نزول آیة : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) حول حدیث الغدیر یوم الغدیر
العلامة الأميني
العذاب الواقع
ومن الآيات النازلة بعد نصِّ الغدير قوله تعالىٰ من سورة المعارج :
( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ ) (۱)
وقد أذعنت له الشيعة ، وجاء مثبتاً في كتب التفسير والحديث لمن لا يُستهان بهم من علماء أهل السنّة ، ودونك نصوصها :
۱ ـ الحافظ أبو عُبيد الهرويّ : المتوفّىٰ بمكّة (۲۲۳ ، ۲۲٤) ، المترجم (ص ۸٦).
روىٰ في تفسيره غريب القرآن قال : لمّا بلّغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غدير خُمّ ما بلّغ ، وشاع ذلك في البلاد أتىٰ جابر (۲) بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري. فقال :
يا محمّد أمرتَنا من الله أن نشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنَّك رسول الله ، وبالصلاة ، والصوم ، والحجّ ، والزكاة ، فقبلنا منك ، ثمّ لم ترضَ بذلك حتّىٰ رفعتَ بضَبْع ابن عمِّك ففضّلته علينا ، وقلت : من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، فهذا شيء منك ، أم من الله ؟ فقال رسول الله : « والذي لا إلٰه إلّا هو إنَّ هذا من الله ».
فولّىٰ جابر يريد راحلته ، وهو يقول : أللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حجارةً من السماء ، أَو ائْتِنا بعذاب أَليم.
فما وصل إليها حتّىٰ رماه الله بحجر ، فسقط علىٰ هامته ، وخرج من دبره ، وقتله ، وأنزل الله تعالىٰ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) الآية.
۲ ـ أبو بكر النقّاش الموصليّ ، البغداديّ : المتوفّىٰ (۳٥۱) ، المترجم (ص ۱۰٤).
روىٰ في تفسيره شفاء الصدور حديث أبي عبيد المذكور ، إلّا أنَّ فيه مكان جابرِ ابن النضر الحارثَ بنَ النعمان الفهري ، كما يأتي في رواية الثعلبي ، وأحسبه تصحيحاً منه.
۳ ـ أبو إسحاق الثعلبيّ ، النيسابوريّ : المتوفّىٰ (٤۲۷ ، ٤۳۷).
قال في تفسيره الكشف والبيان (۳) : إنَّ سفيان بن عيينة سُئل عن قوله عزّوجلّ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) في منْ نزلت ؟
فقال للسائل (٤) : سألتني عن مسألة ما سألني أحد قبلك ، حدّثني أبي ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ـ صلوات الله عليهم ـ قال :
لمّا كان رسول الله بغدير خُمّ نادى الناس ، فاجتمعوا فأخذ بيد عليٍّ ، فقال : « من كنتُ مولاه فعليّ مولاه » ، فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتىٰ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علىٰ ناقة له حتّىٰ أتى الأبطح (٥) ، فنزل عن ناقته فأناخها ، فقال :
يا محمّد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنَّك رسول الله فقبلناه ، وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلناه منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلنا ، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا ، ثمّ لم ترضَ بهذا حتّىٰ رفعتَ بضَبعَيْ ابن عمِّك ففضّلته علينا ، وقلت : من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، فهذا شيءٌ منك ، أم من الله ؟
فقال : « والذي لا إلٰه إلّا هو إنَّ هذا من الله ». فولّى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول :
أللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إليها حتّىٰ رماه الله تعالىٰ بحجر ، فسقط علىٰ هامته ، وخرج من دُبُره وقتله ، وأنزل الله ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) الآيات.
٤ ـ الحاكم أبو القاسم الحَسكانيّ : المترجم (ص ۱۱۲).
روىٰ في كتاب دعاء الهداة إلىٰ أداء حقّ الموالاة (٦) ، فقال :
قرأت علىٰ أبي بكر محمّد بن محمّد الصيدلاني فأقرَّ به ، حدّثكم أبو محمّد عبدالله ابن أحمد بن جعفر الشيباني ، حدّثنا عبدالرحمن بن الحسين الأسدي ، حدّثنا إبراهيم ابن الحسين الكسائي ـ ابن ديزيل ـ حدّثنا الفضل بن دكين ، حدّثنا سفيان بن سعيد الثوري ، حدّثنا منصور (۷) ، عن ربعي (۸) ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعليّ عليه السلام : « من كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه ».
قال النعمان بن المنذر ـ فيه تصحيفٌ ـ الفهري : هذا شيء قلتَه من عندك ، أو شيء أمرك به ربّك ؟
قال : « لا ، بل أمرني به ربّي ».
فقال : أللّهمّ أنزل ـ كذا في النسخ ـ علينا حِجارةً من السماء ! فما بلغ رَحْله حتّىٰ جاءه حجرٌ فأدماه ، فخرّ ميِّتاً ، فأنزل الله تعالىٰ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) (۹).
وقال : حدّثنا أبو عبدالله الشيرازي ، قال : حدّثنا أبو بكر الجرجرائي ، قال : حدّثنا أبو أحمد البصري ، قال : حدّثنا محمّد بن سهل ، قال : حدّثنا زيد بن إسماعيل مولى الأنصار ، قال : حدّثنا محمّد بن أيّوب الواسطي ، قال : حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمّد الصادق ، عن آبائه عليهم السلام :
لمّا نصب رسول الله عليّاً يوم غدير خُمّ ، وقال : من كنتُ مولاه ، طار ذلك في البلاد ، فقدم على النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم النعمان بن الحارث الفهري قال : أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنَّك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصوم والصلاة والزكاة ، فقبلناها ، ثمّ لم ترضَ حتّىٰ نصبتَ هذا الغلام فقلت : من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه. فهذا شيء منك ، أو أَمرٌ من عند الله ؟
فقال : « والله الذي لا إلٰه إلّا هو إنَّ هذا من الله ».
فولّى النعمان بن الحارث وهو يقول : أللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطِرْ عَلَينا حجارَةً من السماء ! فرماه الله بحجر علىٰ رأسه ، فقتله ، وأنزل الله تعالىٰ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) الآيات (۱۰).
٥ ـ أبو بكر يحيى القرطبيّ (۱۱) : المتوفّىٰ (٥٦۷) ، المترجم (ص ۱۱٥) قال في تفسيره (۱۲) في سورة المعارج :
لمّا قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه » قال النضر بن الحارث (۱۳) لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أمرتنا بالشهادتين عن الله فقبلنا منك ، وأمرتنا بالصلاة والزكاة ، ثمّ لم ترضَ حتّىٰ فضّلتَ علينا ابن عمّك ، آلله أمرك ، أم من عندك ؟
فقال : « والذي لا إلٰه إلّا هو إنَّه من عند الله ».
فولّىٰ وهو يقول : أللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأَمطر علينا حجارةً من السماءِ ! فوقع عليه حجر من السماء فقتله.
٦ ـ شمس الدين أبو المظفّر سبط ابن الجوزيّ الحنفيّ : المتوفّىٰ (٦٥٤).
رواه في تذكرته (۱٤) (ص ۱۹) قال : ذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده : أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا قال ذلك ـ يعني حديث الولاية ـ طار في الأقطار ، وشاع في البلاد والأمصار ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتاه علىٰ ناقة له ، فأناخها علىٰ باب المسجد (۱٥) ، ثمّ عقلها وجاء فدخل في المسجد ، فجثا بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال :
يا محمّد إنَّك أمرتنا أن نشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنَّك رسول الله ، فقبلنا منك ذلك ، وإنَّك أمرتنا أن نصلّي خمس صلوات في اليوم والليلة ، ونصوم رمضان ، ونحجّ البيت ، ونزكّي أموالنا ، فقبلنا منك ذلك ، ثمّ لم ترضَ بهذا حتّىٰ رفعت بضَبْعي ابن عمِّك وفضّلته على الناس ، وقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فهذا شيء منك ، أو من الله ؟
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد احمرّت عيناه : « والله الذي لا إلٰه إلّا هو إنَّه من الله ، وليس منّي ». قالها ثلاثاً.
فقام الحارث وهو يقول : أللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأرسل من السماء علينا حجارةً أو ائتنا بعذاب أليم !
قال : فوالله ما بلغ ناقته حتّىٰ رماه الله من السماء بحجر ، فوقع علىٰ هامته ، فخرج من دُبره ومات ، وأنزل الله تعالىٰ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) الآيات.
۷ ـ الشيخ إبراهيم بن عبدالله اليمنيّ ، الوصّابيّ ، الشافعيّ :
روىٰ في كتابه الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء حديث الثعلبي المذكور (ص ۲٤۰).
۸ ـ شيخ الإسلام الحمّوئي : المتوفّىٰ (۷۲۲).
روىٰ في فرائد السمطين في الباب الخامس عشر (۱٦) قال : أخبرني الشيخ عماد الدين [عبد] الحافظ بن بدران بمدينة نابلس فيما أجاز لي أن أرويه عنه ، إجازةً عن القاضي جمال الدين عبدالقاسم بن عبدالصمد الأنصاري ، إجازةً عن عبدالجبّار بن محمّد الخواري البيهقي ، إجازةً عن الإمام أبي الحسن عليّ بن أحمد الواحدي ، قال : قرأت علىٰ شيخنا الأستاذ أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره : أنَّ سفيان بن عيينة سُئل عن قوله عزّوجلّ ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) في من نزلت ؟ فقال ... الحديث إلىٰ آخر لفظ الثعلبي المذكور (ص ۲٤۰).
۹ ـ الشيخ محمّد الزرَنديّ ، الحنفيّ : المترجم (ص ۱۲٥).
ذكره في كتابيه معراج الوصول ونظم درر السمطين (۱۷).
۱۰ ـ شهاب الدين أحمد الدولت آباديّ : المتوفّىٰ (۸٤۹).
روىٰ في كتابه : هداية السعداء في الجلوة الثانية من الهداية الثامنة : أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال يوماً : « من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نَصَره ، واخذُل من خذله ».
فسمع ذلك واحد من الكفرة من جملة الخوارج (۱۸) ، فجاء إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا محمّد هذا من عندك أو من عند الله ؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم : « هذا من عند الله ».
فخرج الكافر من المسجد ، وقام علىٰ عتبة الباب وقال : إن كان ما يقوله محمّد حقّاً فأنزِلْ عليَّ حجراً من السماء !
قال : فنزل حجر ، ورضخ رأسه فنزلت ( سَأَلَ سَائِلٌ ... ).
يتبع...
العلامة الأميني
العذاب الواقع
ومن الآيات النازلة بعد نصِّ الغدير قوله تعالىٰ من سورة المعارج :
( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ ) (۱)
وقد أذعنت له الشيعة ، وجاء مثبتاً في كتب التفسير والحديث لمن لا يُستهان بهم من علماء أهل السنّة ، ودونك نصوصها :
۱ ـ الحافظ أبو عُبيد الهرويّ : المتوفّىٰ بمكّة (۲۲۳ ، ۲۲٤) ، المترجم (ص ۸٦).
روىٰ في تفسيره غريب القرآن قال : لمّا بلّغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غدير خُمّ ما بلّغ ، وشاع ذلك في البلاد أتىٰ جابر (۲) بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري. فقال :
يا محمّد أمرتَنا من الله أن نشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنَّك رسول الله ، وبالصلاة ، والصوم ، والحجّ ، والزكاة ، فقبلنا منك ، ثمّ لم ترضَ بذلك حتّىٰ رفعتَ بضَبْع ابن عمِّك ففضّلته علينا ، وقلت : من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، فهذا شيء منك ، أم من الله ؟ فقال رسول الله : « والذي لا إلٰه إلّا هو إنَّ هذا من الله ».
فولّىٰ جابر يريد راحلته ، وهو يقول : أللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حجارةً من السماء ، أَو ائْتِنا بعذاب أَليم.
فما وصل إليها حتّىٰ رماه الله بحجر ، فسقط علىٰ هامته ، وخرج من دبره ، وقتله ، وأنزل الله تعالىٰ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) الآية.
۲ ـ أبو بكر النقّاش الموصليّ ، البغداديّ : المتوفّىٰ (۳٥۱) ، المترجم (ص ۱۰٤).
روىٰ في تفسيره شفاء الصدور حديث أبي عبيد المذكور ، إلّا أنَّ فيه مكان جابرِ ابن النضر الحارثَ بنَ النعمان الفهري ، كما يأتي في رواية الثعلبي ، وأحسبه تصحيحاً منه.
۳ ـ أبو إسحاق الثعلبيّ ، النيسابوريّ : المتوفّىٰ (٤۲۷ ، ٤۳۷).
قال في تفسيره الكشف والبيان (۳) : إنَّ سفيان بن عيينة سُئل عن قوله عزّوجلّ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) في منْ نزلت ؟
فقال للسائل (٤) : سألتني عن مسألة ما سألني أحد قبلك ، حدّثني أبي ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ـ صلوات الله عليهم ـ قال :
لمّا كان رسول الله بغدير خُمّ نادى الناس ، فاجتمعوا فأخذ بيد عليٍّ ، فقال : « من كنتُ مولاه فعليّ مولاه » ، فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتىٰ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علىٰ ناقة له حتّىٰ أتى الأبطح (٥) ، فنزل عن ناقته فأناخها ، فقال :
يا محمّد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنَّك رسول الله فقبلناه ، وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلناه منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلنا ، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا ، ثمّ لم ترضَ بهذا حتّىٰ رفعتَ بضَبعَيْ ابن عمِّك ففضّلته علينا ، وقلت : من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، فهذا شيءٌ منك ، أم من الله ؟
فقال : « والذي لا إلٰه إلّا هو إنَّ هذا من الله ». فولّى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول :
أللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إليها حتّىٰ رماه الله تعالىٰ بحجر ، فسقط علىٰ هامته ، وخرج من دُبُره وقتله ، وأنزل الله ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) الآيات.
٤ ـ الحاكم أبو القاسم الحَسكانيّ : المترجم (ص ۱۱۲).
روىٰ في كتاب دعاء الهداة إلىٰ أداء حقّ الموالاة (٦) ، فقال :
قرأت علىٰ أبي بكر محمّد بن محمّد الصيدلاني فأقرَّ به ، حدّثكم أبو محمّد عبدالله ابن أحمد بن جعفر الشيباني ، حدّثنا عبدالرحمن بن الحسين الأسدي ، حدّثنا إبراهيم ابن الحسين الكسائي ـ ابن ديزيل ـ حدّثنا الفضل بن دكين ، حدّثنا سفيان بن سعيد الثوري ، حدّثنا منصور (۷) ، عن ربعي (۸) ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعليّ عليه السلام : « من كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه ».
قال النعمان بن المنذر ـ فيه تصحيفٌ ـ الفهري : هذا شيء قلتَه من عندك ، أو شيء أمرك به ربّك ؟
قال : « لا ، بل أمرني به ربّي ».
فقال : أللّهمّ أنزل ـ كذا في النسخ ـ علينا حِجارةً من السماء ! فما بلغ رَحْله حتّىٰ جاءه حجرٌ فأدماه ، فخرّ ميِّتاً ، فأنزل الله تعالىٰ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) (۹).
وقال : حدّثنا أبو عبدالله الشيرازي ، قال : حدّثنا أبو بكر الجرجرائي ، قال : حدّثنا أبو أحمد البصري ، قال : حدّثنا محمّد بن سهل ، قال : حدّثنا زيد بن إسماعيل مولى الأنصار ، قال : حدّثنا محمّد بن أيّوب الواسطي ، قال : حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمّد الصادق ، عن آبائه عليهم السلام :
لمّا نصب رسول الله عليّاً يوم غدير خُمّ ، وقال : من كنتُ مولاه ، طار ذلك في البلاد ، فقدم على النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم النعمان بن الحارث الفهري قال : أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنَّك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصوم والصلاة والزكاة ، فقبلناها ، ثمّ لم ترضَ حتّىٰ نصبتَ هذا الغلام فقلت : من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه. فهذا شيء منك ، أو أَمرٌ من عند الله ؟
فقال : « والله الذي لا إلٰه إلّا هو إنَّ هذا من الله ».
فولّى النعمان بن الحارث وهو يقول : أللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطِرْ عَلَينا حجارَةً من السماء ! فرماه الله بحجر علىٰ رأسه ، فقتله ، وأنزل الله تعالىٰ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) الآيات (۱۰).
٥ ـ أبو بكر يحيى القرطبيّ (۱۱) : المتوفّىٰ (٥٦۷) ، المترجم (ص ۱۱٥) قال في تفسيره (۱۲) في سورة المعارج :
لمّا قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه » قال النضر بن الحارث (۱۳) لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أمرتنا بالشهادتين عن الله فقبلنا منك ، وأمرتنا بالصلاة والزكاة ، ثمّ لم ترضَ حتّىٰ فضّلتَ علينا ابن عمّك ، آلله أمرك ، أم من عندك ؟
فقال : « والذي لا إلٰه إلّا هو إنَّه من عند الله ».
فولّىٰ وهو يقول : أللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأَمطر علينا حجارةً من السماءِ ! فوقع عليه حجر من السماء فقتله.
٦ ـ شمس الدين أبو المظفّر سبط ابن الجوزيّ الحنفيّ : المتوفّىٰ (٦٥٤).
رواه في تذكرته (۱٤) (ص ۱۹) قال : ذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده : أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا قال ذلك ـ يعني حديث الولاية ـ طار في الأقطار ، وشاع في البلاد والأمصار ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتاه علىٰ ناقة له ، فأناخها علىٰ باب المسجد (۱٥) ، ثمّ عقلها وجاء فدخل في المسجد ، فجثا بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال :
يا محمّد إنَّك أمرتنا أن نشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنَّك رسول الله ، فقبلنا منك ذلك ، وإنَّك أمرتنا أن نصلّي خمس صلوات في اليوم والليلة ، ونصوم رمضان ، ونحجّ البيت ، ونزكّي أموالنا ، فقبلنا منك ذلك ، ثمّ لم ترضَ بهذا حتّىٰ رفعت بضَبْعي ابن عمِّك وفضّلته على الناس ، وقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فهذا شيء منك ، أو من الله ؟
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد احمرّت عيناه : « والله الذي لا إلٰه إلّا هو إنَّه من الله ، وليس منّي ». قالها ثلاثاً.
فقام الحارث وهو يقول : أللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأرسل من السماء علينا حجارةً أو ائتنا بعذاب أليم !
قال : فوالله ما بلغ ناقته حتّىٰ رماه الله من السماء بحجر ، فوقع علىٰ هامته ، فخرج من دُبره ومات ، وأنزل الله تعالىٰ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) الآيات.
۷ ـ الشيخ إبراهيم بن عبدالله اليمنيّ ، الوصّابيّ ، الشافعيّ :
روىٰ في كتابه الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء حديث الثعلبي المذكور (ص ۲٤۰).
۸ ـ شيخ الإسلام الحمّوئي : المتوفّىٰ (۷۲۲).
روىٰ في فرائد السمطين في الباب الخامس عشر (۱٦) قال : أخبرني الشيخ عماد الدين [عبد] الحافظ بن بدران بمدينة نابلس فيما أجاز لي أن أرويه عنه ، إجازةً عن القاضي جمال الدين عبدالقاسم بن عبدالصمد الأنصاري ، إجازةً عن عبدالجبّار بن محمّد الخواري البيهقي ، إجازةً عن الإمام أبي الحسن عليّ بن أحمد الواحدي ، قال : قرأت علىٰ شيخنا الأستاذ أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره : أنَّ سفيان بن عيينة سُئل عن قوله عزّوجلّ ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) في من نزلت ؟ فقال ... الحديث إلىٰ آخر لفظ الثعلبي المذكور (ص ۲٤۰).
۹ ـ الشيخ محمّد الزرَنديّ ، الحنفيّ : المترجم (ص ۱۲٥).
ذكره في كتابيه معراج الوصول ونظم درر السمطين (۱۷).
۱۰ ـ شهاب الدين أحمد الدولت آباديّ : المتوفّىٰ (۸٤۹).
روىٰ في كتابه : هداية السعداء في الجلوة الثانية من الهداية الثامنة : أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال يوماً : « من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نَصَره ، واخذُل من خذله ».
فسمع ذلك واحد من الكفرة من جملة الخوارج (۱۸) ، فجاء إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا محمّد هذا من عندك أو من عند الله ؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم : « هذا من عند الله ».
فخرج الكافر من المسجد ، وقام علىٰ عتبة الباب وقال : إن كان ما يقوله محمّد حقّاً فأنزِلْ عليَّ حجراً من السماء !
قال : فنزل حجر ، ورضخ رأسه فنزلت ( سَأَلَ سَائِلٌ ... ).
يتبع...
تعليق