في صباح اليوم التالي
ارتفع صدى رنين الهاتف ارجاء المنزل دون ان يجيب احد..
" تررررن.. تررن"
" اوووف.. لماذا لا يرفعون سماعةالهاتف؟ من الغبي الذي يتصل في السادسة صباحا؟ "
تمتم احمد الذي يبلغ الثامنة عشر من عمره بتلك الكلمات وهو ينهض متكاسلا من على فراشه متوجها الى الصالة القابعة في الدور العلوي من المنزل ليجيب على الهاتف لكنه لمح اخته ابرار تسبقه لرفع السماعة وسمعها تخاطب محدثتها قائلة:
" الو؟.. اهلا ام حسين.. اجرنا واجرك.. لا نعلم..استيقظنا في موعد الصلاة لنراه ممدا في فراشه دون حراك.. حاولنا ايقاظه لكنه كان.. ميتا"
لفظت ابرار كلمتها الاخيرة وهي تشهق من شدة البكاء والتاثر
" ميت؟؟.. من؟.. جدي؟"
قال احمد محدثا نفسه.. واتجه من فوره الى غرفة جده دون ان تلاحظه ابرار.. فوجد جده جالسا على حافة السرير يبكي وينتحب وهو يدفن راسه بين راحتيه ويقول : " لا اصدق.. لا اصدق انك رحلت قبلي يا ولدي.. مازلت في ريعان شبابك.. لا حول ولا قوة الا بالله"
ترك احمد جده يبكي دون ان يحاول نزعه من حالته تلك بالسؤال عن الميت وهرع الى الطابق السفلي وراى والدته تبكي بحرقه ونساء الحي يحطن بها من كل صوب وناحية ، اسرع الى الديوان الخاص باستقبال الضيوف وهو يصرخ : "ابي؟؟ .. كلا"
اتجه الى الديوان مهرولا حتى كاد ان يتعثر عدة مرات
فراها مليئة برجال الشرطة والجيران والجميع محاطا بوالده الذي جلس هو الاخر حزينا ورجل الشرطة يحاول تهدئته ليجيب عن الاسئلة التي يطرحها عليه المحقق ، استرق احمد السمع جيدا عله يلتقط اسم الميت لكن دون جدوى ، لاحظ احمد بانه مازال في لباس النوم فتوجه الى المنزل قبل ان يراه احد من الجيران والاصدقاء
واخذ يحدث نفسه:" ما الذي يحدث.. من الذي مات؟"
صعد الىالطابق العلوي متجها الى غرفته ، وسمع ابرار تستنجد بجدها: " جدي ارجوك انزل.. لقد انهار ابي"
اتجهت ابرار مع جدها الى الطابق السفلي دون ان يعيرا احمد اي اهتمام
ثم اتجه الاخير الى غرفته وهو يحدث نفسه بصوت مسموع " حسنا.. ساغير ثيابي واذهب للاطمئنان على والدي.. يبدو انهم يبكون دون ان يعلموا هوية الميت "
ما ان دخل الغرفة حتى لاحظ شيئا غريبا على فراشه ، توجه الى كومة القماش الموضوعه على سريره ، لم يستوعب ما تحتويه..
" ما هذا؟"
اقترب اكثر ليستوضح معالم ما تحويه كومة القماش..
" ترى .. ايكون الـ.. "
لم يتجرأ على استكمال عبارته.. اقترب اكثر ..
وبحذر شديد امتدت اصابعه نحو الكومة ليرفع الغطاء ويكشف ما يختبئ تحته، انتفض جسده بعنف حتى كادت الارض تتزلزل من تحت قدميه ، ومع تلك القشعريرة الباردة التي سرت في اوصاله سمع دوي صراخ امه وهي تهتف باكية : " ولدي احمد.. اؤتوني بولدي احمد"
قالت ابرار وهي تحاول تهدئتها:" امي.. لقد مات احمد.. احمد قد مات"
توقفت روح احمد تتامل الدنيا التي فارقتها دون سابق انذار واصبحت الروح تردد قول امير المؤمنين عليه السلام:
اي يومي من الموت افر يوم لا يقدر او يوم يقدر
يوم ما قدر لا ارهبـــــــه وان قدر لا ينجي الحذر.
ارجو ان تكون العبرة في هذه القصة فالانسان لا يعلم متى ياتي يومه.
ارتفع صدى رنين الهاتف ارجاء المنزل دون ان يجيب احد..
" تررررن.. تررن"
" اوووف.. لماذا لا يرفعون سماعةالهاتف؟ من الغبي الذي يتصل في السادسة صباحا؟ "
تمتم احمد الذي يبلغ الثامنة عشر من عمره بتلك الكلمات وهو ينهض متكاسلا من على فراشه متوجها الى الصالة القابعة في الدور العلوي من المنزل ليجيب على الهاتف لكنه لمح اخته ابرار تسبقه لرفع السماعة وسمعها تخاطب محدثتها قائلة:
" الو؟.. اهلا ام حسين.. اجرنا واجرك.. لا نعلم..استيقظنا في موعد الصلاة لنراه ممدا في فراشه دون حراك.. حاولنا ايقاظه لكنه كان.. ميتا"
لفظت ابرار كلمتها الاخيرة وهي تشهق من شدة البكاء والتاثر
" ميت؟؟.. من؟.. جدي؟"
قال احمد محدثا نفسه.. واتجه من فوره الى غرفة جده دون ان تلاحظه ابرار.. فوجد جده جالسا على حافة السرير يبكي وينتحب وهو يدفن راسه بين راحتيه ويقول : " لا اصدق.. لا اصدق انك رحلت قبلي يا ولدي.. مازلت في ريعان شبابك.. لا حول ولا قوة الا بالله"
ترك احمد جده يبكي دون ان يحاول نزعه من حالته تلك بالسؤال عن الميت وهرع الى الطابق السفلي وراى والدته تبكي بحرقه ونساء الحي يحطن بها من كل صوب وناحية ، اسرع الى الديوان الخاص باستقبال الضيوف وهو يصرخ : "ابي؟؟ .. كلا"
اتجه الى الديوان مهرولا حتى كاد ان يتعثر عدة مرات
فراها مليئة برجال الشرطة والجيران والجميع محاطا بوالده الذي جلس هو الاخر حزينا ورجل الشرطة يحاول تهدئته ليجيب عن الاسئلة التي يطرحها عليه المحقق ، استرق احمد السمع جيدا عله يلتقط اسم الميت لكن دون جدوى ، لاحظ احمد بانه مازال في لباس النوم فتوجه الى المنزل قبل ان يراه احد من الجيران والاصدقاء
واخذ يحدث نفسه:" ما الذي يحدث.. من الذي مات؟"
صعد الىالطابق العلوي متجها الى غرفته ، وسمع ابرار تستنجد بجدها: " جدي ارجوك انزل.. لقد انهار ابي"
اتجهت ابرار مع جدها الى الطابق السفلي دون ان يعيرا احمد اي اهتمام
ثم اتجه الاخير الى غرفته وهو يحدث نفسه بصوت مسموع " حسنا.. ساغير ثيابي واذهب للاطمئنان على والدي.. يبدو انهم يبكون دون ان يعلموا هوية الميت "
ما ان دخل الغرفة حتى لاحظ شيئا غريبا على فراشه ، توجه الى كومة القماش الموضوعه على سريره ، لم يستوعب ما تحتويه..
" ما هذا؟"
اقترب اكثر ليستوضح معالم ما تحويه كومة القماش..
" ترى .. ايكون الـ.. "
لم يتجرأ على استكمال عبارته.. اقترب اكثر ..
وبحذر شديد امتدت اصابعه نحو الكومة ليرفع الغطاء ويكشف ما يختبئ تحته، انتفض جسده بعنف حتى كادت الارض تتزلزل من تحت قدميه ، ومع تلك القشعريرة الباردة التي سرت في اوصاله سمع دوي صراخ امه وهي تهتف باكية : " ولدي احمد.. اؤتوني بولدي احمد"
قالت ابرار وهي تحاول تهدئتها:" امي.. لقد مات احمد.. احمد قد مات"
توقفت روح احمد تتامل الدنيا التي فارقتها دون سابق انذار واصبحت الروح تردد قول امير المؤمنين عليه السلام:
اي يومي من الموت افر يوم لا يقدر او يوم يقدر
يوم ما قدر لا ارهبـــــــه وان قدر لا ينجي الحذر.
ارجو ان تكون العبرة في هذه القصة فالانسان لا يعلم متى ياتي يومه.