوري في لبنان.
    وتعتقد المصادر ان الطروحات السيادية للمعارضة ستكون على المحك بعدما رفع لقاء الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية شعارات من النسيج ذاته تدعو الى رفض التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية وحماية المقاومة من الضغوط الدولية والتصدي للتوطين ومعارضة القرار 1559، وذلك على قاعدة ان الاستقلال كل لا يتجزأ، وتتوقع المصادر ذاتها ان يتركز الجهد في المرحلة التالية بموازاة العناوين المشار اليها على تحريك بند تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية الوارد في اتفاق الطائف.
    وترى المصادر ان اندفاع اجتماع أمس الى مدى يتجاوز الحدود التي بلغها لقاء عين التينة في نسختيه الاولى والثانية يعود الى اعتبارات عدة من بينها أن الجسم الحزبي يستطيع ان يتحمل أعباء قد لا يقدر بعض الرسميين على مجاراتها، خصوصا ان لدى عدد من هؤلاء حسابات تحد من حركتهم وحماستهم، وهو ما لا يواجهه الحزبيون القادرون على التفاعل مع الاحداث بما تتطلبه من دينامية وسرعة في اتخاذ القرار، وبالتالي فإن لقاء عين التينة الذي أطلق دعوتين للحوار لم تتم الاستجابة لهما، لا يبدو مؤهلا في تركيبته لقيادة الشارع في مواجهة لها عديدها وعدتها.
    وكان السيد نصر الله قد استهل اجتماع قادة الاحزاب والقوى بعرض واف للاوضاع الراهنة في ضوء التطورات الاخيرة وخصوصا خطاب الرئيس الاسد، وتناول نصر الله في كلامه معظم النقاط التي أثارها في مؤتمره الصحافي لاحقا، متسائلا عما فعله دايفيد ساترفيلد أثناء زيارته الاخيرة الى بيروت وعن دوره في توفير الظروف لاسقاط حكومة الرئيس عمر كرامي، ولكن ما كان لافتا للانتباه هو ما كشفه نصر الله امام الحاضرين عند تطرقه الى جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري من أنه وبعد زيارته الى عائلة الشهيد للتعزية، أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس السوري بشار الاسد وأبلغه ان العائلة لا تثق في التحقيق اللبناني سائلا إياه عن موقفه من اقتراح بتشكيل لجنة تحقيق عربية لبنانية تشارك فيها المملكة العربية السعودية فأجابه الاسد على الفور بأنه موافق من دون تردد. واستغرب نصر الله في معرض مخاطبته للحاضرين كيف ان أصابع الاتهام وُجهت سريعا الى سوريا حصرا على قاعدة عنزة ولو طارت.
    وبعدما انتهى نصر الله من رسم الاطار السياسي للواقع الراهن وعرض خطة التحرك الشعبي، طلب الكلام الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي عاصم قانصوه الذي كان الامين العام لحزب الله قد سأله مازحا: أين الكوفية التي ظهرت بها في الشارع (أمس الاول)؟ فأجابه ضاحكا: إنها في صندوق السيارة وجاهزة للاستعمال عندما تقتضي الحاجة. وقال قانصوه مخاطبا الحاضرين: أعتقد ان لا داعي في أعقاب مداخلة <<سماحة السيد>> لاي إضافة، وأدعوكم الى حصر مداخلاتكم بتقديم اقتراحات عملانية حول خطة العمل.. فدعا بعضهم الى ان ينطلق التحرك من المناطق أولا ولكن رأى آخرون ان من شأن ذلك ان يميّعه في حين انه سيكتسب قيمة مختلفة إذا بدأ من العاصمة، وهكذا تقرر، كما اقترح البعض الآخر الدعوة الى الاعتصام في ساحة الشهداء الا ان الرأي استقر على ساحة رياض الصلح، وتحدث آخرون عن محاولة لإثارة الحساسيات بين الاحزاب من خلال فصل حزب الله وحركة أمل عن باقي القوى، وتقرر في ختام النقاش تأليف لحنة متابعة تتولى التحضير للاعتصام الجماهيري الذي سيقام بعد ظهر غد في ساحة رياض الصلح، وأكد نصر الله أنه سيبذل أقصى جهده للحشد والتنظيم برغم ضيق الوقت.
    أما الوزير سليمان فرنجية فقد أبلغ <<السفير>> انه وبعد قرار سوريا بالخروج من لبنان، باتت علاقتنا معها إستراتيجية، وقررنا نحن كلبنانيين التعبير عن رأينا في الشارع، كوسيلة ديموقراطية، اعتراضا على التدخل الاجنبي.. واعتبر ان خطاب الاسد كان ممتازا، لافتا الانتباه الى ان أي شخص موضوعي لا بد من أن يقرأه على هذا النحو>>، أما الذين انتقدوه فهم من النوع الذي لا يستطيع الظهور الا بمظهر المعارض لكل شيء لانهم إذا تخلوا عن معارضتهم يفقدون دورهم ومن ثم الحيثية التي تبرر وجودهم.
    عقد الرؤساء والأمناء العامون للأحزاب اللبنانية لقاءً ظهر امس في قاعة اللؤلؤة الرويس، وسط إجراءات أمنية مشددة، وعقد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد اللقاء مؤتمراً صحافياً جاء فيه: اجتمع الرؤساء والأمناء العامون لعدد كبير من الأحزاب والقوى اللبنانية بشكل طارئ لتدارس الأوضاع في البلاد على ضوء المستجدات الأخيرة، بدءا من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتصعيد الحاصل في البلد وصولا إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس بشار الأسد.
    أجمع الرؤساء والأمناء العامون على الإشادة بخطاب الرئيس الأسد واعتبروه خطابا تاريخيا وتأسيسيا وبحق بداية لمرحلة جديدة على مستوى لبنان ومستقبله وعلى مستوى العلاقات اللبنانية السورية. وتوقفوا بإعجاب أمام الوضوح والشفافية والصراحة التي يصعب أن يتحلّى بها حاكم عربي أو رئيس حزب فضلا عن حاكم عربي وأن يقدم مراجعة نقدية وأن يعترف بأخطاء، يعني مدير مدرسة لا يعترف، فكيف برئيس دولة مهمة في العالم العربي. وأشاد المجتمعون بشجاعة الرئيس عمر كرامي وأيدوا خطواته الكريمة في تقديم استقالة الحكومة التي ساعدت في تنفيس جزء كبير من الاحتقان في البلد وأعطت فرصة لالتقاط الأنفاس أمام الجميع.
    أضاف: تحدث المجتمعون عن محاور عدة :
    المحور الأول
    ما يتعلق بالوجود السوري والانسحابات المزمع القيام بها. يجب أن أؤكد أن سوريا حكومة وشعبا وجيشا وخصوصا القوات السورية في لبنان كان لها خدمات جليلة وكبيرة في لبنان وقدمت إنجازات وتضحيات خطيرة في لبنان لا يجوز أن يتجاهلها أي منصف وأي صادق وأي وطني، كل اللبنانيين يعرفون أنّ سوريا هي العامل الأساسي في إيقاف الحرب الأهلية وفي تحقيق الأمن والاستقرار وفي توحيد البلد وفي توحيد الجيش وساعدت بشكل أساسي في بناء مؤسسات الدولة.
    إذا كان يمكن اليوم للقوات السورية أن تنسحب إلى البقاع من دون أن تحصل مشكلة في لبنان فبفضل إنجازات سوريا في لبنان التي ساهمت وساعدت في بناء مؤسسات تمكن اللبنانيين من الوقوف على أقدامهم والاعتماد على أنفسهم. هناك أخطاء ارتكبت في لبنان تحدث عنها الرئيس بشار الأسد بالأمس، ولكن للإنصاف أيضا لو وضعنا حجم الإيجابيات والتضحيات والإنجازات التي قدمتها سوريا في لبنان في كفة والأخطاء التي ارتكبت باسمها في كفة أخرى لرجحت كفة الإنجازات والتضحيات والإيجابيات. نحن معنيون كلبنانيين اليوم أن نتقدم بالشكر الجزيل لسوريا قيادة وشعبا وجيشا وحكومة على كل ما ضحت به من أجل لبنان وأغلى ما ضحت به هو دماء أبنائها من جنود وضباط الجيش العربي السوري والمخابرات السورية في لبنان. ونحن لا ننسى خصوصا جيلنا على مدى عشرين عاما كيف كان يعمل هؤلاء في الليل والنهار ويخاطرون بأنفسهم في ظلام الليل الدامس ليوقفوا قتالا هنا وحربا هناك ومعركة هنا واشتباكا هناك. لذلك تقديم الشكر والاعتراف بالفضل هو من أقل الواجبات الوطنية ومن أقل الشيم والأخلاق التي عرف بها اللبنانيون على مدى السنين.
    ثانيا، نحن ندين ونرفض أي محاولة لإذلال سوريا في لبنان والحديث اليوم عن انسحاب مشرف بعد سيل الشتائم التي أطلقت خلال الشهور القليلة الماضية غير كاف وغير مقبول، الحديث عن انسحاب مشرف بحاجة إلى خطوة ومبادرة أكبر من كلمات. واسمحوا لي في هذه النقطة الأخلاقية أن أكون قاسيا، لقد استخدم من الشتائم ضدّ سوريا في الأسابيع القليلة الماضية أكثر بكثير وهي الصديق الذي قدّم كل هذه المساعدة للبنان مما استخدم ضدّ العدو الإسرائيلي الذي اجتاح بلدنا واحتل أرضنا وارتكب المجازر، وعودة بسيطة إلى الحضور الإعلامي والجو والكلام الإعلامي تؤكد هذه الحقيقة.
    ثالثا: نحن نعتبر أنّ خطوة الانسحاب إلى البقاع خطوة إيجابية وهي لمصلحة سوريا ومصلحة لبنان لأننا جميعا حريصون على تنفيذ اتفاق الطائف بالكامل، وإذا كانت هناك أسباب معينة منعت التنفيذ فمن المفترض أن نتجاوز هذه الأسباب.
    بالنسبة إلى بقاء القوات السورية في البقاع، يرفض المجتمعون وبالإجماع أن يكون خاضعا للقرار 1559 ويجب أن يكون خاضعا فقط لاتفاقية الطائف وبإرادة الدولتين اللبنانية والسورية اللتين تجتمعان وتحددان هذا الأمر على ضوء المصالح.
    المحور الثاني:
    رفض التدخل الأجنبي، السيادة أن نكون سادة أنفسنا والحرية أن نتخذ قرارنا بإرادتنا والاستقلال أن لا يتدخل أحد بشؤوننا، أمّا اليوم فنجد تدخلا علنيا لا يحتاج إلى استدلال ولا إلى معلومات ولا إلى وثائق، من قبل الإدارة الأميركية وبعض الدول الأوروبية وفي مقدمها فرنسا ودول أخرى في العالم.
    التدخل في الشأن اللبناني: هذا مسموح وهذا ممنوع وهذا مقبول وهذا مرفوض، يقولون الانتخابات في لبنان قبل انسحاب القوات السورية الكامل هي انتخابات غير شرعية وغير نزيهة وغير حرة، والوجود السوري في لبنان هو وجود قانوني، أمّا الانتخابات العراقية في ظل الاحتلال وبمعزل عن موقفنا منها فهي انتخابات يشيد بها العالم كله. هذا التدخل نرفضه بالتأكيد وهناك أسئلة كثيرة يجب على الأخوة في المعارضة أن يقدموا أجوبة عنها عن مدى تدخل السيد ساترفيلد بإدارة المعركة القائمة والسفيرين الأميركي والفرنسي بالتحديد. أنا لا أوجه اتهامات وإنّما أوجه أسئلة، وإذا كنّا ندعو بعضنا بعضاً للانضمام إلى انتفاضة الاستقلال والسيادة والحرية يجب أن نقنع بعضنا بعضاً بأنّ ما نعمل له حقا وصدقا وواقعا ومن دون أي التباس هو استقلال وحرية وسيادة.
    الأسوأ في هذا المحور، هو التدخل الإسرائيلي، هناك أيضا التباس بالنسبة لنا يثير حساسيتنا جميعا في الأحزاب والقوى اللبنانية، وهو ما كشفت عنه الصحف الإسرائيلية هآرتس ويديعوت أحرونوت ومعاريف، إنّ بعض قادة المعارضة اللبنانية اتصلوا بأصدقاء قدامى في الكيان الإسرائيلي وطلبوا منهم المساعدة الإسرائيلية للضغط على الإدارة الأميركية حتّى تكمل موقفها تجاه لبنان وأن لا تتراجع خشية أن يتبدل الموقف الأميركي في ظل أي توافق سوري أميركي جديد له علاقة أو صلة بالعراق. أنا لا أتهم أحدا في المعارضة ولكن ما كشفته الصحف الإسرائيلية بحاجة إلى جواب واضح من المعارضة، وأنا شخصيا أشهد أنّ في المعارضة قوى وشخصيات أساسية وطنية لم تكن في يوم من الأيام على صلة بإسرائيل وترفض بشكل قاطع الاتصال بإسرائيل ولا يمكن أن تراهن على إسرائيل.
    أقول لهؤلاء الذين أشهد بهم إن عليكم أن تتأكدوا من رفاقكم وتتثبتوا هل فعلا قاموا باتصالات من هذا النوع مع الإسرائيليين أم لا، هنا يكونون قد تجاوزوا الخط الأحمر الذي يجمع اللبنانيون على أنّه خط أحمر، وهذا يعطي مصداقية أكبر لما قاله الرئيس بشار الأسد من تحضير ل17 ايار جديد. وأنا أقول للبعض لو كانوا حقا على اتصال مع الإسرائيليين هؤلاء أيها السادة لا يهمهم لا دمكم الذي تركوه يسفح عندما خرجوا من لبنان ولا يهتمون بماء وجهكم. أمس يقول الرئيس بشار الأسد انتبهوا ل17 أيار جديد ويقف اليوم وزير خارجية العدو سلفان شالوم ليؤكد أنّه يمكن إقامة اتفاقية سلام مع لبنان بعد الانسحاب السوري من لبنان مباشرة. هذه أسئلة برسم المعارضة يجب أن تجيب عليها ليطمئن اللبنانيون وخصوصا المقاومون وعوائل الشهداء والذين قدموا تضحيات كبيرة في مواجهة العدو الصهيوني.
    المحور الثالث:
    تأكيد الرؤساء والأمناء العامين للأحزاب المجتمعة على التمسك بالسلم الأهلي، وبالعيش المشترك ورفض أي محاولة للإخلال بالأمن تحت أي عنوان أو ذريعة من الذرائع وتحت أي سبب، وممنوع. في الحقيقة إنّ الإخلال بالأمن يعني أنّ سوريا لم تنجز شيئا في لبنان ونقول إنّ الإخلال بالأمن هو تآمر على سوريا وعلى لبنان. نحن عندما نختلف أو نتظاهر يجب أن ندير خلافنا بالوسائل السلمية الديموقراطية المدنية الحضارية وهذا ما يجب أن نؤكد عليه. لكن يجب أن نلفت إلى أنّ هدف أميركا وإسرائيل وأنا لا أطلق اتهاما وإنما هذا هو الواقع تريدان بالفعل إشاعة الفوضى في لبنان وإعادته إلى حالة الفوضى من أجل إيجاد الذرائع لتدخل دولي أو من أجل قيام بعض اللبنانيين بالدعوة إلى تدخل دولي أشارت له قبل أيام وزيرة خارجية الولايات المتحدة كونداليزا رايس. الفوضى ممنوعة والسلم الأهلي خط أحمر وأي خلاف في السياسة أو في الحكم أو في الشارع يجب أن يدار بالوسائل الديموقراطية، ولدينا في مؤسسات الدولة السياسية والعسكرية والأمنية ومن وعي الأحزاب والمواطنين ما يكفي ليثبت أنّ لبنان بمستوى هذا التحدي.
    المحور الرابع:
    نحن نشعر في الأحزاب والقوى اللبنانية بقلق اتجاه الوضع السياسي القائم في لبنان ونتساءل هل يريد بعضنا في لبنان ، وعندما نتحدث كأحزاب لا نتحدث من موقع السلطة لأنّ بعض هذه الأحزب في السلطة، هل المطلوب أن يذهب لبنان إلى الفرغ وأن تنهار مؤسسات الدولة الواحدة تلو الأخرى، هل المطلوب أن نصل إلى مكان يقال فيه إن اتفاق الطائف لم يعد صالحا وعلينا البدء من جديد، نحن معنيون جميعا بأن نحمي مشروع الدولة ولا أتحدث عن رئيس أو حكومة أو مؤسسات محددة ، لأنّ الدولة في لبنان هي التي تحمي الجميع، ليست الميليشيات التي تحمي طوائفها والجيش اللبناني والقوى الرسمية التي تحمي اللبنانيين، الدولة التي هي قادرة على حل الأزمات التربوية والسياسية والاقتصادية ، والحل هو الانخراط في مشروع الدولة وفي مشروع حماية الدولة، وإذا شعرنا أنّ هناك من يريد أن يعود إلى ما قبل اتفاق الطائف، ومن موقع المسؤولية الوطنية الكبرى عن هذا البلد سوف نقف جميعا له بالمرصاد.
    المحور الخامس:
    أكدّ المجتمعون على وجوب كشف الحقيقة في جريمة اغتيال رفيق الحريري واعتبار أنّ هذا الأمر أمرا وطنياً جامعا، الكل يطالب بكشف الحقيقة والإسراع في ذلك وسوريا ولبنان هما أول المستفيدين من كشف حقيقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأنّه قد يكون في اغتياله في هذا الظرف والمناخ السياسي فخا أو لغما كبيرا جدا ومؤامرة على لبنان وسوريا وهي كذلك بالتأكيد، ولا يجوز أن تكون هذه القضية قضية فئة محددة وأن تصادر هذه القضية.
    المحور السادس:
    نؤكد على رفضنا لعزل أي حزب لبناني ولبنان لا يقوم إّلا على كل أبنائه، يجب أن يكون هناك حوار وتوافق شامل وخصوصا أننا نملك أساسا للتوافق وهو اتفاق الطائف الذي يجب أن نعمل على تنفيذ كامل بنوده خصوصا بعد لقاء المجلس الأعلى بين سوريا ولبنان. المرحلة الآن ليست مرحلة حوار بعض اللبنانيين مع سوريا وإنما مرحلة حوار اللبنانيين مع بعضنا البعض.
    تابع نصرالله: بناء على كل ما تقدم، الأحزاب لن تكتفي بالحضور الإعلامي والسياسي وهي ترفع صرختها وصوتها في هذه المرحلة التاريخية من حياة لبنان وسوريا والمنطقة، بل ستعبر عن رأيها من خلال الوسائل السلمية المختلفة سواء كانت اعتصامات أو تظاهرات أو تجمعات وهي ليست ردا على أي تظاهرات أو تجمعات، لكن هناك عناوين أخرى حساسة جدا قد تكون موضع اختلاف أو اتفاق، حماية المقاومة على ما يبدو في ظاهر الحال هي نقطة اجماع وطني وكذلك مسألة التوطين وسقف اتفاق الطائف، فإذا فتشنا عن نقاط الإجماع سوف نجد نقاط اتفاق مهمة، تبقى نقاط خلاف في المبدأ أو في الشكل.
    لقد قرر المجتمعون البدء بسلسلة تحركات شعبية تبدأ في العاصمة وتنتقل إلى بقية المناطق اللبنانية ولن يكون هناك تجمع ثابت كي لا يقال إنّ هذا التجمع مقابل ذاك، ونحن سندعو يوم الثلاثاء المقبل، الساعة الثالثة بعد الظهر، الى أول تجمع شعبي جماهيري سلمي حاشد في ساحة الرئيس رياض الصلح قرب مبنى الإسكوا وليس في ساحة الشهداء، أولا احتراما لعائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري واحتراما للضريح والأضرحة وما فيها من شهداء، وأيضاً احتراما للرأي الآخر في بلدنا.
    طبعا شعاراتنا ستكون موحدة والعلم الوحيد أيضا هو العلم اللبناني. وباسم حزب الله وباسم الأحزاب والقوى اللبنانية المجتمعة هنا أوجه الدعوة إلى كل اللبنانيين من كل الأحزاب والطوائف والفئات والمناطق إلى هذا اللقاء وإلى هذا الحشد الجماهيري رفضا للتدخل الأجنبي وتنديدا بالقرار الفتنة وشكرا ووفاء وتقديرا لسوريا قيادة وشعبا على انجازاتها الكبرى في لبنان ومطالبة بكشف الحقيقة الكاملة في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري ومن قضى معه في تلك الجريمة وتأكيدا للسلم الأهلي والعيش المشتنرك وحماية ورفضا لأي 17 أيار جديد في لبنان والمنطقة ورفضا للتوطين وتأكيدا على وجوب تنفيذ اتفاق الطائف في كل بنوده من خلال حوار اللبنانيين وتلاقيهم.
    حوار
    وسئل نصر الله: هل نحن أمام حرب ساحات ومن سيضمن الشارع اللبناني يوم الثلاثاء المقبل؟ أجاب: هناك قرار سياسي واضح من الأحزاب الداعية ولقد شددت على أنّه ممنوع الفوضى، فالسلم الأهلي خط أحمر، أي مظاهر مخلة بالأمن ممنوعة. ثانيا: عندنا جيش لبناني وقوى أمنية وعلى كل حال الأحزاب المشاركة ومن ضمنها حزب الله معروفون بقدرتهم الفائقة على التنظيم، نحن نتولّى تنظيم هذا الحشد ولن تكون هناك أي مشكلة على الإطلاق فالكل متفاهم على هذه المسألة.
    وسئل عما إذا كانت القوى والأحزاب اللبنانية التي اجتمعت، لم تكن على قدر المسؤولين في حماية مشروع الدولة حتّى جاء هذا التحرك، فأجاب: بكل صراحة ليس الضغط الدولي ولا حجم تحرك المعارضة هو الذي يمكن أن يؤخر تحركا آخر، هناك زلزال كبير حصل في لبنان اسمه اغتيال الرئيس رفيق الحريري. اصلا لو لم يكن هناك أزمة في البلاد، كانت هذه الحادثة ستجعل البلد في صدمة نفسية وسياسية لمدة طويلة من الزمن، فكيف وقد جاء من يحمل دم الرئيس الحريري ويتهم به جهة محددة ويحسم أحكاما بشكل قاطع ويشن هجمة واسعة. وفي الحقيقة أنا قلت للأخوة في الأحزاب، كلنا بحاجة إلى وقت للخروج من الصدمة، ليس صدمة تحرك المعارضة والذي صار له مدة، وإنّما صدمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأعتقد أنّ الأيام التي مرت ساهمت في استيعاب بعض تداعيات هذا الاغتيال، وطبعا هناك تداعيات كبيرة لم يتم استيعابها حتّى الآن. وخطاب الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي دعا هذه القوى إلى المسارعة للقاء.
    سئل: أشرتم إلى اتفاق 17 أيّار أكثر من مرة، ما رأيكم بالكلام الذي أطلقه الرئيس الأسد باتجاه القوى الوطنية لجهة الاستعداد لمعركة 17 أيار من جديد، فماذا يعني لكم اتفاق 17 أيار الآن بالتحديد، وما هو موقفكم بخصوص سلاح المقاومة؟ أجاب: ما يعنيه هو ما قاله وزير خارجية العدو الإسرائيلي شالوم الذي تحدث اليوم عن اتفاق سلام مع لبنان بعد الانسحاب السوري. طبعا هناك أصوات صدرت من المعارضة ممتازة وجيدة ونحن نراهن على هؤلاء، الضغط الدولي يريد أن يرسل لبنان إلى اتفاق 17 ايار، اللبنانيون معنيون برفض حصول هذا الأمر. ورسالتي إلى المعارضة أن تعلن بإجماع كما نعلن نحن بالإجماع ويجب أن يعلن كل لبناني بالإجماع رفضه لأي اتفاق 17 أيار من جديد.
    وإذا تحدثنا عن الولايات المتحدة هي ليست من الآن بل من العام 1982 لا تريد سلاحا للمقاومة في لبنان، وإذا كنّا نتحدث عن المجتمع الأوروبي فهو لم يتخذ موقفا حاسما حتّى الآن، فإسرائيل تطالب بنزع سلاح حزب الله. بالنسبة لهؤلاء المسألة مطروحة ولكن ما سمعناه حتّى الآن من الموالاة والسلطة والمعارضة والقوى التي تقف في الوسط، فالجميع مجمع على حماية المقاومة، وإذا كان هناك إجماع وطني على حماية المقاومة لن تكون هناك مشكلة اسمها سلاح حزب الله أو سلاح المقاومة.
    سئل: تحدثتم عن التمسك باتفاق الطائف ولكن ربطت الانسحاب بمصالح لبنان وسوريا وهذا خارج الاتفاق الذي يقول بتوقيع الحكومتين اتفاقا على فترة بقاء هذه القوات السورية وحجمها، وما رأيكم بالذي حصل في ساحة ساسين في الأشرفية؟ أجاب: إنّ اتّفاق الطائف يقول بأنّ الحكومتين تحددان مدة بقاء القوات السورية، وبالتالي بقاء هذه القوات خاضع إلى تحديد المصالح، ربما لسنة أو سنتين أو 5 سنوات أو عشر سنوات قابلة للتمديد وهذا يعود أمره إلى الحكومتين، وهنا يختلف اتفاق الطائف مع القرار 1559 وهنا لم نربط الوجود وبقاءه بفترة زمنية بل قلنا إنّ مدة الوجود مرتبطة بتوافق الدولتين.
    وفي ما خص الشق الثاني من السؤال، أنا لا أعرف ما الذي حصل ليلا في ساحة ساسين في الأشرفية، ولكن أي مظهر مسلح أو أي عمل يخل بالأمن نرفضه وندينه ومن أي جهة صدر وحتّى لو كان من شباب حزب الله.
    وعن رأيه في كلام البطريرك صفير بأنّه يرفض توقيع لبنان لأي اتفاق سلام، بل سيكون آخر دولة توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، قال: ما صدر عن البطريرك صفير ينسجم مع مواقفنا لجهة أن لبنان آخر من يوقع بمعزل عن موقفنا كحزب الله من أساس توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، وهذا يعني أنّ البطريرك صفير يطمئن اللبنانيين وسوريا بأنّ لا 17 أيار جديدا في لبنان.
    وحول ما يقصده بقوله انه سيقف بالمرصاد في وجه المحاولات لنسف مشروع الدولة، قال: يعني أننا لن نسمح بانهيار مؤسسات الدولة وأنّه يجب أن نشكل حكومة في البلد وقد لا نشارك في حكومة مقبلة ولكن قد نعطيها الثقة، بقاء البلد بلا حكومة خطأ وإذا شكلنا حكومة هل يعني ذلك العودة إلى إسقاط الحكومة من جديد، هذا ما أقصده، طبعا أقصد الوسائل السياسية والقانونية والسلمية، ولا يذهب أحد في تفكيره إلى مكان آخر.
    وسئل عما إذا كانت تصريحات بعض المعارضة اللبنانية التي أكدت حماية المقاومة هي تصريحات مرحلية لغاية إعادة الانتشار الجيش السوري، ومن بعدها يجري التفرغ للمقاومة وسلاحها، فأجاب: بالنسبة إلى بعض المعارضة فإنهم صادقون في ما يقولون، وبالنسبة إلى البعض الآخر الأمر يحتاج إلى تأكد وتثبت، والفرضية التي طرحت واردة.
    وردا على سؤال، قال: حزب الله ليس مسؤولا عن أي مسؤولية أمنية داخلية لبنانية، سواء دخلت في دائرة الأمن الوطني أو الداخلي أو القومي، لا علاقة لنا بها من قريب أو من بعيد. البعض طلب أن نساعد في التحقيقات في حادثة اغتيال الرئيس الشهيد الحريري، ونحن لا يوجد عندنا تشكيلات أمنية بهذا المعنى. نحن مقاومة موجودة في الجنوب ندافع عن لبنان، وأنا قلت في أكثر من مناسبة وبوضوح إنّ المسألة ليست مرتبطة بمزارع شبعا، وأنا متفائل بخروج العدو الإسرائيلي قريبا من مزارع شبعا بسبب المقاومة وأيضا لان الاميركي يقول للإسرائيلي: <<إذا بتطلع من مزارع شبعا تسقط الحجة القانونية والوطنية والشعبية من أيادي حزب الله ونأخذ سلاح المقاومة>>...
    أنا قلت بأنّ المقاومة وظيفتها ودورها ليس فقط تحرير مزارع شبعا وإنّما المساهمة مع الجيش اللبناني في الدفاع عن لبنان، طالما إسرائيل تعتدي وتخترق السيادة اللبنانية ولبنان في دائرة الأطماع الإسرائيلية يعني أن حالة الحرب لم تنتهِ مع لبنان، وبالنسبة الى هدنة العام 1949 التي يدعو بعض الزعماء في لبنان إلى العودة إليها، أنا أذكرهم بأنه في ظل هدنة العام 1949 ارتكبت مجازر في لبنان، دمرت الطائرات في مطار بيروت الدولي عام 1968 وفي كل سنة كان يحصل عدد هائل من الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وحتّى قبل مجيء المقاومة الفلسطينية إلى لبنان. هدنة عام 1949 لم تحمِ لبنان والذي يحميه تحالفه مع سوريا والتحالف بين الجيش اللبناني ومقاومته، وطالما أنّ لبنان بحاجة إلى الحماية فهو بحاجة إلى المقاومة وإلى سلاحها.
    سئل : تتحدث عن تطبيق اتفاق الطائف، ماذا تقول في بند إلغاء الطائفية السياسية، وما هو الخطاب الذي توجهه للشباب اللبناني الموجود في ساحة الشهداء وأين الطائفة الشيعية إزاء ما يحصل في البلد؟ قال: أولا في موضوع إلغاء الطائفية السياسية أنا لا أحب انه عند القول بانسحاب القوات السورية من لبنان نقول إلغاء الطائفية السياسية، ليس بهذا الشكل تدار الأمور. انسحاب القوات السورية سيحصل خلال يومين إلى البقاع، وسيحصل لقاء ينظم مدة وشكل وجود وبقاء القوات السورية، وكما قال الرئيس الأسد تكون سوريا في الشكل والقانون قامت بواجبها في موضوع اتفاق الطائف وتبقى بقية بنود هذا الاتفاق، وليس البند الوحيد هو إلغاء الطائفية السياسية، هناك بنود أخرى لم تنفذ في هذا الاتفاق وبحاجة إلى تنفيذ، الحل ما هو، ليس حوار المعارضة اللبنانية مع سوريا بل أن يجلس اللبنانيون مع بعضهم البعض، يريدون السير إلى البرلمان، أو حوار قوى سياسية وحزبية، أو عقد مؤتمر وطني، أو التوجه نحو الانتخابات النيابية، يوجد عندنا خيارات متعددة ولكن ما من أحد بإمكانه أن يفرض تفسيره لاتفاق الطائف والبنود التي لم تنفذ على الطرف الآخر. الموضوع بحاجة إلى حوار وتلاق وتفاهم وتوافق، وحزب الله جاهز على هذا الصعيد أن يقوم بمسؤولياته الوطنية. في هذه المرحلة لن يقف حزب الله جانبا، فالحزب معني بما يحصل ونحن قدمنا الدماء والشهداء والأخوة من القادة والجرحى والأبناء في سبيل حفظ وصون وحماية هذا الوطن، ولن نتركه ينهار داخليا بعدما واجهنا الاحتلال الإسرائيلي.
    ونقول للشباب اللبناني الموجود في ساحة الشهداء، نحن نحترم إرادتهم وصوتهم، وأنا أدعوهم إلى التظاهر معنا لأننا نخرج في هذه التظاهرة من أجل السيادة والحرية والاستقلال الحقيقي، عندنا ملاحظات على التدخل السوري، والرئيس السوري يقول بأننا ارتكبنا أخطاء، ولكن اليوم في لبنان ما من أحد جاهز ليقول ممن كانوا في السلطة أيام 17 أيار 1983 او خاضوا حروبا بأنهم أخطأوا أو لم يخطئوا، ونتمنّى على هؤلاء الشباب ان نراهم في مواجهة التدخل الإسرائيلي والخرق الإسرائيلي للسيادة اللبنانية بشكل مستمر وأن نراهم أيضا من خلال إقامة الاعتصامات من أجل سمير القنطار ويحيى سكاف وبقية الشباب المعتقلين عند العدو الإسرائيلي، وهم قالوا بأنّ معركة السيادة لا تتجزأ ولكنهم مارسوها بشكل مجتزأ، تعالوا لنمارسها بشكل غير مجتزأ.
    أمّا بالنسبة إلى الطائفة الشيعية لجهة موقعها ودورها، هذا التصنيف غير صحيح، هل الموجودون من الشباب اللبناني هم كل السنة والدروز والمسيحيين، هذا أمر خطأ، 4 آلاف مواطن، أو ثلاثون أو خمسون ألف مواطن، هؤلاء ليسوا كل لبنان أو كل الشعب اللبناني، أخذ الموضوع على التصنيف الطائفي والمذهبي هو خطأ مشكوك فيه أو أمر مشبوه وهذا معيب، عندما اجتمعنا في عين التينة كان اللقاء منضويا فيه كل الطوائف، والأحزاب التي التقت عندنا تمثل كل الطوائف، هذا التصنيف مرفوض فالشيعة مثل بقية اللبنانيين. في معركة السيادة والتحرير والاستقلال الحقيقية والدفاع عن لبنان ومستقبله لا يوجد شيعي أو سني أو مسيحي.
    سئل: ما رأيكم في مواقف بعض الدول العربية ومنها المملكة العربية السعودية ومصر لجهة مطالبتها بحصول الانسحاب الفوري للقوات السورية من لبنان؟ أجاب: إنّ المملكة العربية السعودية ومصر والجامعة العربية شاركوا بقوة في بلورة وتظهير اتفاق الطائف ونحن في لبنان ضمانتنا اتفاق الطائف ونحن ندعوهم إلى تفهم ظروفنا ووضعنا في لبنان وبالتالي الحرص على هذا الاتفاق. أنا أقول بشجاعة وجرأة المطالب الأميركية هي صورة طبق الأصل عن المطالب الإسرائيلية وأقول للقادة في المملكة العربية السعودية ومصر إنّ المطلوب وقفة تأمل وبمعزل عن الانفعالات التي أحدثتها وسببتها الأوضاع في لبنان وتداعيات استشهاد الرئيس الحريري، أنظروا ما تريده الولايات المتحدة وطابقوا لما يريده شارون وشالوم. ولا أخترع أي شيء جديد من عندي، فالمطالب الأميركية هي نسخة مكررة للمطالب الإسرائيلية.
    وعن رأيه في طرح المعارضة اللبنانية إنشاء صيغة وطنية تضم كل الأطراف اللبنانية لتكوين البديل عن المقاومة في الجنوب من أجل تحرير مزارع شبعا لكي لا يبقى قرار السلم والحرب بيد حزب الله، قال: تكلموا في زمن ما قبل الانسحاب الإسرائيلي عن صيغ للتنسيق في أطر المقاومة وكنّا نقبل وأيضا كان يحكى عن الشراكة في القرار الميداني، حسنا أنا اقبل أن يشاركني في القرار من يقاوم ولكن الذي يجلس تحت المكيف ويدور حول العالم بأمان لماذا يكون شريكا في القرار الميداني. المقاومة تصرفت ضمن استراتيجية الدولة وهي تعمل اليوم ضمن استراتيجيتها، والذي يطالب بنزع سلاح المقاومة هو خارج استراتيجية الدولة، وليست المقاومة.
    يبقى هناك كلام كمخرج للمقاومة أن تكون لواء يتبع لقيادة الجيش اللبناني، هنا نكون نضيّع خصوصية المقاومة في لبنان، عندما تصبح المقاومة تابعة للجيش فإنه عند اي تصد من المقاومة لأي اعتداء إسرائيلي سيقوم الطيران الإسرائيلي بقصف وزارة الدفاع ومؤسسات الدولة، حينئذ السلطة اللبنانية كاملة ستتحمل مسؤولية أي رد فعل تقوم به المقاومة على أي اعتداء إسرائيلي. يمكن ألا يحدث ذلك في سوريا التي هي بلد ممسوك حيث لعبة المقاومة والسلطة صعبة. في لبنان نتيجة تركيبة البلد ونحن خارجون من حرب أهلية استطعنا أن نلعب لعبة مقاومة وسلطة. حتّى في فلسطين دائما أنصح السلطة والمقاومة أن استفيدوا من هامش مقاومة وسلطة في فلسطين. ليس المطلوب من المقاومة أن تلغي السلطة وليس المطلوب من السلطة أن تلغي المقاومة. هذا جزء من النموذج اللبناني، لماذا نضيّع هذا النموذج، قوة المقاومة اليوم بقدرتها على حماية لبنان لأنها خارج دائرة القرار الرسمي ولكنها تعمل ضمن استراتيجية القرار الرسمي.
    وردا على سؤال، أجاب: لا أعتقد أن هناك إمكانية لأن تعزل سوريا ولا الدول العربية في وارد أن تعزلها، وأمس الرئيس بشار الأسد كوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد يتمسك بالثوابت ولكن يتعاطى بحكمة وواقعية وأعتقد أنّ سوريا قادرة على أن تتجاوز هذه المحنة وهذه المرحلة. وفي ما خص التصنيف، الرئيس الأسد يقدر أن يصنف لأنّه عاش هذه المعاناة، أمّا هل يوجد لبنانيون يمدون أيديهم إلى الخارج نعم، منذ ال 74 و75 و82 و83 و85، جيش أنطوان لحد هل هو جيش موزمبيقي، كانوا لبنانيين ومدوا أيديهم للخارج.
    وردا على سؤال آخر، أجاب: لا أحد يقدر على القول إنّه هو لبنان، نزلت <<شوية مظاهرات>> في ساحة الشهداء أصبح يقال لنا هذا هو الشعب اللبناني تعالوا إلينا، نحن نزلنا مئات الآلاف في الضاحية الجنوبية استحيت أن أقول إننا نحن الشعب اللبناني تعالوا إلينا، وقلت نحن جزء من لبنان ، نحن فئة من فئات الشعب اللبناني. الشعب اللبناني شعب كبير ولا أحد يختصره لا حزب ولا مجموعة أحزاب وحتى الذين اجتمعنا اليوم، لا بريستول ولا عين التينة ولا معارضة ولا موالاة وبالتالي كل يتحدث عن من يقدر على تمثيلهم ولا يقدر أن يتحدث باسم الشعب اللبناني كله، وبالنهاية يمكننا الحديث عن أنّ هؤلاء كثرة أو قلّة وطبعا من دون لغة نوعية بغيضة، هناك تمثيل نعم وقلت يوم استشهاد الرئيس رفيق الحريري هناك انقسام وطني في لبنان نعم صحيح هناك انقسام وطني، أرفض أي لغة تخوين، هنا يوجد وطنيون وهنا يوجد وطنيون، هنا يوجد مخلصون وهنا يوجد مخلصون، إذا كنّا مصرين على الحرية والسياة والاستقلال ومخلصين لوطننا تفضلوا للجلوس بلا شروط وتحت سقف واحد محسوم هو سقف الطائف لننقذ بلدنا.
    سئل: هناك أطراف في المعارضة تدعو إلى التدخل الدولي، وأيضا ترى في اتفاق الطائف روحية قرار ال 1559. كيف ستتعاطون مع هذا الأمر وكيف ستذهبون معهم إلى الحوار؟ أجاب: الطائف فيه رفض التوطين وهي مسألة إجماعية، ال 1559 سيؤدي إلى التوطين. كثر كانوا يقولون إنك كنت تلتقي مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري لقاءات طويلة لماذا الآن كشفت عن ذلك؟ أنا لم يكن عندي مانع في إعلان هذه اللقاءات لكن الرئيس الشهيد كان يفضل أن تبقى هذه اللقاءات سرا لأسباب لها علاقة بلبنان ولها علاقة بحركته وعلاقاته خارج لبنان.
    الرئيس الحريري هو الذي قال لي ويمكنكم أن تسألوا الذين كانوا في اللقاء وأصدقاءه المقربين: هناك من يعمل للتوطين، وحتى قال لي أسماء، هناك أناس في واشنطن لديهم برنامج جاهز طويل عريض يعملون للتوطين. تصوروا أنّ الحرب الأهلية كلها قامت في لبنان من أجل أنّ الفلسطيني <<مدري شو يعمل ومدري شو يساوي>> وصولا إلى رفض التوطين بعض الذين حملوا السلاح في وجه الفلسطينيين يعملون الآن في واشنطن ولندن وباريس وعواصم العالم لتوطين الفلسطينيين. الرئيس الحريري قال لي هؤلاء لا يريدون التوطين حبا بالفلسطينيين وإنهاء لمعاناتهم الإنسانية وإنّما هناك تبادل للخدمات مع إسرائيل، نساعد إسرائيل في التوطين تساعدنا في التقسيم، و<<إنّو نحنا بصراحة المسيحيين في لبنان وهم لا يتحدثون باسم المسيحيين ولكن يريدون قول ذلك نحن أصبحنا في بلد الغالبية الساحقة من المسلمين وقد زيد عليهم 300 الف فلسطيني ولم يعد بمقدورنا العيش في هذا البلد، النوعية والنخبة والحضارة <<فمنجي نقسّم>>. والآن المناخ مساعد باعتبار أنّ هناك حديثا في المنطقة عن تقسيم في العراق إلى لبنان.
    يريدون أن نجمع بين الطائف وال1559 في البند الخاص بالمقاومة، أمر هين: المقاومة ليست ميليشيا والدولة اللبنانية تقول المقاومة ليست ميليشيا. لا نريد من المعارضة أن تقول لي سنحمي المقاومة. بصراحة المقاومة تعتز بالتفاف أهلها حولها ونحن حاضرون أن نقدم دماءنا دفاعا عن بلدنا، نحن لسنا مجموعة تريد أن تأكل وتشرب وتعيش وتشتغل سياسة، نحن جماعة تضحية بالدرجة الأولى. وبالتالي الذي يريد تطمين المقاومة عليه أن يقول لها في بيان واضح: المقاومة في نظر المعارضة ليست ميليشيا ويعني ذلك أنّها أصبحت خارجة عن ال1559 وبعدها لنر اتفاق الطائف ما يقول عن المقاومة ونحن نقبل به.
    سئل: قد يقال إنكم حشرتم الرئيس الأسد عندما اعتبرتم ال1559 قرار إسرائيلي وفتنة بينما هو اعترف به؟ أجاب: أنا لم أقل قبلت سوريا بل قلت كعضو في هيئة الأمم المتحدة من حقها أن تحترم القرار ونحن أحزاب وقوى شعبية من حقنا أن نرفض. سوريا توافق على المفاوضات مع إسرائيل وحزب الله لا يوافق على المفاوضات مع إسرائيل. حزب الله يعتقد أنّ كل حبة رمل في فلسطين هي ملك الشعب الفلسطيني ولا أحد مخولا أن يسلمها للإسرائيليين. نحن لا نقول أننا نمثل السياسة السورية في لبنان، سوريا دولة لها سياستها ونحن شعب وأحزاب وقوى ولنا موقفنا ولنا طرقنا.

    تعليق


    • #3
      جواب عن سؤال غير مطروح

      جواب عن سؤال
      غير مطروح
      جوزف سماحة




      كثيرة هي التصريحات الصادرة عن أقطاب المعارضة، رداً على التحذير من 17 أيار جديد، والقائلة <<إن لبنان سيكون آخر دولة عربية توقع سلماً مع إسرائيل>>.
      إنه جواب على سؤال غير مطروح. ففي الظروف اللبنانية الحالية السؤال المطروح هو: هل يحصل الضغط ويستمر من أجل نقل لبنان من ضفة إلى أخرى؟ أي هل هناك من سيعمل لإنتاج توازنات معينة يلوح 17 أيار جديد في أفقها؟
      لنفترض السذاجة ونقل إن ليس في لبنان قوى سياسية جدية تتبنى سياسات علنية بهذا المضمون. إن هذا الافتراض الساذج لا يلغي، إطلاقاً، أننا سنبقى أمام معطيين يفترض أخذهما بالاعتبار.
      المعطى الأول هو أن السياسة الإسرائيلية المعلنة باتت ترفع من سقف طموحها حيال لبنان. نعلم جيداً أن نقاشاً حامياً يدور في إسرائيل حول المصلحة في ما يجري في لبنان. ولكن نعلم أيضاً أن موقف المؤسسة الحاكمة حاسم في أن نقطة تحققت لصالح التوسعية الصهيونية وأن المستحسن هو الاستمرار. يمكن التأكيد، رداً على ما تقدم، أنه، وبغض النظر عن التمنيات الإسرائيلية، فإن الفعالية الإسرائيلية في الداخل اللبناني ضعيفة. هذه ملاحظة في محلها. غير أنها تقودنا، مباشرة، إلى المعطى الثاني.
      المعطى الثاني هو أن السياسة الأميركية المعلنة حيال الأرض السورية المحتلة، والأرض الفلسطينية المحتلة، وعملية التسوية كلها، و<<حزب الله>>، ومشكلة اللاجئين... إن هذه المواقف المعلنة لا تقول شيئاً آخر سوى قيادة العرب، واللبنانيين، نحو سلم يسبق
      تحصيل الحقوق. وما يقال عن إسرائيل في لبنان لا يقال عن الولايات المتحدة. فالثانية صاحبة نفوذ هائل في عواصم المنطقة، وثمة معارضون لبنانيون لا ينكرون هذا النفوذ عليهم (تجدر ملاحظة العلاقة المستجدة بين <<المحافظين الجدد>> و<<المعارضين الجدد>>).
      هل من ضرورة للإفاضة في شرح بديهيات السياسة الأميركية في المنطقة (والعالم)؟ يمكن الاكتفاء بالمثال التالي. إذا كانت قراءة القرار 1559 من زاوية <<اتفاق الطائف>> واردة، فإن قراءة القرار المذكور واردة، أيضاً، من زاوية <<قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان>>. ومن يقدم على القراءة الثانية، أي الأميركية، سيكتشف، بسهولة، أن الهمّ الطاغي على البنود كلها هو كسر التوازن حيال إسرائيل فوق ما هو منكسر لأن القصد هو جعل السلام شبه العادل مستحيلاً.
      يقفز السجال اللبناني، بخفة، فوق هذه البديهيات. وتتميّز المعارضات، في هذا المجال، برشاقة قلّ نظيرها. هناك، بينها، من لا يأتي على ذكر السياسة الأميركية الإجمالية. وهناك من يقدم لها شرحاً نقدياً وسلبياً في توجهها حيال المنطقة (والعالم) ولكنه يتصرف كمن يستثني لبنان من هذا الشرح. ففي لبنان تصبح هذه السياسة صادرة عن أخلاق، وعن حرص على السيادة والديموقراطية، وعن تجاوب اضطراري مع تطلب شعبي. إن <<الشيطان>> الأميركي، عربياً ودولياً، هو ملاك لبناني وفاعل خير. وثمة أقلية باتت تتجرأ وتقول إنه آن الأوان لإعادة النظر في تقييم هذه السياسة، والاعتراف أن احتلال العراق أطلق شرارة الثورة الديموقراطية، وأن العواصف التي كانت متوقعة تبدت بصفتها وعوداً بالحرية والسيادة والاستقلال. مرة أخرى نحن أمام هذه العلاقة المستجدة بين جدد المحافظين وجدد المعارضين.
      لا بد، ربما، من استطراد حول النقاش اللبناني الدائر في الأوساط السياسية والإعلامية والإيديولوجية الأميركية. ويمكن، حصراً للبحث، تمييز ثلاثة تيارات يمثل <<المحافظون الجدد>> التيار الأول. عبّر عنهم كتاب من نوع ماكس بوت وتشارلز كراوتهامر. عبّروا بنشوة ما بعدها نشوة عن انتصار وجهة نظرهم في واجبات أميركا معتبرين أن النموذج اللبناني هو، بالضبط، ما كانوا يبشّرون به. لا يتردد هؤلاء عن كتابات ثأرية حيال خصومهم الأميركيين كما لا يخفون الاستهدافات البعيدة لما هو حاصل. يمثل <<الواقعيون>> التيار الثاني. ويبدي هؤلاء تخوفاً من دفع المنطقة دفعاً نحو فوضى يصعب التحكّم بها تقود إلى ضرب أي استقرار من دون تقديم بدائل مقنعة. يعرب <<الواقعيون>> عن مخاوف من أن تقدم الولايات المتحدة، في لبنان وسوريا، على مغامرات جديدة في حين أن الوضع العراقي غير مستقر. أما التيار الثالث فهو متشكل من مثاليين يتمتعون بقدر من الواقعية إلا أن التجربة اللبنانية جرفتهم نحو اكتشاف فضائل في السياسة <<البوشية>> كانوا ينكرونها (افتتاحية <<نيويورك تايمز>>).
      لا تختصر هذه اللوحة المشهد الأميركي طبعاً. ولكن لا يمكن للمرء إلا أن يطرح على نفسه التساؤل المقلق عن التماهي الكامل (الكامل) بين الأكثر ابتهاجاً بالثورة الديموقراطية اللبنانية والبرنامج المحلي والإقليمي <<المنسوب>> إليها وبين الأكثر دعماً للتوسعية الإسرائيلية، ولغلاة اليمين والاستيطان، ولرافضي سماع كلمة واحدة عن حقوق فلسطينية وعربية. إن في الإمكان البرهنة، بطريقة حسابية، عن هذه المعادلة لكن هناك، في لبنان، من يصر بعناد يحسد عليه على وضع <<الاستثناء اللبناني>> خارج سياق السياسة الخارجية الأميركية.
      ستستمر الولايات المتحدة في الدفع نحو تطبيق القرار 1559 حرفياً وبسرعة. واختباؤها وراء الشعار السيادي الديموقراطي صادر عن تقديرها بأن أكثرية لبنانية باتت في هذا الموقع وأن الانتخابات ستؤكد ذلك (إذا لم تفعل تعود واشنطن إلى اعتماد مدخل آخر).
      إذا كان هذا التقدير للنهج الأميركي صحيحاً، وهو صحيح، فإن السؤال المطروح على قوى المعارضة هو ما إذا كانت تعتبر أنها أنجزت ما تريد أم أنها ماضية في <<استعادة السيادة الداخلية>> من المقاومة والمخيمات. لا يفيد، هنا، الرد بأن لبنان لن يوقع اتفاق سلام. الرد المفيد هو الذي يوضح: هل <<حزب الله>> ميليشيا؟ هل النية هي حماية المقاومة أم المقاومين المتقاعدين؟ ما الموقف من قوة الردع لسلاح المقاومة؟ ما القول في الإصرار على حق العودة (بدل الشعار الكريه القائل برفض التوطين)؟
      تقضي الصراحة القول إن ثمة ما يقلق. فالمشهد الحالي يوحي أن المعارضة اللبنانية استخدمت جورج بوش (وغيره) من أجل استعادة السيادة وذلك من أجل توظيفها في سياق إنتاج توافق لبناني يحفظ المقاومة ويبقي لبنان في موقعه الإقليمي على الضفة الأخرى من الموقع الأميركي الإسرائيلي. هذه <<حقيقة>> أجمل من أن تُصدّق. الشك مسموح انطلاقاً، على الأقل، من معرفة ألف باء السياسة الأميركية والعلاقات التي تبنيها واشنطن.
      قد يمر لبنان في فترة <<تهدئة>> في ما يخص البنود الأخرى من 1559. وقد تركّز المعارضة على شعارات مربحة انتخابياً: الحقيقة، إقالة القادة الأمنيين، الحكومة، المراقبة الدولية للانتخابات، إلخ... غير أن التساؤل مشروع عما إذا كنا سنشهد يوماً إعادة إنتاج لبنانية لمطالب واردة في القرار الدولي وخاصة بالمقاومة والمخيمات. لا بد من المراقبة. المراقبة على قاعدة إدراك أن الولايات المتحدة <<تمهل ولا تهمل>> وأنها، في العادة، أكثر قدرة على استخدام أطراف محلية من العكس.

      تعليق


      • #4
        مناقشة هادئة لعواطف متفجرة!

        على الطريق
        مناقشة هادئة
        لعواطف متفجرة!
        سلمان طلال




        الصورتان متجاورتان على شاشات الفضائيات جميعاً، عربية وأجنبية، بحكم التزامن، لكن التناقض في الدلالات يجعلهما تنتميان لزمنين مختلفين: لكأن صورة التظاهرة، في قلب بيروت، بشعاراتها متعددة اللغة والمعنى، <<تبشّر>> بمستقبل مقطوع الصلة بالحاضر، بينما صورة اجتماع المجلس الأعلى اللبناني السوري، الذي انعقد بالاضطرار وبتأخير غير مبرر عن موعده المنطقي، تبدو وكأنها تختصر ماضياً سقط صريعاً بأيدي <<أهله>>.
        وبمعزل عن التظاهرة التي لولا جريمة اغتيال رفيق الحريري لتعذر تنظيمها وتوفير الحشد الذي جاء إليها بشعارات مغايرة لكل ما كان يؤمن به الرئيس الشهيد، وبهتافات تسيء إلى ذكراه وتكشف فضيحة انتحال البعض صفة <<أهل الفقيد>> وما هو منهم ولا هم منه، فإن <<المناخ>> السائد جعلها <<مشروعة>>، وكاد يبرر هتافاتها المستفزة بعنصريتها وبتزويرها هوية هذا الوطن وأهله. هي فرصة لم يضيّعها أولئك الذين لم يكن رفيق الحريري يقبل منهم حتى <<العلاقة الاجتماعية>>.
        لماذا هذه النهايات البائسة لبدايات كانت، على ما حفلت به من مرارات، توحي بإمكان بناء تقديم <<النموذج>> المرتجى في العلاقات بين بلدين عربيين متكاملين بالضرورة وبالمصلحة قبل العاطفة ووشائج القربى؟ لماذا تركت الأخطاء، التي لم تكن مخفية، تتراكم حتى سدت الأفق؟! لماذا لم يتم التنبه إلى الغلط فتفاقم حتى غدا معطلاً لأي محاولة لوقفه ناهيك بالتصحيح؟
        لماذا اغتيلت هذه التجربة الفريدة التي كان يمكن أن تشكل جواباً جدياً عن أسئلة معلقة من نوع: هل يمكن لدولتين عربيتين راشدتين، وخلف شعبيهما تراث غني في وعي المصالح وفي فهم السياسات الدولية، ثم إنهما يملكان من ثقافة التجارب والمعرفة بدروس التاريخ والطريق إلى المستقبل ما كان يؤهلهما لاختراق الاستحالة وإثبات القدرة على التعاون المفتوح الذي يطلبه ويسعى إليه الشعبان الشقيقان لأن فيه خيرهما في حاضرهما وفي غدهما المطموح إليه؟!
        ما الذي جرى حتى انقلب الاستقبال بالزغاريد والأرز وماء الزهر والورود في أيادي الأطفال، فرحاً بالجيش الشقيق الداخل ومعه وعد السلام الأهلي، إلى وداع بالهتافات المعادية والشعارات النابية واللافتات المكتوبة بلغة الاحتلال المقبل لتحريرنا من هويتنا ومن صلات الرحم... ديموقراطياً؟
        وكيف أمكن للخطأ أن يستشري فيلتهم كل الإيجابيات، ويشوّه كل المنجزات، ويعطل المؤسسات التي استولدتها الاتفاقات الممهورة بتواقيع رجال كبار بينهم الراحل العظيم حافظ الأسد؟
        كيف أمكن للأغراض الصغيرة أن تعطل الأهداف الجليلة.. فإذا الطريق بين بيروت ودمشق تفتقد طوابير العابرين، في الاتجاهين، تدليلاً على سلامة العلاقات اجتماعياً واقتصادياً توكيداً لسلامتها سياسياً؟
        كيف ولماذا بات <<الخط العسكري>> هو المفتوح للنافذين و<<نضب>> الخط المدني، أي الطبيعي؟! لماذا وصل التمييز بين الأخوة إلى هذا الحد؟!
        لماذا تمّ تعطيل المؤسسات، بدءاً بالمجلس الأعلى، مروراً بمقتضيات معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق، واجتماعات الحكومتين؟! ولماذا لم يرَ الناس في سوريا كما في لبنان ثمار هذه المعاهدة والاجتماعات والمؤسسات في حياتهم اليومية؟!
        لماذا زادت الفجوة بين الأخوة عبر الحدود، بدلا من أن تضيق تدريجياً، وعبر توطيد المصالح المشتركة، التي تشمل كل ما ينفع الناس، من الرغيف إلى الجامعة، ومن المصرف إلى المستشفى، ومن الزراعة إلى التجارة، ومن الصناعة إلى الكهرباء والغاز والمياه؟!
        لماذا تبدى الوجود السوري وكأنه <<تحكّم>> بدلا من أن يكون خطوة على طريق تكامل النفع للبلدين والشعبين، حتى أمكن تصوير العامل السوري المياوم وكأنه منافس للبناني في رزقه، فضلاً عن تصوير <<الأجهزة>> وكأنها المصدر الوحيد للقرار في أي شأن، سواء أكان سياسياً أم اقتصادياً، تربوياً أم اجتماعياً أم علاقة بين زوجين؟
        لماذا لم تتوفر أي قواعد للمراجعة والمحاسبة، بحيث يمكن وقف الخطأ قبل أن يستشري، ومنع <<التجاوز>> قبل أن يصير <<قاعدة>>؟!
        التساؤلات بحر بلا ضفاف، أي أنها بحجم لحظة الوداع المأساوية التي يستدعيها تسميم الجو بين البلدين الشقيقين، على مختلف الأصعدة، حتى بات كل خطأ يقع في لبنان يستحضر <<السوري>> كمتهم أوحد.
        إلى أن جاءت الكارثة مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فتفجر الضيق المختزن اتهاماً صريحاً أو مغمغماً، وانقلب الحزن إلى غضب، وتحولت خيبة الأمل إلى روح انتقامية تحاول الثأر ممن أضاع الفرصة التاريخية... وأضاع معها رفيق الحريري؟
        لقد استولدت الأخطاء المتراكمة الاشتباه، وتفجر الغضب كمضبطة اتهام ضد من كان مسؤولاً عن الوضع، وتركه يتردى من دون علاج...
        ثم إن كل المعنيين في لبنان أصغر، في عين الناس، من الشهيد ومن شجاعة الإقدام على اغتياله، وهكذا ذهب السيل في اتجاه مصدر القرار في كل أمر.
        ومع أن الناس كانوا يعرفون أن شهيدهم لم يخاصم سوريا يوماً، وقد والاها ووافقها حتى على ما يعترض عليه، حرصاً على العلاقة التاريخية، ومنعاً للدول الكبرى التي تجاهر بعدائها من أن تحقق مصالحها على حساب سوريا ولبنان معاً، ومنعاً لتحقق الأغراض الرخيصة للذين عادوا إلى المسرح السياسي تحت جناح التدخل الدولي...
        ومع أن الناس كانوا يعرفون أن شهيدهم عاش قومياً عربياً، وقومياً عربياً قد استشهد، وأنه كان بين العاملين لنصرة سوريا، خارج نطاق مسؤولياته الرسمية واستجابة لواجبه القومي،
        مع ذلك فقد مكّنت خيبة الأمل في المرجعية الصالحة من ترك الباب مفتوحاً أمام من يريد استغلال زلزال اغتيال رفيق الحريري لأغراضه، سياسية كانت أم طائفية، عنصرية ومعادية للعرب عموماً بشخص سوريا أم انتهازية تحاول القفز إلى السلطة مستقوية بصورة الرئيس الشهيد؟!
        إن ما جرى ويجري في شوارع بيروت وساحاتها، وفي أنحاء أخرى من لبنان، أبشع من أن يكون حقيقة... لكنه تعبير عن الغضب من القصور وخيبة الأمل في القدرة على الإنجاز، أكثر منه موقفاً معادياً لسوريا والسوريين (مع استثناء محدد لتصرفات بعض الخصوم الدائمين لفكرة العروبة ولعرب الجوار الفقراء، سوريين وفلسطينيين).
        على أن ما جرى يستدعي علاجاً جدياً وعاجلاً، بالفكر والسياسة، وبإعادة تغليب لغة العقل والمصالح، وبالتنبه إلى خطورة التدخل الدولي وآثاره المتفاقمة على البنية اللبنانية المنهكة بالخيبات...
        إن هذا الوضع الخطير الذي فرض الانسحاب العسكري، وهو مطلب شعبي سوري ولبناني، يستدعي مراجعة شاملة وهادئة للتجربة التي جاءت خاتمتها مرة... مراجعة لا يحكمها الانفعال العصبي أو رد الفعل الانتقامي، أو مواجهة العنصرية بعنصرية مضادة.
        إن الرد المطلوب رد سياسي يصدر عن قيادة مؤمنة بعروبتها، تعبّر عن حرص شعب شقيق على مصالحه المشتركة مع أشقائه في لبنان، وتملك شجاعة الاعتراف بالخطأ وشجاعة تصحيحه.
        إن الكثرة الساحقة من اللبنانيين تشعر بالاستفزاز وهي ترى الشعارات المعادية للعرب، في شخص سوريا، أو تسمع الهتافات العنصرية المقززة والمعبّرة عن روح انتقامية وجدت فرصتها، في هذه اللحظة، وعبر المأساة الوطنية القومية متمثلة باغتيال رفيق الحريري، فكشفت عن وجهها وخرجت إلى الشارع.. ولكن إلى حين.
        والكثرة الساحقة من اللبنانيين، بمختلف طوائفهم وأحزابهم وقواهم الاجتماعية، لا تريد القطيعة مع سوريا، وترفض كل محاولات التجييش ضدها، قيادة وشعباً وجيشاً بذل جنوده الدماء من أجل واقع مختلف عن الذي نعيش.
        إن المطلوب من القيادة السورية الحكمة في معالجة مرض مزمن، كانت أعراضه ظاهرة لكن الاستخفاف منع معالجته في الوقت المناسب وبالحزم المناسب، وبوعي كلي لخطورة تأثيره على العلاقات بين البلدين الشقيقين، خصوصاً أن <<التدخل الخارجي>> جاهز وهو معلن عن نفسه كل يوم، ويتحضّر <<لاستعادة>> لبنان وكأنه <<إرثه الشرعي>>.
        إننا في محنة، فلنثبت أن لنا القدرة على مواجهتها بالحكمة التي هي رأس الشجاعة.
        والحكمة مطلوبة من اللبنانيين أيضاً، الذين لا نستطيع مخاطبة سلطتهم فنتوجه إليهم مباشرة، وعبرهم إلى روح رفيق الحريري وهو شهيد لبنان وسوريا والسعودية ومصر وسائر العرب من المحيط إلى الخليج.

        تعليق


        • #5
          حزب الله يرفض الاستنسابية في اختيار أطراف الحوار

          نصرالله يناقش المرحلة الانتقالية مع فرنجية وأبو فاعور
          حزب الله يرفض الاستنسابية في اختيار أطراف الحوار
          عماد مرمل





          عشية التجمع الجماهيري الذي دعت اليه الاحزاب والقوى اللبنانية بعد ظهر اليوم وفي طليعتها حزب الله، استقبل الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله أمس شخصيتين من المعارضة هما عضو لقاء قرنة شهوان سمير فرنجية وعضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي وائل أبو فاعور اللذين لم يزورا نصرالله كوفد رسمي باسم المعارضة وإنما إنطلاقا مما يمثله كل منهما، وهو ما يفسر ربما تعمد كلاهما الإدلاء بتصريح مستقل في أعقاب الاجتماع الذي حضره أيضا القياديان في حزب الله محمود قماطي وغالب ابو زينب، وذلك بعد ساعات من ترحيب عدد من رموز المعارضة بالحصيلة الاجمالية لكلام نصرالله الذي أدلى به في مؤتمره الصحافي أمس الاول.
          ويبدو واضحا ان المعارضة تصر على تفادي اي شتباك سياسي مع حزب الله على الرغم من قراره النزول بثقله الى ساحة رياض الصلح في وسط بيروت اليوم، في تحرك مواز إن لم يكن مضادا لتحرك المعارضة الميداني الذي اتخذ من ساحة الشهداء القريبة منطلقا له.
          والظاهر ان الطرفين يحرصان على إبقاء فكرة الحوار عائمة في النصف الملآن من الكوب، استنادا الى بعض القواسم المشتركة التي قد تكون صالحة للبناء عليها، وهذا بالتحديد ما جرى التركيز عليه خلال لقاء البارحة في مقر الامانة العامة لحزب الله، والذي أُريد منه التأسيس لمدخل أولي الى الحوار المنشود، بعدما ينتهي كل طرف من إثبات شرعيته الشعبية في الشارع، وقد دار النقاش حول كيفية التعامل مع المرحلة الانتقالية التي تمر فيها البلاد مع بدء الانسحاب السوري وتدشين مرحلة جديدة من العلاقات اللبنانية السورية، وأكد فرنجية وأبوفاعور أهمية الدور الذي يؤديه نصرالله في عقلنة ردود الفعل لدى الموالين ولجم محاولات الاخلال بالامن، وأشارا الى ضرورة بقاء الصراع السياسي في الاطار الديموقراطي بعيدا عما يقوم به بعض المشاغبين في بيروت، وأبلغه الرجلان بان معظم العناوين التي تحدث عنها في مؤتمره الصحافي الاخير هي موضع توافق.
          وفي وقت لاحق، قال أبو فاعور ل<<السفير>> ان الانسحاب السوري ينبغي ان يتم من دون مراوغة او مماطلة كما ظهر من قرارات المجلس الاعلى اللبناني السوري الذي لم يجب صراحة على مطلب الانسحاب الكامل.
          أما من جهة حزب الله، فقد كان هناك تشديد خلال الاجتماع على وجوب عدم اخضاع الحوار المفترض لأي استنسابية، بمعنى ألا تشترط المعارضة محاورة هذا دون ذاك، وأكد الحزب في هذا السياق إصراره على ان يكون حلفاؤه معه، داعيا الى ان يجري حوار جاد بين الاطارين السياسيين القائمين حاليا وهما لقاء البريستول ولقاء عين التينة وبالتالي عدم اختزاله بفئة من هنا او هناك وذلك لضمان وصوله الى نتيجة إيجابية.
          وعندما طُرح مطلب المعارضة بإقالة قادة الاجهزة الامنية، نصح الحزب بان يتم الاهتمام أولا بملء الفراغ الدستوري الحاصل، من خلال التوافق على تشكيل حكومة مسؤولة تتصدى لكل الامور بدءا من استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة وصولا الى محاسبة كل من يثبت التحقيق تقصيره في القيام بواجباته في ما خص ملف جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
          وبالنسبة الى الاجندة السياسية، فقد تبين من النقاش ان هناك قراءة مشتركة للكثير من بنودها التي يبدو للوهلة الاولى أنها موضع تباين، ولكن حزب الله يستدرك بالاشارة الى ان ما يلتقي حوله مع زائريه البارحة قد لا يكون كذلك مع تيارات أخرى في المعارضة.
          وكان فرنجية قد صرح بعد اللقاء بان <<الهدف من هذه الزيارة هو التأكيد على السلم الاهلي وحق الناس في التعبير عن رأيهم بشكل ديموقراطي، كما انها جاءت للبحث عن سبل مواجهة الازمة التي تمر بها البلاد>>، وقال: بحثنا في كيفية التعامل في هذه المرحلة الانتقالية، مع هم اساسي هو التأكيد على تمسكنا بالاسلوب السلمي الديموقراطي اللاعنفي الذي ميز حركة الاعتراض في الفترة الاخيرة، واشرنا الى خطورة الاعتداءات التي تمت في الفترة الاخيرة، لانها هي التي تفتح الباب امام تطورات لا احد يتمناها في البلد، واتصور انه يوجد من الوعي عند كل الاطراف لضبط هذه التجاوزات.
          وأضاف: بالنسبة الى مسألة التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، نحن وسماحة السيد نعتبر ان هذه المسألة اساسية ولا يمكن تجاوزها، وهناك مسؤولية تتحملها الدولة والاجهزة في جريمة الاغتيال، مشددا على المطالبة بإقالة مسؤولي الاجهزة الامنية.
          وردا على سؤال حول تساؤلات السيد نصر الله بشأن ما اثارته وسائل اعلام العدو عن اتصالات جرت بين قيادات في المعارضة وقيادات اسرائيلية، أجاب فرنجية: لم نأت بجواب على الاسئلة التي طرحها السيد نصر الله، وان حركة المعارضة حركة وطنية نابعة من شعور بالمسؤولية وتبحث عن حل للازمة في البلد. واكد ان المعارضة لا تطالب باستقالة رئيس الجمهورية كما انها لم تطالب بتطبيق القرار 1559 الذي اعتبر انه قرار دولي يجب التعامل معه بجدية.
          وردا على سؤال حول اتفاق 17 ايار جديد حذر منه الرئيس بشار الاسد، اكد فرنجية ان المعارضة ليست في وارد محاولة جديدة لتعويم اتفاق 17 أيار، مشددا على أن المرجعية المشتركة بين الموالاة والمعارضة هي اتفاق الطائف، ولو طبق هذا الاتفاق ما كنا وصلنا الى خلاف بين لبنان والشرعية الدولية.
          أما وائل أبو فاعور، فأوضح أنه نقل الى السيد حسن نصر الله رسالة تقدير من رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط لموقفه العقلاني في لجم بعض حالات الفلتان التي قامت بها بعض المجموعات المرتبطة بأجهزة المخابرات وبعض المجموعات التي طالما أساءت الى العلاقات اللبنانية السورية، والتقدير العالي لدوره كعادته في إعادة النقاش السياسي في البلد الى مساره السلمي والديموقراطي والذي تدخل في صلبه تظاهرة الغد( اليوم) التي دعا اليها حزب الله.
          تابع: أكدنا ل<<سماحة السيد>> أن هناك الكثير من العناوين التي طرحت في خطابه بالأمس نحن نوافق عليها ونتبناها: مسألة اتفاق الطائف كمرجعية، مسألة رفض القرار 1559، رفض التدخل الخارجي، حماية المقاومة، وبالنسبة إلينا في الحزب التقدمي الاشتراكي حماية ودعمها خيار سياسي، مسألة السلم الأهلي وحماية المؤسسات، ومسألة عدم إذلال سوريا في لبنان أو التعامل معها من منطلق الضعف، هذه كلها عناوين عامة نتوافق فيها مع <<سماحة السيد>> وأعتقد أنها تشكل أرضية لكل القوى السياسية في لبنان، تحديدا في المعارضة مع الأخوة في حزب الله وفي عدد من القوى الأخرى التي تمتلك تمثيلا شعبيا.

          تعليق


          • #6
            &lt;&lt;أمل&gt;&gt;: لا يمكن القبول باستمرار التحريض الجاري حالياً

            <<أمل>>: لا يمكن القبول باستمرار التحريض الجاري حالياً





            أشاد المكتب السياسي لحركة <<امل>> في بيان بعد اجتماعه امس برئاسة النائب ايوب حميد امس <<بالكلمة التاريخية التي ألقاها الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد>>. واكد <<ان حركة امل التي كانت طليعة القوى التي أسقطت اتفاق السابع عشر من أيار، ستكون الطليعة في التصدي لأي محاولة لصهينة لبنان وجره ليكون ضد حاضره وتاريخه المقاوم>>، كما يؤكد ان حركة <<امل>> ستكون <<طليعة التصدي لمشروع التوطين ولكل مشروع يهدف الى النيل من الأماني الوطنية للشعب الفلسطيني>>.
            وشدد المكتب السياسي على ان التغيير والاصلاح والديموقراطية والحرية، لا يمكن الا ان تكون صناعة وطنية، وعلى ان الاجنبي الذي يلوح بيد بهذه الشعارات، يعطي اسرائيل باليد الاخرى السلاح الذي استخدم خلال حروبها على شعبنا واشقائنا.
            واشاد بالقرارات التي صدرت عن اجتماع المجلس الاعلى اللبناني السوري، ورأى ان العلاقات بين الدول، وخصوصا بين الدولتين الشقيقتين لبنان وسوريا، ترسم في إطار المؤسسات الدستورية والشرعية، ولا يمكن القبول باستمرار التحريض الجاري في الشارع وايهام بعض الرأي العام بأنه يخوض معركة استقلال وسيادة، وخصوصا ان سوريا لم تقصر في التضحية بكل غال من اجل سلام لبنان واستقراره وسيادته وازدهاره.
            وادان المكتب السياسي <<الكلام الرخيص وحملات التهجم التي تصدر عن بعض رموز المعارضة والتي من شأنها ان تزيد الشرخ وتعطل المبادرات للحوار>>.

            تعليق


            • #7
              احتضان المقاومة: كيف؟

              احتضان المقاومة: كيف؟
              جورج علم




              كان ل<<خطاب>> الامين العام السيد حسن نصر الله، وقعه أيضا لدى عواصم دول القرار. حظي بقدر من الاهتمام، يكاد يوازي ما حظي به خطاب الرئيس بشار الأسد، لكن الأولوية لا تزال للانسحابات، في ضوء ما قرره المجلس الاعلى اللبناني السوري، على هذا الصعيد.
              ما قرره هذا المجلس، أمس، لا يزال تحت مجهر المتابعة، وتقصّي المعلومات والحقائق، من قبل المعنيين الدولييّن، وإن كانت ردّة الفعل الأولية، تصرّ على مقولة <<الانسحابات قبل الانتخابات>>.
              الاولوية الثانية من القرار 1559 <<الدعوة إلى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها>>. السيد نصر الله، في زحمة الحديث عن الانسحابات، حدد موقفه من هذه الدعوة، وعلى قاعدة ان المقاومة ليست ميليشيا، وسلاحها خط أحمر.
              جاء طرحه، على خلفية، كأن الانسحاب السوري قد أنجز، وأصبح الجيش وراء الحدود، وكان لا بدّ بالتالي من التعاطي مع الساحة الداخلية من موقع مختلف.
              المتداول ان هناك توجها أميركيّا فرنسيّا أوروبيّا دوليّا، مفاده التروي، والتعاطي بهدوء مع القرار 1559، إذا ما نفّذ الجزء الاول منه، بالسرعة المطلوبة.
              هناك حرص على الاستقرار في لبنان. كيف يمكن تأمينه؟ الجواب عند << الحزب>> واضح، التمسك بالسلاح في إطار الاستراتيجية اللبنانية السورية، التي تمّ التأكيد عليها أمس في اجتماع المجلس الاعلى، الى حين يتحقق السلام العادل والشامل.
              الجواب عند المعارضة، وتحديدا عند بعض رموزها: احتضان المقاومة، وحصر مهمتها بمزارع شبعا، على الرغم من وجود ثغرة قانونية دوليّة حول لبنانيتها، وفتح قنوات الحوار على هذا الأساس، وعدم التسليم بمعادلة إبقاء <<لبنان رهينة>>، الى حين ان يتحقق السلام في الشرق الاوسط، وهو سلام كما قال الرئيس الأسد لا مكان له في المدى المنظور.
              الجواب عند الفرنسيين، متفهّم لغاية الآن: حرص على الاستقرار الداخلي، وحرص على ألاّ يدرج <<الحزب>> على لائحة الارهاب، وليس هناك مانع من التوصل إلى صيغة بين قيادة <<الحزب>> وقيادة الجيش إلى صيغة <<لتحييد سلاح المقاومة>> دون ان يشكل ذلك أي انتفاص من دورها، وجهوزيتها، خصوصا في ظل المعادلة السائدة في الجنوب، واستمرار الخروقات الاسرائيلية، الجويّة، والبريّة، والبحرية.
              الجواب عند الاميركيين، مختلف، مغاير، ينسجم الى حدّ بعيد مع الموقف الاسرائيلي، لكن يمكن إدخال بعض التعديلات عليه، إذا ما تأمن التفاف لبناني شامل حول المقاومة، وإجماع فعلي حول أهمية دورها، وحماية سلاحها. هذا الإجماع يفترض ان يشكل اولوية الحوار بين الدولة و<<الحزب>> والمعارضة. خارج هذا الحوار، كل الضمانات الاخرى لا تشكل الحماية المطلوبة، ويصبح الاستقرار الوطني في مهب الريح؟!.

              تعليق


              • #8
                تظاهرة اليوم: التذكير بحقيقة النصاب اللبناني

                موالون يتدربون على العودة إلى المعارضة .. والحوار بات مشروطاً من الطرفين
                تظاهرة اليوم: التذكير بحقيقة النصاب اللبناني
                إبراهيم الأمين




                منذ مدة غير بعيدة، اتصل النائب وليد جنبلاط برئيس أحد الأجهزة الأمنية، المطلوب رأسه هذه الأيام، وسأله رأيه في إشادة نائب وزير الدفاع الأميركي بول وولفويتز بشجاعة الزعيم الدرزي، وعقب ممازحاً: هذه شهادة تستأهل قتلي أليس كذلك؟
                الاتصال الذي بدأ على هذا النحو، تطرق سريعاً إلى الوضع الداخلي، وإلى البحث عن <<ثغرة>> تفتح نحو تنفيس الاحتقان، وعدم الوصول إلى اصطدام فعلي في الشارع، خصوصاً، أن رئيس الحزب التقدمي وأقطاباً في لقاء <<قرنة شهوان>> كانوا قد تلقوا إشارات واضحة بأن <<حزب الله>> لن يظل مكتوف الأيدي إزاء ما يحصل. وأن دعواته المتواصلة إلى الحوار، وتحمّله مزاجية الآخرين، وكل الكلام الجانبي له حدوده، وأن الحزب، ليس في موقع يسمح لآخرين بممازحته من خلال مواقف وتصريحات يمكن جمع الآلاف منها في ساعة واحدة.
                اثر ذلك، كلف جنبلاط النائب غازي العريضي إجراء اتصالات للمتابعة. ثم تقرر لاحقاً، أن يرسل جنبلاط العريضي ومروان حمادة لمقابلة <<قادة الشيعة>> والبحث معهم في الملف السياسي الداخلي. ثم جرى ترتيب الاجتماع بين العريضي والأمين العام ل<<حزب الله>> السيد حسن نصر الله، برغم أن البعض لفت إلى أنه لو لم تكن للعريضي مودة خاصة عند نصر الله شخصياً وعند قيادة <<حزب الله>>، لربما كان من الأفضل أن يتولى الأمر شخص آخر غير نصر الله، علماً، أن الاجتماع كان مفيداً، لقول ما يلزم من كلام يخص مستقبل لبنان.
                في هذه الأثناء، كانت المداولات بين قيادة <<حزب الله>> وأقطاب من المعارضة قد شهدت تطوراً في إثارة العناوين كافة، وثمة كشف للنوايا يسمح بتمهيد الأمر لحوار من نوع مختلف. لكن الفريق المعارض، وخصوصاً المفاوض منه مع <<حزب الله>>، كان حريصاً على أمرين: الأول، إسقاط الطابع الرسمي والشمولي للمحادثات، بمعنى أن هذا الحوار لا يتم وفق تكليف رسمي عام ونهائي وصادر بإجماع القوى المعارضة، بل إنه يمثل جزءاً قوياً وكبيراً لكنه ليس كل قوى المعارضة. والثاني، ان المحادثات الجارية لا دخل لها ببرنامج التحرك الذي تقوم به المعارضة، والذي سوف يستمر حتى تحقيق جملة مطالب المعارضة.
                في المقابل، كانت قيادة <<حزب الله>> تدرس الأمر من جانبها، والنقاش توسع في أوساط الحزب وكوادره وقواعده، ولدى الجمهور الملاصق، سواء من الشيعة أو من قوى أخرى تعتبر نفسها حليفة للمقاومة أو لسوريا. كذلك كان النقاش يشمل قوى رسمية موجودة في الحكم وسوريا أيضاً، وكان البحث يتركز على عدة أمور، من بينها كيفية التعامل مع القرار السوري بالانسحاب الكامل عسكرياً وأمنياً من لبنان. وتقييم مشترك لطبيعة الخطوة السورية، وكيفية التعامل مع الوقائع اللبنانية في المرحلة المقبلة. ثم طريقة قيادة القوى المحلية لمعركتها الخاصة بحفظ مكتسبات اتفاق الطائف، سواء ما خص الدولة من جهة، أو ما يخص موقع لبنان في المنطقة وسلاح المقاومة بصورة خاصة...
                ولم يكن الأمر يحتاج إلى كثير من الجهد حتى يتضح أن لدى <<حزب الله>> وقوى أخرى، رغبة قوية في تصويب مسار الأمور الداخلية، ولطالما واجهت المعارضة دعوات الحوار بالرفض، متحدثة عن حوار أفضل لها مع سوريا مباشرة، فإن القرار الأول كان: النزول إلى الشارع.
                وهذا القرار له عدته، وله ظروفه، وله مناخه وله قواه وله ساحاته أيضاً، وحساباته دقيقة للغاية، لا سيما أن مشاورات سريعة وعامة، أظهرت الآتي:
                أولاً: إنه لا بد من انتظار إعلان الرئيس السوري بشار الأسد قراره بالانسحاب من لبنان. وبالتالي وضع خط أحمر نهائي حول البند الخاص بالوجود السوري، وهو أمر يخفي من ناحية رغبة بعدم تولي مهمة الدفاع عن أخطاء كثيرة ارتكبت بقرار سوري أو باستغلال لوجود سوريا في لبنان، ولا لإظهار رغبة بالتمسك بوضع سياسي وإداري ناشئ بفعل الوجود السوري، وهو وضع غير مرحب به لبنانياً، ثم لكون التحرك، كان سيوظف حتماً في سياق معركة الانسحاب، وكان الفريق المتظاهر سيظهر وكأنه لا يريد انسحاباً سورياً من لبنان.
                ثانياً: إن القوى التي تقود هذا التحرك تدرس الأمر من زاوية أنها لن تربط مصيرها وكل برامجها بالوجود السوري، أو بهذا النمط من العلاقات اللبنانية السورية. وبالتالي، فإن <<الأجندة>> المحلية للقوى المعنية بالتحرك، تلحظ تعديلاً جوهرياً لجدول الأعمال، والذهاب نحو بحث مباشر في نقاط خلافية كثيرة. وخصوصاً ما يتعلق بسلاح المقاومة. والكل يعرف في هذا السياق، أن سلاح المقاومة سوف يكون هدفاً تالياً لقوى بارزة في المعارضة القائمة.
                أما في الجانب اللوجستي، فهناك أمور كثيرة كانت تحتاج إلى تحضير. منها رسم إطار جامع للقوى المنضوية في هذا التحرك، ورسم خارطة تحرك هذه القوى المفترض أنها موجودة في أماكن عدة من لبنان. وهذه الخارطة تمثل قوى حية وحقيقية، وتضم قوى ذات تمثيل شعبي شكلي كما هي حال قوى المعارضة (خارج جنبلاط وعون وجعجع). وقد تمّ حسم مسألة بالغة الأهمية، تتعلق بالحضور السني في التحرك، سواء من خلال مشاركة مباشرة وفعالة لأنصار الرئيس عمر كرامي والنائب أسامة سعد وشخصيات أخرى، أو من خلال عودة الجماعة الإسلامية للتحرك، بعدما كانت غادرت لقاء عين التينة على اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري. إضافة الى سليمان فرنجية وطلال ارسلان والحضور الخاص لكل من حركة <<أمل>> و<<حزب الله>>، والخليط الحزبي الذي يشمل القوميين والناصريين والمستقلين.
                كذلك هناك جانب من الإجراءات يخص ديمومة التحرك، وجعله يشمل المناطق اللبنانية كافة، وعدم حصره في العاصمة فقط. والسعي إلى حشد جدي وعدم الاكتفاء بنشاط رمزي، وهو أمر يقصد به إظهار قوة الفريق المعترض والرافض لبعض شعارات المعارضة، والرافض للتدخل الأميركي والفرنسي القائم الآن بوجه النفوذ السوري في لبنان. وهذا يتطلب إدارة خاصة، تتولى آليات من التنسيق التي لا تشبه ما كان يحصل في اللقاءات الحزبية التقليدية، تلك اللقاءات الموسمية، ثم هناك أمور أخرى، لها طابعها الشكلي، ولكن لها تأثيرها الكبير، وخصوصاً ما يتصل بالرغبة والإصرار على عدم الاصطدام بالتحرك السياسي المقابل. وعدم إفساح المجال أمام أي لحظة انفعال من شأنها قيادة البلاد نحو امتحان صعب، وهو أمر تطلب الضغط بقوة على بعض المجموعات الحزبية، أو <<الشلل>> التي قد تتورط في أعمال شبيهة بتلك التي حصلت خلال اليومين الماضيين، وهي أعمال لا تعكس سوى نقص في القدرة ونقص في الحيلة على ما يقول المثل الشعبي.
                أما لناحية الصورة المرتقبة بعد هذا التحرك فهي المتصلة بالمشهد العام لبيروت والبلاد، وإعادة وصل الأقضية بالمتصرفية في حركة قد لا تكون مرغوبة عند <<النوعيين>> الذين سيظلون يعتقدون أن واحدهم يساوي مئة ألف أو مليون من الجهة الأخرى.

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                x

                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                صورة التسجيل تحديث الصورة

                اقرأ في منتديات يا حسين

                تقليص

                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                يعمل...
                X