لذلك اختار الله عز وجل ناس لقيادة الامة

(وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ)

وجعل لهم مكانة في الدنيا ومكانة في الاخرة
جلية كالشمس في وضح النهار وقبل الحديث
عن تلك المناصب الرفيعة التي حباهم الله بها
لنعرف من هولاء القوم الذين تحدث عنهم
القران، قال عز وجل

(وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ
عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)

وهولاء هم ابناء ابراهيم الخليل عليه السلام قال الله في كتابه

(هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ
إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ
شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ)

فالله هو من اختارهم بدليل قوله اجتباكم
والشهداء من هذه الامة ياتي بهم الله مع الانبياء
في الدار الاخرة

(وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْكِتابُ وَ جِي‏ءَ بِالنَّبِيِّينَ
وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ)

ليحتج بهم على الناس

(وَ نَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا
أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ)

طبعا هولاء الشهداء هم المؤمنين

(وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً)

يقول القران ان الاحكام تكون وفق ما يريد الله

(وَ أَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ)

لا وفق احكام الجاهلية

(أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ
حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)

وبما ان الاحكام موجودة في كلام الله والمسلمين
ملزمين باتباع تلك الاحكام (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ
إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ)

اذا لابد من قوم يفهمون معاني الكتاب حتى
يحكموا به ويطبقون عدالة الاسماء وهم الذين
تحدث عنهم القران في اول اية راجع
المشاركة اعلاه قال الله عز وجل
(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا)
هذا الاصطفاء ايضا خاص بأولاد ابراهيم الخليل
عليه السلام لان الاية بعدها تقول
(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها) ومن يقول ان امة محمد
كلها ورثت الكتاب فهذا يعني ان جميعهم في الجنة
و وراثة الكتاب لمحمد واله دون غيرهم مثل وراثة ابناء
نوح قال الله ( وَ نادى‏ نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي
مِنْ أَهْلِي) لكنه لم يرث شي (وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ
وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ) كذلك ورث ال
محمد الكتاب دون غيرهم ك فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ
وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) ثم الله يحتج
بعلماء على الناس ( وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
وَ الْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ إِلى‏ يَوْمِ الْبَعْثِ
فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَ لكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
في تلك الدار حيث لا يسمح لاحد بالحديث
الا من اذن له الحق سبحانه (يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ
نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)

قالت السيدة الزهراء عليها السلام في خطبتها

(قد خلّفتموه وراء ظهوركم، أرغبة عنه تريدون؟
أم بغيره تحكمون؟
بئس للظالمين بدلاً،
ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه
وهو في الآخرة من الخاسرين)

وبالفعل اختار القوم ابو بكر وتركوا اختيار الله
فلا الرجل ثابت انه من ذرية ابراهيم عكس النبي
و اولاده وابن عمه ولا ثابت ان النبي قال له انت
شهيد على امتي، وبالرجوع الى الموضوع الاصلي

فالحكم بالحق يتطلب معرفة الدين
من الاحكام والفقه والتفسير والقضاء
وغيره ونجد القوم كما نقل التاريخ
انهم يعترفون ان المعضلات ليس لها
الا ابو الحسن عليه السلام ويبقى
السؤال ؟ الى متى تبقى هذه الامة
نائمة لا تصحوا من سباتها العميق
الذي امتد لقرون وقرون من الزمن

هناك مغالطة دائما ما يستخدمها
القوم الا وهي ان كل المسلمين في
الجنة مهما كانت اعمالهم حتى
العصاة فهم يدخلون النار ثم بعد
ذلك يدخلون الجنة امثال يزيد والحجاج
وباقي الطواغيت تقول الاية الاخرى
(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا) ولكن ما لم يشرحه
لنا هولاء القوم هو الايات التالية فالقران
يقول (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) بل
ان الفارق بين المسلم وغيره هو العمل
الصالح وانما جاء كتاب الله حتى يخرج
الناس من الظلام الى نور الايمان
(الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)
اما من يتكلم بقول لا اله الا الله ثم تشابه اعماله اعمال
فرعون لياتي بعد ذلك انسان ويقول نعم انه في الجنة
فهذا خلاف عدل الله ثم القران يقول
(أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ) فكيف يخرج منها ويدخل
الجنة والله يقول انه مقيم فيها؟!