إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

السيستاني ما له وما عليه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السيستاني ما له وما عليه

    طلب مني أحد الأخوة مناقشة أمر السيستاني بموضوعية فهو لا يفهم كثيرا من أموره

    وفي البداية سأناقش هذا الأمر وقبل الشروع في تحليل وضع السيستاني أطلب سعة الصدر قليلا فكلامي سيجرح معتقدات خصوم السيستاني وأنصاره معا..

    أولا جانب المزايا:

    1- هذا الرجل نموذج لكيف يكون حريصا على دماء شعبه، فبرغم منزلته الاجتماعية والدينية الكبيرة لكن لم يتورط في فتوى جهاد كفائي ضد الاحتلال الأمريكي وقال بوجوب رحيل الاحتلال سلميا فقط، وظل يفتي بذلك طوال عصر المالكي وإلى اليوم، هنا فطن لفارق القوة الرهيب لصالح أمريكا، خلافا للقرضاوي مثلا الذي أفتى بالجهاد في سوريا فقتل وشرد الملايين رغم علمه بوجود فارق قوة ليس في صالحه..الوضع اختلف مع داعش فإمكانية الجهاد ضدها كانت موجودة فأفتى السيستاني بوجوب الجهاد لطرد الدواعش فورا وهو ما نجح بالفعل ..

    سلوك الرجل هنا متفق مع فلسفة الجهاد والحرب أنه لا جهاد سوى بقوة كافية للحسم، وهي النقطة التي خالفها القرضاوي ، فبرغم تأليفه كتاب "فقه الجهاد" قبل حرب سوريا بعام واحد ، وأيّد فيه هذه الفتوى أنه لا جهاد سوى بقوة وظهور، لكنه رجع عن كثير من فتاويه ومنهجه في الكتاب وصار لا فارق بينه وبين مراهقي وعناصر جماعة الإخوان بحماسهم وشعاراتهم في الشارع..

    2- السيستاني نموذج لكيف يكون رجل الدين الفقير المتواضع والزاهد عن رغبات الدنيا والسلطة، فهو يعيش في بيت صغير وفقير بالنجف ولا يذهب للحكام بل هم من يأتون إليه، رمزية كهذه كفيلة بصنع نموذج جيد لرجل الدين أن يعمل فقط لصالح الناس والفقراء ويعزل نفسه تماما عن حظوظ النفس التي هي سبب نكبات وبلاوي الأئمة طوال التاريخ، وأتذكر هنا الشيخ أبو حامد الغزالي فقد كان يذم السلطان ومنافقيه وضيوف بلاطه ويستعيذ من شر الرياء..لكنه مع امتحان بسيط استجاب لأمر الخليفة العباسي المستظهر بالله ليكتب ضد الباطنية الفاطمية ليكون أشهر كتاب تكفيري للغزالي ضد الفرق ما زال سببا في حشد وكراهية المغفلين ضد الشيعة بالعموم.

    3- هذا الرجل من أكثر الشخصيات التي استهدفت من السلفية وجهاز الإعلام الوهابي ، فنشروا الإشاعات عنه وخيانته وعمالته للاحتلال..إلخ، برغم أنه لم يجلس مع قادة أمريكا أبدا وكان يطالب برحيلهم سلميا..والسلفيون استغلوا هذه النقطة لصالحهم..فعدم الفتوى بالجهاد ضد الأمريكان تساوي في مضمونها الموافقة على الاحتلال وبالتالي فهو خائن عميل..ولم يفطنوا أن للرجل حسابات أخرى تخص دماء شعبه المستهدف أصلا بنظام الطوائف، وفي تقديري أن السيستاني لو استجاب للوهابية ليُفتي بالجهاد ضد أمريكا في العراق لسقط من العراقيين أضعاف أضعاف من سقطوا..

    لكنه في ذات الوقت لم يعارض مقاومة الاحتلال وأفتى ضدها..بل ترك التيار الصدري يعمل وكافة فصائل المقاومة العراقية الأخرى سنية وشيعية، وأتذكر جيدا أحد تصريحات مقتدى الصدر حين كان يحارب بجيش المهدي، أنه لو أفتت مرجعية النجف بكف السلاح لفعل ذلك، وعلى ما يبدو من وجهة نظري التحليلية أن السيستاني لم يرد أن يكون مسئولا عن الدماء التي تسقط..

    4- فتوى السيستاني الشهيرة "أهل السنة أهلنا" التي حرّم بموجبها التعدي على ممتلكاتهم واعتبارها غنائم حرب أثناء التصدي لداعش، فالشيعي المتطرف وقتها كان يقول أن داعش مؤامرة سنية عشائرية ويجب الانتقام من تلك العشائر، خصوصا بعد مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها 1700 شاب عراقي شيعي من الجنوب مما اعتبرها بعض متعصبي الجنوب على أنها تطهيرا عرقيا سنيا ضدهم..فتوى السيستاني وضعت حداً للقتل ومنعت الانتقام وشوهت المتعصبين الشيعة وكل من يفعل أفعالهم..ولمن لا يعلم فالعصبية القبلية والدينية في الجنوب والوسط العراقي كانت في أوجها ضد بعض عشائر السنة والعاطفة الشيعية كانت متحفزة وقتها للانتقام..ولولا فتوى السيستاني لحدثت مجازر راح فيها الآلاف من عشائر السنة بالوسط والشمال

    5- لم يتورط في فتاوى قتل وإهدار دماء لمثقفين مثلما تورط الخوميني في فتواه القبيحة بقتل سلمان رشدي، مما ساهم في نشر روايته "آيات شيطانية" بمعظم لغات العالم تقريبا، ولا أعلم سر إحجام السيستاني عن تلك الفتوى التي انتشرت بين السنة والشيعة، لكني أتذكر جيدا أن المفكر السوري "صادق جلال العظم" كان يرى قصة سلمان لا تهين القرآن بل تنتقد التراث السني بالخصوص وتصوير آيات القرآن على أنها من عمل الشيطان (قصة الغرانيق نموذج) فربما بلغ لأسماع السيستاني أن الموقف الإيراني الرسمي من الرواية كان مبالغا فيه..خصوصا وأن السيستاني يفتي بقتل المرتد فلماذا لم يُفت بقتل سلمان إذن؟

    ثانيا: جانب العيوب

    1- السيستاني كما أفتى بالجهاد ضد داعش وعلى إثر ذلك تكونت فصائل الحشد، كان يجب الإفتاء بحل هذه الفصائل فورا بعد إنجاز مهمتها كي لا تصبح دولة داخل دولة ..وأتذكر أن حيدر العبادي لم ينتظر فتوى السيستاني هنا وأصدر قراره بحل هذه الفصائل ودمجها في الجيش العراقي..لكن ما زال هذا القرار حبر على ورق ولم ينفذ منه شئ..

    2- السيستاني في الأخير مرجع ديني وحديثه في السياسة حتى لو من باب الاعتماد عليه كحل وعلاج للمشكلات يعزز مبدأ (خلط الدين بالدولة) وهو الذي صنع في قلوب بعض أتباعه رسوخ فكرة الإمامة وضرورة إحيائها حتى في زمن الغيبة الكبرى..وهذه الجزئية هي التي أوجدت مشتركات بين شيعة العراق وإيران في الإيمان بولي الفقيه مع الفارق، فالأمر بإيران واضح..لكنه في العراق مستتر..


    3- هذا الرجل يساهم بشكل أو بآخر في تشدد المجتمع العراقي وتديينه، فبقاءه كرمز ديني بهذه المنزلة الرفيعة ولكونه أصبح حلا لمعظم المشاكل السياسية، يتسبب في نشر الفكر المحافظ وتقديس الأعراف والتقاليد، ويجري بناء عليه تكفير المثقفين والعلمانيين..بينما لم يحرك ساكنا ليفتي بوضوح عن موقفه بشأن العلمانية وفصل الدين عن الدولة، وصمت السيستاني هنا تم تفسيره بموافقة ضمنية على هذا التكفير للمثقفين ..وربما الاغتيالات التي تحدث أحيانا لنساء ومفكرين خرجوا عن الثقافة العامة والعُرف المحلي العراقي..

    4- لا زال السيستاني صامتا عن رفض شيخ الأزهر لقاءه ورموز السلفية في الخليج لحقن الدماء بين السنة والشيعة، ووقف مضخات الكراهية الطائفية التي تصدر أحيانا من مثقفين نتيجة لغرور وتعنت رجال الدين في كلا الطائفتين، وبرأيي لو أفصح الرجل واعترض بصوتٍ عال سيصنع ضغطا شديدا على مؤسسات الدين السنية في مختلف بلاد العالم، ويُحيي جدلا بشأن الجدوى من اللقاءات وضرورة إيقاف هذه الفتنة التي تحصد أرواح ملايين المسلمين منذ أعوام..

    5- السيستاني كأي شيخ أصولي مسلم..لا زال يفتي بحرمة بعض الأطعمة والأشربة، وأموال البنوك وموقفه الديني من الآخر لا زال سلبيا عنصريا كموقفه من المرأة والمرتد والكتابيين..وغيرهم، ويؤمن بالقصص الخرافية التي يعج بها التراث الشيعي دون إعمالٍ للعقل، ويبدو أن جانب المزايا الذي طرحته يخص سلوكه السياسي لا الديني، فالرجل ربما تعلم التفريق بين الأمرين من حكم آل البيت والموروث الروائي عنهم..

    شخصيا أرى السيستاني كما أرى الدلاي لاما، رجل حكيم على المستوى الفردي لكنه يؤسس ويرسخ لدولة دينية على المستوى الجمعي، ويختلط دوره الديني بالقومي والوطني معا في خلّاط واحد هو الذي صنع الدلاي لاما رمزا بوذيا عالميا لبوذيين التبت ومطالب استقلالهم عن الصين، مثلما صنع السيستاني كرمز شيعي عالمي ليس فقط في العراق ، ومن شدة قبول هذا الرجل ومصداقيته جمع جيشا من 60 ألف مقاتل في زمن قصير هو الذي طرد داعش من العراق وظل يكافح 3 سنوات حتى حرر ثلثي أراضي العراق منهم، حتى مصداقيته لدى عشائر السنة يبدو أنها حاضرة، فعشائر سنية في الوسط – كالبونمر والبوفهد – استجابت لفتواه بالجهاد الكفائي وتطوعت لقتال داعش وسد الفراغ الذي أحدثه انهيار الجيش العراقي الضعيف..

    أتخيل أن رمزية الشيخين القرضاوي وأحمد الطيب غير موجودة لدى (الشيعة والمسيحيين) لكن هذا الرجل له رمزية مقبولة سياسية عند بعض (سنة ومسيحيين العراق) بوصفه من تدخل لتحريرهم من داعش واستضافة ملايين منهم في محافظات الجنوب والوسط..

    وأرى أن الجانب الشيعي المتعصب للسيستاني يأخذ طرفا من هذا الرأي فهو (يعتمد جودة موقفه السياسي ليخدم عقيدته الدينية) بينما الجانب السني والعلماني المتعصب ضده فهو العكس، أي يأخذ طرفا من هذا الرأي لكونه (يعتمد سوء عقيدته الدينية لإثبات سوء وتقية موقفه السياسي) وأنا منذ أن دخلت في مناقشات العراق قبل 14 عاما بين هذين الرأيين المتعصبين فنالني من سهامهما ما نلته من الوهابية والإخوان لمجرد إعلان رأيي بهذا الوضوح فلم أضعف ولم تَخُر قواي ضدهم وصممت على مقاومة هذا الفكر المنحرف وتلك الزريبة الطائفية التي نعشها منذ 20 عاما..

  • #2

    سلام عليكم ,
    المشاركة باللون الازرق داخل الاقتباس لاختصار المساحة


    المشاركة الأصلية بواسطة أبو جهاد المصري مشاهدة المشاركة
    طلب مني أحد الأخوة مناقشة أمر السيستاني بموضوعية فهو لا يفهم كثيرا من أموره

    وفي البداية سأناقش هذا الأمر وقبل الشروع في تحليل وضع السيستاني أطلب سعة الصدر قليلا فكلامي سيجرح معتقدات خصوم السيستاني وأنصاره معا..

    أولا جانب المزايا:

    1- هذا الرجل نموذج لكيف يكون حريصا على دماء شعبه، فبرغم منزلته الاجتماعية والدينية الكبيرة لكن لم يتورط في فتوى جهاد كفائي ضد الاحتلال الأمريكي وقال بوجوب رحيل الاحتلال سلميا فقط، وظل يفتي بذلك طوال عصر المالكي وإلى اليوم، هنا فطن لفارق القوة الرهيب لصالح أمريكا، خلافا للقرضاوي مثلا الذي أفتى بالجهاد في سوريا فقتل وشرد الملايين رغم علمه بوجود فارق قوة ليس في صالحه..الوضع اختلف مع داعش فإمكانية الجهاد ضدها كانت موجودة فأفتى السيستاني بوجوب الجهاد لطرد الدواعش فورا وهو ما نجح بالفعل ..
    سلوك الرجل هنا متفق مع فلسفة الجهاد والحرب أنه لا جهاد سوى بقوة كافية للحسم، وهي النقطة التي خالفها القرضاوي ، فبرغم تأليفه كتاب "فقه الجهاد" قبل حرب سوريا بعام واحد ، وأيّد فيه هذه الفتوى أنه لا جهاد سوى بقوة وظهور، لكنه رجع عن كثير من فتاويه ومنهجه في الكتاب وصار لا فارق بينه وبين مراهقي وعناصر جماعة الإخوان بحماسهم وشعاراتهم في الشارع..

    المقارنة ربما غير موفقة نوعا ما لان القرضاوي افتى بالجهاد في سوريا رغم علمه بوجود فارق قوة ولكن هكذا كانت الاوامر لقلب
    النظام في سوريا والقرضاوي اداة لانظمة الخليج والسعودية قبل ان تنبذ السعودية (الاخوان).. فالقرضاوي افتى بالجهاد لزيادة لهيب النارولم تهمه ولايهم اصحاب المشروع النتائج في سوريا .
    السيستاني لم يفتي بجهاد ضد الامريكان لأمر اخر , وبالمناسبة الاحتلال عند دخولهم للعراق شكروا السيستاني على ذلك ,
    وهذا امر عند ذكره يزعج انصار السيد ومقلديه ولكنه واقع لايمكن نكرانه
    ..


    2- السيستاني نموذج لكيف يكون رجل الدين الفقير المتواضع والزاهد عن رغبات الدنيا والسلطة، فهو يعيش في بيت صغير وفقير بالنجف ولا يذهب للحكام بل هم من يأتون إليه، رمزية كهذه كفيلة بصنع نموذج جيد لرجل الدين أن يعمل فقط لصالح الناس والفقراء ويعزل نفسه تماما عن حظوظ النفس التي هي سبب نكبات وبلاوي الأئمة طوال التاريخ، وأتذكر هنا الشيخ أبو حامد الغزالي فقد كان يذم السلطان ومنافقيه وضيوف بلاطه ويستعيذ من شر الرياء..لكنه مع امتحان بسيط استجاب لأمر الخليفة العباسي المستظهر بالله ليكتب ضد الباطنية الفاطمية ليكون أشهر كتاب تكفيري للغزالي ضد الفرق ما زال سببا في حشد وكراهية المغفلين ضد الشيعة بالعموم.


    3- هذا الرجل من أكثر الشخصيات التي استهدفت من السلفية وجهاز الإعلام الوهابي ، فنشروا الإشاعات عنه وخيانته وعمالته للاحتلال..إلخ، برغم أنه لم يجلس مع قادة أمريكا أبدا وكان يطالب برحيلهم سلميا..والسلفيون استغلوا هذه النقطة لصالحهم..فعدم الفتوى بالجهاد ضد الأمريكان تساوي في مضمونها الموافقة على الاحتلال وبالتالي فهو خائن عميل..ولم يفطنوا أن للرجل حسابات أخرى تخص دماء شعبه المستهدف أصلا بنظام الطوائف، وفي تقديري أن السيستاني لو استجاب للوهابية ليُفتي بالجهاد ضد أمريكا في العراق لسقط من العراقيين أضعاف أضعاف من سقطوا..
    لكنه في ذات الوقت لم يعارض مقاومة الاحتلال وأفتى ضدها..بل ترك التيار الصدري يعمل وكافة فصائل المقاومة العراقية الأخرى سنية وشيعية، وأتذكر جيدا أحد تصريحات مقتدى الصدر حين كان يحارب بجيش المهدي، أنه لو أفتت مرجعية النجف بكف السلاح لفعل ذلك، وعلى ما يبدو من وجهة نظري التحليلية أن السيستاني لم يرد أن يكون مسئولا عن الدماء التي تسقط..
    تحليل واقعي وهناك امور اخرى قد تخرجنا عن الموضوع , مقتدى الصدر استغل (صمت) السيستاني استغلالا ذكيا

    4- فتوى السيستاني الشهيرة "أهل السنة أهلنا" التي حرّم بموجبها التعدي على ممتلكاتهم واعتبارها غنائم حرب أثناء التصدي لداعش، فالشيعي المتطرف وقتها كان يقول أن داعش مؤامرة سنية عشائرية ويجب الانتقام من تلك العشائر، خصوصا بعد مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها 1700 شاب عراقي شيعي من الجنوب مما اعتبرها بعض متعصبي الجنوب على أنها تطهيرا عرقيا سنيا ضدهم..فتوى السيستاني وضعت حداً للقتل ومنعت الانتقام وشوهت المتعصبين الشيعة وكل من يفعل أفعالهم..ولمن لا يعلم فالعصبية القبلية والدينية في الجنوب والوسط العراقي كانت في أوجها ضد بعض عشائر السنة والعاطفة الشيعية كانت متحفزة وقتها للانتقام..ولولا فتوى السيستاني لحدثت مجازر راح فيها الآلاف من عشائر السنة بالوسط والشمال
    عند تفجير مقامي الامامين العسكريين ع في سامراء , كانت عملية التفجير وارهاصاتها تحضير جاهز لحرب اهلية بين الشيعة والسنة وبالتأكيد المراد من التفجير كان هو الوصول الى نتيجة الاقتتال الطائفي التي يسعى لها اطراف معروفة.
    الا ان السيد بين عن طريق خطباؤه بأن ( السنة) هم نفس (الشيعة) (انفسنا) وبذلك افشل عمليات الانتقام الطائفية بعد التفجير ,هذا الكلام عن طريق خطباؤه انتشر قبل داعش سيطرة داعش بسنوات واستمر لما بعدها


    5- لم يتورط في فتاوى قتل وإهدار دماء لمثقفين مثلما تورط الخوميني في فتواه القبيحة بقتل سلمان رشدي، مما ساهم في نشر روايته "آيات شيطانية" بمعظم لغات العالم تقريبا، ولا أعلم سر إحجام السيستاني عن تلك الفتوى التي انتشرت بين السنة والشيعة، لكني أتذكر جيدا أن المفكر السوري "صادق جلال العظم" كان يرى قصة سلمان لا تهين القرآن بل تنتقد التراث السني بالخصوص وتصوير آيات القرآن على أنها من عمل الشيطان (قصة الغرانيق نموذج) فربما بلغ لأسماع السيستاني أن الموقف الإيراني الرسمي من الرواية كان مبالغا فيه..خصوصا وأن السيستاني يفتي بقتل المرتد فلماذا لم يُفت بقتل سلمان إذن؟
    الخميني لم يتورط بفتوته فعند اصدار فتوته ضد سلمان رشدي كان ايران تواجه العالم كله والتحالف الدولي والعراق بحربه ولكنه اصدر الفتوى لان السكوت عن الباطل لايجوز بالذات لصاحب المسؤولية مهما كانت النتائج , وسكوت علماء الدين من السنة والشيعة عن ادانة سلمان رشدي يؤخذ عليهم وليس على الخميني,
    السيستاني يغلب عليه (الصمت)


    ثانيا: جانب العيوب

    1- السيستاني كما أفتى بالجهاد ضد داعش وعلى إثر ذلك تكونت فصائل الحشد، كان يجب الإفتاء بحل هذه الفصائل فورا بعد إنجاز مهمتها كي لا تصبح دولة داخل دولة ..وأتذكر أن حيدر العبادي لم ينتظر فتوى السيستاني هنا وأصدر قراره بحل هذه الفصائل ودمجها في الجيش العراقي..لكن ما زال هذا القرار حبر على ورق ولم ينفذ منه شئ..
    هنا نقطة مهمة من الضروري بيانها و لايلام اغلب الناس والكاتب كذلك على عدم معرفتها لبعدهم عن الواقع المحيط بها , وهي ان القتال التطوعي ضد داعش موجود قبل فتوى السيد السيستاني,والفصائل المسلحة كانت تقاتل عصابات داعش قبل الفتوى بقرابة عام واكثر لكن الناس ,والاعلام كان جاهلا او متجاهلا لها . عند صدور فتوى السيستاني لقتال عصابات داعش هللت الفصائل المقاتلة اصلا للفتوى واصبح قتالها مدعوما بفتوى شرعية بينما قبل ذلك لم يكونوا مدعومين شرعيا ..
    اما قضية تسليم السلاح للدولة , فالفصائل المسلحة وقادتها لايريدون ان يصبحوا تحت سلطة حكومة تأخذ اوامرها من امريكا وهو حال السلطة في العراق , لذلك فان انضواء الفصائل المسلحة تحت سلطة الدولة لن يتم مطلقا مادامت امريكا تتحكم وتحتل البلاد حسب قولهم ,ماعدا الفصائل التي تكونت بعد فتوى السيد السيستاني فهي واقعيا الان تحت سلطة الدولة ولكن لاتزال تعتبر فصائل للحشد ولم (تذوب) في القوات المسلحة بعد وقد يحصل ذلك قريبا , اما باقي الفصائل فلن تفعل ذلك ..



    2- السيستاني في الأخير مرجع ديني وحديثه في السياسة حتى لو من باب الاعتماد عليه كحل وعلاج للمشكلات يعزز مبدأ (خلط الدين بالدولة) وهو الذي صنع في قلوب بعض أتباعه رسوخ فكرة الإمامة وضرورة إحيائها حتى في زمن الغيبة الكبرى..وهذه الجزئية هي التي أوجدت مشتركات بين شيعة العراق وإيران في الإيمان بولي الفقيه مع الفارق، فالأمر بإيران واضح..لكنه في العراق مستتر..
    السيستاني لايؤمن بولاية الفقيه


    3- هذا الرجل يساهم بشكل أو بآخر في تشدد المجتمع العراقي وتديينه، فبقاءه كرمز ديني بهذه المنزلة الرفيعة ولكونه أصبح حلا لمعظم المشاكل السياسية، يتسبب في نشر الفكر المحافظ وتقديس الأعراف والتقاليد، ويجري بناء عليه تكفير المثقفين والعلمانيين..بينما لم يحرك ساكنا ليفتي بوضوح عن موقفه بشأن العلمانية وفصل الدين عن الدولة، وصمت السيستاني هنا تم تفسيره بموافقة ضمنية على هذا التكفير للمثقفين ..وربما الاغتيالات التي تحدث أحيانا لنساء ومفكرين خرجوا عن الثقافة العامة والعُرف المحلي العراقي..
    لاعلاقة للسيد بتشدد المجتمع وتدينه فليس كل الشيعة من مقلديه والسنة ليسوا من مقلديه اصلا ,
    وهو ليس حلا لمعظم المشاكل السياسية كما يبدو وكما يحسب الكثير


    4- لا زال السيستاني صامتا عن رفض شيخ الأزهر لقاءه ورموز السلفية في الخليج لحقن الدماء بين السنة والشيعة، ووقف مضخات الكراهية الطائفية التي تصدر أحيانا من مثقفين نتيجة لغرور وتعنت رجال الدين في كلا الطائفتين، وبرأيي لو أفصح الرجل واعترض بصوتٍ عال سيصنع ضغطا شديدا على مؤسسات الدين السنية في مختلف بلاد العالم، ويُحيي جدلا بشأن الجدوى من اللقاءات وضرورة إيقاف هذه الفتنة التي تحصد أرواح ملايين المسلمين منذ أعوام.. نعم, السيد يغلب عليه الصمت والتجاهل

    5- السيستاني كأي شيخ أصولي مسلم..لا زال يفتي بحرمة بعض الأطعمة والأشربة، وأموال البنوك وموقفه الديني من الآخر لا زال سلبيا عنصريا كموقفه من المرأة والمرتد والكتابيين..وغيرهم، ويؤمن بالقصص الخرافية التي يعج بها التراث الشيعي دون إعمالٍ للعقل، ويبدو أن جانب المزايا الذي طرحته يخص سلوكه السياسي لا الديني، فالرجل ربما تعلم التفريق بين الأمرين من حكم آل البيت والموروث الروائي عنهم..
    ليس دفاعا عن السيد ولكن حرمة الاطعمة والاشربة والبنوك والفقه هي تعاليم الدين والرجل يفتي وفق فقه هذا الدين ,
    اذا كان الناس يريدون ان يأكلوا لحم الخنزير او يشربوا الخمور فالدين واحكامه تمنعهم وليس السيستاني ولا غيره ,
    ليوجهوا لومهم على الدين مباشرة وبصراحة ..


    شخصيا أرى السيستاني كما أرى الدلاي لاما، رجل حكيم على المستوى الفردي لكنه يؤسس ويرسخ لدولة دينية على المستوى الجمعي، ويختلط دوره الديني بالقومي والوطني معا في خلّاط واحد هو الذي صنع الدلاي لاما رمزا بوذيا عالميا لبوذيين التبت ومطالب استقلالهم عن الصين، مثلما صنع السيستاني كرمز شيعي عالمي ليس فقط في العراق ، ومن شدة قبول هذا الرجل ومصداقيته جمع جيشا من 60 ألف مقاتل في زمن قصير هو الذي طرد داعش من العراق وظل يكافح 3 سنوات حتى حرر ثلثي أراضي العراق منهم، حتى مصداقيته لدى عشائر السنة يبدو أنها حاضرة، فعشائر سنية في الوسط – كالبونمر والبوفهد – استجابت لفتواه بالجهاد الكفائي وتطوعت لقتال داعش وسد الفراغ الذي أحدثه انهيار الجيش العراقي الضعيف..
    ال 60 الف مقاتل لم تكونهم فتوى السيد كما مر سابقا , الفصائل المسلحة المقاتلة لداعش كانت موجودة بقياداتها وجنودها واسلحتها وحتى اسمائها قبل صدور الفتوى وقدمت شهداء وجرحى في قتالها للتنظيمات السلفية قبل الفتوى , عند اصدار الفتوى علم الناس بوجود فصائل مسلحة فالحقوهم بفتوى السيد ومع مرور الايام اغلب الناس صاروا يحسبون ان هذه الفصائل تشكلت بعد الفتوى ولكن الامر ليس كذلك .هذه الفصائل استفادت من الفتوى لتقوية شرعيتها .. العشائر السنية التي تأسست كحشد عشائري نعم تشكلت بعد الفتوى.

    أتخيل أن رمزية الشيخين القرضاوي وأحمد الطيب غير موجودة لدى (الشيعة والمسيحيين) لكن هذا الرجل له رمزية مقبولة سياسية عند بعض (سنة ومسيحيين العراق) بوصفه من تدخل لتحريرهم من داعش واستضافة ملايين منهم في محافظات الجنوب والوسط..

    وأرى أن الجانب الشيعي المتعصب للسيستاني يأخذ طرفا من هذا الرأي فهو (يعتمد جودة موقفه السياسي ليخدم عقيدته الدينية) بينما الجانب السني والعلماني المتعصب ضده فهو العكس، أي يأخذ طرفا من هذا الرأي لكونه (يعتمد سوء عقيدته الدينية لإثبات سوء وتقية موقفه السياسي) وأنا منذ أن دخلت في مناقشات العراق قبل 14 عاما بين هذين الرأيين المتعصبين فنالني من سهامهما ما نلته من الوهابية والإخوان لمجرد إعلان رأيي بهذا الوضوح فلم أضعف ولم تَخُر قواي ضدهم وصممت على مقاومة هذا الفكر المنحرف وتلك الزريبة الطائفية التي نعشها منذ 20 عاما..

    تعليق


    • #3
      هذا المعتوه المصري لا يفقه شيئا لا في السياسة ولا في الدين
      نعم الدين عنده هو ما يراه هو.
      والصالح هو ما يراه هذا المعتوه المصري صالحا
      والباطل هو ما يراه هذا المعتوه المصري باطلا...
      يعني
      أرأيت من اتخذ إلهه هواه....
      هذا هو حال المعتوه المصري.

      تعليق


      • #4
        شكرا مروان

        غالبا لا خلاف حقيقي وما طرحته جنابك هو إضافات وشروح وتوضيحات، ويبقى الخلاف الفقهي والمذهبي يشكل إطار جيد للنقاش

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أبو جهاد المصري مشاهدة المشاركة
          شكرا مروان

          غالبا لا خلاف حقيقي وما طرحته جنابك هو إضافات وشروح وتوضيحات، ويبقى الخلاف الفقهي والمذهبي يشكل إطار جيد للنقاش
          هذا الكاتب اعلاه تابع لنظام ولاية الفقيه الفارسي وليس له اي
          دخل لا من قريب ولا من بعيد بالسيستاني

          هذا الرجل يساهم بشكل أو بآخر في تشدد المجتمع العراقي وتديينه، فبقاءه كرمز ديني بهذه المنزلة الرفيعة ولكونه أصبح حلا لمعظم المشاكل السياسية، يتسبب في نشر الفكر المحافظ وتقديس الأعراف والتقاليد، ويجري بناء عليه تكفير المثقفين والعلمانيين
          اتمنى منك عدم الخلط لان من يساهم بخراب العراق وتدمير العراق
          هو نظام ولاية الفقيه الفارسي بقيادة ملالي طهران يحاولون بكل
          وسيلة تدمير البلد وتحطيم الناس وابقاء المجتمع فقير جاهل متخلف
          ومجتمع يسهل استغلاله

          اما صمته عن الظلم الذي يمارسه ملالي طهران في العراق عن طريق
          اذرعهم في البلد لا نعرف ماهو مبرره مجرد تلميحات يذكرها لا اكثر
          ولا اقل كتلك التي قالها في لقاء البابا

          وتحدث سماحة السيد عما يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الاساسية وغياب العدالة الاجتماعية، وخصوص ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها
          فمثلا لو يقول كلمة بسيطة

          ان العقل اذا فقد العلم والحكمة ذهب الايمان من القلب
          وصارت النفس في دائرة الظلمات عندها يسهل على
          ابليس ان يستحوذ على بني ادم وهذا ما حصل مع
          ملالي نظام ولاية الفقيه الفارسي، انتهى يكون قد اراح
          قوم كثيرون لكن لانعرف ماهو المبرر من سكوته؟!


          عاملهم الجبار القهار بالعدل
          والانصاف في الامر كله من اول سكرة الموت الى ان يقفوا
          بين يديه فيحكم فيهم بعدله وانصافه انه المنتقم الشديد المحال

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
          استجابة 1
          10 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
          ردود 2
          12 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          يعمل...
          X