دور مسلم بن عقيل رضوان الله وسلامه عليه و"حقيقة" هدفه وحركته في الكوفة
اكثر شخصية تعرضت (للتشوية التاريخي) من اصحاب الامام الحسين واهله هو مسلم بن عقيل سلام الله عليه
واكثر من افترى على مسلم بن عقيل من المؤرخين هما الطبري وابن الاثير حتى ان كثير قراء العزاء ينقلون رواياتهما دون تمحيص او تحقيق
بداية لنتعرف على شخصية مسلم بن عقيل سلام الله عليه
مسلم بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم الحسين عليه السلام وزوج اخته رقية بنت علي بن ابي طالب وأمها أم حبيب الصهباء التغلبية .
ولد مسلم في المدينة المنورة سنة (22 هـ) على اشهر الاقوال وامه ام ولد لابيه عقيل من الشام ذكروا ان اسمها حليّة او "خليلة" على الاشهر
ينقل البخاري عن ابي هريرة ان مسلم بن عقيل كان أشبه بني هاشم بالنبي صلى الله عليه وآله
شارك في فتوحات شمال افريقيا مع عمه جعفر الطيار وعاش مع عمه امير المؤمنين في المدينة والكوفة وشارك في حرب الجمل وحرب صفين
خرج مسلم مع الامام الحسين عليه السلام من المدينة ووجهه الى الكوفة مع قيس بن مسهر الصيداوي (يعني من بني صيداء الاسدية وليس من صيدا كما يتبادر للبعض ) وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي وعمارة بن عبيد السلولي (مع دليلين اماتهم الطبري من العطش قال ماتوا الدواليل وبقي الصيداوي والارحبي والسلولي طيبين "مسخرة" هيدي). مع رسالة نقلها الطبري .
قيس ابن المسهر كان من سكان الكوفة، وتوّجه إلى مكة كي يوصل رسائل أهل الكوفة إلى الحسين بن علي. ثم عاد مع مسلم بن عقيل الى الكوفة على ايام ولاية النعمان بن بشير قبل ان يدخلها ابن زياد ويعزله ثم عاد واعتقل قيس في القادسية من قبل جنود الحصين بن النمير ايام ابن زياد لان قيس كان صلة الوصل بين مسلم والامام الحسين في طريقه
الكذبة التي كذبها الطبري على مسلم بن عقيل ونقلها ابن الاثير ايضا في كامله
مختصرها : ان مسلم بايعه اربعين الفا او ثلاثين الفا والمسعودي قال ثمانية عشر الفا بايعه من اهل الكوفة واتجه بهم نحو قصر الامارة وقبل ان يصل صلى بهم فتفرقوا عنه وبقي مسلم بن عقيل وحيدا فريدا يتلدد في ازقة الكوفة لا يدري اين يذهب حتى انتهى به المقام الى باب طوعة
لكن هناك رواية مخالفة تماما ينقلها ابن الاعثم في الفتوح الجزء 5 وينقلها والدينوري في الاخبار الطوال
ان مسلم بن عقيل بايعه ثمانية عشر الف لكن لم يجتمع معه الا اربعماية من اهل الكوفة قاتلوا معه وتحصنوا حول قصر الامارة وفر ابن زياد منه الى النخيلة مؤقتاً(لجبنه)ودارت معركة بين مسلم بن عقيل واصحابه وبين محمد بن الاشعث وجند ابن زياد الذي وصلوا من الشام بقيادة الحصين بن النمير .
رواية إبن ألاعثم الكوفي تقول : (وركب أصحاب عبيدلله ، وإختلط القوم ، فقاتلوا قتالا شديدا من الضحى الى غروب الشمس ، وعبيد الله بن زياد وجماعة من أهل الكوفة قد أشرفوا على جدار القصر ينظرون إلى محاربة الناس) .
إبن نما الحلي يروي خبرا خاصا في محتواه ويستفاد من روايته أن القتال الشديد بين الطرفين قد إستمر إلى الليل ، بل ويضيف هنا ان مسلما عليه السلام وجيشه حاصروا ابن زيادة في دار الامارة بالكوفة يقول ابن نما الحلي رحمه الله : (ولما بلغ مسلم بن عقيل رضوان ألله عليه) خبره خرج بجماعة ممن بايعه إلى حرب عبيد الله بعد أن رأى أكثر من بايعه من ألأشراف نقضوا البيعة ، وهم مع عبيد الله ، فتحصن بدار ألإمارة ، وإقتتلوا قتالا شديدا إلى أن جاء الليل) .
ويقول ابن ألاعثم الكوفي: «فما غابت الشمس ...، وقد أُثخن مسلم بالجراحات، حتى صار إلى دار امرأة يُقال لها طوعة ..»
لاحظتم الفرق وين في كذبة الطبري لان مسلم بن عقيل من جراء شدة القتال في سكك الكوفة الذي قدره بنهار كامل فكان انه قد وصل مسلم الى دار طوعة وبه جراحات من الاشتباكات مع جند ابن زياد .
لماذا رواية ابن اعثم الكوفي وابن نما الحلي والدينوري اصدق من رواية الطبري ؟
مسلم ابن عقيل عاش في الكوفة مع عمه امير المؤمنين عليه السلام فترة ليست بقصيرة ويعرف سكك الكوفة كلها فمن اين جاء الطبري بان مسلم خرج من المسجد وحيدا ولا يجد من يدله على الطريق ويتلدد لا يعرف اين يذهب (ما هذه الكذبة السمجة ؟!)
مسلم وصل الى باب طوعة صحيح ، لكن ليس على الحال الذي وصفه الطبري عن ابي مخنف لان الطبري اراد ان يجعل من مسلم رجل لا يعرف شيئا ولا خبرة له لا بالسياسة ولا بشؤون الحرب
والسبب الاخر ان مسلم بن عقيل عندما ارسله الامام الحسين عليه السلام الى الكوفة لم يرسله كي يأخذ البيعة ويجهز له جيشاً ، بل لهدف آخر له ارتباط بنفس نهضة الامام الحسين وملحمة كربلاء التي كان يعرف الامام الحسين واهل بيته واصحابه تفاصيلها ومآلها كما اخبره بذلك جده وابيه صلوات الله وسلامه عليهم .
يتبع مع (هدف دخول مسلم بن عقيل الى الكوفة )
ومن اراد الاستزادة مما ذكرت سأضع له رابط كتاب الفتوح لابن اعثم الكوفي في التعليق الاول حتى لا اطيل النص مع الصفحات التي تتحدث عما جرى مع مسلم في الكوفة والاقرب الى الحقيقة والواقع
الحاج مروان رحمه العاملي
اكثر شخصية تعرضت (للتشوية التاريخي) من اصحاب الامام الحسين واهله هو مسلم بن عقيل سلام الله عليه
واكثر من افترى على مسلم بن عقيل من المؤرخين هما الطبري وابن الاثير حتى ان كثير قراء العزاء ينقلون رواياتهما دون تمحيص او تحقيق
بداية لنتعرف على شخصية مسلم بن عقيل سلام الله عليه
مسلم بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم الحسين عليه السلام وزوج اخته رقية بنت علي بن ابي طالب وأمها أم حبيب الصهباء التغلبية .
ولد مسلم في المدينة المنورة سنة (22 هـ) على اشهر الاقوال وامه ام ولد لابيه عقيل من الشام ذكروا ان اسمها حليّة او "خليلة" على الاشهر
ينقل البخاري عن ابي هريرة ان مسلم بن عقيل كان أشبه بني هاشم بالنبي صلى الله عليه وآله
شارك في فتوحات شمال افريقيا مع عمه جعفر الطيار وعاش مع عمه امير المؤمنين في المدينة والكوفة وشارك في حرب الجمل وحرب صفين
خرج مسلم مع الامام الحسين عليه السلام من المدينة ووجهه الى الكوفة مع قيس بن مسهر الصيداوي (يعني من بني صيداء الاسدية وليس من صيدا كما يتبادر للبعض ) وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي وعمارة بن عبيد السلولي (مع دليلين اماتهم الطبري من العطش قال ماتوا الدواليل وبقي الصيداوي والارحبي والسلولي طيبين "مسخرة" هيدي). مع رسالة نقلها الطبري .
قيس ابن المسهر كان من سكان الكوفة، وتوّجه إلى مكة كي يوصل رسائل أهل الكوفة إلى الحسين بن علي. ثم عاد مع مسلم بن عقيل الى الكوفة على ايام ولاية النعمان بن بشير قبل ان يدخلها ابن زياد ويعزله ثم عاد واعتقل قيس في القادسية من قبل جنود الحصين بن النمير ايام ابن زياد لان قيس كان صلة الوصل بين مسلم والامام الحسين في طريقه
الكذبة التي كذبها الطبري على مسلم بن عقيل ونقلها ابن الاثير ايضا في كامله
مختصرها : ان مسلم بايعه اربعين الفا او ثلاثين الفا والمسعودي قال ثمانية عشر الفا بايعه من اهل الكوفة واتجه بهم نحو قصر الامارة وقبل ان يصل صلى بهم فتفرقوا عنه وبقي مسلم بن عقيل وحيدا فريدا يتلدد في ازقة الكوفة لا يدري اين يذهب حتى انتهى به المقام الى باب طوعة
لكن هناك رواية مخالفة تماما ينقلها ابن الاعثم في الفتوح الجزء 5 وينقلها والدينوري في الاخبار الطوال
ان مسلم بن عقيل بايعه ثمانية عشر الف لكن لم يجتمع معه الا اربعماية من اهل الكوفة قاتلوا معه وتحصنوا حول قصر الامارة وفر ابن زياد منه الى النخيلة مؤقتاً(لجبنه)ودارت معركة بين مسلم بن عقيل واصحابه وبين محمد بن الاشعث وجند ابن زياد الذي وصلوا من الشام بقيادة الحصين بن النمير .
رواية إبن ألاعثم الكوفي تقول : (وركب أصحاب عبيدلله ، وإختلط القوم ، فقاتلوا قتالا شديدا من الضحى الى غروب الشمس ، وعبيد الله بن زياد وجماعة من أهل الكوفة قد أشرفوا على جدار القصر ينظرون إلى محاربة الناس) .
إبن نما الحلي يروي خبرا خاصا في محتواه ويستفاد من روايته أن القتال الشديد بين الطرفين قد إستمر إلى الليل ، بل ويضيف هنا ان مسلما عليه السلام وجيشه حاصروا ابن زيادة في دار الامارة بالكوفة يقول ابن نما الحلي رحمه الله : (ولما بلغ مسلم بن عقيل رضوان ألله عليه) خبره خرج بجماعة ممن بايعه إلى حرب عبيد الله بعد أن رأى أكثر من بايعه من ألأشراف نقضوا البيعة ، وهم مع عبيد الله ، فتحصن بدار ألإمارة ، وإقتتلوا قتالا شديدا إلى أن جاء الليل) .
ويقول ابن ألاعثم الكوفي: «فما غابت الشمس ...، وقد أُثخن مسلم بالجراحات، حتى صار إلى دار امرأة يُقال لها طوعة ..»
لاحظتم الفرق وين في كذبة الطبري لان مسلم بن عقيل من جراء شدة القتال في سكك الكوفة الذي قدره بنهار كامل فكان انه قد وصل مسلم الى دار طوعة وبه جراحات من الاشتباكات مع جند ابن زياد .
لماذا رواية ابن اعثم الكوفي وابن نما الحلي والدينوري اصدق من رواية الطبري ؟
مسلم ابن عقيل عاش في الكوفة مع عمه امير المؤمنين عليه السلام فترة ليست بقصيرة ويعرف سكك الكوفة كلها فمن اين جاء الطبري بان مسلم خرج من المسجد وحيدا ولا يجد من يدله على الطريق ويتلدد لا يعرف اين يذهب (ما هذه الكذبة السمجة ؟!)
مسلم وصل الى باب طوعة صحيح ، لكن ليس على الحال الذي وصفه الطبري عن ابي مخنف لان الطبري اراد ان يجعل من مسلم رجل لا يعرف شيئا ولا خبرة له لا بالسياسة ولا بشؤون الحرب
والسبب الاخر ان مسلم بن عقيل عندما ارسله الامام الحسين عليه السلام الى الكوفة لم يرسله كي يأخذ البيعة ويجهز له جيشاً ، بل لهدف آخر له ارتباط بنفس نهضة الامام الحسين وملحمة كربلاء التي كان يعرف الامام الحسين واهل بيته واصحابه تفاصيلها ومآلها كما اخبره بذلك جده وابيه صلوات الله وسلامه عليهم .
يتبع مع (هدف دخول مسلم بن عقيل الى الكوفة )
ومن اراد الاستزادة مما ذكرت سأضع له رابط كتاب الفتوح لابن اعثم الكوفي في التعليق الاول حتى لا اطيل النص مع الصفحات التي تتحدث عما جرى مع مسلم في الكوفة والاقرب الى الحقيقة والواقع
الحاج مروان رحمه العاملي