تويت
السيد السيستاني.. السيد المظلوم
الأستاذ عماد العبدالله * - 10 / 3 / 2005م - 6:27 م
برز السيد السيستاني -حفظه الله وحرسه بعينه التي لا تنام- في العراق والعالم بأجمع كرجل صلب قوي الشكيمة قادر على تولي مهام القيادة الدينية والسياسية دون أن تؤثر فيه الضغوط والمغريات. وقد حاول المسئولون الأمريكان أكثر من مرة مقابلته لإضفاء الشرعية على أفعالهم وجرائمهم ومحاولة استمالته لجانبهم فلم يتمكنوا بالرغم أن هيئات إسلامية وأفراداً غير السيد مستعدون لتقبيل تراب نعال الأجنبي للتقوي به وفرض السيطرة على مجريات الأحداث. لقد فات أولئك أن هذا الرجل وسائر علماء آل بيت محمد ليسوا من أهل الدنيا والتاريخ يشهد على عزوفهم عنها وزهدهم فيها.
مما يؤلم أن بعضاً ممن يُحسب على السيد- مستغلاً حصوله على وكالة وما شابه- يدلي بتصريحات توحي بأنها تعكس آراء السيد السيستاني وهي في الواقع تعكس توجهاته وهواه ولا يبذل جهداً للتوضيح أنها وجهة نظره لا وجهة نظر السيد مما يتسبب في فهم خاطئ لدى بعض العامة لفكر السيد ويعطي انطباعاً بأن السيد قد لا يختلف عن البقية ممن باعوا دينهم تحقيقاً للمكاسب الآنية. ولم تتوقف هذه الممارسات سواء من مريدي السيد سذاجةً وجهلاً أو من أعدائه عمداً لهز صورته وإضعاف موقفه ودوره التوحيدي بين التيارات الشيعية المختلفة.
إلا أن القاصمة أتت مؤخراً بالدعوة لمنح السيد علي السيستاني جائزة نوبل للسلام وهي المعروفة بتحيز اللجنة القائمة عليها وتأثرها إلى أقصى حد بالسياسة والمصالح الأمريكية. وإذا علمنا أن الجائزة منحت لصهاينة تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء وأن عدة من الكفاءات رفضت تسلم الجائزة احتجاجاً على خلل المعايير التي تمنح الجائزة على أساسها والمحابية للظروف السياسية, فإن التفكير في اقتران اسم السيد بجائزة نوبل سيكون إهانة لسماحة السيد ولمقام المرجعية الإلهي المقدس الذي هو فوق نوبل وجائزته. ولنا أن نتخيل كيف يتسلم زعيم الحوزة العلمية جائزته من حليق الوجه وعلو التصفيق الحاد في قاعة الحفل لأخذ فكرة عن حجم الإهانة التي ستلحق بمقام المرجعية والتشيع بصفة عامة. وحتى لو أن مبعوثاً هو من سيتوجه لتسلم الجائزة فإن العبرة تبقى في دلالة هذا الفعل.
إن قيام الإخوة بحملة للدعوة لترشيح سماحة السيد لنيل جائزة نوبل عبر الإنترنت ورسائل الجوال ظناً منهم أنهم يعبرون عن حبهم وولائهم له بهذه الطريقة لا يكون إلا من تكالبٍ على الدنيا والألقاب حتى يحسب الناس أن سماحة السيد هو كأي فرد منهم تهمه هذه التنميقات أو من قلة الفطنة والتدبير وعدم التفكر في عواقب مثل هذا التصرف السياسية أو من جهل بمقام سماحة السيد و ما تمثله المرجعية من قدسية ونيابة لصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه وكل هذه التأويلات تشير بوجه أو بآخر لخطورة الحوادث السياسية الأخيرة في المنطقة والتراكمات الاجتماعية وأثرها على نمط التفكير الشيعي.
أرجو أن نتفكر في تحركاتنا في هذا الزمان بروية وندرسها قبل الإقدام عليها ولا نجعل الحماس يأخذنا فتسيطر علينا عواطفنا وتحزباتنا فتعمينا عن النتائج العكسية فكل شيء مرصود ومسجل ويكفي ما لحق بالسيد السيستاني من أذية تسببنا بها له أكثر ربما مما فعل أعداء التشيع والإنسانية.
الأستاذ عماد العبدالله * - 10 / 3 / 2005م - 6:27 م
برز السيد السيستاني -حفظه الله وحرسه بعينه التي لا تنام- في العراق والعالم بأجمع كرجل صلب قوي الشكيمة قادر على تولي مهام القيادة الدينية والسياسية دون أن تؤثر فيه الضغوط والمغريات. وقد حاول المسئولون الأمريكان أكثر من مرة مقابلته لإضفاء الشرعية على أفعالهم وجرائمهم ومحاولة استمالته لجانبهم فلم يتمكنوا بالرغم أن هيئات إسلامية وأفراداً غير السيد مستعدون لتقبيل تراب نعال الأجنبي للتقوي به وفرض السيطرة على مجريات الأحداث. لقد فات أولئك أن هذا الرجل وسائر علماء آل بيت محمد ليسوا من أهل الدنيا والتاريخ يشهد على عزوفهم عنها وزهدهم فيها.
مما يؤلم أن بعضاً ممن يُحسب على السيد- مستغلاً حصوله على وكالة وما شابه- يدلي بتصريحات توحي بأنها تعكس آراء السيد السيستاني وهي في الواقع تعكس توجهاته وهواه ولا يبذل جهداً للتوضيح أنها وجهة نظره لا وجهة نظر السيد مما يتسبب في فهم خاطئ لدى بعض العامة لفكر السيد ويعطي انطباعاً بأن السيد قد لا يختلف عن البقية ممن باعوا دينهم تحقيقاً للمكاسب الآنية. ولم تتوقف هذه الممارسات سواء من مريدي السيد سذاجةً وجهلاً أو من أعدائه عمداً لهز صورته وإضعاف موقفه ودوره التوحيدي بين التيارات الشيعية المختلفة.
إلا أن القاصمة أتت مؤخراً بالدعوة لمنح السيد علي السيستاني جائزة نوبل للسلام وهي المعروفة بتحيز اللجنة القائمة عليها وتأثرها إلى أقصى حد بالسياسة والمصالح الأمريكية. وإذا علمنا أن الجائزة منحت لصهاينة تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء وأن عدة من الكفاءات رفضت تسلم الجائزة احتجاجاً على خلل المعايير التي تمنح الجائزة على أساسها والمحابية للظروف السياسية, فإن التفكير في اقتران اسم السيد بجائزة نوبل سيكون إهانة لسماحة السيد ولمقام المرجعية الإلهي المقدس الذي هو فوق نوبل وجائزته. ولنا أن نتخيل كيف يتسلم زعيم الحوزة العلمية جائزته من حليق الوجه وعلو التصفيق الحاد في قاعة الحفل لأخذ فكرة عن حجم الإهانة التي ستلحق بمقام المرجعية والتشيع بصفة عامة. وحتى لو أن مبعوثاً هو من سيتوجه لتسلم الجائزة فإن العبرة تبقى في دلالة هذا الفعل.
إن قيام الإخوة بحملة للدعوة لترشيح سماحة السيد لنيل جائزة نوبل عبر الإنترنت ورسائل الجوال ظناً منهم أنهم يعبرون عن حبهم وولائهم له بهذه الطريقة لا يكون إلا من تكالبٍ على الدنيا والألقاب حتى يحسب الناس أن سماحة السيد هو كأي فرد منهم تهمه هذه التنميقات أو من قلة الفطنة والتدبير وعدم التفكر في عواقب مثل هذا التصرف السياسية أو من جهل بمقام سماحة السيد و ما تمثله المرجعية من قدسية ونيابة لصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه وكل هذه التأويلات تشير بوجه أو بآخر لخطورة الحوادث السياسية الأخيرة في المنطقة والتراكمات الاجتماعية وأثرها على نمط التفكير الشيعي.
أرجو أن نتفكر في تحركاتنا في هذا الزمان بروية وندرسها قبل الإقدام عليها ولا نجعل الحماس يأخذنا فتسيطر علينا عواطفنا وتحزباتنا فتعمينا عن النتائج العكسية فكل شيء مرصود ومسجل ويكفي ما لحق بالسيد السيستاني من أذية تسببنا بها له أكثر ربما مما فعل أعداء التشيع والإنسانية.
تعليق