وهب بن منبه
ولد في زمن الثالث عثمان بن عفان سنة 34 هجرية, واخذ عن جماعة من الصحابة كابن عباس وابوهريرةوعبدالله بن عمرو بن العاص واخذ عن كعب الاحبار وروى العجلي في تهذيب التهذيب بأن وهب تابعي ثقة وكان عل قضاء صنعاء!
وكتبوا كثيرا عن عبادته التي لاتُصدق, حتى قيل ان وهب لبث عشرين عاما يصلي الفجر بوضوء العشاء,وهذا يعني عدم نومه مطلقا اثناء الليل (تهذيب التهذيب للعسقلاني ج4 ترجمة وهب , وكذلك في سير الاعلام للذهبي). والمبالغة في عبادته ليست اكثر من تفخيم لشخصيته ونسي الوضاعون حديث النبي ص ( واصلي وانام فمن رغب عن سنتي فليس مني)!
ازدحمت كتب التفسير بروايات وهب بن منبه من غير ذكر السند , فقط يروى ان وهب قال وانتهى الامر !!
قال الذهبي ( وهب بن منبه ابو عبد الله اليماني صاحب القصص ومن احبار علماء التابعين ولد في
آخر خلافة عثمان وكان ثقة صادقا كثير النقل من كتب الاسرائيليات)
( ميزان الاعتدال للذهبي ج4 ص 352ترجمة وهب)
ساهم وهب ناقل الاسرائيليات بتشويه مبدأ القضاء والقدر فيروى عنه قوله
( كنت اقول بالقدر حتى قرأت سبعين كتابا من كتب الانبياء في كلها ..
من جعل في نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر, فتركت قولي)
النص عن (ميزان الاعتدال للذهبي ترجمة وهب) . أما قوله كنت اقول بالقدر فهو يعني انه كان يقول بحرية الانسان وهو تعريف القدرية في ذلك الزمان, ثم قرأ كتب الانبياء التي تقول ان الانسان ليس له مشيئة فيما يفعل فترك قوله الاول وآمن بالجبر أي ان الانسان مجبور على اعماله!
إذن وفق قول وهب يمكن للانسان ان يرتكب المحرمات والموبقات ثم يغفر الله تعالى ذلك له لأن هذه المحرمات من المقدرات على بني آدم كما يقول. وبهذا المفهوم سرى فعل الاستسلام للقدر في الامة فصار الناس في استكانة وخنوع.
روى ابن سعد قول وهب ( لقد قرأت ثلاثين كتابا , نزلت على ثلاثين نبيا)
(الطبقات لابن سعد , وكذلك ميزان الاعتدال للذهبي اعلاه)
بطبيعة الحال هذه الكتب ليست اكثر من اسفار التوراة ,
يتباهي بعلمه بها امام العرب فيحسبونه عالم زمانه ,فتأمل.
كان وهب يمتدح نفسه بخيلاء فهو يدعي انه جمع علم كعب
الاحبار وعلم عبدالله بن سلام ( ملاحظة : كلاهما يهوديان)
ذكر الذهبي قوله ( يقولون عبد الله بن سلام اعلم اهل زمانه وكعب اعلم اهل زمانه ,
افرأيتم من جمع علمهما ؟)
يعني نفسه بطبيعة الحال ( تذكرة الحفاظ للذهبي ج1 ص 101) .
تأمل ان وهب لم يذكر احدا من الصحابة ولكنه يذكر فقط اليهوديان كعب وابن سلام ,
فهو يريد ان يقول ان المعرفة والعلم هي عند كعب وابن سلام فخذوا
منهما العلم يا طلاب العلم,وعلمهما من التوراة , فتأمل !
من تشويهات وهب هو ادخاله التشبيه
( عن سماك بن الفضل قال كنا عند عروة بن محمد الامير والى جنبه وهب فجاء قوم فشكوا عاملهم
وذكروا منه شيئا قبيحا فتناول وهب عصا كانت في يد عروة فضرب بها رأس العامل حتى سال الدم ,فضحك عروة واستلقى وقال يعيب علينا وهب الغضب وهو يغضب فقال
وهب : ومالي لا اغضب وقد غضب الذي خلق الاحلام بقوله ( فلما اسفونا انتقمنا منهم ))
(سير اعلام النبلاء ترجمة وهب)
وهكذا كان وصار تراث دين محمد ص على يد امثال وهب بن منبه صاحب
الروايات التوراتية في التراث ومن المؤسف ان كتب التفسير الشيعية والسنية
تعج بروايات وهب بن منبه من دون ذكر مصادره (مصادر وهب)
فصار وهب من المحدثين في التفسير, ولا يكاد يخلو تفسير للقرآن الكريم
من روايات وهب بن منبهوهو الذي اخذ علمه من التوراة واحاديث كعب الاحبار وابن سلام ,
فتأمل .
................