لنرجع الى كتاب الله عز وجل قليلا


(وَ أَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ احْذَرْهُمْ
أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)

يقر القران الكريم بان الحكم يكون مطابق لما يريده الله عز وجل لا الهوى

وفي اية اخرى يقول القران

(أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)

فهذه الاحكام الصادرة اما ان تؤثر بشكل سلبي على المجتمع فيكون
من عمل بها مذنب لانها خلاف احكام القران او تكون طبقا لما يريده الله

يقول الله عز وجل

(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى‏)

او يكون مشرع هذه القوانين يتبع هوى النفس ان جاء
بخلاف قوانين الرسول عليه وعلى اله افضل التحية و ازكى السلام

(فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ)

يتبع

فأنت ما أخذته لم يكن الا عن طريق الآباء والبيئة التي ولدت
فيها فكيف لك أنت تعرف ان ما أخذته حق


كلام ربنا وكلام نبيه دلنا على الطريق الحق




وربنا في محكم كتابه دلنا على طريق الخير وأرشدنا اليه

وحذرنا من طريق الضلال ونهانا عنه فتعرف صلاح العبد

بعمله وبموافقة أعماله افعال أولياء الله المتقون وتمسكه

بكلام الله أليس هذا صحيح


بلى هو كذلك


فهولاء الذين تقتدي بهم صالحون من اهلى التقى أم غير ذلك



هم من أهل الخير والصلاح والتقوى دل على

ذلك كلام الله وحديث نبيه الصادق الأمين




فنعرف ذلك من خلال الاطلاع على سيرة القوم

وأخذ العبرة والدروس من حياتهم والحكمة من

كلامهم والعلم من أحاديثهم فان كان كما قلت

سلمنا وان لم يكن ما قلت موافق لسيرة الصالحين

يحكم بيننا كلام الله فهو القول الفصل ما تقول




أقول هو كذلك



يتبع

لابد من فهم امر مهم عن الفتنة

هناك فتنة الدين كما فعل السامري مع قوم موسى عليه السلام

(وَ أَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ)

طبعا التحذير من الفتنة والارشاد الى الطريق الصحيح من الامور التي طبقها الانبياء عليهم السلام

(وَ لَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَ إِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَ أَطِيعُوا أَمْرِي)

او فتنة الدنيا كما حصل في زمن فرعون

(فَما آمَنَ لِمُوسى‏ إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى‏ خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَ مَلائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ)

وهنا في هذا الموضوع سنركز على ثلاث فتن

الاولى فتنة الشيطان

(لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ)

الثانية فتنة مخالفة اوامر النبي عليه وعلى اله افضل التحية وازكى السلام

(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)

الثالث فتنة المتشابه في القران الكريم

(فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ)


​​​​​​​يتبع

يقول القران بان الشيطان ليس له سلطة على اهل الايمان

(فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ
آمَنُوا وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)

انما هو اولياء للذين لا يؤمنون

(إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)

وبالرجوع الى كلام الله الحق سنجد ان القران يشير الى حقيقة مهمة

الاولى ان المؤمن المتقي يتذكر حين يمسه طائف من الشيطان

(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ)

لان هولاء يملكون علوم القران وعلوم الانبياء عليهم السلام وقلوب شعت بنور الايمان

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ
زادَتْهُمْ إِيماناً وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)

عكس الذين قلوبهم خالية من تقوى الله سبحانه وتعالى يذكر القران قصة عن قوم
ينبههم نبيهم على مسالة الاستعجال

(قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)

​فالانسان كما يقول الله سبحانه وتعالى

(وَ كانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً)

هذا مثال بسيط والبحث هنا عن سيطرة الشيطان على عقل الانسان
والتحكم به الى نقطة عندها يكون ابن ادم لعبة بيد ابليس

(وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)

يقول الامام زين العابدين عليه التحية والسلام

(إلهي، جعلت لي عدوا يدخل قلبي، ويحل محل الرأي
والفكرة مني، وأين الفرار إذا لم يكن منك عون عليه)

يتبع

موالي : ايجوز لك غش اخوك المسلم وقد علمت ان ديننا نهى عن الغش والدغل والخديعة ؟

صوفي : لا يجوز

موالي : فالامانة في ديننا يجوز لك ان تتلفها ام تحفظها وتسلمها الى اخوك الى المسلم ؟

صوفي : اسلمها لاهلها

موالي : اذا رئيسكم اوامره اما ان تصدر طبقا لكلام الله

وكلام نبيه او عن حكمة فان كنت غير ذلك تكون خديعة وغش للناس اليس كذلك ؟

صوفي : لا لان الحاكم يجتهد، فان اصاب فله اجران وان لم يصب فله اجر واحد

موالي : اليست هذه للفقهاء فكيف صارت للملوك ايضا ؟

صوفي : هي كذلك لخلفاء المسلمين

موالي : يا ابن آدم تلطف علي بحلمك اريد ان افهم منك امر

هذا القران يقول (وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) وخليفتكم يجتهد وفق ماذا

احديث وقران درسهما ام سهر الليالي يبحث في بطون الكتب ؟

صوفي : يكون له مستشارين من اهل الفقه والحديث حتى النبي كان يشاور

اصحابه

موالي : وكل هولاء يا رجل ان لم يحصلوا على العلم ولم يصبوا نور الحق فمن

فمن ينقذكم عندها من حيرة الظلمات ؟

صوفي : ما راه المسلمون حسن فهو عند الله حسن هكذا جاء في الحديث


موالي : فان كان يخالف قوانين الله الم يقل القران

( قُلْ أَ تُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي

السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ)




صوفي : ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

عندما يرسل الله عز وجل نبي الى قوم فانه يرسل لهم رجل من اهل الامانة يقول القران

(أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ)

وعندما يريد احد ان يستاجر رجل لعمل فانه يبحث عن صاحب الامانه يقول القران

(إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)

حتى الجني عندما عرض قدراته على سليمان عليه السلام قال

(أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَ إِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ)

حتى الله عز وجل نفسه عندما يوحي بشي الى نبيه الكريم عليه وعلى اله التحية والسلام
فانه يبعث بوحي صاحب امانة كما يقول القران المجيد

(مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)

ويوصي المسلمين بعدم خيانة الامانة

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)

وقال ايضا

(فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَ لْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ)

الا هولاء القوم ينصبون رجل على المسلمين وعلى اماناتهم
وان تبين انه ظالم لاحقا قالوا انه امر الله
اين امركم الله ان تنصبون ولي امر على عباده ؟
وان اخطا في احكامه قالوا اجتهد وله اجر واحد لم يكتفوا
ان يقولوا لاشي له بل زادوا بان له اجر في احكامه الغلط

اما امر فعلا عجيب وغريب لا اله الا الله وحده لا شريك له

ما ادري هذه الملائكة التي تعمل بامر الله وتسجل علينا اعمالنا

(وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ * كِراماً كاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ)

كيف يكتبون اجر لرجل يغلط في احكام خلاف قوانين الله عز وجل
حقا لا اعلم !!!

يقول الله عز وجل في سورة لقمان


الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ

وهنا سؤال اذا كان هولاء كلهم فعلا موقنين بالدار الاخرة مع ان اليقين كما يعرفه لنا القران

هو روية الشي بالعين فمثلا القران يقول (وَ جِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) لانه راى بعينه كما تشير

الاية الاخرى (إِنِّي وَجَدْتُ) ومثال اخر عن ابراهيم الخليل عليه السلام (وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ

مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) ومثال اخر (رَبَّنا أَبْصَرْنا وَ سَمِعْنا فَارْجِعْنا

نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ) فهولاء في دار الدنيا كانوا يكذبون بالاخرة قال القران

(وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ) فيتبين ان لهولاء الموقنين مكانة

عالية لانهم يرون بنور الله عز وجل يقول عنهم القران (وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ

بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ)

​​​​فمرة يعبر عنهم القران بانهم محسنين كما في بداية السورة

(هُدىً وَ رَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ) ويقول عنهم مفلحين في بداية سورة البقرة

(وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

فهل انت تقول انا منهم وانه انت من المحسنين والمفلحين

مع ان القران يقول عن اهل الاحسان

(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الْكاظِمِينَ

الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)

فهل تنفق في السراء والضراء وتكظم غيضك وتعفو عن الناس ؟

ام ترى الايات الموجودة في الارض وفي نفسك ؟

(وَ فِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ)

وقال في اية اخرى

(وَ فِي خَلْقِكُمْ وَ ما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)

ام تقول انا ارى الدار الاخرة بعينك والقران يقول

(كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ)

فهل يا ترى تشاهد الدار الاخرة ؟!

هذا و القران الكريم يشهد

(أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ)

فهل يا ترى انك من الموقنين ام انت مطالب بان تصل الى تلك المرحلة ؟

(وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)

فهذه الايات بينها الله عز وجل لقوم من اهل اليقين اختارهم على علم

(قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)

فكفى بالله عليكم هل تقولون ان هذه الايات ليست واضحة ام ليست

كافية ام ماذا ؟
​​​​​​​