مجلس العزاء على مصاب الإمام زين العابدين سلام الله عليه في بيت سماحة السيد دام ظله بقم المقدسة

بمناسبة ذكرى استشهاد سيّد الساجدين وزين العابدين الإمام علي بن الحسين سلام الله عليهما، أقيم يوم الإثنين الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام (عام 1426 هـ) مجلس للعزاء في بيت المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، حضره إضافة إلى سماحته فضيلة آية الله السيد محمد رضا الشيرازي حفظه الله نجل المرجع الراحل الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره، وجمع من آل الشيرازي الأكارم، وأساتذة الحوزة العلمية وجماهير غفيرة من المؤمنين في مدينة قم المقدسة.
تحدّث في هذا المجلس الخطباء الحسينيون فضيلة الشيخ خوش فهم، والسيد رضائي والشيخ رياحي والشيخ شرعي.
أما الشيخ خوش فهم فتناول في حديثه موضوع دخول أسرى آل محمد صلى الله عليه وآله إلى الشام قائلاً:
كان خمسمائة ألف شخص في الشام يستعدّون لاستقبال ركب أسارى أهل البيت سلام الله عليهم فرحين مستبشرين وكأنّهم في عيد لهم، فقد أبقوا الأسارى خلف أسوار المدينة مدة ثلاثة أيام ريثما يكملون تزيين مدينتهم دمشق ويقيموا الأفراح ثم يسمح للأسارى بالدخول!
وقال الشيخ خوش فهم أيضاً:
لقد كان الإمام السجاد سلام الله عليه يكثر البكاء بعد واقعة كربلاء، وعندما سئل عن سبب طول حُزنه وكثرة بكائه قال سلام الله عليه: «ويحك إن يعقوب النبيّ كان له إثنا عشر إبناً، فغيّب الله واحداً منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه، وأحدودب ظهره من الغم، وكان ابنه حيّاً في الدنيا، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمّي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي، فكيف ينقضي حزني، ويقل بكائي».(1)
وأضاف الشيخ خوش فهم:
لقد عاش الإمام السجاد سلام الله عليه 35 سنة بعد واقعة كربلاء، ودسّ إليه السمّ ليلقي ربه شهيداً وهو في السابعة والخمسين من العمر، وعندما غُسّل جسده الشريف لوحظت فيه آثار السلاسل والقيود والجروح التي خلّفتها أيام الأسر والسبي من كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى الشام فالمدينة.
أما الشيخ شرعي فتحدّث عن دور الإمام السجاد سلام الله عليه في إصلاح المجتمع وقال: لقد كانت الصحيفة السجادية إحدى الطرق التي لجأ إليها الإمام سلام الله عليه لهداية الأمة في ظل حكومة بني أمية الجائرة.
وقال: لقد تعرّض الإمام سلام الله عليه إلى الأذى بعد استشهاد أبيه الإمام الحسين سلام الله عليه وكان الأمويون يهجمون عليه وعلى أهل بيته من كل جهة.
وقال أيضاً: لقد بلغ الإمام سلام الله عليه مبلغاً في الدعاء والعبادة حتى عرف بزين العابدين وسيد الساجدين.
وأضاف شرعي :
جاء عن الإمام محمد الباقر سلام الله عليه أنه قال:
«دخل محمد بن مسلم بن شهاب الزهري على علي بن الحسين سلام الله عليه وهو كئيب حزين فقال له زين العابدين سلام الله عليه: ما بالك مغموماً؟ قال: يا ابن رسول الله غموم وهموم تتوالى عليّ لما امتحنت به من جهة حُسّاد نِعمي والطامعين في، وممن أرجو، وممن أحسنت إليه، فيخلف ظني، فقال له علي بن الحسين سلام الله عليه: احفظ عليك لسانك تملك به إخوانك...» (2)
--------------------------------------------------------------------------------
(1) المناقب لابن شهر آشوب المازندراني/ ج4/ ص165.
(2) الإحتجاج للشيخ الطبرسي/ ج2/ ص320.




تعليق