إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أخي...مجموعة نصائح للشباب المؤمن....

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أخي...مجموعة نصائح للشباب المؤمن....

    بسم الله الرحمن الرحيم...
    اللهم صل على محمد و آله الطيبين الطاهرين...


    هذه مجموعة نصائح للشباب المؤمن أضعها لكم من كتاب بعنوان "أخي" للسيد سامي خضرا الحسني حفظه الله أرجو أن تنال إعجابكم...


    رُوي عن مولانا رسول الله (ص)
    "ما من شاب يَدَعْ لله الدنيا ولَهـْوَها،
    وأهرم شبابه في طاعة الله، إلا أعطاه
    اللهُ أجرَ اثنين وسبعين صِديقاً "

    اللبــــــاس
    أخي الحبيب
    تخيَّر لباسَكَ أن يكون فسفاضاً قدر الامكان، مقبولا ً في ألوانه، غير مُقلِّد فيه لمطرب أوممثِّلٍ مشهور بفسقه.. حَذَراً من أنْ تعقع بشبهة "لباس الشهرة".
    واحرِص على أن تُخفي من جسدك ما هو متعارفٌ بين أهل الإتِّزان.. خاصةً صدرَك، فلا تفتحْ الأزرار العليا لقميصك، وإِنْ استطعت ألا تلبس "نصف كُـمْ" في الأماكن العامة أمام الناس وخاصةً النساء، فافعلْ أما الضيِّقُ من الثياب والمزركش والملوَّن...
    فليس لك ولا يليق بك.
    وكلَّما حرصت على هذه الأمور مراعياً للموازين الشرعية، كلَّما كنت أقرب إلى الله تعالى،أقرب إلى فطرتك، أقرب إِلى نفسك...
    وسوف تشعر بحلاوة ذلك في قلبك إِنشاء الله... فهذه الأمور ومثيلاتُها، التي سوف تراها بعد قليل، تحسبها بسيطةً ولكنِّها
    ــــــــــ
    (1) لبس ما لا يليق من حيث شكله أو تفصيله.



    هامة ٌ وخطيرة، وأول مَنْ سوف يشعر ببركاتها أنت، لتكون شاهداً على نفسك، وداعياً للآخرين.
    قال ربُّنا جلَّ جلالُه (وتحسبونه هيِّناً وهو عند الله
    عظيم)..
    أيها الحبيب،
    لا تنسىَ في ليلك ونهارك( إنَّ الله تعالى يُحبُّ الشاب التائب). فكن حبيب الله تعالى واذكرْ "أنَّ الله تعالى يباهي بالشاب العابد الملائكة، يقول: انظروا إلى عبدي، ترك شهوته من أجلي".
    ـــــــــ
    (1) سورة النور المباركة: الآية 15.
    (2) ميزان الحكمة: الحديث 9090.
    (3) ميزان الحكمة: الحديث 9092.


    لباس البحر
    أيها العزيز،
    من حبِّي إياك وإِحتراماً لك... إِيَّاك أن تلبس لباس البحر المسمى "مايُّوه" فهو مؤثرٌ جداً على شخصيَّتك وتجروئك، وهو مظهرٌ فاقعٌ من مظاهر الوقاحة الاجتماعية.
    ولعلَّني مضطرٌ إلى الاشارة كيف يكون شكلك عندها؟... بل رُبـَّما شرحُ ذلك فيه حرجٌ، فكيف بلبسه؟
    قطعة ٌ صغيرة ٌ ضيِّقة، لاصقةٌ بالجسم، تُفصِّل كلَّ ما تحتها!!!
    تظهر بها أمام الناس قياماً وجلوساً وحركاتٍ، وهم يرنك وتراهم!!!
    وماذا نفعل بقول مولانا الصادق عليه السلام:
    "لا إيمان لمن لا حياء له".
    وإذا كان الحياءُ يتفرَّعُ عنه: المراقبةُ لله في السر والعـلانية،
    ـــــــــــ
    (1) ميزان الحكمة: الحديث 4570.

    واجتنابُ الشر، والرحمة، والتسامح... فَبِتَرْك الحياء تتفرَّعُ الأخلاقُ السَّيئة، والأعمالُ المذمومة فطوبى لِمَنْ قَبِلَ نصيحةَ الله وخاف فضيحته.
    فيا حبيبي:
    إِذا أردت السباحة، وهذا شيءٌ جيد، فبعد أن تنوي القربةَ إلى الله تعالى، وإِحياء سُنَّة رسوله( ص)، وإِعدادَ العُدَّة والقُوَّة لمحاربة الأعداء... البسْ ما يسر بين الصُرَّة والركبة علَى الأقل، وما لا يوضِّحُ ما تحته، وحاولْ قدرَ الإمكان أن لا يكون ذلك بين النساء، وإِلا فلا بد عندها من إِجراءات إِضافية..
    ولعلَّ التطرق إِلى ذلك نتركه لموضعٍ آخر.


    "الشورت" في الشوارع!!!
    أيها الحبيب،
    أفردتُ لما يسمَّى "بالشورت" عنواناً مستقلا ً بعد أن أصبح من الكوارث الأخلاقية التي عُرفت في السنوات الأخيرة، إِذ يُلْبَسُ الشورت" في الأماكن العامة والساحات والشوراع وعند التردد إِلى الأسواق والأصحاب!!!
    ولم يكن هذا إِلا عندما قلَّدنا أهلَ مِلَّةِ الكفر في ذلك، فحرصنا على هذا اللباس المسخ، أكثر من حرصنا على أدبِ وسُنَّةِ رسول الله (ص).
    وينتشر هذا اللباس كثيراً في فصل الصيف فترى الشباب على الشرفات، وعلى الأرصفة، والدراجات الهوائية يلبسونه وهم مفتخرون بتقليد الساقطين من المخنَّثين!!!
    ويشتدُّ التأسُّفُ عندما ترى ابن الأربعين وابن الخمسين يلبس الشورت "ويتصابى" به في الشوارع أمام الناس خاصةً إذا ما أُرفق "ببروتيل" أو قميص يكشف عن صدره الفاتن!!!

    ويبقى لك أن تُقدِّر وتُحلَّل طبيعةَ شخصيته، وكيف يُسيء إِلى
    نفسه!!!
    و" من لم يستح من الناس، لم يستح من الله سبحانه".
    " خير شبابكم مَنْ تشبَّه بكهولكم وشرُّ كهولكم مَنْ تَشبَّه
    بشبابكم"و" والمشيب رسول الموت"
    ــــــــ
    (1) ميزان الحكمة: الحديث 4581.
    (2) ميزان الحكمة: الحديث 9078.
    (3) ميزان الحكمة: الحديث 9912.

    الشَّعْرُ واللِّحية

    لا عليك، أيها الحبيب، إِذا أردت أن تُطيلَ شعرَكَ أو تُقصِّرَه،
    مع مراعاة ترتيبه وتنظيفه كما هي السُّنَّة الشريفة...، فهذا متروكٌ
    لك، وإن كان التقصير أفضل.
    إِنَّما الذي أقوله لك، بارك الله بك، ألاّ تقصَّ شعرَك مُقَلِّداً أهلَ
    الفسق في قصِّ بعضه وتركِ الآخر، فيما يُسمَّى Marines أو Punky.
    حيث نهى أميرُ المؤمنين عليٌ عليه السلام عن هذا النوع من الحلاقة أي أخذ بعضِ الشعر وترك بعضه الآخر..
    وجاء قومٌ النَّبيَّ ليدعوَ لصبيِّهم، وكان قد حُلق له على الطريقة المتقدمة... فأبى (ص) أن يدعو له، وأمر بحلق رأسه.
    ومن الغريب ما يحصل في هذه الأيام من أنَّ بعض المؤمنين
    يقصُّون شعر أولادهم بهذه الطريقة!!!
    وعليك ألا تُطيلَ شعرك إِلى الحدِّ الذي يُظنُّ أنَّك أمرأةٌ، كأنْ
    ـــــــــــ
    (1) راجع"آداب السلوك" للمؤلف، الصفحة 66-67.

    يصلَ إِلى كتفيك مثلا ً، وهذا أصبح معروفاً ويزداد إِنتشاراً...
    وأنت تعرف سلوك أصحاب هذه الشعور، ومَنْ هم!!! ويكفيك أن
    تنظر إِلى مشيتهم والتفاتهم!!! نعوذ بالله تعالى من مُعضلاَّت
    الفتن ما ظهر منها وما بطن فيظهرون إِما بشكل رجل مخنَّث أو امرأة مسترجلة، خاصة مع ربط شعورهم من الخلف!!!
    ومن السُّنة المطهَّرة أيها الحبيب، أن يكون لك لحيةٌ كريمة وهي من "سمت الصالحين" تُذكِرُّ بالأولياء والأخيار.
    واللحية معروفةٌ ليس فقط في أوساط المؤمنين وأتباع الأنبياء بل
    وعند كل شعوب العالم وفي الأزمنة المختلفة حيث تُشير إِلى الوقار والهيبة... كانت وما زالت... فترى حتى في بلاد الغرب وعند فلاسفتهم وأساتذتهم ومفكريهم وشخصيَّاتهم عامة، أنَّهم يتركون لحيتهم بشكل طبيعي ولا من معارض...
    أما نحن وللأسف الشديد، ونتيجةً لِقلَّة الثقة بالنفس نُحاربُها في شبابنا وأبنائنا، كأنها تُشير إِلى أمرٍ ما، أو تُحذِّرُ من شيءٍ ما !!!
    فالكثير من أفراد مجتمعنا يرتضيها مع مَنْ يتعامل معهم من أهل الغرب، ويرفضها عند أبناء ملَّته!!!
    ولن نطيل أكثر من ذلك، حسبُنا أنها سُنَّة الأولياء وأتباع
    الأنبياء.
    فلا ترضى لنفسك إِلا أن تكون لك لحيةٌ تُشير بك إِلى" سمت
    الصالحين" فهي مظهر من مظاهر أهل الخير والطاعة.

    أماكن اللَّهو
    يا أيُّها الحبيب،
    احذَرْ من التردد إِلى أماكن اللهو والأماكن المشبوهة التي فيها الآلآت التقليدية المعروفة أو الآلآت الألكترونية الحديثة... وكثير منها من آلات القمار...
    وأيّاً تكن شرعيَّتُها والأحكامُ فيها، فلا شك أنَّها:
    1- مُنْطلقٌ هامٌ لتعلُّم المخدِّرات... والفواحش (كالزنا واللواط،
    نعوذ بالله تعالى)
    2- ويتعلَّم فيها الشبابُ الفاحشة والشتائم.
    3- تُضيِّعُ أوقاتَ الفتيان وتُهْدِرُ زهرةَ عمرهم وعافيتهم
    ومرحلة شبابهم وعطائهم...
    4- يتعوَّذ فيها الأولادُ واليافعون على هدرِ الأوقات والبطالة والعبث و"قتل الوقت"( وما مضى منه لا يعود) والغضب والعصبيَّة...
    5- تجعلُ صحبَها متهاوناً في عباداته خاصةً أوقاتَ صلواتهِ
    وهذا يؤثِّر على قساوةِ قلبه.
    6- تَصْرِفُهُ عن دراسته ومطالعته وتحصيله لعلومه الشرعية
    والاسلامية أكنَ تلميذاً جامعياً أو مهنياً أو صاحب مصلحة.
    7- تجعلة يهدر أمواله في ما لا ينفع.
    8- تُغريه بالترد إِلى أماكن الفساد ولعب القمار...
    وهذا غيضٌ من فيض...
    9- أُجلُّك الادِّعاؤ بأنَّ هذه الأمكان تُسلِّى وتُرفِّه... لأنَّها في
    الحقيقة:
    1- تُوَتِّرُ وتحثنُ النفوس
    2- تورث المشاكل والمتاعبَ بعد الذي رأيتَ آنفاً... فضلا ً عن مشاكلها الاجتماعية والمادية...
    والترفيه الحقيقي لا كيون بما يُخالفُ الفطرة وشرعَ الله تعالى،
    بل الذي يُناسبهما، والذي يكون أقرب للطبيعة والماء والخُضْرة وما
    يناسب النفس البشرية.
    ولا تعتقد أنَّك إِذا لم تتردد إِلى هذه الأماكن فستقف دورةُ الحاية!!!
    ويجري الكثر مما تكلَّمنا في "لعب الورق" وأشبهه خاصةً مع الاستغراق به.
    وماذا تركت لمطالعتك، وثقافتك، وعبادتك، وقضاء فاتك، وقراءتك للقرآن، ومتابعة أخبار المسلمين، وقضاء حوائجهم، وزياة الأقارب والأصحاب، وصلة الرحم، والاستفادة من بركة الآباء والأمَّهات، والأجداد والجدَّات، ونُصْحِ المسلمين، وحمل همومهم، والترددِ إِلى القرى، والقيام بالمناسبات الاجتماعية؟...

    التلفونات
    أيُّها الحبيب،
    حاذر من طوال الأحاديث غير النافعة من خلال التلفونات، لأنَّ كثرة الكلام تورث الكلام كثرة الأخطاء المؤدِّية إِلى الهلاك... خاصة عندما انتشرت التلفونات النقَّلة التي تُغري صاحبها في الإِتصال والتخابر أمام الناس، فعليك أن تقتصر على الالزمن الذي يُسيِّر أمورَ الحياة .. وتترك مَنْ يريد هدر الوقت وضياع العمر من الشباب والشابات الذين هم بحاجة "لحمان منك وشفقة" أكثر مما يحتاجون للتعرُّف عليك" والتسلِّي" بالسخافات.

    فتنة النظر
    وهي من أسهل الفتن ممارسة.. وأفتكها، وهي الباب، نعوذ بالله
    تعالى، لمنكرات أعظم، فلا بُدَّ من وَأْدِ الفتنة من أساسها حتى لا تكون سبباً للكبائر نجَّانا الله منها، وفي الحديث عن الله تعالى.
    "النظرة سهم مسموم من سهام إِبليس، مَنْ تركها من
    مخافتي أبدلتُهُ إِيماناً يجد حلاوته في قلبه".
    فاذكرْ أيُّها العزيز إِطلاعَ ربِّكَ تعالى على سرِّك فهو الذي(يعلم
    خائنة الأعين وما تُخفي الصدور).
    ولو لم يكن الموضوع خطيراً ومؤثراً على عاجِلِك وآجِلِكَ، لما أنزل الله سبحانه ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم... وقل للمؤمنات يغضُضن من أبصارهن..).
    وهناك بركات وكرامات لِمَنْ ذكر الله في نفسه وهابه في
    ـــــــــ
    (1) ميزان الحكمة، الحديث 19985.
    (2) سورة المؤمنين المباركة، الآية 19.
    (3) سورة النور المباركة، الآية 30.

    المرابطة والجهاد
    يا أيها العزيز،
    كن حريصاً دوماً على المرابطة في سبيل الله تعالى، ولو لأيَّام
    قليلة، على ثغور المسلمين، فمحروم حقاً مَنْ حُرم هذا الشرف العظيم...
    لأنَّ" رباط يومٍ في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها" "وصلاة المرابط تعدل خمسمائة صلاة".
    ووطن نفسَكَ على الجهاد في سبيل الله الذي بيده الأمر والخلق والنصر... ولو بنيّتك بحديث نفسك وإِلا، فعليك أن تراجع إِيمانَك"فمن مات ولم يغز، ولم يُحدِّث به نفسه، مات على شعبة ٍ من نفاق".
    وثابرْ على الترحيض على الجهاد، فلن يخلو زمانٌ إِلا وفيه جهاد لله تعالى، فأنت صاحب حق ورسالة، والأعداء كُثُر، ولات تصونُ دينك ونهجك إِلا بقوَّة جاهزة، وإِستعداد حاضر...
    ـــــــــ
    (1) ميزان الحكمة، الحديث 2712.
    (2) ميزان الحكمة، الحديث2715.
    (3) ميزان الحكمة، الحديث 2669.

    قال الله تعالى
    (يا أيها النَّبيُّ حرِّضْ المؤمنين على القتال...)
    يا أيها العزيز،
    لا تُضِللْكَ العناوين" الإنسانية والحضارية" التي يُطلقها الكفار لتقييدك أو إِعاقتك... فإذا سنحت لهم الفرصة رفضوا كلّ هذه الشعارات، وهجموا علينا هجمة واحدة... ومجازرهم في هذا القرن في شمال أفريقيا وفلسطين ولبنان والبوسنة...لا تُعدُّ ولا تحصى... وما تُخفى صدورهم أكبر... وقال الله تعالى في موضعين من القرآن الكريم:
    (يا أيـُّها النّبيُّ جاهدِ الكفـار والمنافقين واغلُط
    عليهم...)
    وقال سبحانه:
    (يا أيـها الذين آمنوا قـاتلوا الذي يَلُونَكم من الكفَّـار ولْيجِدوا فيكم غِلْظةً).
    أخي، بقدر ما تكون قوياً ومتأهِّباً، معنوياً ومادياً بقدر ما تفرض نفسك على الآخرين، وتحافظ على وجودك... أمَّا إِذا لم تكن كذلك فاعلمْ أنَّه (ودَّ الذين كفروا لو تغفلُون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلةً واحدة).
    والتجربة في لبنان شاهدة ٌ على ذلك.
    ــــــــــ
    (1) سورة الأنفال المباركة، الآية65.
    (2) سورة التوبة المباركة، الآية 73 وسورة التحريم المباركة، الآية9.
    (3) سورة التوبة المباركة، الآية 123. (4) سورة النساء المباركة،الآية102
    دار السلام
    أخي الحبيب،
    بلادك بلاد المسلمين، التي أُمرتَ بصيانتها والدفاع عنها...
    وليست البلاد المصطنعة في حدودها، والتي نشأت عن القبائل والعشائر والعصبيَّة والكمع وحبِّ التسلط... والتي تُبقي البشرية في حالة نزاع وتشتت دائمين.
    والاسلام بنى مجتمعه على العقدية دون القوميَّة والوطن، لذا ترى أحكامه وشرائعه مَبْنية ً على هذا الأساس.
    فالزوجة لها أحكامها وإِن كانت من قوميَّة أخرى، وكذلك الزوج...
    والإِرث يكون للمسلم وإِنْ كان من وطن بعيد، ولا يكون
    لابنك أو أبيك مع كفرهم لا سمح الله...
    وإِمامك في صلاتك قد لا تعرف لغته، ولا يعرف لغتك...
    ويحمل أمانة صلاتِك، ويشهد على أمورك، وتثق بعدالته...
    وقد لا يكون ذلك لابن عشيرتك.


    ووليُّ أمرِ المسلمين، ومرجعك في أمور الدنيا والاخرة، قد يكون من بلدٍ آخر أو قوميَّة أخرى.
    وليس هناك من أُخُوَّة وعقيدة فوق ما جعله الاسلام، فأصبحنا بنعمته إِخواناً... ومن أصخف القول أن يُقال عن مرجعنا وولي أمرنا إِنَّه"غريب" وليس من وطننا!!!
    عجباً ماذا يقولون عن رسول الله( ص) وأمير المؤمنين (ع) وهما ليسا من وطننا!!! وماذا يقولون عن مهدي الزمان عليه السلام إِذا ظهر؟ هل سيحتاج لإِخراج قيد وهويَّة؟!
    وللحقيقة نقول:
    لم يُوحِّد العب ولن يوحِّدهم في تارخيهم إِلا الاسلام، ولم يتفرَّقوا إِلا عندما تركوا الاسلام.
    قال ربُّنا جلَّ جلاله:
    (إِنَّ هذه أُمتكم أّةً واحدةً وأنا ربُّكم فاعبُدون).
    فبلاد المسلمين وطنٌ واحد، والواجب علينا على كل حال:
    1- عند قوَّة الاسلام( أن أقيموا الدين ولا تتفرَّقوا فيه).
    2- وفي الحالات الأخرى أن نحافظ على على الوحدة وأحكام الله ما استطعنا.
    ــــــــــــــ
    (1) سورة الأنبياء المباركة، الآية92.
    (2) سورة الشورى المباركة، الآية13.

    فتنة النساء
    أخي،
    من أكثر الأمور التي قد تؤدي بك إِلى جحيم الدنيا والآخرة، فتنة النساء، وعندما ذكرهنَّ الله سبحانه قال:
    (إِنَّ كيدكن عظميم)
    فأنصحك:
    بأن لا تقترب من حرام فيهن، ولا تُمازحن أو تختلط بيهن أو تستغرق في الحديث معهن أو تطيل في مجالستهم... وقلَّما ينجو مَنْ يفعل ذلك من عظيم بلائهن!!!
    حتى سيدنا يوسف عليه السلام إِستعان بالله تعالى على هذه الفتنة المهلكة حيث قال: ( وإِلا تصرف عني كيدهنَّ أَصْبُ إِليهن) . وكثيرٌ من الأخوة يقع في خطإٍ فادحٍ حيث يتمادى في الحديث عنهن وعن علاقاته الخاصة... وهذا فضلاً عن حرمته في أحيان كثيرة، لا تخفى خطورتُه... فكيف لو كان تشهيراً
    ـــــــــــ
    (1) سورة يوسف المباركة، الآية 28.
    (2) سورة يوسف المباركة، الآية 33.

    واستغلالاً نعوذ بالله؟!
    ويكفيك أنَّه كلامٌ يذهب يوقتك وعمرك ويصرفك عن
    آخرتك.
    واعلم، أن كثرةَ الكلامِ عن النساء، كما يفعل الكثير للأسف،
    لا يدل على " الرجولة" في شيء بل يجعلك هيِّناً يتجرأ عليك
    الآخرون...
    والعجب أنَّه يتكلَّم مُتخطِّياً حدودَ الحياء والأدب ويُضحِّي بهيبته وجدِّيته... وإِنْ تستَّر في حديثه بالمداعبة والمزاح، إِلا أنَّه وكما رأيت لا ينفع في الدنيا ولا الآخرة.
    أخي العزيز،
    ويكثر هذا البلاء في فتنة النساء ومخالطتهن وممازحتهن..
    عندما تكون الأجواء مفتوحة ً لذلك، خاصة، كما ذكر البعض:
    في المدارس الثانوية، والجامعة، والمعاهدة، والعمل... حيث
    يظن الشاب أن "فلانة" صديقته قد رُفعت الحواجز بينهما، فيتصرف معهما بما كان ممنوعاً بالأمس، ويتمادى، ويقسو قلبه....
    حتى يظهر ذلك جلياً في عبادته وروحيَّته وعمله والتزامه... ثم يأتي يطلب حلا ً !!!
    فهل كان صواباً أن تنزل إِلى حفرة الأسد بملء الأسد اختيارك، ثم
    تطلب نجاةً؟

    التشفيط بالسيارات
    وهذا لا يليق بك...
    فهل صحيح ما قيل لي بالأمس، إِن بعض "المؤمنين" أصبح يركب سيارةً، ويجلس مفاخراً، وينظر شزراً بعيون حالمة... ثم يُشفِّطُ بسيارته للفت الأنظار؟!
    وهل صحيح أنَّه يضع الأناشيد الاسلامية و"الندبيَّات" من خلال مكبَّرات الصوت ليُسْمعَ مَنْ حوله في الشارع والأبنية المجاورة... وليُظْهر إِيمانَه الفريد؟!!!
    وهل صحيح أنَّه يقف على جانب الطريق يحمل" النعمة الجديدة" التلفون الخليوي و"يتعمَّد" التحدث من خلاله، ويتَّصل بالآخرين إِنْ لم يُتَّصلْ به ليبحث شؤون الأمة الاسلامية والدعوة إِلى الله تعالى؟!
    فكيف به لو كان كذلك، واستعان بالحركات "والمؤثِّرات" الميدانية... وقد فتح أزرار قميصه وتزيَّين بما تيسَّر له من "سلاسل" الفضة؟!
    كيف به لو لم يحرمنا من "زلزلة" ضحكاته؟!
    أُجلُّك أن تكون يا محمد ويا حسن ويا علي... من هؤلاء....

    جمع المال كيفما كان!!!
    أخي الحبيب،
    إِيَّاك أن تكونممن يريد جمع المال بأية طريقة وبأي أسلوب
    وبأحدث الأساليب "المبتكرة".
    فقد ظهرت طبقة ٌ من الناس مؤخراً، تبتغي الربح السريع، كما يفعل الآخرون بشطارة وذكاء!!!
    هؤلاء يظنون فعلا ً، في قرارة أنفسهم، أنهم أذكى من البشر، وأنَّهم اكتشفوا أساليب للكسب السريع لم يكتشفها أحد ٌ في العالم بعد !!! وينسون أنَّهم مُميَّزون بتدينهم وصدقهم وإِخلاصهم ووعودهم... وأنَّ ليدينا أحكاماً شرعية لا يجوز تجاوزها... وأنَّ هناك رزقاً وقضاء وقدراً...
    ولا لزوم للدخول في تفاصيل هذه المشاريع لأنَّها باتت معروفةً بين الناس، والمعاناة أكبر من الكلام، والواقع الشاكي المؤلم يعرفه الجميع...
    والطريف المبكي أنَّ أكثر الضحايا من النديِّنين!!!
    ــــــــــ
    (1) راجع كتاب "وسوسة الشيطان الرجيم" للمؤلف، الصفحة 178 في شأن
    التجار والكَسَبَة.

    وإن كنت تاجراً
    أخي،
    إِن كنت تاجراً فبارك الله بك، ولك أجرٌ وثواب ما دمتَ تسعى لحاجتك وحاجةِ مَنْ تُعيل... والتاجر الأمين الصدوق المسلم مع الشهداء يوما لقيمة وتحت ظل العرش.
    لكن:
    1- لا تترك التفقُّه في أحكام تجارتك والبيع والشراء....
    2- تجنَّب قدر المستطاع الترويج للبضاعة الأمريكية، ما دامت البضاعة البديلة موفورة، وشجِّع المستهلكين والناس على تخيُّر البضاعة الموازية ما ليم كين هناك إِضطرار...
    3- إِنْ كنتَ مِمَّنْ إِبتُليتَ ببيع الثياب النسائية، فاجعلْ المتصدي للبيع امرأةً... ولا ترضى أن تُباشر بنفسك هذه الأمور ولو قَبِلَ المشترون.
    وأعتقد أنَّك لبيبٌ تفهم تأثير ذلك على تديُّنك وشخصك.
    ـــــــــــــ
    (1) راجع كتاب" وسوسة الشيطان الرجيم" للمؤلف، الصفحة 178 في شأن التجار والكسبة.



    يتبع...

  • #2
    "الزواج من غير المحجبة أو غير المسلمة"
    أخي الحبيب،
    هذه فكرة ٌ جدُّ خاطئة من حيث النظرية والواقع.. وهذا القرار، وكما تعلم، في أكثره نابعٌ من الهوى، وما تبقَّى من الجهل والسذاجة.
    أما الزوج من غير المسلمة، ففيه الكوراث عليك وعلى أولادك... والتذرُّع " بهدايتها" كمَنْ يُلاعبُ ثعباناً لليونة ملمسه!!!
    وأما الزواج من غير المحجَّبة، وإِن كان جائزاً وممكناً ، وفي بعض الأحيان مُوفَّقاً، وأحياناً تكون الفتاة مناسبة جداً ولا ينقصها سوى الحجاب...
    وعلى ذلك، لا أنصحك بالزواج من غير المحجبة:
    أولا: أنظر أين تضع نفسك وأسرارك وأهدافك... خاصة ً إِذا
    كنت عاملا ً للإسلام...
    ثانياً: كثير من إِخوانك جرَّبوا قبلك، وبدل أن يُقنعوها...
    أقنعتهم!!!
    ثالثاً: الزواج من الملتزمات لا يخلو من إِشكالات... فكيف بالزواج من غيرهن؟!
    رابعاً: غالباً ما تكون لغير الملتزمة عادات وتطلُّعات، تخلتف عن عاداتك وأهدافك...
    ورُبَّما فرحتْ فيما يُحزنك، وربَّما حزنتْ لحدث أفرحك، أو اعتبرتْ أمراً ما حضارة وحداثةً، واعتبرتَهُ معصيةً وفجوراً.
    ورُبَّما أحبَّتْ ما كرهتَ، أو تضايقتْ مما أحببتَ.
    ورُبَّما إِعتبرتْ شيئاً سخافةً في الوقت الذي إِعتبرتَهُ عبادةً.
    ورُبَّما جعلت أموالكفيما لا تُحب، وربَّت أولادك على ما لا ترضى، واستقبلتْ مَنْ لا يليق، وتصرَّفتْ بما لا يجوز.
    ويكفي أنَّ هدفك في الدنيا غير هدفها، ورجاءك في الآخرة غير
    رجائها.
    وأين حجُّك وجهادُك وصيامُك وعبادتُك وتهجُّدُك من سهرها وعطرها ولباسها وزينتها؟!
    أين حلالك من "حلالك"، وحرامك من "حرامها"؟!
    وأين أنت من أصدقائها ورفقائها؟!
    أمَّا أنت من أصدقائها ورفقائها؟!
    أمَّا إِذا تحجَّبت في بعض المناسبات... فبالله استهزأت لا بك!!!
    وأمَّا المصيبة إِن تحجَّبت من أجلك!!! فتترك حجابها عند أول
    خلاف، وتستهين به إِنْ لم تُنفِّذ مطالِبَها"الُمحقَّة"!!!
    أخي:
    ساعِدْنا على أنْ نضبط الملتزِمات قبل أن نُفكِّر في غير
    المحجَّبات....
    من الآن، وحتى ننتهي مما بين أيدينا من مشاكل مِمَّن تزوَّج
    منهن... عندها نتكلَّم....
    تزوَّج مِمَّن تخاف من الله تعالى، ومِمَّنْ تخجلْ منه، تكنْ
    عوناً لك في غربة الدنيا، وعقبات الآخرة.
    أخي:
    (لا تتَّبعْ الهوى فيُضِلَّكَ عن سبيل الله).
    أيها الحبيب،
    نعرف من هؤلاء، مَنْ لم يزلْ في قلب المعاناة.. أُدْعُ الله تعالى أن
    يُفرِّج عنهم..
    ـــــــــــــ
    (1) سورة ص المباركة: الآية 26.

    وعد الفتاة بالزواج!!!
    وهذا لا أستحسنه لك، فإِنْ أردت َ الزواج منها الآن، وكان الأمرُ ميسوراً، فأقدِمْ، والله يرعاك، وهو هادي السبيل..
    وإِن لم تعزم بعد، أيَّـاً كان السبب: لسفر، أو إِكمال دراسة، أو توفير مال أو انتظار شيء.... فلا تعِدْها وتحجزها لسنوات.
    1- فلعلَّ الظروف لا تتيسَّر لك...
    2- ولعلَّ الظروف تغيَّرت لغير صالح الزواج منها.
    3- ولعلَّك وجدت مَنْ هي، برأيك، أفضل منها.
    4- ولعلَّها رأتْ من المناسب أن تتزوَّج ولا تنتظرَ المجهول...
    5- وربُبَّما رأتْ من المناسب أن تتزوَّج ولا تنتظرَ المجهول..
    فليس من المناسب أن تعدَها وتُسمعها الكلام الجميل وتطير بها إِلى الأجواء الحالمة فكأنَّها لا مُعلَّقة ولا مُطَّلقة...
    ثم تعتذر منها أو تُخْلِفُ وعدك أو تهرُبُ من سبيلها وهذا ليس من الرجولة والمروءة في شيء...

    حسن الظن
    أيُّها العزيز:
    عليك دوماً بحسن الظن بإِخوانك المؤمنين، وأن تجد لهم عذراً حيث ظهرت شبهةٌ أو ريبة و" مَنْ عرف من أخيه وثيقة دين، وسداد طريق، فلا يسمعنَّ فيه أقاويلَ الناس".
    وأكثر مشاكلنا من سوء الظن بيننا.
    والأمثلة على ذلك كثيرة، والمعاناة من ذلك أكثر فكم م خلاف بين أخٍ نتج عن سوء الظن... وكم من مشاكل وقعت بين الزوجة وزوجها كانت نتيجة ذلك فعليك باجتناب سوء الظن لأنَّ "بعض الظن إِثم".

    إيَّاك والشعور بالدونيَّة
    أخي الحبيب،
    إيَّاك ثم إِيَّاك أن تشعر بادونية أو النقص تجاه الكفار أو الأغنياء أو الفاسقين... وهذا من أخطر الأمور على نفسك في أن تُهْزَمَ من الداخل، وعندها لا يبقى لك داخلٌ ولا خارج... ولا معنى لوجودك..
    والشعور بالدونيَّة واقع كثيراً في مجتمعنا:
    1- تجاه الكفار، فهم "دائماً على حق": في مواقفهم السياسية وتجاربهم الاجتماعية، وتصريحاتهم وأعمالهم ونمط حياتهم وحفلاتهم ومدارسهم....
    ألا تسمعُ عندما نقول مُقنِعين الآخرين:
    هم فعلوا كذا، أو عملوا كذا، أو قالوا.... وكفى بذلك شاهداً ودليلاً!!!مع العلم أنَّهم هم العدو فاحذرهم، ومَنْ تشبَّه بأعداء الله كان عدواً لله تعالى...
    سبحان الله العظيم: مَنْ قال إِنَّهم دائماً على حق؟!
    2- تجاه الأغنياء، ونتقرَّب... ونضحك معك حيث لا سبب للضحك!!! ونتصنَّع أمامهم كلماتِنا وحركاتنا...
    فنخسر أنفسنا أمام الله تعالى...
    ونخسر أنفسنا أمامهم....
    فلا دنيا ربحنا ولا آخرة وصلنا!!!
    "ومَنْ أتى غنياً فَتَضَعْضَعَ له لغناه، ذهب ثلثا دينه"
    3- تجاه الفاسقين، فنُجابيهم ونجاملهم حتى لا نكون" مُعقَّدين" ولا مُتخلِّفين" بل "منفتحين"... فنخسر ما قمنا من أخله، ونفقد ما له سعينا...
    ثم يضعف الإيمان في نفوسنا، ونفوس مَنْ حولنا، ومَنْ كُنَّا
    نُقنِعُهُ،....ونُخيِّبُ مَنْ إِتَّخَذَنا أسوةً...
    (عجباً والله، يُميتُ القلبَ ويَجْلبُ الهمَّ مِنْ اجتماعِ هؤلاء القوم على باطلهم، وتفرُّقكم عن حقِّكم".
    فلا تشعر بالدونيَّة والنقص يا أخي،... فلو عشت، كنت ذليلاً
    مهموماً .... ولو مُتَّ، كنت خاسراً ذليلا ً.
    ـــــــــــــ
    (1) ميزان الحكمة، الجزء العاشر، ص505، الباب 4069.
    (2) نهج البلاغة: الخطبة 27.
    (3) براجع كتاب" وسوسة الشيطان الرجيم" للمؤلف: الصفحات 174-51-48 ففيها التفصيل.

    لا تأخذ مفاهيمك من الأفلام الأجنبية
    أخي الحبيب،
    إيَّاك أن تأخذ مفاهيمك ومواقفك الحياتية والمصيرية عن الأفلام والمسلسلات الأجنبيَّة اليت تأتينا من بلاد الكفر...
    فالكثير، وللأسف الشديد، تكون مواقفهم في حياتهم الزوجية وعلاقتهم مع الناس ومع إِخوانهم في المسائل الاجتماعية والمادية... مطابقةً لِما يرنَه من الأفلام الأميركية والغربية والمكسيكية...!!!
    ولو رجعوا إِلى أصالتهم والأحكام الشرعية لَيَبَّروا ذِمَّتهم وعاشوا عيشةً راضيةً ...
    هذا، مع العلم أنَّ أكثر أسباب المشاكل أيضاً مأخوذةٌ من هذه المصادر الفاسدة... التي لولاها ما عانينا منها أصلاً، ومن الأسباب: سوء الظن، الحكم بغير علم، الغضب، الشبهة، سوء الخُلُق، إِتباعُ الشهوات، التساهل في أحكام الله سبحانه وحقوق الآخرين، القيل والقال، نقلُ الكلام، الفتنة، العمل للمصادر الشخصية... الى غيرها من المفاهيم والعادات والتصرفات والمواقف التي يجب الاجتناب عنها، وهي السبب في كثير من مشاكلنا وآلامنا "وخراب بيوتنا"..

    ضغوط الأهل في عدم الالتزام
    أخي،
    أَعْلَمُ أنَّك في كثير من الأحيان تُعاني الأمرَّين من والدَيْك إِن كانا غير ملتزمين، أو كانا ملتزَمْينِ ولكن على طريقتهم، أو في بعض الأمور دون البعض الاخر.
    وبعضهم للأسف، يُهدِّدُ ورُبَّما يشتم رموزاً دينيَّةً تُحبُّها، أو يمنعك من حضور الدروس أو المشاركة في النشاطات... وبعضهم يُبالغ فيمنع ابنته عن الحجاب أصلاً أو عن الحجاب الشرعي الكامل ... أو يمنع إِبنه عن ترك لحيته...
    إِلى ما هناكلك من معاناة ومآسٍ سمعنا بها وعلمنا عنها... ولك في كل ذلك أجرٌ عظيم وآثارٌ طيِّبة تتلَّمسُها
    في الدنيا:
    1- فالمعاناة تُقوِّي الإيمان وتُصلَّبُ الشخصية...
    2- وأنت لستَ الوحيد الذي ابتُلى بمثل هذا الابتلاء، لا الآن

    ولا في التاريخ...
    3- وهذه الممارسات لا تُسقطُ عنك وجوبَ البرِّ والرحمة بوالديك والإحسان إِليهما... إِلا الأمور التي يدعونك فيها إلى حرام أو منكرٍ أو ترك واجب...
    4- عليك بالثبات واستحضار تضحيات ما لا يُحصى من أهل الله ممن سبقك... وعانوا ما لم تُعان....
    وهذه الفتنة لا يجوز أن تُسيطر عليك بل تمضي على سبيل ربِّك الذي به المستعان، فهو الذي أمرك، وبيده مقاليد السموات والأرض... والنفوس والقلوب( ولولا أَن ثبَّتناك لقد كدت تركنُ إِليهم شيئاً قليلاً).
    5- حافظْ على علاقاتك مع خُلَّص المؤمنين، وقليل ماهم، واعتبرْ بالقَصَصِ القرآني وسيرِ الصالحين والأخيار، وكُنْ كأنَّك أنت المسؤول عن أمانة الاسلام...
    كنْ أُمَّةً لأنَّ (إبراهيم كان أُمَّةً).
    وخذ ْ كتابَ ربِّك (أحكامه وشريعته) بقوة (خذوا ما أتينناكم بقوَّة واذكروا ما فيه لعلَّكم تتَّقون)
    ـــــــــ
    (1) سمورة الاسراء المباركة: الآية 74.
    (2) سورة النحل المباركة: الآية 120.
    (3) سورة الأعراف المباركة: الآية 171.


    أخي،
    أَعْلَمُ أنك تُعاني... لكن فكاك عزاً أن تكون معاناتُك لله،
    وتحت عينه تبارك وتعالى... إِنَّه يسمعك ويراك.

    ألا تشعر بالسعادة الآن؟!

    لا تتأثر فيما يقول الناس فيك
    أخي،
    أكثر البشر يُحبُّون القيل والقال، ويُكبُّ الناسُ على وجوههم يوم القيامة حصائدَ ألسنتهم، وأكثر الخلافات والمشاكل والمحرَّمات الشرعية والخلافات الاجتماعية، نتيجة عمل اللسان.... الذي يجب أن يُحبسَ كما يحبسُ الذهبُ والفضة...
    وحتى لا نستطرد... ما يهمُّنا، بعد عدم مشاركتك في هذه الآثام... ألاّ تتأثر بقول السفهاء فيك:
    ماذا أكلتَ أو شربتَ أو تزوجت أو اشتريت أو سافرت؟
    حتى سيدنا موسى عليه السلام لم ينجُ من كيد "مدَّعي الإيمان" فأنزل الله سبحانه في حقِّهم قرآناً يُتلى إِلى يوم القيامة:
    (يا أيُّها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرَّأهُ
    اللهُ مِمَّا قالوا، وكان عند اللهِ وجيهاً).
    ـــــــــــ
    (1) سورة الأحزاب المباركة:الآية 69.

    وحتى الحبيب المصطفى(ص) لم يَنْجُ من السفهاء حوله، فضحهم الله سبحانه وفضح أمثالهم في زماننا مِمَّن يُحيطون بنا في قوله:
    (إنَّ الذين جاؤوا بالإفك عُصْبة ٌ منكم، لا تحسبوه شراً لكم، بل هو خيرٌ لكم، لِكُّلِ امرئءٍ منهم ما اكتسب من الإِثم..)
    فيا نور عيني،
    (نعلمُ أنَّكَ يضيق صدرُك بما يقولون، فسبَّحْ بحمد ربِّكَ وكنْ من الساجدين، واعبُدْ ربَّك حتى يأتِيَكَ اليقين).
    ـــــــــــ
    (1) سورة النور المباركة: الآية 11.
    (2) سورة الحِجْر المباركة: الآيات 97-99.


    كن قوياً في دين الله تعالى

    أخي الحبيب،
    كن قوياً في دين الله تعالى والعم أنَّك على الحقِّ ما دمتَ مُتمسِّكاً بمفاهيم الاسلام، وأنَّ مَنْ دونك هم على الباطل، وإِن تفوَّقوا عليك مادياً وتقنياً أو رفعوا الشعارات أو تستَّروا وراء الصروح الشامخة والزاهر الغرَّارة...
    واذكر قول ربِّك جلّ جلاله
    ( يا يحي خذ الكتاب بقوة).


    يتبع...

    تعليق


    • #3
      كن للإسلام
      أخي،
      فكِّر دائماً كيف تعطي الإسلام، لا أن تأخذ منه... وأنَّك خُلقتَ "منذوراً" لإعلاء كلمة "لا إِله إِلا الله" وفروعها، وفي هذا شرف عظيم لك، فاقيام بهذه المهمَّة الشريفة مقتصرةً على الذين سُمُّوا "رجال دين" بل على كل مَنْ كان قادراً على ذلك...
      وأمَّا إِذا كنت في مقوع المسؤولية، فأنت كذلك لخدمة الناس، لا أن يخدمك الناس... لتتشرَّف بتيسير أمورهم، لا أن تكون جباً عليهم!!!
      ولا تَسَلْني يا حبيبي عن قروح قلبي مما نعاني من المتجبرين في هذه الأيام...
      نسأل الله حسن العاقبة.


      أخي الحبيب،
      تعلم أنَّ الكفَّار يعملون سراً وجهراً لفصل حياتك عن دينك لذل كيحاولنو كلَّما سنحت الفرصة لهم أن يُعمِّقوا هذه الشبهة...
      وقد نجحوا للأسف في ذلك:
      1- فبعض المتديِّنين وخاصة مَنْ كان له مسؤولية يتحدث عن هذا أنَّه "ديني" وعن هذا أنَّه... "علمي"!!!
      2- والبعض الآخر يأخذ رأي الشرع و"والقانون"!!! يورى أنَّ هذه مسألة شرعية وقانونية!!!
      مع أنَّه لا قيمة في الاسلام لغير شرع الله تعالى...
      3- والبعض، وهذا الأخطر، يستغرب تدخل "رجال الدين" (هو يُسمَّيهم كذلك) في شؤون ليست من اختصاصهم!!!
      ويُجيز لنفسه أن يتدخَّل في كل شيء ويتحدَّث عن كل شيء،
      ـــــــــــ
      (1) يراجع "وسوسة الشيطان الرجيم" للمؤلَّف صفحة 108و11 ففيها التفصيل.


      فصل الدين عن الحياة

      ويُعطي رأيه في كل شيء!!!
      تماماً، كما يفعل "العلمانيون" في عُرف النصارى مقابل" الأكليروس"!!! فالعلماني، أيّاً كان اختصاصه، وخاصةً إِذا كان محاضراً أو مُقدِّم برامج أو مُتصدِّياً للشأن العام... يحق له أن يتكلَّم عن:
      الانتخابات، والبيئة، والمرض، والغلاء، ومشاكل السير، والزواج المدني، وعلم الغيب، والآثار، وحقوق المرأة، والصناعة، والبطالة، والسلم المدَّعي،.... والمشعوذين والمبصِّرين...
      بينما الاكليركيين لا يحق لهم الكلام إِلا حول شؤون الدين....
      وبحساباتهم يُصبحُ:
      الغلاء، والوضع الاقتصادي، والبطالة، والاستعمار، وقتال اسرائيل، والمشاركة في الانتخابات، وقانون الاعلام، والصفقات المالية، والمناهج المدرسية،... ليست من الدين، وتدخلٌ فيما لا يعنيهم!!!
      أخي،
      الخطورة في المسألة أن ينسحب ذلك علينا، وأن نُفكِّر كما
      يُفكِّرون!!!
      بينما دينك لم يترك شاردة ولا واردة إِلا وجعل لها حكماً...
      ودور الحياة مرتبطة ببعضها:
      في السياسة والاقتصاد والاجتماع... هذا تاريخ الأنبياء والحكَّام والسلاطين... وهذه سُنَّةُ الحياة...
      ومَنْ أخبرك بغير ذلك فهو: إِمَّا جاهل، وإِمَّا كاذب يريد أن يُضِلَّكَ عن سبيل الله تعالى.
      فلا فصل لكل شؤون الحياة عن الدين... تماماً كما لا فصل للسياسية عن الدين....
      والرأي أولا ً وأخيراً لدين الله الحنيف.

      أكثر من المطالعة

      أخي الحبيب،
      أكثِرْ من المطالعة المفيدة لدينك ودنياك، واجعلْ وقتاً خاصاً للمطالعة، ولا تنتظره يأتي تلقاء نفسه، واقرأ بتمعُّنٍ بنيِّة أن تعملَ وتُطبِّقَ وتُغيِّر نمط حياتك... لا لمجرد "الثقافة" والترف...
      وامسِك في يدك قلماً ومسطرةً لتحدِّد الفقرات الهامة والمميَّزة وليسهلَ الرجوع إِليها والاستفادةُ منها.
      وأقول لك كلمة ً هامة وهي:
      مهما شاركتَ في المحاضرات والندوات والمهرجانات... وحتى في الدروس والدورات.... فإِن ذلك لا يُغنيك عن الكتاب....

      عليك بالسُّنن والمستحبات
      أخي الحبيب،
      عليك بكل ما ورد من سننِ وآداب رسول الله(ص) كي تلتزم بها، فإِنَّها أهدى ما وُفِّق إِليه البشر...
      والناس في هذه الأيام أهملوا الآداب الشرعية والمستحبات...
      حتى كأنَّها لم تتنزَّل عليهم أو أنَّهم غير معنيين بها!!!
      وإِنْ لم تُطبِّقْ أنت وأنا وإِخواننا هذه السنن، فَمَنْ يُطَّبِقُها؟!
      وتذكَّر دائماً أنَّه:
      (ومَنْ أحيا سُنَّتي فقد أحياني، ومَنْ أحياني كان معي في الجنَّة".
      والخطوةُ الأولى لِمَنْ أراد أن يهاجر إِلى الله تبارك وتعالى، أن يتخلَّق بأخلاق الله ورسوله وسنن النبييَّن والصالحين.
      قال مولانا وقدوتنا عليُّ بن أبي طالب عليه السلام:
      ـــــــــ
      (1) سنن النَّبي(ص) 78.
      (2) راجع " أخلاق النبَّي" للمؤلف.

      ".... وأقتدوا بهدي نبيِّكم، فإِنَّه أفضل الهدي، واستنُّعوا بسنُتُِِّه، فإِنَّها أهدى السُّنن"
      ولا بد لي هنامن إِلفاتك إِلى جملة أمور:
      1- أن تكون دائماً على وضوء: عند خروجك من المنزل إِلى الدراسة، أو العمل أو رحلة ما ...
      2- أن تُصلِّيَ ركعتين أينما وُجدتَ وحيثما كنت... قربة إِلى الله تعالى... ليشهد لك المكان بذلك...
      3- إِحرصْ على قراءة ما تيسَّر من القرآن العظيم على الاقل كلَّ يوم مرَّة واحدة... وأن تتفهَّم معانيه... وكن معه كأنَّك المخاطَبُ به والمعنيُّ بكلامه...
      وإِنْ لم تُوفَّقْ للقراءة... فلا أقل من الاستماع إِليه كلَّما سنحت الفرصة...
      4- أنصحك أن تعتاد النوم على الأرض، وإنِ كان السرير ميسوراً... ولذلك أثرٌ طيِّب....
      كذلك الأكل على الأرض.
      5- لا تسهر كثيراً كما يفعل أكثر الناس ولأسباب واهية... إِلا إِذا كان هناك موجب لذلك، من عملٍ أو خدمة أو اجتماع...
      ـــــــــ،
      (1) نهج البلاغة الخطبة110.
      (2) يُراجع "أخلاق النبي" للمؤلْف.


      نَـمْ باكراً... واستيقظ باكراً... تجد بكرة ذلك في جسدك ووجهك وعبادتك وزرقك...
      6- لا تُكثرْ من الطعام أيّاً كانت الأسباب، بل خذ جاجَتَك منه واكتف بها، وإِيَّاك والتخمة، فأثرها السيء سريع على العبادة، خاصة الصلاة والدعاء.. وعلى النوم وعلى الصحة.. وعلى العقل وعلى حالتك المعنوية...
      7- صلِّ في أول الوقت، ولا تُؤخِّرها، وقدِّمها على سائر أعمالك... وكُنْ فيها كحبيب مُقْبل على حبيبه، وعوِّدْ الآخرين على ذلك.
      وكان رسول الله (ص) إِذا حان وقتُ الصلاة فكأنَّه لا يعرف أحداً.
      8- إِلتزمْ بالموعد إِنْ ضرَبْته، ولا تُضيِّع وقتك ووقت الآخرين...
      وليس أضر على العمل وجدِّيَّته من مخالفة الموعد.
      "أوِّهْ على إِخواني الذين تَلَوُا القرآنَ فأحكموه، وتدبَّروا الفرضَ فأقاموه، أَحْيَوُا السُّنَّة، وأماتوا البِدْعة، دُعُوا للجهاد فأجابوا، وَوَثِقوا بالقائد فاتَّبعوه"
      ــــــــــ
      (1) نهج البلاغة آخر الخطبة 182.

      الالتزام بالمواعيد
      أيها الحبيب،
      عليك بالحرص على وقتك وأوقات الآخرين، فإِذا ضربت موعداً، كن عند عهدك ولا تُخالف، ... وكم من الأوقات تُهدر، والأعصاب تتوتر، والأعمال تتأثر... بعدم إِحترام الوقت...
      حتى الدرس إِنْ لم يُحترم وقته يفقد جديَّته...
      حتى صلاة الجماعة في المسجد مع كثرة مخالفة المواعيد من إِمام المسجد، تُهمل، ويغيب رُوادها.
      "وإِنما سُمِّي اسماعيل(ع) صادق الوعد لأنَّه وعد رجلاً في مكان فانتظره سنة، فسماه الله صادق الوعد"
      وورد عن نبيِّنا محمد (ص) "مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليفِ إذا وعد".
      ـــــــــ
      (1) الحر العاملي، الوسائل،ج8، ص515(انظر الآية 54 من سورة مريم).
      (2) الحر العاملي، الوسائل، ج8، ص515.

      وكان (ص) قد وعد بعض أصحابه بمكة أن ينتظره عند الكعبة جتى يرجع إِليه، فمضى الرجلُ لشأنه ونسي الأمر، فبقي (ص) ثلاثة أيام هناك ينتظره فاطَّلع بعضُ الناس عليه، فأخبر الرجل بذلك، واعتذر إِليه،"وهذا مقام الصدِّيقين لا يقولون إِلا ما يفعلون".

      ـــــــــ
      (1) العلامة الطباطبائي، تفسير الميزان، ج114، ص65.

      الوفاء بالدين
      أيها الحبيب،
      إِذا اضطررت إِلى الدَيْن، فلا تنسىَ أنَّه عليك وفاؤه عند حلول أجله، ولا تبرأ ذِمَّتُك إِلا بذلك.
      وإِن لم تفعل تكن:
      1- قد ارتكبت حراماً وأكلت أموال الناس بالباطل.
      2- وآذيت إِخوانك الآخرين المحتاجين الذين لا يجدون مَنْ يستدينون منه نتيجة سوء تصرُِّفك.
      ولم أذكر هذا الموضوع إِلا بعد أن أصبح ظاهرة في مجتمعنا!!!
      فترى مَنْ يتوسَّلُ بشتى الطرق والأساليب العاطفية للفوز بمبلغ بعنوان(الدين) ثم بعد "فوزه" بالمبلغ لم يعدْ يتعرَّف على صاحب المال، ورُبَّما أساءَله...
      وسترى أنَّ هذا مخالفٌ لشرع الله سبحانه لو اطَّلعت على أحكام الدين الشرعية، ويبقى في ذمَّتك إِلى ما بعد موتِك ولو قُتلتَ شهيداً.
      قال ربُّنا جلَّ جلالُه
      (فإِن أَمِنَ بعضُكُمْ بعضاً فَلْيُؤَدِّ الذي أؤتُمِنَ أمانَتَه وَلْيَتَّقِ
      اللهَ ربَّه).
      ولا تجوز المماطلة في الدَيْن مع القدرة عليه لأنَّها من الظلم وتجب نِيَّةُ القضاء على كل حال.
      ــــــــــــــــ
      (1) سورة البقرة المباركة: الآية 283.
      (2) الحر العاملي، الوسائل، ج13، باب 13.
      الغناء والموسيقى
      أيـُّها الحبيب،
      لو نظرت إِلى المجتمعات البائدة لرأيت أنَّ أحَدَ أسبابِ انهيارها الغناءُ و "توابعه"...
      ولو فتَّشْت عن أصول الفساد في المجتمعات المنحلَّة خُـلُـقياً في هذا الزمن لوجدت من بينها الغناءَ والرقصَ والموسيقى والمجون وشرب الخمور...
      ومَنْ أُريدَ التجسُّسُ عليه، أو إِفسادُه أو إِضلالُه أو تحويلُه عن أهدافه الأساسية فأحد المداخِلِ إِلى ذلك الغناء والموسيقى.
      وإِذا تعلَّق الشباب بهما وما يستلزمانه فلا مجال بعد للكلام عن التضحية والوطن والاستقلال والشجاعة وشؤون الأمَّة والدفاع والعمل... وهذا يرجع إِلى أجوائهما التي تنمو بين الخمور والنساء والرقص والابتذال والحركات الرخيصة والكلمات الساقطة والأجواء الموبوءة والتهاون بأعراض الناس ومقدَّساتهم ومعاشرة أهل السوء والمنكر...
      ورد عن رسول الله(ص) "إياكم واستماعِ المعازف والغناء، فإِنَّهما يُنبتان النفاق في القلب، كما يُنبتُ الماء ُ البقل" ولو لم يكن في الغناء والموسيقى إِلا الذي ذكرنا آنفاً لكفى!!! كيف لا وهي منكرٌ بذاته صارفٌ عن ذكر الله ومن أهم مصاديق اللَّغو المحرَّم.
      فيا أيُّها الحبيب،
      وحتى لا نضيع في الدليل والبرهان، كن شجاعاً منصفاً وانظر من حولك... واحكمْ على واقع الحال الذي نحن فيه..
      خاصة وأن الاعتماد الأساسي للاعلام المسموع والمرئي مبنيٌّ على مثل هذه المنكرات.
      وأكثر مـا يُـلهي الشباب في هذه الأيام عن واجباتهم تجاه خالقهم، والواجبات الإنسانية والحياتية والمستقبليَّة هو مثل هذه المُفسدات.
      ولا تتهاونْ في هذا الأمر مطلقاً لأنَّ تأثيراتِهِ الدنيوية سريعةٌ وخطيرة على الإِيمان والرزق والعبادة...
      وأمَّـا إِذا قيل لك، كما هو شائع، إِنَّ الموسيقى الكلاسيكية جائزةٌ، فلا تُسْرع متلقِّفاً ما يقولون، لأنَّ الكلام والأساس حول هذا الموضوع هو: هل أنها مطربة أم لا؟ وتدور الحلِّيَّةُ مدارَ ذلك، إِضافةً إِلى أنَّ القول بحرمة الكثير منها واردٌ، لأنَّها أنواع وأشكال ومنها
      ــــــــــ
      (1) ميزان الحكمة،: الحديث 15077.

      المطرب والمعروف عند أهل الفجور وتُستعمل فيها آلات خاصة وتكثر فيها الإيحاءات والإِثارات، ولها أربابها، وأهل الخبرة فيها كما تعرف...
      وليس كلامنا على كل حال معك، أيها الحبيب، حولَ ما قد يحتملُ الجوزا.. إِنَّما حول ما يُعرض في وسائل الإعلام من صراخ وعويل يُسمَّى"غناءً" ومن نَقْرٍ على آلات الموسيقى يُسمَّى " لحناً"..
      ولا أخفي عليك أنَّ التهاون في هذا الأمر بلغ حداً كبيراً عند أكثر الشباب في السنوات الأخيرة، حيث ظهر الفساد في كل مكان.
      أخي العزيز،
      ورد في النص الشريف عن مولانا رسول الله (ص):" الغناء يُنبتُ النِّفاق في القلب".
      وفي النص المبارك عن مولانا الصادق (ع) قال:
      " الغناء مما أوعد الله ُ عزَّ وجل عليه النار، وهو قوله عز وجل:
      (ومِنَ الناس مَنْ يشتري لهو الحديث ليُضلَّ عن سبيل الله بغير علمٍ، ويتَّخذها هزواً أولئك لهم عذابٌ مهين).
      وسمع أحد الصحابة آلات الموسقى، فوضع اصبعيه في أُذنيه، وتجنَّب تلك الطريق، ولم يرفع إِصبعيه من أُذنيهِ حتى تأكَّدَ من
      ـــــــــــــــ
      (1) ميزان الحكمة: الحديث 15080
      (2) ميزان الحكمة: الحديث 15080


      رفيقه بذهاب تلك الأصوات وقال:
      "كنتُ مع النَّبي (ص) فسمع مثلَ هذا، فصنع مثل هذا".
      وقال رجلٌ للإمام الصادق(ع) أنَّه يستمع لجيرانه وهم يُغنُّون ويعزفون، فقال الصادق (ع) : لا تفعل
      فتذرَّع الرجل بأنَّه لا يقصد المكان، وإِنَّما يستمع فقط أثناء دخوله وخروجه إِلى المنزل... فيستأنس ويُطيل الجلوس.
      فقال عليه السلام: يالله أنت! أما سمعت الله عز وجل يقول
      (إنَّ السَمْع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)
      فقال الرجل كأني لم أسمع بهذه الآية من قبل.... وتركتُ هذا الأمر وأنا أستغفر الله تعالى.
      ــــــــــ
      (1) ميزان الحكمة: مضمون الحديث 15084.
      (2) ميزان الحكمة: الحرية 15083 بتصرف.

      الأفلام المُفْسِدة
      أيُّها الحبيب،
      من أهم الأمور الجذَّابة والتي يرغب بها الكبارُ الصغار حضور الأفلام في السينما والتلفزيون والفيديو.. فكيف إِذا كانت هذه الأفلام تعرض المناظر المفسدة والفاضحة فإِنَّها تكون عندئذٍ جذابة أكثر...
      وللأسف هذا واقعنا المرير الذي نعيش، حيث من أخطر الأمور التي يُخشى منها عليها شياعُ هذه الأفلام ودخولُها إِلى كل منزلٍ وبشكل يومي وحتى في القرى النائية... حيث تُصوِّرُ عمليات السطو والسرقة والقتل والعنف وقلة الأدب وسوء الخلق ولاقبلات واللمسات والحركات المنكرة، التي يخجل منها مَنْ عنده بقيَّة من حياء أو ذرَّة من خجل....
      فيا حبيبي، بارك الله بك... تجنَّب هذه الأفلام لتُحافظ على تديُّنكَ... وأعوا الآخرين لتجنُّبها حفاظاً على أمَّتك....
      أتصوَّرك وأنت تُشاهد فيلماً فاضحاً وتجلس معك أختُك أو أمُّك أو أبوك أو عمَّتُك... أو أختٌ مؤمنة أو حتى أخٌ لك... ماذا سيكون الموقف والشعور؟ وأين تنظر وكيف تتصرف.
      وهذه الأفلام هي من أخطر الأمور على شباب الاسلام في هذه الأيام على الاطلاق... وعنها تتفرَّع الأمور الأخرى... وبعدها تضيعُ الأوطان والأديان.
      فلا تستغرقْ في الجلوس امام التلفزيون إِلا لمصلحة ما:
      لمتابعة الأخبار والبرامج العملية والثقافية واللقاءات والمقابلات وجلسات الحوار والنقاش السياسي والاجتماعي والعلمي وكل ما تريد مما يُعلَّمك الحرام أو يؤدي بك إِلى المفاسد...

      الـتدخـيـن
      أيُّها الحبيب،
      من دون التطرق إِلى حرمة التدخين أو عدمه، إِلى عدم جوازه أم لا... ينبغي عليك:
      أولاً: ألاّ تتعلَّم التدخين أصلاً بسبب أضراره القاتلة التي بات يعرفها كلُّ الناس.
      ثانياً: أن تتركه إِنْ كنت قد وقعت في حبائله.
      وإذا قيل لك إِنه لا يُمكن تركه لأنَّك إِعتدت عليه... فاعلم، وأنت المسلم الحبيب، أنَّك تركتَ ما هو أعظم منه من شهوات الدنيا ومغرياتها... ومَنْ قدِرعلى هذا...
      وإِذا قيل لك إِنَّه قد إِختلقط بدمِك ( بتأثير النيكوتين Nicotine) ويصعب تركه... فأنصحك، ما دمت عزمت على ذلك، بأن تُنقصَ سيجارتين مثلا ً كلَّ شهر مما تدخن فلا
      ـــــــــــ
      (1) فلو كنت تدخن عشرين سيجارة يومياً مثلاً، فتدخن الشهر القادم 18 وبعده 16 وبعده 14 وهكذا.

      تمضي الشهور القليلة إِلا وتكون قد تخلّصت من هذه العادة
      القبيحة.
      والتجربة حولنا مَّمن نعرفهم أصدق دليل على النجاح...
      أما إِذا قيل لك إِن التدخين يُخفّفُ من الهموم!!!... فاعلمْ أنَّ هذا مدخلٌ عظيم للخبيث لعنه الله:
      1- فمَنْ مِنْ البشر يخلو من الهموم والمشاكل؟!
      2- أَوَلَيْس البلاءُ سنةً لله تعالى في هذه الدنيا؟
      3- وهل من صفات مَنْ أعزَّه الله ُ تعالى بالإسلام أن يجدَ حَلاًّ لمشاكله عن طريق التدخين؟!!
      4- وأين الصبر واليقين والأجر والرضا والتسليم وحين الخُلُق؟!
      5- أَوَلاً تعلم أن التدخين (عادة) فحسب، كسائر العادات التي ينزعج مَنْ تعلَّق بها عند بداية فقدها... ثم تمضي حياتُهُ طبيعيَّة؟!
      6- وماهي تلك العادة" الجميلة" التي تهدر مالاً وتتلف صحة وتنفث دخاناً... فتُظهرك كأنَّك من العقلاء؟!
      7- وإِذا كانت فعلاً تُخفِّفُ من الهموم والأحزان... فلِمَ لم
      ـــــــــــــ
      (1) كعادة أكل البذر عند الدراسة، أو العبث بالقلم بخطوط متشابكة، أو تحريك المفاتيح، أو اللعب" بالسلسلة".

      يَسْعَ إِليها علماؤنا الربانيون... أو نصحوا بها المؤمنين والأحبَّاء رأفةً بهم؟!!!
      وكفى ذلك إِدانة لها...
      8- وإِذا كانت فعلاً كذلك!!! فلا تحرم البشرية من هذا الاكتشاف العظيم... مع أنّّك تعلم أنّه ما من عاقل نصح مَنْ يُحبٌّ بها !!!
      أيها الحبيب،
      لا تكنْ عبداً لهذه العادة المقيتة بعد أنْ فكَكَتَ أسرَك مِمَّا هو أعظم منها... ولا تُضعفْ نفسك أمامها...

      وأخيراً : الموت قريب
      أخي الحبيب،
      يا عوني في غربة الدنيا،
      منذ اللحظة الأولى التي وُجدتَ فيها في هذه الحياة.. بدأ
      عمرك بالنقصان.
      الحظة التي تمر لا ترجع...
      والساعة التي تقضي لا تُعوَّض
      واليوم الذي يمضي يُنقصُ من عمرك يوماً ...
      لا تستطيع أن توقف رحلة العمر، ولو لحظة واحدة...
      وإِنْ كنتَ نائماً... يُسارُ بك الى الموت...
      وإِنْ كنت آكلاً ... يُسار بك إِلى الموت...
      وإِن كنتَ لاهياً غافلاً ... فلستَ بمغفول عنك...
      رُبَّما تنسى الموت... ولا ينساك
      رُبَّما تخافه... ولا يخافك
      مهما فررت منه فإِنَّه يلحقك
      الهرب من الأجل ... موافاته
      وأنفاسك التي تتنفَّس تحملك إِلى أجلك...
      مَنْ يضمن أن تدرك فجرَ ليلتكَ هذه ؟!
      ومَنْ يضمن أن تدرك مساء يومك هذا؟!
      لم تمتْ... لكنَّك وفي كل يوم تُودِّع الموتى
      الموت اليوم لغيرك ... وغداً لكَ
      اليوم تُكفِّنُ وتَدْفِ،ْ وغداً تُكفَّنُ وتُدفن...
      اليوم تبكي الآخرين... وغداً يبكي الآخرون...
      اليوم تحمل وغداً تُحمل...
      أخي:
      لا تضمنْ أن تبلعَ اللقمة َ التي في فمِك... فماذا تَعِدُ نفسك في غدك.
      أنظر حولك:
      ترى الجدران البنيان... هللك بانوها، ويهلك ساكنوها...
      ولا يبقى وارثوها
      أخي:
      كاتب هذه الوريقات، يموت قريباً، وهو بحاجة إِلى دعائك...
      (أنا بالأمس صاحبكم، وأنا اليوم عِبْرةٌ لكم، وغداً
      مفارِقُكُم).
      ولعلَّك لا تُكملُ ما بين يديك من كلمات: فقد خُلِقْتَ للآخرة
      لا للدنيا، وللفناء لا للبقاء..
      وكما لا بد للشمعة أن تذوب...
      وللشمس أن تغيب...
      ولليل أن ينقضي...
      وللنهار أن يمضي...
      إِنتهى الحبرُ في قلمي ... ليُنْذرني إِنتهاء حياتي... ومِتُّ
      قبل أن أموت.



      انتهى...



      الكتاب للتحميل
      اضغط هنا

      تعليق


      • #4
        بارك الله بكم و جعله في ميزان حسناتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون

        تحياتي الولائيه

        تعليق


        • #5
          حياكم الله سيدي الكريم الحاج ابراهيم علي عوالي...
          بارك الله بكم...
          و أصلح الله الشباب المؤمن في كل مكان...

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
          ردود 2
          9 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          يعمل...
          X