من المفاهيم المُلْتَبَسة عند أكثر النَّاس «الزُّهد»، حيث يظنُّ أكثرهم أنَّ الزُّهد ترك الدُّنيا والظُّهور أمام الآخرين بمظهر البؤس والشقاء وتعمُّد إهمال الجسد واللباس بل إظهار المنفِّرات يدلُّ على عظيم الزُّهد!!!
وهذا خطأ كبير، لأنَّهُ بذلك تختلط الأمور والعناوين، ولا يُعرف الزُّهد الحقيقي الذي هو من مكارم الأخلاق، من غيره.
ومن المفارقات الغريبة أنَّ بعض مَنْ التبس عليهم الأمر لا يعرفون أنَّ الإسلام دعا إلى الزُّهد، وأدنى نظرة إلى الرِّوايات الشريفة وأمَّهات الكتب ونهج البلاغة تُبيِّن ذلك بوضوح، لكنَّها دعوة إلى الزُّهد الحقيقي، وهو:
الانصراف عن الدُّنْيا وعدم إرادتها إلاَّ بقدر ضرورة البدن لذلك، وبهذا المعنى لا مانع أن يكون للزاهد مالٌ أو خدمٌ أو عقارٌ… ولو كان كثير.
يقول الإمام الصَّادق (ع): «ليس الزُّهدُ في الدُّنْيا بإضاعة المال ولا تحريم الحلال، بل الزُّهد في الدُّنيا أنْ لا تكون بما في يدك أوثق منك بما عند الله».
لكنَّ مَنْ كثُر مالُهُ أو سلطانه أو رتبته كان أكثر عُرْضة للفتنة من غيره، لأنَّ النَّاس بطبعهم ضعيفو النُّفوس فينجرُّون بسرعة نحو الانحراف، فإذا كانت لديهم القُوَّة والسُّلْطة تكون فتنتهم أكبر.
سُئل الإمام الصَّادق (ع) عن الزُّهد، فقال: «الَّذِي يترك حلالها مخافة حسابه، ويترك حرامها مخافة عقابه».
الزُّهد علامة أهل الخير
من أهم صفات الأنبياء والأولياء وأتباعهم عدم تعلُّقهم بشيء من الدُّنيا لنفسه أو طمعاً في خلوده، فهم مُدْركون لحقيقة الدُّنيا ومتاعها وما فيه، وعاشقون لخالقهم تعالى، راغبون في ثوابه، مُقبلون على آخرته الَّتِي هي خيرٌ وأبقى.
رُوي عن سيِّدنا رسول الله (ص): «ما اتَّخذ الله نبيّاً إلاَّ زاهد».
ولا يُمكن أن نتصور خلاف ذلك.
وبما أنَّهم وأتباعهم راغبون في الآخرة وفي كُلِّ خيرٍ يوصل إليه، اختاروا الزُّهد طريقة في هذه الحياة، لأنَّهم علِموا أسراره وعواقبه.
يقول عليٌ أمير المؤمنين (ع): «إنَّ علامة الرَّاغب في ثواب الآخرة زهدُهُ في عاجل زهرة الدُّنْي…».
وعن الإمام الصَّادق (ع): «جُعل الخير كلُّه في بيتٍ وجُعل مفتاحه الزُّهد في الدُّني».
فالمهم هو عدم الطمع أو التعلُّق بالدُّنْيا لنفسه، لذلك قد ترى غنياً زاهداً بالدُّني، وقد ترى غير غني تعلَّق قلبه به.
فالكثير من الأولياء والأتقياء والعلماء كان لهم خدمٌ وحشمٌ بل اشتُهر بعضهم بالغنى واليُسْر، دون شكٍ في زهدهم وورعهم واحتياطهم في أمر الدِّين.
فهذه سُنَّةُ الإسلام الأصيل.
رُوي عن سيِّدنا رسول الله (ص): «طوبى لِمَنْ تواضع لله عزَّ ذكره، وزهد فيما أُحلَّ له من غير رغبة عن سُنَّتي، ورفض زهرة الدُّنيا من غير تحوُّلٍ عن سُنَّتي».
حقيقة الزُّهد
يقول الإمام الخميني رحمة الله عليه في «الأربعون حديث»: «وما ورد في القرآن الكريم والحديث عن ذمِّ الدُّنيا، يعود إلى التوجُّه نحوه، وانشداد القلب إليه».
فما لم يتعلَّق القلبُ به، ولم ينشدَّ إليها لا يكون مذموم، بل هو مزرعةٌ للآخرة، ولا يتنافى هذا مع حقيقة الزُّهد والإعراض عنه، مع الاستفادة منه.
يُتابع رضوان الله عليه قائلاً: «والدُّنْيا، وإنْ كانت ناقصة بذاته، لكنْ بما أنَّها مهدُ تربية النَّفس القدسية، ودار تحصيل المقامات العالية، ومزرعةُ الآخرة، كانت المغنم الأفضل عند الأولياء وأهل سلوك الآخرة».
ويخلص إلى القول، رحمةُ الله تعالى عليه: «المذموم من الدُّنْيا هو حُبُّها والتعلُّق به، وهذا منشأ كلِّ المفاسد القلبية والظَّاهرية».
فالمهم، أنْ لا يركن السالك إلى الله عزَّ وجَلَّ لعطاءات الدُّنْي، فيسكر به، وأنْ لا يحزن على ما فاته ما دام ذلك لا يؤثِّر على إيمانه وسفره الأخروي.
يقول الإمام أمير المؤمنين (ع): «الزُّهد كلُّه في كلمتين من القرآن، قال الله تعالى: ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ … ﴾ 1، فَمَنْ لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فهو الزاهد».
وفي تنبيه الخواطر يقول (ع): «يا ابن آدم، لا تأسف على مفقودٍ لا يردُّه إليك الفوت، ولا تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت».
فالسالك لا يأسف على ما فاته، ولا ينشغل عن آخرته بشيء، ولا ينتظر الفرج من أحد، ولا العِوض، ولا حمدَ النَّاس…
يقول الإمام الصَّادق (ع): «الزُّهد مفتاح باب الآخرة، والبراءة من النَّار، وهو تركك كلَّ شيء يشغلك عن الله، من غير تأسُّف على فوته، ولا إعجاب في تركه، ولا انتظار فرج منه، ولا طلب محمدة عليه، ولا عوض منه، بل ترى فوتها راحة، وكونها آفة، وتكون أبداً هارباً من الآفة، معتصماً بالرَّاحة».
كيف تُصبح زاهداً؟
وهذا خطأ كبير، لأنَّهُ بذلك تختلط الأمور والعناوين، ولا يُعرف الزُّهد الحقيقي الذي هو من مكارم الأخلاق، من غيره.
ومن المفارقات الغريبة أنَّ بعض مَنْ التبس عليهم الأمر لا يعرفون أنَّ الإسلام دعا إلى الزُّهد، وأدنى نظرة إلى الرِّوايات الشريفة وأمَّهات الكتب ونهج البلاغة تُبيِّن ذلك بوضوح، لكنَّها دعوة إلى الزُّهد الحقيقي، وهو:
الانصراف عن الدُّنْيا وعدم إرادتها إلاَّ بقدر ضرورة البدن لذلك، وبهذا المعنى لا مانع أن يكون للزاهد مالٌ أو خدمٌ أو عقارٌ… ولو كان كثير.
يقول الإمام الصَّادق (ع): «ليس الزُّهدُ في الدُّنْيا بإضاعة المال ولا تحريم الحلال، بل الزُّهد في الدُّنيا أنْ لا تكون بما في يدك أوثق منك بما عند الله».
لكنَّ مَنْ كثُر مالُهُ أو سلطانه أو رتبته كان أكثر عُرْضة للفتنة من غيره، لأنَّ النَّاس بطبعهم ضعيفو النُّفوس فينجرُّون بسرعة نحو الانحراف، فإذا كانت لديهم القُوَّة والسُّلْطة تكون فتنتهم أكبر.
سُئل الإمام الصَّادق (ع) عن الزُّهد، فقال: «الَّذِي يترك حلالها مخافة حسابه، ويترك حرامها مخافة عقابه».
الزُّهد علامة أهل الخير
من أهم صفات الأنبياء والأولياء وأتباعهم عدم تعلُّقهم بشيء من الدُّنيا لنفسه أو طمعاً في خلوده، فهم مُدْركون لحقيقة الدُّنيا ومتاعها وما فيه، وعاشقون لخالقهم تعالى، راغبون في ثوابه، مُقبلون على آخرته الَّتِي هي خيرٌ وأبقى.
رُوي عن سيِّدنا رسول الله (ص): «ما اتَّخذ الله نبيّاً إلاَّ زاهد».
ولا يُمكن أن نتصور خلاف ذلك.
وبما أنَّهم وأتباعهم راغبون في الآخرة وفي كُلِّ خيرٍ يوصل إليه، اختاروا الزُّهد طريقة في هذه الحياة، لأنَّهم علِموا أسراره وعواقبه.
يقول عليٌ أمير المؤمنين (ع): «إنَّ علامة الرَّاغب في ثواب الآخرة زهدُهُ في عاجل زهرة الدُّنْي…».
وعن الإمام الصَّادق (ع): «جُعل الخير كلُّه في بيتٍ وجُعل مفتاحه الزُّهد في الدُّني».
فالمهم هو عدم الطمع أو التعلُّق بالدُّنْيا لنفسه، لذلك قد ترى غنياً زاهداً بالدُّني، وقد ترى غير غني تعلَّق قلبه به.
فالكثير من الأولياء والأتقياء والعلماء كان لهم خدمٌ وحشمٌ بل اشتُهر بعضهم بالغنى واليُسْر، دون شكٍ في زهدهم وورعهم واحتياطهم في أمر الدِّين.
فهذه سُنَّةُ الإسلام الأصيل.
رُوي عن سيِّدنا رسول الله (ص): «طوبى لِمَنْ تواضع لله عزَّ ذكره، وزهد فيما أُحلَّ له من غير رغبة عن سُنَّتي، ورفض زهرة الدُّنيا من غير تحوُّلٍ عن سُنَّتي».
حقيقة الزُّهد
يقول الإمام الخميني رحمة الله عليه في «الأربعون حديث»: «وما ورد في القرآن الكريم والحديث عن ذمِّ الدُّنيا، يعود إلى التوجُّه نحوه، وانشداد القلب إليه».
فما لم يتعلَّق القلبُ به، ولم ينشدَّ إليها لا يكون مذموم، بل هو مزرعةٌ للآخرة، ولا يتنافى هذا مع حقيقة الزُّهد والإعراض عنه، مع الاستفادة منه.
يُتابع رضوان الله عليه قائلاً: «والدُّنْيا، وإنْ كانت ناقصة بذاته، لكنْ بما أنَّها مهدُ تربية النَّفس القدسية، ودار تحصيل المقامات العالية، ومزرعةُ الآخرة، كانت المغنم الأفضل عند الأولياء وأهل سلوك الآخرة».
ويخلص إلى القول، رحمةُ الله تعالى عليه: «المذموم من الدُّنْيا هو حُبُّها والتعلُّق به، وهذا منشأ كلِّ المفاسد القلبية والظَّاهرية».
فالمهم، أنْ لا يركن السالك إلى الله عزَّ وجَلَّ لعطاءات الدُّنْي، فيسكر به، وأنْ لا يحزن على ما فاته ما دام ذلك لا يؤثِّر على إيمانه وسفره الأخروي.
يقول الإمام أمير المؤمنين (ع): «الزُّهد كلُّه في كلمتين من القرآن، قال الله تعالى: ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ … ﴾ 1، فَمَنْ لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فهو الزاهد».
وفي تنبيه الخواطر يقول (ع): «يا ابن آدم، لا تأسف على مفقودٍ لا يردُّه إليك الفوت، ولا تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت».
فالسالك لا يأسف على ما فاته، ولا ينشغل عن آخرته بشيء، ولا ينتظر الفرج من أحد، ولا العِوض، ولا حمدَ النَّاس…
يقول الإمام الصَّادق (ع): «الزُّهد مفتاح باب الآخرة، والبراءة من النَّار، وهو تركك كلَّ شيء يشغلك عن الله، من غير تأسُّف على فوته، ولا إعجاب في تركه، ولا انتظار فرج منه، ولا طلب محمدة عليه، ولا عوض منه، بل ترى فوتها راحة، وكونها آفة، وتكون أبداً هارباً من الآفة، معتصماً بالرَّاحة».
كيف تُصبح زاهداً؟
تعليق