مدينة كربلاء
--------------------------------------------------------------------------------
** مدينة كربلاء
العراق *
*1 التعريف : هي مدينة اسلامية مشهورة قبل الاسلام بزمن بعيد ، تمتاز بقدسيتها و تأريخها الحافل بالامور العظام و الحوادث الجسام حيث شهدت تربتها حادثة واحدة من انبل ملامح الشهادة و الفداء الا و هي حادثة الطف الخالدة . *
* 2 الموقع :
تقع المدينة على بعد 105 كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة بغداد ، على حافة الصحراء في غربي الفرات وعلى الجهة اليسرى لجدول الحسينية .
و تقع المدينة على خط طول 44 درجة و 40 دقيقة وعلى خط عرض 33 درجة و 31 دقيقة ، ويحدها من الشمال محافظة الانبار ومن الجنوب محافظة النجف ومن الشرق محافظة الحلة وقسم من محافظة بغداد ومن الغرب بادية الشام واراضي المملكة العربية السعودية .*
*3 التاسيس :
يعود تاريخ المدينة إلى العهد البابلي وكانت هذه المنطقة مقبرة للنصارى قبل الفتح الاسلامي ، و يرى بعض الباحثين ان كلمة كربلاء يعني ( قرب الاله ) وهي كلمة اصلها من البابلية القديمة ، ورأى بعضهم ان التوصل إلى معرفة تاريخ ( كربلاء ) القديم قد يأتي من معرفة نحت الكلمة وتحليلها اللغوي فقيل انها منحوتة من كلمة ( كور بابل ) العربية بمعنى مجموعة قرى بابلية قديمة ، منها نينوى القريبة من سدة الهندية ، ومنها الغاضرية ، و تسمى اليوم ( اراضي الحسينية) ، ثم كربلاء او عقر بابل ثم النواويس ، ثم الحير الذي يعرف اليوم بالحائر اذ حار الماء حول موضع قبر الامام الحسين ( ع ) عندما امر المتوكل العباسي بهدم و سقي القبر الشريف ، و يرى اخرون ان تاريخ كربلاء يعود الى تاريخ مدن طسوح النهرين الواقعة على ضفاف نهر بالاكوباس ( الفرات القديم ) وعلى ارضها معبد قديم للصلاة ، ان لفظ كربلاء مركب من الكلمتين الاشوريتين ( كرب ) أي حرم و ( أيل ) أي الله و معناهما ( حرم الله ) ، و ذهب آخرون الى انها كلمة فارسية المصدر مركبة من كلمتين هما ( كار ) أي عمل و ( بالا ) أي الاعلى فيكون معناهما ( العمل الاعلى ) ، و من اسمائها ( الطف ) و يحتمل ان كلمة كربلاء مشتقة من الكربة بمعنى الرخاوة ، فلما كانت ارض هذا الموضع رخوة سميت كربلا ... او من النقاوة ويقال كربلت الحنطة إذا هززتها ونقيتها .. فيجوز على هذا أن تكون هذه الارض منقاة من الحصى والدغل فسميت بذلك . والكربل اسم نبت الحماض ، فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبت يكثر وجوده هناك فسميت به .*
*4 التوسعة و الاعمار :
ـ في 12 محرم عام 61 هـ بدا تاريخ عمران مدينة كربلاء بعد واقعة الطف بيومين حيث دفن بنو اسد رفات الامام الحسين ( ع ) واخيه العباس ( ع ) وصحبه الميامين ( عليهم السلام ) .
ـ سنة 247 هـ اعاد المنتصر العباسي بناء المشاهد في كربلاء وبنى الدور حولها بعد قتل ابيه المتوكل الذي عبث بالمدينة وهدم مافيها ، ثم استوطنها اول علوي مع ولده وهو السيد ابراهيم المجاب الضرير الكوفي بن محمد العابد بن الامام موسى الكاظم ( ع ) .
ـ سنة 372 هـ شيد اول سور للحائر و قد قدرت مساحته 2400 م2 .
ـ سنة 412 هـ اقام الوزير ( الحسن بن الفضل بن سهلان الرامهرمزي ) السور الثاني للمدينة ، و نصب في جوانبه أربعة ابواب من الحديد .
ـ سنة 941 هـ زار الشاه اسماعيل الصفوي كربلاء و حفر نهراً دارساً و جدد و عمر المشهد الحسيني
ـ سنة 953 هـ أصلح سليمان القانوني الضريحين فاحال الحقول التي غطتها الرمال إلى جنائن .
ـ في اوائل القرن التاسع عشر الميلادي زار احد ملوك الهند كربلاء ( بعد ====== سنة 1216 هـ ) وبنى فيها اسواقا جميلة وبيوتا ، اسكنها بعض من نكبوا ، وبنى سورا منيعا للبلدة .
ـ سنة 1217 هـ تصدى السيد علي الطباطبائي ( صاحب الرياض ) لبناء سور المدينة الثالث بعد غارة ال***** وجعل له ستة ابواب عرف كل باب باسم خاص .
ـ سنة 1860 م تم ايصال خطوط التلغراف واتصال كربلاء بالعالم الخارجي .
ـ في سنة 1285 هـ 1868 م و في عهد المصلح ( مدحت باشا ) بنيت الدوائر الحكومية ، وتم توسيع واضافة العديد من الاسواق والمباني ، و هدم قسماً من سور المدينة من جهة باب النجف ، و اضاف طرفاً اخر الى البلدة سميت بمحلة (العباسية) .
ـ سنة 1914 م و بعد الحرب العالمية الاولى انشئت المباني العصرية والشوارع العريضة وجففت اراضيها وذلك بانشاء مبزل لسحب المياه المحيطة بها .*
*5 المعالم :
تبلغ مساحة مدينة كربلاء نحو 52856 كم مربعا و أرضها رخوة نقية ( منقاة من الحصى والدغل ) تحيط بها البساتين الكثيفة ويسقيها ماء الفرات ، و ثمة طريقان يؤديان إلى المدينة المقدسة ، طريق تربطها بالعاصمة بغداد مرورا بمدينة المسيب وطولها 97 كم و طريق آخر تصلها بمدينة النجف الاشرف المقدسة وأيا كان السبيل الذي يسلكه المسافر فإنه سيتجه إلى مرقد الامام الحسين ( ع ) ومثوى شهداء الطف الكرام ، فلابد له في كلتا الحالتين من المرور بطريق مخضرة تحفها بساتين الفاكهة ومزارع النخيل الكثيفة . وتقسم المدينة من حيث العمران إلى قسمين يسمى الاول " كربلاء القديمة " وهو الذي أقيم على أنقاض كربلاء القديمة ، ويدعى القسم الثاني " كربلاء الجديدة " و البلدة الجديدة واسعة البناء ذات شوارع فسيحة وشيدت فيها المؤسسات و الاسواق و المباني العامرة و المدارس الدينية و الحكومية الكثيرة ، و يصل المدينة الخط الحديدي الممتد بين بغداد و البصرة بفرع منه ينتهي بسدة الهندية طوله 36 كم و تربطها بالعاصمة و بسائر الاطراف طرق مبلطة حديثة .
الاقضية والنواحي :
1 ـ مركز القضاء وتتبعه / ناحية الحر ، ناحية الحسينية .
2 ـ مركز قضاء الهندية وتتبعه / ناحية الخيرات . ناحية الجدول الغربي .
3 ـ قضاء عين التمر .
محلاتها :
محلة باب السلالمة ، محلة باب الطاق ، محلة باب بغداد ، محلة باب الخان ، محلة المخيم ، محلة باب النجف ، محلة العباسية الشرقية والغربية .
احياؤها السكنية :
حي الحسين ، حي المعلمين ، حي العباس ، حي النقيب ، حي الثورة ، حي الحر ، حي رمضان ، حي الصحة ، حي الاسكان ، حي القزوينية ، حي العدالة ، حي البنوك ، حي الانصار ، حي الموظفين ، حي البلدية ، حي العروبة ، حي السعدية ، حي العلماء ، حي الملحق ، حي التعليب ، حي الاصلاح الزراعي ، حي العامل .
شوارعها :
شارع الرسول الاعظم ( ص ) شارع الامام علي ( ع ) ، شارع الحسين ( ع ) ، شارع العباس ( ع ) ، شارع علي الاكبر ( ع ) .
مراقدها ومقاماتها :
ـ الروضة الحسينية المطهرة و بجانبها العديد من القبورالتي تزار منها :
( مرقد السيد إبراهيم المجاب (ع) ، مرقد حبيب بن مظاهر الاسدي ، ضريح الشهداء من أصحاب الحسين (ع)، والقاسم بن الحسن (ع) ) .
ـ الروضة العباسية المطهرة .
ومن المقامات والاماكن التي يتبرك بها الزوار :
ـ نخل مريم ، مقام الحر بن يزيد الرياحي (ع) ، المخيم الحسيني، مقام المهدي (عج) ، مقام تل الزينبية ، مقام الكف الايمن للعباس (ع) ، مقام الكف الايسر للعباس (ع) ، مقام الامام جعفر الصادق ( ع ) ، مقام عون بن عبدالله ، مقام بن حمزة ، مقام الحسين وابن سعد ، مقام ابن فهد الحلي ، مقام فضة ، مقام الامام علي (ع) ، مقام موسى بن جعفر (ع) ، مقام علي الاكبر (ع) ، مقام رأس الحسين (ع) ، مقام أم البنين (ع) ، مقام الاخرس بن الكاظم (ع) .
اماكنها الاثرية الشهيرة :
حصن الاخيضر ، قلعة الهندي ، خان العطشان .
مساجدها :
هنالك أكثر من 100 مسجد في المدينة أشهرها : مسجد رأس الحسين ، مسجد عمران بن شاهين ، مسجد الشهيد الثاني ، جامع السر دار حسن خان ، الجامع الناصري ، جامع الشهرستاني ، جامع الحميدية ، مسجد السيد علي نقي الطباطبائي ، مسجد كبيس ، مسجد الشيخ يوسف البحراني ، جامع الشيخ خلف ، جامع الاردبيلية ، جامع الحاج نصر الله ، جامع المخيم .
حسينياتها :
هناك اكثر من 100 حسينية في المدينة اشهرها : الحسينية الحيدرية ، حسينية السيد محمد صالح ، حسينية ربيعة، حسينية المشاهدة ، حسينية أولاد عامر ، حسينية الحاج حنن ، حسينية الكرادة الشرقية .
مدارسها الدينية :
1 ـ المدرسة المحسينية 1327 هـ
2 ـ المدرسة الجعفرية 1333 هـ
3 ـ المدرسة الاحمدية 1921 م
4 ـ المدرسة الفيصلية 1921 م
5 ـ المدرسة الرضوية 1345 هـ
6 ـ مدرسة الامام الباقر ( ع ) 1381 هـ
7 ـ مدرسة المجاهد 1270 هـ
8 ـ مدرسة البادكوبة 1270 هـ
9 ـ مدرسة الصدر الاعظم 1276 هـ ( مندثرة )
10 ـ مدرسة الحاج عبد الكريم 1287 هـ
11 ـ مدرسة البقعة 1250 هـ
12 ـ مدرسة السليمية 1250 هـ
13 ـ مدرسة الهندية الكبرى 1920 هـ
14 ـ مدرسة الهندية الصغرى 1300 هـ
15 ـ مدرسة ابن فهد الحلي 1358 هـ جُدد بناؤها
16 ـ مدرسة الزينبية 1276 هـ ( مندثرة )
17 ـ مدرسة المهدية 1287 هـ
18 ـ مدرسة البروجردي 1381 هـ
19 ـ مدرسة شريف العلماء المازندراني 1384 هـ
20 ـ مدرسة الخطيب 1355 هـ
21 ـ مدرسة الامام الصادق ( ع ) 1376 هـ
22 ـ مدرسة الحسينية 1388 هـ
23 ـ مدرسة السردار حسن خان 1180 هـ ( كانت تحتوي على 70 غرفة لم يبقَ منها اليوم سوى 16 غرفة ).
مكتباتها :
خزانة مشهد الامام الحسين ( ع ) ، خزانة السيد نصر الله الحائري ، خزانة الشيخ عبد الحسين الطهراني ، خزانة السيد عبد الحسين الكليدار ال طعمة ، خزانة السيد حسين القزويني ، خزانة السيد محمد باقر الحجة الطباطبائي ، خزانة الشيخ احمد بن زين العابدين الحائري ، خزانة الشيخ محسن ابو الحب ، خزانة الشيخ محمد بن داود الخطيب ، خزانة السيد مهدي الحكيم الشهرستاني ، خزانة السيد محسن الجلالي الكشميري .
مكتباتها العامة :
مكتبة الجعفرية ، مكتبة سيد الشهداء ، المكتبة المركزية العامة ، مكتبة ابي الفضل العباس ، مكتبة الروضة الحسينية ، مكتبة السيد علي اكبر الحائري ، مكتبة المولى عبد الحميد الفراهاني ، مكتبة الرسول الاعظم ( ص ) ، مكتبة النهضة الاسلامية ، مكتبة السيدة زينب الكبرى ( ع ) ، مكتبة القرآن الكريم .
المقابر :
ساحة المخيم ، وادي العتيق " مدرسة الغرة حاليا " ، ساحة الهيابي ( مقابل الامام جعفر الصادق (ع)) ، الوادي الجديد ( مقابل محطة القطار ) ، مقبرة الهنود ( بستان ابن ذرب المقابل لمرقد ابن حمزة ) .
اسواقها القديمة والحديثة :
سوق المخضر ، سوق النجارين ، سوق الهرج ، سوق الصفارين ، سوق الصاغة ، سوق البزازين (سوق العرب) ، سوق العلاوي ، سوق الحسين ( ع ) ، سوق الزينبية ، سوق باب الخان .
خاناتها القديمة والشهيرة :
خان الكهية ، خان زاد ، خان البير ، خان المزراقجي ، الخان الاخير .*
*6 من ذاكرة التاريخ :
ـ نزل فيها الامام امير المؤمنين ( ع ) اثناء مروره إلى حرب صفين وشوهد فيها متأملا لما فيها من أطلال واثار ، فسئل عن ذلك فقال ( عليه السلام ) : ان لهذه الارض شانا عظيما " فهاهنا محط ركابهم وهاهنا مهراق دمائهم ، فسئل عن ذلك فقال ( عليه السلام) : ثفل لآل محمد ( ص ) ينزلون هاهنا .
ـ سنة 61 هـ لما انتهى الامام الحسين ( ع ) الى كربلاء واحاطت به خيل عبيد الله بن زياد قال : ما اسم تلك القرية؟ و أشار الى العقر ، فقيل له : اسمها العقر فقال ( ع ) : نعوذ بالله من العقر فما اسم هذه الارض التي نحن فيها ؟ فقالوا: كربلاء ، قال : ارض كرب و بلاء .
ـ في العاشر من المحرم سنة 61 هـ استشهد الامام الحسين ( ع ) و أصحابه الميامين فيها و دفن في الحائر المقدس .
ـ في عهد يزيد بن معاوية حدثت ثورة يزيد بن المهلب في ميدان العقر بالقرب من كربلاء ، على ضفة الفرات و دارت هنالك معركة رهيبة اسفرت عن هزيمة الثوار امام جيش مسلمة بن عبد الملك قائد جيش يزيد .
ـ سنة 369 هـ حدثت غارة ضبّة بن محمد الاسدي على كربلاء عندما كان اميرا لعين التمر .
ـ سنة 479 هـ غارت خفاجة على كربلاء في زمن امارة سيف الدولة .
ـ سنة 795 هـ وقعت هجمات تيمورلنك على كربلاء .
ـ سنة 858 هـ استولى مولى ( علي المشعشعي ) على كربلاء ونهب المشهد الحسيني وقتل أهلها قتلا ذريعا واسر من بقي منهم إلى دار ملكه في البصرة .
ـ سنة 1013 هـ غزت قبيلة آل مهنا كربلاء بزعامة اميرها المدعو " ناصر بن مهنا " وبسطت زعامتها على المدينة 40 عاماً إلى سنة 1053 هـ .
ـ سنة 1216 هـ أغار ال**** على مدينة كربلاء بقيادة ++++++++++ وقتلوا اغلب اهلها في الاسواق والبيوت ، و هدموا قبة مرقد الامام الحسين ( ع ) و نهبوا جميع ما في المدينة والمرقد الشريف من اموال وسلاح ولباس وفضة وذهب وكانت تسمى بحادثة ( الطف الثانية ) .
ـ سنة 1534 م احتل العثمانيون العراق وقام السلطان سليمان القانوني بحفر نهر من الفرات سمي (النهر السليماني) وهو نهر الحسينية الحالي .
ـ سنة 1241 هـ / 1825 م وقعت حادثة المناخور في عهد الوالي داود باشا حيث حاصرت قوات داود باشا كربلاء بقيادة امير خيالته ( سليمان ميراخور ) حيث حاصرها واستباح حماها لمدة 8 اشهر .
ـ سنة 1258 هـ / 1842 م وقعت حادثة محمد نجيب باشا اذ اجبر سكان مدينة كربلاء بقوة السلاح للخضوع لحكم العثمانيين .
ـ سنة 1623 م احتل الايرانيون العراق بزعامة الشاه عباس الصفوي .
ـ سنة 1638 م حاصر السلطان العثماني مراد الرابع مدينة كربلاء .
ـ سنة 1293 هـ / 1876 م حدثت حركة علي هدلة المناوئة للحكومة العثمانية .
ـ سنة 1923 م هاجم ال******* مدينة كربلاء مرة ثانية .
ـ سنة 1920 م اندلعت الثورة العراقية المسماة " ثورة العشرين العظيمة " ، وكان اندلاعها من مدينة كربلاء التي اتخذت معقلا للثوار وعلى راسهم المرحوم الشيخ محمد تقي الحائري الشيرازي واصداره فتواه بتحريم انتخاب غير المسلم لحكم العراق .
ـ في 29 / حزيران 1920 م القي القبض على الشيخ محمد رضا نجل الامام الشيرازي مع تسعة من الشيوخ والاعلام المجاهدين و تم تسفيرهم الى هنكام .
ـ سنة 1980 م وفي مراسم احياء اربعينية الامام الحسين ( ع ) اصطدمت مواكب المشاة من جميع المحافظات العراقية من انصار الحسين ( ع ) مع السلطات العراقية عندما حاولت القوات منعهم من زيارة الحسين (ع) وحدوث انتفاضة رجب الخالدة في زمن نظام البعث المجرم .
ـ سنة 1990 م قصفت قوات النظام الحاكم في العراق قبة المشهد الحسيني الشريف فدمرت جزءاً منها و ذلك خلال احداث انتفاضة شعبان الخالدة .
الشخصيات المهمة :
امتازت مدينة كربلاء بقدسيتها ومكانتها الدينية والعلمية والتاريخية ، فهي رمز الشموخ و الاباء والمجد في دنيا العلم والادب والجهاد منذ اقدم العصور والازمنة ، و نشير هنا إلى اهم شخصياتها الدينية من العلماء الفطاحل الذين اقاموا فيها وتخرجوا من معاهدها ونبغوا فيها .
1 ـ حميد بن زياد النينوي مؤسس جامعة العلم في كربلاء ( المتوفى سنة 310 هـ ) .
2 ـ الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( المتوفى سنة 460 هـ ) .
3 ـ الشيخ هشام بن الياس الحائري صاحب ( المسائل الحائرية ) ( المتوفى سنة 490 هـ ) .
4 ـ السيد فخار بن معد الحائري الموسوي ( المتوفى سنة 630 هـ ) .
5 ـ الشيخ احمد بن فهد الحلي الاسدي ( المتوفى سنة 841 هـ ) .
6 ـ الشيخ ابراهيم الكفعمي ( المتوفى سنة 900 هـ ) .
7 ـ السيد نصر الله الحائري المدرس في الروضة الحسينية ( المتوفى سنة 1168 هـ ) .
8 ـ الشيخ يوسف البحراني ( المتوفى في كربلاء سنة 1186 هـ ) " المدفون في الحضرة الحسينية " .
9 ـ المؤسس الوحيد باقر البهبهاني ( المتوفى سنة 1205 هـ ) والمدفون في الحضرةالحسينية .
10 ـ السيد محمد مهدي بحر العلوم ( المتوفى 1212 هـ ) .
11 ـ السيد علي الطباطبائي الشهير بصاحب الرياض المتوفى سنة 1231 هـ دفن بجوار الامام الحسين ( ع ) .
12 ـ الشيخ شريف العلماء المازندراني ( المتوفى سنة 1245 هـ ) .
13 ـ الشيخ خلف بن عسكر الحائري المتوفى سنة 1246 هـ .
14 ـ الشيخ محمد حسين الاصفهاني صاحب الفصول ( المتوفى سنة 1261 هـ ) .
15 ـ السيد ابراهيم القزويني صاحب الضوابط ( المتوفى سنة 1262 هـ ) .
16 ـ الشيح عبد الحسين الطهراني ( المتوفى سنة 1286 هـ ) .
17 ـ السيد مرزا صالح الداماد ( المتوفى سنة 1303 هـ ) .
18 ـ الشيخ زين العابدين المازندراني ( المتوفى سنة 1309 هـ ) .
19 ـ السيد محمد حسين المرعشي ( المتوفى سنة 1315 هـ ) .
20 ـ الشيخ محمد تقي الشيرازي ( المتوفى سنة 1338 هـ ) .
21 ـ السيد عبد الحسين آل طعمة ( المتوفى سنة 1380 هـ ) .
22 ـ السيد مرزا مهدي الشيرازي ( المتوفى سنة 1380 هـ ) .
23 ـ السيد محمد علي الطباطبائي ( المتوفى سنة 1381 هـ ) .*
* 7 المصادر :
ـ كربلاء في الذاكرة / تاليف / سلمان هادي الطعمة / ط1 / سنة 1988 م بغداد .
ـ تراث كربلاء / سلمان هادي الطعمة / ط1 / سنة 1983 م .
ـ موسوعة العتبات المقدسة / ج8 / ط2 / سنة 1987 م .
ـ العراق قديماً و حديثاً / السيد عبد الرزاق الحسني .
*
** أرض الطف
--------------------------------------------------------------------------------
** أرض الطف
كربلاء / العراق *
*1 التعريف : هو ذلك المكان الموعود من صعيد كربلاء الطيب الذي نزله الإمام الحسين (ع) ليبقى فيه إلى الأبد ، حيث وقعت أعظم ماسأة اتسمت بقسوة القلوب وخيانة العهود والغدر ، وسجل التاريخ فيها حادثة لها أعظم وأبلغ الاثر في النفوس ، إلا وهي نهضة الإمام الحسين (ع) وقيامه بالدفاع عن الحق والذود عن الكرامة حيث البطولة و التضحية و الفداء و الإيثار . *
*2 الموقع :
تقع الأرض التي نزلها الإمام الحسين (ع) والمسماة كربله ( بتفخيم اللام بعدها هاء ) جنوب شرق مدينة كربلاء الحالية على بعد 3 كم شرقا و 2 كم جنوبا ، في المنطقة التي يترك نهر الفرات هور أبي دبس جنوبا ـ وهو مستنقع تغذيه مياه قناة الحسينية والتي تتفرع من الضفة اليمنى لنهر الفرات عند المسيب على بعد 11 كم غربي كربلاء ـ حيث يميل نهر الفرات حتىيصل طف كربلاء ويخترق الغاضرية ـ ناحية الحسينية اليوم التي تبعد عن كربله الجنوبية أقل من 4 كم جنوبا ـ أي بين تلول كربلاء جنوبا وسفوح الفرات غربا ، أي في الموضع الذي قال الحر بن يزيد الرياحي إلى الإمام الحسين (ع) : انزل هنا والفرات منك قريب . (1)
واغلب الظن ان المقام التذكاري المعروف بـ ( المخيم الحسيني ) والذي يقع على بعد أقل من كيلو متر جنوب غرب مرقد الإمام الحسين (ع) هو الموضع الذي حط فيه الإمام (ع) اثقاله ونصب خيامه وذلك للكثير من الشواهد التاريخية الدالة على ذلك . (2) *
*3 نزول الإمام الحسين (ع) بكربلاء :
حطت راحلة الإمام الحسين (ع) على أرض كربلاء في يوم الخميس الثاني من محرم سنة 61هـ / 680م بعد ان ساير الحر بن يزيد الرياحي الإمام (ع) كي يخرجه عن حدود أميره عبيد الله بن زياد ، فبعد ان عرضوا على الإمام (ع) النزول سأل عن اسم الارض فقيل : كربلاء ، فقال : نعوذ بالله من الكرب والبلاء ، هل لها اسم غير هذا ؟ فقيل له : العقر فقال : نعوذ بالله من العقر ، ماشاء الله كائن ، ثم قال الإمام (ع) للحر : دعنا ننزل في هذه القرية ـ يعني نينوى أو هذه يعني الغاضرية ، أو هذه يعني شفية ، وقيل بينما هم يسيرون إذ وقف جواد الإمام الحسين (ع) ولم يتحرك وعندما سأل الإمام (ع) عن الأرض قالوا له : تسمى الطف ، فقال الإمام فهل لها اسم غيره ؟ فقالوا تعرف بكربلاء فدمعت عيناه وقال : ها هنا مناخ ركابنا وسفك دمائنا ومحط رحالنا ومحل قبورنا بهذا حدثني جدي رسول الله (ص) ، وقيل انه لما أخبروه باسم الأرض أخذ تربتها فشمها وقال : والله هي الارض التي أخبر بها جبرئيل جدي رسول الله (ص) أنني أقتل فيها .
وقد سبق لأبيه الإمام علي (ع) ان نزلها قبله في مسيره إلى صفين سنة 36هـ وشوهد متأملا فيما بها من أطلال وآثار فسئل عن ذلك فقال : ان لهذه الارض شأنا عظيما (( فهاهنا محط ركابهم وهاهنا مهراق دمائهم ، فسئل عن ذلك فقال : ثقل لآل محمد ينزلون هاهنا )) ، ونهض الإمام (ع) مع أصحابه وأهل بيته إلى توطين مخدرات الرسالة ، وعقائل الوحي ، فنصبوا لهن الخيام ثم احيطت بها خيام أهل البيت (ع) يمينا وشمالا من تلك البقعة الطاهرة التي حوصر بها ريحانة رسول الله (ص) .
التسمية :
عرف التاريخ كربلاء بهذا الاسم قبل ان تضم ارضها جثمان سيد الشهداء الحسين (ع) وللمؤرخين أقوال وراء تفسير كلمة كربلاء ، فقيل ان لفظة كربلاء منحوته من لفظة ( كور بابل ) العربية بمعنى مجموعة قرى بابلية منها نينوى القريبة من اراضي سدة الهندية ثم الغاضرية وتسمى اليوم اراضي الحسينية ، ثم كربله (بتفخيم اللام بعدها هاء) ثم كربلاء او عقر بابل ، ثم الحير و يسمى الحائر ، ثم الطف ثم النواويس ، ثم شفية (3) وهي بئر حفرتها قبيلة بني أسد بالقرب من كربلاء وانشأت بجانبها قرية .
الغاضرية ( أراضي الحسينية ) :
وهي الأراضي المنبسطة التي كانت تنسب إلى قبيلة غاضرة من بني أسد في صدر الإسلام وفيها أراضي مزروعة لهم ، وكانت قرية من نواحي الكوفة قريبة من كربلاء ، تقع في الشمال الشرقي من مقام أو شريعة الإمام جعفر الصادق (ع) على نهر العلقمي وهذه الشريعة هي المكان الذي كان الإمام الصادق (ع) يغتسل فيه من نهر الفرات قبل زيارته للحائر ، وموقعها في اراضي الجعفريات على الشاطىء الغربي من نهر العلقمي شمالي كربلاء بنحو 300 م (1) ، وكانت بساتين الغاضرية إلى الجنوب الغربي من بساتين (القرة ) الواقعة إلى اليمين من مشهد عون ابن عبد الله على بعد 11 كم على الطريق المؤدي إلى المسيب . (10)
الطف :
الطف بالفتح والفاء المشددة هو لغة ما اشرف من ارض العرب على ريف العراق ، ـ من اطف على الشيء بمعنى أطل ـ وهو اسم عام لأراضي تنحسر عنها مياه النهر ، وهو من المواضع المعروفة قديما عند العرب قرب كربلاء ، وسميت الأراضي حوالي نهر العلقمي البارزة من شواطئه طفا ، وفيها عيون ماء جارية منها عين الصيد والقطقطانة والرهيمة ، وسوف يأتي ذكرهما ، وعين جمل لان المستخرج لها يقال له جمل ، وكانت هذه العيون للموكلين بالمسالح التي كانت وراء خندق سابور ذي الاكتاف الملك الساساني ( 309 ـ 379 هـ) (12) ، وعرف هذا الخندق الذي هو عبارة عن قناة صناعية غربي الفرات بـ ( نهر كري سعده ) الذي يمر باكتاف طف كربلاء . (19 )
الحير أو الحائر :
يقال للموضع المطمئن الوسط المرتفع الحروف حائر ، ولم يرد في التاريخ أو الحديث ذكر لكربلاء باسم الحائر أو الحير من قبل وقعة الطف أو اثناء هذه الوقعة أو بعدها بزمن يسير ، وهو اليوم موضع قبر الإمام الحسين (ع) إلى حدود رواق روضته المشرفة أو حدود الصحن . (10)
عقر بابل :
العقر ارض في بابل من ناحية الكوفة بين واسط وبغداد وهي قريبة من الشمال الغربي للغاضريات وباطلالها آثار باقية ، والعقر هذه كانت بها منازل الملك بخت نصر.
النواويس :
جمع ناووس ( وهو الظرف من خزف أو من خشب ) كان البابليون يضعون موتاهم فيها ثم يدفنونها ، وكانت مقبرة عامة للنصارى قبل الفتح الإسلامي ، وتقع في اراضي الحسينية قرب نينوى ، وقد عبر الإمام الحسين (ع) عن هذه المنطقة في خطبة مشهورة له عندما عزم السير نحو الكوفة بقوله : (( وكأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ) . *
*5 المعالم :
لقد كانت كربلاء أماً لقرى عديدة تقع بين بادية الشام وشاطئ الفرات ، وكانت هناك سلسلة تلول وربوات ممتدة جنوبا وشرقا وهذه التلول متقاربة في بعض النقاط الجنوبية بحيث تكون للناظرين نصف دائرة مدخلها الجهة الجنوبية المواجهة لطريق كربلاء ـ شفاتا ( مركز ناحية عين التمر تبعد عن كربلاء 58 كم غربا ) ، واراضي هذه المنطقة ذات تربة رخوة كانت في عصرها القديم واطئة من جهة الشرق ورابية من جهتي الشمال والغرب على شكل هلال ، وفي هذه الدائرة الهلالية حوصر الإمام الحسين (ع) حيث وجد ان معسكره أصبح في أجرد البقاع عن مزايا الدفاع وبعيدا عن الماء فخرج من معسكره هذا يتخير موضعا مناسبا للدفاع ، حتى أشرف على سلسلة هضاب وروابي ممتدة هي اليوم تبدأ من الشمال الشرقي متصلة بموضع باب السدرة لمرقد الحسين (ع) شمالا ، وهكذا إلى موضع الباب الزينبي غربا ثم موضع الباب القبلي جنوبا وهذه الروابي والتلول المتدانية على شكل هلال هو المسمى الحير أو الحائر وهي عبارة عن رابية مستطيلة المحتمي بفنائها يكتنفه من جهة الشمال والغرب ربوات تقيه من هجمات العدو برماة قليلين إذا اختبأوا فيها ، لكن تبقى من جهتي الشرق والجنوب جوانب واسعة يحميها أصحاب الحسين (ع) ورجاله ومنها يخرجون إلى لقاء العدو ، وقد نقل الإمام (ع) إلى هذه الرابية حرمه ومعسكره ، ويعرف الان بالمخيم الحسيني ( أو الخيمكاه ) فصارت محوطة الحير فاصلة بينهم وبين معسكر الجيش الأموي ، كما أمر الإمام اصحابه ان يقربوا البيوت بعضها من بعض وان يضرموا النار في قصب وحطب كانا من وراء المخيم في خندق حفروه لئلا يهجم الاعداء من وراء الخيام ، وقد كانت خيام النساء متقاربة ، وينسب للسيدة زينب (ع) تل كان يشرف على مصارع القتلى يوم عاشوراء حيث كانت السيدة زينب (ع) تتفقد حال أخيها الحسين (ع) ، وكان هذا التل يقع في الجهة الغربية من الصحن الحسيني الشريف بالقرب من باب الزينبية .
نهر العلقمي :
عندما يتجاوز نهر الفرات هيت والانبار ، وعلى مسافة 30 كم من صدر نهر كوثى جنوبا ينقسم مجراه ، في نقطة تقع في جوار بلدة الاسكندرية الحالية ، إلى قسمين : قسم يدعى نهر سورا يمتد شرقا نحو نهر دجلة وقسم ينتهي إلى الكوفة ويجري جنوبا ويروي الكثير من مزارعها يسمى هذا القسم بـ ( نهر العلقمي )(21) وكان يرتفع في شمال المسيب ويسيل على ارض مستوية شمال شرقي كربلاء حتى ينتهي إلى قرب مثوى سيدنا العباس (ع) ثم إلى نواحي الهندية ، التي تبعد نحو 22 كم عن كربلاء ، ثم ينحدر فيقترن بعمود الفرات في شمال غرب قرية ذي الكفل ، التي تبعد نحو 30 كم جنوب شرقي الحلة ، وكانت الغاضرية تقع على الضفة الشرقية لنهر العلقمي وتصل قنطرة الغاضرية بينه وبين الشريعة ثم ينحرف نهر العلقمي إلى الشمال الغربي فيقسم مدينة كربلاء وبقرب هذه الشريعة استشهد العباس (ع) ودفن ، ويروى ان هذا القسم قد كلف بحفره رجل من بني علقمة ـ بطن من تميم ـ جدهم علقمة بن زرارة بن عدس وسمي باسمه وذلك في أواخر القرن الثاني الهجري ، وقيل سمي باسم العلقم وذلك لان الفرات بعد اجتيازه الأنبار يكثر على حافتي النهر العلقم ( الحنظل ) والعلقمة المرارة ، وقد تم تطهير هذا النهر سنة ( 478هـ) وكان يجري متعرجا قرب المشهدين (كربلاء والنجف ) ثم علته الرمال والاوحال مما عرقل جريان الماء فيه ، ويرجح ان آثار النهر القديم التي نشاهدها غربي المسيب الحالية تمثل بقايا نهر العلقمي ، وإلى جانب نهر العلقمي هنالك الكثير من الأنهار التي كانت تروي هذه التربة الطيبة والتي منها نهر نينوى ، الذي كان يتفرع من عمود الفرات بالقرب من الجصاصة وعقر بابل بين شمال سدة الهندية وجنوب قضاء المسيب ، ومنها النهر الغازاني نسبة إلى غازان خان من آل جنكيزخان أحد ملوك التتر الذين حكموا العراق ولم يبق من هذه الانهار سوى نهر السليماني ( نهر الحسينية الآن ) والذي انشأه سليمان القانوني سنة 941 هـ ، ومازالت مياهه تتدفق إلى الآن . *
*6 مسير الإمام الحسين (ع) من مكة إلى كربلاء والمنازل التي مر بها :
عندما تسلم الإمام الحسين (ع) رسالة سفيره إلى الكوفة مسلم بن عقيل واطلع على ما جاء فيها توجه إلى العراق وكان خروجه من مكة يوم الثلاثاء 8 ذي الحجة سنة 60 هـ ووصل إلى كربلاء يوم الخميس 2 محرم سنة 61 هـ واستغرقت رحلته زهاء 23 يوما وذلك قبل وصول جيش عمر بن سعد إلى كربلاء بيوم واحد .
ويروى إنه لما عزم الإمام الحسين (ع) على التوجه إلى العراق كانت الخيل مسرجة عند باب داره والرجال واقفون والإمام جالس على كرسي وبنو هاشم حافون به وهنالك أربعون محملا وقد زينت المحامل بملابس الحرير والديباج وأمر الإمام (ع) بني هاشم ان يركبوا محارمهم على المحامل ثم أمر باحضار فرس رسول الله (ص) وكان يدعى (المرتجز) وأمر باحضار سيف رسول الله (ص) فتقلد به واحضر درع رسول الله (ص) فلبسها واعتمر بعمامة جده رسول الله (ص) وكان اسمها ( السحاب ) وهي التي اعتمرها يوم عاشوراء مقابل الاعداء . (6)
وسارت قافلة الحسين (ع) في البيداء فوق الرمال حيث الصحراء اللاهبة وتحمل المطي الزاد والمؤونة وقليلا من الماء وفوق الرحال هوادج تحوي أعف المحصنات طهارة ونقاوة بينهن الامهات حملن في احضانهن طفولة الابناء .
وأهم المناطق التي مر بها الإمام الحسين (ع) هي على التوالي :
التنعيم :
وهو وادي بين سرف ومكة على بعد 13 كم عنها ويبعد عن المسجد الحرام الآن نحو 6 كم وهو أقرب حدود الحرم إلى مكة (23) ، وفيه شجر معروف وربما سمي به ، وفيه مساجد وسقايا على طريق المدينة ومنه يحرم المكيون لمن اراد العمرة ، وفي التنعيم لقي الإمام (ع) عيرا تحمل هدايا أرسلها والي يزيد على اليمن ( بحير بن يسار الحميري ) فأخذها .
الصفاح :
جمع صفحة وهو أرض من خارج مكة على محجة العراق بين وادي حنين ـ نخل الشرائع حاليا يبعد نحو 28 كم عن المسجد الحرام ـ وانصاف الحرم على يسار الداخل إلى مكة من حشاش والواقف في الصفاح يرى جبل كبكب جنوبا شرقيا ومنه ترى غابات المغمس وترى سلعا والحطيم ، وقيل الصفاح موضع بالروحاء وقيل هو ثنية من وراء بستان ابن معمر .
وبالصفاح لقي الشاعر الفرزدق الإمام الحسين (ع) وقال للإمام (ع) لما سأله عن خبر الناس خلفه : قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية ، ومما قاله الفرزدق في هذا الموضع :
لقيت الحسين بارض الصفاح .............. عليه اليلامق والدرق (15)
وادي العقيق :
يقع غربي المدينة المنورة وبدايته من الجنوب حرة بني سليم على بعد 220 كم وينتهي في الغابة شمال المدينة المنورة بنحو 28 كم (22) ، وسمي المكان نسبة إلى جبل صغير فيه وأول من سماه عقيق تبع ملك اليمن ، وفي ذات عرق على بعد 100 كم من مكة التقى الإمام (ع) بـ عون ومحمد إبني عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يحملان رسالة أبيهم التي يطلب فيها من الإمام (ع) الرجوع إلى مكة . (27)
الحاجر :
وهو وادي معروف بطريق مكة كان منزلاً لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة وفيه تجتمع أهل الكوفة والبصرة ، ويقع بعد سميراء على بعد 44 كم وهو في وادي الرمة ويعرف به (16) ، وهو اليوم جنوب الرياض شمال مستورة في خبت البزواء وبقربه قرية البعايث (15) ، وفي هذا المكان بعث الإمام (ع) كتاباً إلى أهل الكوفة مع سفيره قيس ابن مسهر الصيداوي جوابا على كتاب مسلم بن عقيل يخبره بقدومه .
الخُزيَمية :
تقع بعد زرود للذاهب من الكوفة إلى مكة وهي احدى منازل الحج وسميت نسبة إلى خزيمة بن خازم التميمي ، وفيها اقام الإمام (ع) يوما وليلة ليستريح من جهد الطريق وعناء السفر وفيها خفت إليه الحوراء زينب (ع) وهي تقول بنبرات مشفوعة بالاسى والبكاء : إني سمعت هاتفا يقول :
الا ياعين فاحتفلي بجهدي فمن يبكي على الشهداء بعدي
زَرود :
وهي ارض منبسطة رمالها حمراء غير متماسكة تقع على مسافة 585 كم من المدينة ، وهي الامتداد الطبيعي لصحراء النفوذ ، وسميت بذلك لانها تزدرد ( تبتلع ) المياه التي تمطرها السحائب وبها آبار ماء ليست بالعذبة ، وقد نزلها قبل ذلك سعد بن ابي وقاص مع جيشه في طريقه إلى القادسية سنة 14هـ / 635 م (19) ، وفي زرود أقام الإمام (ع) بعض الوقت ونزل بالقرب من زهير بن القين البجلي(4) وفيها اخبر بمقتل مسلم بن عقيل وهانئ ابن عروة وقيل علم بذلك في ( الثعلبية ) بالقرب من زرود وتبعد عنها 59 كم (19) سميت باسم رجل يقال له ثعلبة بن مزيقيا من بني أسد
الشقوق :
منزل بطريق مكة بعد واقصة من الكوفة وهي مياه قبيلة ضبة بأرض اليمامة .
زبالة :
وتقع بعد الشقوق بين واقصة والثعلبية وهي قرية عامرة بها اسواق منها سوق زبالة المعروف في الجاهلية ، وحصن وجامع لبني أسد ، وسميت بذلك لزبلها الماء أي بضبطها له وأخذها منه ، وقيل سميت باسم ( زبالة بنت مسعر ) من العمالقة ، وهناك عدة مواضع سميت بـ( زبالة ) منها زبالة شمال المدينة المنورة وتعرف اليوم بعقاب (12) ، وفي زبالة وافى الإمام (ع) نبأ مقتل رسوله وأخيه بالرضاعة عبد الله بن يقطر الحميري .
بطن العقبة :
وهو منزل في طريق مكة فيه ماء لبني عكرمة بن بني وائل ، وفيها قال الإمام لأصحابة ما أراني الا مقتولا فإني رأيت في المنام كلابا تنهشني وأشدها علي كلب أبقع .
شراف :
موضع أسفل الكوفة بـ 5,5 كم على بعد 3 كم تقريبا من واقصة ، سمي باسم رجل يقال له شراف استخرج عينا فيها ، ومن شراف إلى القرعاء 22 ميلا ( الميل 1848 م ) ومنها إلى المغيثة 47 ميلا ومن المغيثة إلى القادسية 36 ميلا (16) ، وقد نزل سعد بن أبي وقاص شراف وكان مقرا له ، وفيها ثلاث أبار كبيرة للماء عمقها 36 ـ 40 م وماؤها عذب ، وفيها أمر الإمام الحسين (ع) غلمانه وفتيانه بالتزود من الماء والاكثار منه ولما انتصف النهار جاءتهم خيل أهل الكوفة وعلى رأسهم الحر بن يزيد الرياحي ، مبعوثا من قبل الحصين بن نمير حارس القادسية ، لحبس الإمام (ع) عن الرجوع إلى المدينة وفي هذا المكان دارت المحاورة المعروفة بين الإمام (ع) وبين الحر بن يزيد الرياحي وفيها القى خطبته الأولى والثانية على الجيش الأموي وصلى صلاة الظهر بجماعته واقتدى الحر واصحابه بالإمام (ع) .
ذو حسمي :
وهو جبل كان ملك الحيرة النعمان بن المنذر ( 585 هـ ـ 613 م ) يصطاد به وفيه للنابغة الذبياني أبيات شعر ، وفي هذا الموضع ضرب الإمام الحسين (ع) خيامه وذلك من أجل ان يلوذ رحله بالهضاب ويأمن خطة للدفاع ، فلما سأل الإمام (ع) أصحابه عن ملجأ يلجأون إليه قالوا له : هذا ذو حسمي على يسارك .(6)(7)
البيضة :
هي أرض واسعة بين واقصة وعذيب الهجانات كانت لبني يربوع بن حنظلة ، وصلها الإمام الحسين (ع) عندما سلك طريقا آخر غير الطريق الذي سلكه إذ تياسر عن طريق العذيب والقادسية ، وفي البيضة خطب الإمام (ع) في أصحاب الحر خطبته الثالثة التي مطلعها : ( من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا عهده ... الخ ) .
الرهيمة :
بالتصغير وهي عين ماء من عيون تبعد الطف عن خفية بثلاثة أميال وتبعد خفية عن رحبة الحيرة بضعة عشر ميلا غربا .
العذيب :
هو وادي في الطرف الغربي من القادسية التي تبعد نحو 25,5 كم عن الكوفة ، ويبعد نحو 32 كم إلى الجنوب من الحيرة ، وقيل هو ماء بين القادسية والمغيثة وينسب شرقي العذيب إلى القوادس ، وغربيه الذي يسمى عذيب الهجانات للمناذرة حيث كانت هجائن النعمان بن المنذر ترعى هناك ، وكانت عند الفتح الإسلامي مسلحة فارسية ، وكان فيها قصر اتخذه سعد بن وقاص مقرا له يشرف منه على معركة القادسية ، وكانت المنطقة الواقعة بين العذيب والقادسية عند ظهور الإسلام مجدبة ليس فيها غير نخلة واحدة ، غير أنها زرعت فيما بعد بالنخيل (13) وفي العذيب دفن المسلمون قتلى معركة القادسية (19) ، وفي هذا المكان وافى الإمام (ع) اربعة انفار جاءوا لنصرته من بينهم الطرماح بن عدي ، وفيه أيضا أخبر بمقتل رسوله إلى الكوفة قيس بن مسهر الصيداوي .
قصر مقاتل :
كان يقع بين عين التمر والشام وقيل هو قرب القطقطانة وسلام ثم القريات ، وهو منسوب إلى مقاتل بن حسان ابن ثعلبة ، وكان قرب الكوفة جنوب الأخيضر وقيل هو ( النسوخ ) شرق القادسية على بعد 18 كم عنها ، وقد ضربه عيسى بن علي بن عبد الله العباسي عم الخليفة المنصور ثم جدد عمارته فهو له (12) ، واخبار قصر مقاتل كثيرة في كتب الأدب والتاريخ ، اما عين تمر التي يقع القصر قربها فهي قضاء تابع لمحافظة كربلاء وتبعد عنها مسافة 70 كم وكانت قديما أكبر مدينة في منطقة كربلاء وهي من المدن المشرفة على صحراء السماوة ، وكانت في القرن الثالث الميلادي من المدن المحصنة اختارها سابور بن اردشير بن بابك الساساني ويقع بقربها موضع يقال له شفاتا منها يجلب القسب ( التمر الجاف ) والتمر إلى سائر البلاد ، اما القطقطانة ، من القطقط ( أصغر المطر ) وتقطقطت الدلو في البئر إذا انحدرت ، فهي موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالطف كان به سجن النعمان بن المنذر ، وبينها وبين عين الرهيمة غربا أكثر من 36 كم للخارج من القادسية ، وهي احدى عيون الطف التي منها عين الصيد وعين جمل وغيرها ، وكانت للموكلين بالمسالح ، وان مسلحة القطقطانة كان عليها الهامرز التستري اثناء معركة ذي قار سنة 2 هـ ، وقد ذكر انها من منازل جذيمة الابرش احد ملوك الحيرة (13) ، وفي آخر الليل أمر الإمام الحسين (ع) فتيانه بالاستسقاء والرحيل من قصر مقاتل إلى قرى الطف .
نينوى :
وهي من قرى الطف ، كانت عامرة في العصور الغابرة ، تقع شمال شرق كربلاء بالقرب من أراضي الهندية وهي من الأسماء الآشورية ، عبارة عن سلسلة تلول أثرية ممتدة من جنوب سدة الهندية حتى مصب نهر العلقمي ، ولم يبق لها خبر في أوائل القرن الثالث الهجري ، وفي نينوى جاء رسول ابن زياد إلى الحر بن يزيد الرياحي ومعه كتاب يقول فيه ( جعجع بالحسين حين تقرأ كتابي ولا تنزله إلا بالعراء على غير ماء وغير حصن ) ولما نزلها الإمام (ع) أخذت رسل ابن سعد تتوارد عليه ، وفي أثناء المهادنة طلب الحسين (ع) مواجهة عمر بن سعد ليلا في منتصف المعسكرين فاجتمعا ليلا وتحادثا طويلا ، وفي كربلاء في المحلة المعروفة بـ ( باب السلالمة ) موقع كان يرمز إلى الموقع الذي اجتمع فيه الإمام (ع) مع عمر بن سعد الذي قام بعد ذلك باحتلال نهر الفرات وجميع الشرائع والأنهر المتفرعة منه ، اذ حيل بين الحسين (ع) وبين الماء قبل استشهاده بثلاثة أيام ، وكان ذلك اعظم ماعاناه الإمام (ع) من المحن الشاقة حيث شاهد اطفاله وحرائر الرسالة وهم يعجون من ألم الظمأ القاتل . *
*7 المصادر :
1 ـ مدينة الإمام الحسين (ع) / السيد محمد حسن مصطفى آل كليدار ـ ط1 ـ ايران سنة 1940 م.
2 ـ حياة الإمام الحسين (ع) / باقر شريف القرشي / ج 3 .
3 ـ نهضة الإمام الحسين / السيد هبة الدين الشهرستاني .
4 ـ مقتل الحسين (ع) / السيد عبد الرزاق المقرم .
5 ـ الارشاد / الشيخ المفيد ج 2.
6 ـ كربلاء ملحمة أدبية وتاريخية / سعيد العسيلي / ط 1 ـ بيروت سنة 1986 م .
7 ـ الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين (ع) / السيد عبد الكريم القزويني .
10 ـ تراث كربلاء / سلمان هادي الطعمة .
11 ـ تاريخ العراق قديما وحديثا / السيد عبد الرزاق الحسني .
12 ـ معجم البلدان / ياقوت الحموي 2 / 176 ، 4 / 413 .
13 ـ تاريخ الحيرة في الجاهلية والإسلام / عارف عبد الغني / 107 ـ 110 ، دمشق سنة 1993 م .
14 ـ رحلة ابن جبير 196 .
15 ـ معجم معالم الحجاز / عاتق البلادي ج2 / 44 و ج5 ، ط1 مكة سنة 1979 م .
16 ـ صفة جزيرة العرب / الهمداني 299 .
17 ـ دليل الخليج / القسم الجغرافي / ج ج لوريمر / ج 2 ، ج 5 ، ج 7.
18 ـ معجم القادسية / د . هاشم طه شلاش / بغداد سنة 1983 م .
19 ـ القادسية / احمد عادل كمال / 26 .
20 ـ الفرات الأوسط / رحلة وصفية ودراسات تاريخية / الواموسيل ص 435 ـ 450 / بغداد سنة 1990م .
21 ـ تاريخ حضارة وادي الرافدين / احمد سوسة / ج 2 ص 230 .
22 ـ الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين (ص) / غالي محمد الأمين الشنقيطي 241 .
23 ـ التاريخ القويم لمكة وبيت الله الحرام / محمد طاهر الكردي المكي ج 5 ط 1 سنة 1412 هـ
** مرقد الامام الحسين (ع)
--------------------------------------------------------------------------------
** مرقد الامام الحسين (ع)
( 3 شعبان 4هـ % 10 محرم 61هـ) كربلاء / العراق *
* 1 التعريف : أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) أمه فاطمة بنت رسول اللّه (ص) ، سيد شباب أهل الجنة . *
*2 الموقع :
يقع المرقد الشريف وسط مدينة كربلاء ، غربي نهر الفرات على بعد 105كم جنوب غرب مدينة بغداد .
يحيط بالمرقد شارع رئيسي يوصل الى ضواحي واحياء المدينة، وعلى بعد 300 م منه يقع ضريح أخيه ابي الفضل العباس (ع) في الجهة الشمالية الشرقية.*
*3 التأسيس :
لما استشهد الامام الحسين ( ع ) دفن في الحائر المقدس وان الذين دفنوه أقاموا لقبره رسماً ونصبوا له علامة وبناء كي لا يدرس أثره، وفي عهد بني أمية وضعت على قبره المسالح لمنع الزائرين من الوصول الى القبر المطهر وكان القبر مطوقاً بمخافر تتولى المهمة السالفة الذكر . وبعد هذه الفترة أخذ الناس يتوافدون لزيارة القبر الشريف وبدأ عمران المدينة يتسع و استوطنها الكثيرون وذلك سنة 170 هـ / 786 م .*
*4 التوسعة والاعمار :
- سنة 65 هـ بنى المختار بن أبي عبيدة الثقفي قبة على القبر الشريف .
- في أيام أبي العباس السفاح (132 - 136هـ) ، جرى تعمير المرقد الشريف .
- في عهد المأمون (198- 218هـ) أعيد بناء القبر الشريف ، بعد هدم الرشيد للابنية التي كانت تحيط بالاضرحة المقدسة وموضع القبر .
- في عهد المنتصر باللّه العباسي (247- 248) تم بناء الضريح المقدس .
- سنة 273هـ وعلى اثر تداعي بناية المنتصر ، قام محمد بن محمد بن زيد القائم بطبرستان بتجديدها سنة 280هـ .
- سنة 367هـ بنى عمران بن شاهين ( أحد امراء البطائح ) الرواق المعروف بأسمه وبنى بجنبه مسجداً .
- سنة 371هـ شيد عضد الدولة البويهي قبة ذات أروقة وضريحاً من العاج وعمر حولها بيوتاً واحاط المدينة بسور .
- سنة 380 هـ شيد الداعي العلوي محمد بن زيد بن الحسن قبة على القبر الشريف لها بابان وبنى حولها سقفين واحاطهما بسور .
- سنة 407هـ وعلى إثر الحريق الذي اصاب الحرم الشريف قام الحسن بن الفضل وزير الدولة البويهية بإعادة البناء نفسه مع تشييد السور.
- سنة 479هـ أمر الملك شاه السلجوقي بترميم سور الحائر الحسيني .
- سنة 767هـ جدد السلطان أويس الجلائري بناء القبر وان القبة الموجودة حالياً هي من آثار بنائه، وأتم نجله السلطان أحمد الجلائري تجديد القبر ومن بعده ولده السلطان حسين الجلائري حيث شيد البهو الامامي للروضة المعروف بايوان الذهب.
- سنة 914هـ أمر الشاه اسماعيل الصفوي بتذهيب حواشي الضريح ، وأهدى اثني عشر قنديلاً من الذهب ، كما اهدى صندوقاً فضياً بديع الصنع للحائر المقدس تم وضعه على القبر سنة 932هـ.
- خلال الاعوام (930 - 984هـ) بذل الشاه طهماسب الصفوي الكثير من الاموال لأجل تعمير الروضة الحسينية ووسع المسجد الكبير الملحق بالمشهد الشريف.
- سنة 1048هـ شيد السلطان مراد الرابع العثماني القبة وجصص خارجها.
سنة 1207هـ قام السلطان آغا محمد خان مؤسس الدولة القاجارية بتذهيب القبة لأول مرة .
سنة 1227هـ / 1812م أمر السلطان فتح علي القاجاري بتجديد بناء المشهد وتبديل صفائح الذهب القديمة واهدى شباكاً من الفضة وُضع على القبر الشريف ، كما تبرعت زوجته بتذهيب المئذنتين . كما أمر السلطان نفسه سنة 1250هـ ببناء قبتي مرقد الامام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام).
سنة 1287هـ / 1870م أمر ناصر الدين شاه بتجديد المشهد وتبديل صفائح الذهب وتذهيب القبة كما وسع الصحن الشريف من الجهة الغربية.
- في سنة 1355هـ أمر السلطان طاهر سيف الدين الداعي الاسماعيلي بتجديد شباك الضريح من الفضة الخالصة .
- سنة 1360هـ تبرع أحد المحسنين بمبلغ من المال لتجديد هيكل الضريح فتم ذلك بهمة السيد عبد الحسين علي آل طعمة سادن الروضة الحسينية. *
*5 المعالم
تمتاز الروضة الحسينية بسعة صحنها وكثرة أواوينها الجميلة المزخرفة، اذ يبلغ طول الصحن 95م وعرضه 75م وله عشرة ابواب هي باب القبلة ، باب الرحمة وهما يقعان في الجنوب ، وباب قاضي الحاجات وباب الشهداء وباب الكرامة ، موقعها في شرقي الصحن ، وباب السلام وباب السدرة وموقعها في شمال الصحن ، اما في الغرب فيقع باب السلطانية وباب رأس الحسين وباب الزينبية . ولكل باب من هذه الابواب طاق معقود بالفسيفساء البديع. ويحيط بالروضة المطهرة 65 إيواناً في كل ايوان حجرة زينت جدرانها من الداخل والخارج بالفسيفساء، وقد أعدت بعض هذه الحُجرات لتدريس طلبة العلوم الدينية وأعد البعض الآخر منها مقابر للسلاطين والملوك وكبار العلماء ورجال الدين وبعض الأسر المعروفة . وفي الواجهة الامامية للروضة يوجد ايوان الذهب. وتعلو الروضة الشريفة قبة شاهقة يبلغ ارتفاعها 27م مغشاة بالذهب الابريز ويحيط بها في الاسفل 12 شباكاً ، ترتفع على جانبيها مئذنتان شاهقتان مكسوتان بالذهب الخالص وهماعلى بعد 10م من جنوب القبة ، ويبلغ ارتفاع كل منهما نحو 25م من سطح بناء الروضة وسمكها 4 أمتار ، وفي جانبي الصحن ساعتان دقاقتان كبيرتان مثبتتان على برج شاهق . وفي الواجهة الشمالية من الروضة الحسينية تقع خزانة الروضة والتي فيها من الذخائر التي لا تثمن وتحتوي على المصاحف الخطية القديمة وفي الجانب الغربي منها تقع مكتبة الروضة الحسينية.
وعند رجلي الامام الحسين (ع) مباشرة يقع ضريح نجله علي الاكبر (ع) ويضمهما معاً الضريح المسدس الشكل حيث يتسع طولاً عند مرقد علي الاكبر ، ويبلغ ارتفاعه 6 أقدام ويعلوه أواني ذهبية مرصعة بالاحجار الكريمة ، وفي كل ركن من أركانه رمانة من الذهب الخالص يبلغ قطرها نصف متر، وعلى يمين الضريح ساحة مقدسة تضم مراقد الشهداء الاثنين والسبعين الذين استشهدوا مع الامام الحسين (ع) ، وفي الجانب الشمالي الغربي من الحائر الشريف يقع مرقد السيد ابراهيم المجاب بن السيد محمد العابد بن الامام الكاظم(ع) وفي الرواق المتصل يوجد ضريح حبيب بن مظاهر الأسدي . *
*6 من ذاكرة التاريخ :
- أن أول من زار الحائر المقدس عبيد اللّه بن الحر الجعفي لقرب موضعه منه ، فوقف على الأجداث ونظر الى مصارع القوم فاستعبر باكياً ورثى الحسين (ع) بقصيدة معروفة .
يروى عن الصحابي الجليل جابر بن عبد اللّه الانصاري أنه قال لقومه عندما زار قبر الامام الحسين (ع) يوم 20 صفر سنة 62 هـ مع جماعة من المسلمين من أهل المدينة واجتمع بنفس السنة بالامام السجاد (ع) قال جابر : ألمسوني القبر وهذه أحد الأدلة على وجود القبر الشريف في تلك الفترة .
- سنة 140 هـ أمر المنصور الدوانيقي العباسي بتخريب القبر الشريف .
- في عهد هارون الرشيد (170 - 193هـ) ضُيقّ الخناق على زائري القبر وقطعت شجرة السدرة التي كان يستدل بها الزائرون على موقع القبر الشريف ويستظلون تحتها ، كما انه خرب القبر و هدم الابنية المحيطة بالضريح المقدس .
- في الفترة بين (236هـ - 247هـ) أمر المتوكل العباسي بتهديم القبر الشريف وحرث أرضه وأسال الماء عليه فحار الماء حول القبر الشريف وبسبب هذا سميت البقعة الشريفة لموضع القبر بالحائر ، كما منع الناس من زيارته .
- في شوال سنة 247هـ قُتل المتوكل من قبل ابنه المنتصر فسمح بزيارة المرقد الشريف ووضع اشارة يستدل بها على موضعه ، و اعاد بناء القبر الشريف ، فتوافد العلويون الى كربلاء و سكنوا بجوار المرقد و يعتبر السيد ابراهيم المجاب اول علوي هاجر الى ارض الحائرالشريف مع ولده في هذه الفترة و سكن كربلاء .
- سنة 407هـ احترق حرم الامام الحسين (ع) حيث كان مزيّناً بخشب الساج وذلك على إثر سقوط شمعتين كبيرتين فيه.
- سنة 1216هـ هاجم ++++++++++ مدينة كربلاء وأباد أهلها قتلاً وسبياً ، وكسر جنوده شباك القبر الشريف ونهبوا ما في المرقد من كنوز ذهبية ثمينة .
- سنة 1258هـ وقعت مجزرة نجيب باشا والتي أُرخت بـ (غدير دم) حيث لم يمنعه احتماء المستضعفين بضريح الامام الحسين (ع) من أن يقتحم المرقد ويدع دماء الضحايا تسيل في الحرم الشريف وقد صادف ذلك في عيد الاضحى.
- في سنة 1991م وخلال احداث انتفاضة شعبان الخالدة وبأمر من النظام الحاكم في بغداد تعرض المرقد الشريف لاعمال التخريب والهدم فاصابت قذائف المدفعية والطائرات قبته وابوابه وجدرانه.
الشخصيات والعلماء المدفونون في الروضة الشريفة
- الميرزا تقي خان الصدر الاعظم .
- الشيخ يوسف البحراني المتوفي سنة 1186هـ.
- الشيخ باقر الوحيد البهباني ( المتوفى سنة 1205 هـ ) .
- السيد مهدي الشهرستاني الموسوي ( المتوفى سنة 1216 هـ ).
- السيد علي الطباطبائي (صاحب الرياض) ( المتوفى سنة 1231 هـ ) .
- الشيخ محمد حسين بن عبد الرحيم الرازي (صاحب الفصول) ( المتوفى سنة 1254 هـ ) .
- المولى محمد صالح البرغاني (المتوفى سنة 1270 هـ ) .
- الشيخ محمد تقي الشيرازي زعيم الثورة العراقية ( المتوفى سنة 1338هـ ) دفن في الصحن الحسيني الشريف .
- هنالك رواية تشير الى ان أضرحة الحسين بن موسى بن محمد بن ابراهيم بن موسى الكاظم(ع) وولديه الشريف المرتضى والشريف الرضي في كربلاء.*
*7 المصادر :
1 - تراث كربلاء / سلمان هادي الطعمة ط 2 سنة 1983م بيروت .
2 - جولة في الاماكن المقدسة / السيد ابراهيم الزنجاني ط1 سنة 1985م بيروت .
3 - موسوعة العتبات المقدسة / قسم كربلاء - جعفر الخليلي ط2 سنة 1987م بيروت .
4 - مزارات اهل البيت (ع) وتاريخها محمد حسين الحسيني الجلالي ط3 سنة 1995م بيروت.
** مرقد العباس بن علي بن ابي طالب (ع)
--------------------------------------------------------------------------------
** مرقد العباس بن علي بن ابي طالب (ع)
( 3 شعبان 26 هـ - محرم 61 هـ ) كربلاء / العراق *
*1 التعريف : هو ابو الفضل العباس ( ع ) اكبر اولاد ام البنين والرابع من ابناء امير المؤمنين ( ع ) الملقب بالساقي ، و قمر بني هاشم، صاحب لواء الامام الحسين ( ع ) في وقعة الطف . *
* 2 الموقع :
يقع مرقده الشريف على بعد 300 م من الجهة الشرقية من حائر الامام الحسين (ع) . *
*3 التأسيس :
في الثاني عشر من محرم عام 61 هـ ، حفر بنو اسد قبور كل من الامام الحسين (ع) والشهداء الذين استشهدوا في واقعة الطف الخالدة ، وكلهم مدفونون فيما يلي رجلي الامام الحسين (ع) في مشهده الشريف ، اما العباس (ع) فقد دفن في موضع قتله على المسناة بطريق الغاضرية وقبره ظاهر ، لقد كان مرقد ابي الفضل العباس ( ع ) يلقى من الرعاية والعناية ما يلقاه مرقد أخيه الامام الحسين (ع) . ومن المرجح ان يكون المرحوم محمد حسين الصدر الاعظم الاصفهاني هو الذي قام بتشييد بناء الروضة العباسية الحالية وذلك سنة 1246 هـ . *
*4 التوسعة والاعمار :
- تولى تشييد مرقد العباس (ع) كل من تولى تشييد صرح الروضة الحسينية في الادوار المتعاقبة من ملوك وامراء ومحسنين .
- سنة 371 هـ وفي عهد السلطان عضد الدولة البويهي شيدت عمارة الروضة العباسية والقبة .
- سنة 1032 هـ / 1622 م امر الشاه طهماسب الصفوي بتزيين قبة المرقد بالقاشاني وبنى شباكا على الصندوق ونظم الرواق والصحن كما بنى البهو امام الباب الاول للحرم و جهزه بالفرش الثمينة .
- سنة 1045 هـ امر الشاه صفي الصفوي بإحكام منائر المشهد واحدث اربع منائر صغيرة في زوايا سطح الروضة المطهرة.
- سنة 1155 هـ اهدى نادر شاه الى الحرم المطهر تحفا كثيرة وزين بعض المباني بالقوارير .
- سنة 1227 هـ امر السلطان فتح علي القاجاري بتجديد بناء المرقد بعد نهب ال****** له ولمرقد اخيه الامام الحسين (ع) وعمر القبة بالقاشاني .
- سنة 1236 هـ امر السلطان محمد شاه بن عباس ميرزا بن فتح علي شاه القاجاري بصنع شباك فضي لضريح العباس (ع).
- سنة 1309 هـ قام الحاج شكر الله بن بدل بك الافشاري بتذهيب الايوان الذي امام الحرم وانفق عليه من ماله وذلك بأمر من الشيخ زين العابدين المازندراني .
- قام ملك لكهنو محمد شاه الهندي بانشاء الايوان الصغير المذهب الذي امام الباب الاول .
- قام السلطان عبد الحميد خان بانشاء الطارمة المسقفة بالخشب وجدد بناء القبة بالقاشاني .
- سنة 1355 هـ جدد السيد مرتضى سادن الروضة الباب الفضي في الايوان الذهبي للحضرة وكتب على المصراعين قصيدة للخطيب الشيخ محمد علي اليعقوبي .
- سنة 1375 هـ / 1955 م تم تذهيب قبة المرقد الشريف .
- بأمر المرجع السيد محسن الحكيم ( قده ) بنصب شباك ذهبي على القبر صنع في اصفهان وجُلب الى العراق في احتفال كبير شهدته المدن العراقية الواقعة على الحدود الايرانية حتى مدينة كربلاء . *
*5 المعالم :
الروضة العباسية المطهرة لاتقل روعة وضخامة عن الروضة الحسينية ، تبلغ مساحتها بما فيها الصحن الشريف نحو 4370 م2 ارضها مفروشة بالرخام والجدران مكسوة بالمرايا . وكذلك الرواق والاواوين الكبيرة والمنائر الشاهقة ، القبة العالية والصندوق البديع على القبر الشريف بشباكه الرائع المصنوع من الفضة والذهب الخالص حيث بلغت جميعها من الروعة في الفن المعماري والزخرفة مبلغا عظيما بشكل يليق والمقام العظيم لصاحب المرقد في نفوس المسلمين ، وتعلو القبر الشريف قبة ذهبية ضخمة ذات هيبة ووقار نقشت في اسفلها ايات قرآنية مطعمة بالميناء والذهب وفي اطراف القبة مئذنتان ضخمتان ، كما ان هنالك ساعة اثرية كبيرة دقاقة واقعة على باب القبلة ، وتضم جوانب الصحن الشريف عدة غرف واواوين دفن فيها العلماء والسلاطين وكبار الشخصيات الاسلامية وزينت جوانب الصحن بالفسيفساء والقاشاني البديع الصنع والذي يعتبر من النفائس الاثرية .
وحول الحضرة المقدسة رواق جميل تزينه نقوش بديعة من المرايا وله سبعة ابواب تؤدي الى الصحن وهذا الرواق له ثمانية ابواب تؤدي الى الحضرة المطهرة وللصحن ثمانية ابواب هي : باب الامام الحسن (ع) ، باب الامام الحسين (ع) ، باب الامام صاحب الزمان (عج) ، باب الامام موسى بن جعفر (ع) ، وهذه الابواب موقعها في الجهة الغربية من الصحن ، باب الامام امير المؤمنين (ع) وباب الامام علي بن موسى الرضا (ع) ويقعان في الجهة الشرقية ، وباب الرسول (ص) المسماة بباب القبلة تقع في الجهة الجنوبية ، اما في الجهة الشمالية فيوجد باب يسمى باب الامام محمد الجواد (ع) .
يبلغ ارتفاع القبة عن سطح الارض 39 م ويبلغ ارتفاع المنارة الواحدة 44 م ، مساحة الرواق 320 م2 ومساحة الصحن تبلغ 9300م2 ، اما مساحة الحرم المطهر فتبلغ 1836 م 2 .
وفي الجهة الشمالية الشرقية قريبا من باب الصحن يقع مقام الكف اليمنى لابي الفضل العباس وقد وضع على جدار المقام شباك صغير ، وفي السوق الصغير القريب من باب الصحن الصغير في الجهة الجنوبية الشرقية يقع مقام الكف اليسرى حيث وضع على جدار المقام شباك ايضا . *
*6 من ذاكرة التاريخ :
- سنة 236 هـ امر المتوكل العباسي بهدم مرقد الامامين الحسين واخيه العباس عليهما السلام وسقي موضع القبر بالماء حيث حار الماء حوله ، وكذلك منع الناس من زيارة المرقدين .
- في سنة 1047 هـ حدثت حادثة كبيرة في الحرم وذلك في زمن السلطان مراد العثماني حيث هاجم العثمانيون كربلاء واحتمى اهلها داخل ضريح العباس (ع) فجرت معركة بالبنادق داخل الحضرة الشريفة وتم سلب مافي المرقد من نفائس ثمينة و نقلت الى بقعة الشيخ عبد القادر الكيلاني .
- عام 1216 هـ غزا ال***** كربلاء وهتكوا حرمة الضريحين الشريفين للامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس ( عليهما السلام ) .
- سنة 1991 م تعرض المرقد الشريف لاعمال الهدم و التخريب و تم هدم البيوت المجاوره للمرقد و ذلك على اثر انتفاضة شعبان الخالدة في العراق .*
*7 المصادر :
1 - كربلاء في الذاكرة / سلمان هادي الطعمة ص 18 ط 1 سنة 1988 بغداد .
2 - تراث كربلاء / سلمان هادي الطعمة ص 61 - 68 ط 2 سنة 1983 م .
3 - الارشاد للشيخ المفيد ج 2 ص 126 ط 1 سنة 1413 هـ .
4 - العباس / عبد الرزاق المقرم ط1 انتشارات الشريف الرضي .
5 - قمر بني هاشم / للشيخ محمد باقر البيرجندي ص 22 .
6 - جولة في الاماكن المقدسة / السيد ابراهيم الموسوي الزنجاني ص 88 ط 1 سنة 1985 بيروت .*
** مرقد مسلم بن عقيل ( ع )
( استشهد سنة 60 هـ ) الكوفة / العراق *
*1 التعريف : هو مسلم بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب سفير الامام الحسين ( ع ) الى الكوفة وأول الشهداء.*
*2 الموقع :
يقع مرقده الشريف بجوار جدار مسجد الكوفة متصل بركنه الشرقي الجنوبي ، قرب قبر هاني بن عروة ، و قرب قبر المختار بن أبي عبيدة الثقفي .*
يتبع________________
--------------------------------------------------------------------------------
** مدينة كربلاء
العراق *
*1 التعريف : هي مدينة اسلامية مشهورة قبل الاسلام بزمن بعيد ، تمتاز بقدسيتها و تأريخها الحافل بالامور العظام و الحوادث الجسام حيث شهدت تربتها حادثة واحدة من انبل ملامح الشهادة و الفداء الا و هي حادثة الطف الخالدة . *
* 2 الموقع :
تقع المدينة على بعد 105 كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة بغداد ، على حافة الصحراء في غربي الفرات وعلى الجهة اليسرى لجدول الحسينية .
و تقع المدينة على خط طول 44 درجة و 40 دقيقة وعلى خط عرض 33 درجة و 31 دقيقة ، ويحدها من الشمال محافظة الانبار ومن الجنوب محافظة النجف ومن الشرق محافظة الحلة وقسم من محافظة بغداد ومن الغرب بادية الشام واراضي المملكة العربية السعودية .*
*3 التاسيس :
يعود تاريخ المدينة إلى العهد البابلي وكانت هذه المنطقة مقبرة للنصارى قبل الفتح الاسلامي ، و يرى بعض الباحثين ان كلمة كربلاء يعني ( قرب الاله ) وهي كلمة اصلها من البابلية القديمة ، ورأى بعضهم ان التوصل إلى معرفة تاريخ ( كربلاء ) القديم قد يأتي من معرفة نحت الكلمة وتحليلها اللغوي فقيل انها منحوتة من كلمة ( كور بابل ) العربية بمعنى مجموعة قرى بابلية قديمة ، منها نينوى القريبة من سدة الهندية ، ومنها الغاضرية ، و تسمى اليوم ( اراضي الحسينية) ، ثم كربلاء او عقر بابل ثم النواويس ، ثم الحير الذي يعرف اليوم بالحائر اذ حار الماء حول موضع قبر الامام الحسين ( ع ) عندما امر المتوكل العباسي بهدم و سقي القبر الشريف ، و يرى اخرون ان تاريخ كربلاء يعود الى تاريخ مدن طسوح النهرين الواقعة على ضفاف نهر بالاكوباس ( الفرات القديم ) وعلى ارضها معبد قديم للصلاة ، ان لفظ كربلاء مركب من الكلمتين الاشوريتين ( كرب ) أي حرم و ( أيل ) أي الله و معناهما ( حرم الله ) ، و ذهب آخرون الى انها كلمة فارسية المصدر مركبة من كلمتين هما ( كار ) أي عمل و ( بالا ) أي الاعلى فيكون معناهما ( العمل الاعلى ) ، و من اسمائها ( الطف ) و يحتمل ان كلمة كربلاء مشتقة من الكربة بمعنى الرخاوة ، فلما كانت ارض هذا الموضع رخوة سميت كربلا ... او من النقاوة ويقال كربلت الحنطة إذا هززتها ونقيتها .. فيجوز على هذا أن تكون هذه الارض منقاة من الحصى والدغل فسميت بذلك . والكربل اسم نبت الحماض ، فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبت يكثر وجوده هناك فسميت به .*
*4 التوسعة و الاعمار :
ـ في 12 محرم عام 61 هـ بدا تاريخ عمران مدينة كربلاء بعد واقعة الطف بيومين حيث دفن بنو اسد رفات الامام الحسين ( ع ) واخيه العباس ( ع ) وصحبه الميامين ( عليهم السلام ) .
ـ سنة 247 هـ اعاد المنتصر العباسي بناء المشاهد في كربلاء وبنى الدور حولها بعد قتل ابيه المتوكل الذي عبث بالمدينة وهدم مافيها ، ثم استوطنها اول علوي مع ولده وهو السيد ابراهيم المجاب الضرير الكوفي بن محمد العابد بن الامام موسى الكاظم ( ع ) .
ـ سنة 372 هـ شيد اول سور للحائر و قد قدرت مساحته 2400 م2 .
ـ سنة 412 هـ اقام الوزير ( الحسن بن الفضل بن سهلان الرامهرمزي ) السور الثاني للمدينة ، و نصب في جوانبه أربعة ابواب من الحديد .
ـ سنة 941 هـ زار الشاه اسماعيل الصفوي كربلاء و حفر نهراً دارساً و جدد و عمر المشهد الحسيني
ـ سنة 953 هـ أصلح سليمان القانوني الضريحين فاحال الحقول التي غطتها الرمال إلى جنائن .
ـ في اوائل القرن التاسع عشر الميلادي زار احد ملوك الهند كربلاء ( بعد ====== سنة 1216 هـ ) وبنى فيها اسواقا جميلة وبيوتا ، اسكنها بعض من نكبوا ، وبنى سورا منيعا للبلدة .
ـ سنة 1217 هـ تصدى السيد علي الطباطبائي ( صاحب الرياض ) لبناء سور المدينة الثالث بعد غارة ال***** وجعل له ستة ابواب عرف كل باب باسم خاص .
ـ سنة 1860 م تم ايصال خطوط التلغراف واتصال كربلاء بالعالم الخارجي .
ـ في سنة 1285 هـ 1868 م و في عهد المصلح ( مدحت باشا ) بنيت الدوائر الحكومية ، وتم توسيع واضافة العديد من الاسواق والمباني ، و هدم قسماً من سور المدينة من جهة باب النجف ، و اضاف طرفاً اخر الى البلدة سميت بمحلة (العباسية) .
ـ سنة 1914 م و بعد الحرب العالمية الاولى انشئت المباني العصرية والشوارع العريضة وجففت اراضيها وذلك بانشاء مبزل لسحب المياه المحيطة بها .*
*5 المعالم :
تبلغ مساحة مدينة كربلاء نحو 52856 كم مربعا و أرضها رخوة نقية ( منقاة من الحصى والدغل ) تحيط بها البساتين الكثيفة ويسقيها ماء الفرات ، و ثمة طريقان يؤديان إلى المدينة المقدسة ، طريق تربطها بالعاصمة بغداد مرورا بمدينة المسيب وطولها 97 كم و طريق آخر تصلها بمدينة النجف الاشرف المقدسة وأيا كان السبيل الذي يسلكه المسافر فإنه سيتجه إلى مرقد الامام الحسين ( ع ) ومثوى شهداء الطف الكرام ، فلابد له في كلتا الحالتين من المرور بطريق مخضرة تحفها بساتين الفاكهة ومزارع النخيل الكثيفة . وتقسم المدينة من حيث العمران إلى قسمين يسمى الاول " كربلاء القديمة " وهو الذي أقيم على أنقاض كربلاء القديمة ، ويدعى القسم الثاني " كربلاء الجديدة " و البلدة الجديدة واسعة البناء ذات شوارع فسيحة وشيدت فيها المؤسسات و الاسواق و المباني العامرة و المدارس الدينية و الحكومية الكثيرة ، و يصل المدينة الخط الحديدي الممتد بين بغداد و البصرة بفرع منه ينتهي بسدة الهندية طوله 36 كم و تربطها بالعاصمة و بسائر الاطراف طرق مبلطة حديثة .
الاقضية والنواحي :
1 ـ مركز القضاء وتتبعه / ناحية الحر ، ناحية الحسينية .
2 ـ مركز قضاء الهندية وتتبعه / ناحية الخيرات . ناحية الجدول الغربي .
3 ـ قضاء عين التمر .
محلاتها :
محلة باب السلالمة ، محلة باب الطاق ، محلة باب بغداد ، محلة باب الخان ، محلة المخيم ، محلة باب النجف ، محلة العباسية الشرقية والغربية .
احياؤها السكنية :
حي الحسين ، حي المعلمين ، حي العباس ، حي النقيب ، حي الثورة ، حي الحر ، حي رمضان ، حي الصحة ، حي الاسكان ، حي القزوينية ، حي العدالة ، حي البنوك ، حي الانصار ، حي الموظفين ، حي البلدية ، حي العروبة ، حي السعدية ، حي العلماء ، حي الملحق ، حي التعليب ، حي الاصلاح الزراعي ، حي العامل .
شوارعها :
شارع الرسول الاعظم ( ص ) شارع الامام علي ( ع ) ، شارع الحسين ( ع ) ، شارع العباس ( ع ) ، شارع علي الاكبر ( ع ) .
مراقدها ومقاماتها :
ـ الروضة الحسينية المطهرة و بجانبها العديد من القبورالتي تزار منها :
( مرقد السيد إبراهيم المجاب (ع) ، مرقد حبيب بن مظاهر الاسدي ، ضريح الشهداء من أصحاب الحسين (ع)، والقاسم بن الحسن (ع) ) .
ـ الروضة العباسية المطهرة .
ومن المقامات والاماكن التي يتبرك بها الزوار :
ـ نخل مريم ، مقام الحر بن يزيد الرياحي (ع) ، المخيم الحسيني، مقام المهدي (عج) ، مقام تل الزينبية ، مقام الكف الايمن للعباس (ع) ، مقام الكف الايسر للعباس (ع) ، مقام الامام جعفر الصادق ( ع ) ، مقام عون بن عبدالله ، مقام بن حمزة ، مقام الحسين وابن سعد ، مقام ابن فهد الحلي ، مقام فضة ، مقام الامام علي (ع) ، مقام موسى بن جعفر (ع) ، مقام علي الاكبر (ع) ، مقام رأس الحسين (ع) ، مقام أم البنين (ع) ، مقام الاخرس بن الكاظم (ع) .
اماكنها الاثرية الشهيرة :
حصن الاخيضر ، قلعة الهندي ، خان العطشان .
مساجدها :
هنالك أكثر من 100 مسجد في المدينة أشهرها : مسجد رأس الحسين ، مسجد عمران بن شاهين ، مسجد الشهيد الثاني ، جامع السر دار حسن خان ، الجامع الناصري ، جامع الشهرستاني ، جامع الحميدية ، مسجد السيد علي نقي الطباطبائي ، مسجد كبيس ، مسجد الشيخ يوسف البحراني ، جامع الشيخ خلف ، جامع الاردبيلية ، جامع الحاج نصر الله ، جامع المخيم .
حسينياتها :
هناك اكثر من 100 حسينية في المدينة اشهرها : الحسينية الحيدرية ، حسينية السيد محمد صالح ، حسينية ربيعة، حسينية المشاهدة ، حسينية أولاد عامر ، حسينية الحاج حنن ، حسينية الكرادة الشرقية .
مدارسها الدينية :
1 ـ المدرسة المحسينية 1327 هـ
2 ـ المدرسة الجعفرية 1333 هـ
3 ـ المدرسة الاحمدية 1921 م
4 ـ المدرسة الفيصلية 1921 م
5 ـ المدرسة الرضوية 1345 هـ
6 ـ مدرسة الامام الباقر ( ع ) 1381 هـ
7 ـ مدرسة المجاهد 1270 هـ
8 ـ مدرسة البادكوبة 1270 هـ
9 ـ مدرسة الصدر الاعظم 1276 هـ ( مندثرة )
10 ـ مدرسة الحاج عبد الكريم 1287 هـ
11 ـ مدرسة البقعة 1250 هـ
12 ـ مدرسة السليمية 1250 هـ
13 ـ مدرسة الهندية الكبرى 1920 هـ
14 ـ مدرسة الهندية الصغرى 1300 هـ
15 ـ مدرسة ابن فهد الحلي 1358 هـ جُدد بناؤها
16 ـ مدرسة الزينبية 1276 هـ ( مندثرة )
17 ـ مدرسة المهدية 1287 هـ
18 ـ مدرسة البروجردي 1381 هـ
19 ـ مدرسة شريف العلماء المازندراني 1384 هـ
20 ـ مدرسة الخطيب 1355 هـ
21 ـ مدرسة الامام الصادق ( ع ) 1376 هـ
22 ـ مدرسة الحسينية 1388 هـ
23 ـ مدرسة السردار حسن خان 1180 هـ ( كانت تحتوي على 70 غرفة لم يبقَ منها اليوم سوى 16 غرفة ).
مكتباتها :
خزانة مشهد الامام الحسين ( ع ) ، خزانة السيد نصر الله الحائري ، خزانة الشيخ عبد الحسين الطهراني ، خزانة السيد عبد الحسين الكليدار ال طعمة ، خزانة السيد حسين القزويني ، خزانة السيد محمد باقر الحجة الطباطبائي ، خزانة الشيخ احمد بن زين العابدين الحائري ، خزانة الشيخ محسن ابو الحب ، خزانة الشيخ محمد بن داود الخطيب ، خزانة السيد مهدي الحكيم الشهرستاني ، خزانة السيد محسن الجلالي الكشميري .
مكتباتها العامة :
مكتبة الجعفرية ، مكتبة سيد الشهداء ، المكتبة المركزية العامة ، مكتبة ابي الفضل العباس ، مكتبة الروضة الحسينية ، مكتبة السيد علي اكبر الحائري ، مكتبة المولى عبد الحميد الفراهاني ، مكتبة الرسول الاعظم ( ص ) ، مكتبة النهضة الاسلامية ، مكتبة السيدة زينب الكبرى ( ع ) ، مكتبة القرآن الكريم .
المقابر :
ساحة المخيم ، وادي العتيق " مدرسة الغرة حاليا " ، ساحة الهيابي ( مقابل الامام جعفر الصادق (ع)) ، الوادي الجديد ( مقابل محطة القطار ) ، مقبرة الهنود ( بستان ابن ذرب المقابل لمرقد ابن حمزة ) .
اسواقها القديمة والحديثة :
سوق المخضر ، سوق النجارين ، سوق الهرج ، سوق الصفارين ، سوق الصاغة ، سوق البزازين (سوق العرب) ، سوق العلاوي ، سوق الحسين ( ع ) ، سوق الزينبية ، سوق باب الخان .
خاناتها القديمة والشهيرة :
خان الكهية ، خان زاد ، خان البير ، خان المزراقجي ، الخان الاخير .*
*6 من ذاكرة التاريخ :
ـ نزل فيها الامام امير المؤمنين ( ع ) اثناء مروره إلى حرب صفين وشوهد فيها متأملا لما فيها من أطلال واثار ، فسئل عن ذلك فقال ( عليه السلام ) : ان لهذه الارض شانا عظيما " فهاهنا محط ركابهم وهاهنا مهراق دمائهم ، فسئل عن ذلك فقال ( عليه السلام) : ثفل لآل محمد ( ص ) ينزلون هاهنا .
ـ سنة 61 هـ لما انتهى الامام الحسين ( ع ) الى كربلاء واحاطت به خيل عبيد الله بن زياد قال : ما اسم تلك القرية؟ و أشار الى العقر ، فقيل له : اسمها العقر فقال ( ع ) : نعوذ بالله من العقر فما اسم هذه الارض التي نحن فيها ؟ فقالوا: كربلاء ، قال : ارض كرب و بلاء .
ـ في العاشر من المحرم سنة 61 هـ استشهد الامام الحسين ( ع ) و أصحابه الميامين فيها و دفن في الحائر المقدس .
ـ في عهد يزيد بن معاوية حدثت ثورة يزيد بن المهلب في ميدان العقر بالقرب من كربلاء ، على ضفة الفرات و دارت هنالك معركة رهيبة اسفرت عن هزيمة الثوار امام جيش مسلمة بن عبد الملك قائد جيش يزيد .
ـ سنة 369 هـ حدثت غارة ضبّة بن محمد الاسدي على كربلاء عندما كان اميرا لعين التمر .
ـ سنة 479 هـ غارت خفاجة على كربلاء في زمن امارة سيف الدولة .
ـ سنة 795 هـ وقعت هجمات تيمورلنك على كربلاء .
ـ سنة 858 هـ استولى مولى ( علي المشعشعي ) على كربلاء ونهب المشهد الحسيني وقتل أهلها قتلا ذريعا واسر من بقي منهم إلى دار ملكه في البصرة .
ـ سنة 1013 هـ غزت قبيلة آل مهنا كربلاء بزعامة اميرها المدعو " ناصر بن مهنا " وبسطت زعامتها على المدينة 40 عاماً إلى سنة 1053 هـ .
ـ سنة 1216 هـ أغار ال**** على مدينة كربلاء بقيادة ++++++++++ وقتلوا اغلب اهلها في الاسواق والبيوت ، و هدموا قبة مرقد الامام الحسين ( ع ) و نهبوا جميع ما في المدينة والمرقد الشريف من اموال وسلاح ولباس وفضة وذهب وكانت تسمى بحادثة ( الطف الثانية ) .
ـ سنة 1534 م احتل العثمانيون العراق وقام السلطان سليمان القانوني بحفر نهر من الفرات سمي (النهر السليماني) وهو نهر الحسينية الحالي .
ـ سنة 1241 هـ / 1825 م وقعت حادثة المناخور في عهد الوالي داود باشا حيث حاصرت قوات داود باشا كربلاء بقيادة امير خيالته ( سليمان ميراخور ) حيث حاصرها واستباح حماها لمدة 8 اشهر .
ـ سنة 1258 هـ / 1842 م وقعت حادثة محمد نجيب باشا اذ اجبر سكان مدينة كربلاء بقوة السلاح للخضوع لحكم العثمانيين .
ـ سنة 1623 م احتل الايرانيون العراق بزعامة الشاه عباس الصفوي .
ـ سنة 1638 م حاصر السلطان العثماني مراد الرابع مدينة كربلاء .
ـ سنة 1293 هـ / 1876 م حدثت حركة علي هدلة المناوئة للحكومة العثمانية .
ـ سنة 1923 م هاجم ال******* مدينة كربلاء مرة ثانية .
ـ سنة 1920 م اندلعت الثورة العراقية المسماة " ثورة العشرين العظيمة " ، وكان اندلاعها من مدينة كربلاء التي اتخذت معقلا للثوار وعلى راسهم المرحوم الشيخ محمد تقي الحائري الشيرازي واصداره فتواه بتحريم انتخاب غير المسلم لحكم العراق .
ـ في 29 / حزيران 1920 م القي القبض على الشيخ محمد رضا نجل الامام الشيرازي مع تسعة من الشيوخ والاعلام المجاهدين و تم تسفيرهم الى هنكام .
ـ سنة 1980 م وفي مراسم احياء اربعينية الامام الحسين ( ع ) اصطدمت مواكب المشاة من جميع المحافظات العراقية من انصار الحسين ( ع ) مع السلطات العراقية عندما حاولت القوات منعهم من زيارة الحسين (ع) وحدوث انتفاضة رجب الخالدة في زمن نظام البعث المجرم .
ـ سنة 1990 م قصفت قوات النظام الحاكم في العراق قبة المشهد الحسيني الشريف فدمرت جزءاً منها و ذلك خلال احداث انتفاضة شعبان الخالدة .
الشخصيات المهمة :
امتازت مدينة كربلاء بقدسيتها ومكانتها الدينية والعلمية والتاريخية ، فهي رمز الشموخ و الاباء والمجد في دنيا العلم والادب والجهاد منذ اقدم العصور والازمنة ، و نشير هنا إلى اهم شخصياتها الدينية من العلماء الفطاحل الذين اقاموا فيها وتخرجوا من معاهدها ونبغوا فيها .
1 ـ حميد بن زياد النينوي مؤسس جامعة العلم في كربلاء ( المتوفى سنة 310 هـ ) .
2 ـ الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( المتوفى سنة 460 هـ ) .
3 ـ الشيخ هشام بن الياس الحائري صاحب ( المسائل الحائرية ) ( المتوفى سنة 490 هـ ) .
4 ـ السيد فخار بن معد الحائري الموسوي ( المتوفى سنة 630 هـ ) .
5 ـ الشيخ احمد بن فهد الحلي الاسدي ( المتوفى سنة 841 هـ ) .
6 ـ الشيخ ابراهيم الكفعمي ( المتوفى سنة 900 هـ ) .
7 ـ السيد نصر الله الحائري المدرس في الروضة الحسينية ( المتوفى سنة 1168 هـ ) .
8 ـ الشيخ يوسف البحراني ( المتوفى في كربلاء سنة 1186 هـ ) " المدفون في الحضرة الحسينية " .
9 ـ المؤسس الوحيد باقر البهبهاني ( المتوفى سنة 1205 هـ ) والمدفون في الحضرةالحسينية .
10 ـ السيد محمد مهدي بحر العلوم ( المتوفى 1212 هـ ) .
11 ـ السيد علي الطباطبائي الشهير بصاحب الرياض المتوفى سنة 1231 هـ دفن بجوار الامام الحسين ( ع ) .
12 ـ الشيخ شريف العلماء المازندراني ( المتوفى سنة 1245 هـ ) .
13 ـ الشيخ خلف بن عسكر الحائري المتوفى سنة 1246 هـ .
14 ـ الشيخ محمد حسين الاصفهاني صاحب الفصول ( المتوفى سنة 1261 هـ ) .
15 ـ السيد ابراهيم القزويني صاحب الضوابط ( المتوفى سنة 1262 هـ ) .
16 ـ الشيح عبد الحسين الطهراني ( المتوفى سنة 1286 هـ ) .
17 ـ السيد مرزا صالح الداماد ( المتوفى سنة 1303 هـ ) .
18 ـ الشيخ زين العابدين المازندراني ( المتوفى سنة 1309 هـ ) .
19 ـ السيد محمد حسين المرعشي ( المتوفى سنة 1315 هـ ) .
20 ـ الشيخ محمد تقي الشيرازي ( المتوفى سنة 1338 هـ ) .
21 ـ السيد عبد الحسين آل طعمة ( المتوفى سنة 1380 هـ ) .
22 ـ السيد مرزا مهدي الشيرازي ( المتوفى سنة 1380 هـ ) .
23 ـ السيد محمد علي الطباطبائي ( المتوفى سنة 1381 هـ ) .*
* 7 المصادر :
ـ كربلاء في الذاكرة / تاليف / سلمان هادي الطعمة / ط1 / سنة 1988 م بغداد .
ـ تراث كربلاء / سلمان هادي الطعمة / ط1 / سنة 1983 م .
ـ موسوعة العتبات المقدسة / ج8 / ط2 / سنة 1987 م .
ـ العراق قديماً و حديثاً / السيد عبد الرزاق الحسني .
*
** أرض الطف
--------------------------------------------------------------------------------
** أرض الطف
كربلاء / العراق *
*1 التعريف : هو ذلك المكان الموعود من صعيد كربلاء الطيب الذي نزله الإمام الحسين (ع) ليبقى فيه إلى الأبد ، حيث وقعت أعظم ماسأة اتسمت بقسوة القلوب وخيانة العهود والغدر ، وسجل التاريخ فيها حادثة لها أعظم وأبلغ الاثر في النفوس ، إلا وهي نهضة الإمام الحسين (ع) وقيامه بالدفاع عن الحق والذود عن الكرامة حيث البطولة و التضحية و الفداء و الإيثار . *
*2 الموقع :
تقع الأرض التي نزلها الإمام الحسين (ع) والمسماة كربله ( بتفخيم اللام بعدها هاء ) جنوب شرق مدينة كربلاء الحالية على بعد 3 كم شرقا و 2 كم جنوبا ، في المنطقة التي يترك نهر الفرات هور أبي دبس جنوبا ـ وهو مستنقع تغذيه مياه قناة الحسينية والتي تتفرع من الضفة اليمنى لنهر الفرات عند المسيب على بعد 11 كم غربي كربلاء ـ حيث يميل نهر الفرات حتىيصل طف كربلاء ويخترق الغاضرية ـ ناحية الحسينية اليوم التي تبعد عن كربله الجنوبية أقل من 4 كم جنوبا ـ أي بين تلول كربلاء جنوبا وسفوح الفرات غربا ، أي في الموضع الذي قال الحر بن يزيد الرياحي إلى الإمام الحسين (ع) : انزل هنا والفرات منك قريب . (1)
واغلب الظن ان المقام التذكاري المعروف بـ ( المخيم الحسيني ) والذي يقع على بعد أقل من كيلو متر جنوب غرب مرقد الإمام الحسين (ع) هو الموضع الذي حط فيه الإمام (ع) اثقاله ونصب خيامه وذلك للكثير من الشواهد التاريخية الدالة على ذلك . (2) *
*3 نزول الإمام الحسين (ع) بكربلاء :
حطت راحلة الإمام الحسين (ع) على أرض كربلاء في يوم الخميس الثاني من محرم سنة 61هـ / 680م بعد ان ساير الحر بن يزيد الرياحي الإمام (ع) كي يخرجه عن حدود أميره عبيد الله بن زياد ، فبعد ان عرضوا على الإمام (ع) النزول سأل عن اسم الارض فقيل : كربلاء ، فقال : نعوذ بالله من الكرب والبلاء ، هل لها اسم غير هذا ؟ فقيل له : العقر فقال : نعوذ بالله من العقر ، ماشاء الله كائن ، ثم قال الإمام (ع) للحر : دعنا ننزل في هذه القرية ـ يعني نينوى أو هذه يعني الغاضرية ، أو هذه يعني شفية ، وقيل بينما هم يسيرون إذ وقف جواد الإمام الحسين (ع) ولم يتحرك وعندما سأل الإمام (ع) عن الأرض قالوا له : تسمى الطف ، فقال الإمام فهل لها اسم غيره ؟ فقالوا تعرف بكربلاء فدمعت عيناه وقال : ها هنا مناخ ركابنا وسفك دمائنا ومحط رحالنا ومحل قبورنا بهذا حدثني جدي رسول الله (ص) ، وقيل انه لما أخبروه باسم الأرض أخذ تربتها فشمها وقال : والله هي الارض التي أخبر بها جبرئيل جدي رسول الله (ص) أنني أقتل فيها .
وقد سبق لأبيه الإمام علي (ع) ان نزلها قبله في مسيره إلى صفين سنة 36هـ وشوهد متأملا فيما بها من أطلال وآثار فسئل عن ذلك فقال : ان لهذه الارض شأنا عظيما (( فهاهنا محط ركابهم وهاهنا مهراق دمائهم ، فسئل عن ذلك فقال : ثقل لآل محمد ينزلون هاهنا )) ، ونهض الإمام (ع) مع أصحابه وأهل بيته إلى توطين مخدرات الرسالة ، وعقائل الوحي ، فنصبوا لهن الخيام ثم احيطت بها خيام أهل البيت (ع) يمينا وشمالا من تلك البقعة الطاهرة التي حوصر بها ريحانة رسول الله (ص) .
التسمية :
عرف التاريخ كربلاء بهذا الاسم قبل ان تضم ارضها جثمان سيد الشهداء الحسين (ع) وللمؤرخين أقوال وراء تفسير كلمة كربلاء ، فقيل ان لفظة كربلاء منحوته من لفظة ( كور بابل ) العربية بمعنى مجموعة قرى بابلية منها نينوى القريبة من اراضي سدة الهندية ثم الغاضرية وتسمى اليوم اراضي الحسينية ، ثم كربله (بتفخيم اللام بعدها هاء) ثم كربلاء او عقر بابل ، ثم الحير و يسمى الحائر ، ثم الطف ثم النواويس ، ثم شفية (3) وهي بئر حفرتها قبيلة بني أسد بالقرب من كربلاء وانشأت بجانبها قرية .
الغاضرية ( أراضي الحسينية ) :
وهي الأراضي المنبسطة التي كانت تنسب إلى قبيلة غاضرة من بني أسد في صدر الإسلام وفيها أراضي مزروعة لهم ، وكانت قرية من نواحي الكوفة قريبة من كربلاء ، تقع في الشمال الشرقي من مقام أو شريعة الإمام جعفر الصادق (ع) على نهر العلقمي وهذه الشريعة هي المكان الذي كان الإمام الصادق (ع) يغتسل فيه من نهر الفرات قبل زيارته للحائر ، وموقعها في اراضي الجعفريات على الشاطىء الغربي من نهر العلقمي شمالي كربلاء بنحو 300 م (1) ، وكانت بساتين الغاضرية إلى الجنوب الغربي من بساتين (القرة ) الواقعة إلى اليمين من مشهد عون ابن عبد الله على بعد 11 كم على الطريق المؤدي إلى المسيب . (10)
الطف :
الطف بالفتح والفاء المشددة هو لغة ما اشرف من ارض العرب على ريف العراق ، ـ من اطف على الشيء بمعنى أطل ـ وهو اسم عام لأراضي تنحسر عنها مياه النهر ، وهو من المواضع المعروفة قديما عند العرب قرب كربلاء ، وسميت الأراضي حوالي نهر العلقمي البارزة من شواطئه طفا ، وفيها عيون ماء جارية منها عين الصيد والقطقطانة والرهيمة ، وسوف يأتي ذكرهما ، وعين جمل لان المستخرج لها يقال له جمل ، وكانت هذه العيون للموكلين بالمسالح التي كانت وراء خندق سابور ذي الاكتاف الملك الساساني ( 309 ـ 379 هـ) (12) ، وعرف هذا الخندق الذي هو عبارة عن قناة صناعية غربي الفرات بـ ( نهر كري سعده ) الذي يمر باكتاف طف كربلاء . (19 )
الحير أو الحائر :
يقال للموضع المطمئن الوسط المرتفع الحروف حائر ، ولم يرد في التاريخ أو الحديث ذكر لكربلاء باسم الحائر أو الحير من قبل وقعة الطف أو اثناء هذه الوقعة أو بعدها بزمن يسير ، وهو اليوم موضع قبر الإمام الحسين (ع) إلى حدود رواق روضته المشرفة أو حدود الصحن . (10)
عقر بابل :
العقر ارض في بابل من ناحية الكوفة بين واسط وبغداد وهي قريبة من الشمال الغربي للغاضريات وباطلالها آثار باقية ، والعقر هذه كانت بها منازل الملك بخت نصر.
النواويس :
جمع ناووس ( وهو الظرف من خزف أو من خشب ) كان البابليون يضعون موتاهم فيها ثم يدفنونها ، وكانت مقبرة عامة للنصارى قبل الفتح الإسلامي ، وتقع في اراضي الحسينية قرب نينوى ، وقد عبر الإمام الحسين (ع) عن هذه المنطقة في خطبة مشهورة له عندما عزم السير نحو الكوفة بقوله : (( وكأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ) . *
*5 المعالم :
لقد كانت كربلاء أماً لقرى عديدة تقع بين بادية الشام وشاطئ الفرات ، وكانت هناك سلسلة تلول وربوات ممتدة جنوبا وشرقا وهذه التلول متقاربة في بعض النقاط الجنوبية بحيث تكون للناظرين نصف دائرة مدخلها الجهة الجنوبية المواجهة لطريق كربلاء ـ شفاتا ( مركز ناحية عين التمر تبعد عن كربلاء 58 كم غربا ) ، واراضي هذه المنطقة ذات تربة رخوة كانت في عصرها القديم واطئة من جهة الشرق ورابية من جهتي الشمال والغرب على شكل هلال ، وفي هذه الدائرة الهلالية حوصر الإمام الحسين (ع) حيث وجد ان معسكره أصبح في أجرد البقاع عن مزايا الدفاع وبعيدا عن الماء فخرج من معسكره هذا يتخير موضعا مناسبا للدفاع ، حتى أشرف على سلسلة هضاب وروابي ممتدة هي اليوم تبدأ من الشمال الشرقي متصلة بموضع باب السدرة لمرقد الحسين (ع) شمالا ، وهكذا إلى موضع الباب الزينبي غربا ثم موضع الباب القبلي جنوبا وهذه الروابي والتلول المتدانية على شكل هلال هو المسمى الحير أو الحائر وهي عبارة عن رابية مستطيلة المحتمي بفنائها يكتنفه من جهة الشمال والغرب ربوات تقيه من هجمات العدو برماة قليلين إذا اختبأوا فيها ، لكن تبقى من جهتي الشرق والجنوب جوانب واسعة يحميها أصحاب الحسين (ع) ورجاله ومنها يخرجون إلى لقاء العدو ، وقد نقل الإمام (ع) إلى هذه الرابية حرمه ومعسكره ، ويعرف الان بالمخيم الحسيني ( أو الخيمكاه ) فصارت محوطة الحير فاصلة بينهم وبين معسكر الجيش الأموي ، كما أمر الإمام اصحابه ان يقربوا البيوت بعضها من بعض وان يضرموا النار في قصب وحطب كانا من وراء المخيم في خندق حفروه لئلا يهجم الاعداء من وراء الخيام ، وقد كانت خيام النساء متقاربة ، وينسب للسيدة زينب (ع) تل كان يشرف على مصارع القتلى يوم عاشوراء حيث كانت السيدة زينب (ع) تتفقد حال أخيها الحسين (ع) ، وكان هذا التل يقع في الجهة الغربية من الصحن الحسيني الشريف بالقرب من باب الزينبية .
نهر العلقمي :
عندما يتجاوز نهر الفرات هيت والانبار ، وعلى مسافة 30 كم من صدر نهر كوثى جنوبا ينقسم مجراه ، في نقطة تقع في جوار بلدة الاسكندرية الحالية ، إلى قسمين : قسم يدعى نهر سورا يمتد شرقا نحو نهر دجلة وقسم ينتهي إلى الكوفة ويجري جنوبا ويروي الكثير من مزارعها يسمى هذا القسم بـ ( نهر العلقمي )(21) وكان يرتفع في شمال المسيب ويسيل على ارض مستوية شمال شرقي كربلاء حتى ينتهي إلى قرب مثوى سيدنا العباس (ع) ثم إلى نواحي الهندية ، التي تبعد نحو 22 كم عن كربلاء ، ثم ينحدر فيقترن بعمود الفرات في شمال غرب قرية ذي الكفل ، التي تبعد نحو 30 كم جنوب شرقي الحلة ، وكانت الغاضرية تقع على الضفة الشرقية لنهر العلقمي وتصل قنطرة الغاضرية بينه وبين الشريعة ثم ينحرف نهر العلقمي إلى الشمال الغربي فيقسم مدينة كربلاء وبقرب هذه الشريعة استشهد العباس (ع) ودفن ، ويروى ان هذا القسم قد كلف بحفره رجل من بني علقمة ـ بطن من تميم ـ جدهم علقمة بن زرارة بن عدس وسمي باسمه وذلك في أواخر القرن الثاني الهجري ، وقيل سمي باسم العلقم وذلك لان الفرات بعد اجتيازه الأنبار يكثر على حافتي النهر العلقم ( الحنظل ) والعلقمة المرارة ، وقد تم تطهير هذا النهر سنة ( 478هـ) وكان يجري متعرجا قرب المشهدين (كربلاء والنجف ) ثم علته الرمال والاوحال مما عرقل جريان الماء فيه ، ويرجح ان آثار النهر القديم التي نشاهدها غربي المسيب الحالية تمثل بقايا نهر العلقمي ، وإلى جانب نهر العلقمي هنالك الكثير من الأنهار التي كانت تروي هذه التربة الطيبة والتي منها نهر نينوى ، الذي كان يتفرع من عمود الفرات بالقرب من الجصاصة وعقر بابل بين شمال سدة الهندية وجنوب قضاء المسيب ، ومنها النهر الغازاني نسبة إلى غازان خان من آل جنكيزخان أحد ملوك التتر الذين حكموا العراق ولم يبق من هذه الانهار سوى نهر السليماني ( نهر الحسينية الآن ) والذي انشأه سليمان القانوني سنة 941 هـ ، ومازالت مياهه تتدفق إلى الآن . *
*6 مسير الإمام الحسين (ع) من مكة إلى كربلاء والمنازل التي مر بها :
عندما تسلم الإمام الحسين (ع) رسالة سفيره إلى الكوفة مسلم بن عقيل واطلع على ما جاء فيها توجه إلى العراق وكان خروجه من مكة يوم الثلاثاء 8 ذي الحجة سنة 60 هـ ووصل إلى كربلاء يوم الخميس 2 محرم سنة 61 هـ واستغرقت رحلته زهاء 23 يوما وذلك قبل وصول جيش عمر بن سعد إلى كربلاء بيوم واحد .
ويروى إنه لما عزم الإمام الحسين (ع) على التوجه إلى العراق كانت الخيل مسرجة عند باب داره والرجال واقفون والإمام جالس على كرسي وبنو هاشم حافون به وهنالك أربعون محملا وقد زينت المحامل بملابس الحرير والديباج وأمر الإمام (ع) بني هاشم ان يركبوا محارمهم على المحامل ثم أمر باحضار فرس رسول الله (ص) وكان يدعى (المرتجز) وأمر باحضار سيف رسول الله (ص) فتقلد به واحضر درع رسول الله (ص) فلبسها واعتمر بعمامة جده رسول الله (ص) وكان اسمها ( السحاب ) وهي التي اعتمرها يوم عاشوراء مقابل الاعداء . (6)
وسارت قافلة الحسين (ع) في البيداء فوق الرمال حيث الصحراء اللاهبة وتحمل المطي الزاد والمؤونة وقليلا من الماء وفوق الرحال هوادج تحوي أعف المحصنات طهارة ونقاوة بينهن الامهات حملن في احضانهن طفولة الابناء .
وأهم المناطق التي مر بها الإمام الحسين (ع) هي على التوالي :
التنعيم :
وهو وادي بين سرف ومكة على بعد 13 كم عنها ويبعد عن المسجد الحرام الآن نحو 6 كم وهو أقرب حدود الحرم إلى مكة (23) ، وفيه شجر معروف وربما سمي به ، وفيه مساجد وسقايا على طريق المدينة ومنه يحرم المكيون لمن اراد العمرة ، وفي التنعيم لقي الإمام (ع) عيرا تحمل هدايا أرسلها والي يزيد على اليمن ( بحير بن يسار الحميري ) فأخذها .
الصفاح :
جمع صفحة وهو أرض من خارج مكة على محجة العراق بين وادي حنين ـ نخل الشرائع حاليا يبعد نحو 28 كم عن المسجد الحرام ـ وانصاف الحرم على يسار الداخل إلى مكة من حشاش والواقف في الصفاح يرى جبل كبكب جنوبا شرقيا ومنه ترى غابات المغمس وترى سلعا والحطيم ، وقيل الصفاح موضع بالروحاء وقيل هو ثنية من وراء بستان ابن معمر .
وبالصفاح لقي الشاعر الفرزدق الإمام الحسين (ع) وقال للإمام (ع) لما سأله عن خبر الناس خلفه : قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية ، ومما قاله الفرزدق في هذا الموضع :
لقيت الحسين بارض الصفاح .............. عليه اليلامق والدرق (15)
وادي العقيق :
يقع غربي المدينة المنورة وبدايته من الجنوب حرة بني سليم على بعد 220 كم وينتهي في الغابة شمال المدينة المنورة بنحو 28 كم (22) ، وسمي المكان نسبة إلى جبل صغير فيه وأول من سماه عقيق تبع ملك اليمن ، وفي ذات عرق على بعد 100 كم من مكة التقى الإمام (ع) بـ عون ومحمد إبني عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يحملان رسالة أبيهم التي يطلب فيها من الإمام (ع) الرجوع إلى مكة . (27)
الحاجر :
وهو وادي معروف بطريق مكة كان منزلاً لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة وفيه تجتمع أهل الكوفة والبصرة ، ويقع بعد سميراء على بعد 44 كم وهو في وادي الرمة ويعرف به (16) ، وهو اليوم جنوب الرياض شمال مستورة في خبت البزواء وبقربه قرية البعايث (15) ، وفي هذا المكان بعث الإمام (ع) كتاباً إلى أهل الكوفة مع سفيره قيس ابن مسهر الصيداوي جوابا على كتاب مسلم بن عقيل يخبره بقدومه .
الخُزيَمية :
تقع بعد زرود للذاهب من الكوفة إلى مكة وهي احدى منازل الحج وسميت نسبة إلى خزيمة بن خازم التميمي ، وفيها اقام الإمام (ع) يوما وليلة ليستريح من جهد الطريق وعناء السفر وفيها خفت إليه الحوراء زينب (ع) وهي تقول بنبرات مشفوعة بالاسى والبكاء : إني سمعت هاتفا يقول :
الا ياعين فاحتفلي بجهدي فمن يبكي على الشهداء بعدي
زَرود :
وهي ارض منبسطة رمالها حمراء غير متماسكة تقع على مسافة 585 كم من المدينة ، وهي الامتداد الطبيعي لصحراء النفوذ ، وسميت بذلك لانها تزدرد ( تبتلع ) المياه التي تمطرها السحائب وبها آبار ماء ليست بالعذبة ، وقد نزلها قبل ذلك سعد بن ابي وقاص مع جيشه في طريقه إلى القادسية سنة 14هـ / 635 م (19) ، وفي زرود أقام الإمام (ع) بعض الوقت ونزل بالقرب من زهير بن القين البجلي(4) وفيها اخبر بمقتل مسلم بن عقيل وهانئ ابن عروة وقيل علم بذلك في ( الثعلبية ) بالقرب من زرود وتبعد عنها 59 كم (19) سميت باسم رجل يقال له ثعلبة بن مزيقيا من بني أسد
الشقوق :
منزل بطريق مكة بعد واقصة من الكوفة وهي مياه قبيلة ضبة بأرض اليمامة .
زبالة :
وتقع بعد الشقوق بين واقصة والثعلبية وهي قرية عامرة بها اسواق منها سوق زبالة المعروف في الجاهلية ، وحصن وجامع لبني أسد ، وسميت بذلك لزبلها الماء أي بضبطها له وأخذها منه ، وقيل سميت باسم ( زبالة بنت مسعر ) من العمالقة ، وهناك عدة مواضع سميت بـ( زبالة ) منها زبالة شمال المدينة المنورة وتعرف اليوم بعقاب (12) ، وفي زبالة وافى الإمام (ع) نبأ مقتل رسوله وأخيه بالرضاعة عبد الله بن يقطر الحميري .
بطن العقبة :
وهو منزل في طريق مكة فيه ماء لبني عكرمة بن بني وائل ، وفيها قال الإمام لأصحابة ما أراني الا مقتولا فإني رأيت في المنام كلابا تنهشني وأشدها علي كلب أبقع .
شراف :
موضع أسفل الكوفة بـ 5,5 كم على بعد 3 كم تقريبا من واقصة ، سمي باسم رجل يقال له شراف استخرج عينا فيها ، ومن شراف إلى القرعاء 22 ميلا ( الميل 1848 م ) ومنها إلى المغيثة 47 ميلا ومن المغيثة إلى القادسية 36 ميلا (16) ، وقد نزل سعد بن أبي وقاص شراف وكان مقرا له ، وفيها ثلاث أبار كبيرة للماء عمقها 36 ـ 40 م وماؤها عذب ، وفيها أمر الإمام الحسين (ع) غلمانه وفتيانه بالتزود من الماء والاكثار منه ولما انتصف النهار جاءتهم خيل أهل الكوفة وعلى رأسهم الحر بن يزيد الرياحي ، مبعوثا من قبل الحصين بن نمير حارس القادسية ، لحبس الإمام (ع) عن الرجوع إلى المدينة وفي هذا المكان دارت المحاورة المعروفة بين الإمام (ع) وبين الحر بن يزيد الرياحي وفيها القى خطبته الأولى والثانية على الجيش الأموي وصلى صلاة الظهر بجماعته واقتدى الحر واصحابه بالإمام (ع) .
ذو حسمي :
وهو جبل كان ملك الحيرة النعمان بن المنذر ( 585 هـ ـ 613 م ) يصطاد به وفيه للنابغة الذبياني أبيات شعر ، وفي هذا الموضع ضرب الإمام الحسين (ع) خيامه وذلك من أجل ان يلوذ رحله بالهضاب ويأمن خطة للدفاع ، فلما سأل الإمام (ع) أصحابه عن ملجأ يلجأون إليه قالوا له : هذا ذو حسمي على يسارك .(6)(7)
البيضة :
هي أرض واسعة بين واقصة وعذيب الهجانات كانت لبني يربوع بن حنظلة ، وصلها الإمام الحسين (ع) عندما سلك طريقا آخر غير الطريق الذي سلكه إذ تياسر عن طريق العذيب والقادسية ، وفي البيضة خطب الإمام (ع) في أصحاب الحر خطبته الثالثة التي مطلعها : ( من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا عهده ... الخ ) .
الرهيمة :
بالتصغير وهي عين ماء من عيون تبعد الطف عن خفية بثلاثة أميال وتبعد خفية عن رحبة الحيرة بضعة عشر ميلا غربا .
العذيب :
هو وادي في الطرف الغربي من القادسية التي تبعد نحو 25,5 كم عن الكوفة ، ويبعد نحو 32 كم إلى الجنوب من الحيرة ، وقيل هو ماء بين القادسية والمغيثة وينسب شرقي العذيب إلى القوادس ، وغربيه الذي يسمى عذيب الهجانات للمناذرة حيث كانت هجائن النعمان بن المنذر ترعى هناك ، وكانت عند الفتح الإسلامي مسلحة فارسية ، وكان فيها قصر اتخذه سعد بن وقاص مقرا له يشرف منه على معركة القادسية ، وكانت المنطقة الواقعة بين العذيب والقادسية عند ظهور الإسلام مجدبة ليس فيها غير نخلة واحدة ، غير أنها زرعت فيما بعد بالنخيل (13) وفي العذيب دفن المسلمون قتلى معركة القادسية (19) ، وفي هذا المكان وافى الإمام (ع) اربعة انفار جاءوا لنصرته من بينهم الطرماح بن عدي ، وفيه أيضا أخبر بمقتل رسوله إلى الكوفة قيس بن مسهر الصيداوي .
قصر مقاتل :
كان يقع بين عين التمر والشام وقيل هو قرب القطقطانة وسلام ثم القريات ، وهو منسوب إلى مقاتل بن حسان ابن ثعلبة ، وكان قرب الكوفة جنوب الأخيضر وقيل هو ( النسوخ ) شرق القادسية على بعد 18 كم عنها ، وقد ضربه عيسى بن علي بن عبد الله العباسي عم الخليفة المنصور ثم جدد عمارته فهو له (12) ، واخبار قصر مقاتل كثيرة في كتب الأدب والتاريخ ، اما عين تمر التي يقع القصر قربها فهي قضاء تابع لمحافظة كربلاء وتبعد عنها مسافة 70 كم وكانت قديما أكبر مدينة في منطقة كربلاء وهي من المدن المشرفة على صحراء السماوة ، وكانت في القرن الثالث الميلادي من المدن المحصنة اختارها سابور بن اردشير بن بابك الساساني ويقع بقربها موضع يقال له شفاتا منها يجلب القسب ( التمر الجاف ) والتمر إلى سائر البلاد ، اما القطقطانة ، من القطقط ( أصغر المطر ) وتقطقطت الدلو في البئر إذا انحدرت ، فهي موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالطف كان به سجن النعمان بن المنذر ، وبينها وبين عين الرهيمة غربا أكثر من 36 كم للخارج من القادسية ، وهي احدى عيون الطف التي منها عين الصيد وعين جمل وغيرها ، وكانت للموكلين بالمسالح ، وان مسلحة القطقطانة كان عليها الهامرز التستري اثناء معركة ذي قار سنة 2 هـ ، وقد ذكر انها من منازل جذيمة الابرش احد ملوك الحيرة (13) ، وفي آخر الليل أمر الإمام الحسين (ع) فتيانه بالاستسقاء والرحيل من قصر مقاتل إلى قرى الطف .
نينوى :
وهي من قرى الطف ، كانت عامرة في العصور الغابرة ، تقع شمال شرق كربلاء بالقرب من أراضي الهندية وهي من الأسماء الآشورية ، عبارة عن سلسلة تلول أثرية ممتدة من جنوب سدة الهندية حتى مصب نهر العلقمي ، ولم يبق لها خبر في أوائل القرن الثالث الهجري ، وفي نينوى جاء رسول ابن زياد إلى الحر بن يزيد الرياحي ومعه كتاب يقول فيه ( جعجع بالحسين حين تقرأ كتابي ولا تنزله إلا بالعراء على غير ماء وغير حصن ) ولما نزلها الإمام (ع) أخذت رسل ابن سعد تتوارد عليه ، وفي أثناء المهادنة طلب الحسين (ع) مواجهة عمر بن سعد ليلا في منتصف المعسكرين فاجتمعا ليلا وتحادثا طويلا ، وفي كربلاء في المحلة المعروفة بـ ( باب السلالمة ) موقع كان يرمز إلى الموقع الذي اجتمع فيه الإمام (ع) مع عمر بن سعد الذي قام بعد ذلك باحتلال نهر الفرات وجميع الشرائع والأنهر المتفرعة منه ، اذ حيل بين الحسين (ع) وبين الماء قبل استشهاده بثلاثة أيام ، وكان ذلك اعظم ماعاناه الإمام (ع) من المحن الشاقة حيث شاهد اطفاله وحرائر الرسالة وهم يعجون من ألم الظمأ القاتل . *
*7 المصادر :
1 ـ مدينة الإمام الحسين (ع) / السيد محمد حسن مصطفى آل كليدار ـ ط1 ـ ايران سنة 1940 م.
2 ـ حياة الإمام الحسين (ع) / باقر شريف القرشي / ج 3 .
3 ـ نهضة الإمام الحسين / السيد هبة الدين الشهرستاني .
4 ـ مقتل الحسين (ع) / السيد عبد الرزاق المقرم .
5 ـ الارشاد / الشيخ المفيد ج 2.
6 ـ كربلاء ملحمة أدبية وتاريخية / سعيد العسيلي / ط 1 ـ بيروت سنة 1986 م .
7 ـ الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين (ع) / السيد عبد الكريم القزويني .
10 ـ تراث كربلاء / سلمان هادي الطعمة .
11 ـ تاريخ العراق قديما وحديثا / السيد عبد الرزاق الحسني .
12 ـ معجم البلدان / ياقوت الحموي 2 / 176 ، 4 / 413 .
13 ـ تاريخ الحيرة في الجاهلية والإسلام / عارف عبد الغني / 107 ـ 110 ، دمشق سنة 1993 م .
14 ـ رحلة ابن جبير 196 .
15 ـ معجم معالم الحجاز / عاتق البلادي ج2 / 44 و ج5 ، ط1 مكة سنة 1979 م .
16 ـ صفة جزيرة العرب / الهمداني 299 .
17 ـ دليل الخليج / القسم الجغرافي / ج ج لوريمر / ج 2 ، ج 5 ، ج 7.
18 ـ معجم القادسية / د . هاشم طه شلاش / بغداد سنة 1983 م .
19 ـ القادسية / احمد عادل كمال / 26 .
20 ـ الفرات الأوسط / رحلة وصفية ودراسات تاريخية / الواموسيل ص 435 ـ 450 / بغداد سنة 1990م .
21 ـ تاريخ حضارة وادي الرافدين / احمد سوسة / ج 2 ص 230 .
22 ـ الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين (ص) / غالي محمد الأمين الشنقيطي 241 .
23 ـ التاريخ القويم لمكة وبيت الله الحرام / محمد طاهر الكردي المكي ج 5 ط 1 سنة 1412 هـ
** مرقد الامام الحسين (ع)
--------------------------------------------------------------------------------
** مرقد الامام الحسين (ع)
( 3 شعبان 4هـ % 10 محرم 61هـ) كربلاء / العراق *
* 1 التعريف : أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) أمه فاطمة بنت رسول اللّه (ص) ، سيد شباب أهل الجنة . *
*2 الموقع :
يقع المرقد الشريف وسط مدينة كربلاء ، غربي نهر الفرات على بعد 105كم جنوب غرب مدينة بغداد .
يحيط بالمرقد شارع رئيسي يوصل الى ضواحي واحياء المدينة، وعلى بعد 300 م منه يقع ضريح أخيه ابي الفضل العباس (ع) في الجهة الشمالية الشرقية.*
*3 التأسيس :
لما استشهد الامام الحسين ( ع ) دفن في الحائر المقدس وان الذين دفنوه أقاموا لقبره رسماً ونصبوا له علامة وبناء كي لا يدرس أثره، وفي عهد بني أمية وضعت على قبره المسالح لمنع الزائرين من الوصول الى القبر المطهر وكان القبر مطوقاً بمخافر تتولى المهمة السالفة الذكر . وبعد هذه الفترة أخذ الناس يتوافدون لزيارة القبر الشريف وبدأ عمران المدينة يتسع و استوطنها الكثيرون وذلك سنة 170 هـ / 786 م .*
*4 التوسعة والاعمار :
- سنة 65 هـ بنى المختار بن أبي عبيدة الثقفي قبة على القبر الشريف .
- في أيام أبي العباس السفاح (132 - 136هـ) ، جرى تعمير المرقد الشريف .
- في عهد المأمون (198- 218هـ) أعيد بناء القبر الشريف ، بعد هدم الرشيد للابنية التي كانت تحيط بالاضرحة المقدسة وموضع القبر .
- في عهد المنتصر باللّه العباسي (247- 248) تم بناء الضريح المقدس .
- سنة 273هـ وعلى اثر تداعي بناية المنتصر ، قام محمد بن محمد بن زيد القائم بطبرستان بتجديدها سنة 280هـ .
- سنة 367هـ بنى عمران بن شاهين ( أحد امراء البطائح ) الرواق المعروف بأسمه وبنى بجنبه مسجداً .
- سنة 371هـ شيد عضد الدولة البويهي قبة ذات أروقة وضريحاً من العاج وعمر حولها بيوتاً واحاط المدينة بسور .
- سنة 380 هـ شيد الداعي العلوي محمد بن زيد بن الحسن قبة على القبر الشريف لها بابان وبنى حولها سقفين واحاطهما بسور .
- سنة 407هـ وعلى إثر الحريق الذي اصاب الحرم الشريف قام الحسن بن الفضل وزير الدولة البويهية بإعادة البناء نفسه مع تشييد السور.
- سنة 479هـ أمر الملك شاه السلجوقي بترميم سور الحائر الحسيني .
- سنة 767هـ جدد السلطان أويس الجلائري بناء القبر وان القبة الموجودة حالياً هي من آثار بنائه، وأتم نجله السلطان أحمد الجلائري تجديد القبر ومن بعده ولده السلطان حسين الجلائري حيث شيد البهو الامامي للروضة المعروف بايوان الذهب.
- سنة 914هـ أمر الشاه اسماعيل الصفوي بتذهيب حواشي الضريح ، وأهدى اثني عشر قنديلاً من الذهب ، كما اهدى صندوقاً فضياً بديع الصنع للحائر المقدس تم وضعه على القبر سنة 932هـ.
- خلال الاعوام (930 - 984هـ) بذل الشاه طهماسب الصفوي الكثير من الاموال لأجل تعمير الروضة الحسينية ووسع المسجد الكبير الملحق بالمشهد الشريف.
- سنة 1048هـ شيد السلطان مراد الرابع العثماني القبة وجصص خارجها.
سنة 1207هـ قام السلطان آغا محمد خان مؤسس الدولة القاجارية بتذهيب القبة لأول مرة .
سنة 1227هـ / 1812م أمر السلطان فتح علي القاجاري بتجديد بناء المشهد وتبديل صفائح الذهب القديمة واهدى شباكاً من الفضة وُضع على القبر الشريف ، كما تبرعت زوجته بتذهيب المئذنتين . كما أمر السلطان نفسه سنة 1250هـ ببناء قبتي مرقد الامام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام).
سنة 1287هـ / 1870م أمر ناصر الدين شاه بتجديد المشهد وتبديل صفائح الذهب وتذهيب القبة كما وسع الصحن الشريف من الجهة الغربية.
- في سنة 1355هـ أمر السلطان طاهر سيف الدين الداعي الاسماعيلي بتجديد شباك الضريح من الفضة الخالصة .
- سنة 1360هـ تبرع أحد المحسنين بمبلغ من المال لتجديد هيكل الضريح فتم ذلك بهمة السيد عبد الحسين علي آل طعمة سادن الروضة الحسينية. *
*5 المعالم
تمتاز الروضة الحسينية بسعة صحنها وكثرة أواوينها الجميلة المزخرفة، اذ يبلغ طول الصحن 95م وعرضه 75م وله عشرة ابواب هي باب القبلة ، باب الرحمة وهما يقعان في الجنوب ، وباب قاضي الحاجات وباب الشهداء وباب الكرامة ، موقعها في شرقي الصحن ، وباب السلام وباب السدرة وموقعها في شمال الصحن ، اما في الغرب فيقع باب السلطانية وباب رأس الحسين وباب الزينبية . ولكل باب من هذه الابواب طاق معقود بالفسيفساء البديع. ويحيط بالروضة المطهرة 65 إيواناً في كل ايوان حجرة زينت جدرانها من الداخل والخارج بالفسيفساء، وقد أعدت بعض هذه الحُجرات لتدريس طلبة العلوم الدينية وأعد البعض الآخر منها مقابر للسلاطين والملوك وكبار العلماء ورجال الدين وبعض الأسر المعروفة . وفي الواجهة الامامية للروضة يوجد ايوان الذهب. وتعلو الروضة الشريفة قبة شاهقة يبلغ ارتفاعها 27م مغشاة بالذهب الابريز ويحيط بها في الاسفل 12 شباكاً ، ترتفع على جانبيها مئذنتان شاهقتان مكسوتان بالذهب الخالص وهماعلى بعد 10م من جنوب القبة ، ويبلغ ارتفاع كل منهما نحو 25م من سطح بناء الروضة وسمكها 4 أمتار ، وفي جانبي الصحن ساعتان دقاقتان كبيرتان مثبتتان على برج شاهق . وفي الواجهة الشمالية من الروضة الحسينية تقع خزانة الروضة والتي فيها من الذخائر التي لا تثمن وتحتوي على المصاحف الخطية القديمة وفي الجانب الغربي منها تقع مكتبة الروضة الحسينية.
وعند رجلي الامام الحسين (ع) مباشرة يقع ضريح نجله علي الاكبر (ع) ويضمهما معاً الضريح المسدس الشكل حيث يتسع طولاً عند مرقد علي الاكبر ، ويبلغ ارتفاعه 6 أقدام ويعلوه أواني ذهبية مرصعة بالاحجار الكريمة ، وفي كل ركن من أركانه رمانة من الذهب الخالص يبلغ قطرها نصف متر، وعلى يمين الضريح ساحة مقدسة تضم مراقد الشهداء الاثنين والسبعين الذين استشهدوا مع الامام الحسين (ع) ، وفي الجانب الشمالي الغربي من الحائر الشريف يقع مرقد السيد ابراهيم المجاب بن السيد محمد العابد بن الامام الكاظم(ع) وفي الرواق المتصل يوجد ضريح حبيب بن مظاهر الأسدي . *
*6 من ذاكرة التاريخ :
- أن أول من زار الحائر المقدس عبيد اللّه بن الحر الجعفي لقرب موضعه منه ، فوقف على الأجداث ونظر الى مصارع القوم فاستعبر باكياً ورثى الحسين (ع) بقصيدة معروفة .
يروى عن الصحابي الجليل جابر بن عبد اللّه الانصاري أنه قال لقومه عندما زار قبر الامام الحسين (ع) يوم 20 صفر سنة 62 هـ مع جماعة من المسلمين من أهل المدينة واجتمع بنفس السنة بالامام السجاد (ع) قال جابر : ألمسوني القبر وهذه أحد الأدلة على وجود القبر الشريف في تلك الفترة .
- سنة 140 هـ أمر المنصور الدوانيقي العباسي بتخريب القبر الشريف .
- في عهد هارون الرشيد (170 - 193هـ) ضُيقّ الخناق على زائري القبر وقطعت شجرة السدرة التي كان يستدل بها الزائرون على موقع القبر الشريف ويستظلون تحتها ، كما انه خرب القبر و هدم الابنية المحيطة بالضريح المقدس .
- في الفترة بين (236هـ - 247هـ) أمر المتوكل العباسي بتهديم القبر الشريف وحرث أرضه وأسال الماء عليه فحار الماء حول القبر الشريف وبسبب هذا سميت البقعة الشريفة لموضع القبر بالحائر ، كما منع الناس من زيارته .
- في شوال سنة 247هـ قُتل المتوكل من قبل ابنه المنتصر فسمح بزيارة المرقد الشريف ووضع اشارة يستدل بها على موضعه ، و اعاد بناء القبر الشريف ، فتوافد العلويون الى كربلاء و سكنوا بجوار المرقد و يعتبر السيد ابراهيم المجاب اول علوي هاجر الى ارض الحائرالشريف مع ولده في هذه الفترة و سكن كربلاء .
- سنة 407هـ احترق حرم الامام الحسين (ع) حيث كان مزيّناً بخشب الساج وذلك على إثر سقوط شمعتين كبيرتين فيه.
- سنة 1216هـ هاجم ++++++++++ مدينة كربلاء وأباد أهلها قتلاً وسبياً ، وكسر جنوده شباك القبر الشريف ونهبوا ما في المرقد من كنوز ذهبية ثمينة .
- سنة 1258هـ وقعت مجزرة نجيب باشا والتي أُرخت بـ (غدير دم) حيث لم يمنعه احتماء المستضعفين بضريح الامام الحسين (ع) من أن يقتحم المرقد ويدع دماء الضحايا تسيل في الحرم الشريف وقد صادف ذلك في عيد الاضحى.
- في سنة 1991م وخلال احداث انتفاضة شعبان الخالدة وبأمر من النظام الحاكم في بغداد تعرض المرقد الشريف لاعمال التخريب والهدم فاصابت قذائف المدفعية والطائرات قبته وابوابه وجدرانه.
الشخصيات والعلماء المدفونون في الروضة الشريفة
- الميرزا تقي خان الصدر الاعظم .
- الشيخ يوسف البحراني المتوفي سنة 1186هـ.
- الشيخ باقر الوحيد البهباني ( المتوفى سنة 1205 هـ ) .
- السيد مهدي الشهرستاني الموسوي ( المتوفى سنة 1216 هـ ).
- السيد علي الطباطبائي (صاحب الرياض) ( المتوفى سنة 1231 هـ ) .
- الشيخ محمد حسين بن عبد الرحيم الرازي (صاحب الفصول) ( المتوفى سنة 1254 هـ ) .
- المولى محمد صالح البرغاني (المتوفى سنة 1270 هـ ) .
- الشيخ محمد تقي الشيرازي زعيم الثورة العراقية ( المتوفى سنة 1338هـ ) دفن في الصحن الحسيني الشريف .
- هنالك رواية تشير الى ان أضرحة الحسين بن موسى بن محمد بن ابراهيم بن موسى الكاظم(ع) وولديه الشريف المرتضى والشريف الرضي في كربلاء.*
*7 المصادر :
1 - تراث كربلاء / سلمان هادي الطعمة ط 2 سنة 1983م بيروت .
2 - جولة في الاماكن المقدسة / السيد ابراهيم الزنجاني ط1 سنة 1985م بيروت .
3 - موسوعة العتبات المقدسة / قسم كربلاء - جعفر الخليلي ط2 سنة 1987م بيروت .
4 - مزارات اهل البيت (ع) وتاريخها محمد حسين الحسيني الجلالي ط3 سنة 1995م بيروت.
** مرقد العباس بن علي بن ابي طالب (ع)
--------------------------------------------------------------------------------
** مرقد العباس بن علي بن ابي طالب (ع)
( 3 شعبان 26 هـ - محرم 61 هـ ) كربلاء / العراق *
*1 التعريف : هو ابو الفضل العباس ( ع ) اكبر اولاد ام البنين والرابع من ابناء امير المؤمنين ( ع ) الملقب بالساقي ، و قمر بني هاشم، صاحب لواء الامام الحسين ( ع ) في وقعة الطف . *
* 2 الموقع :
يقع مرقده الشريف على بعد 300 م من الجهة الشرقية من حائر الامام الحسين (ع) . *
*3 التأسيس :
في الثاني عشر من محرم عام 61 هـ ، حفر بنو اسد قبور كل من الامام الحسين (ع) والشهداء الذين استشهدوا في واقعة الطف الخالدة ، وكلهم مدفونون فيما يلي رجلي الامام الحسين (ع) في مشهده الشريف ، اما العباس (ع) فقد دفن في موضع قتله على المسناة بطريق الغاضرية وقبره ظاهر ، لقد كان مرقد ابي الفضل العباس ( ع ) يلقى من الرعاية والعناية ما يلقاه مرقد أخيه الامام الحسين (ع) . ومن المرجح ان يكون المرحوم محمد حسين الصدر الاعظم الاصفهاني هو الذي قام بتشييد بناء الروضة العباسية الحالية وذلك سنة 1246 هـ . *
*4 التوسعة والاعمار :
- تولى تشييد مرقد العباس (ع) كل من تولى تشييد صرح الروضة الحسينية في الادوار المتعاقبة من ملوك وامراء ومحسنين .
- سنة 371 هـ وفي عهد السلطان عضد الدولة البويهي شيدت عمارة الروضة العباسية والقبة .
- سنة 1032 هـ / 1622 م امر الشاه طهماسب الصفوي بتزيين قبة المرقد بالقاشاني وبنى شباكا على الصندوق ونظم الرواق والصحن كما بنى البهو امام الباب الاول للحرم و جهزه بالفرش الثمينة .
- سنة 1045 هـ امر الشاه صفي الصفوي بإحكام منائر المشهد واحدث اربع منائر صغيرة في زوايا سطح الروضة المطهرة.
- سنة 1155 هـ اهدى نادر شاه الى الحرم المطهر تحفا كثيرة وزين بعض المباني بالقوارير .
- سنة 1227 هـ امر السلطان فتح علي القاجاري بتجديد بناء المرقد بعد نهب ال****** له ولمرقد اخيه الامام الحسين (ع) وعمر القبة بالقاشاني .
- سنة 1236 هـ امر السلطان محمد شاه بن عباس ميرزا بن فتح علي شاه القاجاري بصنع شباك فضي لضريح العباس (ع).
- سنة 1309 هـ قام الحاج شكر الله بن بدل بك الافشاري بتذهيب الايوان الذي امام الحرم وانفق عليه من ماله وذلك بأمر من الشيخ زين العابدين المازندراني .
- قام ملك لكهنو محمد شاه الهندي بانشاء الايوان الصغير المذهب الذي امام الباب الاول .
- قام السلطان عبد الحميد خان بانشاء الطارمة المسقفة بالخشب وجدد بناء القبة بالقاشاني .
- سنة 1355 هـ جدد السيد مرتضى سادن الروضة الباب الفضي في الايوان الذهبي للحضرة وكتب على المصراعين قصيدة للخطيب الشيخ محمد علي اليعقوبي .
- سنة 1375 هـ / 1955 م تم تذهيب قبة المرقد الشريف .
- بأمر المرجع السيد محسن الحكيم ( قده ) بنصب شباك ذهبي على القبر صنع في اصفهان وجُلب الى العراق في احتفال كبير شهدته المدن العراقية الواقعة على الحدود الايرانية حتى مدينة كربلاء . *
*5 المعالم :
الروضة العباسية المطهرة لاتقل روعة وضخامة عن الروضة الحسينية ، تبلغ مساحتها بما فيها الصحن الشريف نحو 4370 م2 ارضها مفروشة بالرخام والجدران مكسوة بالمرايا . وكذلك الرواق والاواوين الكبيرة والمنائر الشاهقة ، القبة العالية والصندوق البديع على القبر الشريف بشباكه الرائع المصنوع من الفضة والذهب الخالص حيث بلغت جميعها من الروعة في الفن المعماري والزخرفة مبلغا عظيما بشكل يليق والمقام العظيم لصاحب المرقد في نفوس المسلمين ، وتعلو القبر الشريف قبة ذهبية ضخمة ذات هيبة ووقار نقشت في اسفلها ايات قرآنية مطعمة بالميناء والذهب وفي اطراف القبة مئذنتان ضخمتان ، كما ان هنالك ساعة اثرية كبيرة دقاقة واقعة على باب القبلة ، وتضم جوانب الصحن الشريف عدة غرف واواوين دفن فيها العلماء والسلاطين وكبار الشخصيات الاسلامية وزينت جوانب الصحن بالفسيفساء والقاشاني البديع الصنع والذي يعتبر من النفائس الاثرية .
وحول الحضرة المقدسة رواق جميل تزينه نقوش بديعة من المرايا وله سبعة ابواب تؤدي الى الصحن وهذا الرواق له ثمانية ابواب تؤدي الى الحضرة المطهرة وللصحن ثمانية ابواب هي : باب الامام الحسن (ع) ، باب الامام الحسين (ع) ، باب الامام صاحب الزمان (عج) ، باب الامام موسى بن جعفر (ع) ، وهذه الابواب موقعها في الجهة الغربية من الصحن ، باب الامام امير المؤمنين (ع) وباب الامام علي بن موسى الرضا (ع) ويقعان في الجهة الشرقية ، وباب الرسول (ص) المسماة بباب القبلة تقع في الجهة الجنوبية ، اما في الجهة الشمالية فيوجد باب يسمى باب الامام محمد الجواد (ع) .
يبلغ ارتفاع القبة عن سطح الارض 39 م ويبلغ ارتفاع المنارة الواحدة 44 م ، مساحة الرواق 320 م2 ومساحة الصحن تبلغ 9300م2 ، اما مساحة الحرم المطهر فتبلغ 1836 م 2 .
وفي الجهة الشمالية الشرقية قريبا من باب الصحن يقع مقام الكف اليمنى لابي الفضل العباس وقد وضع على جدار المقام شباك صغير ، وفي السوق الصغير القريب من باب الصحن الصغير في الجهة الجنوبية الشرقية يقع مقام الكف اليسرى حيث وضع على جدار المقام شباك ايضا . *
*6 من ذاكرة التاريخ :
- سنة 236 هـ امر المتوكل العباسي بهدم مرقد الامامين الحسين واخيه العباس عليهما السلام وسقي موضع القبر بالماء حيث حار الماء حوله ، وكذلك منع الناس من زيارة المرقدين .
- في سنة 1047 هـ حدثت حادثة كبيرة في الحرم وذلك في زمن السلطان مراد العثماني حيث هاجم العثمانيون كربلاء واحتمى اهلها داخل ضريح العباس (ع) فجرت معركة بالبنادق داخل الحضرة الشريفة وتم سلب مافي المرقد من نفائس ثمينة و نقلت الى بقعة الشيخ عبد القادر الكيلاني .
- عام 1216 هـ غزا ال***** كربلاء وهتكوا حرمة الضريحين الشريفين للامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس ( عليهما السلام ) .
- سنة 1991 م تعرض المرقد الشريف لاعمال الهدم و التخريب و تم هدم البيوت المجاوره للمرقد و ذلك على اثر انتفاضة شعبان الخالدة في العراق .*
*7 المصادر :
1 - كربلاء في الذاكرة / سلمان هادي الطعمة ص 18 ط 1 سنة 1988 بغداد .
2 - تراث كربلاء / سلمان هادي الطعمة ص 61 - 68 ط 2 سنة 1983 م .
3 - الارشاد للشيخ المفيد ج 2 ص 126 ط 1 سنة 1413 هـ .
4 - العباس / عبد الرزاق المقرم ط1 انتشارات الشريف الرضي .
5 - قمر بني هاشم / للشيخ محمد باقر البيرجندي ص 22 .
6 - جولة في الاماكن المقدسة / السيد ابراهيم الموسوي الزنجاني ص 88 ط 1 سنة 1985 بيروت .*
** مرقد مسلم بن عقيل ( ع )
( استشهد سنة 60 هـ ) الكوفة / العراق *
*1 التعريف : هو مسلم بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب سفير الامام الحسين ( ع ) الى الكوفة وأول الشهداء.*
*2 الموقع :
يقع مرقده الشريف بجوار جدار مسجد الكوفة متصل بركنه الشرقي الجنوبي ، قرب قبر هاني بن عروة ، و قرب قبر المختار بن أبي عبيدة الثقفي .*
يتبع________________
تعليق