الجهاد الذي أوجبه القرآن هو ليس فريضةً فردية يقوم بها الإنسان المؤمن لإبراء الذمة فحسب، وإنما هو مشروع متكامل البنية في إطار تحقيق هدفٍ إلهي تمت رعاية كل جوانبه بدقة متناهية لينخرط جميع المؤمنين فيه، وبيّنا أن شروط تحقّق هذا الجهاد لازمة وضرورية وهي باختصار:
عناصر الدافع والمنطلقات (التقوى… ابتغاء الوسيلة إلى الله… ).
عناصر ملازمة الحق والصراط المستقيم (جهاد في سبيل الله… )، وهذا له دورٌ أساسي في تشخيص المعركة التي تشارك فيها.
عناصر الهدف الشرعي والإلهي بحسب الأهداف التي ذكرناها قبل قليل.
عناصر الاستعداد والاقتناع بإلقاء كل الإمكانيات والطاقات في المعركة الإلهية ﴿ ... وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ... ﴾ 1.
والسؤال المطروح هنا هل إن توفر هذه العناصر كاف للمشروع في أداء هذه المهمة والإتيان بهذا التكليف؟ للوهلة الأولى، يبدو الأمر كذلك، لكن ما زلنا لغاية الآن نتحدث عن المقدمات اللازمة لتشخيص طبيعة الجهاد كما فهمناها من القرآن الكريم، أما نفس خوض غمار الجهاد فإنه يحتاج إلى عناصر إضافية هي أيضًا تخضع لسنن وقوانين إلهية لم يغفلها القرآن الكريم وفصلها، سواء في تجارب الأنبياء(ع)، أو في تجربة الرسول الأكرم (ص) ومن معه من المسلمين، وأما هذه العناصر فهي:
تهيئة الأسباب العادية والمادية للقتال:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ 2.
وحيث إن الهدف هو رضا الله، وهو الذي وعد النصر والتأييد، لا ينبغي أن يقع المسلمون بالوهم، وأن النصر طالما آتيهم فلِمَ القوة والاستعداد، وهذا إخراج لمفهوم الجهاد عن طبيعته القتالية فضلًا عن كون التهيؤ والأخذ بأسباب القوة هو شرط ضروري للقيام بالواجب، وبالتالي فإن المطلوب هو حشد كل الطاقات والإمكانيات والخبرات العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية والاقتصادية للدخول إلى المعركة والمواجهة. والمطلوب هو القتال والضرب كما في قوله تعالى:﴿ ... فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴾ 3. وعليه، لا يجوز التخلف أو الفرار أو الضغف في المعركة، ذلك لقوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ 4.
أو كما في سورة التوبة:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ... ﴾ 5.
عناصر الدافع والمنطلقات (التقوى… ابتغاء الوسيلة إلى الله… ).
عناصر ملازمة الحق والصراط المستقيم (جهاد في سبيل الله… )، وهذا له دورٌ أساسي في تشخيص المعركة التي تشارك فيها.
عناصر الهدف الشرعي والإلهي بحسب الأهداف التي ذكرناها قبل قليل.
عناصر الاستعداد والاقتناع بإلقاء كل الإمكانيات والطاقات في المعركة الإلهية ﴿ ... وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ... ﴾ 1.
والسؤال المطروح هنا هل إن توفر هذه العناصر كاف للمشروع في أداء هذه المهمة والإتيان بهذا التكليف؟ للوهلة الأولى، يبدو الأمر كذلك، لكن ما زلنا لغاية الآن نتحدث عن المقدمات اللازمة لتشخيص طبيعة الجهاد كما فهمناها من القرآن الكريم، أما نفس خوض غمار الجهاد فإنه يحتاج إلى عناصر إضافية هي أيضًا تخضع لسنن وقوانين إلهية لم يغفلها القرآن الكريم وفصلها، سواء في تجارب الأنبياء(ع)، أو في تجربة الرسول الأكرم (ص) ومن معه من المسلمين، وأما هذه العناصر فهي:
تهيئة الأسباب العادية والمادية للقتال:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ 2.
وحيث إن الهدف هو رضا الله، وهو الذي وعد النصر والتأييد، لا ينبغي أن يقع المسلمون بالوهم، وأن النصر طالما آتيهم فلِمَ القوة والاستعداد، وهذا إخراج لمفهوم الجهاد عن طبيعته القتالية فضلًا عن كون التهيؤ والأخذ بأسباب القوة هو شرط ضروري للقيام بالواجب، وبالتالي فإن المطلوب هو حشد كل الطاقات والإمكانيات والخبرات العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية والاقتصادية للدخول إلى المعركة والمواجهة. والمطلوب هو القتال والضرب كما في قوله تعالى:﴿ ... فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴾ 3. وعليه، لا يجوز التخلف أو الفرار أو الضغف في المعركة، ذلك لقوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ 4.
أو كما في سورة التوبة:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ... ﴾ 5.
تعليق