[SIZE=24px]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطاهرين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
معاجز الأنبياء والأوصياء تمهيد لولاية علي بن أبي طالب التكوينية
كما أن الأنبياء كانوا ممهدون لنبوة النبي الخاتم محمد صلوات الله عليه وآله ، وكل الرسالات والكتب السماوية كانت مقدمة لنزول القرآن الكريم الرسالة الإسلامية ، كذلك ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه التكوينية كان لها مثالاً ومقدمة في الأنبياء والأوصياء خصوصاً عيسى عليه السلام ، فإن ما جرى على يد عيسى عليه السلام من تصرف في الولاية التكوينية ليس سوى ذرة صغيرة في فضاء ولاية علي التي وسعت الوجود بأكمله ، و على رغم ذلك فقد عظم فعل المسيح على الناس و لم يفهموا حقيقة المعجزات وقالوا أن هذه الخوارق لا تصدر إلا عن الله أو ابن الله ، و اختلفوا و ما أصاب الحق فيه إلّا الحواريين .
فكل الأنبياء والأوصياء في تصرفهم بولايتهم التكوينية كسليمان وداوود وذوالقرنين وآصف وعيسى عليهم السلام ما هي سوى مقدمة وتمهيد لظهور ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه التكوينية .
و على الرغم من أن ولاية علي صلوات الله عليه جاءت تدريجية في الأنبياء و الأوصياء حتى وصلت لأمير المؤمنين علانية وقد أوضحها الله عز وجل في القرآن الكريم بأنها ليست ألوهية بل عبر عنها تارة بعلم الكتاب ، وتارة أنها قدرة منحها الله تعالى لأنبيائه وأوليائه ، و على رغم ذلك افترقوا في أمير المؤمينن لشدة ما شاهدوا من قدراته ومعاجزه ما لا يطيقه عقل ، فقوم ألّهوه ، وقوم حسدوه وجحدوه وكفروا به ، وقوم عرفوه و سلموا له وهم شيعته حقاً ، وذلك قول رسول الله صلوات الله عليه و آله :
يا علي ، مثلك في أمتي مثل المسيح عيسى بن مريم إفترق قومه ثلاث فرق :
فرقه مؤمنون وهم الحواريون .
وفرقه عادوه وهم اليهود .
وفرقة غلوا فيه فخرجوا عن الإيمان .
وإن أمتي ستفترق فيك ثلاث فرق :
ففرقة شيعتك وهم المؤمنون .
وفرقة عدوك وهم الشاكون .
وفرقة تغلو فيك وهم الجاحدون .
وأنت في الجنة يا علي ، وشيعتك ، ومحب شيعتك ، وعدوك والغالي في النار .(1)
وما ظهر من ولاية أمير المؤمنين التكوينية وقد شاهده الناس عياناً كرده الشمس بعد غروب ، وركوبه الرياح ، وإحيائه الموتى ، وإنطاقه للحيوانات ، ومعرفته للغيب ، وغيرها من المعاجز والقدرات التي جعلت من الناس غلاة لا يتحملون أن هذه القدرات في غير إله ، ليست هي كامل حقيقة الأمير صلوات الله عليه بل جزء بسيط منها ، أما الحقيقة فقد أخفاها الأمير وأخفاها رسول الله صلوات الله عليه وآله ولم يبح بها ، وإلّا انقلب جميع الناس كفار غلاة إلّا القلة النادرة منهم ، وهذا ما ورد عن أبي بصير عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : بينا رسول الله صلوات الله عليه و آله ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال رسول الله صلوات الله عليه و آله :
إن فيك شبها من عيسى بن مريم ، و لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك قولاً لا تمر بملإ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك ، يلتمسون بذلك البركة ( أو يستشفون بها ) .
فغضب الأعرابيان و المغيرة بن شعبة و عدة من قريش معهم فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلاً إلا عيسى بن مريم ، فأنزل الله على نبيه صلوات الله عليه و آله { ولَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْه يَصِدُّونَ وقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوه لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْه و جَعَلْناه مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ ولَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ } يعني من بني هاشم { مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ }
فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ، بأن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل ، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم .
فأنزل الله عليه مقالة الحارث ، ونزلت هذه الآية { وَمَا كَانَ اللَّه لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنْتَ فِيهِمْ وَ مَا كَانَ اللَّه مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }
ثم قال صلوات الله عليه وآله له : يا بن عمرو ، إما تبت ، وإما رحلت ؟
فقال : يا محمد ، تجعل لسائر قريش شيئاً مما في يدك ، فقد ذهب بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم
《 هنا بيت القصيد
الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطاهرين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
معاجز الأنبياء والأوصياء تمهيد لولاية علي بن أبي طالب التكوينية
كما أن الأنبياء كانوا ممهدون لنبوة النبي الخاتم محمد صلوات الله عليه وآله ، وكل الرسالات والكتب السماوية كانت مقدمة لنزول القرآن الكريم الرسالة الإسلامية ، كذلك ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه التكوينية كان لها مثالاً ومقدمة في الأنبياء والأوصياء خصوصاً عيسى عليه السلام ، فإن ما جرى على يد عيسى عليه السلام من تصرف في الولاية التكوينية ليس سوى ذرة صغيرة في فضاء ولاية علي التي وسعت الوجود بأكمله ، و على رغم ذلك فقد عظم فعل المسيح على الناس و لم يفهموا حقيقة المعجزات وقالوا أن هذه الخوارق لا تصدر إلا عن الله أو ابن الله ، و اختلفوا و ما أصاب الحق فيه إلّا الحواريين .
فكل الأنبياء والأوصياء في تصرفهم بولايتهم التكوينية كسليمان وداوود وذوالقرنين وآصف وعيسى عليهم السلام ما هي سوى مقدمة وتمهيد لظهور ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه التكوينية .
و على الرغم من أن ولاية علي صلوات الله عليه جاءت تدريجية في الأنبياء و الأوصياء حتى وصلت لأمير المؤمنين علانية وقد أوضحها الله عز وجل في القرآن الكريم بأنها ليست ألوهية بل عبر عنها تارة بعلم الكتاب ، وتارة أنها قدرة منحها الله تعالى لأنبيائه وأوليائه ، و على رغم ذلك افترقوا في أمير المؤمينن لشدة ما شاهدوا من قدراته ومعاجزه ما لا يطيقه عقل ، فقوم ألّهوه ، وقوم حسدوه وجحدوه وكفروا به ، وقوم عرفوه و سلموا له وهم شيعته حقاً ، وذلك قول رسول الله صلوات الله عليه و آله :
يا علي ، مثلك في أمتي مثل المسيح عيسى بن مريم إفترق قومه ثلاث فرق :
فرقه مؤمنون وهم الحواريون .
وفرقه عادوه وهم اليهود .
وفرقة غلوا فيه فخرجوا عن الإيمان .
وإن أمتي ستفترق فيك ثلاث فرق :
ففرقة شيعتك وهم المؤمنون .
وفرقة عدوك وهم الشاكون .
وفرقة تغلو فيك وهم الجاحدون .
وأنت في الجنة يا علي ، وشيعتك ، ومحب شيعتك ، وعدوك والغالي في النار .(1)
وما ظهر من ولاية أمير المؤمنين التكوينية وقد شاهده الناس عياناً كرده الشمس بعد غروب ، وركوبه الرياح ، وإحيائه الموتى ، وإنطاقه للحيوانات ، ومعرفته للغيب ، وغيرها من المعاجز والقدرات التي جعلت من الناس غلاة لا يتحملون أن هذه القدرات في غير إله ، ليست هي كامل حقيقة الأمير صلوات الله عليه بل جزء بسيط منها ، أما الحقيقة فقد أخفاها الأمير وأخفاها رسول الله صلوات الله عليه وآله ولم يبح بها ، وإلّا انقلب جميع الناس كفار غلاة إلّا القلة النادرة منهم ، وهذا ما ورد عن أبي بصير عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : بينا رسول الله صلوات الله عليه و آله ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال رسول الله صلوات الله عليه و آله :
إن فيك شبها من عيسى بن مريم ، و لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك قولاً لا تمر بملإ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك ، يلتمسون بذلك البركة ( أو يستشفون بها ) .
فغضب الأعرابيان و المغيرة بن شعبة و عدة من قريش معهم فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلاً إلا عيسى بن مريم ، فأنزل الله على نبيه صلوات الله عليه و آله { ولَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْه يَصِدُّونَ وقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوه لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْه و جَعَلْناه مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ ولَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ } يعني من بني هاشم { مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ }
فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ، بأن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل ، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم .
فأنزل الله عليه مقالة الحارث ، ونزلت هذه الآية { وَمَا كَانَ اللَّه لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنْتَ فِيهِمْ وَ مَا كَانَ اللَّه مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }
ثم قال صلوات الله عليه وآله له : يا بن عمرو ، إما تبت ، وإما رحلت ؟
فقال : يا محمد ، تجعل لسائر قريش شيئاً مما في يدك ، فقد ذهب بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم
《 هنا بيت القصيد
تعليق