اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ،
قراءات من الديباج
الديباج
عهد إلينا أبينا أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب صلوات الله عليه الكثير من عظيم إرث الأدب وعلوم التربية الأخلاقية التي تتناسب ومنسوب عهدنا الحديث ، بحيث اتفقت الأمم بمختلف الأديان على جميل وعظيم تفكير الإمام المرتضى عليه السلام وكيفية إرساءه لدعائم كونية راقية منسوبها من حكمة ويقين بمعنى الإنسانية وحقائقها مستمدة من روح الفرقان العظيم وسموه ، فكان ذلك مناسباً لمختلف النواحي على نطاقٍ ضيق كالأسرة أو على نطاقٍ أوسع حتى محيط الدائرة الكونية الشاملة لباقي المخلوقات شتى.
هذه الكيفية أتت من إرساء دعاءم شتى في تنمية الفكر بالأدب الذي يأتي من بواعث ومناهل العلم وثماره ، ومن هنا فإنني لسوف أستودع لكم شتلة من خطب الأمير عليه السلام كخطبة الديباج التي تجولت في أخلاج خاطري بجميل معانيها وعمق مفاهيمها ، فهي جمعت ما بين أركان الدين وعمالة اليقين وشقائق العقل الثمين ، ومن قراءاتي لهذه النعمة أجد أنها تجمع خلاصة نصائح تدخل في صميم حياة الفرد منا من حيث تثريب التجاهل معاني ومفاهيم كونية تأخذ مضمون التناسب مع منسوب حياتنا بمختلف أعمارها وأزمنتها وأوقاتها.
الديباج هي حقيقة البشرية في نظري ومضمون لتحديث أصولها وأنماطها المعيشية ، فهي تجمع بين شتى نواحي الحياة بمختلف أنماطها وأشكالها ، ومن الديباج رأيت وجهات نظر لا وجهة واحدة اقتصر حالها على معنى ومفهوم واحد ، إن البقية العظيمة أرست معاني جميلة مختصرة لها من المفهوم ما يفي دراسة دهرٍ وعظيم زمن ، والقلب العامر بحب هذه الرموز ليعي ويتفهم ويتألم ويترفع بها ، بل هي حتى كشبيه نبته أنبتها الزمن على صخرته (قلبه) (ومن الحجارة ما يتشقق فيخرج منه الماء).
فالقارئ الصبور والمتروي حين سماع أو قراءة الديباج يجد من الصعب جداً أن يتجاهل الارتباط المستمر ما بين جملة فيها وأختها فكأنهن مكمالت لحقيقة ضمن حقائق شتى ولنصيحة ضمن نصائح جمعت ما بين التكوين والمعرفة ، ورغم كونها كخطبة من وقتٍ وزمن إلا أن ما فيها ليرتبط إرتباطاً كلياً بكل زمان ومكان ، فالعمق البشري النقي يسمع ويتفهم ويعي ويقارن ما بين العميق والسطحي ، لأن الأدب الإسلامي تميز أساساً بعميق تكاونيه وجميل معانيه ورمزية مفاهيمه ، ومن هذا العمق ركنٌ ارتكن بقدرة الله في قلوب البشرية بتأسيسه نظاماً كونياً للتعايش أرسى حقائق عملية علمية تفينا حق الرجوع إليها ما بقينا وبقي الليل والنهار ، أي أنها تتناسب مع مختلف الأزمنة وتتفق مع مجمل العقول بمختلف توجهاتها وأنماطها ، والشمولية في هذا الاستدلال أن نهج البلاغة كان الكتاب الذي تبنته الأمم كمنهاج وتشريع للبشرية جمعاء ، كذلك أن الذين كانوا يتحدثوا بثقة ومحبة عن هذا الإرث منهم أدباءٌ كتابيون من مختلف الأزمنة اتفقوا على جميل هذه الهبة ورقي هذه المحبة التي أرست لديهم معنى لعمق ومركزية القناعة حين الكتابة ورحماك رب بعالمٍ ضاع في زمان الجهال ، فالعلم رحمة والرحمة هبة الله في أرضه تتلمسها القلوب وتترفع بها العقول فتنطق بمعاني لا مفهوم لها ولا فاهم إلا أهلها ، فكلنا مشتملٌ بالفطرة ودلالتي غاندي سأل كيف تعلمت أن تنتصر، أجاب تعلمت من الحسين (ع) كيف أكون مظلوماً لأنتصر ، وهي مقولة لتحتاج إلى منهاج في تفسيرها.
الفكر رحمة من أجل إرساء حرية من يقين يأتي تلاحقاً عن طريق علمٍ من أجل تعايش بحيث ينفر أي شائب معها كالماء الذي لا يتفق مع الزيت فكلما تغلل العلم في جوف النفوس تنافرت منها الشوائب كالسير مع ركب الفرقان وعلم الخيرة الأطهار ، فكلنا على مقدرة وحد فيه ما يكون جلباً إيجابياً ذو معنى وحياة من ركزٍ ثابت وعدلٍ قائم وفهمٍ شاهد وعلمٍ يجانبنا إلى صواب تحقيق صحيح الرغائب ، كما أن النفس فيها ما يعاب وفيها ما يشاب وفيها ما يحتاج الوقوف عليه لتجبيره وتكثيفه بحقيقة من علم ، لكل بشرٍ بحكم النفس الأمارة بالسوء لديه نسبة من جهلٍ تاتي من ترسبات الأزمنة وأغبرة (ثرائب) الروح ، كما أن للجهل أنواع وأبشعه عقيم الحس بروح الله ، وهذه حقيقة لا لمقدرة ثابتة أو متحركة! لتفادي نكرانها إلا ممن جهلها وتربع الجهل في جوفه ويبقى على حال ما عدا مما بدا كقرنٍ أعضب ، وسيدهم الصائب بالمكائد وصائد المصائب صاحب النار وصاحب الشرك والشرائك عزيز الجبرية الخائض بالفرق إلى قدد الطرائق إبليس المتلاعن عليه لعائن الله وكما ورد بالقاصعة.
سألوا الله اليقين فإنه رأس الدين ، فأدعوا اللهم إني أسألك اليقين (راجع الديباج).
هي حقيقة من جوف وصحيحٌ من خوض وجميلة شقائق الكون بشريٌ لا كاملٌ مكتملٌ أو كمال فيه ، فتحيتي وسلامي وأخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين.
الكاتب : نهج البلاغة
قراءات من الديباج
الديباج
عهد إلينا أبينا أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب صلوات الله عليه الكثير من عظيم إرث الأدب وعلوم التربية الأخلاقية التي تتناسب ومنسوب عهدنا الحديث ، بحيث اتفقت الأمم بمختلف الأديان على جميل وعظيم تفكير الإمام المرتضى عليه السلام وكيفية إرساءه لدعائم كونية راقية منسوبها من حكمة ويقين بمعنى الإنسانية وحقائقها مستمدة من روح الفرقان العظيم وسموه ، فكان ذلك مناسباً لمختلف النواحي على نطاقٍ ضيق كالأسرة أو على نطاقٍ أوسع حتى محيط الدائرة الكونية الشاملة لباقي المخلوقات شتى.
هذه الكيفية أتت من إرساء دعاءم شتى في تنمية الفكر بالأدب الذي يأتي من بواعث ومناهل العلم وثماره ، ومن هنا فإنني لسوف أستودع لكم شتلة من خطب الأمير عليه السلام كخطبة الديباج التي تجولت في أخلاج خاطري بجميل معانيها وعمق مفاهيمها ، فهي جمعت ما بين أركان الدين وعمالة اليقين وشقائق العقل الثمين ، ومن قراءاتي لهذه النعمة أجد أنها تجمع خلاصة نصائح تدخل في صميم حياة الفرد منا من حيث تثريب التجاهل معاني ومفاهيم كونية تأخذ مضمون التناسب مع منسوب حياتنا بمختلف أعمارها وأزمنتها وأوقاتها.
الديباج هي حقيقة البشرية في نظري ومضمون لتحديث أصولها وأنماطها المعيشية ، فهي تجمع بين شتى نواحي الحياة بمختلف أنماطها وأشكالها ، ومن الديباج رأيت وجهات نظر لا وجهة واحدة اقتصر حالها على معنى ومفهوم واحد ، إن البقية العظيمة أرست معاني جميلة مختصرة لها من المفهوم ما يفي دراسة دهرٍ وعظيم زمن ، والقلب العامر بحب هذه الرموز ليعي ويتفهم ويتألم ويترفع بها ، بل هي حتى كشبيه نبته أنبتها الزمن على صخرته (قلبه) (ومن الحجارة ما يتشقق فيخرج منه الماء).
فالقارئ الصبور والمتروي حين سماع أو قراءة الديباج يجد من الصعب جداً أن يتجاهل الارتباط المستمر ما بين جملة فيها وأختها فكأنهن مكمالت لحقيقة ضمن حقائق شتى ولنصيحة ضمن نصائح جمعت ما بين التكوين والمعرفة ، ورغم كونها كخطبة من وقتٍ وزمن إلا أن ما فيها ليرتبط إرتباطاً كلياً بكل زمان ومكان ، فالعمق البشري النقي يسمع ويتفهم ويعي ويقارن ما بين العميق والسطحي ، لأن الأدب الإسلامي تميز أساساً بعميق تكاونيه وجميل معانيه ورمزية مفاهيمه ، ومن هذا العمق ركنٌ ارتكن بقدرة الله في قلوب البشرية بتأسيسه نظاماً كونياً للتعايش أرسى حقائق عملية علمية تفينا حق الرجوع إليها ما بقينا وبقي الليل والنهار ، أي أنها تتناسب مع مختلف الأزمنة وتتفق مع مجمل العقول بمختلف توجهاتها وأنماطها ، والشمولية في هذا الاستدلال أن نهج البلاغة كان الكتاب الذي تبنته الأمم كمنهاج وتشريع للبشرية جمعاء ، كذلك أن الذين كانوا يتحدثوا بثقة ومحبة عن هذا الإرث منهم أدباءٌ كتابيون من مختلف الأزمنة اتفقوا على جميل هذه الهبة ورقي هذه المحبة التي أرست لديهم معنى لعمق ومركزية القناعة حين الكتابة ورحماك رب بعالمٍ ضاع في زمان الجهال ، فالعلم رحمة والرحمة هبة الله في أرضه تتلمسها القلوب وتترفع بها العقول فتنطق بمعاني لا مفهوم لها ولا فاهم إلا أهلها ، فكلنا مشتملٌ بالفطرة ودلالتي غاندي سأل كيف تعلمت أن تنتصر، أجاب تعلمت من الحسين (ع) كيف أكون مظلوماً لأنتصر ، وهي مقولة لتحتاج إلى منهاج في تفسيرها.
الفكر رحمة من أجل إرساء حرية من يقين يأتي تلاحقاً عن طريق علمٍ من أجل تعايش بحيث ينفر أي شائب معها كالماء الذي لا يتفق مع الزيت فكلما تغلل العلم في جوف النفوس تنافرت منها الشوائب كالسير مع ركب الفرقان وعلم الخيرة الأطهار ، فكلنا على مقدرة وحد فيه ما يكون جلباً إيجابياً ذو معنى وحياة من ركزٍ ثابت وعدلٍ قائم وفهمٍ شاهد وعلمٍ يجانبنا إلى صواب تحقيق صحيح الرغائب ، كما أن النفس فيها ما يعاب وفيها ما يشاب وفيها ما يحتاج الوقوف عليه لتجبيره وتكثيفه بحقيقة من علم ، لكل بشرٍ بحكم النفس الأمارة بالسوء لديه نسبة من جهلٍ تاتي من ترسبات الأزمنة وأغبرة (ثرائب) الروح ، كما أن للجهل أنواع وأبشعه عقيم الحس بروح الله ، وهذه حقيقة لا لمقدرة ثابتة أو متحركة! لتفادي نكرانها إلا ممن جهلها وتربع الجهل في جوفه ويبقى على حال ما عدا مما بدا كقرنٍ أعضب ، وسيدهم الصائب بالمكائد وصائد المصائب صاحب النار وصاحب الشرك والشرائك عزيز الجبرية الخائض بالفرق إلى قدد الطرائق إبليس المتلاعن عليه لعائن الله وكما ورد بالقاصعة.
سألوا الله اليقين فإنه رأس الدين ، فأدعوا اللهم إني أسألك اليقين (راجع الديباج).
هي حقيقة من جوف وصحيحٌ من خوض وجميلة شقائق الكون بشريٌ لا كاملٌ مكتملٌ أو كمال فيه ، فتحيتي وسلامي وأخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين.
الكاتب : نهج البلاغة