نعزي الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وولي الأمر في غيبته الإمام الخامنئي (مدّ ظلّه العالي) وعموم المؤمنين بذكرى رحيل خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وحفيده الإمام الحسن المجتبى عليه السلام على بعض الروايات في أواخر شهر صفر الحرام.
ذكر المؤرخون أنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم استدعى أحد مواليه في أواخر صفر وطلب منه مرافقته إلى البقيع قائلاً له: “إني قد أُمرت أن أستغفر لأهل البقيع فاخرج معي الليلة”، فخرجا في جوف الليل، وهناك سلّم على أهل القبور، وقال لغلامه: “إني قد أوتيت مفاتح خزائن الدنيا والخلد فيها ثمّ الجنّة، وخُيّرت بين ذلك ولقاء ربي والجنّة، فاخترت لقاء ربّي والجنّة”، قال له غلامه: بأبي أنت وأمّي فخذ مفاتح خزائن الدنيا والخلد فيها ثمّ الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “لا والله يا أبا مُوَيهبة، لقد اخترت لقاء ربّي”، ثمّ استغفر لـأهل البقيع ورجع.
بعد ساعات وفي حشد من الناس دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسجد برأس معصوب وطلعة نالت منها الحمّى، فجلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: “إنّ عبداً من عباد الله خيّره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله” ثمّ سكت والناس قد طأطأوا رؤوسهم، وتابع خطابه وفي باله صلى الله عليه وآله وسلم ما قد خطّط له لحرب الروم وجهّز له من جيش كبير بقيادة أسامة بن زيد البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً آمراً أصحابه وبقيّة المسلمين الانضواء تحت رايته لذا قال من منبر المسجد:
“أيها الناس، انفذوا جيش أسامة… ثم سكت ولهيب الحمّى يزداد اشتعالاً ثم قال:
تعليق