يعد الظلم من أخطر الآفات المهددة للمجتمعات البشرية بالانهيار والزوال والدمار، فما ساد الظلم في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية وإلا وساده انتهاك حقوق الإنسان، وانعدام الاستقرار الاجتماعي، وسلب الحريات الفردية والعامة، وضياع الحقوق، وغياب العدل، وانتشار الفساد والمفسدين. لذلك حذر القرآن الكريم من ممارسة الظلم، وتوعد الظالمين بسوء العاقبة كما في قوله تعالى:﴿ ... إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ 1 وقوله تعالى:﴿ ... وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ 2 ولأن الظلم من أقبح الذنوب والمعاصي، ولأنه قبيح في ذاته، ويمتد ضرره إلى الآخرين، خصوصاً إذا كان الظالم من المتنفذين في أي موقع كان، إلا أن الحاكم الظالم هو الأشد خطراً وضرراً لأن ظلمه سيصل إلى كل الناس، لذلك اعتبر الله سبحانه وتعالى أن من لا يحكم بما أمر الله به فهو من الظالمين، كما في قوله تعالى:﴿ ... وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ 3 والظالمون قد أعد الله لهم العذاب الأليم كما في قوله تعالى:﴿ ... وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ 4 وهذا العذاب الأليم دائم في جهنم، حيث يخلد الظالمون فيها كما أشار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله تعالى:﴿ ... أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ ﴾ 5.
الإمام الحسين ورفض الظلم
تعليق