ثــوراتٌ تمهيديّة للظهور المبارك
إذا كان لنائب من نوّاب إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف، كالإمام الخميني الراحل قدس سره، القدرة على إقامة نظام إسلاميّ، فلا شكّ في أنّ للوجود المبارك لوليّ الله الأعظم عجل الله تعالى فرجه الشريف القدرة على تغيير العالم وتسخيره، بواسطة 313 ناصراً ومريداً، وإن التحق سائر الناس برَكب أصحاب إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف وأنصاره وأوليائه لاحقاً.
•نقطة تحوّل عالميّة
على ضوء هذا، تكون الثورة الإسلاميّة العظيمة من جهات متعدّدة مرآة للثورة المهدويّة العالميّة. ولا شكّ في أنّ الثورة المهدويّة العظيمة نقطة تحوّل في التاريخ، وكذلك مصداقها المُصغّر، لكنّ نقطة التحوّل التي أحدثتها الثورة الإسلاميّة بالقياس إلى تلك التي تحدثها الثورة المهدويّة العالميّة، من قبيل قطر الندى في قبال البحر الزاخر. كما أنّ الأنبياء عليهم السلام، وإن شكّلوا نقطة تحوّل تاريخيّ في عصورهم، إلّا أنّ ذلك مقارنةً بالثورة المهدويّة كالندى مضافاً إلى البحر الزاخر.
والوجه فيه: أنّ الثورة التي تغيّر العالم وتملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، تمثّل نقطة تحوّل شاملة عالميّة. وإلى ذلك يشير في ما أفاده مولى الموحّدين عليّ عليه السلام بالقول: "يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى، ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي"1.
•ضياء للقلوب
إنّ للثورة المهدويّة أثراً على القلوب؛ إذ تخرجها من حبّ الأنا والهوى إلى حبّ الله الواحد الأحد، فتحيل ظلمة الجهل والضلال إلى نور الهداية والعلم، وتبدّل الخوف والاضطراب بالشجاعة والثبات. ويمكن ملاحظة مثالٍ لها في ما حصل من تحوّل إبّان اندلاع الثورة الإسلاميّة في إيران بقيادة الإمام الخمينيّ قدس سره من خلال الثبات على المقاومة طيلة ثماني سنوات من الدفاع المقدّس.
تعليق