تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
سخر أهل الأهواء من الشيخ حسين الفهيد وهو يقول أن العصفور سمي بذلك لأنه عصى وفر ولايعلمون ماجاء في كتبهم
قال الشيخ عائض القرني في كتابه عز العزلة ص 20 : " سمي العصفور عصفورا لأنه عصى وفر ، وطار ومااستقر ، فسكن أعلى الأشجار ، وذاق ألذ الثمار " انتهى
وهنا من توثيق الاخ ابن النجف :
أقول : جاء في مقالة النحت في اللغة العربية
الدكتور محمد السيد علي بلاسي - شبكة الألوكة
7- وهناك تأويلات ألفاظ قائمة على وجوه فكهة يمكن حملها على النحت؛ وذلك كالذي أورده الجاحظ (ت 255هـ) عن أبي عبدالرحمن الثوري، إذ قال لابنه: "...أي بني، إنما صار تأويل الدرهم دار الهم، وتأويل الدينار، يدني إلى النار"[15].
ومنه: "كان عبدالأعلى إذا قيل له: لِمَ سمي الكلب سلوقيًّا؟ قال: لأنه يستلُّ ويلقي، وإذا قيل له: لم سُمِّي العصفور عصفورًا؟ قال: لأنه عصى وفر[16].
________
[15] "البخلاء"؛ للجاحظ؛ تحقيق طه الحاجري: ص106، ط دار المعارف بمصر، سنة 1958م.
[16] المصدر السابق: ص106.
أقول : قال الشاعر سعد علوش المشارك عندهم في برنامجهم شاعر المليون في قصيدته :
" لانه عصى وفر سموه عصفور
وياكثر عصفاره كبار الأسامي
كل ماتضيق صدور تستاسع صدور
سنّه من سنن الزمان الهلامي
ولا زداد سعر النفط نتزايد فجور
سنه من سنن الزمان الهلامي " انتهى
أقول : وهذا السؤال وجه للشيخ أحمد سلمان :
نقل أحد الخطباء رواية مفادها أنّ العصفور كان حيوانا اسمه (فور) ثم عصى فقيل له (عصى فور) ومنها أصبح (عصفور)
وقد أصبحت هذه الرواية مورد تندّر واستهزاء من المخالفين, فماهي درجة صحتها؟
الجواب :
قبل الإجابة على هذا السؤال, لا بدّ من ذكر مقدّمات مهمة:
أولا: من المعروف بين العقلاء أنّ كلّ شخص يمثّل نفسه, ولا يحمل كلامه على غيره البتة إلّا إذا أذنوا له بالتكلم عنهم؛ وعليه فإذا ذكر أحد الشيعة أمرا غريبا أو غير مقبول, فلا يجب التسرع في نسبة هذا القول للمذهب وجعله من عقائدهم بل يجب التأكد والتثبت قبل كلّ شيء.
ثانيا: لو سلّمنا بوجود رواية غريبة المضمون أو مرفوضة عقلا, فإنّ هذا لا يعني أنّ هذه الرواية هي من عقائد الشيعة, فليست كلّ رواية حجة, وليست كلّ رواية يصدّق مضمونها ويعمل به كما هو معروف عند من له حظّ من العلم.
ثالثا: لا يكفي مجرّد الاستبعاد العرفي أو الذوقي للرواية لكي نرفضها بل لابدّ من وجود المانع: كمخالفتها لحكم العقل أو لما ثبت بالضرورة وغيرها..
نأتي الآن إلى هذا الإشكال الذي أوجعوا به رؤوسنا فنقول:
أولا: لم أجد رواية في مصادرنا الحديثية بحسبب تتبّعي القاصر تذكر هذه القصة, بل حتّى هذا الخطيب الذي نقلها لم يذكر أنّها رواية عن الأئمة عليهم السلام.
ثانيا: تناقلت كتب اللغة والأدب بل وحتى في الفقه حكاية تشبه في مضمونها ما نقله الخطيب, فلعلّه نقلها عن هذه الكتب واشتبه في تفاصيلها:
نقل الزبيدي في تاج العروس 7/236: قال حمزة: سمي عصفورا لأنّه عصى وفر.
المناوي في فيض القدير 6/175: (من رحم ولو ذبيحة عصفور) بضم أوله وحكى فتحه قيل سمي به لأنّه عصى وفر (رحمه الله)
الفقيه الشربيني الشافعي في مغني المحتاج 4/302: (و) يحل كل (ما على شكل عصفور) بضم أوله بخطه، وحكي فتحها، سمي بذلك لأنه عصى وفر، وكنيته أبو يعقوب، والأنثى عصفورة، لأنه من الطيبات.
ثالثا: إنّ مثل هذه الأمور موجودة بكثرة في كتب أهل السنة والجماعة ولو شئنا لاستعرضنا عشرات النصوص التي تحوي عجائب: كقصة تكليم البقرة لصاحبها, والذئب للراعي, والقردة التي زنت فأقيم عليها الحد, والضب الذي شهد للنبي بالنبوة..." انتهى
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
تعليق