إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

قل يا حسين وقم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قل يا حسين وقم


    قل يا حسين وقم

    الحاج " ما شاء الله "

    الحاج " ما شاء الله " رجل من مدينة كرمان عمره حوالي سبعين سنة ، وهو من المداومين على إطعام الطعام بثواب الإمام الحسين { عليه السلام } في كرمان .

    هذا الحاج يقدم الطعام لمدة ثمانية عشر يوماً كل سنة في مدينته ، وموائده كموائد الملوك ، فهو يقدم كل أصناف الأطعمة على سفرته .

    أحد أساتذة الحوزة العلمية في قم يقول : ذهبت يوماً الى بيت الحاج " ما شاء الله " لألتقي به واسأله من أين له كل هذه الثروة التي تسمح له بإقامة موائد بهذا المستوى !

    ذهبت الى بيته وطرقت الباب ، فخرج لي رجل كبير في السن ومحاسنه يشع منها النور ، فقلت له : أأنت الحاج " ما شاء الله " ؟

    قال : نعم . قلت : هل تعرفني أنا العالم الفلاني ؟

    فعرفني لرؤيته أياي على التلفاز وأدخلني الى بيته ، فدخلنا وجلسنا فسألته من أين له القدرة على تقديم كل هذا ؟ ومن أين له كل هذه الثروة ؟ ثمانية عشر يوماً يقدم الموائد بهذه الطريقة ، وتكفي لأكثر من عشرة الآف شخص .

    قال : يا شيخ ، حقيقة الأمر في شبابي كنت مصاباً بالحصبة ، وانتشر المرض في جسمي وتدهورت صحتي ، عرضوني على أطباء أصفهان وشيراز وطهران بلا فائدة ، ورجعنا خائبين الى كرمان ، ويوماً بعد يوم يشتد المرض ، وأوصى الطبيب بعدم زيارتي لكي لا تنتقل العدوى ، وبعد ذلك لم يأت أحد لزيارتي ، ووالدي متوفى وأمي كبيرة في السن ، وهذه المرأة العجوز تعتني بي في مرضي ، وكل ما أقوم بتحذيرها من الأقتراب تقول : لا تخف سأموت قبلك إن شاء الله .

    لم تتوقف أمي عن زيارتي وقبل محرم بثلاثة أيام أخبرنا الطبيب ، بأنني أعتبر ميتاً ولن أعيش أكثر من عدة أيام ، فقال لأمي : خذيه الى البيت وأعتني به ليموت بجوارك ، فأرجعتني أمي الى المنزل .

    مضت ستة أشهر وأنا مشلول ، فوضعتني في الفناء وذهبت لحوض الماء ، وكان بيدها منديل من كربلاء كانت تأخذه في كل مجلس لتمسح به دموعها ، وضعته في الماء وبدأت تغسله وهي تناجي الإمام الحسين { عليه السلام } وهي تقول :

    (( يا حسين محرمك أقبل ، يا حبيبي يا حسين اذا لم يحن موت ابني إما أن تشفيه ويذهب بنفسه الى العزاء ولا يشغلني ، أو تأخذ روحه لأقيم عزائه ليومين وثم أتفرغ للعزاء في عاشوراء ))

    وأثناء مناجاتها وبكائها وفي هذه الأثناء وأمي تبكي إنكسر قلبي ايضاً فقلت : (( حسين ، إذا شفيتني سأطعم الطعام لعشرة أيام ))

    وكنا لا نملك شيئاً لأن كل ما لدينا أنفقته أمي على علاجي ، وبعدما فرغت أمي من مناجاتها أنزلتني الى السرداب ، وذهبت الى الطابق العلوي .

    يا سماحة الشيخ كنت نائماً لا أعلم متى ، فرأيت رجلاً ينزل من الدرج وأضاء نوره كل السرداب وجلس بجنبي ، وبدأ يمسح على وجهي ويسألني : كيف حالك يا " ما شاء الله " ؟ أبعد الله عنك كل سوء .

    وأخذ يتحدث ، كنت أريد أخباره بمرضي ، في الأخير تمكنت من إخباره فقلت : حاج أنا مصاب بالحصبة ، لا تقترب مني كي لا تصاب بالعدوى .

    فقال لي : لا تخف مرضك لا يضرنا نحن ، وقال لي : قف على قدميك !

    فقلت له : لا أستطيع ، لي ستة أشهر وأنا مشلول .

    قال : قل يا حسين وقم !

    فصرخت يا حسين وشعرت بقوة تسري في قدمي وتمكنت من الوقوف ، وعلمت أن هذا النوراني هو مولاي الحسين { عليه السلام } ، وبدأت ألتف حوله وأبكي بشدة وأصرخ : مولاي أنا عبد لتراب قدمك ، تلطفت علي وقطعت كل هذه المسافة .

    فأمرني أن أجلس بجواره ، فجلست ، فقال لي : يا " ما شاء الله " هل تتذكر وعدك بأن تطعم الطعام لمدة عشرة أيام ؟ فقلت : نعم سيدي .

    فقال : (( أمي الزهراء غريبة ، بعدد سنوات عمر أمي الزهراء { عليها السلام } ثمانية عشر ، أقم المجالس والموائد ثمانية عشر يوماً ، ثمانية أيام أتحمل نفقتها ، وعشرة أيام عليك ، لنتشارك في إقامة العزاء )) .

    قلت : يشرفني ذلك مولاي ، أنا حاضر بالرغم من فقري .

    وفجأة ذهب مولاي ، فأخذت أصرخ وأصيح وأبكي ، وكل المدينة عرفت بما حصل لي ، وفي اليوم التالي كنت بفناء المنزل وأتسائل كيف سأوفي بوعدي غداً لثمانية عشر يوما .

    فسمعت الباب يطرق فتحت الباب ورأيت أمامي سيارة مليئة بالرز ، وسألني : هل هذا بيت " ما شاء الله " قلت : نعم .

    قال : هذا من تاجر رز ويقول لك : (( الرز على عهدتي ما دمت حياً ، ولا تحمل همه )) .

    وهكذا حصل مع باقي المستلزمات ، وكل ما على المائدة يصلنا ولا نعرف من أين يأتي !

    يا سماحة الشيخ : صباح ليلة الوفاء بالعهد كنت نائماً تحت أشعة الشمس لأنني مدة ستة أشهر لم أتحرك ، ورأيت الباب يُفتح ، وإذت به ذلك النوراني الذي شافاني البارحة دخل الى المنزل وقال : (( " ما شاء الله " ألن تقيم اليوم مجلساً ؟ قم اكنس البيت وهيئه )) .

    فرأيت المولى الحسين { عليه السلام } ذهب وأخذ المكنسة وبدأ يكنس فناء المنزل ، فقمت وقلت : (( يا بن رسول الله { صلى الله عليه وآله } دعني سأنظفه بنفسي ، فرفض وقال : أريد أن أكنس ما تحت أقدام معزين أمي الزهراء { عليها السلام } بنفسي )) .

    الحاج علي خريباتي العاملي
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X