تمهيد
تُعتبر المرحلة التي صالح فيها الإمام الحسن عليه السلام معاوية بن أبي سفيان من أصعب مراحل حياته عليه السلام وأكثرها تعقيداً وحساسية وأشدها إيلاماً. وقد أصبح صلح الإمام عليه السلام من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي بما يستبطنه من موقف بطولي للإمام المعصوم عليه السلام وبما أدى إليه من تطورات واعتراضات وتفسيرات مختلفة طوال القرون السالفة وحتى عصرنا الحاضر. وألف الباحثون المسلمون في توضيح وتحليل الصلح كتباً عديدة، وأصدر الأعداء والأصدقاء أحكامهم بشأنه.
وقد انبرى الباحثون لتحليل مواقف الإمام الحسن عليه السلام والدفاع عن الخطوات التي أقدم عليها - كما تبين لنا في الدرس السابق - إلا أن هذا لا يعفينا من بيان مبررات وأسباب الصلح كما وردت في كلمات الإمام الحسن عليه السلام والتي تستبطن أيضاً بيان آثاره ونتائجه بحسب رؤيته عليه السلام.
مبررات الصلح في كلمات الإمام عليه السلام
1- روى الشيخ الصدوق في "علل الشرائع" بسنده عن أبي سعيد الذي يسأل الإمام الحسن عليه السلام عن السبب الذي دفعه إلى الصلح مع معاوية مع أنه عليه السلام يعلم أنه على الحق وأن معاوية ضال وظالم، فأجابه الإمام عليه السلام:
"يا أبا سعيد، ألستُ حجة الله تعالى ذكره على خلقه، وإماماً عليهم بعد أبي عليه السلام؟ قلتُ: بلى، قال: ألستُ الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لي ولأخي: الحسن والحسين، إمامان قاما أو قعدا؟ قلت: بلى، قال: فأنا إذن إمام لو قمتُ، وأنا إمام إذا قعدتُ. يا أبا سعيد عِلة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبني ضُمرة وبني أشجع، ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية، أولئك كفار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل، يا أبا سعيد إذا كنتُ إماماً من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يُسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة أو محاربة، وإن كان وجه الحكمة فيما أتيته مُلتبساً، ألا ترى الخضر عليه السلام لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى عليه السلام فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي؟ هكذا أنا، سخطتم علي بجهلكم بوجه الحكمة فيه، ولولا ما أتيت لما تُرك من شيعتنا على وجه الأرض أحدٌ إلا قُتِل"1.
2- ذكر زيد بن وهب الجهني أنه جُرِح الإمام عليه السلام في المدائن، فسأله عن موقفه الذي سيتخذه في هذه الظروف، فأجاب عليه السلام: "أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لإن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وآمَن به في أهلي خيرٌ من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي وأهلي، والله لو قاتلتُ معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سِلْماً، فوالله لإن أسالمه وأنا عزيز خيرٌ من أن يقتلني وأنا أسيره أو يَمُن علي فتكون سُبةً على بني هاشم إلى آخر الدهر، ومعاوية لا يزال يَمُنُّ بها وعقبه على الحي منا والميت..."2.
3- وذكر سليم بن قيس الهلالي أنه عندما جاء معاوية إلى الكوفة؛ صعد الإمام الحسن عليه السلام المنبر بحضوره، وبعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه، قال: "أيها الناس إن معاوية زعم أني رأيته للخلافة أهلاً، ولم أر نفسي لها أهلاً، وكذب معاوية، أنا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبي الله، فأُقسم بالله لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قَطْرَها، والأرضُ بركتها، ولما طمعتَ فيها يا معاوية، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما ولت أمة أمرها رجلاً قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرُهم يذهب سِفالاً، حتى يرجعوا إلى ملة عَبَدَةِ العجل..."3.
نتائج الصلح
أولاً: انكشاف حقيقة معاوية والحكم الأموي
فعندما تسلَّمَ معاوية زمام الأمور استسلم لزهو الانتصار، ولم يتمالك نفسه حتى كشف عن سريرته ومكنونات أهوائه، فأعلن لأهل العراق عن أهدافه الحقيقية وهي تتلخص في الوصول إلى قمة السلطة، كما جاء ذلك في خطابه حين قال: "إني والله ما قاتلتكم لتصلوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجوا، ولا لتزكوا، إنكم تفعلون ذلك، إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم"4.
وهذا التصريح كشف عن الوجه الحقيقي لمعاوية كشفاً لا يمكن بعد ذلك التستر عليه بتزوير الأحاديث، وتحريف الوقائع، ولا تقوى المبررات الموضوعة للتستر عليه والتي كان منها عدالة جميع الصحابة.
ثانياً: انكشاف انحراف معاوية وعدم وفائه بالشروط
لقد كشف الصلح نوايا معاوية في عدم الوفاء بالعهود والمواثيق التي قطعها على نفسه وقال: "ألا إن كل شيء أعطيته للحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به"5. وكان لهذا التصريح دور واضح في كشف حقيقة الصراع وأنه ليس بين قبيلتين أو شخصين، وإنما هو صراع بين منهجين: منهج الاستقامة الذي يمثله الإمام الحسن وأهل البيت عليهم السلام، ومنهج الانحراف والجاهلية الذي يمثله معاوية والأمويون.
ثالثاً: توسع القاعدة الشعبية لأهل البيت عليهم السلام
استثمر الإمام الحسن عليه السلام الفرصة المتاحة له في ظروف وأجواء الصلح في توسيع القاعدة الشعبية لأهل البيت عليهم السلامبنشر الأفكار والمفاهيم السليمة، ونشر فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، ونشر الأحاديث التي توجه الأنظار إلى إمامة أهل البيت عليهم السلامودورهم القيادي في الأمة، ونشر مطلق أحاديث رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم بعد أن منع الخلفاء الثلاثة نشرها في العهود السابقة.
واستطاع الإمام عليه السلام أن يضع اللبنات الأولى لمشروع تعرية الحكم الأموي وبيان حقيقته الجاهلية لكي تأتي اللبنة الأخرى في مراحل الحركة الرسالية ولتكون الأمة في حالة تعبئة نفسية وروحية للتفاعل مع ثورة الإمام الحسين عليه السلام فيما بعد. فقد تفاعل صلح الحسن عليه السلام مع ثورة الحسين عليه السلام ليؤديا بالنتيجة إلى تبني الجهاد المسلح لإيقاف انحراف الحاكم وإزالته.
ما بعد الصلح حتى الشهادة
بقي الإمام الحسن عليه السلام في الكوفة أياماً، ثم عزم على مغادرة العراق، والشخوص إلى مدينة جده صلى الله عليه وآله وسلم. وقد أظهر عزمه ونيته إلى أصحابه الذين طلبوا منه المكث في الكوفة فامتنع عليه السلام عن إجابتهم قائلاً: "ليس إلى ذلك من سبيل".
ولدى توجهه عليه السلام وأهل بيته عليهم السلام إلى عاصمة جده صلى الله عليه وآله وسلم خرج أهل الكوفة بجميع طبقاتهم إلى توديعه وهم ما بين باكٍ وآسف, إلى أن وصل عليه السلام إلى يثرب حيث خرج أهلها جميعاً لاستقباله، فقد أقبل إليهم الخير وحلت في ديارهم البُشرى والرحمة.
مكث الإمام الحسن عليه السلام عشر سنين، استطاع أن يُبرز فيها مرجعيته العلميّة والدينيّة والاجتماعيّة والسياسية، وهذا ما سنعرضه بإيجاز:
1- مرجعيته عليه السلام العلميّة والدينيّة
وتمثلت في تربيته لكوكبة من طلاب المعرفة، وتصديه للانحرافات الدينيّة التي كادت تؤدي إلى مسخ الشريعة، كما تصدى لمؤامرة مسخ السنة النبوية الشريفة التي كان يخطط لها معاوية بن أبي سفيان من خلال تنشيط وضع الأحاديث واختلاقها والمنع عن تدوين الحديث النبوي.
وأنشأ الإمام عليه السلام مدرسته الكبرى في المدينة، وراح مجداً في نشر الثقافة الإسلامية في المجتمع الإسلامي. وقد تخرج من مدرسته كبار العلماء وعظماء المحدثين والرواة. وقد ذكر المؤرخون بعض أعلام تلامذته ورواة حديثه وهم:
ابنه الحسن المثنى، والمسيب بن نجبة، وسويد بن غفلة، والعلا بن عبد الرحمن، والأصبغ بن نباتة، وعيسى بن مأمون بن زرارة وإلخ...، وقد ازدهرت المدينة المنورة بهذه الكوكبة من العلماء والرواة فكانت من أخصب البلاد الإسلامية علماً وأدباً وثقافةً.
تُعتبر المرحلة التي صالح فيها الإمام الحسن عليه السلام معاوية بن أبي سفيان من أصعب مراحل حياته عليه السلام وأكثرها تعقيداً وحساسية وأشدها إيلاماً. وقد أصبح صلح الإمام عليه السلام من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي بما يستبطنه من موقف بطولي للإمام المعصوم عليه السلام وبما أدى إليه من تطورات واعتراضات وتفسيرات مختلفة طوال القرون السالفة وحتى عصرنا الحاضر. وألف الباحثون المسلمون في توضيح وتحليل الصلح كتباً عديدة، وأصدر الأعداء والأصدقاء أحكامهم بشأنه.
وقد انبرى الباحثون لتحليل مواقف الإمام الحسن عليه السلام والدفاع عن الخطوات التي أقدم عليها - كما تبين لنا في الدرس السابق - إلا أن هذا لا يعفينا من بيان مبررات وأسباب الصلح كما وردت في كلمات الإمام الحسن عليه السلام والتي تستبطن أيضاً بيان آثاره ونتائجه بحسب رؤيته عليه السلام.
مبررات الصلح في كلمات الإمام عليه السلام
1- روى الشيخ الصدوق في "علل الشرائع" بسنده عن أبي سعيد الذي يسأل الإمام الحسن عليه السلام عن السبب الذي دفعه إلى الصلح مع معاوية مع أنه عليه السلام يعلم أنه على الحق وأن معاوية ضال وظالم، فأجابه الإمام عليه السلام:
"يا أبا سعيد، ألستُ حجة الله تعالى ذكره على خلقه، وإماماً عليهم بعد أبي عليه السلام؟ قلتُ: بلى، قال: ألستُ الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لي ولأخي: الحسن والحسين، إمامان قاما أو قعدا؟ قلت: بلى، قال: فأنا إذن إمام لو قمتُ، وأنا إمام إذا قعدتُ. يا أبا سعيد عِلة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبني ضُمرة وبني أشجع، ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية، أولئك كفار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل، يا أبا سعيد إذا كنتُ إماماً من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يُسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة أو محاربة، وإن كان وجه الحكمة فيما أتيته مُلتبساً، ألا ترى الخضر عليه السلام لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى عليه السلام فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي؟ هكذا أنا، سخطتم علي بجهلكم بوجه الحكمة فيه، ولولا ما أتيت لما تُرك من شيعتنا على وجه الأرض أحدٌ إلا قُتِل"1.
2- ذكر زيد بن وهب الجهني أنه جُرِح الإمام عليه السلام في المدائن، فسأله عن موقفه الذي سيتخذه في هذه الظروف، فأجاب عليه السلام: "أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لإن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وآمَن به في أهلي خيرٌ من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي وأهلي، والله لو قاتلتُ معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سِلْماً، فوالله لإن أسالمه وأنا عزيز خيرٌ من أن يقتلني وأنا أسيره أو يَمُن علي فتكون سُبةً على بني هاشم إلى آخر الدهر، ومعاوية لا يزال يَمُنُّ بها وعقبه على الحي منا والميت..."2.
3- وذكر سليم بن قيس الهلالي أنه عندما جاء معاوية إلى الكوفة؛ صعد الإمام الحسن عليه السلام المنبر بحضوره، وبعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه، قال: "أيها الناس إن معاوية زعم أني رأيته للخلافة أهلاً، ولم أر نفسي لها أهلاً، وكذب معاوية، أنا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبي الله، فأُقسم بالله لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قَطْرَها، والأرضُ بركتها، ولما طمعتَ فيها يا معاوية، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما ولت أمة أمرها رجلاً قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرُهم يذهب سِفالاً، حتى يرجعوا إلى ملة عَبَدَةِ العجل..."3.
نتائج الصلح
أولاً: انكشاف حقيقة معاوية والحكم الأموي
فعندما تسلَّمَ معاوية زمام الأمور استسلم لزهو الانتصار، ولم يتمالك نفسه حتى كشف عن سريرته ومكنونات أهوائه، فأعلن لأهل العراق عن أهدافه الحقيقية وهي تتلخص في الوصول إلى قمة السلطة، كما جاء ذلك في خطابه حين قال: "إني والله ما قاتلتكم لتصلوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجوا، ولا لتزكوا، إنكم تفعلون ذلك، إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم"4.
وهذا التصريح كشف عن الوجه الحقيقي لمعاوية كشفاً لا يمكن بعد ذلك التستر عليه بتزوير الأحاديث، وتحريف الوقائع، ولا تقوى المبررات الموضوعة للتستر عليه والتي كان منها عدالة جميع الصحابة.
ثانياً: انكشاف انحراف معاوية وعدم وفائه بالشروط
لقد كشف الصلح نوايا معاوية في عدم الوفاء بالعهود والمواثيق التي قطعها على نفسه وقال: "ألا إن كل شيء أعطيته للحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به"5. وكان لهذا التصريح دور واضح في كشف حقيقة الصراع وأنه ليس بين قبيلتين أو شخصين، وإنما هو صراع بين منهجين: منهج الاستقامة الذي يمثله الإمام الحسن وأهل البيت عليهم السلام، ومنهج الانحراف والجاهلية الذي يمثله معاوية والأمويون.
ثالثاً: توسع القاعدة الشعبية لأهل البيت عليهم السلام
استثمر الإمام الحسن عليه السلام الفرصة المتاحة له في ظروف وأجواء الصلح في توسيع القاعدة الشعبية لأهل البيت عليهم السلامبنشر الأفكار والمفاهيم السليمة، ونشر فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، ونشر الأحاديث التي توجه الأنظار إلى إمامة أهل البيت عليهم السلامودورهم القيادي في الأمة، ونشر مطلق أحاديث رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم بعد أن منع الخلفاء الثلاثة نشرها في العهود السابقة.
واستطاع الإمام عليه السلام أن يضع اللبنات الأولى لمشروع تعرية الحكم الأموي وبيان حقيقته الجاهلية لكي تأتي اللبنة الأخرى في مراحل الحركة الرسالية ولتكون الأمة في حالة تعبئة نفسية وروحية للتفاعل مع ثورة الإمام الحسين عليه السلام فيما بعد. فقد تفاعل صلح الحسن عليه السلام مع ثورة الحسين عليه السلام ليؤديا بالنتيجة إلى تبني الجهاد المسلح لإيقاف انحراف الحاكم وإزالته.
ما بعد الصلح حتى الشهادة
بقي الإمام الحسن عليه السلام في الكوفة أياماً، ثم عزم على مغادرة العراق، والشخوص إلى مدينة جده صلى الله عليه وآله وسلم. وقد أظهر عزمه ونيته إلى أصحابه الذين طلبوا منه المكث في الكوفة فامتنع عليه السلام عن إجابتهم قائلاً: "ليس إلى ذلك من سبيل".
ولدى توجهه عليه السلام وأهل بيته عليهم السلام إلى عاصمة جده صلى الله عليه وآله وسلم خرج أهل الكوفة بجميع طبقاتهم إلى توديعه وهم ما بين باكٍ وآسف, إلى أن وصل عليه السلام إلى يثرب حيث خرج أهلها جميعاً لاستقباله، فقد أقبل إليهم الخير وحلت في ديارهم البُشرى والرحمة.
مكث الإمام الحسن عليه السلام عشر سنين، استطاع أن يُبرز فيها مرجعيته العلميّة والدينيّة والاجتماعيّة والسياسية، وهذا ما سنعرضه بإيجاز:
1- مرجعيته عليه السلام العلميّة والدينيّة
وتمثلت في تربيته لكوكبة من طلاب المعرفة، وتصديه للانحرافات الدينيّة التي كادت تؤدي إلى مسخ الشريعة، كما تصدى لمؤامرة مسخ السنة النبوية الشريفة التي كان يخطط لها معاوية بن أبي سفيان من خلال تنشيط وضع الأحاديث واختلاقها والمنع عن تدوين الحديث النبوي.
وأنشأ الإمام عليه السلام مدرسته الكبرى في المدينة، وراح مجداً في نشر الثقافة الإسلامية في المجتمع الإسلامي. وقد تخرج من مدرسته كبار العلماء وعظماء المحدثين والرواة. وقد ذكر المؤرخون بعض أعلام تلامذته ورواة حديثه وهم:
ابنه الحسن المثنى، والمسيب بن نجبة، وسويد بن غفلة، والعلا بن عبد الرحمن، والأصبغ بن نباتة، وعيسى بن مأمون بن زرارة وإلخ...، وقد ازدهرت المدينة المنورة بهذه الكوكبة من العلماء والرواة فكانت من أخصب البلاد الإسلامية علماً وأدباً وثقافةً.
تعليق