<<نيويورك تايمز>>: ملامح تحوّل أميركي تجاه <<حزب الله>>
رايس تنفي تغيّر موقف واشنطن ... وتتجنب اتهامه بالإرهاب
قالت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس امس ان الولايات المتحدة لم تغير موقفها من <<حزب الله>>، متجنبة في الوقت نفسه تكرار الاتهام الاميركي له بأنه <<منظمة ارهابية>>، وذلك بعدما ذكرت صحيفة <<نيويورك تايمز>> ان الولايات المتحدة تراجعت عن مطالبتها بنزع سلاح الحزب ووجدت نفسها مرغمة، ازاء <<قوته السياسية الهائلة في لبنان>>، على الانضمام الى جهود فرنسا والأمم المتحدة من اجل توجيه الحزب للانخراط في الحياة السياسية اللبنانية.
وقالت رايس لصحافيين كانوا يرافقونها في الطائرة التي أقلتها الى مكسيكو، <<ان النظرة الاميركية الى حزب الله لم تتغير>>. اضافت <<اننا نركز في الوقت الراهن على إزالة العامل المصطنع في السياسة اللبنانية وهو القوات السورية والاجهزة الامنية السورية. على القوات السورية ان تخرج>> من لبنان.
وكان لافتا ان رايس تجنبت تكرار اللازمة الاميركية بأن حزب الله <<منظمة إرهابية>>.
وتابعت رايس <<ان الهدف على المدى القصير هو التأكد من ان الشعب اللبناني سيحصل على امكان التصويت بحرية وعلى تقرير مصيره، ولهذا السبب نركز على انسحاب القوات السورية>>.
وأوضحت وزيرة الخارجية الاميركية <<سنقوم بأمر واحد في هذا الوقت. لبنان هو مكان معقد للغاية تكتنفه عوامل سياسية كثيرة معقدة، لكن لا يمكن إيجاد الانسجام بينها الى ان تخرج القوات السورية، وأن نرى توازن القوى الحقيقي وتوازن المصالح الحقيقي في لبنان>>.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان، من جهته، ان <<التقرير يوحي بأن وجهة نظرنا تغيرت بشأن حزب الله والامر ليس كذلك>>. وسئل ماكيلان عما اذا كان تقرير الصحيفة صحيحا، فأجاب <<انه خاطئ>>.
وتابع <<ان هدفنا، الذي يشاركنا إياه المجتمع الدولي، هو ان تخرج سوريا من لبنان، وهو ما يدعو إليه قرار مجلس الامن الرقم 1559. نريد ان نرى انتخابات حرة ونزيهة من دون ترهيب وتدخل خارجيين>>.
من جهته، اقر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية آدم اريلي بأن لحزب الله وجودا سياسيا في لبنان. وقال <<لا يعود إلينا ان نحدد من يقوم بدور سياسي في لبنان من بين اللبنانيين>>.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان ثمة اعترافا بين المسؤولين الاميركيين بالقوة السياسية لحزب الله، لكنه نفى حدوث اي تغير في السياسة الاميركية تجاهه. أضاف <<علينا ان نعيش في عالم واقعي وللأسف في هذا العالم يدخل اناس لا نحبهم في حقيقة الامر هيئة منتخبة. حزب الله، مثله في ذلك مثل حماس في الاراضي الفلسطينية، يمثل قوة سياسية. لكن اعترافنا، كما نفعل دائما، بهذا الواقع لا يعني اننا غيرنا سياستنا تجاههم>>.
كذلك قال مسؤول بارز في ادارة الرئيس جورج بوش <<نظرتنا الى حزب الله لم تتغير. انه جماعة إرهابية>>. أضاف <<حقيقة نحن نريد أن نرى نزع سلاحهم طبقا لقرار مجلس الامن الرقم 1559. وفور نزع السلاح يكون بمقدورهم أداء أي دور سياسي في لبنان يمكنهم الفوز به ديموقراطيا في الانتخابات. هذا لا يمثل أي تغيير في موقف الولايات المتحدة>>.
وأدلى عضوا مجلس النواب الاميركي، ايلينا روس ليتنن وإليوت انغل، راعيا <<قانون تحرير سوريا ولبنان>>، الذي تجري مناقشته في لجان الكونغرس بهدف إقراره قريبا، بدلوهما في
الموضوع. وقالت روس ليتنن <<نحن نعلم ما هو حزب الله وما هو بقادر عليه>>. أما انغل، فقال من جهته ان حزب الله <<يجب ألا يكون مرحبا به قبل ان يتخلى عن الارهاب، وواضح انه مجموعة ارهابية>>.
كذلك قالت النائبة جاين هارمان، العضو الديموقراطي النافد في <<لجنة الاستخبارات>> في مجلس النواب الاميركي، <<الحقيقة الواضحة هي ان حزب الله هو ميليشيا إرهابية عسكرية، مسؤولة عن مئات عمليات القتل، بينها لأميركيين>>.
و<<حزب الله>> مدرج على قائمة وزارة الخارجية الاميركية للمنظمات الارهابية، على عكس تلك الاوروبية.
وكان تقرير <<نيويورك تايمز>> قد نقل عن مسؤولين في الادارة الاميركية قولهم انه بعد سنوات من شن حملة لا هوادة فيها ضد <<حزب الله>>، باعتباره قوة منبوذة، وجدت الولايات المتحدة نفسها مرغمة على الانضمام الى جهود فرنسا والأمم المتحدة من أجل توجيه الحزب للانخراط في الحياة السياسية اللبنانية.
وأشارت الصحيفة الى ان <<مسؤولين اميركيين وأوروبيين وفي الأمم المتحدة وصفوا التحول الاميركي بأنه اعتراف متردد بأن حزب الله، بالاضافة الى امتلاكه ميليشيا وتنفيذ هجمات ضد اسرائيليين، هو قوة سياسية هائلة في لبنان يمكن ان تعيق الجهود الغربية لانسحاب القوات السورية من لبنان>>.
واعتبرت <<نيويورك تايمز>> ان <<حزب الله أظهر قوته من خلال رعايته يوم الثلاثاء إحدى اكبر التظاهرات في تاريخ لبنان الحديث، والتي شارك فيها مئات آلاف الاشخاص معظمهم من الشيعة المؤيدين للحزب، في وسط بيروت، تعبيرا عن تحالف الحزب مع سوريا، وبالتالي، وجود 14 ألف جندي سوري في لبنان>>.
وأشارت الصحيفة الى أن موفد الأمم المتحدة تيري رود لارسن سيضغط، خلال زيارته الى سوريا ولبنان، لتنفيذ الانسحاب السوري من لبنان. وأوضحت ان <<مهمة لارسن تتضمن ايضا، رسميا، المطالبة بنزع سلاح حزب الله، الا انه من الناحية العملية فقد تراجعت تلك المسألة>>، بحسب عدد من المسؤولين.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي مقرب من المفاوضات التي تجري بين لارسن وسوريا قوله ان <<اللاعبين الرئيسيين يجعلون من حزب الله أولوية غير رئيسية>>. اضاف ان <<فرنسا والولايات المتحدة تدركان انه اذا تمت معالجة (مشكلة) حزب الله الآن، فسيدفع ذلك الشيعة الى الوقوف ضدنا. ومع اقتراب الانتخابات في لبنان، نحن لا نرغب في ان يكون جميع الشيعة ضدنا>>.
وقال مسؤول في الادارة الاميركية للصحيفة <<ايدي حزب الله ملطخة بالدم الاميركي>>، وذلك في اشارة الى مقتل 241 اميركيا في تفجير مقر المارينز في بيروت في العام 1983، مضيفا <<وهو مصنف في الفئة نفسها مع تنظيم القاعدة. الادارة (الاميركية) تمقت بشدة الاعتراف بأن لحزب الله دورا يؤديه في لبنان، لكن هذه هي الدرب التي نسلكها>>.
ولفتت <<نيويورك تايمز>> الى انه <<قبل اسابيع قليلة فقط، دخلت الولايات المتحدة في جدال مع فرنسا بشأن وضع حزب الله، حيث اوقفت فرنسا جهود وزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس لدفع اوروبا الى إدراج حزب الله رسميا على لائحة المنظمات الارهابية، مما كان سيؤدي الى فرض قيود على تمويله>>.
وترى الصحيفة ان <<الولايات المتحدة قبلت الآن وجهة النظر الفرنسية، التي يوافق عليها الكثيرون في اوروبا، بأن حزب الله يبرز كقوة كبيرة في لبنان الممزق، بحيث إن من الخطر استعداءه الآن ومن الحكمة تشجيع الحزب على المشاركة في الانتخابات اللبنانية>>.
وأشارت الصحيفة الى ان لحزب الله ميليشيا قوامها 20 ألف رجل، وتتهمه الاستخبارات الاميركية والغربية والاسرائيلية بتمويل مجموعات مناهضة لإسرائيل بأموال إيرانية. كذلك اوضحت <<نيويورك تايمز>> ان <<الحزب يرعى برامج اجتماعية للشيعة، ولديه 13 نائبا في البرلمان اللبناني>>، مرجحة ان يزيد تمثيله في الانتخابات المقبلة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اوروبيين قولهم ان وضع <<حزب الله>> مماثل لوضع حركة <<حماس>>، التي فازت في الانتخابات المحلية الاخيرة في غزة والضفة الغربية، مشيرين الى ضغوط مورست عليها للتحلي بالاعتدال والدخول في مفاوضات مع اسرائيل. وتعتبر الولايات المتحدة وأوروبا <<حماس>> رسميا منظمة إرهابية.
وتابعت الصحيفة انه منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الحالي، <<تجادل فرنسا بأنه يجب تشجيع حزب الله على التركيز على العمل السياسي>>، وذلك في موازاة الضغط الاميركي الفرنسي المشترك لانسحاب القوات السورية من لبنان.
وقال مسؤول فرنسي للصحيفة <<نقول منذ مقتل الحريري انه يجب ألا نبالغ في الضغط على حزب الله>>، مضيفا <<ان ذلك قد يضر ولن يساعد. قد نكون عند نقطة تحول الآن لأن حزب الله قد يتحول الى السياسة فقط. الولايات المتحدة لم تعد تتحدث عن نزع سلاح حزب الله والقضاء عليه بعنف>>.
وأشارت الصحيفة الى ان <<العديد من المسؤولين الاوروبيين والدبلوماسيين العرب يقولون انه حدثت ردة فعل في المنطقة ضد الهجوم الاميركي الاخير على سوريا والمطالبات بسحب القوات السورية (من لبنان)، وخصوصا ادعاء الادارة الاميركية أن التظاهرات المناهضة لسوريا في لبنان تبرر دعوة بوش الى الديموقراطية في الشرق الاوسط>>.
ونقلت <<نيويورك تايمز>> عن دبلوماسي عربي قوله <<لمَ لا يدركون انه ما ان ترفع الولايات المتحدة لواء قضية ما، يذهب الشرق الاوسط في الاتجاه المغاير؟>>. اضاف ان <<حزب الله منظمة ارهابية، لكن وضعه تعزز الآن بسبب المعارضة الاميركية>> له.
واعتبرت الصحيفة ان <<الموقف (الاميركي) الجديد بشأن حزب الله يضع واشنطن في مواجهة غير معتادة مع اسرائيل ومؤيديها، خصوصا اولئك الذين يقولون ان حزب الله يشكل أكبر تهديد على محادثات السلام الهشة بين اسرائيل والفلسطينيين>>.
وذكرت الصحيفة ان <<مسؤولين اسرائيليين رفضوا التعليق على التطورات الاخيرة، مشيرين فقط الى ان اسرائيل لم تغير اعتقادها بأن حزب الله منظمة إرهابية يجب نزع سلاحها>>.
وأشارت الصحيفة الى <<الاحترام الكبير>> الذي حظي به الحزب لدوره في تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، واعتبرت ان الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله <<لعب على هذه الورقة خلال تظاهرة بيروت، بإعلانه ان إرغام القوات السورية على الخروج يرقى الى الاستجابة للدعوات الاميركية والاسرائيلية>>.
ولفتت <<نيويورك تايمز>> الى ان <<إحدى المسائل التي يتعيّن ان تنظر فيها الولايات المتحدة، هي ما اذا كان إبقاء الضغوط لإرغام القوات السورية على الخروج قبل الانتخابات (العامة في أيار)، قد يعطي نتيجة عكسية من خلال تعزيز وضع حزب الله>>. اضافت ان ثمة مسألة أخرى بشأن <<كيفية العمل مع الاوروبيين والعرب بهدف ضمان عدم حصول فوضى بعد الانسحاب السوري>>.
وأوضحت الصحيفة انه <<برغم ان الجيش اللبناني، بعديده الذي يبلغ 72 ألف رجل، قد يكون قادرا على التعامل مع أي حالة من عدم الاستقرار بعد الانسحاب، الا انه يتردد ان الادارة (الاميركية) تفكر في وسائل اخرى لتجنب حدوث اي اعمال عنف محتملة، عبر ارسال قوات متعددة الجنسيات مثلا>>.
ونقلت الصحيفة عن ادوارد دجيرجيان، السفير الاميركي السابق في سوريا ومدير <<معهد جيمس بايكر الثالث للسياسة العامة>> في جامعة رايس في هيوستن، قوله ان <<الهدف يجب ان يكون انسحاب القوات السورية>>، مضيفا <<ولكن يجب القيام بذلك بشكل لا يزعزع استقرار لبنان. لا نريد اي عواقب غير متعمدة هناك>>.
واعتبر دجيرجيان حزب الله <<قوة سياسية وشبه عسكرية مهمة في لبنان لا يمكن تجاهلها>>، مضيفا ان احد الاحتمالات قد يكون توسيع قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان، والتي تبلغ 3 آلاف رجل. الا ان دبلوماسيين قالوا، بحسب الصحيفة، انه تم ابلاغهم ان الولايات المتحدة لا ترغب في قوة موسعة تحت قيادة الأمم المتحدة.
(<<السفير>>، ا ف ب، ا ب، رويترز)
رايس تنفي تغيّر موقف واشنطن ... وتتجنب اتهامه بالإرهاب
قالت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس امس ان الولايات المتحدة لم تغير موقفها من <<حزب الله>>، متجنبة في الوقت نفسه تكرار الاتهام الاميركي له بأنه <<منظمة ارهابية>>، وذلك بعدما ذكرت صحيفة <<نيويورك تايمز>> ان الولايات المتحدة تراجعت عن مطالبتها بنزع سلاح الحزب ووجدت نفسها مرغمة، ازاء <<قوته السياسية الهائلة في لبنان>>، على الانضمام الى جهود فرنسا والأمم المتحدة من اجل توجيه الحزب للانخراط في الحياة السياسية اللبنانية.
وقالت رايس لصحافيين كانوا يرافقونها في الطائرة التي أقلتها الى مكسيكو، <<ان النظرة الاميركية الى حزب الله لم تتغير>>. اضافت <<اننا نركز في الوقت الراهن على إزالة العامل المصطنع في السياسة اللبنانية وهو القوات السورية والاجهزة الامنية السورية. على القوات السورية ان تخرج>> من لبنان.
وكان لافتا ان رايس تجنبت تكرار اللازمة الاميركية بأن حزب الله <<منظمة إرهابية>>.
وتابعت رايس <<ان الهدف على المدى القصير هو التأكد من ان الشعب اللبناني سيحصل على امكان التصويت بحرية وعلى تقرير مصيره، ولهذا السبب نركز على انسحاب القوات السورية>>.
وأوضحت وزيرة الخارجية الاميركية <<سنقوم بأمر واحد في هذا الوقت. لبنان هو مكان معقد للغاية تكتنفه عوامل سياسية كثيرة معقدة، لكن لا يمكن إيجاد الانسجام بينها الى ان تخرج القوات السورية، وأن نرى توازن القوى الحقيقي وتوازن المصالح الحقيقي في لبنان>>.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان، من جهته، ان <<التقرير يوحي بأن وجهة نظرنا تغيرت بشأن حزب الله والامر ليس كذلك>>. وسئل ماكيلان عما اذا كان تقرير الصحيفة صحيحا، فأجاب <<انه خاطئ>>.
وتابع <<ان هدفنا، الذي يشاركنا إياه المجتمع الدولي، هو ان تخرج سوريا من لبنان، وهو ما يدعو إليه قرار مجلس الامن الرقم 1559. نريد ان نرى انتخابات حرة ونزيهة من دون ترهيب وتدخل خارجيين>>.
من جهته، اقر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية آدم اريلي بأن لحزب الله وجودا سياسيا في لبنان. وقال <<لا يعود إلينا ان نحدد من يقوم بدور سياسي في لبنان من بين اللبنانيين>>.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان ثمة اعترافا بين المسؤولين الاميركيين بالقوة السياسية لحزب الله، لكنه نفى حدوث اي تغير في السياسة الاميركية تجاهه. أضاف <<علينا ان نعيش في عالم واقعي وللأسف في هذا العالم يدخل اناس لا نحبهم في حقيقة الامر هيئة منتخبة. حزب الله، مثله في ذلك مثل حماس في الاراضي الفلسطينية، يمثل قوة سياسية. لكن اعترافنا، كما نفعل دائما، بهذا الواقع لا يعني اننا غيرنا سياستنا تجاههم>>.
كذلك قال مسؤول بارز في ادارة الرئيس جورج بوش <<نظرتنا الى حزب الله لم تتغير. انه جماعة إرهابية>>. أضاف <<حقيقة نحن نريد أن نرى نزع سلاحهم طبقا لقرار مجلس الامن الرقم 1559. وفور نزع السلاح يكون بمقدورهم أداء أي دور سياسي في لبنان يمكنهم الفوز به ديموقراطيا في الانتخابات. هذا لا يمثل أي تغيير في موقف الولايات المتحدة>>.
وأدلى عضوا مجلس النواب الاميركي، ايلينا روس ليتنن وإليوت انغل، راعيا <<قانون تحرير سوريا ولبنان>>، الذي تجري مناقشته في لجان الكونغرس بهدف إقراره قريبا، بدلوهما في
الموضوع. وقالت روس ليتنن <<نحن نعلم ما هو حزب الله وما هو بقادر عليه>>. أما انغل، فقال من جهته ان حزب الله <<يجب ألا يكون مرحبا به قبل ان يتخلى عن الارهاب، وواضح انه مجموعة ارهابية>>.
كذلك قالت النائبة جاين هارمان، العضو الديموقراطي النافد في <<لجنة الاستخبارات>> في مجلس النواب الاميركي، <<الحقيقة الواضحة هي ان حزب الله هو ميليشيا إرهابية عسكرية، مسؤولة عن مئات عمليات القتل، بينها لأميركيين>>.
و<<حزب الله>> مدرج على قائمة وزارة الخارجية الاميركية للمنظمات الارهابية، على عكس تلك الاوروبية.
وكان تقرير <<نيويورك تايمز>> قد نقل عن مسؤولين في الادارة الاميركية قولهم انه بعد سنوات من شن حملة لا هوادة فيها ضد <<حزب الله>>، باعتباره قوة منبوذة، وجدت الولايات المتحدة نفسها مرغمة على الانضمام الى جهود فرنسا والأمم المتحدة من أجل توجيه الحزب للانخراط في الحياة السياسية اللبنانية.
وأشارت الصحيفة الى ان <<مسؤولين اميركيين وأوروبيين وفي الأمم المتحدة وصفوا التحول الاميركي بأنه اعتراف متردد بأن حزب الله، بالاضافة الى امتلاكه ميليشيا وتنفيذ هجمات ضد اسرائيليين، هو قوة سياسية هائلة في لبنان يمكن ان تعيق الجهود الغربية لانسحاب القوات السورية من لبنان>>.
واعتبرت <<نيويورك تايمز>> ان <<حزب الله أظهر قوته من خلال رعايته يوم الثلاثاء إحدى اكبر التظاهرات في تاريخ لبنان الحديث، والتي شارك فيها مئات آلاف الاشخاص معظمهم من الشيعة المؤيدين للحزب، في وسط بيروت، تعبيرا عن تحالف الحزب مع سوريا، وبالتالي، وجود 14 ألف جندي سوري في لبنان>>.
وأشارت الصحيفة الى أن موفد الأمم المتحدة تيري رود لارسن سيضغط، خلال زيارته الى سوريا ولبنان، لتنفيذ الانسحاب السوري من لبنان. وأوضحت ان <<مهمة لارسن تتضمن ايضا، رسميا، المطالبة بنزع سلاح حزب الله، الا انه من الناحية العملية فقد تراجعت تلك المسألة>>، بحسب عدد من المسؤولين.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي مقرب من المفاوضات التي تجري بين لارسن وسوريا قوله ان <<اللاعبين الرئيسيين يجعلون من حزب الله أولوية غير رئيسية>>. اضاف ان <<فرنسا والولايات المتحدة تدركان انه اذا تمت معالجة (مشكلة) حزب الله الآن، فسيدفع ذلك الشيعة الى الوقوف ضدنا. ومع اقتراب الانتخابات في لبنان، نحن لا نرغب في ان يكون جميع الشيعة ضدنا>>.
وقال مسؤول في الادارة الاميركية للصحيفة <<ايدي حزب الله ملطخة بالدم الاميركي>>، وذلك في اشارة الى مقتل 241 اميركيا في تفجير مقر المارينز في بيروت في العام 1983، مضيفا <<وهو مصنف في الفئة نفسها مع تنظيم القاعدة. الادارة (الاميركية) تمقت بشدة الاعتراف بأن لحزب الله دورا يؤديه في لبنان، لكن هذه هي الدرب التي نسلكها>>.
ولفتت <<نيويورك تايمز>> الى انه <<قبل اسابيع قليلة فقط، دخلت الولايات المتحدة في جدال مع فرنسا بشأن وضع حزب الله، حيث اوقفت فرنسا جهود وزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس لدفع اوروبا الى إدراج حزب الله رسميا على لائحة المنظمات الارهابية، مما كان سيؤدي الى فرض قيود على تمويله>>.
وترى الصحيفة ان <<الولايات المتحدة قبلت الآن وجهة النظر الفرنسية، التي يوافق عليها الكثيرون في اوروبا، بأن حزب الله يبرز كقوة كبيرة في لبنان الممزق، بحيث إن من الخطر استعداءه الآن ومن الحكمة تشجيع الحزب على المشاركة في الانتخابات اللبنانية>>.
وأشارت الصحيفة الى ان لحزب الله ميليشيا قوامها 20 ألف رجل، وتتهمه الاستخبارات الاميركية والغربية والاسرائيلية بتمويل مجموعات مناهضة لإسرائيل بأموال إيرانية. كذلك اوضحت <<نيويورك تايمز>> ان <<الحزب يرعى برامج اجتماعية للشيعة، ولديه 13 نائبا في البرلمان اللبناني>>، مرجحة ان يزيد تمثيله في الانتخابات المقبلة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اوروبيين قولهم ان وضع <<حزب الله>> مماثل لوضع حركة <<حماس>>، التي فازت في الانتخابات المحلية الاخيرة في غزة والضفة الغربية، مشيرين الى ضغوط مورست عليها للتحلي بالاعتدال والدخول في مفاوضات مع اسرائيل. وتعتبر الولايات المتحدة وأوروبا <<حماس>> رسميا منظمة إرهابية.
وتابعت الصحيفة انه منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الحالي، <<تجادل فرنسا بأنه يجب تشجيع حزب الله على التركيز على العمل السياسي>>، وذلك في موازاة الضغط الاميركي الفرنسي المشترك لانسحاب القوات السورية من لبنان.
وقال مسؤول فرنسي للصحيفة <<نقول منذ مقتل الحريري انه يجب ألا نبالغ في الضغط على حزب الله>>، مضيفا <<ان ذلك قد يضر ولن يساعد. قد نكون عند نقطة تحول الآن لأن حزب الله قد يتحول الى السياسة فقط. الولايات المتحدة لم تعد تتحدث عن نزع سلاح حزب الله والقضاء عليه بعنف>>.
وأشارت الصحيفة الى ان <<العديد من المسؤولين الاوروبيين والدبلوماسيين العرب يقولون انه حدثت ردة فعل في المنطقة ضد الهجوم الاميركي الاخير على سوريا والمطالبات بسحب القوات السورية (من لبنان)، وخصوصا ادعاء الادارة الاميركية أن التظاهرات المناهضة لسوريا في لبنان تبرر دعوة بوش الى الديموقراطية في الشرق الاوسط>>.
ونقلت <<نيويورك تايمز>> عن دبلوماسي عربي قوله <<لمَ لا يدركون انه ما ان ترفع الولايات المتحدة لواء قضية ما، يذهب الشرق الاوسط في الاتجاه المغاير؟>>. اضاف ان <<حزب الله منظمة ارهابية، لكن وضعه تعزز الآن بسبب المعارضة الاميركية>> له.
واعتبرت الصحيفة ان <<الموقف (الاميركي) الجديد بشأن حزب الله يضع واشنطن في مواجهة غير معتادة مع اسرائيل ومؤيديها، خصوصا اولئك الذين يقولون ان حزب الله يشكل أكبر تهديد على محادثات السلام الهشة بين اسرائيل والفلسطينيين>>.
وذكرت الصحيفة ان <<مسؤولين اسرائيليين رفضوا التعليق على التطورات الاخيرة، مشيرين فقط الى ان اسرائيل لم تغير اعتقادها بأن حزب الله منظمة إرهابية يجب نزع سلاحها>>.
وأشارت الصحيفة الى <<الاحترام الكبير>> الذي حظي به الحزب لدوره في تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، واعتبرت ان الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله <<لعب على هذه الورقة خلال تظاهرة بيروت، بإعلانه ان إرغام القوات السورية على الخروج يرقى الى الاستجابة للدعوات الاميركية والاسرائيلية>>.
ولفتت <<نيويورك تايمز>> الى ان <<إحدى المسائل التي يتعيّن ان تنظر فيها الولايات المتحدة، هي ما اذا كان إبقاء الضغوط لإرغام القوات السورية على الخروج قبل الانتخابات (العامة في أيار)، قد يعطي نتيجة عكسية من خلال تعزيز وضع حزب الله>>. اضافت ان ثمة مسألة أخرى بشأن <<كيفية العمل مع الاوروبيين والعرب بهدف ضمان عدم حصول فوضى بعد الانسحاب السوري>>.
وأوضحت الصحيفة انه <<برغم ان الجيش اللبناني، بعديده الذي يبلغ 72 ألف رجل، قد يكون قادرا على التعامل مع أي حالة من عدم الاستقرار بعد الانسحاب، الا انه يتردد ان الادارة (الاميركية) تفكر في وسائل اخرى لتجنب حدوث اي اعمال عنف محتملة، عبر ارسال قوات متعددة الجنسيات مثلا>>.
ونقلت الصحيفة عن ادوارد دجيرجيان، السفير الاميركي السابق في سوريا ومدير <<معهد جيمس بايكر الثالث للسياسة العامة>> في جامعة رايس في هيوستن، قوله ان <<الهدف يجب ان يكون انسحاب القوات السورية>>، مضيفا <<ولكن يجب القيام بذلك بشكل لا يزعزع استقرار لبنان. لا نريد اي عواقب غير متعمدة هناك>>.
واعتبر دجيرجيان حزب الله <<قوة سياسية وشبه عسكرية مهمة في لبنان لا يمكن تجاهلها>>، مضيفا ان احد الاحتمالات قد يكون توسيع قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان، والتي تبلغ 3 آلاف رجل. الا ان دبلوماسيين قالوا، بحسب الصحيفة، انه تم ابلاغهم ان الولايات المتحدة لا ترغب في قوة موسعة تحت قيادة الأمم المتحدة.
(<<السفير>>، ا ف ب، ا ب، رويترز)
تعليق