بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
هناك من أهل الأهواء من يسخر من الحسينيات ويقول هي بدعه من أول من بناها يارافضة هل بناها علي رضي الله عنه هل بناها غيره من أئمتكم هاتوا الدليل ؟ فنقول : الحسينيات هي مجالس تذكر فيها المصائب و تحيا فيها المناسبات الدينية تصح فيها الصلاة ويقرأ فيها القرآن الكريم ، يحيي المؤمنون هذه المناسبات الدينية في البيوت ولها أهميتها من حيث السرية عن مسامع الذين لايحبون ذكر المظلوميات التي لايحبون بثها على مسامع الناس ، أوفي أبنية مخصصة تكون واسعة لتستوعب الأعداد الكبيرة من المعزين المستمعين
جاء في فتوى دار الإفتاء المصرية : " وإقامةُ المآتم والسرادقات لقبول العزاء من العادات التي جرى بها العُرف بما لا يخالف الشرع الشريف، بل هي في حقيقتها وسيلة تساعد على تنفيذ الأمر الشرعي بتعزية المصاب.
ومن المقرر شرعًا أن الوسائل تأخذ أحكام المقاصد ما لم تكن الوسائل محرمة في نفسها؛ فإذا تمت إقامة هذه السرادقات بطريقة لا إسراف فيها ولا مباهاة ولا تفاخر وكان القصد منها استيعاب أعداد المعزين الذين لا تسعهم البيوت والدور فلا بأس من ذلك." اهــ
أقول : وبالإمكان أن يتحول ( البيت ) المقام فيه العزاء إلى حسينية فالحسينيات قد تكون من الأصل بيوت فلامفر للمعاند
جاء في مركز الأبحاث العقائدية :
"وما يدعم القول بانها بنيت في حدود هذه التواريخ انها لم تذكر في كتب علمائنا المتقدمين الفقهية في باب الوقف وانما ذكر عند علمائنا في القرنين المتأخرين، ولكنا نعتقد ان تاريخ انشائها كان اقدم من ذلك نعم ربما لم تكن معروفة مشهورة معلنة في العراق نتيجة القمع والمنع من اقامة الشعائر الحسينية في العهد العثماني في العراق فان المجالس الحسينية كانت تقام في البيوت واحياناً بصورة سرية واقامة المجالس الحسينية في البيوت ومن الطبيعي ان بعضاً من اصحاب المجالس الدورية قد يوقف بيته على ذلك لظمان استمرار اقامة المجلس بعد وفاته ومن ثم فان هذا البيت سيحتاج الى بناء وتعمير بمرور السنين فتدخل فيه تغييرات تخرجه عن تصميم البيت الى ما يوظفه اكثر لخدمة المراسيم الحسينية الموقوف عليها وبالتالي يتحول الى حسينية." انتهى النقل
أقول : يقول المخالف لماذا سميتموها حسينية وليست علوية ؟
نقول : لاتنس أننا نعتقد بإمامة الأئمة عليهم السلام التسعة من صلب الإمام الحسين عليه السلام فنحن حسينية
أنقل بالنص والهامش ماقاله الشيخ محمد صادق الكرباسي : وأما ابن عبد ربه (3) فيرى أن الحسينية فرقة من الروافض وهم أصحاب إبراهيم بن مالك الأشتر (4) حيث كانوا يطوفون بالليل في أزقة الكوفة وينادون يالثارات الحسين فقيل لهم الحسينية (5) وقال في مكان آخر من كتابه : " إن المختار أمر بالحسينية وهم الشيعة (6) ، يطوفون في أزقة المدينة بالليل ويقولون يالثارات الحسين (7) ويعد هذا الأخير أقدم نص ذكر فيه وجه التسمية ورغم تشكيكنا في
ــــــــــــــــــــــــ
(3) ابن عبد ربه : هو احمد بن محمد بن عبد ربه الاندلسي ( 246 – 328هـ ) من اهل قرطبة وكان جده مولى لهشام بن عبد الرحمن الاموي ، كان أدبيا شاعرا له من المؤلفات : الممحضات ، واشتهر بكتابه العقد الفريد
(4) ابراهيم بن مالك الاشتر هو حفيد الحارث النخعي المذحجي ، حضر مع ابيه معركة صفين ، وولي للمختار الثقفي (1-67هـ) ولاية الموصل والجزيرة ، ثم أقره عليها مصعب بن الزبير (32-72هـ ) ، تصدى للجيش الأموي في معركة الخازر عام 67هـ وقتل عبيدالله بن زياد والحصين بن نمير وشرحبيل بن ذي الكلاع وغيرهم من كبار القادة الأمويين ، قتل في معركة مسكن ، ومثل في جسده وأحرق ، وقبره يزار في قضاء فارس على بعد 45 كم من مدينة الكاظمية
(5) راجع العقد الفريد : 5/153
(6) لنا رد حول كلامه هذا في باب الشبهات
(7) راجع العقد الفريد : 5/153 .
وجه التسمية (1) إلا أنها إن دلت على شيئ فإنما تدل على أن المجموعة التي انتهجت نهج الامام الحسين عليه السلام وهو مقارعة الظلم ، وبالأحرى فان الجماعة التي التزمت ولاء الحسين عليه السلام سميت بالحسينية ، ثم أطلق على المكان الذي يتجمعون فيه ويذكرون فيه الإمام الحسين عليه السلام سواء كان ذلك للأخذ بثاره أو ماحل بأهل بيته وأنصاره ، فأطلق على مجمعهم هذا بالحسينية وبتطور المجالس والشعائر الحسينية أطلق على هذا النوع من التجمع بالحسينية ، يؤيد ذلك ماورد في بعض المعاجم عن تعريف الحسينية بغض النظر عن نوعية الانتماء أو المنتمي اليه ( إن فرقة شيعية زيدية من أتباع حسين بن منصور بقسميه كانوا يعتقدون بإمامة ستة أشخاص منهم علي والحسين وزيد ، فكانوا يسمون المكان الذي يقيمون فيه مجالسهم واجتماعاتهم بالحسينية " (2) اهـ
ــــــــــ
(1) حيث أن النص الأول قد يخدش إذ هناك من نسبه الى الحسين بن القاسم بن علي المقتول بالربذة ، وسيأتي الحديث عنه ، وهناك فرقتان أخريان يطلق عليهما ( حسينية ) الفرقة المنسوبة الى الحسين بن علي صاحب الفخ المستشهد عام 169 هـ ، والفرقة المنسوبة الى حسين بن ابي منصور العجلي والتي قالت بإمامة الحسين المذكور بعد أبيه
(2) راجع دائرة المعارف الإسلامي : 94
وقال الشيخ الكرباسي ص55 عن الامام الحسين عليه السلام : " وقد أقيمت مجالس العزاء عليه منذ ولادته ولم تنقطع الى يومنا هذا كما أنها لن تنقطع الى ان يملأ حفيده المهدي الدنيا قسطا وعدلا بعدما تملأ ظلما وجورا " اهـ
- الإمام علي عليه السلام هو أول من بنى حسينية ( بيت الأحزان ) للزهراء عليها السلام والأئمة التسعة من صلب إبنها الإمام الحسين عليه السلام فهي حسينية :
أنقل هذه الصورة الملتقطة لبيت الأحزان :

قال الشيخ الدكتور المحقق محمد صادق الكرباسي ج1 معجم المشاريع الحسينية – دائرة المعارف الحسينية عن الإمام علي عليه السلام في البناء الذي بناه للزهراء عليها السلام بعد إستشهاد والدها المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ص56-57: " وكان بناه من جريد النخل وسماه بيت الأحزان (3) ، ثم بني عليه بنيان وعرف بقبة الحزن وقد هدمت عندما هدمت جميع أبنية البقيع (4) عام 1344هــ (5)
ـــــــــــــــــــ
(3) الصديقة فاطمة الزهراء :94 عن كتاب المختار من نوادر الأخبار وقد سماها السمهودي في تاريخ المدينة 2/95 مسجد فاطمة ونذكر بأن الغزالي ذكر استحباب الصلاة فيها ، وسماه آخرون بيت الحزن
(4) راجع مرآة الحرمين : 1 ـ 426 وفيه : إنها البيت الذي أوت اليه فاطمة بنت النبي والتزمت الحزن فيه بعد وفاة أبيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
(5) راجع معالم مكة والمدينة بين الماضي والحاضر : 457 ، وكان يقع على مقربة من مرقد الأئمة الأطهار الأربعة على جهة الجنوب
ويبدو أن إتخاذ مكان للحزن والبكاء من قبل علي وفاطمة عليهما السلام يعتبر سابقة تاريخية في هذا الإتجاه إذ لم يعهد أن أقيم قبله مثل ذلك ، ويبدو أن هذا المكان تعاهده المسلمون حيث ورد ذكره في كلام المؤرخين في عهود مختلفة ، ولعل هذا التعاهد هو الذي كان من وراء فكرة إنشاء مكان خاص للعزاء والحزن لأبي عبدالله الحسين عليه السلام بعدما أخذت مشروعيته من علي وفاطمة عليهما السلام ولعل أول من كرس ذلك هو الإمام زين العابدين عليه السلام حيث اتخذ من منزله مكانآ لإقامة العزاء على أبيه والشهداء الذين قتلوا مابين يديه (1) وتولى هو شخصيآ إدارة هذه المآتم التي كان محورها الهاشميات حيث كن يندبن أباه عليه السلام وكان الإمام بنفسه يتولى طبخ الطعام لهم ، وكانت بيوت العلويين تعد مركزآ رئيسيآ لإقامة النوح على سيدهم وإمامهم أبي عبدالله الحسين عليه السلام وتعد هذه النواة الأولى لفكرة تأسيس الحسينيات ولكنها لم تعنون بعنوان حيث جاءت التسمية متأخرة كما سبق وتحدثنا عن ذلك ومن هنا يمكن أن يقال إن النواة بدأت من المدينة المنورة ثم الكوفة وبعدها القاهرة فكشمير " اهـ
ــــــــــــــــ
(1) جاء في دعائم الإسلام 1/27 ، روي عن جعفر الصادق عليه السلام : أنه نيح على الحسين بن علي عليه السلام سنة كاملة كل يوم وليلة ، وثلاث سنين من اليوم لاذي أصيب فيه
أقول : هذه الزهراء تطلب من الله أن يشفعها فيمن يبكي على مصيبتها كما يفعل أصحاب العزاء في ذكر مصيبته في المجلس الحسيني :
جاء في كتاب مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي :
" إذ لم أضارب دونهم بالبنان والساعد ، ليجدّد مطالع مجموعي اللعن على قاتليهم ، ويوجّه اللائمة إلى خاذليهم وخاتليهم ، وليكون لي حظّ في شفاعة جدّهم محمّد المجتبى من بريّته ، ومع الأولياء من ذريّته ، يوم ينادي المنادي من وراء حجب العرش : يا أهل الموقف غضّوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمّد ، فتمضي في عرصات القيامة متلفّفة بثوب مخضوب بدم الحسين ، فتحتوي على ساق العرش ثمّ تقول : أنت الجبّار العدل ، اقض بيني وبين قتلة ولدي . قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : فيقضي الله لبنتي وربّ الكعبة ، ثمّ تقول : شفّعني فيمن بكى على مصيبتي ، فيشفعها الله تعالى فيهم . "
- حث الأئمة على إقامة مجالس العزاء :
جاء في كتب الشيعه أيضا ذكرها كما في كتاب وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ج 14 ص501-502 :
في صحيحة بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) أَنَّهُ قَالَ لِلْفُضَيْلِ : " تجْلِسُونَ وَ تَتَحَدَّثُونَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ إِنَّ تِلْكَ الْمَجَالِسَ أُحِبُّهَا فَأَحْيُوا أَمْرَنَا فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَنَا"
وفي موثقة عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ الرِّضَا (ع : "( مَنْ تَذَكَّرَ مُصَابَنَا فَبَكَى وَ أَبْكَى لَمْ تَبْكِ عَيْنُهُ يَوْمَ تَبْكِي الْعُيُونُ وَ مَنْ جَلَسَ مَجْلِساً يُحْيِا فِيهِ أَمْرُنَا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ" اهـ
وهذا سؤال وجه للسيد الميلاني :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): أنّه لمّا أخبر فاطمة(عليها السلام) بقتل ولدها الحسين(عليه السلام) وما يجري عليه من المحن، بكت فاطمة بكاءً شديداً، وقالت: يا أبت! متى يكون ذلك؟ قال: (في زمان خالٍ منّي ومنك ومن عليّ). فاشتدّ بكاؤها، وقالت: يا أبت! فمن يبكي عليه، ومن يلتزم بإقامة العزاء له؟ فقال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (يا فاطمة! إنّ نساء أُمّتي يبكون على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل في كلّ سنة، فإذا كان القيامة تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال، وكلّ من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنّة).
بحار الأنوار 44: 293.
____________________________
والسؤال هو: هل سند هذه الرواية صحيح؟
بسمه تعالى
السلام عليكم
هذه الرواية لا تحتاج إلى سند، لأن الواقع أثبت ذلك كما ترون. وفقكم الله."
وهذه إضافه للأخ الموالي الصريح ردآ على من قال ببدعة إقامة المجالس الحسينية : اولاً لابد ان تعرف لي مفهوم البدعه لكي يكون عندنا مفهوم واضح ونتائج مجدية فهل تعني البدعه كل شي لم يذكره الدين او استجد عندنا بالوقت الراهن ولم يكن قبل فهو بدعه ؟ كما تقول .
فاقول لك اذا كان كذلك كما فالغالب اليوم واقع بالبدعة باعتبار تطور الزمن , وسابقا لم توجد قاعات مؤتمرات ولابنايات كبرى ولاجامعات ولامدارس فهل اقامة الصلاة او المحاضرات في مثل هكذا اماكن يعني بدعه ؟
ثم ان هناك في الكثير من البلدان بنايات صغيرة تكون على الشوارع العامة و بالمطارات وبالاستراحات يقال لها (مصلى ) اي يصلون فيها المسافرون وهذه ليست بالمساجد فهل اقامة الصلاة فيها يعني بدعه ؟؟ لااعتقد احد يقول هذا لانه اينما تريد ان تصلي او تريد ان تفعل محاضرة ارشادية لتبليغ الدين في مثل هكذا بنيات فهذا جائز ومباح بالضرورة .
والحسينات هي نوع من هذه الانواع اقيمت للصلاة ولاقامة تبليغ الدين والمحاضرات ويذكر فيها معارف القران والتبليغ الاسلامي ولم يقل احد من ان التبليغ خاص فقط بالمساجد مع العلم ان المساجد موجوده ايضا ومنشرة فاين البدعه في ذلك ايها المحترم .
فلو اقام احدعلماء السلفية في احدى القاعات الكبرى محاضرة فهل تستطيع ان تقول له هذه بدعه لان رسول الله لم يقم بذلك من قبل ؟؟؟ فهذا لايقول به الا جاهل اجلكم الله من ذلك . " انتهى النقل
- إستمرار البكاء على الميت بعد مدة من الزمن ليس ببدعه :
قال الشيخ المنجد في فتوى 33866 من موقعه الإسلام سؤال وجواب :
: " أما بالنسبة للبكاء على الميت ولو بعد مدة من الزمن فليس هناك حرج من ذلك "
- ابن عباس عمي من البكاء على الإمام الحسين عليه السلام واختفى ابن الحنفيه عن الناس حدادآ عليه :
قال الشيخ السني محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي في خطبته عن تأثر الصحابه على الإمام الحسين عليه السلام بسبب كارثة كربلاء: " أسفوا عليه وحزنوا حزنآ شديدآ حتى عمي عبدالله بن العباس من البكاء وخرج من مكة الى الطائف وفيها مات واختفى محمد بن الحنفيه عن الناس فلم يخرج حتى مات وأسف كثير من الصحابة أسفآ شديدآ على هذه الكارثة " انتهى النقل
- المصيبة بالإمام الحسين عليه السلام تذكر مع تقادم العهد :
وقال الشيخ ابن تيميه : وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " { مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَيَقُولُ : إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أَجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي واخلف لِي خَيْراً مِنْهَا إلَّا آجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ واخلف لَهُ خَيْراً مِنْهَا } " .
وَمِنْ أَحْسَنِ مَا يُذْكَرُ هُنَا : أَنَّهُ قَدْ رَوَى الْإِمَامُ أَحْمَد وَابْنُ مَاجَه عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهَا الْحُسَيْنِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " { مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَيَذْكُرُ مُصِيبَتَهُ وَإِنْ قُدِّمَتْ فَيُحْدِثُ عِنْدَهَا اسْتِرْجَاعاً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِثْلَهَا يَوْمَ أُصِيبَ } " هَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ عَنْ الْحُسَيْنِ ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ الَّتِي شَهِدَتْ مَصْرَعَهُ . وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ الْمُصِيبَةَ بِالْحُسَيْنِ تُذْكَرُ مَعَ تَقَادُمِ الْعَهْدِ فَكَانَ فِي مَحَاسِنِ الْإِسْلَامِ أَنْ بَلَّغَ هُوَ هَذِهِ السُّنَّةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَنَّهُ كُلَّمَا ذُكِرَتْ هَذِهِ الْمُصِيبَةُ يَسْتَرْجِعُ لَهَا فَيَكُونُ لِلْإِنْسَانِ مِن الأَجْرِ مِثْلُ الْأَجْرِ يَوْمَ أُصِيبَ بِهَا الْمُسْلِمُونَ .(1)
قال الشيخ السني الدكتورعبد الوهاب الطريري : " ونعلم أن المسلمين لم يصابوا منذ استشهاد الحسين إلى اليوم بمصيبة أعظم منها، ونقول كلما ذكرنا مصيبتنا في الإمام أبي عبد الله ما أخبرت به السيدة الطاهرة فاطمة بنت الحسين –وكانت شهدت مصرع أبيها- عن أبيها الحسين عن جده –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"ما من رجل يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعاً إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب" فنقول:"إنا لله وإنا إليه راجعون" رجاء أن نكون ممن قال الله فيهم "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ". اهـ
ــــــــــــــــــ
(1) مجموعة الفتاوى ج4
- مجالس العزاء المتجدده والتي أقامها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والصحابه في إستشهاد الحمزة عليه سلام الله وحث على إقامتها :
لقد بكى صلى الله عليه وآله وسلم عمه الحمزه عليه السلام وحزن بسبب أنه لابواكي له وعندما سمعته نساء الأنصار بكينه و صارت الواحدة منهن بعد لا تبكي علي ميتها الا بدأت بالبكاء علي حمزة ثم بكت علي ميتها دل ذلك على إستمرار البكاء عليه بعد كل خبر وفاةفقد أقيمت له مجالس العزاء وهذا أسيد بن حضير يأمر نسائه ونساء قومه أن يذهبن الى بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليبكين حمزة وكذلك سعد بن معاذ :
- أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لمَّا رجَع مِنْ أحُدٍ فجعلتْ نساءُ الأنصارِ يبكين على مَنْ قُتل مِنْ أزواجِهن قال فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولكنَّ حمزةَ لا بواكيَ له قال ثم نام فاستَنْبَه وهُنَّ يبكين قال فهن اليومَ إذا يَبكين يندبن بحمزةَ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث :أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد
الصفحة أو الرقم: 7/82 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
ـ[السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون]ـ
المؤلف: علي بن إبراهيم بن أحمد الحلبي، أبو الفرج، نور الدين ابن برهان الدين (المتوفى: 1044هـ)
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الثانية - 1427هـ
عدد الأجزاء: 3
ج2 ص345 ومابعدها
•
وسمع صلى الله عليه وسلم نساء الأنصار يبكين على أزواجهنّ، أي وأبنائهنّ وإخوانهنّ. فقال:
حمزة لا بواكي له، أي وبكى صلى الله عليه وسلم، ولعله رضي الله عنه لم يكن له بالمدينة لا زوجة ولا بنت، فأمر سعد بن معاذ نساءه ونساء قومه أن يذهبن إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكين حمزة بين المغرب والعشاء. أي وكذلك أسيد بن حضير أمر نسائه ونساء قومه أن يذهبن إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكين حمزة.
أي ولما جاء صلى الله عليه وسلم بيته حمله السعدان وأنزلاه عن فرسه ثم اتكأ عليهما حتى دخل بيته، ثم أذن بلال لصلاة المغرب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مثل تلك الحال يتوكأ على السعدين، فصلى صلى الله عليه وسلم، فلما رجع من المسجد من صلاة المغرب سمع البكاء، فقال: ما هذا؟ فقيل نساء الأنصار يبكين حمزة، فقال: رضي الله عنكن وعن أولادكن، وأمر أن تردّ النساء إلى منازلهن.
وفي رواية: خرج عليهنّ، أي بعد ثلث الليل لصلاة العشاء فإن بلالا أذن بالعشاء حين غاب الشفق، فلم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ذهب ثلث الليل نادى بلال: الصلاة يا رسول الله، فقام من نومه وخرج وهنّ على باب المسجد يبكين حمزة رضي الله عنه. ولا يخالف ما سبق، لأن بيت عائشة رضي الله عنها كان ملاصقا للمسجد، فقال لهنّ: ارجعن رحمكنّ الله، لقد واسيتن معي، رحم الله الأنصار، فإن المواساة فيهم كما علمت قديمة.
أي ولا منافاة، لأنه يجوز أن يكون الأمر عند رجوعه من صلاة المغرب كان لطائفة وبعد ثلث الليل كان لطائفة أخرى، وصارت الواحدة من نساء الأنصار بعد لا تبكي على ميتها إلا بدأت بالبكاء على حمزة رضي الله عنه ثم بكت على ميتها.
ولعل المراد بالبكاء النوح، وباتت وجوه الأوس والخزرج تلك الليلة على بابه صلى الله عليه وسلم بالمسجد يحرسونه خوفا من قريش أن تعود إلى المدينة.
وجاء أنه صلى الله عليه وسلم نهى نساء الأنصار عن النوح، وقال له الأنصار: يا رسول الله، بلغنا أنك نهيت عن النوح، وإنما هو شيء نندب به موتانا، ونجد فيه بعض الراحة، فائذن لنا فيه، فقال صلى الله عليه وسلم: إن فعلن، فلا يخمشن، ولا يلطمن، ولا يحلقن شعرا، ولا يشققن جيبا. اهـ
أقول : هنا صلى الله عليه وآله وسلم أذن في النوح لكن نهاهن عن الخمش واللطم وحلق الشعر وشق الجيب على وجه السخط والاعتراض ومصابهم عليهم السلام مميز عن غيرهم
- عن وحشي والخزي الذي حل به الى هلاكه
من نفس الكتاب السابق :
ج2 ص338 - -339
وقد قيل له بعد أن ضاقت عليه: ويحك والله إنه لا يقتل أحدا من الناس دخل دينه. قال وحشي: فلم يرعه صلى الله عليه وسلم إلا أني قائم على رأسه أشهد شهادة الحق. فقال لي: أنت وحشي؛ وسألني كيف قتلت حمزة فأخبرته. ثم قال: ويحك، غّيب عني وجهك فلا أراك. وفي رواية: لا ترني وجهك. وفي رواية: تفل في وجهي ثلاث تفلات. وقيل تفل في الأرض وهو وجد مغضب: أي وحينئذ لحق بالشام.
وكان وحشي لا يزال يحد في الخمر في زمن عمر رضي الله عنه حتى خلع من الديوان قال عمر رضي الله عنه: قد علمت أنه لم يكن الله ليدع قاتل حمزة رضي الله عنه: أي لم يكن ليتركه من الابتلاء. وهذا أي تكرر حدّه في شرب الخمر. وإخراجه من ديون المجاهدين من أقبح أنواع الابتلاء، عافانا الله من ذلك.
وروى الدارقطني في صحيحه عن سعيد بن المسيب رحمه الله أنه كان يقول:
عجبت لقاتل حمزة كيف ينجو؛ أي من الابتلاء، حتى بلغني أنه مات غريقا في الخمر. أي وذلك مع ما تقدم ابتلاء فظيع له
شدة بكاء المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم على حمزه عليه سلام الله وندبه له وانتحابه حتى بلغ به الغشي ويخاطبه بياء النداء ج2 ص335:
وعن ابن مسعود رضي الله عنه «ما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باكيا أشد من بكائه على حمزة رضي الله عنه، وضعه في القبلة ثم وقف على جنازته وانتحب حتى نشق» أي شهق «حتى بلغ به الغشي يقول: يا عم رسول الله، وأسد الله، وأسد رسول الله، يا حمزة يا فاعل الخيرات، يا حمزة يا كاشف الكربات، يا حمزة يا ذابّ» أي بالذال المعجمة «يا مانع عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم» أي قال ذلك لا مع البكاء. فلا يقال هذا من الندب المحرم وهو تعديد محاسن الميت، لأن ذلك مخصوص بما إذا قارنه البكاء وليس من نعي الجاهلية المكروه: وهو النداء بذكر محاسن الميت؛ على أن النداء بذلك محل كراهته إذا كان على وجه التفاخر والتعاظم، ولم يكن وصفا لنحو صالح للحث على سلوك طريقته.
- عن بنت عتبه : التي لاكت كبده وعدم دخولها الجنه
- أن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر إنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله عز وجل منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم فلما خالف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعصوا ما أمروا به أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعة سبعة من الأنصار ورجلين من قريش وهو عاشرهم فلما رهقوه قال : رحم الله رجلا ردهم عنا قال : فقام رجل من الأنصار فقاتل ساعة حتى قتل فلما رهقوه أيضا قال : يرحم الله رجلا ردهم عنا فلم يزل يقول ذا حتى قتل السبعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبيه : ما أنصفنا أصحابنا فجاء أبو سفيان فقال : اعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا الله أعلى وأجل فقالوا : الله أعلى وأجل فقال أبو سفيان : لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا الله مولانا والكافرون لا مولى لهم ثم قال أبو سفيان : يوم بيوم بدر يوم لنا ويوم علينا ويوم نساء ويوم نسر حنظلة بحنظلة وفلان بفلان وفلان بفلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا سواء أما قتلانا فأحياء يرزقون وقتلاكم في النار يعذبون قال أبو سفيان : قد كانت في القوم مثلة وإن كانت لعن غير ملإ منا ما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت ولا ساءني ولا سرني قال : فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع أن تأكلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أأكلت منه شيئا ؟ قالوا : لا قال : ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة فصلى عليه وجيء برجل من الأنصار فوضع إلى جنبه فصلى عليه فرفع الأنصاري وترك حمزة ثم جيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه ثم رفع وترك حمزة حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 6/191
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
وبكته الزهراء عليها السلام فقد كانت تزور قبره وتصلي وتبكي وتكرر منها هذا الفعل في الأيام مما يعني إمتداد فترة البكاء عليه وليس في وقت إستشهاده فقط :
- أنَّ فاطمةَ بنتَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانتْ تزورُ قبرَ عمِّها حمزةَ بنَ عبدِ المطلبِ في الأيامِ فتصلي وتبكي
الراوي : الحسين بن علي بن أبي طالب |المحدث : ابن الملقن | المصدر : تحفة المحتاج
الصفحة أو الرقم: 2/33 | خلاصة حكم المحدث : صحيح أو حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة]
يتبع ..
اللهم صل على محمد وال محمد
هناك من أهل الأهواء من يسخر من الحسينيات ويقول هي بدعه من أول من بناها يارافضة هل بناها علي رضي الله عنه هل بناها غيره من أئمتكم هاتوا الدليل ؟ فنقول : الحسينيات هي مجالس تذكر فيها المصائب و تحيا فيها المناسبات الدينية تصح فيها الصلاة ويقرأ فيها القرآن الكريم ، يحيي المؤمنون هذه المناسبات الدينية في البيوت ولها أهميتها من حيث السرية عن مسامع الذين لايحبون ذكر المظلوميات التي لايحبون بثها على مسامع الناس ، أوفي أبنية مخصصة تكون واسعة لتستوعب الأعداد الكبيرة من المعزين المستمعين
جاء في فتوى دار الإفتاء المصرية : " وإقامةُ المآتم والسرادقات لقبول العزاء من العادات التي جرى بها العُرف بما لا يخالف الشرع الشريف، بل هي في حقيقتها وسيلة تساعد على تنفيذ الأمر الشرعي بتعزية المصاب.
ومن المقرر شرعًا أن الوسائل تأخذ أحكام المقاصد ما لم تكن الوسائل محرمة في نفسها؛ فإذا تمت إقامة هذه السرادقات بطريقة لا إسراف فيها ولا مباهاة ولا تفاخر وكان القصد منها استيعاب أعداد المعزين الذين لا تسعهم البيوت والدور فلا بأس من ذلك." اهــ
أقول : وبالإمكان أن يتحول ( البيت ) المقام فيه العزاء إلى حسينية فالحسينيات قد تكون من الأصل بيوت فلامفر للمعاند
جاء في مركز الأبحاث العقائدية :
"وما يدعم القول بانها بنيت في حدود هذه التواريخ انها لم تذكر في كتب علمائنا المتقدمين الفقهية في باب الوقف وانما ذكر عند علمائنا في القرنين المتأخرين، ولكنا نعتقد ان تاريخ انشائها كان اقدم من ذلك نعم ربما لم تكن معروفة مشهورة معلنة في العراق نتيجة القمع والمنع من اقامة الشعائر الحسينية في العهد العثماني في العراق فان المجالس الحسينية كانت تقام في البيوت واحياناً بصورة سرية واقامة المجالس الحسينية في البيوت ومن الطبيعي ان بعضاً من اصحاب المجالس الدورية قد يوقف بيته على ذلك لظمان استمرار اقامة المجلس بعد وفاته ومن ثم فان هذا البيت سيحتاج الى بناء وتعمير بمرور السنين فتدخل فيه تغييرات تخرجه عن تصميم البيت الى ما يوظفه اكثر لخدمة المراسيم الحسينية الموقوف عليها وبالتالي يتحول الى حسينية." انتهى النقل
أقول : يقول المخالف لماذا سميتموها حسينية وليست علوية ؟
نقول : لاتنس أننا نعتقد بإمامة الأئمة عليهم السلام التسعة من صلب الإمام الحسين عليه السلام فنحن حسينية
أنقل بالنص والهامش ماقاله الشيخ محمد صادق الكرباسي : وأما ابن عبد ربه (3) فيرى أن الحسينية فرقة من الروافض وهم أصحاب إبراهيم بن مالك الأشتر (4) حيث كانوا يطوفون بالليل في أزقة الكوفة وينادون يالثارات الحسين فقيل لهم الحسينية (5) وقال في مكان آخر من كتابه : " إن المختار أمر بالحسينية وهم الشيعة (6) ، يطوفون في أزقة المدينة بالليل ويقولون يالثارات الحسين (7) ويعد هذا الأخير أقدم نص ذكر فيه وجه التسمية ورغم تشكيكنا في
ــــــــــــــــــــــــ
(3) ابن عبد ربه : هو احمد بن محمد بن عبد ربه الاندلسي ( 246 – 328هـ ) من اهل قرطبة وكان جده مولى لهشام بن عبد الرحمن الاموي ، كان أدبيا شاعرا له من المؤلفات : الممحضات ، واشتهر بكتابه العقد الفريد
(4) ابراهيم بن مالك الاشتر هو حفيد الحارث النخعي المذحجي ، حضر مع ابيه معركة صفين ، وولي للمختار الثقفي (1-67هـ) ولاية الموصل والجزيرة ، ثم أقره عليها مصعب بن الزبير (32-72هـ ) ، تصدى للجيش الأموي في معركة الخازر عام 67هـ وقتل عبيدالله بن زياد والحصين بن نمير وشرحبيل بن ذي الكلاع وغيرهم من كبار القادة الأمويين ، قتل في معركة مسكن ، ومثل في جسده وأحرق ، وقبره يزار في قضاء فارس على بعد 45 كم من مدينة الكاظمية
(5) راجع العقد الفريد : 5/153
(6) لنا رد حول كلامه هذا في باب الشبهات
(7) راجع العقد الفريد : 5/153 .
وجه التسمية (1) إلا أنها إن دلت على شيئ فإنما تدل على أن المجموعة التي انتهجت نهج الامام الحسين عليه السلام وهو مقارعة الظلم ، وبالأحرى فان الجماعة التي التزمت ولاء الحسين عليه السلام سميت بالحسينية ، ثم أطلق على المكان الذي يتجمعون فيه ويذكرون فيه الإمام الحسين عليه السلام سواء كان ذلك للأخذ بثاره أو ماحل بأهل بيته وأنصاره ، فأطلق على مجمعهم هذا بالحسينية وبتطور المجالس والشعائر الحسينية أطلق على هذا النوع من التجمع بالحسينية ، يؤيد ذلك ماورد في بعض المعاجم عن تعريف الحسينية بغض النظر عن نوعية الانتماء أو المنتمي اليه ( إن فرقة شيعية زيدية من أتباع حسين بن منصور بقسميه كانوا يعتقدون بإمامة ستة أشخاص منهم علي والحسين وزيد ، فكانوا يسمون المكان الذي يقيمون فيه مجالسهم واجتماعاتهم بالحسينية " (2) اهـ
ــــــــــ
(1) حيث أن النص الأول قد يخدش إذ هناك من نسبه الى الحسين بن القاسم بن علي المقتول بالربذة ، وسيأتي الحديث عنه ، وهناك فرقتان أخريان يطلق عليهما ( حسينية ) الفرقة المنسوبة الى الحسين بن علي صاحب الفخ المستشهد عام 169 هـ ، والفرقة المنسوبة الى حسين بن ابي منصور العجلي والتي قالت بإمامة الحسين المذكور بعد أبيه
(2) راجع دائرة المعارف الإسلامي : 94
وقال الشيخ الكرباسي ص55 عن الامام الحسين عليه السلام : " وقد أقيمت مجالس العزاء عليه منذ ولادته ولم تنقطع الى يومنا هذا كما أنها لن تنقطع الى ان يملأ حفيده المهدي الدنيا قسطا وعدلا بعدما تملأ ظلما وجورا " اهـ
- الإمام علي عليه السلام هو أول من بنى حسينية ( بيت الأحزان ) للزهراء عليها السلام والأئمة التسعة من صلب إبنها الإمام الحسين عليه السلام فهي حسينية :
أنقل هذه الصورة الملتقطة لبيت الأحزان :

قال الشيخ الدكتور المحقق محمد صادق الكرباسي ج1 معجم المشاريع الحسينية – دائرة المعارف الحسينية عن الإمام علي عليه السلام في البناء الذي بناه للزهراء عليها السلام بعد إستشهاد والدها المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ص56-57: " وكان بناه من جريد النخل وسماه بيت الأحزان (3) ، ثم بني عليه بنيان وعرف بقبة الحزن وقد هدمت عندما هدمت جميع أبنية البقيع (4) عام 1344هــ (5)
ـــــــــــــــــــ
(3) الصديقة فاطمة الزهراء :94 عن كتاب المختار من نوادر الأخبار وقد سماها السمهودي في تاريخ المدينة 2/95 مسجد فاطمة ونذكر بأن الغزالي ذكر استحباب الصلاة فيها ، وسماه آخرون بيت الحزن
(4) راجع مرآة الحرمين : 1 ـ 426 وفيه : إنها البيت الذي أوت اليه فاطمة بنت النبي والتزمت الحزن فيه بعد وفاة أبيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
(5) راجع معالم مكة والمدينة بين الماضي والحاضر : 457 ، وكان يقع على مقربة من مرقد الأئمة الأطهار الأربعة على جهة الجنوب
ويبدو أن إتخاذ مكان للحزن والبكاء من قبل علي وفاطمة عليهما السلام يعتبر سابقة تاريخية في هذا الإتجاه إذ لم يعهد أن أقيم قبله مثل ذلك ، ويبدو أن هذا المكان تعاهده المسلمون حيث ورد ذكره في كلام المؤرخين في عهود مختلفة ، ولعل هذا التعاهد هو الذي كان من وراء فكرة إنشاء مكان خاص للعزاء والحزن لأبي عبدالله الحسين عليه السلام بعدما أخذت مشروعيته من علي وفاطمة عليهما السلام ولعل أول من كرس ذلك هو الإمام زين العابدين عليه السلام حيث اتخذ من منزله مكانآ لإقامة العزاء على أبيه والشهداء الذين قتلوا مابين يديه (1) وتولى هو شخصيآ إدارة هذه المآتم التي كان محورها الهاشميات حيث كن يندبن أباه عليه السلام وكان الإمام بنفسه يتولى طبخ الطعام لهم ، وكانت بيوت العلويين تعد مركزآ رئيسيآ لإقامة النوح على سيدهم وإمامهم أبي عبدالله الحسين عليه السلام وتعد هذه النواة الأولى لفكرة تأسيس الحسينيات ولكنها لم تعنون بعنوان حيث جاءت التسمية متأخرة كما سبق وتحدثنا عن ذلك ومن هنا يمكن أن يقال إن النواة بدأت من المدينة المنورة ثم الكوفة وبعدها القاهرة فكشمير " اهـ
ــــــــــــــــ
(1) جاء في دعائم الإسلام 1/27 ، روي عن جعفر الصادق عليه السلام : أنه نيح على الحسين بن علي عليه السلام سنة كاملة كل يوم وليلة ، وثلاث سنين من اليوم لاذي أصيب فيه
أقول : هذه الزهراء تطلب من الله أن يشفعها فيمن يبكي على مصيبتها كما يفعل أصحاب العزاء في ذكر مصيبته في المجلس الحسيني :
جاء في كتاب مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي :
" إذ لم أضارب دونهم بالبنان والساعد ، ليجدّد مطالع مجموعي اللعن على قاتليهم ، ويوجّه اللائمة إلى خاذليهم وخاتليهم ، وليكون لي حظّ في شفاعة جدّهم محمّد المجتبى من بريّته ، ومع الأولياء من ذريّته ، يوم ينادي المنادي من وراء حجب العرش : يا أهل الموقف غضّوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمّد ، فتمضي في عرصات القيامة متلفّفة بثوب مخضوب بدم الحسين ، فتحتوي على ساق العرش ثمّ تقول : أنت الجبّار العدل ، اقض بيني وبين قتلة ولدي . قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : فيقضي الله لبنتي وربّ الكعبة ، ثمّ تقول : شفّعني فيمن بكى على مصيبتي ، فيشفعها الله تعالى فيهم . "
- حث الأئمة على إقامة مجالس العزاء :
جاء في كتب الشيعه أيضا ذكرها كما في كتاب وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ج 14 ص501-502 :
في صحيحة بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) أَنَّهُ قَالَ لِلْفُضَيْلِ : " تجْلِسُونَ وَ تَتَحَدَّثُونَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ إِنَّ تِلْكَ الْمَجَالِسَ أُحِبُّهَا فَأَحْيُوا أَمْرَنَا فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَنَا"
وفي موثقة عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ الرِّضَا (ع : "( مَنْ تَذَكَّرَ مُصَابَنَا فَبَكَى وَ أَبْكَى لَمْ تَبْكِ عَيْنُهُ يَوْمَ تَبْكِي الْعُيُونُ وَ مَنْ جَلَسَ مَجْلِساً يُحْيِا فِيهِ أَمْرُنَا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ" اهـ
وهذا سؤال وجه للسيد الميلاني :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): أنّه لمّا أخبر فاطمة(عليها السلام) بقتل ولدها الحسين(عليه السلام) وما يجري عليه من المحن، بكت فاطمة بكاءً شديداً، وقالت: يا أبت! متى يكون ذلك؟ قال: (في زمان خالٍ منّي ومنك ومن عليّ). فاشتدّ بكاؤها، وقالت: يا أبت! فمن يبكي عليه، ومن يلتزم بإقامة العزاء له؟ فقال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (يا فاطمة! إنّ نساء أُمّتي يبكون على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل في كلّ سنة، فإذا كان القيامة تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال، وكلّ من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنّة).
بحار الأنوار 44: 293.
____________________________
والسؤال هو: هل سند هذه الرواية صحيح؟
بسمه تعالى
السلام عليكم
هذه الرواية لا تحتاج إلى سند، لأن الواقع أثبت ذلك كما ترون. وفقكم الله."
وهذه إضافه للأخ الموالي الصريح ردآ على من قال ببدعة إقامة المجالس الحسينية : اولاً لابد ان تعرف لي مفهوم البدعه لكي يكون عندنا مفهوم واضح ونتائج مجدية فهل تعني البدعه كل شي لم يذكره الدين او استجد عندنا بالوقت الراهن ولم يكن قبل فهو بدعه ؟ كما تقول .
فاقول لك اذا كان كذلك كما فالغالب اليوم واقع بالبدعة باعتبار تطور الزمن , وسابقا لم توجد قاعات مؤتمرات ولابنايات كبرى ولاجامعات ولامدارس فهل اقامة الصلاة او المحاضرات في مثل هكذا اماكن يعني بدعه ؟
ثم ان هناك في الكثير من البلدان بنايات صغيرة تكون على الشوارع العامة و بالمطارات وبالاستراحات يقال لها (مصلى ) اي يصلون فيها المسافرون وهذه ليست بالمساجد فهل اقامة الصلاة فيها يعني بدعه ؟؟ لااعتقد احد يقول هذا لانه اينما تريد ان تصلي او تريد ان تفعل محاضرة ارشادية لتبليغ الدين في مثل هكذا بنيات فهذا جائز ومباح بالضرورة .
والحسينات هي نوع من هذه الانواع اقيمت للصلاة ولاقامة تبليغ الدين والمحاضرات ويذكر فيها معارف القران والتبليغ الاسلامي ولم يقل احد من ان التبليغ خاص فقط بالمساجد مع العلم ان المساجد موجوده ايضا ومنشرة فاين البدعه في ذلك ايها المحترم .
فلو اقام احدعلماء السلفية في احدى القاعات الكبرى محاضرة فهل تستطيع ان تقول له هذه بدعه لان رسول الله لم يقم بذلك من قبل ؟؟؟ فهذا لايقول به الا جاهل اجلكم الله من ذلك . " انتهى النقل
- إستمرار البكاء على الميت بعد مدة من الزمن ليس ببدعه :
قال الشيخ المنجد في فتوى 33866 من موقعه الإسلام سؤال وجواب :
: " أما بالنسبة للبكاء على الميت ولو بعد مدة من الزمن فليس هناك حرج من ذلك "
- ابن عباس عمي من البكاء على الإمام الحسين عليه السلام واختفى ابن الحنفيه عن الناس حدادآ عليه :
قال الشيخ السني محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي في خطبته عن تأثر الصحابه على الإمام الحسين عليه السلام بسبب كارثة كربلاء: " أسفوا عليه وحزنوا حزنآ شديدآ حتى عمي عبدالله بن العباس من البكاء وخرج من مكة الى الطائف وفيها مات واختفى محمد بن الحنفيه عن الناس فلم يخرج حتى مات وأسف كثير من الصحابة أسفآ شديدآ على هذه الكارثة " انتهى النقل
- المصيبة بالإمام الحسين عليه السلام تذكر مع تقادم العهد :
وقال الشيخ ابن تيميه : وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " { مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَيَقُولُ : إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أَجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي واخلف لِي خَيْراً مِنْهَا إلَّا آجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ واخلف لَهُ خَيْراً مِنْهَا } " .
وَمِنْ أَحْسَنِ مَا يُذْكَرُ هُنَا : أَنَّهُ قَدْ رَوَى الْإِمَامُ أَحْمَد وَابْنُ مَاجَه عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهَا الْحُسَيْنِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " { مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَيَذْكُرُ مُصِيبَتَهُ وَإِنْ قُدِّمَتْ فَيُحْدِثُ عِنْدَهَا اسْتِرْجَاعاً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِثْلَهَا يَوْمَ أُصِيبَ } " هَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ عَنْ الْحُسَيْنِ ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ الَّتِي شَهِدَتْ مَصْرَعَهُ . وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ الْمُصِيبَةَ بِالْحُسَيْنِ تُذْكَرُ مَعَ تَقَادُمِ الْعَهْدِ فَكَانَ فِي مَحَاسِنِ الْإِسْلَامِ أَنْ بَلَّغَ هُوَ هَذِهِ السُّنَّةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَنَّهُ كُلَّمَا ذُكِرَتْ هَذِهِ الْمُصِيبَةُ يَسْتَرْجِعُ لَهَا فَيَكُونُ لِلْإِنْسَانِ مِن الأَجْرِ مِثْلُ الْأَجْرِ يَوْمَ أُصِيبَ بِهَا الْمُسْلِمُونَ .(1)
قال الشيخ السني الدكتورعبد الوهاب الطريري : " ونعلم أن المسلمين لم يصابوا منذ استشهاد الحسين إلى اليوم بمصيبة أعظم منها، ونقول كلما ذكرنا مصيبتنا في الإمام أبي عبد الله ما أخبرت به السيدة الطاهرة فاطمة بنت الحسين –وكانت شهدت مصرع أبيها- عن أبيها الحسين عن جده –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"ما من رجل يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعاً إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب" فنقول:"إنا لله وإنا إليه راجعون" رجاء أن نكون ممن قال الله فيهم "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ". اهـ
ــــــــــــــــــ
(1) مجموعة الفتاوى ج4
- مجالس العزاء المتجدده والتي أقامها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والصحابه في إستشهاد الحمزة عليه سلام الله وحث على إقامتها :
لقد بكى صلى الله عليه وآله وسلم عمه الحمزه عليه السلام وحزن بسبب أنه لابواكي له وعندما سمعته نساء الأنصار بكينه و صارت الواحدة منهن بعد لا تبكي علي ميتها الا بدأت بالبكاء علي حمزة ثم بكت علي ميتها دل ذلك على إستمرار البكاء عليه بعد كل خبر وفاةفقد أقيمت له مجالس العزاء وهذا أسيد بن حضير يأمر نسائه ونساء قومه أن يذهبن الى بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليبكين حمزة وكذلك سعد بن معاذ :
- أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لمَّا رجَع مِنْ أحُدٍ فجعلتْ نساءُ الأنصارِ يبكين على مَنْ قُتل مِنْ أزواجِهن قال فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولكنَّ حمزةَ لا بواكيَ له قال ثم نام فاستَنْبَه وهُنَّ يبكين قال فهن اليومَ إذا يَبكين يندبن بحمزةَ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث :أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد
الصفحة أو الرقم: 7/82 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
ـ[السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون]ـ
المؤلف: علي بن إبراهيم بن أحمد الحلبي، أبو الفرج، نور الدين ابن برهان الدين (المتوفى: 1044هـ)
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الثانية - 1427هـ
عدد الأجزاء: 3
ج2 ص345 ومابعدها
•
وسمع صلى الله عليه وسلم نساء الأنصار يبكين على أزواجهنّ، أي وأبنائهنّ وإخوانهنّ. فقال:
حمزة لا بواكي له، أي وبكى صلى الله عليه وسلم، ولعله رضي الله عنه لم يكن له بالمدينة لا زوجة ولا بنت، فأمر سعد بن معاذ نساءه ونساء قومه أن يذهبن إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكين حمزة بين المغرب والعشاء. أي وكذلك أسيد بن حضير أمر نسائه ونساء قومه أن يذهبن إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكين حمزة.
أي ولما جاء صلى الله عليه وسلم بيته حمله السعدان وأنزلاه عن فرسه ثم اتكأ عليهما حتى دخل بيته، ثم أذن بلال لصلاة المغرب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مثل تلك الحال يتوكأ على السعدين، فصلى صلى الله عليه وسلم، فلما رجع من المسجد من صلاة المغرب سمع البكاء، فقال: ما هذا؟ فقيل نساء الأنصار يبكين حمزة، فقال: رضي الله عنكن وعن أولادكن، وأمر أن تردّ النساء إلى منازلهن.
وفي رواية: خرج عليهنّ، أي بعد ثلث الليل لصلاة العشاء فإن بلالا أذن بالعشاء حين غاب الشفق، فلم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ذهب ثلث الليل نادى بلال: الصلاة يا رسول الله، فقام من نومه وخرج وهنّ على باب المسجد يبكين حمزة رضي الله عنه. ولا يخالف ما سبق، لأن بيت عائشة رضي الله عنها كان ملاصقا للمسجد، فقال لهنّ: ارجعن رحمكنّ الله، لقد واسيتن معي، رحم الله الأنصار، فإن المواساة فيهم كما علمت قديمة.
أي ولا منافاة، لأنه يجوز أن يكون الأمر عند رجوعه من صلاة المغرب كان لطائفة وبعد ثلث الليل كان لطائفة أخرى، وصارت الواحدة من نساء الأنصار بعد لا تبكي على ميتها إلا بدأت بالبكاء على حمزة رضي الله عنه ثم بكت على ميتها.
ولعل المراد بالبكاء النوح، وباتت وجوه الأوس والخزرج تلك الليلة على بابه صلى الله عليه وسلم بالمسجد يحرسونه خوفا من قريش أن تعود إلى المدينة.
وجاء أنه صلى الله عليه وسلم نهى نساء الأنصار عن النوح، وقال له الأنصار: يا رسول الله، بلغنا أنك نهيت عن النوح، وإنما هو شيء نندب به موتانا، ونجد فيه بعض الراحة، فائذن لنا فيه، فقال صلى الله عليه وسلم: إن فعلن، فلا يخمشن، ولا يلطمن، ولا يحلقن شعرا، ولا يشققن جيبا. اهـ
أقول : هنا صلى الله عليه وآله وسلم أذن في النوح لكن نهاهن عن الخمش واللطم وحلق الشعر وشق الجيب على وجه السخط والاعتراض ومصابهم عليهم السلام مميز عن غيرهم
- عن وحشي والخزي الذي حل به الى هلاكه
من نفس الكتاب السابق :
ج2 ص338 - -339
وقد قيل له بعد أن ضاقت عليه: ويحك والله إنه لا يقتل أحدا من الناس دخل دينه. قال وحشي: فلم يرعه صلى الله عليه وسلم إلا أني قائم على رأسه أشهد شهادة الحق. فقال لي: أنت وحشي؛ وسألني كيف قتلت حمزة فأخبرته. ثم قال: ويحك، غّيب عني وجهك فلا أراك. وفي رواية: لا ترني وجهك. وفي رواية: تفل في وجهي ثلاث تفلات. وقيل تفل في الأرض وهو وجد مغضب: أي وحينئذ لحق بالشام.
وكان وحشي لا يزال يحد في الخمر في زمن عمر رضي الله عنه حتى خلع من الديوان قال عمر رضي الله عنه: قد علمت أنه لم يكن الله ليدع قاتل حمزة رضي الله عنه: أي لم يكن ليتركه من الابتلاء. وهذا أي تكرر حدّه في شرب الخمر. وإخراجه من ديون المجاهدين من أقبح أنواع الابتلاء، عافانا الله من ذلك.
وروى الدارقطني في صحيحه عن سعيد بن المسيب رحمه الله أنه كان يقول:
عجبت لقاتل حمزة كيف ينجو؛ أي من الابتلاء، حتى بلغني أنه مات غريقا في الخمر. أي وذلك مع ما تقدم ابتلاء فظيع له
شدة بكاء المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم على حمزه عليه سلام الله وندبه له وانتحابه حتى بلغ به الغشي ويخاطبه بياء النداء ج2 ص335:
وعن ابن مسعود رضي الله عنه «ما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باكيا أشد من بكائه على حمزة رضي الله عنه، وضعه في القبلة ثم وقف على جنازته وانتحب حتى نشق» أي شهق «حتى بلغ به الغشي يقول: يا عم رسول الله، وأسد الله، وأسد رسول الله، يا حمزة يا فاعل الخيرات، يا حمزة يا كاشف الكربات، يا حمزة يا ذابّ» أي بالذال المعجمة «يا مانع عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم» أي قال ذلك لا مع البكاء. فلا يقال هذا من الندب المحرم وهو تعديد محاسن الميت، لأن ذلك مخصوص بما إذا قارنه البكاء وليس من نعي الجاهلية المكروه: وهو النداء بذكر محاسن الميت؛ على أن النداء بذلك محل كراهته إذا كان على وجه التفاخر والتعاظم، ولم يكن وصفا لنحو صالح للحث على سلوك طريقته.
- عن بنت عتبه : التي لاكت كبده وعدم دخولها الجنه
- أن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر إنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله عز وجل منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم فلما خالف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعصوا ما أمروا به أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعة سبعة من الأنصار ورجلين من قريش وهو عاشرهم فلما رهقوه قال : رحم الله رجلا ردهم عنا قال : فقام رجل من الأنصار فقاتل ساعة حتى قتل فلما رهقوه أيضا قال : يرحم الله رجلا ردهم عنا فلم يزل يقول ذا حتى قتل السبعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبيه : ما أنصفنا أصحابنا فجاء أبو سفيان فقال : اعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا الله أعلى وأجل فقالوا : الله أعلى وأجل فقال أبو سفيان : لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا الله مولانا والكافرون لا مولى لهم ثم قال أبو سفيان : يوم بيوم بدر يوم لنا ويوم علينا ويوم نساء ويوم نسر حنظلة بحنظلة وفلان بفلان وفلان بفلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا سواء أما قتلانا فأحياء يرزقون وقتلاكم في النار يعذبون قال أبو سفيان : قد كانت في القوم مثلة وإن كانت لعن غير ملإ منا ما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت ولا ساءني ولا سرني قال : فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع أن تأكلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أأكلت منه شيئا ؟ قالوا : لا قال : ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة فصلى عليه وجيء برجل من الأنصار فوضع إلى جنبه فصلى عليه فرفع الأنصاري وترك حمزة ثم جيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه ثم رفع وترك حمزة حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 6/191
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
وبكته الزهراء عليها السلام فقد كانت تزور قبره وتصلي وتبكي وتكرر منها هذا الفعل في الأيام مما يعني إمتداد فترة البكاء عليه وليس في وقت إستشهاده فقط :
- أنَّ فاطمةَ بنتَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانتْ تزورُ قبرَ عمِّها حمزةَ بنَ عبدِ المطلبِ في الأيامِ فتصلي وتبكي
الراوي : الحسين بن علي بن أبي طالب |المحدث : ابن الملقن | المصدر : تحفة المحتاج
الصفحة أو الرقم: 2/33 | خلاصة حكم المحدث : صحيح أو حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة]
يتبع ..
تعليق