ما هي رؤية الدين الإسلامي تجاه الكون و الحياة و الإنسان ؟
إن الرؤية الإسلامية للكون و الحياة و الإنسان هي نفس الرؤية التي قامت على أساسها دعوة الأنبياء بصورة عامة ، بيد أن هذه الرؤية تجلَّت في دعوة النبي المصطفى محمد ( صلى الله عليه وآله ) بصورة أوضح ، و هذه الرؤية قائمة على الأسس التالية :
1. إن لهذا الكون خالقا عالما حكيما و مدبرا خلق الكون بما فيه و أوجده من العدم ، و هذا الخالق هو الله الذي لا إله إلا هو .
يقول الله تعالى :
﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ 1
﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ 2
﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ 3
2. إن الله تعالى رسم للإنسان منهج حياته و عرّفه ما يُصلح شأنه و دلّه على ذلك بواسطة الأنبياء و المرسلين الذين هم أنوار الهداية و مصابيح الدُجى ، و هذا المنهج هو الكفيل بإسعاد النوع الإنساني في الحياة الدنيا و الأخرى على حدّ سواء إذا ما سار عليه الإنسان و التزم بتعاليم الأنبياء .
يقول الله عزَّ وَ جلَّ :
﴿ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ 4
﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ 5
3. إن الإنسان لم يخُلق عبثا و لم يترك سُدى ، بل إن وراء خلقه هدف و حكمة ، و هو مراقَبٌ في كل حركاته و سكناته من قبل رب العالمين ، و مسئول عن أعماله و أفعاله أمام الله عزَّ وَ جلَّ ، فيُثاب على الحَسن منها ، كما و يعاقب على السيئ منها .
تعليق