إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

غرة شهر ذي القعدة ذكرى ولادة السيدة الجليلة فاطمة المعصومة سلام الله عليها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غرة شهر ذي القعدة ذكرى ولادة السيدة الجليلة فاطمة المعصومة سلام الله عليها




    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأول من شهر ذي القعدة سنة 173هـ ولدت السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم عليه السلام وإبنة المكرّمة السيدة نجمة أم الإمام الهمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وتعتبر من أفضل بنات الإمام موسى الكاظم عليه السلام وأعلاهنّ منزلة، ومزارها في قم المقدسة ذو قبة عالية وضريح وصحون متعددة وخدم وموقوفات كثيرة، وهي قرّة عين أهل قم وملاذ الناس ومعاذهم بحيث تشد إليها الرحال كل سنة من الأماكن البعيدة لإقتباس الفيض واكتساب الأجر في زيارتها عليها السلام.

    سبب الهجرة الى قم:
    أما سبب مجيئها الى قم فهو كما رواه العلامة المجلسي رحمه الله عن صاحب تاريخ قم وهو عن مشايخ أهل قم أنه لما أخرج المأمون الإمام الرضا عليه السلام من المدينة الى مرو لولاية العهد في سنة مائتين من الهجرة خرجت فاطمة أخته تقصده في سنة إحدى ومائتين، فلمّا وصلت الى ساوة مرضت فسألت كم بينها وبين قم؟ قالوا: عشرة فراسخ: فقالت: إحملوني إليها، فحملوها وأنزلوها في بيت موسى بن خزرج بن سعد الأشعري.
    وفي أصح الروايات أنه لما وصل خبرها الى قم إستقبلها أشراف قم وتقدمهم موسى بن خزرج، فلمّا وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وجرّها الى منزله، وكانت في داره سبعة عشر يوماً ثم توفيت رضي الله عنها، فأمر موسى بتغسيلها وتكفينها وصلّى عليها ودفنها في محلٍ هو الآن روضتها.
    قال صاحب تاريخ قم: أخبرني الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أنه لما توفيت فاطمة رضي الله عنها وغُسّلت وكُفّنت حملوها الى مقبرة بابلان ووضعوها في سرداب حفر لها، فاختلف آل سعد في من ينزلها الى السرداب، ثم إتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له قادر.
    فلما بعثوا إليه رأوا راكبَينِ سريعَينِ متلثمَينِ يأتيان من جانب الرملة وعليهما لثام، فلما قربا من الجنازة نزلا وصلّيا عليها ودخلا السرداب وأخذا الجنازة فدفناها ثم خرجا وركبا وذهبا ولم يعلم أحد من هما.

    عمارة المرقد الشريف:
    وعلى الرواية الأولى المتقدمة أن موسى بن خزرج بنى عليها سقيفة من البواري، الى أن بنت زينب بنت محمد بن علي الجواد عليه السلام قبّة عليها، والمحراب الذي كانت فاطمة رضي الله عنها تصلي فيه موجود الى الآن في دار موسى ويزوره الناس.
    وما يزال هذا المحراب المبارك موجوداً الى يومنا هذا، ويقع في محلّة (ميدان مير).

    ثلة من العلويات مع المعصومة:
    وإن جمع من البنات الفاطميات والسادات الرضوية قد دُفنَّ في بقعة فاطمة المعصومة عليها السلام كزينب وأم محمد وميمونة بنات الإمام الجواد عليه السلام، وفي نسخة من أنساب المجدي أنّ ميمونة بنت موسى بن جعفر عليه السلام دُفِنت مع فاطمة المعصومة عليها السلام، ومع المدفونين أيضاً بريهة بنت موسى المبرقع، وأم إسحاق جارية محمد بن موسى، وأم حبيب جارية محمد بن أحمد بن موسى رضوان الله تعالى عليهنّ، وكانت هذه الجارية والدة أم كلثوم بنت محمد.

    فضل زيارتها:
    روي في فضل زيارة السيدة فاطمة عليها السلام روايات كثيرة فمنها ما روي في تاريخ قم عن عدة من أهل الري أنهم دخلوا على أبي عبد الله عليه السلام وقالوا: نحن من أهل الري، فقال: مرحباً بإخواننا من أهل قم، فقالوا: نحن من أهل الري، فأعاد الكلام، قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما أجابهم به أولاً، فقال: عليه السلام انّ لله حرماً وهو مكة وأن للرسول حرماً وهو المدينة وأن لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة انّ لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها إمرأة من أولادي تسمى فاطمة فمن زارها وجبت له الجنة، قال الراوي: وكان هذا الكلام منه عليه السلام قبل أن يولد الكاظم عليه السلام.
    وفي رواية أن الإمام الرضا عليه السلام قال لسعد الأشعري القمي: يا سعد عندكم لنا قبر، قلت له: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى عليه السلام، قال: نعم من زارها عارفاً بحقّها فله الجنة، والروايات بهذا المضمون كثيرة.
    وروى القاضي نور الله في مجالس المؤمنين عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام انه قال: أن لله حرماً وهو مكة وأن لرسول الله حرماً وهو المدينة ألا وإن لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة ألا وإن قم الكوفة الصغيرة، ألا إن للجنة ثمانية أبواب ثلاثة منها الى قم، تقبض فيها إمرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنة بأجمعهم.

    ليس لهن كفؤ:
    روي عن الكافي عن يونس بن يعقوب أنه قال: لما رجع أبو الحسن موسى عليه السلام من بغداد ومضى الى المدينة ماتت له إبنة بفيد، فدفنها وأمر بعض مواليه أن يجصص قبرها ويكتب على لوح اسمها ويجعله في القبر.
    وفي تاريخ قم ما حاصله: انّ الرضائية لم يزوّجوا بناتهم لعدم الكفؤ لهم، وكان للإمام موسى الكاظم عليه السلام إحدى وعشرون بنتاً لم تتزوّج إحداهنّ، وكان سائراً في بناتهم، وقد أوقف محمد بن علي الرضا عليه السلام قرى في المدينة على أخواته وبناته اللاتي لم يتزوجن، وكان يرسل نصيب الرضائية من منافع هذه القرى من المدينة الى قم.


    موقع الشيرازي نت

  • #2
    صفاتها (عليها السَّلَام):

    أ‌- علو مقامها ورفعة درجتها:

    أخذت هذه السِّيِّدة الجليلة العلم والمعرفة والفضائل والمناقب عن بيت العصمة، لاسيما عن معلمها الأول ومربيها الإمام الرِّضا (عليه السَّلَام) حتى غدت ذات شأن عند الله تعالى كما جاء في زيارتها (عليها السَّلَام)، وأن شفاعتها كفيلة بإدخال الشِّيعة بأجمعهم إلى الجنّة، كما تحدث بذلك جدها الإمام الصادق (عليه السَّلَام)، فبالرغم من قلة المصادر التي تناولت حياة هذه السيِّدة الجليلة (عليها أفضل الصَّلَاة والسَّلَام)، إِلَّا أن لدينا ما يكفي للكشف عن بلوغها مرتبة عالية في المقام الرَّفيع في العلم والمعرفة، قد بلغت من الكمال والنَّزاهة والفضل مرتَّبة شامخة حيث سمَّاها الإمام (عليه السَّلَام) بـ(المَعْصُومَة)، - وسنذكر الحديث الذي تضمن هذا المعنى في الفقرات التالية- والعصمة: تعني الحفظ والوقاية، ولولا أن السَّيِّدة فَاطِمَة المَعْصُومَة (صلوات الله تعالى وسلامه عليها) بلغت من المنزلة مكانة عظيمة لما كان الإمام المعصوم (عليه أفضل الصَّلَاة والسَّلَام السَّلَام) يقول ذلك.

    فهل من المعقول أن يقال في حقّها (عليها أفضل الصَّلَاة والسَّلَام): بأنَّها مَعْصُومَة ولا تكون قد بلغت من العلم مكانة يكشف لها الواقع على ما هو عليه، أليست العصمة تستلزم العلم والمعرفة؟![10].

    ومما يؤيد ذلك ما روي من رواية مفادها: (أنَّ جمعًا من الشيعة قَصَدُوا بيت الإمام موسى بن جعفر (عليهما أفضل الصَّلَاة والسَّلَام) للتَّشرّف بلقائه والسَّلَام عليه، فأخبروا أن الإمام (عليه السَّلَام) خرج في سفر وكانت لديهم عدة مسائل فكتبوها، وأعطوها للسَّيِّدة فَاطِمَة المَعْصُومَة (عليها السَّلَام) ثم انصرفوا.

    وفي اليوم التالي - وكانوا قد عزموا على الرَّحيل إلى وطنهم – مرُّوا ببيت الإمام (عليه السلام)، ورأوا أن الإمام (عليه السَّلَام) لم يعد من سفره بعد، ونظرا إلى أنه لا بد لهم أن يسافروا طلبوا مسائلهم على أن يقدموها للإمام (عليه السَّلَام) في سفر آخر لهم للمدينة، فسلمت السَّيِّدة فَاطِمَة المعصومة (عليها السَّلَام) المسائل إليهم بعد أن كتبت أجوبتها، ولما رأوا ذلك فرحوا وخرجوا من المدينة قاصدين ديارهم.

    وفي أثناء الطريق التقوا بالإمام الكاظم (عليه السَّلَام) وهو في طريقه إلى المدينة، فحكوا له ما جرى لهم فطلب إليهم أن يروه تلك المسائل، فلما نظر في المسائل وأجوبتها، قال ثلاثا: ((فداها أبوها)))[11].

    فهذه الرواية: تدلّ على أن السَّيِّدة فَاطِمَة المَعْصُومَة (صلوات الله تعالى وسلامه عليها) عاصرت أباها مدة طويلة من الزمن، وثانيًا: تدلّ على المقام العلمي الرفيع الذي بلغته السَّيِّدة فَاطِمَة المَعْصُومَة (عليها أفضل الصَّلَاة والسَّلَام)[12].

    ب-قول المعصوم في حقّها:

    ورد في حق السَّيِّدة فاطمة المعصومة (عليها أفضل الصَّلَاة والسَّلَام) العديد من الأحاديث والأقوال الصَّادرة من أئمة أهل البيت (صلوات الله تعالى وسلامه عليهم)، ومنها قول أخيها الإمام الرّضا (عليه السَّلَام) إذ روي عنه أنه قال: (من زار المعصومة بقم كمن زارني)[13].

    وكذلك قال (عليه السَّلَام): (من زارها فله الجنَّة)[14]، وعن ابن أخيها الإمام مُحَمَّد الجواد (عليهما السَّلَام) قال: (من زار قبر عمتي بقُم فله الجنَّة)[15].

    وما هذا إلَّا الكلام المختصر عن وولادة هذه السَّيِّدة الجليلة فاطمة بنت الإمام موسى بن جَعْفَر الكاظم (عليهم السَّلَام) وحياتها، فمبارك لشيعة أمير المؤمنين (عليه السَّلَام) هذه الولادة الميمونة المباركة...

    [9] الفَاطِمَة المَعْصُومَة (صلوات الله تعالى وسلامه عليها): 59.
    [10] يُنظر: المصدر نفسه: 64، 75-76.
    [11] المصدر نفسه: 76-77.
    [12] المصدر نفسه: 77.
    [13] المصدر نفسه 64.
    [14] مستدرك سفينة البحار: 8/594.
    [15] المصدر نفسه: 8/594.​


    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X