تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اضغط هنا للاستماع
والصلاة والسلام على اشرف الخلق سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين وجميع الانبياء والمرسلين منذ آدم الى قيام يوم الدين.
السلام عليكم جميعاً ايها الاخوة والاخوات ورحمة الله وبركاته...
انتم الذين اتيتم منذ ساعات طويلة ومن المناطق البعيدة وتحملتم كل المشاق، أتوجه بالشكر الجزيل اليكم لأنكم لبيتم دعوة اخوانكم الأمناء العامين ورؤساء الأحزاب والقوى اللبنانية. من اجل ان تعبروا عن مواقفكم وآرائكم وموقفكم في هذا البلد وفي هذه الأمة. ونحن في الأحزاب والقوى اللبنانية، عندما وجهنا اليكم الدعوة لم يكن لدينا اي تردد او شك بانكم ستلبون النداء لأنكم كنتم دائماً وطوال السنوات الماضية في ساحات التضحية والفداء. بينكم عوائل الشهداء والجرحى، والأسرى المحررون، عائلات الأسرى المعتقلين عوائل شهداء المقاومة، وعوائل شهداء الجيش. بينكم ومعكم كان الحضور الدائم في ساحات الدفاع عن وحدة لبنان وكرامته وعروبته وعزته وارضه وحريته واستقلاله وسيادته. انتم الذين لبيتم النداء من كل المناطق اللبنانية ومن كل الطوائف ومن كل الفئات اليوم تقررون مصير وطنكم وبلدكم. انتم في هذا اللقاء الحاشد، اصبحتم اليوم فوق كل تشكيك ولن يجدي نفعاً كل ما سيقال عن ثغرات هنا وهناك.
انتم اليوم تجيبون العالم وانا منكم ابدأ واسأل شركاءنا في الوطن او الذين ينظرون الينا من الخارج، هل هذه المئات من الآلاف هي دمى? هل هذا الحشد هم عملاء للمخابرات السورية واللبنانية? من المعيب ان يتحدث احد عن شعبه وعن شركائه في الوطن بلغة الإنهاء والتقسيم والإهانة. ادعو الجميع الى تجاوز كل لغة وكل اصطلاح، وكل تعبير فيه إهانة لأي انسان في هذا البلد. نحن في بلد حر وديمقراطي ويستطيع كل واحد ان يعبر عن رأيه في حدود الأدب والأخلاق. وعما قيل من كلمات بذيئة، وظهرت تلك الكلمات على شاشات التلفزة، اقول لسوريا قيادة وشعباً، نحن الشعب اللبناني اهل اخلاق، اهل وفاء، اهل ادب، نعتذر عن كل كلمة بذيئة.
ايها الأخوة والأخوات، اجتمعنا اليوم للأهداف التي اعلناها في المؤتمر الصحافي وفي مقدمها توجيه الشكر لسوريا الأسد، لسوريا بشار الأسد، لسوريا الشعب الأبي الصامد، لسوريا الجيش العربي المقاوم الذي كان معنا ولا يزال في كل سنوات الدفاع والمقاومة. نحتشد اليوم لنذكّر العالم ولنذكّر ايضاً شركاءنا في الوطن، ان هذه الساحة التي تجمعنا او تلك الساحة التي تجمعكم في ساحة الشهداء دمرتها اسرائيل ودمرتها الحروب الداخلية ووحدتها وحفظتها وامنتها سوريا بدماء ضباطها وجنودها.
بيروت دمرها شارون وحماها حافظ الأسد، ونحن شعب لا ينكر الجميل. اذا كان البعض منا انكر جميلاً، فهو خلاف اخلاق اللبنانيين. لسوريا نقول، كما قال رئيسك بشار الأسد، انتِ في لبنان لست موجودة وجوداً مادياً عسكرياً، انت موجودة في الأرواح، في القلوب، في العقول، في الحاضر، في الماضي، في المستقبل، لا يستطيع احد ان يخرج سوريا من لبنان ولا من عقل لبنان ولا من قلب لبنان ولا من مستقبل لبنان.
ثانياً - نحن نؤيد كل النتائج الصادرة عن المجلس الأعلى السوري اللبناني الذي اجتمع امس (الاول) ونؤكد ان اي تنظيم للبقاء او الانسحاب السوري من لبنان يجب ان يكون محكوماً فقط باتفاق الطائف.
نحن المجتمعين هنا، اتينا لنسمع العالم اننا نرفض القرار 1559 ومن يقبل من المعارضة ان تنظيم الوجود والانسحاب يكون فقط على اساس اتفاق الطائف. فنحن متفقون معه. اما ان يساوم على القرار 1559 نحن نقول له اننا نشتم في اصراركم انقلاباً على اتفاق الطائف وبنوده، يعني انقلاباً على الاجماع الوطني، يعني انقلاباً على دماء ووصايا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يعني انقلاباً على الأسس التي قام عليها لبنان بعد الحرب الأهلية المدمرة.
نؤكد ان اتفاق الطائف فقط هو الذي يجب ان يحكم مسألة الوجود العسكري السوري وارادة الحكومتين اللبنانية والسورية ومصالح البلدين فقط وليست الضغوط الدولية ولا الاملاءات الدولية ولا تقديم مكافآت لاسرائيلي.
المطالبة بالحقيقة
ثالثاً - نحن المحتشدون هنا، نجدد ادانتنا للجريمة النكراء التي ادت الى استشهاد الرئيس الحريري ومعه رفاق مواطنون ونعبر عن مواساتنا لعائلته ولأهله وسنقول نريد كشف الحقيقة لأن الحقيقة اذا كشفت ستصون لبنان وتصون سوريا، لأن الحقيقة اذا كشفت سوف يسقط اكبر سلاح للفتنة وسوف تبعث الطمأنينة في قلوب الجميع.
اننا اليوم في هذه الساحة، ندعو الى اخراج قضية استشهاد الرئيس الحريري من ساحة التجاذب السياسي والتوظيف السياسي، لأنها قضية وطنية جامعة ونحن جميعاً نعتبر ان عائلة الرئيس الشهيد وان احباءه لم يعودوا عائلة او مجموعة او فئة او تيار، وانما دخلوا الى قلوب كل اللبنانيين بعطاء الدم ونحن نعرف ماقيمة عطاء الدم. فلنخرج هذه العائلة وهذا الدم وهذه القضية، من ساحة التجاذب. فجميعنا نريد الحقيقة ولا نقاش في هذا الكلام على الاطلاق.
دعوة الى الحوار
رابعاً - في ما نواجهه من مأزق سياسي ومحنة سياسية داخلية، المخرج الوحيد الموضوعي والعاقل هو ما يأتي:
1 - ينبغي ان تتم الاستشارات النيابية غداً (اليوم) وبكل مسؤولية، ويتم تسمية وبالتالي تكليف احدى الشخصيات الرئيسية لتشكيل حكومة جديدة. الرئيس المكلف ندعوه باسم الأحزاب والقوى اللبنانية الى تشكيل حكومة اتحاد وطني وحكومة وفاق وطني. اذا كانت المعارضة ترفض ذلك، فانا اقول بصراحة لا معنى لحكومة حيادية. البلد في محنة، البلد في ازمة، البلد في حاجة الى حكومة مسؤولة تدير البلد، تواجه استحقاقاته السياسية والأمنية والمالية، والاقتصادية والمعيشية. تدير الانتخابات ولا تستطيع ان تكون في حالة فراغ. البلد بحاجة الى حكومة مسؤولة تلاحق بجد وعزم وبصدق قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
اذا لم توافق المعارضة على الدخول في حكومة وفاق وطني، اذن فلنذهب الى مكان آخر، الى طاولة الحوار. الى متى سوف نبقى في البريستول وفي عين التينة وفي القوة الثالثة وفي الأحزاب والقوى، نتحدث عن الحوار والحوار والحوار? متى يكون هذا الحوار? لماذا لا يلتقي الناس في لبنان او ممثلو هذه القوى على طاولة مستديرة? متى يجلسون? متى يتكلمون، بعد خطاب الرئيس الأسد وبعد هذا الحشد الكبير، انا ادعو الجميع الى التعقل والى إعادة النظر في التكتيك والاستراتيجية، وادعو الجميع الى طاولة الحوار. فان دخلتم الى حكومة وحدة وطنية تناقشوا هناك وان لم تدخلوا تعالوا الى طاولة نجتمع حولها لنعالج مشكلاتنا وقضايانا ومصائبنا.
ومن اهم ما يجب ان نطرحه في هذه المرحلة في ضوء نتائج اجتماعات المجلس الأعلى السوري اللبناني، هو الجدية في تطبيق بنود اتفاق الطائف الباقية ولا يجوز اجتزاء اي بند ولا تأجيل اي بند، فيجب ان تشكل لجان لمناقشة كل بند ووضع آلية لتطبيقه.
ايها الاخوة، اذا تناقشنا وتحاورنا اؤكد لكم ان سوريا ستدعم كل ما نتفق عليه، وستؤيد كل ما نجمع عليه وهي التي كانت ولا تزال لا تريد الا الخير للبنان.
ايها الاخوة، أعيد الكلمة لا قول لنرفض 1559، لنحمِ المقاومة، وخيارها ووظيفتها وسلاحها، لنرفض التوطين ليس من موقع عنصري، فالاخوان الفلسطينيون المقيمون او اللاجئون الى لبنان هم اهلنا واحباؤنا. ولكن نحن نرفض التوطين من اجل البديل الآخر وهو ان يعود الفلسطينيون الى ديارهم وبيوتهم وحقولهم فالتوطين خدمة لاسرائيل ومكافأة لها.
نحن هنا نحتشد لنحمي مشروع الدولة والسلم الأهلي لنمنع اي شكل من اشكال الفوضى، وانا اقول لكم لقد راهنوا اليوم، البعض طبعاً، راهن على بعض التصرفات الشاذة وانا اجدد الدعوة، الأمن في لبنان والسلم في لبنان والاستقرار في لبنان، هو مسؤوليتنا جميعاً ومصلحتنا جميعاً خط احمر لا يجوز ان يتجاوزه احد.
لا بد من ان اوجه كلمات سريعة، كلمة لشركائنا في الوطن تعالوا على الحوار، وكلمة الى الداخل والخارج لبنان حالة فريدة، لبنان ليس الصومال، اذا كنتم تفكرون بالتدخل العسكري، ولبنان ليس اوكرانيا، لبنان ليس جورجيا، لبنان هو لبنان الحالة الفريدة في هذا العالم، اذا كان البعض يتصور انه يمكن ان يسقط الدولة والنظام والأمن والاستقرار والخيارات الاستراتيجية للبنان في علاقاته ومواقفه ورؤاه ببعض التظاهرات وبعض (الشالات) وبعض الهتافات وبعض وسائل الإعلام، هو مشتبه ومخطئ.
لبنان البلد الذي لا يمكن ان يبنى الا بتعاون اهله وتوافقهم وحوارهم وتلاقيهم، لا يمكن، وانا اقول لكم بصراحة، ان يفرض احد خياره على أحد، لا بالكلمة ولا حتى بالسلاح. هذا البلد اذا فقد اللقاء والحوار والتوافق ضاع، واذا ضاع، ضاع الجميع. هذه اول كلمة لشركائنا في الوطن.
الى شيراك
أتوجه الى السيد الرئيس جاك شيراك واقول له انت تحب لبنان وتدافع عنه، وخلال السنوات الماضية قمت بزيارة لبنان لمرات عدة، ونحن نعرف اهتمامك الشخصي بلبنان. اذا كنت يا سيادة الرئيس حريصاً على حرية اللبنانيين وعلى الديمقراطية في لبنان، فعليك ايضاً ان تنظر بعينين. أليس هؤلاء من الشعب اللبناني الذي تحبه? هؤلاء اللبنانيون يقولون لك نحن نريد ان نحافظ على علاقاتنا التاريخية والمميزة مع سوريا. يقولون لك نحن متمسكون بخيار المقاومة وبعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم، ونحن نرفض القرار 1559 ويدعونك من الموقع الديمقراطي وبهذا التعبير الشعبي والسلمي الى ان تتخلى عن دعمك لقرار لا يحظى بشعبية في لبنان ولا يؤيده غالبية اللبنانيين.
أليست هذه هي الديمقراطية في الغرب? اذا كانت الديمقراطية تعني الغالبية، فان الغالبية ترفض القرار .1559 واذا كانت الديمقراطية تعني التوافق، فأين هو التوافق على 1559? ادعو فرنسا ورئيسها الى إعادة النظر في موقفه من موقع الحب للبنان.
الكلمة الآتية لأميركا اقول للرئيس بوش وللسيدة رايس وللقائد الميداني الاميركي اللبناني ساترفيلد، انتم مشتبهون في حساباتكم عن لبنان. انتم مخطئون في حساباتكم عن لبنان. لبنان عصي على التقسيم. ان لبنان عصي على الهزيمة، واقول لكم ان لبنان عصي على الموت، ولن يغير اسمه ولا تاريخه ولا هويته ولا ثوبه، ولن ينزع جلده ولن يرمي بقلبه الى كلاب جنودكم لتأكلوها. لبنان سيبقى لبنان الوطن، ولبنان العروبة، ولبنان المقاومة، ولبنان كل الأمة.
انا اسألكم ويمكنكم ان تسمعوا اصواتكم لقائد القوات الاميركية في المنطقة اللبنانية الأصل جون ابي زيد هل تخافون من اساطيل الولايات المتحدة الامريكية? لقد جاءت هذه الأساطيل في السابق وهزمت، واذا جاءت ستهزم من جديد.
اقول للأميركيين لاتتدخلوا في شؤوننا الداخلية. دعونا، فليرتح سفيركم في سفارته في عوكر، وليتركنا كلبنانيين نحن كلبنانيين احرص على وطننا وعلى حفظ وطننا وعلى قيامة دولتنا وعلى وحدتنا الوطنية وعلى عيشنا المشترك وعلى سلمنا الأهلي. ابعدوا اصابعكم اصابع الفتنة عن بلدنا.
كلمة لاسرائيل
وكلمة لاسرائيل، لشارون وموفاز وشالوم، اقطعوا آمالكم واطفئوا احلامكم عن لبنان، لا مكان لكم في لبنان، في العام 1982 كنتم في أعلى القمة، وكنا خارجين من الدمار وقاتلنا وقاومنا، كل اللبنانيين، وصمدنا وقدمنا الشهداء وهزمناكم. اما اليوم نحن كلبنانيين بوحدتنا، بإرادتنا، بجيشنا، بمقاومتنا، اقوى من اي زمن مضى، وانتم الاسرائيليون يهزمكم اخواننا واخواتنا الفلسطينيون بقبضاتهم العالية. ان ما عجزتم يا صهاينة ان تحصلوا عليه بالحرب، والله لن تحصلوا عليه بالسياسة والكلمة الأخيرة لكم ومعكم انتم، كل الذين يؤيدونكم في لبنان وفي العالم.
نحن هنا اجتمعنا من كل المناطق والفئات والطوائف والأحزاب، لنؤكد موقفنا ورؤيتنا وموقعنا وامل ان ترددوا معي كما انهي كل خطابي في مسيرة حاشدة من هذا النوع. نحن الذين نرفض التقسيم، ونرفض موت لبنان، نريد ان يبقى لبنان قوياً واحداً متماسكاً، ولنهتف جميعاً عاش لبنان الواحد.
ثانياً - سوريا التي جمعنا بها مشيئة الله وحقائق الكون والتاريخ والجغرافيا والقربى والمصير الواحد، في هذا اليوم نجدد لها شكرنا وتمسكنا بها، ونطلب لها العيش الكريم والعزة والرأس المرفوع، ان تبقى سوريا عرين الأسود، كما كانت عرين الأسود.
لسوريا نقول عاشت سوريا الأسد وسيبقى عرين الأسد في دمشق عريناً لجميع اسود لبنان. واما للعدو المتربص على حدودنا والذي يحتل ارضنا ويسجن اخواننا من سمير قنطار الى يحيى سكاف الى نسيم نصر الى المعتقلين السوريين والاردنيين والفلسطينيين، اننا نقول له مجدداً ودائماً وابداً لا مكان لك عندنا ولا حياة لك بيننا. الموت لاسرائيل في كل يومين او ثلاثة ايام سيكون حشد وتجمع جماهيري شعبي في واحدة من المدن اللبنانية. الموعد المقبل وطبعاً انا لا اقول ان يأتي اهل الجنوب الى الشمال لا التحركات التي اتحدث عنها مناطقية.
ننتهي هنا لن نقيم تجمعاً ثابتاً نشغل به العالم كل يوم ونأتي اليه بمجموعة ثابتة من الأشخاص او شبه متحركة نحن تحركنا لا ينتهي هنا بل يبدأ من هنا. لأهل المنطقة فقط لئلا نعطل الأشغال. يوم الجمعة المقبل الموعد في مدينة العطاء طرابلس، ويوم الأحد المقبل في مدينة الشهداء النبطية، والمواعيد المقبلة سوف يتم الإعلان عنها من خلال اللجنة المكلفة من قبل اجتماع الأحزاب والقوى اللبناني.
مجدداً شكراً لكم ايها الأوفياء. عشتم وعاش لبنان.
--------------------------------------------------------------------------------
اختكم حوراء
تعليق