إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

دعوة نصر الله إلى الحوار والشجاعة المطلوبة من المعارضة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دعوة نصر الله إلى الحوار والشجاعة المطلوبة من المعارضة

    دعوة نصر الله إلى الحوار
    والشجاعة المطلوبة من المعارضة
    بشارة مرهج




    أهم ما جاء في خطاب السيد حسن نصر الله اول من أمس، وعلى وقع التظاهرة اللبنانية الحاشدة التي شهدتها ساحة رياض الصلح، انه فتح باب الحوار مجددا مع كل الافرقاء السياسيين وفي مقدمهم الذين وضعوا شروطا صعبة، فأعاد الاعتبار لمبدأ يكاد يضيع وسط صراعات وتجاذبات تنذر بإغلاق ابواب العمل السياسي وفتح الابواب امام تدخلات اجنية لمحت اليها وزيرة الخارجية الاميركية وسواها من المسؤولين الاجانب.
    ان اللبنانيين الذين يعرفون ان لبنان لا يقوم إلا على تفاهم ابنائه يدركون ايضا انه لا بديل من الحوار حفاظا على الحياة الوطنية اللبنانية وتأمين ديمومتها في ظل عواصف اقليمية ودولية عاتية تضرب المنطقة متسربلة برايات الديموقراطية الآتية من <<أبو غريب>> وسواه من معتقلات العراق.
    لقد قال السيد حسن نصر الله بلسان المواطن اللبناني المتلهف لكشف الحقيقة ومعاقبة الجناة ومحاسبة المقصرين، ان الحوار في لبنان ليس من الكماليات إنما هو العمل الذي يجعل من لبنان بلدا موجودا، قويا على التحولات، عصيا على النوائب. والحوار، اي حوار، تلزمه شجاعة وقبلها شيء من التواضع، وقبلهما اعتراف داخلي بان الحقيقة يمكن ان تتجاوز النظرة الذاتية الاحادية الى النظرة الجماعية الأرحب.
    وإذا كانت النظرة الاولى تحمل خطر الانغلاق والانطواء حتى لا نقول اكثر، فإن النظرة الثانية ان لم تكن اكثر صوابا، فانها بالتأكيد ستكون اكثر تمثيلا واصدق تعبيرا. فالحقيقة السياسية في لبنان الوفاق والتوافق هي فيما نصل اليه جماعة وليس فيما يفرضه هذا الطرف او ذاك.
    ان اخطر ما يخشاه المواطن في هذه اللحظات المصيرية هو غياب الحوار وانهيار المؤسسات وتقدم وحش الفراغ. وأكثر من يفتقده المواطن في هذه اللحظات هو الرئيس رفيق الحريري، رجل الحوار والتواصل والوحدة. كان الشهيد الكبير يشيع الاطمئنان في اوساط الناس ليس في حركته الاقتصادية ومبادراته الانسانية فحسب، وإنما ايضا في حركته السياسية الهادئة الهادفة، وفي إيمانه بالحوار واعتماده الحوار لفتح المنافذ وفك العقد وجني الثمرات. وهل نحن بحاجة لرواية ما بذله الشهيد الرئيس من جهد وتعب لصياغة الطائف وعقد <<تفاهم نيسان>>، وكيف كان يحفر بالإبرة أكوام الصقيع والجمود ليوفر للبنانيين مخرجا لائقا يجنبهم شرور السقوط في المجهول.
    ان اطراف المعارضة التي أثبتت قوتها على الارض في الاسابيع الماضية وبرزت عربيا ودوليا مستمدة العزم من ذاتها ومطالبها، ومن استشهاد كبير في قومه وأمته، اختلفت معه سابقا، مطلوب منها اليوم ان تكون شجاعة في تجاوبها مع دعوة الحوار التي أطلقها لبناني صميم ومقاوم يحوز تأييد واحترام أهله ومواطنيه.
    ان هذا التجاوب هو حق للمواطن اللبناني المتمسك بحريته واستقلاله وعروبته التي جرحتها بالأمس كلمات وعبارات وشعارات طعنت لبنان ورسالته في الصميم قبل ان تصيب بسهامها بلدا شقيقا تربطنا به وبأهله روابط الاخوة ووحدة المصير.
    ان هذا التجاوب هو حق للمواطن اللبناني القلق على مصيره واقتصاده، الخائف على معاشه ولقمة عياله، الرافض لكل اشكال الانقسام والاقتتال.
    ان هذا التجاوب هو حق للمواطن اللبناني الواثق من مرونة نظامه السياسي، المتطلع الى تفعيل الحياة الديموقراطية التي تربى في ظلها ويرفض سواها.
    ان الفراغ ليس في مصلحة اللبنانيين وبخاصة العمال والمزارعين والتجار والصناعيين والموظفين وكل الذين يساهمون في دورة الانتاج ويخشون العودة الى الوراء.
    ان الفراغ هو دعوة صريحة للفوضى والخوف، وكلاهما، بحسب التجربة، يشكل المدخل للانقياد والارتماء والاستقواء، لا بل يشكل الحالة النموذجية لهبوب رياح التدخل الاجنبي.
    لقد استشهد الرئيس رفيق الحريري وهو على إيمانه بربه وشعبه ولبنانه وعروبته. استشهد وهو يصارع مؤمنا بمؤسسة الدولة وضرورة تطويرها كي تكون بخدمة المواطن لا عليه ولا فوقه ولا ضده.
    وإذا كان من حقه علينا ان نتمسك بالحقيقة، وان نطالب بجلائها قبل اي امر آخر، فمن حقه علينا ايضا ألا نسقط في متاهات اليأس وألا نفقد قدرتنا على الحوار وابتكار الصيغ العادلة التي تكفل للبنان حياته وتضمن للحياة معناها.

  • #2
    نافياً اطلاعه على موقف أمين الجميل
    حرب عند نصر الله: 17 أيار من الماضي

    اعتبر النائب بطرس حرب، بعد زيارته الامين العام ل<<حزب الله>> حسن نصر الله، ان <<لا بد من التحاور قبل الدخول في مشروع الحكومة>>. وقال <<ان دعوة رئيس الحكومة المكلف للحوار هي دعوة تلبي دعوتنا لان تبقى عملية الحوار قائمة بين اللبنانيين، يبقى كيفية إجراء وظروف الحوار هي القضية التي يمكن أن تحتاج الى بحث. نحن أصحاب قول انه اذا أردنا أن نتعاون جميعاً لحل مشاكل البلد يجب أن نجتمع حول طاولة لنتحاور قبل أن ندخل في مشروع الحكومة. يجب أن نتفق قبل دخولنا الحكومة على برنامجها وبيانها، فإذا كان اللبنانيون وكل المعنيين بالامر راغبين بأن نتفق على برنامج عمل ناتج عن حوار في ما بيننا فالمعارضة طبعا ليست بعيدة ويدنا ممدودة>>.
    أضاف <<في البحث التمهيدي لتشكيل الحكومة بين المعارضة وبين رئيس الحكومة اذا تمكنا من اتفاق على انه يجب إقالة المسؤولين الذين يثبت تقاعسهم ومسؤوليتهم عمّا جرى في البلاد وقررنا ان تعمد الحكومة في قراراتها الاولى لاتخاذ هذا التدبير فنكون حللنا القضية>>.
    ونفى النائب حرب <<ان يكون قد حمل رسالة معينة من المعارضة أو مكلفاً بذلك، والشيء الوحيد الذي حملته هو تصميمنا جميعا على التعاون في سبيل إنقاذ ووحدته>>. ونفى النائب حرب ايضا اطلاعه على تصريح الرئيس أمين الجميل بخصوص اتفاق 17 ايار، وقال: <<ان 17 ايار أصبح من الماضي وليس هناك أي مشروع يمكن أن يوافق عليه أي منا شبيه بالمشروع أو أي ظروف تسمح بمشروع 17 ايار جديد>>. وأكد ان الاعتصامات وسيلة تعبير ديموقراطية عن الحالة وعن الموقف، مبدياً ارتياحه لحصولها بشكل حضاري ومدني وديموقراطي. أضاف: المعارضة تدرس إمكانية متابعتها أو عدمها وهذا أمر طبيعي.

    تعليق


    • #3
      الحص يطلق <<نداء الإنقاذ>> من الانهيار ومدخله حكومة وفاقية:
      تحقيق حكومي عاجل لتحديد مسؤوليات القيادات الأمنية




      قال الرئيس الدكتور سليم الحص، ان مجتمعنا بات مكشوفا على كل صنوف الازمات ولا ينقذه من الانهيار الا قيام حكومة وفاق وطني، ناصحا الرئيس عمر كرامي بإعلان انفتاحه على المعارضة وتبني مطلب التحقيق القضائي الدولي في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقيام مجلس الوزراء بتحقيق عاجل يشمل القيادات الامنية تمهيدا لاتخاذ القرارات المناسبة في تحديد المسؤوليات عن أي إهمال أو تقصير أو تقاعس في صدد الجريمة واعلان تصميمه على إجراء انتخابات نزيهة عادلة وإعادة النظر بالقانون الانتخابي ولو ادى ذلك الى تأجيل الانتخابات لمدة شهرين.
      افتتاحا بدقيقة صمت على روح الرئيس الحريري ورفاقه، وبحضور حشد اعلامي وأعضاء <<منبر الوحدة الوطنية>> وشخصيات سياسية ونقيبي الصحافة والمحررين محمد بعلبكي وملحم كرم، اعلن الرئيس الحص من مركز توفيق طبارة في بيروت <<نداء الانقاذ>>، متوجها فيه الى الرئيس عمر كرامي، وتضمن الآتي:
      <<في حال تكليف الرئيس عمر كرامي تأليف الحكومة الجديدة، بناء على المشاورات النيابية التي أجراها رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، فإنني أنصح الرئيس كرامي بإعلان انفتاحه على المعارضة واستعداده لتأليف حكومة اتحاد وطني معها وبالتالي دعوته لها إلى التشاور البناء معه. وحتى يكون هذا التوجه مفحماً، فلا يترك مجالا لتردد أو مناورة أو مزيد من الرهان على الخارج، فإنني أنصحه بأن يعلن استعداده لما يلي:
      اولا: تبني مطلب التحقيق القضائي الدولي الفاعل والشفاف في اغتيال الرئيس الشهيد ضمن رؤية يحددها مجلس الوزراء، على أن يتابع التحقيق القضاء اللبناني بكل جدية.
      ثانيا: استعداده للسير في تحقيق عاجل يجريه مجلس الوزراء، بالاستماع إلى القيادات الأمنية في شأن الجريمة النكراء التي أودت بحياة الرئيس الشهيد ورفاقه، وملابساتها، تمهيدا لاتخاذ القرارات المناسبة في تحديد المسؤوليات عن أي إهمال أو تقصير أو تقاعس في صدد الجريمة. وأنصح الرئيس عمر كرامي بأن يشفع هذه المقاربة بالتذكير بأن قرارات اتخذت سابقا في مجلس الوزراء بوضع مسؤولين إداريين في التصرف، في زمن حكومتي الأخيرة، كما في زمن حكومة لاحقة برئاسة المغفور له الرئيس الحريري، فطعن أصحاب الشأن فيها أمام مجلس شورى الدولة فأبطلت تلك القرارات بناء على تعليل محدد هو أن المتهمين لم يستمع إليهم وبالتالي لم يترك لهم فرصة للدفاع عن أنفسهم. لذلك، تداركا لإبطال قرارات تتخذ في حق القيادات الأمنية، لا بد من تحقيق يجريه مجلس الوزراء معها، يستمع خلاله إليها، قبل إصدار أي قرار في حق أي من هذه القيادات.
      ثالثا: تصميمه على إجراء انتخابات نزيهة عادلة، واستعداده للسير في إنشاء لجنة من قضاة ورجال أمن متقاعدين موثوقين للإشراف على العملية الانتخابية بقرار من مجلس الوزراء، وكذلك الترحيب بأي منظمة من منظمات حقوق الإنسان الدولية تتطوع لمواكبة، ولا نقول مراقبة، العملية الانتخابية عن كثب.
      رابعا: متابعة تنفيذ قرارات المجلس الأعلى اللبناني السوري بجدية وأمانة، على أن يكون اتفاق الطائف هو المنطلق وليس القرار 1559. مع التأكيد على حماية المقاومة اللبنانية ما دام لبنان في حال حرب مع إسرائيل وما دامت بعض أرضه محتلة وما دام يتعرض لاعتداءات إسرائيلية على أجوائه ومياهه الإقليمية وليس ما يضمن عدم تجدد الاعتداء على أرضه أو منشآته في أية لحظة.
      خامسا: إعلان التمسك بكل القرارات الدولية بما فيها القرارات 194 و242 و425 و1559، والمطالبة ببرمجة زمنية لتنفيذها جميعا في آن معا. مع الإصرار على عدم الانتقائية أو الكيفية في التطبيق.
      سادسا: الحرص على أوثق العلاقات وأطيبها بين البلدين الشقيقين لبنان وسوريا على كل المستويات وفي كل المجالات وفاء لعروبة لبنان وعملا بمبدأ حسمه اتفاق الطائف في التأكيد على أن لبنان عربي الانتماء والهوية.
      سابعا: الاستعداد لإعادة النظر في مشروع قانون الانتخابات النيابية الذي، إذ صيغ على هرطقة أن لكل طائفة اختيار ممثليها، سيجعل من البرلمان مجلسا فدراليا طوائفيا. وهذا مدمر للوحدة الوطنية التي نراها معادلة للبنان في وجوده، هذا ولو اقتضى الأمر تأجيل موعد الانتخابات لمدة شهرين. لا نجاة للبنان من المأزق الخانق الذي يطوقه إلا بقيام حكومة توافقية، أي حكومة يرضى عن وجودها الأفرقاء جميعا. ولتكن برئاسة الرئيس عمر كرامي. وبالمقاربة التي ننصح الرئيس كرامي بها هنا، لا يعود للمعارضة ذريعة للاعتراص أو لمواصلة التصعيد. المجتمع بات مكشوفا على كل صنوف الأزمات بلا حدود، ولا ينقذه من الانهيار إلا قيام حكومة توافقية في أسرع ما يمكن، فلنرحم البلاد والعباد>>.
      تلا الرئيس الحص بيانا قال فيه ان الوحدة الوطنية لا تكون في ساحة الشهداء أو ساحة رياض الصلح، بل في ساحة الوفاق الوطني، وقد آن الأوان أن نقلع عن لغة التخاطب بالتظاهر والتصعيد، ونثوب إلى لغة الحوار والسجال الديمقراطي البناء. فلتكن حكومة، ولتكن انتخابات نيابية، وليواصل السجال عبر المؤسسات الدستورية ووسائل الإعلام وسائر سبل التعبير الهادئ البناء.
      اضاف: <<كفى تصعيدا، البلد بات مكشوفا على كل صنوف الأزمات: السياسية والاجتماعية والمعيشية والاقتصادية وحتى الأمنية. ومن يصر على مواصلة التصعيد إنما يتحمل مسؤولية أي تدهور قد يحصل أمام الله والوطن والتاريخ>>، داعياً الى الاحتكام إلى الطائف في فض الخلافات بين اللبنانيين، ورأى ان المشكلة أن لبنان منقسم اليوم فريقين، كلاهما ينشد الغلبة لنفسه. وكلنا يدرك أن التوازنات الدقيقة والحساسيات المرهفة التي يقوم عليها نسيج المجتمع اللبناني لا تحتمل غالباً ومغلوباً. مع ذلك كلا الفريقين يصر على سحق الآخر بانتصار مبين. هذه معادلة لتأبيد الأزمة ومن ثم تقويض هذا الوطن والعياذ بالله. فلنرعوِ عن غينا، ولنثب إلى رشدنا. أزمة 1958 انتهت بلا غالب ولا مغلوب. وكذلك الأزمة الوطنية المدمرة التي انتهت بتوافق في الطائف لا غالب فيه ولا مغلوب. ولن تنتهي الأزمة المحتدمة اليوم بغالب ومغلوب في حال من الأحوال. فعلام المكابرة؟ علام المجازفة عبثا بمصير شعب ووطن؟>>.
      وتابع الحص: <<يستكبر البعض بالرهان على الدولة العظمى، فيتغنى بمقولة: لم نعدْ وحدنا. إنه رهان خائب. الدولة العظمى، على عظمتها، لا تستطيع أن تلغي إرادة شعب. تورطت أميركا في أزمات دولية منذ الحرب العالمية الثانية ولم تنتصر في واحدة منها. غادرت كوريا كوريتين وفييتنام فييتنامين وآلت بالعراق إلى مشروع فتنة ولم تقوَ على نظام كاسترو في كوبا لسنوات وسنوات. ثم إن لبنان، هذا البلد الصغير، قدم شاهداً ساطعاً على أن إرادة الشعب هي التي تسود: قاوم لبنان إسرائيل، وهي أعتى قوة في الشرق الأوسط مدعومة من أميركا دعما أعمى، وانتصر عليها، فكان تحرير الأرض عام 2000 على يد المقاومة الباسلة التي يقابلها الشعب اللبناني اليوم بالوفاء والاحتضان. الرهان على أميركا وفرنسا لا يصنع مستقبلا للبنان، بل يمكن أن يجرنا، لا سمح الله، إلى فتنة. وفي حال انفجرت الفتنة، والعياذ بالله، لن تجدينا الدولة العظمى فتيلا. غصنا في حرب أهلية جامحة طوال خمسة عشر عاما في الماضي غير البعيد، ماذا فعلت الدولة العظمى إبانها لمساعدتنا؟ لا شيء. أقدمت على إنزال لقوات المارينز في محيط مطار بيروت، ثم أخلت عند تعرضها لأول تفجير. وماذا فعلت فرنسا آنذاك لمساعدتنا؟ لا شيء وكذلك الأمم المتحدة. لم ينقذنا سوى المبادرة العربية التي تولد عنها وفاق الطائف التاريخي الميمون. الرهان لا يكون على دولة عظمى لإنقاذنا. الرهان لا يكون إلا على وحدتنا الوطنية. بها نواجه كل الأخطار والتحديات. بها نتصدى لكل المؤامرات والتدخلات الدولية. إنها مناعتنا. إنها حصانتنا. إنها سلاحنا الأمضى>>.
      وزار الرئيس الحص امس مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وأطلعه على <<نداء الانقاذ>> الذي أطلقه، املآ ان يتبناه الرئيس كرامي، وأشار إلى أن مسألة مشاركة القوة الثالثة في الحكومة غير معروضة علينا، وأبدى الحص خشيته ان تصل الأوضاع الأمنية إلى الخط الأحمر.
      وزار الرئيس الحص مساء امس الأمين العام ل<<حزب الله>> السيد حسن نصر الله.
      شبعد اللقاء أكد الحص ان الذي يرفض التسوية يعرّض البلاد الى احتمالات لا تحمد عقباها، مشيراً الى انه سيطلب اللقاء ببعض رموز المعارضة. ورأى ان المخرج هو في تشكيل حكومة تلم الوضع وهي الحكومة التوافقية، وقال: <<أعتقد انه أي تفكير في حكومة لا توافقية أو حكومة مواجهة معناه تأييد للأزمة والبلد لا يحتمل مزيداً من التأزم>>.
      ورداً على سؤال عن تأكيد المعارضة عدم مشاركتها في أي حكومة، قال: <<فلنحاول، طرحنا حلولا وتسويات معينة حول قضايا، وسمعت من مسؤولين كبار وتلقيت مكالمات من مسؤولين كبار يقولون انهم موافقون على ما أطرح، إذا تبناها المسؤولون أعتقد ان المعارضة لن تستطيع مواصلة التصعيد>>.
      وحول المخاوف من 17 أيار جديد قال الحص: <<أنا لا أستبعد ان يكون هناك مآرب إسرائيلية في هذا الاتجاه، إسرائيل لها مصالح في هذا المجال. لكن أنا أراهن على انه ليس هناك احتمال من هذا النوع وقد سمعنا غبطة البطريرك يقول ان لبنان لن يكون إلا آخر دولة عربية توقع على تسوية مع إسرائيل>>.

      تعليق


      • #4
        أصداء دولية للتظاهرة المليونية ـ سيناريو أكثر من متوقع

        أصداء دولية للتظاهرة المليونية ـ سيناريو أكثر من متوقع
        إدراج خاص ـ عبد الحسين شبيب بتاريخ 10/03/2005الساعة 07:39.

        وصلت برقية عاجلة من غرفة العمليات المركزية في السفارة الاميركية في عوكر المخصصة لادارة الملف اللبناني الى مقر وزارة الخارجية في واشنطن تحيط السيدة كونداليزا رايس وفريقها لشؤون الشرق الاوسط علماً أن لقاءا استثنائياً للاحزاب والقوى اللبنانية الصديقة لسوريا قرر تنظيم تظاهرات شعبية في مختلف المناطق اللبنانية، بدءا من وسط العاصمة بيروت حيث تنطلق تظاهرة يوم الثلاثاء (8/3) الساعة الثالثة بعد الظهر. وارفقت البرقية بملاحظة "هام جداً" أن الداعي للتظاهرات باسم جميع هذه القوى هو الامين العام لحزب الله "الارهابي" حسن نصر الله.
        ارتعدت فرائص دايفيد ساترفيلد "القائد الميداني الاميركي اللبناني" من ما تخبئه سطور هذه البرقية قبل أن يُطلع عليها مسؤوله بالتدرج وليام بيرنز ومن ثم الوزيرة "كوندي"، وحاول التقاط انفاسه التي كادت لتوها تتنفس الصعداء بعد رحلة متعبة الى بيروت استغرقت اربعة أيام وعاد منها الى العاصمة واشنطن مقدما تقريراً مفصلا عن ننتائج اتصالاته باركان المعارضة اللبنانية، وخطة العمل التي أعدها لاحداث التغيير المُكلّف به في النظام السياسي في بيروت واستبداله بآخر حليف للسياسة الاميركية. وكانت علامات البهجة لا تزال ترتسم على وجه ساترفيلد _القاطم دائما_ وهو يختتم تقريره الاستثنائي بحصيلة تقول انه تمكن من اسقاط حكومة الرئيس عمر كرامي، وساهم في منح معنويات وماديات استثنائية لمؤيدي المعارضة لاحتلالهم المشهد الاعلامي العالمي بعد تمركزهم في ساحة الشهداء، ومن ثم عزا قرار القيادتين السورية واللبنانية اطلاق عملية انسحاب كامل للقوات السورية الى البقاع تطبيقاً لاتفاق الطائف الى براعته في ادارة ملف معقد كالملف اللبناني.
        حاول ساترفيلد الاتصال بسفيره في بيروت جيفري فيلتمان لاستيضاحه مضمون البرقية العاجلة وما يمكن ان تحمله، و"تشاور" مع أصدقائه في لبنان الذين طمأنه بعضهم بأن تظاهرة المعارضة يوم الاثنين، أي قبل يوم من تظاهرة "الموالاة"، سترفع السقف عالياً: خطاباً وحشداً جماهيرياً، كمياً ونوعياً، بحيث لن تستطيع تظاهرة الثلاثاء مجاراتها وبالتالي وعدوه بأنها ستفشل فشلاً ذريعاً وتندم على فعلتها.
        وعلى عجل أيضاً حاول فريق العمليات الاميركي في سفارة عوكر ان يطمئن قائده ساترفيلد بأن هناك خطة أعدت بأحكام لاستيعاب تظاهرة الثلاثاء، بينها تغطية أعلامية مكثفة تقول ان المشاركين هم من التابعية السورية والفلسطينية وان هناك بعض اللبنانيين ارغموا على المشاركة بالترهيب او الترغيب، لكن الرجل في قرارة نفسه لم يشعر بالارتياح، وحاول أن يبحث مع بيرنز و"كوندي" في كيفية تلطيف البرقية العاجلة التي يفترض أن تصل الى الرئيس جورج بوش الذي يستعد لالقاء خطاب يوم الثلاثاء في جامعة الدفاع الوطني الاميركي بالتزامن مع انطلاق المسيرة يخصصها للشرق الاوسط و"ذوبان الانظمة الاستبدادية فيه"، وبينها حكماً النظام اللبناني. أخذ بوش علماً بالتظاهرة،ٍ طارحأً اسئلة استفسارية دون اجابات، لكنه تجهم عندما قرأ اسم حسن نصر الله. بدت كوندي مربكة لكونها تعرف أن رئيسها قد يوقعها في ورطة جديدة وهو المشهور عنه بأخطائه خصوصاً في التاريخ والجغرافيا، وأخطائه في قراءة التقارير السرية من مختلف الوزارات والاجهزة الامنية الاميركية الناشطة، داخلياً وخارجياً "لمكافحة الارهاب".
        عصر يوم الثلاثاء في بيروت، صباح اليوم التالي في واشنطن، بدأت البرقيات العاجلة تصل الى العاصمة الاميركية عن حشود المتظاهرين اللبنانيين الزاحفين الى العاصمة من كل جهات لبنان، تسمر ساترفيلد وبيرنز ورايس امام شاشة التلفزة لاعداد ملخص سريع عما يجري في بيروت، وفُتح خط ساخن مع السفارة في عوكر لاطلاعهم على المستجدات دقيقة بدقيقة. في هذا الوقت كان ابرز كتبة البيت الابيض يدرب بوش على القاء خطابه، ويحاول ان ُيحذّره بطريقة مهذبة وخجولة من احتمال خروجه عن النص وارتكاب هفوة او خطأ يضاف الى سجله، فيقدم المزيد من الاساءات الى صورة بلاده، وتبعده درجات اضافية عن اسلافه ليحتل الى زمن طويل موسوعة "غينيس" لاكثر الرؤساء اخطاءاً في العالم. قدّر بوش حرص كاتب الخطابات ومدربه وطمأنه.
        بدأ بوش خطابه وسط صفيق لا مثيل له، ومع وصوله الى الملف اللبناني اطلق "أوامره التنفيذية" المعروفة وقال "ان على سوريا سحب قواتها من لبنان وسحب اجهزتها الاستخباراتية"، واعرب عن "دعمه للقوى المؤيدة للديموقراطية في لبنان". في هذه الاثناء سلمه احد مساعديه ورقة تبلغه على وجه السرعة ان الحشود في تظاهرة بيروت تجاوزت المليون لبناني، وان هناك تقديرات غربية بانها وصلت الى المليون وستمئة الف. وضع بوش الورقة في جيبه، ظناً منه ان الامر يتعلق بحشد المعارضين والمنددين بـ"الاحتلال السوري"، وفات كاتب البرقية ان يذكره ان هذه تظاهرة حسن نصر الله، وتابع بوش _ مستبشراً خيراً في ما وصله_ قائلاً: "اليوم لدي رسالة الى الشعب اللبناني، العالم باجمعه يشهد حركة الضمير العظيمة التي تقومون بها، والملايين على الارض الى جانبكم، ان زخم الحرية الى جانبكم، وستسود الحرية في لبنان". بلعت كوندي مساعدته الاقرب الى قلبه وعقله لسانها وهي تسمع خطيئة رئيسها الجديدة. تابع بوش تبشيره اللبنانيين بالدعوة الى الانسحاب السوري الكامل "قبل الانتخابات اللبنانية لتكون تلك الانتخابات حرة ونزيهة".
        وقعت الواقعة. كيف يمكن الخروج من هذه الورطة. أُوكل الامر سريعاً الى المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان الذي تولى التقليل من أهمية التظاهرة التي "لن تغير من المطالب الاميركية"، وقال "ان واشنطن ترحب دائما بالتظاهرات السلمية"، لكنه أكد "أن الشعب اللبناني يريد خروج سوريا من بلاده". بدل ان يجبرها كسرها. هذه الحشود تشكر سوريا على دعمها وتصرخ الموت لاميركا وترفض تدخلها السافر في الشؤون اللبنانية ورفضها للقرار 1559. كيف يستكمل ماكليلان مصادرة رأيها وقبل قليل كان رئيسه يبشر بنسائم الديمقراطية في الشرق الاوسط.
        لا مشكلة في ذلك. تذكّر الجميع كيف رُكّبت تقارير الاستخبارات الاميركية عن اسلحة الدمار الشامل العراقية وكيف غزا بوش العراق متذرعا بها، وثم تبين كذبها وثم سحبها من التداول. لا مشكلة، فبوش يتقن هذه اللغة أصلاً.
        ساد صمت من المجهول المعلوم الآتي. فجأة فغر بيرنز وساترفيلد وكوندي افواهم واطلقوا شهقة خرقت السكون المخيم. ماذا يفعل حسن نصر الله في وسط بيروت؟ ضرب الجميع كفا بكف واستعانوا بمترجم محلف على عجل لترجمة ما سيقول هذا الرجل "الارهابي" الذي يطل على حشود مليونية من مختلف فئات وطوائف اللبنانيين للمرة الاولى في هذا المكان من العاصمة اللبنانية. قبيل ذلك وصلت برقية عاجلة ونهائية تدعو فريق وزارة الخارجية الموكل الملف اللبناني الى التسليم بقضاء حسن نصر الله وقدرِه وقَدَرِه.
        حاولت كوندي ان تبلع كلامها السابق عن التدخل الامني في لبنان في حال الفراغ، وخافت ان يذهب رئيسها بعيدا في اقتراحها وهو يعتقد ان هذه الحشود تهتف مؤيدة له، وخشية ان يلعب فأر دونالد رامسفيلد وديك تشيني بعب بوش ويقنعاه بالذهاب الى بيروت مجدداً. في هذه اللحظة بالذات كانت كوندي تطلب من المترجم ان ينقل لها حرفياً المقطع الذي قاله نصر الله للتو: أجاب المترجم ملخصاً: انه يحذر اميركا من التدخل في شؤون لبنان الداخلية، ويتوعدها بدحر اساطيلها اذا عادت مجددا الى لبنان. طلبت رايس بغضب النص حرفياً، لكن من دون هتافات الاستهزاء التي اطلقتها الحشود لدى ذكر نصر الله اسم بوش ورايس وساترفيلد، فهي تعرف ما معنى حركة الاحتجاج هذه. قال المترجم ان نصر الله يسأل اللبنانيين المحتشدين: هل تخافون من اساطيل الولايات المتحدة الاميركية؟ فيجيبون لا.
        ويضيف (الامين العام): "لقد جاءت هذه الاساطيل في الماضي وهُزمت واذا جاءت ستهزم من جديد".
        تجهم جميع من في الغرفة، وقررت كوندي مهاتفة بوش والطلب اليه ان يعقد اجتماعاً مستعجلاً لان ورقة لبنان افلتت من يدها، وثمة من يحذر أميركا من مغبة التفكير بالمجيء الى لبنان على شاكلة العام 1983. قررت الوزيرة النشطة ان اغلبية اللبنانيين قالت كلمة "لا" قاسية ضد بلادها، ولا بد من اعادة درس الامور، لكن دون أن ينعكس هذا الاحباط على اداء وسائل الاعلام التي يجب أن تبقى تقلّب الحقائق، لكنها في قرارة نفسها قالت "ان حبل الكذب قصير"، وهؤلاء اللبنانيون الذين يحبون سوريا ويكرهون السياسة الاميركية وفريق بوش، سينظمون احتجاجات جديدة هذا الاسبوع وبعده في مختلف المدن اللبنانية لترداد الشعارات نفسها.
        حاولت رايس وبيرنز وساترفيلد ان يقرأوا ما بين رسالة نصر الله الى باريس وكلام الود الذي ابداه والعبارات المدروسة التي استخدمها في مخاطبة "السيد الرئيس جاك شيراك"، وقوله له "انت تحب لبنان وتدافع عن لبنان وخلال السنوات الماضية قمت بزيارة لبنان لمرات عديدة ونحن نعرف اهتمامك الشخصي بلبنان، واذا كنت يا سيادة الرئيس حريصاً على حرية اللبنانيين وعلى الديمقراطية في لبنان فعليك أيضاً أن تنظر بعينين اثنين". ولفت الفريق الاميركي المعني بالشأن اللبناني احتجاج نصر الله على الحشود عندما حاولت ان تطلق صرخة تهكم لدى ذكره اسم شيراك، ثم تأمل في دعوة نصر الله لشيراك "من الموقع الديمقراطي وبهذا التعبير الشعبي والسلمي لان تتخلى عن دعمك لقرار لا يحظى بشعبية في لبنان ولا يؤيده اغلبية اللبنانيين.. أليست هذه الديمقراطية".
        في هذه الاثناء كان الفريق الفرنسي المعني بالملف اللبناني ايضاً، سواء لدى السفارة في بيروت او وزارة الخارجية او الاليزيه في باريس يتابعان بدقة تفاصيل الحشد المليوني والشعارات التي يرفعها ووتيرة الاعتراض على التدخل الفرنسي، والرسائل التي يوجهها، ثم اجرى فريق السفارة في بيروت ترجمة عاجلة ودقيقة لخطاب السيد نصر الله وملامح الوجه ونبرة الكلام والعبارات التي تقصّد استخدامها في مخاطبة الرئيس الفرنسي، وما تنطوي عليه من معان، وأرسلها على وجه السرعة في تقرير "خاص جداً" الى الدوائر المعنية في باريس لدراستها والبناء عليها. وربما انطوى التقرير على نصائح لاصدقاء مخلصين لفرنسا يطمحون لان تستعيد دورها في الشرق الاوسط_ سواء من البوابة اللبنانية أو غيرها، لكن لا يريدون لها العودة وراء الدبابة الاميركية_ بان في خطاب السيد نصر الله فرصة تاريخية لباريس لاعادة التوازن الى سياستها اللبنانية وعدم الذهاب مع مجموعة محدودة التمثيل من اللبنانيين ضد الشريحة الاكبر من اشقائهم في الوطن. وربما هناك من ذكّر فرنسا بأن حزب الله وسوريا هما من فتحا لها باب الشرق الاوسط عندما أصرا على ادخالها في لجنة تفاهم نيسان عام 1996، وان هذين الطرفين حريصين على افضل العلاقات معها ولا يكنان لها العداء، ويميزان بين ديمقراطيتها و"ديمقراطية السيد بوش". وُضعت اللمسات الاخيرة على التقرير الفرنسي بأن ما قيل عن حشود سورية وفلسطينية ليس سوى كذبة مكشوفة لا يليق بدولة كفرنسا ان تأخذ بها. حتى الآن لم تعلق باريس ولاذت بالصمت ربما بانتظار ان تعيد قراءة المشهد اللبناني الذي رسمته تظاهرة المليون ونصف الميون واكثر بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
        في مقلب آخر يفترض ان نجيب فريجي مدير الاعلام للامم المتحدة في لبنان وفريق عمله كانوا يجهدون لاعداد تقرير "عاجل جداً" لتيري رود لارسن ومنه الى كوفي انان عن التظاهرة التي تحتشد تحت اساسات مبنى الامم المتحدة في وسط بيروت. أطل فريجي من شرفة مكتبه على الحشود، وحاول ان يلتقط عناصر المشهد من جهاته الاربع التي يطل عليها مبنى "الاسكوا": من الجنوب حيث المساحة الارحب الممتدة من بشارة الخوري الى سليم سلام، ومن الغرب حيث الحمرا والصنائع ونزلة السرايا الحكومية، ومن الشمال الغربي حيث مبنى البلدية وشارع المصارف، ومن الشرق حيث يطل على الباحة الاوسع من الشارع المؤدي الى ضريح الشهيد رفيق الحريري الى الخط الذي يعيده الى الجسر المقابل وما وراءه. حشود ضخمة يمكن بعملية حسابية بسيطة ان تُظهر من اعلى سطح مبنى الامم المتحدة كم هم اكثر من مليون ونصف المليون. وحده نجيب فريجي وفريقه لم يكن بحاجة لاحد لان يساعده في اعداد تقريره لان الوقائع امام عينيه. دقق الرجل كثيراً في الشعارات والهتافات المرفوعة، وحاول ان يطابق بين أفواه جموع المحتشدين فوجدهم يصرخون بصوت واحد ضد القرار 1559 الموكل تنفيذه الى رئيسه رود لارسن.
        دوّن فريق الامم المتحدة ملاحظاته جميعها قبل ان تغلق نوافذ المبنى لان الامين العام لحزب الله أطل على الحشود من شرفة مقابلة، وانصرف الجميع الى الاستماع لكلمته حتى يُضمِنّها تقريره، الذي يفترض أن يكون بدأ باشارة لافتة الى ان هذه الحشود تهتف ضد قرار دولي جائر امام مبنى المنظمة التي اتخذته. ربما كان بود الفريق الاعلامي ان يفتح دائرة تلفزيونية مغلقة بين بيروت ونيويورك ليشاهد انان بنفسه وبكاميرا الامم المتحدة الصوت اللبناني الرافض للتدخل الاجنبي وللقرار الفتنة والمتمسكة بالمقاومة حتى الرمق الاخير، وهي دائرة دأب انان على مخاطبة منتدين في هذا المبنى الشاهد على ولادة بيروت الجديدة، التي اكملها مشهد التظاهرة باستعادة هويتها العربية بعد ان حاول البعض خطفها خلسة.
        ويبدو ان التقرير وصل سريعا الى مكتب انان ولارسن فاستعجل الاول ارسال الثاني الى دمشق وبيروت حاصراً هذه المرة مهمته بالحصول على جدول زمني للانسحاب السوري من لبنان، وبدا من تصريحات انان التي تتحدث عن عدم وجود آلية لتطبيق القرار 1559، وتركه أمر سلاح المقاومة الى اللبنانيين، واقراره بانه "من الطبيعي جدا وجود مجموعات في كل مجتمع ليست لديها المواقف نفسها والافاق نفسها ... ومن واجبنا قبولها"، ان الرسالة قد وصلت وان الامم المتحدة ممثلة الشعوب لا تستطيع ان تذهب بعيداً في مواجهة هذا الحشد المليوني المحتج أمامها.
        يمكن ادراج تعديلات طفيفة على هذا السيناريو، لكن حظه من الواقعية كبير جداً. اليس الملف اللبناني على رأس جدول اعمال هذه الاطراف الثلاثة؟


        جريده الانتقاد

        تعليق


        • #5
          صراع على هوية لبنان


          --------------------------------------------------------------------------------

          الصراع الحقيقي ليس على حكومة وشكلها، ولا على عدد المقاعد في مجلس النواب أو أسماء الأشخاص في بعض المواقع الكبرى في لبنان. ما يحصل هو صراع على هوية لبنان وخياراته الاستراتيجية وثوابته الوطنية: بالرغم من أن اتفاق الطائف والدستور الذي جاء على أساسه حسم الهوية بقوله إن لبنان عربي الهوية والانتماء، وبعد أن حسم الواقع السياسي الخيارات والثوابت تجاه العدو الإسرائيلي وحلفائه (حلف الأطلسي مثلاً) والتوازن الداخلي على أساس مزيد من المساواة النسبية، وإن لم تكن كاملة.
          ما يحدث الآن هو حرف لبنان عن الموقع الجيواستراتيجي الذي التزمه خلال السنوات الماضية، وكأن هناك في لبنان من لم يتعلم من تجارب السنوات الماضية، ومن لم يؤمن أصلاً بهذا الموقع الذي "دستره" الطائف كقاعدة إجماع وطني، فكان يساير الوضع بانتظار الرياح المؤاتية حتى يتغلب عليه في اللحظة الدولية المناسبة.
          أن تكون هوية لبنان عربية في الدستور معناها واضح: لبنان جزء من العالم العربي وقضاياه ومصيره. وموقعه السياسي والثقافي والاستراتيجي (بغض النظر عن خصوصيات كل بلد وقطر) بما في ذلك الموقع من الصراع العربي ـ الإسرائيلي، أما الصراع الحالي فهو يريد نقل لبنان عملياً (ثم ربما دستورياً وعلنياً) الى الجانب الرمادي من الصراع "الحيادية"، على قاعدة التحالف مع دول الغرب وعلى رأسها أميركا.
          "أطلسة" لبنان بدل عروبته، ومن هنا ننقل البندقية من الكتف المتحالف مع سوريا الى الكتف المتحالف مع أميركا، وهذا له كل هذه التداعيات السياسية والعسكرية، وهو ما تشير إليه أطروحات الإدارة الأميركية بشأن إرسال مراقبين دوليين وأحياناً مندوبين أمنيين (باسم مساعدين)، ومن هنا أيضاً العودة الترويجية لاتفاق 17 ايار وتبنيه مجدداً على أفواه بعض هؤلاء. الرموز أنفسهم يجرون المعارضة (يحاولون على الأقل) الى المنطق الفئوي نفسه الذي ساد قبل العام 1975 تحت لافتة "ما لنا لنا وحدنا وما لكم لنا ولكم"، بالقول إن اتفاق الطائف ذهب مع الانسحاب السوري، أو أنه لم يطبق، فلا بد من العودة الى ما قبل الطائف، أي تحكم الفئة النوعية (بمعنى نوعية 17 ايار) بالأكثرية (أي كل اللبنانيين من كل الطوائف).
          ثمة دغدغة لمشاعر فئات من اللبنانيين، بالعودة بهم الى ما قبل توازن الوفاق الوطني من قبل "اليمين" اللبناني نفسه الذي أذكى الحرب الأهلية، وساهم في إشعال الحرب، وفي تحريض فئات من اللبنانيين على خوضها والتورط فيها، فأغرقوهم مع بقية اللبنانيين في بحر من الدماء، بل وأوصلوهم الى حالات من الإحباط والتناحر الذاتي والخسران مثلما وصل غيرهم من اللبنانيين أيضاً.
          ليس موقع الجيش اللبناني خارج هذا الصراع. لقد حسم الطائف ثم القيادة التي تولت المؤسسة العسكرية، خيار لبنان بناءً على هويته العربية، فكان سنداً لخيار المقاومة وجزءاً حقيقياً (بحسب قدراته) في المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، بخلاف الخيار السياسي لقيادة الجيش قبل الطائف، خصوصاً في مجريات الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وقبل ذلك حين كان دور الجيش اللبناني ليس التصدي للعدو الإسرائيلي، إذ لم يكن مبنياً لذلك، ولا عقيدته مبنية على ذلك، (بغض النظر عن موقف الضباط والجنود الذين كانوا دائماً على استعداد للدفاع عن وطنهم وتقديم التضحيات) بل حماية امتيازات داخلية، وهو الأمر الذي ادى الى انخراطه في الصراع الداخلي، ثم تفتيته قبل أن يعاد تأسيسه وتوحيده على قوة الوفاق الوطني منذ العام 1990.
          هوية المؤسسة العسكرية الآن مورد صراع حقيقي بين الخيار الوطني العروبي والخيار الحيادي ـ الأطلسي، وكذلك هوية مختلف مؤسسات الدولة ووظيفتها ودورها الداخلي.
          الصراع يدور الآن بدفع خارجي وتحت تهديد القرار الدولي 1559 لأجل إنجاز انقلاب شامل في الخيارات والثوابت، وأحدها دور المقاومة في حماية الوطن ومساندة الجيش تحت راية الخيار الاستراتيجي للدولة.
          مشروع الانقلاب هذا حمل غطاءً محلياً باسم التحركات الشعبية المعارضة ليقول إن الشعب اللبناني يريد "كنس" المرحلة السابقة بسلبياتها وإيجابياتها، بتفاصيلها السيئة التي أساءت الى الجميع واستفاد منها كثيرون، وبخياراتها الاستراتيجية الهامة والايجابية، كان الاستفزاز اليومي لمشاعر الأغلبية الصامتة من قبل بعض متطرفي المعارضة (خصوصاً جماعة 17أيار) حافزاً للأكثرية الصامتة أن تنزل الى ساحة رياض الصلح يوم الثلاثاء/ 8 آذار، لتعلن أنها واعية لسلبيات تفاصيل المرحلة السابقة، والدفاع عن الخيارات الاستراتيجية الكبرى. كان الشعب بملايينه الاثنين (2 مليون) حسب بعض التقديرات الجادة (مع حساب من شارك ورجع ومن لم يستطع الوصول وبقي عالقاً على الطرقات) أو بالمليون ونصف مليون (من أصل 3 ملايين لبناني) أو بمئات الألوف حسب الوصف التخفيفي الذي لجأ اليه البعض، أكثر وعياً من كثير من مثقفي الجدلية التاريخية اليمينية واليسارية، وأكثر حرصاً برغم دفعهم ثمن سلبيات المرحلة على المكتسبات الوطنية الكبرى.
          كان خطاب الرئيس بشار الأسد وقرارات المجلس الأعلى اللبناني السوري حول الانسحاب العسكري السوري حاسمة في نزع الالتباس بأن التظاهر هو لمجرد الدفاع عن وجود عسكري سوري، ولإظهار ان الوجود العربي في لبنان هو خيار شعبي ديمقراطي حر لا يتراجع بانسحاب عسكري، ولا يتغير بانقلاب دولي. لقد صوّت اللبنانيون في 8 آذار على خياراتهم الاستراتيجية، فقالوا بالملايين لا للقرار الفتنة 1559، لا للتدخل الأجنبي لا لبوش: ديمقراطياً.

          حسين رحال

          --------------------------------------------------------------------------------

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
          ردود 2
          12 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          يعمل...
          X