بسم الله الرحمن الرحيم...
اللهم صل على محمد و آله الطيبين الطاهرين...
هذه مجموعة نصائح للشباب المؤمن أضعها لكم من كتاب بعنوان "أخي" للسيد سامي خضرا الحسني حفظه الله أرجو أن تنال إعجابكم...
رُوي عن مولانا رسول الله (ص)
"ما من شاب يَدَعْ لله الدنيا ولَهـْوَها،
وأهرم شبابه في طاعة الله، إلا أعطاه
اللهُ أجرَ اثنين وسبعين صِديقاً "
اللبــــــاس
أخي الحبيب
تخيَّر لباسَكَ أن يكون فسفاضاً قدر الامكان، مقبولا ً في ألوانه، غير مُقلِّد فيه لمطرب أوممثِّلٍ مشهور بفسقه.. حَذَراً من أنْ تعقع بشبهة "لباس الشهرة".
واحرِص على أن تُخفي من جسدك ما هو متعارفٌ بين أهل الإتِّزان.. خاصةً صدرَك، فلا تفتحْ الأزرار العليا لقميصك، وإِنْ استطعت ألا تلبس "نصف كُـمْ" في الأماكن العامة أمام الناس وخاصةً النساء، فافعلْ أما الضيِّقُ من الثياب والمزركش والملوَّن...
فليس لك ولا يليق بك.
وكلَّما حرصت على هذه الأمور مراعياً للموازين الشرعية، كلَّما كنت أقرب إلى الله تعالى،أقرب إلى فطرتك، أقرب إِلى نفسك...
وسوف تشعر بحلاوة ذلك في قلبك إِنشاء الله... فهذه الأمور ومثيلاتُها، التي سوف تراها بعد قليل، تحسبها بسيطةً ولكنِّها
ــــــــــ
(1) لبس ما لا يليق من حيث شكله أو تفصيله.
هامة ٌ وخطيرة، وأول مَنْ سوف يشعر ببركاتها أنت، لتكون شاهداً على نفسك، وداعياً للآخرين.
قال ربُّنا جلَّ جلالُه (وتحسبونه هيِّناً وهو عند الله
عظيم)..
أيها الحبيب،
لا تنسىَ في ليلك ونهارك( إنَّ الله تعالى يُحبُّ الشاب التائب). فكن حبيب الله تعالى واذكرْ "أنَّ الله تعالى يباهي بالشاب العابد الملائكة، يقول: انظروا إلى عبدي، ترك شهوته من أجلي".
ـــــــــ
(1) سورة النور المباركة: الآية 15.
(2) ميزان الحكمة: الحديث 9090.
(3) ميزان الحكمة: الحديث 9092.
لباس البحر
أيها العزيز،
من حبِّي إياك وإِحتراماً لك... إِيَّاك أن تلبس لباس البحر المسمى "مايُّوه" فهو مؤثرٌ جداً على شخصيَّتك وتجروئك، وهو مظهرٌ فاقعٌ من مظاهر الوقاحة الاجتماعية.
ولعلَّني مضطرٌ إلى الاشارة كيف يكون شكلك عندها؟... بل رُبـَّما شرحُ ذلك فيه حرجٌ، فكيف بلبسه؟
قطعة ٌ صغيرة ٌ ضيِّقة، لاصقةٌ بالجسم، تُفصِّل كلَّ ما تحتها!!!
تظهر بها أمام الناس قياماً وجلوساً وحركاتٍ، وهم يرنك وتراهم!!!
وماذا نفعل بقول مولانا الصادق عليه السلام:
"لا إيمان لمن لا حياء له".
وإذا كان الحياءُ يتفرَّعُ عنه: المراقبةُ لله في السر والعـلانية،
ـــــــــــ
(1) ميزان الحكمة: الحديث 4570.
واجتنابُ الشر، والرحمة، والتسامح... فَبِتَرْك الحياء تتفرَّعُ الأخلاقُ السَّيئة، والأعمالُ المذمومة فطوبى لِمَنْ قَبِلَ نصيحةَ الله وخاف فضيحته.
فيا حبيبي:
إِذا أردت السباحة، وهذا شيءٌ جيد، فبعد أن تنوي القربةَ إلى الله تعالى، وإِحياء سُنَّة رسوله( ص)، وإِعدادَ العُدَّة والقُوَّة لمحاربة الأعداء... البسْ ما يسر بين الصُرَّة والركبة علَى الأقل، وما لا يوضِّحُ ما تحته، وحاولْ قدرَ الإمكان أن لا يكون ذلك بين النساء، وإِلا فلا بد عندها من إِجراءات إِضافية..
ولعلَّ التطرق إِلى ذلك نتركه لموضعٍ آخر.
"الشورت" في الشوارع!!!
أيها الحبيب،
أفردتُ لما يسمَّى "بالشورت" عنواناً مستقلا ً بعد أن أصبح من الكوارث الأخلاقية التي عُرفت في السنوات الأخيرة، إِذ يُلْبَسُ الشورت" في الأماكن العامة والساحات والشوراع وعند التردد إِلى الأسواق والأصحاب!!!
ولم يكن هذا إِلا عندما قلَّدنا أهلَ مِلَّةِ الكفر في ذلك، فحرصنا على هذا اللباس المسخ، أكثر من حرصنا على أدبِ وسُنَّةِ رسول الله (ص).
وينتشر هذا اللباس كثيراً في فصل الصيف فترى الشباب على الشرفات، وعلى الأرصفة، والدراجات الهوائية يلبسونه وهم مفتخرون بتقليد الساقطين من المخنَّثين!!!
ويشتدُّ التأسُّفُ عندما ترى ابن الأربعين وابن الخمسين يلبس الشورت "ويتصابى" به في الشوارع أمام الناس خاصةً إذا ما أُرفق "ببروتيل" أو قميص يكشف عن صدره الفاتن!!!
ويبقى لك أن تُقدِّر وتُحلَّل طبيعةَ شخصيته، وكيف يُسيء إِلى
نفسه!!!
و" من لم يستح من الناس، لم يستح من الله سبحانه".
" خير شبابكم مَنْ تشبَّه بكهولكم وشرُّ كهولكم مَنْ تَشبَّه
بشبابكم"و" والمشيب رسول الموت"
ــــــــ
(1) ميزان الحكمة: الحديث 4581.
(2) ميزان الحكمة: الحديث 9078.
(3) ميزان الحكمة: الحديث 9912.
الشَّعْرُ واللِّحية
لا عليك، أيها الحبيب، إِذا أردت أن تُطيلَ شعرَكَ أو تُقصِّرَه،
مع مراعاة ترتيبه وتنظيفه كما هي السُّنَّة الشريفة...، فهذا متروكٌ
لك، وإن كان التقصير أفضل.
إِنَّما الذي أقوله لك، بارك الله بك، ألاّ تقصَّ شعرَك مُقَلِّداً أهلَ
الفسق في قصِّ بعضه وتركِ الآخر، فيما يُسمَّى Marines أو Punky.
حيث نهى أميرُ المؤمنين عليٌ عليه السلام عن هذا النوع من الحلاقة أي أخذ بعضِ الشعر وترك بعضه الآخر..
وجاء قومٌ النَّبيَّ ليدعوَ لصبيِّهم، وكان قد حُلق له على الطريقة المتقدمة... فأبى (ص) أن يدعو له، وأمر بحلق رأسه.
ومن الغريب ما يحصل في هذه الأيام من أنَّ بعض المؤمنين
يقصُّون شعر أولادهم بهذه الطريقة!!!
وعليك ألا تُطيلَ شعرك إِلى الحدِّ الذي يُظنُّ أنَّك أمرأةٌ، كأنْ
ـــــــــــ
(1) راجع"آداب السلوك" للمؤلف، الصفحة 66-67.
يصلَ إِلى كتفيك مثلا ً، وهذا أصبح معروفاً ويزداد إِنتشاراً...
وأنت تعرف سلوك أصحاب هذه الشعور، ومَنْ هم!!! ويكفيك أن
تنظر إِلى مشيتهم والتفاتهم!!! نعوذ بالله تعالى من مُعضلاَّت
الفتن ما ظهر منها وما بطن فيظهرون إِما بشكل رجل مخنَّث أو امرأة مسترجلة، خاصة مع ربط شعورهم من الخلف!!!
ومن السُّنة المطهَّرة أيها الحبيب، أن يكون لك لحيةٌ كريمة وهي من "سمت الصالحين" تُذكِرُّ بالأولياء والأخيار.
واللحية معروفةٌ ليس فقط في أوساط المؤمنين وأتباع الأنبياء بل
وعند كل شعوب العالم وفي الأزمنة المختلفة حيث تُشير إِلى الوقار والهيبة... كانت وما زالت... فترى حتى في بلاد الغرب وعند فلاسفتهم وأساتذتهم ومفكريهم وشخصيَّاتهم عامة، أنَّهم يتركون لحيتهم بشكل طبيعي ولا من معارض...
أما نحن وللأسف الشديد، ونتيجةً لِقلَّة الثقة بالنفس نُحاربُها في شبابنا وأبنائنا، كأنها تُشير إِلى أمرٍ ما، أو تُحذِّرُ من شيءٍ ما !!!
فالكثير من أفراد مجتمعنا يرتضيها مع مَنْ يتعامل معهم من أهل الغرب، ويرفضها عند أبناء ملَّته!!!
ولن نطيل أكثر من ذلك، حسبُنا أنها سُنَّة الأولياء وأتباع
الأنبياء.
فلا ترضى لنفسك إِلا أن تكون لك لحيةٌ تُشير بك إِلى" سمت
الصالحين" فهي مظهر من مظاهر أهل الخير والطاعة.
أماكن اللَّهو
يا أيُّها الحبيب،
احذَرْ من التردد إِلى أماكن اللهو والأماكن المشبوهة التي فيها الآلآت التقليدية المعروفة أو الآلآت الألكترونية الحديثة... وكثير منها من آلات القمار...
وأيّاً تكن شرعيَّتُها والأحكامُ فيها، فلا شك أنَّها:
1- مُنْطلقٌ هامٌ لتعلُّم المخدِّرات... والفواحش (كالزنا واللواط،
نعوذ بالله تعالى)
2- ويتعلَّم فيها الشبابُ الفاحشة والشتائم.
3- تُضيِّعُ أوقاتَ الفتيان وتُهْدِرُ زهرةَ عمرهم وعافيتهم
ومرحلة شبابهم وعطائهم...
4- يتعوَّذ فيها الأولادُ واليافعون على هدرِ الأوقات والبطالة والعبث و"قتل الوقت"( وما مضى منه لا يعود) والغضب والعصبيَّة...
5- تجعلُ صحبَها متهاوناً في عباداته خاصةً أوقاتَ صلواتهِ
وهذا يؤثِّر على قساوةِ قلبه.
6- تَصْرِفُهُ عن دراسته ومطالعته وتحصيله لعلومه الشرعية
والاسلامية أكنَ تلميذاً جامعياً أو مهنياً أو صاحب مصلحة.
7- تجعلة يهدر أمواله في ما لا ينفع.
8- تُغريه بالترد إِلى أماكن الفساد ولعب القمار...
وهذا غيضٌ من فيض...
9- أُجلُّك الادِّعاؤ بأنَّ هذه الأمكان تُسلِّى وتُرفِّه... لأنَّها في
الحقيقة:
1- تُوَتِّرُ وتحثنُ النفوس
2- تورث المشاكل والمتاعبَ بعد الذي رأيتَ آنفاً... فضلا ً عن مشاكلها الاجتماعية والمادية...
والترفيه الحقيقي لا كيون بما يُخالفُ الفطرة وشرعَ الله تعالى،
بل الذي يُناسبهما، والذي يكون أقرب للطبيعة والماء والخُضْرة وما
يناسب النفس البشرية.
ولا تعتقد أنَّك إِذا لم تتردد إِلى هذه الأماكن فستقف دورةُ الحاية!!!
ويجري الكثر مما تكلَّمنا في "لعب الورق" وأشبهه خاصةً مع الاستغراق به.
وماذا تركت لمطالعتك، وثقافتك، وعبادتك، وقضاء فاتك، وقراءتك للقرآن، ومتابعة أخبار المسلمين، وقضاء حوائجهم، وزياة الأقارب والأصحاب، وصلة الرحم، والاستفادة من بركة الآباء والأمَّهات، والأجداد والجدَّات، ونُصْحِ المسلمين، وحمل همومهم، والترددِ إِلى القرى، والقيام بالمناسبات الاجتماعية؟...
التلفونات
أيُّها الحبيب،
حاذر من طوال الأحاديث غير النافعة من خلال التلفونات، لأنَّ كثرة الكلام تورث الكلام كثرة الأخطاء المؤدِّية إِلى الهلاك... خاصة عندما انتشرت التلفونات النقَّلة التي تُغري صاحبها في الإِتصال والتخابر أمام الناس، فعليك أن تقتصر على الالزمن الذي يُسيِّر أمورَ الحياة .. وتترك مَنْ يريد هدر الوقت وضياع العمر من الشباب والشابات الذين هم بحاجة "لحمان منك وشفقة" أكثر مما يحتاجون للتعرُّف عليك" والتسلِّي" بالسخافات.
فتنة النظر
وهي من أسهل الفتن ممارسة.. وأفتكها، وهي الباب، نعوذ بالله
تعالى، لمنكرات أعظم، فلا بُدَّ من وَأْدِ الفتنة من أساسها حتى لا تكون سبباً للكبائر نجَّانا الله منها، وفي الحديث عن الله تعالى.
"النظرة سهم مسموم من سهام إِبليس، مَنْ تركها من
مخافتي أبدلتُهُ إِيماناً يجد حلاوته في قلبه".
فاذكرْ أيُّها العزيز إِطلاعَ ربِّكَ تعالى على سرِّك فهو الذي(يعلم
خائنة الأعين وما تُخفي الصدور).
ولو لم يكن الموضوع خطيراً ومؤثراً على عاجِلِك وآجِلِكَ، لما أنزل الله سبحانه ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم... وقل للمؤمنات يغضُضن من أبصارهن..).
وهناك بركات وكرامات لِمَنْ ذكر الله في نفسه وهابه في
ـــــــــ
(1) ميزان الحكمة، الحديث 19985.
(2) سورة المؤمنين المباركة، الآية 19.
(3) سورة النور المباركة، الآية 30.
المرابطة والجهاد
يا أيها العزيز،
كن حريصاً دوماً على المرابطة في سبيل الله تعالى، ولو لأيَّام
قليلة، على ثغور المسلمين، فمحروم حقاً مَنْ حُرم هذا الشرف العظيم...
لأنَّ" رباط يومٍ في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها" "وصلاة المرابط تعدل خمسمائة صلاة".
ووطن نفسَكَ على الجهاد في سبيل الله الذي بيده الأمر والخلق والنصر... ولو بنيّتك بحديث نفسك وإِلا، فعليك أن تراجع إِيمانَك"فمن مات ولم يغز، ولم يُحدِّث به نفسه، مات على شعبة ٍ من نفاق".
وثابرْ على الترحيض على الجهاد، فلن يخلو زمانٌ إِلا وفيه جهاد لله تعالى، فأنت صاحب حق ورسالة، والأعداء كُثُر، ولات تصونُ دينك ونهجك إِلا بقوَّة جاهزة، وإِستعداد حاضر...
ـــــــــ
(1) ميزان الحكمة، الحديث 2712.
(2) ميزان الحكمة، الحديث2715.
(3) ميزان الحكمة، الحديث 2669.
قال الله تعالى
(يا أيها النَّبيُّ حرِّضْ المؤمنين على القتال...)
يا أيها العزيز،
لا تُضِللْكَ العناوين" الإنسانية والحضارية" التي يُطلقها الكفار لتقييدك أو إِعاقتك... فإذا سنحت لهم الفرصة رفضوا كلّ هذه الشعارات، وهجموا علينا هجمة واحدة... ومجازرهم في هذا القرن في شمال أفريقيا وفلسطين ولبنان والبوسنة...لا تُعدُّ ولا تحصى... وما تُخفى صدورهم أكبر... وقال الله تعالى في موضعين من القرآن الكريم:
(يا أيـُّها النّبيُّ جاهدِ الكفـار والمنافقين واغلُط
عليهم...)
وقال سبحانه:
(يا أيـها الذين آمنوا قـاتلوا الذي يَلُونَكم من الكفَّـار ولْيجِدوا فيكم غِلْظةً).
أخي، بقدر ما تكون قوياً ومتأهِّباً، معنوياً ومادياً بقدر ما تفرض نفسك على الآخرين، وتحافظ على وجودك... أمَّا إِذا لم تكن كذلك فاعلمْ أنَّه (ودَّ الذين كفروا لو تغفلُون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلةً واحدة).
والتجربة في لبنان شاهدة ٌ على ذلك.
ــــــــــ
(1) سورة الأنفال المباركة، الآية65.
(2) سورة التوبة المباركة، الآية 73 وسورة التحريم المباركة، الآية9.
(3) سورة التوبة المباركة، الآية 123. (4) سورة النساء المباركة،الآية102
دار السلام
أخي الحبيب،
بلادك بلاد المسلمين، التي أُمرتَ بصيانتها والدفاع عنها...
وليست البلاد المصطنعة في حدودها، والتي نشأت عن القبائل والعشائر والعصبيَّة والكمع وحبِّ التسلط... والتي تُبقي البشرية في حالة نزاع وتشتت دائمين.
والاسلام بنى مجتمعه على العقدية دون القوميَّة والوطن، لذا ترى أحكامه وشرائعه مَبْنية ً على هذا الأساس.
فالزوجة لها أحكامها وإِن كانت من قوميَّة أخرى، وكذلك الزوج...
والإِرث يكون للمسلم وإِنْ كان من وطن بعيد، ولا يكون
لابنك أو أبيك مع كفرهم لا سمح الله...
وإِمامك في صلاتك قد لا تعرف لغته، ولا يعرف لغتك...
ويحمل أمانة صلاتِك، ويشهد على أمورك، وتثق بعدالته...
وقد لا يكون ذلك لابن عشيرتك.
ووليُّ أمرِ المسلمين، ومرجعك في أمور الدنيا والاخرة، قد يكون من بلدٍ آخر أو قوميَّة أخرى.
وليس هناك من أُخُوَّة وعقيدة فوق ما جعله الاسلام، فأصبحنا بنعمته إِخواناً... ومن أصخف القول أن يُقال عن مرجعنا وولي أمرنا إِنَّه"غريب" وليس من وطننا!!!
عجباً ماذا يقولون عن رسول الله( ص) وأمير المؤمنين (ع) وهما ليسا من وطننا!!! وماذا يقولون عن مهدي الزمان عليه السلام إِذا ظهر؟ هل سيحتاج لإِخراج قيد وهويَّة؟!
وللحقيقة نقول:
لم يُوحِّد العب ولن يوحِّدهم في تارخيهم إِلا الاسلام، ولم يتفرَّقوا إِلا عندما تركوا الاسلام.
قال ربُّنا جلَّ جلاله:
(إِنَّ هذه أُمتكم أّةً واحدةً وأنا ربُّكم فاعبُدون).
فبلاد المسلمين وطنٌ واحد، والواجب علينا على كل حال:
1- عند قوَّة الاسلام( أن أقيموا الدين ولا تتفرَّقوا فيه).
2- وفي الحالات الأخرى أن نحافظ على على الوحدة وأحكام الله ما استطعنا.
ــــــــــــــ
(1) سورة الأنبياء المباركة، الآية92.
(2) سورة الشورى المباركة، الآية13.
فتنة النساء
أخي،
من أكثر الأمور التي قد تؤدي بك إِلى جحيم الدنيا والآخرة، فتنة النساء، وعندما ذكرهنَّ الله سبحانه قال:
(إِنَّ كيدكن عظميم)
فأنصحك:
بأن لا تقترب من حرام فيهن، ولا تُمازحن أو تختلط بيهن أو تستغرق في الحديث معهن أو تطيل في مجالستهم... وقلَّما ينجو مَنْ يفعل ذلك من عظيم بلائهن!!!
حتى سيدنا يوسف عليه السلام إِستعان بالله تعالى على هذه الفتنة المهلكة حيث قال: ( وإِلا تصرف عني كيدهنَّ أَصْبُ إِليهن) . وكثيرٌ من الأخوة يقع في خطإٍ فادحٍ حيث يتمادى في الحديث عنهن وعن علاقاته الخاصة... وهذا فضلاً عن حرمته في أحيان كثيرة، لا تخفى خطورتُه... فكيف لو كان تشهيراً
ـــــــــــ
(1) سورة يوسف المباركة، الآية 28.
(2) سورة يوسف المباركة، الآية 33.
واستغلالاً نعوذ بالله؟!
ويكفيك أنَّه كلامٌ يذهب يوقتك وعمرك ويصرفك عن
آخرتك.
واعلم، أن كثرةَ الكلامِ عن النساء، كما يفعل الكثير للأسف،
لا يدل على " الرجولة" في شيء بل يجعلك هيِّناً يتجرأ عليك
الآخرون...
والعجب أنَّه يتكلَّم مُتخطِّياً حدودَ الحياء والأدب ويُضحِّي بهيبته وجدِّيته... وإِنْ تستَّر في حديثه بالمداعبة والمزاح، إِلا أنَّه وكما رأيت لا ينفع في الدنيا ولا الآخرة.
أخي العزيز،
ويكثر هذا البلاء في فتنة النساء ومخالطتهن وممازحتهن..
عندما تكون الأجواء مفتوحة ً لذلك، خاصة، كما ذكر البعض:
في المدارس الثانوية، والجامعة، والمعاهدة، والعمل... حيث
يظن الشاب أن "فلانة" صديقته قد رُفعت الحواجز بينهما، فيتصرف معهما بما كان ممنوعاً بالأمس، ويتمادى، ويقسو قلبه....
حتى يظهر ذلك جلياً في عبادته وروحيَّته وعمله والتزامه... ثم يأتي يطلب حلا ً !!!
فهل كان صواباً أن تنزل إِلى حفرة الأسد بملء الأسد اختيارك، ثم
تطلب نجاةً؟
التشفيط بالسيارات
وهذا لا يليق بك...
فهل صحيح ما قيل لي بالأمس، إِن بعض "المؤمنين" أصبح يركب سيارةً، ويجلس مفاخراً، وينظر شزراً بعيون حالمة... ثم يُشفِّطُ بسيارته للفت الأنظار؟!
وهل صحيح أنَّه يضع الأناشيد الاسلامية و"الندبيَّات" من خلال مكبَّرات الصوت ليُسْمعَ مَنْ حوله في الشارع والأبنية المجاورة... وليُظْهر إِيمانَه الفريد؟!!!
وهل صحيح أنَّه يقف على جانب الطريق يحمل" النعمة الجديدة" التلفون الخليوي و"يتعمَّد" التحدث من خلاله، ويتَّصل بالآخرين إِنْ لم يُتَّصلْ به ليبحث شؤون الأمة الاسلامية والدعوة إِلى الله تعالى؟!
فكيف به لو كان كذلك، واستعان بالحركات "والمؤثِّرات" الميدانية... وقد فتح أزرار قميصه وتزيَّين بما تيسَّر له من "سلاسل" الفضة؟!
كيف به لو لم يحرمنا من "زلزلة" ضحكاته؟!
أُجلُّك أن تكون يا محمد ويا حسن ويا علي... من هؤلاء....
جمع المال كيفما كان!!!
أخي الحبيب،
إِيَّاك أن تكونممن يريد جمع المال بأية طريقة وبأي أسلوب
وبأحدث الأساليب "المبتكرة".
فقد ظهرت طبقة ٌ من الناس مؤخراً، تبتغي الربح السريع، كما يفعل الآخرون بشطارة وذكاء!!!
هؤلاء يظنون فعلا ً، في قرارة أنفسهم، أنهم أذكى من البشر، وأنَّهم اكتشفوا أساليب للكسب السريع لم يكتشفها أحد ٌ في العالم بعد !!! وينسون أنَّهم مُميَّزون بتدينهم وصدقهم وإِخلاصهم ووعودهم... وأنَّ ليدينا أحكاماً شرعية لا يجوز تجاوزها... وأنَّ هناك رزقاً وقضاء وقدراً...
ولا لزوم للدخول في تفاصيل هذه المشاريع لأنَّها باتت معروفةً بين الناس، والمعاناة أكبر من الكلام، والواقع الشاكي المؤلم يعرفه الجميع...
والطريف المبكي أنَّ أكثر الضحايا من النديِّنين!!!
ــــــــــ
(1) راجع كتاب "وسوسة الشيطان الرجيم" للمؤلف، الصفحة 178 في شأن
التجار والكَسَبَة.
وإن كنت تاجراً
أخي،
إِن كنت تاجراً فبارك الله بك، ولك أجرٌ وثواب ما دمتَ تسعى لحاجتك وحاجةِ مَنْ تُعيل... والتاجر الأمين الصدوق المسلم مع الشهداء يوما لقيمة وتحت ظل العرش.
لكن:
1- لا تترك التفقُّه في أحكام تجارتك والبيع والشراء....
2- تجنَّب قدر المستطاع الترويج للبضاعة الأمريكية، ما دامت البضاعة البديلة موفورة، وشجِّع المستهلكين والناس على تخيُّر البضاعة الموازية ما ليم كين هناك إِضطرار...
3- إِنْ كنتَ مِمَّنْ إِبتُليتَ ببيع الثياب النسائية، فاجعلْ المتصدي للبيع امرأةً... ولا ترضى أن تُباشر بنفسك هذه الأمور ولو قَبِلَ المشترون.
وأعتقد أنَّك لبيبٌ تفهم تأثير ذلك على تديُّنك وشخصك.
ـــــــــــــ
(1) راجع كتاب" وسوسة الشيطان الرجيم" للمؤلف، الصفحة 178 في شأن التجار والكسبة.
يتبع...
اللهم صل على محمد و آله الطيبين الطاهرين...
هذه مجموعة نصائح للشباب المؤمن أضعها لكم من كتاب بعنوان "أخي" للسيد سامي خضرا الحسني حفظه الله أرجو أن تنال إعجابكم...
رُوي عن مولانا رسول الله (ص)
"ما من شاب يَدَعْ لله الدنيا ولَهـْوَها،
وأهرم شبابه في طاعة الله، إلا أعطاه
اللهُ أجرَ اثنين وسبعين صِديقاً "
اللبــــــاس
أخي الحبيب
تخيَّر لباسَكَ أن يكون فسفاضاً قدر الامكان، مقبولا ً في ألوانه، غير مُقلِّد فيه لمطرب أوممثِّلٍ مشهور بفسقه.. حَذَراً من أنْ تعقع بشبهة "لباس الشهرة".
واحرِص على أن تُخفي من جسدك ما هو متعارفٌ بين أهل الإتِّزان.. خاصةً صدرَك، فلا تفتحْ الأزرار العليا لقميصك، وإِنْ استطعت ألا تلبس "نصف كُـمْ" في الأماكن العامة أمام الناس وخاصةً النساء، فافعلْ أما الضيِّقُ من الثياب والمزركش والملوَّن...
فليس لك ولا يليق بك.
وكلَّما حرصت على هذه الأمور مراعياً للموازين الشرعية، كلَّما كنت أقرب إلى الله تعالى،أقرب إلى فطرتك، أقرب إِلى نفسك...
وسوف تشعر بحلاوة ذلك في قلبك إِنشاء الله... فهذه الأمور ومثيلاتُها، التي سوف تراها بعد قليل، تحسبها بسيطةً ولكنِّها
ــــــــــ
(1) لبس ما لا يليق من حيث شكله أو تفصيله.
هامة ٌ وخطيرة، وأول مَنْ سوف يشعر ببركاتها أنت، لتكون شاهداً على نفسك، وداعياً للآخرين.
قال ربُّنا جلَّ جلالُه (وتحسبونه هيِّناً وهو عند الله
عظيم)..
أيها الحبيب،
لا تنسىَ في ليلك ونهارك( إنَّ الله تعالى يُحبُّ الشاب التائب). فكن حبيب الله تعالى واذكرْ "أنَّ الله تعالى يباهي بالشاب العابد الملائكة، يقول: انظروا إلى عبدي، ترك شهوته من أجلي".
ـــــــــ
(1) سورة النور المباركة: الآية 15.
(2) ميزان الحكمة: الحديث 9090.
(3) ميزان الحكمة: الحديث 9092.
لباس البحر
أيها العزيز،
من حبِّي إياك وإِحتراماً لك... إِيَّاك أن تلبس لباس البحر المسمى "مايُّوه" فهو مؤثرٌ جداً على شخصيَّتك وتجروئك، وهو مظهرٌ فاقعٌ من مظاهر الوقاحة الاجتماعية.
ولعلَّني مضطرٌ إلى الاشارة كيف يكون شكلك عندها؟... بل رُبـَّما شرحُ ذلك فيه حرجٌ، فكيف بلبسه؟
قطعة ٌ صغيرة ٌ ضيِّقة، لاصقةٌ بالجسم، تُفصِّل كلَّ ما تحتها!!!
تظهر بها أمام الناس قياماً وجلوساً وحركاتٍ، وهم يرنك وتراهم!!!
وماذا نفعل بقول مولانا الصادق عليه السلام:
"لا إيمان لمن لا حياء له".
وإذا كان الحياءُ يتفرَّعُ عنه: المراقبةُ لله في السر والعـلانية،
ـــــــــــ
(1) ميزان الحكمة: الحديث 4570.
واجتنابُ الشر، والرحمة، والتسامح... فَبِتَرْك الحياء تتفرَّعُ الأخلاقُ السَّيئة، والأعمالُ المذمومة فطوبى لِمَنْ قَبِلَ نصيحةَ الله وخاف فضيحته.
فيا حبيبي:
إِذا أردت السباحة، وهذا شيءٌ جيد، فبعد أن تنوي القربةَ إلى الله تعالى، وإِحياء سُنَّة رسوله( ص)، وإِعدادَ العُدَّة والقُوَّة لمحاربة الأعداء... البسْ ما يسر بين الصُرَّة والركبة علَى الأقل، وما لا يوضِّحُ ما تحته، وحاولْ قدرَ الإمكان أن لا يكون ذلك بين النساء، وإِلا فلا بد عندها من إِجراءات إِضافية..
ولعلَّ التطرق إِلى ذلك نتركه لموضعٍ آخر.
"الشورت" في الشوارع!!!
أيها الحبيب،
أفردتُ لما يسمَّى "بالشورت" عنواناً مستقلا ً بعد أن أصبح من الكوارث الأخلاقية التي عُرفت في السنوات الأخيرة، إِذ يُلْبَسُ الشورت" في الأماكن العامة والساحات والشوراع وعند التردد إِلى الأسواق والأصحاب!!!
ولم يكن هذا إِلا عندما قلَّدنا أهلَ مِلَّةِ الكفر في ذلك، فحرصنا على هذا اللباس المسخ، أكثر من حرصنا على أدبِ وسُنَّةِ رسول الله (ص).
وينتشر هذا اللباس كثيراً في فصل الصيف فترى الشباب على الشرفات، وعلى الأرصفة، والدراجات الهوائية يلبسونه وهم مفتخرون بتقليد الساقطين من المخنَّثين!!!
ويشتدُّ التأسُّفُ عندما ترى ابن الأربعين وابن الخمسين يلبس الشورت "ويتصابى" به في الشوارع أمام الناس خاصةً إذا ما أُرفق "ببروتيل" أو قميص يكشف عن صدره الفاتن!!!
ويبقى لك أن تُقدِّر وتُحلَّل طبيعةَ شخصيته، وكيف يُسيء إِلى
نفسه!!!
و" من لم يستح من الناس، لم يستح من الله سبحانه".
" خير شبابكم مَنْ تشبَّه بكهولكم وشرُّ كهولكم مَنْ تَشبَّه
بشبابكم"و" والمشيب رسول الموت"
ــــــــ
(1) ميزان الحكمة: الحديث 4581.
(2) ميزان الحكمة: الحديث 9078.
(3) ميزان الحكمة: الحديث 9912.
الشَّعْرُ واللِّحية
لا عليك، أيها الحبيب، إِذا أردت أن تُطيلَ شعرَكَ أو تُقصِّرَه،
مع مراعاة ترتيبه وتنظيفه كما هي السُّنَّة الشريفة...، فهذا متروكٌ
لك، وإن كان التقصير أفضل.
إِنَّما الذي أقوله لك، بارك الله بك، ألاّ تقصَّ شعرَك مُقَلِّداً أهلَ
الفسق في قصِّ بعضه وتركِ الآخر، فيما يُسمَّى Marines أو Punky.
حيث نهى أميرُ المؤمنين عليٌ عليه السلام عن هذا النوع من الحلاقة أي أخذ بعضِ الشعر وترك بعضه الآخر..
وجاء قومٌ النَّبيَّ ليدعوَ لصبيِّهم، وكان قد حُلق له على الطريقة المتقدمة... فأبى (ص) أن يدعو له، وأمر بحلق رأسه.
ومن الغريب ما يحصل في هذه الأيام من أنَّ بعض المؤمنين
يقصُّون شعر أولادهم بهذه الطريقة!!!
وعليك ألا تُطيلَ شعرك إِلى الحدِّ الذي يُظنُّ أنَّك أمرأةٌ، كأنْ
ـــــــــــ
(1) راجع"آداب السلوك" للمؤلف، الصفحة 66-67.
يصلَ إِلى كتفيك مثلا ً، وهذا أصبح معروفاً ويزداد إِنتشاراً...
وأنت تعرف سلوك أصحاب هذه الشعور، ومَنْ هم!!! ويكفيك أن
تنظر إِلى مشيتهم والتفاتهم!!! نعوذ بالله تعالى من مُعضلاَّت
الفتن ما ظهر منها وما بطن فيظهرون إِما بشكل رجل مخنَّث أو امرأة مسترجلة، خاصة مع ربط شعورهم من الخلف!!!
ومن السُّنة المطهَّرة أيها الحبيب، أن يكون لك لحيةٌ كريمة وهي من "سمت الصالحين" تُذكِرُّ بالأولياء والأخيار.
واللحية معروفةٌ ليس فقط في أوساط المؤمنين وأتباع الأنبياء بل
وعند كل شعوب العالم وفي الأزمنة المختلفة حيث تُشير إِلى الوقار والهيبة... كانت وما زالت... فترى حتى في بلاد الغرب وعند فلاسفتهم وأساتذتهم ومفكريهم وشخصيَّاتهم عامة، أنَّهم يتركون لحيتهم بشكل طبيعي ولا من معارض...
أما نحن وللأسف الشديد، ونتيجةً لِقلَّة الثقة بالنفس نُحاربُها في شبابنا وأبنائنا، كأنها تُشير إِلى أمرٍ ما، أو تُحذِّرُ من شيءٍ ما !!!
فالكثير من أفراد مجتمعنا يرتضيها مع مَنْ يتعامل معهم من أهل الغرب، ويرفضها عند أبناء ملَّته!!!
ولن نطيل أكثر من ذلك، حسبُنا أنها سُنَّة الأولياء وأتباع
الأنبياء.
فلا ترضى لنفسك إِلا أن تكون لك لحيةٌ تُشير بك إِلى" سمت
الصالحين" فهي مظهر من مظاهر أهل الخير والطاعة.
أماكن اللَّهو
يا أيُّها الحبيب،
احذَرْ من التردد إِلى أماكن اللهو والأماكن المشبوهة التي فيها الآلآت التقليدية المعروفة أو الآلآت الألكترونية الحديثة... وكثير منها من آلات القمار...
وأيّاً تكن شرعيَّتُها والأحكامُ فيها، فلا شك أنَّها:
1- مُنْطلقٌ هامٌ لتعلُّم المخدِّرات... والفواحش (كالزنا واللواط،
نعوذ بالله تعالى)
2- ويتعلَّم فيها الشبابُ الفاحشة والشتائم.
3- تُضيِّعُ أوقاتَ الفتيان وتُهْدِرُ زهرةَ عمرهم وعافيتهم
ومرحلة شبابهم وعطائهم...
4- يتعوَّذ فيها الأولادُ واليافعون على هدرِ الأوقات والبطالة والعبث و"قتل الوقت"( وما مضى منه لا يعود) والغضب والعصبيَّة...
5- تجعلُ صحبَها متهاوناً في عباداته خاصةً أوقاتَ صلواتهِ
وهذا يؤثِّر على قساوةِ قلبه.
6- تَصْرِفُهُ عن دراسته ومطالعته وتحصيله لعلومه الشرعية
والاسلامية أكنَ تلميذاً جامعياً أو مهنياً أو صاحب مصلحة.
7- تجعلة يهدر أمواله في ما لا ينفع.
8- تُغريه بالترد إِلى أماكن الفساد ولعب القمار...
وهذا غيضٌ من فيض...
9- أُجلُّك الادِّعاؤ بأنَّ هذه الأمكان تُسلِّى وتُرفِّه... لأنَّها في
الحقيقة:
1- تُوَتِّرُ وتحثنُ النفوس
2- تورث المشاكل والمتاعبَ بعد الذي رأيتَ آنفاً... فضلا ً عن مشاكلها الاجتماعية والمادية...
والترفيه الحقيقي لا كيون بما يُخالفُ الفطرة وشرعَ الله تعالى،
بل الذي يُناسبهما، والذي يكون أقرب للطبيعة والماء والخُضْرة وما
يناسب النفس البشرية.
ولا تعتقد أنَّك إِذا لم تتردد إِلى هذه الأماكن فستقف دورةُ الحاية!!!
ويجري الكثر مما تكلَّمنا في "لعب الورق" وأشبهه خاصةً مع الاستغراق به.
وماذا تركت لمطالعتك، وثقافتك، وعبادتك، وقضاء فاتك، وقراءتك للقرآن، ومتابعة أخبار المسلمين، وقضاء حوائجهم، وزياة الأقارب والأصحاب، وصلة الرحم، والاستفادة من بركة الآباء والأمَّهات، والأجداد والجدَّات، ونُصْحِ المسلمين، وحمل همومهم، والترددِ إِلى القرى، والقيام بالمناسبات الاجتماعية؟...
التلفونات
أيُّها الحبيب،
حاذر من طوال الأحاديث غير النافعة من خلال التلفونات، لأنَّ كثرة الكلام تورث الكلام كثرة الأخطاء المؤدِّية إِلى الهلاك... خاصة عندما انتشرت التلفونات النقَّلة التي تُغري صاحبها في الإِتصال والتخابر أمام الناس، فعليك أن تقتصر على الالزمن الذي يُسيِّر أمورَ الحياة .. وتترك مَنْ يريد هدر الوقت وضياع العمر من الشباب والشابات الذين هم بحاجة "لحمان منك وشفقة" أكثر مما يحتاجون للتعرُّف عليك" والتسلِّي" بالسخافات.
فتنة النظر
وهي من أسهل الفتن ممارسة.. وأفتكها، وهي الباب، نعوذ بالله
تعالى، لمنكرات أعظم، فلا بُدَّ من وَأْدِ الفتنة من أساسها حتى لا تكون سبباً للكبائر نجَّانا الله منها، وفي الحديث عن الله تعالى.
"النظرة سهم مسموم من سهام إِبليس، مَنْ تركها من
مخافتي أبدلتُهُ إِيماناً يجد حلاوته في قلبه".
فاذكرْ أيُّها العزيز إِطلاعَ ربِّكَ تعالى على سرِّك فهو الذي(يعلم
خائنة الأعين وما تُخفي الصدور).
ولو لم يكن الموضوع خطيراً ومؤثراً على عاجِلِك وآجِلِكَ، لما أنزل الله سبحانه ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم... وقل للمؤمنات يغضُضن من أبصارهن..).
وهناك بركات وكرامات لِمَنْ ذكر الله في نفسه وهابه في
ـــــــــ
(1) ميزان الحكمة، الحديث 19985.
(2) سورة المؤمنين المباركة، الآية 19.
(3) سورة النور المباركة، الآية 30.
المرابطة والجهاد
يا أيها العزيز،
كن حريصاً دوماً على المرابطة في سبيل الله تعالى، ولو لأيَّام
قليلة، على ثغور المسلمين، فمحروم حقاً مَنْ حُرم هذا الشرف العظيم...
لأنَّ" رباط يومٍ في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها" "وصلاة المرابط تعدل خمسمائة صلاة".
ووطن نفسَكَ على الجهاد في سبيل الله الذي بيده الأمر والخلق والنصر... ولو بنيّتك بحديث نفسك وإِلا، فعليك أن تراجع إِيمانَك"فمن مات ولم يغز، ولم يُحدِّث به نفسه، مات على شعبة ٍ من نفاق".
وثابرْ على الترحيض على الجهاد، فلن يخلو زمانٌ إِلا وفيه جهاد لله تعالى، فأنت صاحب حق ورسالة، والأعداء كُثُر، ولات تصونُ دينك ونهجك إِلا بقوَّة جاهزة، وإِستعداد حاضر...
ـــــــــ
(1) ميزان الحكمة، الحديث 2712.
(2) ميزان الحكمة، الحديث2715.
(3) ميزان الحكمة، الحديث 2669.
قال الله تعالى
(يا أيها النَّبيُّ حرِّضْ المؤمنين على القتال...)
يا أيها العزيز،
لا تُضِللْكَ العناوين" الإنسانية والحضارية" التي يُطلقها الكفار لتقييدك أو إِعاقتك... فإذا سنحت لهم الفرصة رفضوا كلّ هذه الشعارات، وهجموا علينا هجمة واحدة... ومجازرهم في هذا القرن في شمال أفريقيا وفلسطين ولبنان والبوسنة...لا تُعدُّ ولا تحصى... وما تُخفى صدورهم أكبر... وقال الله تعالى في موضعين من القرآن الكريم:
(يا أيـُّها النّبيُّ جاهدِ الكفـار والمنافقين واغلُط
عليهم...)
وقال سبحانه:
(يا أيـها الذين آمنوا قـاتلوا الذي يَلُونَكم من الكفَّـار ولْيجِدوا فيكم غِلْظةً).
أخي، بقدر ما تكون قوياً ومتأهِّباً، معنوياً ومادياً بقدر ما تفرض نفسك على الآخرين، وتحافظ على وجودك... أمَّا إِذا لم تكن كذلك فاعلمْ أنَّه (ودَّ الذين كفروا لو تغفلُون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلةً واحدة).
والتجربة في لبنان شاهدة ٌ على ذلك.
ــــــــــ
(1) سورة الأنفال المباركة، الآية65.
(2) سورة التوبة المباركة، الآية 73 وسورة التحريم المباركة، الآية9.
(3) سورة التوبة المباركة، الآية 123. (4) سورة النساء المباركة،الآية102
دار السلام
أخي الحبيب،
بلادك بلاد المسلمين، التي أُمرتَ بصيانتها والدفاع عنها...
وليست البلاد المصطنعة في حدودها، والتي نشأت عن القبائل والعشائر والعصبيَّة والكمع وحبِّ التسلط... والتي تُبقي البشرية في حالة نزاع وتشتت دائمين.
والاسلام بنى مجتمعه على العقدية دون القوميَّة والوطن، لذا ترى أحكامه وشرائعه مَبْنية ً على هذا الأساس.
فالزوجة لها أحكامها وإِن كانت من قوميَّة أخرى، وكذلك الزوج...
والإِرث يكون للمسلم وإِنْ كان من وطن بعيد، ولا يكون
لابنك أو أبيك مع كفرهم لا سمح الله...
وإِمامك في صلاتك قد لا تعرف لغته، ولا يعرف لغتك...
ويحمل أمانة صلاتِك، ويشهد على أمورك، وتثق بعدالته...
وقد لا يكون ذلك لابن عشيرتك.
ووليُّ أمرِ المسلمين، ومرجعك في أمور الدنيا والاخرة، قد يكون من بلدٍ آخر أو قوميَّة أخرى.
وليس هناك من أُخُوَّة وعقيدة فوق ما جعله الاسلام، فأصبحنا بنعمته إِخواناً... ومن أصخف القول أن يُقال عن مرجعنا وولي أمرنا إِنَّه"غريب" وليس من وطننا!!!
عجباً ماذا يقولون عن رسول الله( ص) وأمير المؤمنين (ع) وهما ليسا من وطننا!!! وماذا يقولون عن مهدي الزمان عليه السلام إِذا ظهر؟ هل سيحتاج لإِخراج قيد وهويَّة؟!
وللحقيقة نقول:
لم يُوحِّد العب ولن يوحِّدهم في تارخيهم إِلا الاسلام، ولم يتفرَّقوا إِلا عندما تركوا الاسلام.
قال ربُّنا جلَّ جلاله:
(إِنَّ هذه أُمتكم أّةً واحدةً وأنا ربُّكم فاعبُدون).
فبلاد المسلمين وطنٌ واحد، والواجب علينا على كل حال:
1- عند قوَّة الاسلام( أن أقيموا الدين ولا تتفرَّقوا فيه).
2- وفي الحالات الأخرى أن نحافظ على على الوحدة وأحكام الله ما استطعنا.
ــــــــــــــ
(1) سورة الأنبياء المباركة، الآية92.
(2) سورة الشورى المباركة، الآية13.
فتنة النساء
أخي،
من أكثر الأمور التي قد تؤدي بك إِلى جحيم الدنيا والآخرة، فتنة النساء، وعندما ذكرهنَّ الله سبحانه قال:
(إِنَّ كيدكن عظميم)
فأنصحك:
بأن لا تقترب من حرام فيهن، ولا تُمازحن أو تختلط بيهن أو تستغرق في الحديث معهن أو تطيل في مجالستهم... وقلَّما ينجو مَنْ يفعل ذلك من عظيم بلائهن!!!
حتى سيدنا يوسف عليه السلام إِستعان بالله تعالى على هذه الفتنة المهلكة حيث قال: ( وإِلا تصرف عني كيدهنَّ أَصْبُ إِليهن) . وكثيرٌ من الأخوة يقع في خطإٍ فادحٍ حيث يتمادى في الحديث عنهن وعن علاقاته الخاصة... وهذا فضلاً عن حرمته في أحيان كثيرة، لا تخفى خطورتُه... فكيف لو كان تشهيراً
ـــــــــــ
(1) سورة يوسف المباركة، الآية 28.
(2) سورة يوسف المباركة، الآية 33.
واستغلالاً نعوذ بالله؟!
ويكفيك أنَّه كلامٌ يذهب يوقتك وعمرك ويصرفك عن
آخرتك.
واعلم، أن كثرةَ الكلامِ عن النساء، كما يفعل الكثير للأسف،
لا يدل على " الرجولة" في شيء بل يجعلك هيِّناً يتجرأ عليك
الآخرون...
والعجب أنَّه يتكلَّم مُتخطِّياً حدودَ الحياء والأدب ويُضحِّي بهيبته وجدِّيته... وإِنْ تستَّر في حديثه بالمداعبة والمزاح، إِلا أنَّه وكما رأيت لا ينفع في الدنيا ولا الآخرة.
أخي العزيز،
ويكثر هذا البلاء في فتنة النساء ومخالطتهن وممازحتهن..
عندما تكون الأجواء مفتوحة ً لذلك، خاصة، كما ذكر البعض:
في المدارس الثانوية، والجامعة، والمعاهدة، والعمل... حيث
يظن الشاب أن "فلانة" صديقته قد رُفعت الحواجز بينهما، فيتصرف معهما بما كان ممنوعاً بالأمس، ويتمادى، ويقسو قلبه....
حتى يظهر ذلك جلياً في عبادته وروحيَّته وعمله والتزامه... ثم يأتي يطلب حلا ً !!!
فهل كان صواباً أن تنزل إِلى حفرة الأسد بملء الأسد اختيارك، ثم
تطلب نجاةً؟
التشفيط بالسيارات
وهذا لا يليق بك...
فهل صحيح ما قيل لي بالأمس، إِن بعض "المؤمنين" أصبح يركب سيارةً، ويجلس مفاخراً، وينظر شزراً بعيون حالمة... ثم يُشفِّطُ بسيارته للفت الأنظار؟!
وهل صحيح أنَّه يضع الأناشيد الاسلامية و"الندبيَّات" من خلال مكبَّرات الصوت ليُسْمعَ مَنْ حوله في الشارع والأبنية المجاورة... وليُظْهر إِيمانَه الفريد؟!!!
وهل صحيح أنَّه يقف على جانب الطريق يحمل" النعمة الجديدة" التلفون الخليوي و"يتعمَّد" التحدث من خلاله، ويتَّصل بالآخرين إِنْ لم يُتَّصلْ به ليبحث شؤون الأمة الاسلامية والدعوة إِلى الله تعالى؟!
فكيف به لو كان كذلك، واستعان بالحركات "والمؤثِّرات" الميدانية... وقد فتح أزرار قميصه وتزيَّين بما تيسَّر له من "سلاسل" الفضة؟!
كيف به لو لم يحرمنا من "زلزلة" ضحكاته؟!
أُجلُّك أن تكون يا محمد ويا حسن ويا علي... من هؤلاء....
جمع المال كيفما كان!!!
أخي الحبيب،
إِيَّاك أن تكونممن يريد جمع المال بأية طريقة وبأي أسلوب
وبأحدث الأساليب "المبتكرة".
فقد ظهرت طبقة ٌ من الناس مؤخراً، تبتغي الربح السريع، كما يفعل الآخرون بشطارة وذكاء!!!
هؤلاء يظنون فعلا ً، في قرارة أنفسهم، أنهم أذكى من البشر، وأنَّهم اكتشفوا أساليب للكسب السريع لم يكتشفها أحد ٌ في العالم بعد !!! وينسون أنَّهم مُميَّزون بتدينهم وصدقهم وإِخلاصهم ووعودهم... وأنَّ ليدينا أحكاماً شرعية لا يجوز تجاوزها... وأنَّ هناك رزقاً وقضاء وقدراً...
ولا لزوم للدخول في تفاصيل هذه المشاريع لأنَّها باتت معروفةً بين الناس، والمعاناة أكبر من الكلام، والواقع الشاكي المؤلم يعرفه الجميع...
والطريف المبكي أنَّ أكثر الضحايا من النديِّنين!!!
ــــــــــ
(1) راجع كتاب "وسوسة الشيطان الرجيم" للمؤلف، الصفحة 178 في شأن
التجار والكَسَبَة.
وإن كنت تاجراً
أخي،
إِن كنت تاجراً فبارك الله بك، ولك أجرٌ وثواب ما دمتَ تسعى لحاجتك وحاجةِ مَنْ تُعيل... والتاجر الأمين الصدوق المسلم مع الشهداء يوما لقيمة وتحت ظل العرش.
لكن:
1- لا تترك التفقُّه في أحكام تجارتك والبيع والشراء....
2- تجنَّب قدر المستطاع الترويج للبضاعة الأمريكية، ما دامت البضاعة البديلة موفورة، وشجِّع المستهلكين والناس على تخيُّر البضاعة الموازية ما ليم كين هناك إِضطرار...
3- إِنْ كنتَ مِمَّنْ إِبتُليتَ ببيع الثياب النسائية، فاجعلْ المتصدي للبيع امرأةً... ولا ترضى أن تُباشر بنفسك هذه الأمور ولو قَبِلَ المشترون.
وأعتقد أنَّك لبيبٌ تفهم تأثير ذلك على تديُّنك وشخصك.
ـــــــــــــ
(1) راجع كتاب" وسوسة الشيطان الرجيم" للمؤلف، الصفحة 178 في شأن التجار والكسبة.
يتبع...
تعليق