الموضوع : سرية أسامة بن زيد و إبطال خلافة أبي بكر و عمر ( ١٢ )
المطلب الرابع : مطاعن أبي بكر و عمر في قضية سرية أسامة بن زيد :
الطعن الثالث : بيان مفضولية أبي بكر و عمر من أدنى الصحابة و هو أسامة بن زيد :
ثانيا : بيان وجوب تقديم الأفضل كتابا :
١ - المصدر القرآن الكريم سورة البقرة آية ( ٣٠ ) وَ ( ٣١ ) وَ ( ٣٢ ) وَ ( ٣٣ ) :
قال تعالى : ( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) ( و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ) ( قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ) ( قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات و الأرض و أعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون ) .

أقول : ( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) و هو آدم عليه السلام ( قالوا ) أي : الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ) أي : نحن أحق بالخلافة منهم لأننا لا نعصِ و هم يعصون و لا نُفسد و هم يُفسدون فحينئذ يُستظهر من الآية المباركة أن الملائكة يعتقدون أن الأفضل يجب أن يُقدم على المفضول ( قال إني أعلم ما لا تعلمون ) ( و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ) في دعواكم أنكم أفضل من آدم عليه السلام ( قالوا ) أي : الملائكة ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ) أي أنهم أقروا بجهلهم ( قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات و الأرض و أعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون ) أي أنه تعالى أقر الملائكة على أن الأفضل يجب أن يُقدم على المفضول و لكن بين لهم أن آدم عليه السلام هو الأفضل لأنه أعلم .
٢ - المصدر القرآن الكريم سورة البقرة آية ( ٦١ ) :
قال تعالى : ( و إذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادعُ لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها و قثائها و فومها و عدسها و بصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم و ضُربت عليهم الذلة و المسكنة و باؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله و يقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون ) .

أقول : ( و إذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد ) و هو المن و السلوى ( فادعُ لنا ربك ) أي : سل لنا ربك ( يخرج لنا مما تنبت الأرض ) أي : مما تخرج الأرض ( من بقلها و قثائها و فومها و عدسها و بصلها قال ) موسى عليه السلام ( أتستبدلون الذي هو أدنى ) أي : المفضول ( بالذي هو خير ) أي : الأفضل و هو استفهام إنكاري للتوبيخ ( اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم و ضُربت عليهم الذلة و المسكنة و باؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله و يقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون ) .
المصدر تفسير السمرقندي ج١ ص١٢٣ تفسير قوله تعالى : ( قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) يقول :
..... يعني : أتستبدلون الرديء من الطعام بالذي هو خير أي بالشريف الأعلى و يُقال : معناه : تسألوني الدنيء من الطعام و قد أعطاكم الله الشريف منه و هو المن و السلوى و يُقال : أتختارون الدنيء الخسيس و هو الثوم و البصل على الذي هو أعلى و أشرف و هو المن و السلوى .....

المصدر تفسير القرآن الحكيم للشيخ محمد عبده ج١ ص١١١ تحت عنوان : ( الأصول و القواعد الشرعية العامة في سورة البقرة ) يقول :
..... القاعدة الرابعة : قوله تعالى في مقام الإنكار على بني إسرائيل : ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) صريح في وجوب ترجيح الأعلى على الأدنى .....

٣ - المصدر القرآن الكريم سورة يوسف آية ( ٥٤ ) وَ ( ٥٥ ) وَ ( ٥٦ ) :
قال تعالى : ( و قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين ) ( قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) ( و كذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء و لا نضيع أجر المحسنين ) .

أقول : ( و قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي ) أي : أجعله خالصا لنفسي ( فلما كلمه ) و رأى منه الرشد و الأمانة ( قال إنك اليوم لدينا مكين ) أي : ذو مكانة و منزلة ( أمين ) أي : مؤتمن على كل شيء ( قال اجعلني على خزائن الأرض ) أي : ولني أمرها ( إني حفيظ ) أي : أحفظ ما تستحفظنيه ( عليم ) أي : عالم بوجوه التصرف و هو إقرار أن الحفيظ العليم و هو الأفضل يُقدم على من ليس بحفيظ عليم و هو المفضول ( و كذلك مكنا ليوسف في الأرض ) أي : أرض مصر ( يتبوأ منها حيث يشاء ) أي : ينزل من بلادها حيث يهوى ( نصيب برحمتنا من نشاء و لا نضيع أجر المُحسنين ) .
٤ - المصدر القرآن الكريم سورة القصص آية ( ٢٦ ) :
قال تعالى : ( قالت إحداهما يا أبتِ استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) .

أقول : ( قالت إحداهما ) أي : إحدى ابنتيه ( يا أبتِ ) و هو شُعيب عليه السلام ( استأجره إن خير من استأجرت القوي ) أي : من قوي على العمل ( الأمين ) أي : من أدى الأمانة و هو إقرار أن القوي الأمين و هو الأفضل يُقدم على من ليس بقوي أمين و هو المفضول .
٥ - المصدر القرآن الكريم سورة القصص آية ( ٦٠ ) :
قال تعالى : ( و ما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا و زينتها و ما عند الله خير و أبقى أفلا تعقلون ) .
أقول : ( و ما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا و زينتها ) أي : تتمتعون و تتزينون به مدة حياتكم المُنقضية ( و ما عند الله خير و أبقى ) لأنه لذة خالصة و نعمة باقية ( أفلا تعقلون ) أي : فتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟ و هو استفهام إنكاري للتوبيخ .
النتيجة : إذن يُستظهر من القرآن الكريم أن الأفضل يجب أن يُقدم على المفضول .
المطلب الرابع : مطاعن أبي بكر و عمر في قضية سرية أسامة بن زيد :
الطعن الثالث : بيان مفضولية أبي بكر و عمر من أدنى الصحابة و هو أسامة بن زيد :
ثانيا : بيان وجوب تقديم الأفضل كتابا :
١ - المصدر القرآن الكريم سورة البقرة آية ( ٣٠ ) وَ ( ٣١ ) وَ ( ٣٢ ) وَ ( ٣٣ ) :
قال تعالى : ( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) ( و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ) ( قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ) ( قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات و الأرض و أعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون ) .
أقول : ( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) و هو آدم عليه السلام ( قالوا ) أي : الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ) أي : نحن أحق بالخلافة منهم لأننا لا نعصِ و هم يعصون و لا نُفسد و هم يُفسدون فحينئذ يُستظهر من الآية المباركة أن الملائكة يعتقدون أن الأفضل يجب أن يُقدم على المفضول ( قال إني أعلم ما لا تعلمون ) ( و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ) في دعواكم أنكم أفضل من آدم عليه السلام ( قالوا ) أي : الملائكة ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ) أي أنهم أقروا بجهلهم ( قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات و الأرض و أعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون ) أي أنه تعالى أقر الملائكة على أن الأفضل يجب أن يُقدم على المفضول و لكن بين لهم أن آدم عليه السلام هو الأفضل لأنه أعلم .
٢ - المصدر القرآن الكريم سورة البقرة آية ( ٦١ ) :
قال تعالى : ( و إذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادعُ لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها و قثائها و فومها و عدسها و بصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم و ضُربت عليهم الذلة و المسكنة و باؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله و يقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون ) .
أقول : ( و إذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد ) و هو المن و السلوى ( فادعُ لنا ربك ) أي : سل لنا ربك ( يخرج لنا مما تنبت الأرض ) أي : مما تخرج الأرض ( من بقلها و قثائها و فومها و عدسها و بصلها قال ) موسى عليه السلام ( أتستبدلون الذي هو أدنى ) أي : المفضول ( بالذي هو خير ) أي : الأفضل و هو استفهام إنكاري للتوبيخ ( اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم و ضُربت عليهم الذلة و المسكنة و باؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله و يقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون ) .
المصدر تفسير السمرقندي ج١ ص١٢٣ تفسير قوله تعالى : ( قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) يقول :
..... يعني : أتستبدلون الرديء من الطعام بالذي هو خير أي بالشريف الأعلى و يُقال : معناه : تسألوني الدنيء من الطعام و قد أعطاكم الله الشريف منه و هو المن و السلوى و يُقال : أتختارون الدنيء الخسيس و هو الثوم و البصل على الذي هو أعلى و أشرف و هو المن و السلوى .....
المصدر تفسير القرآن الحكيم للشيخ محمد عبده ج١ ص١١١ تحت عنوان : ( الأصول و القواعد الشرعية العامة في سورة البقرة ) يقول :
..... القاعدة الرابعة : قوله تعالى في مقام الإنكار على بني إسرائيل : ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) صريح في وجوب ترجيح الأعلى على الأدنى .....
٣ - المصدر القرآن الكريم سورة يوسف آية ( ٥٤ ) وَ ( ٥٥ ) وَ ( ٥٦ ) :
قال تعالى : ( و قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين ) ( قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) ( و كذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء و لا نضيع أجر المحسنين ) .
أقول : ( و قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي ) أي : أجعله خالصا لنفسي ( فلما كلمه ) و رأى منه الرشد و الأمانة ( قال إنك اليوم لدينا مكين ) أي : ذو مكانة و منزلة ( أمين ) أي : مؤتمن على كل شيء ( قال اجعلني على خزائن الأرض ) أي : ولني أمرها ( إني حفيظ ) أي : أحفظ ما تستحفظنيه ( عليم ) أي : عالم بوجوه التصرف و هو إقرار أن الحفيظ العليم و هو الأفضل يُقدم على من ليس بحفيظ عليم و هو المفضول ( و كذلك مكنا ليوسف في الأرض ) أي : أرض مصر ( يتبوأ منها حيث يشاء ) أي : ينزل من بلادها حيث يهوى ( نصيب برحمتنا من نشاء و لا نضيع أجر المُحسنين ) .
٤ - المصدر القرآن الكريم سورة القصص آية ( ٢٦ ) :
قال تعالى : ( قالت إحداهما يا أبتِ استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) .
أقول : ( قالت إحداهما ) أي : إحدى ابنتيه ( يا أبتِ ) و هو شُعيب عليه السلام ( استأجره إن خير من استأجرت القوي ) أي : من قوي على العمل ( الأمين ) أي : من أدى الأمانة و هو إقرار أن القوي الأمين و هو الأفضل يُقدم على من ليس بقوي أمين و هو المفضول .
٥ - المصدر القرآن الكريم سورة القصص آية ( ٦٠ ) :
قال تعالى : ( و ما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا و زينتها و ما عند الله خير و أبقى أفلا تعقلون ) .
أقول : ( و ما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا و زينتها ) أي : تتمتعون و تتزينون به مدة حياتكم المُنقضية ( و ما عند الله خير و أبقى ) لأنه لذة خالصة و نعمة باقية ( أفلا تعقلون ) أي : فتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟ و هو استفهام إنكاري للتوبيخ .
النتيجة : إذن يُستظهر من القرآن الكريم أن الأفضل يجب أن يُقدم على المفضول .
تعليق