
ورد في دعاء العهد: "اَللّـهُمَّ اَرِنيِ الطَّلْعَةَ الرَّشيدَةَ، وَالْغُرَّةَ الْحَميدَةَ، وَاكْحُلْ ناظِري بِنَظْرَة منِّي اِلَيْهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، وَاَوْسِعْ مَنْهَجَهُ وَاسْلُكْ بي مَحَجَّتَهُ، وَاَنْفِذْ اَمْرَهُ وَاشْدُدْ اَزْرَهُ، وَاعْمُرِ اللّـهُمَّ بِهِ بِلادَكَ، وَاَحْيِ بِهِ عِبادَكَ، فَاِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ: (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ اَيْدِي النّاسِ)، فَاَظْهِرِ الّلهُمَّ لَنا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ الْمُسَمّى بِاسْمِ رَسُولِكَ حَتّى لا يَظْفَرَ بِشَيْء مِنَ الْباطِلِ الّا مَزَّقَهُ، وَيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ، وَاجْعَلْهُ اَللّـهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِكَ".
لقد تواترت الروايات حول أهمّيّة انتظار المهديّ المنتظر، وفرج الأمّة بتوليّه لقيادة مسيرتها بشكل ظاهر، لينجز الله وعده، ويعزّ جنده، ويظهر دينه على الدين كلّه.
فعن رسول الله

وعنه

والانتظار عملٌ، بدليل قوله

وعن الإمام الصادق

فإذا كان المنتظِر له


فالاعتقادُ بوجود الإمام المهديّ

وممّا يرشدنا إلى الترابط بين الانتظار والتقوى ما ورد عن الإمام الصادق

وبديهيّ أنّ التقوى واجبة في كلّ حال، إلّا أنّ المقصود هو الإشارة إلى هذه العلاقة بينها وبين الانتظار، وفائدة ذلك أنْ يدرك من يغلب عليه الطابع الحركيّ العمليّ، ويحسب أنَّه من جنود المهديّ دون شكّ! إلّا أنّ هذا البعد وحده لا يكفي.
ولا شكّ أنّ الوقوف مع الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، أثناء غيبته إنَّما يتحقَّق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله مع نائبه الفقيه الجامع للشرائط، انطلاقاً من الاهتمام بأمور المسلمين، ومواجهة الطواغيت الذين يريدون ليطفئوا نور الله تعالى.
وبالتالي يكون الارتباط بالإمام الحجّة المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ليس مجرّد ارتباط بفكرة عقيديّة غيبيّة، بل بإنسان كامل حيٍّ جسداً وروحاً، ولولا وجود الإمام لساخت الأرض بأهلها، فهو أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، كما ورد في الأحاديث المأثورة عنهم

زاد الهدى في شهر الله، دار المعارف الإسلامية الثقافية
[1] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص286.
[2] المصدر نفسه، ص644.
[3] الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا، مصدر سابق، ج2، ص39.
[4] الشيخ الطوسيّ، أبو جعفر محمّد بن الحسن: الغيبة، ص460، تحقيق الشيخ عباد الله الطهرانيّ والشيخ علي أحمد ناصح، مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، قم، 1411هـ، ط1.
[5] النعمانيّ، أبو عبد الله محمّد بن ابراهيم بن جعفر: الغيبة، ص207، تحقيق فارس حسون كريم، مهر، قم، 1422 هـ، ط1.​