بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وسيدنا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا ابو القاسم محمد(ص) وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الإنس والجن والجن اجمعين من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 ـ مثل حديث الإفك المشهور الذي نالوا فيه من عٍرض النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآذوه بذلك وأحرجوه، سواءً منه ما روي من تهمة عائشة التي قام بها بعض الصحابة ـ ومنهم مسطح الذي شهد بدراً، وحسان ابن ثابت، وغيرهما ـ
وقد شدد الله تعالى النكير عليهم في الإفك بقوله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
وقوله عز من قائل: (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)
وفي تتمة حديث الإفك: ((وبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: يا أيها الناس من يعذرني ممن يؤذيني؟
فقام إليه سعد بن معاذ، فسل سيفه، فقال: يارسول الله أنا أعيذك منه، إن يكن من الأوس أتيتك برأسه، وإن يكن من الخزرج أمرتنا بأمرك فيه. فقام سعد بن عبادة، فقال: كذبت لعمر الله لا تقدر على قتله، إنما طلبتنا بذحول كانت بيننا وبينكم في الجاهلية. فقالهذا: يا للأوس، وقال هذا: يا للخزرج. فاضطربوا بالنعال والحجارة وتلاطموا.
فقام أسيد بن حضير. فقال: ففيم الكلام؟ هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمرنا بأمره، فنفذ عن رغم أنف من رغمونزل جبريل عليه السلام وهو على المنبر فصعد إليه أبو عبيدة فاحتضنه. فلما سري عنه أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس جميعاً ثم تلا عليهم ما نزل به جبريل عليه السلام فنزل: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي} إلى آخر الآيات فصاح الناس: رضينا يا رسول الله بما أنزل الله من القرآن، فقام بعضهم إلى بعض فتلازموا وتصافحوا)
مجمع الزوائد ج:9 ص:238 كتاب المناقب: باب حديث الإفك، والمعجم الكبير ج:23 ص:127 في (عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)). مع اختلاف يسير.
2-الصحابة ينكحون سرا
فافي أول تشريع الصوم حرّم على الصائم إذا نام الأكل والشرب، ونكاح النساء، فكان جماعة من المسلمين ينكحون سراً، وهو محرم عليهم ، فعاتبهم الله تعالى وخفف عنهم في قوله سبحانه : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ…)
صحيح البخاري ج:4 ص:1639 كتاب التفسير: باب أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم. تفسير ابن كثير ج:1 ص:221 في تفسير الآية. وغيرهما
3-الصحابة يتنازعون فيما بينهم
لما انتهت معركة بدر نفل كل أمرىٍ ما أصاب، وكانوا ثلاث فرق: ثلث يقاتلون العدو ويأسرون، وثلث يجمعون النفل، وثلث قيام دون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخشون عليه كرة العدو، حرساً له.
فاختلفوا في النفل. قال الذين أصابوا النفل: هو لنا، وقال الذين كانوا يقتلون ويأسرون: والله ما أنتم بأحق منا، لنحن شغلنا عنكم القوم، وخلينا بينكم وبين النفل، فما أنتم بأحق به منا، وقال الذين كانوا يحرسون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أنتم بأحق به منا، لقد رأينا أن نقتل الرجال حين منحونا أكتافهم، ونأخذ النفل، ليس أحد دونه ليمنعه وكلنا خشينا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كرة العدو، فقمنا دونه، فما أنتم بأحق به منا
قال عبادة بن الصامت: ((…فلما اختلفنا وساءت أخلاقنا انتزعه الله من أيدينا، فجعله إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقسمه على الناس عن بواء، فكان في ذلك تقوى الله وطاعته، وطاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وصلاح ذات البين. يقول الله عز وجل: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ))
السنن الكبرى للبيهقي ج:6ص:292 كتاب قسم الفيء والغنيمة: باب بيان مصرف الغنيمة في ابتداء الإسلام، واللفظ له. مجمع الزوائد ج:7 ص:26 كتاب التفسير: سورة الأنفال. مسند أحمد ج:5 ص:322 حديث عبادة بن الصامت. تاريخ الطبري ج:2 ص:38 ذكر وقعة بدر. السيرة النبوية ج:3 ص:219 نزول سورة الأنفال تصف أحداث بدر.
4-الصحابة يخالفون رسول الله(ص)ويتناسون وصيته عمداً يوم إحد ويتسابقون نحو حطام الدنيا ويتسببون في هزيمة المسلمين
عن البراء بن عازب، قال: ((جعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الرماة يوم أحد ـ وكانوا خمسين رجلاً ـ عبد الله بن جبير. قال: ووضعهم موضعاً وقال: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا ظهرنا على العدو وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم. قال: فهزموهم. قال: فأنا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل، وقد بدت أسوقهن وخلاخلهن رافعات ثيابهن. فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنظرون؟. قال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالوا: إنا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة. فلما أتوهم صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين. فذلك الذي يدعوهم الرسول في أخراهم. فلم يبق مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غير اثني عشر رجلاً. فأصابوا منا سبعين رجلاً…)
مسند أحمد ج:4 ص:293 (حديث البراء بن عازب) في أول مسند الكوفيين، واللفظ له. السنن الكبرى للنسائي ج:6 ص:315 كتاب التفسير: قوله تعالى [والرسول يدعوكم في أخراكم]. سنن أبي داود ج:3 ص:51 كتاب الجهاد: باب في الكمناء. مسند ابن الجعد ص:375 من حديث أبي خيثمة زهير بن معاوية الجعفي. تفسير ابن كثير ج:1 ص:415 في ذكر معركة أحد، ورواه في صحيح البخاري ج:3 ص:1105 كتاب الجهاد والسير: باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه مع اختلاف يسير.
وإلى ذلك يشير قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ …)
وقال ابن مسعود : ((ما كنت أرى أن أحداً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يريد الدنيا حتى نزلت فينا يوم أحد (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ)))
تفسير ابن كثير ج:1 ص:414 في تفسير الآية من آل عمران في الحديث عن معركة أحد، واللفظ له. تفسير الطبري ج:4 ص:130 في تفسير الآية. تفسير القرطبي ج:4 ص:237 في تفسير الآية.
5-سمع أنس بن النضر نفراً من المسلمين يقولون لما سمعوا أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قتل: ((ليت لنا رسولاً إلى عبد الله بن أبي، فيأخذ لنا أمنة من أبي سفيان. يا قوم إن محمداً قد قتل، فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم)) فقال لهم أنس: ((يا قوم إن كان محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل، فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد. اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء)). ثم شدّ بسيفه، فقاتل حتى قتل
تاريخ الطبري ج:2 ص:67، 68 غزوة أحد. تفسير الطبري ج:4 ص:112 في تفسير آية: [وما محمد إلا رسول]. وذكره في فتح الباري ج:7 ص:351 باختلاف يسير.
6-وكان جماعة من أهل المدينة كانوا لا يأتون صلاة الجمعة، تسامحاً منهم في أمرها، حتى ضاق النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم، فأنبهم وأنذرهم.
ففي حديث كعب بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ((لينتهين أقوام يسمعون النداء يوم الجمعة ثم لا يأتونها، أو ليطبعن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين))
مجمع الزوائد ج:2 ص:193 كتاب الصلاة: باب فيمن ترك الجمعة، وقال رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. مسند الشاميين ج:2 ص:285 فيما رواه عبدالعزيز عن محمد بن عمرو بن عطاء. المعجم الكبير ج:19 ص:99 فيما رواه محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن كعب بن مالك. الترغيب والترهيب ج:1 ص:295 كتاب الجمعة: الترغيب في صلاة الجمعة والسعي إليها وما جاء في فضل يومها وساعتها
7-الصحابة يقتلون رجلا في الحرم
عن أبي شريح بن عمر: " إن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قتلوا رجلا من هذيل كانوا يطلبونه بذحل في الجاهلية في الحرم - وهو - يؤم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليبايعه على الاسلام فقتلوه، فلما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قتله، غضب أشد الغضب، فسعت بنو بكر إلى أبي بكر وعمر وأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستشفعون بهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما كان العشي قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإن الله عز وجل حرم مكة ولم يحرمها الناس وإنما أحلها لي ساعة من النهار ثم هي حرام كما حرمها الله أول مرة، وإن أعتى الناس على الله ثلاثة: رجل قتل فيها، ورجل قتل غير قاتله، ورجل طلب بذحل الجاهلية، وإني والله لأدين هذا الرجل الذي أصبتم "
مستدرك الحاكم: 3ج /ص 235، قال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، سنن الترمذي: ج4 / ص307.سنن البيهقي: 9ج /ص 115.
هؤلاء بعض الصحابة، لم يصغوا لنداء السماء الذي حرم هذا النوع من القتل، بل تعدوا ذلك وقتلوا رجلا داخل الحرم، فأين عدالة هؤلاء وأمثالهم الذين كانوا يغضبون الله ورسوله(ص)؟!
8-الصحابة يتهمون رسول الله(ص)
عن ابن عباس قال: فقدوا قطيفة يوم بدر فقالوا لعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذها فأنزل الله (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
تفسير ابن كثير ج:1 ص:422 في تفسير قوله تعالى [وما كان لنبي أن يغل] من سورة آل عمران (161)، واللفظ له. تفسير الطبري ج:4 ص:155 في تفسير الآية من سورة آل عمران. سنن أبي داود ج:4 ص:31 أول كتاب الحروف والقراءات. سنن الترمذي ج:5 ص:230 كتاب تفسير القرآن عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): باب ومن سورة آل عمران. مسند أبي يعلى ج:4 ص:327 في أول مسند ابن عباس، ج:5 ص:60 في تابع مسند ابن عباس. المعجم الكبير ج:11 ص:364 فيما رواه (عكرمة عن ابن عباس).
وفي لفظ آخر أن بعض الناس قالوا: لعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذها، وأكثروا في ذلك
تفسير ابن كثير ج:1 ص:422 في تفسير قوله تعالى [وما كان لنبي أن يغل] من سورة آل عمران (161)، واللفظ له. تفسير الطبري ج:4 ص:154 في تفسير الآية من سورة آل عمران.
وروى الطبري عن ابن عباس أنهم قالوا: ((إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غلها
تفسير الطبري ج:4 ص:155 في تفسير الآية من سورة آل عمران
9-إعتراضهم على صلح الحديبية
لما صدت قريش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن دخول مكة في عمرة الحديبية، واتفقوا معه على أن يرجع إلى المدينة، ويقضي عمرته في العام الثاني، وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم بذلك، ثارت ثائرة جماعة من المسلمين، وأبَوا الصلح.
وفي الحديث: ((فقال عمر بن الخطاب: والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذٍ. قال: فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت: ألستَ نبي الله حقاً؟ قال: بلى. قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فَلِمَ نعطي الدنية في ديننا إذاً؟
قال: إني رسول الله، ولست أعصي ربي، وهو ناصري. قلت: أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى، فخبرتك أنك تأتيه العام؟ قال: لا. قال: فإنك تأتيه وتطوف به.
قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقاً؟ قال: بلى. قلت: أولسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فَلِمَ نعطي الدنية في ديننا إذاً؟ قال: أيها الرجل إنه رسول الله، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه حتى تموت، فوالله إنه على الحق. قلت: أوليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، فأخبرك أنا نأتيه العام؟ قلت: لا. قال: فإنك آتيه وتطوف به. قال عمر بن الخطاب : فعملت في ذلك أعمالاً. يعني في نقض الصحيفة))
صحيح ابن حبان ج: 11 ص: 224ــ 225 كتاب السير: باب الموادعة والمهادنة (ذكر ما يستحب للإمام استعمال المهادنة بينه وبين أعداء الله…)، واللفظ له، ورويت بألفاظ متقاربة في المصنف لعبد الرزاق ج:5 ص:339 كتاب المغازي: في (غزوة الحديبية)، إلا أنه لم يذكر قوله: (يعني في نقض الصحيفة)، وفي صحيح البخاري ج:2 ص:977.( كتاب الشروط: باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط). إلا أنه أيضاً لم يذكر ذلك، ولم يذكر أيضاً قوله في أول الحديث: ((والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ)).
وقد أخرج الواقدي من حديث أبي سعيد: ((قال عمر: لقد دخلني أمر عظيم، وراجعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مراجعة ما راجعته مثلها قط)
فتح الباري ج:5 ص:346. نيل الأوطار ج:8 ص:200 باب جواز مصالحة المشركين على المال وإن كان مجهولاً
وفي حديث آخر: ((فقال عمر: اتهموا الرأي على الدين، فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) برأي، وما ألوت عن الحق)) ، وفيه: قال: ((فرضي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبيت، حتى قال لي: يا عمر تراني رضيت وتأبى ؟!)
فتح الباري ج:5 ص:346.
وعن سهل بن حنيف أنه قال: ((يا أيها الناس اتهموا رأيكم… فلو رأيتني يوم أبي جندل ولو أجد أعواناً على رسول الله لأنكرت)
المعجم الكبير ج:6 ص:90 في (أبي وائل شقيق ابن سلمة عن سهل بن حنيف) وفي لفظ آخر: ((ولو نستطيع أن نرد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمره لرددنا)
وفي رواية ابن إسحاق: ((كان الصحابة لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فلما رأوا الصلح دخلهم من ذلك أمر عظيم حتى كادوا يهلكون))
فتح الباري ج:5 ص:346. نيل الأوطار ج:8 ص:200 باب جواز مصالحة المشركين على المال وإن كان مجهولاً
10-الرسول(ص)يأمر اصحابة يالنحر فلم يقم احدمنهم بذلك
لما فرغ من الكتاب قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: ((قوموا فانحروا ثم احلقوا. قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات. فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟. اخرج لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً)
صحيح البخاري ج:2 ص:978 كتاب الشروط: باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط، واللفظ له. صحيح ابن حبان ج:11 ص:225 كتاب السير: باب الموادعة والمهادنة (ذكر ما يستحب للإمام استعمال المهادنة بينه وبين أعداء الله…). المصنف لعبد الرزاق ج:5 ص:340 كتاب المغازي: في (غزوة الحديبية).
وفي رواية ابن إسحاق في حديث النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أم سلمة: ((فقال لها: ألا ترين إلى الناس آمرهم بالأمر فلا يفعلونه))
فتح الباري ج:5 ص:347.
وفي رواية أبي المليح: ((فاشتد ذلك عليه، فدخل على أم سلمة. فقال: هلك المسلمون، أمرتهم أن يحلقوا وينحروا، فلم يفعلوا))
فتح الباري ج:5 ص:347.
11- وربما ظهر على ألسنتهم ما يكشف عن بقايا رواسب الجاهلية فيهم.
ففي حديث أبي واقد الليثي: ((لما افتتح رسول الله مكة خرج بنا معه قِبَل هوازن، حتى مررنا على سدرة الكفار، سدرة يعكفون حولها، ويدعونها ذات أنواط، قلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الله أكبر، إنها السنن. هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون. ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنكم لتركبن سنن من قبلكم)
صحيح ابن حبان ج:15 ص:94 في (ذكر الإخبار عن اتباع هذه الأمة سنن من قبلهم من الأمم)
وفي الدر المنثور: ((…مررنا بشجرة دنوا عظيمة سدرة كان يناط بها السلاح، فسميت ذات أنواط، وكانت تعبد من دون الله، فلما رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صرف عنها في يوم صائف إلى ظل هو أدنى منها، فقال له رجل: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم…))
الدر المنثور ج:3 ص:114 أخرجها عن ابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني عند تفسير قوله تعالى [وجاوزنا ببني إسرائيل].
وفي لفظ ابن أبي عاصم: ((خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى حنين ونحن حديثو عهد بكفر، وكانوا أسلموا يوم الفتح. قال: فمررنا بشجرة…))(
السنة لابن أبي عاصم ج:1 ص:37 باب فيما أخبر به النبي (عليه السلام) أن أمته ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة وذمه الفرق كلها… ، ورويت مع اختلاف يسير في كل من: السنن الكبرى للنسائي ج:6 ص:346 كتاب التفسير سورة الأعراف في قوله تعالى: [فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً]. سنن الترمذي ج:4 ص:475 باب: ماجاء لتركبن سنن من كان قبلكم، وقال عنه: (هذا حديث حسن صحيح). مصنف ابن أبي شيبة ج:7 ص:479 كتاب الفتن: باب من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنها. مسند الحميدي ج:2 ص:375 في (حديثا أبي الواقد الليثي (رضي الله عنه)). الجامع للأزدي ج:11 ص:369 باب: سنن من كان قبلكم. مسند أحمد ج:5 ص:218 في (حديث أبي الواقد الليثي.
يتبع إن شاء الله...
تحياتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وسيدنا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا ابو القاسم محمد(ص) وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الإنس والجن والجن اجمعين من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 ـ مثل حديث الإفك المشهور الذي نالوا فيه من عٍرض النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآذوه بذلك وأحرجوه، سواءً منه ما روي من تهمة عائشة التي قام بها بعض الصحابة ـ ومنهم مسطح الذي شهد بدراً، وحسان ابن ثابت، وغيرهما ـ
وقد شدد الله تعالى النكير عليهم في الإفك بقوله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
وقوله عز من قائل: (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)
وفي تتمة حديث الإفك: ((وبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: يا أيها الناس من يعذرني ممن يؤذيني؟
فقام إليه سعد بن معاذ، فسل سيفه، فقال: يارسول الله أنا أعيذك منه، إن يكن من الأوس أتيتك برأسه، وإن يكن من الخزرج أمرتنا بأمرك فيه. فقام سعد بن عبادة، فقال: كذبت لعمر الله لا تقدر على قتله، إنما طلبتنا بذحول كانت بيننا وبينكم في الجاهلية. فقالهذا: يا للأوس، وقال هذا: يا للخزرج. فاضطربوا بالنعال والحجارة وتلاطموا.
فقام أسيد بن حضير. فقال: ففيم الكلام؟ هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمرنا بأمره، فنفذ عن رغم أنف من رغمونزل جبريل عليه السلام وهو على المنبر فصعد إليه أبو عبيدة فاحتضنه. فلما سري عنه أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس جميعاً ثم تلا عليهم ما نزل به جبريل عليه السلام فنزل: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي} إلى آخر الآيات فصاح الناس: رضينا يا رسول الله بما أنزل الله من القرآن، فقام بعضهم إلى بعض فتلازموا وتصافحوا)
مجمع الزوائد ج:9 ص:238 كتاب المناقب: باب حديث الإفك، والمعجم الكبير ج:23 ص:127 في (عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)). مع اختلاف يسير.
2-الصحابة ينكحون سرا
فافي أول تشريع الصوم حرّم على الصائم إذا نام الأكل والشرب، ونكاح النساء، فكان جماعة من المسلمين ينكحون سراً، وهو محرم عليهم ، فعاتبهم الله تعالى وخفف عنهم في قوله سبحانه : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ…)
صحيح البخاري ج:4 ص:1639 كتاب التفسير: باب أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم. تفسير ابن كثير ج:1 ص:221 في تفسير الآية. وغيرهما
3-الصحابة يتنازعون فيما بينهم
لما انتهت معركة بدر نفل كل أمرىٍ ما أصاب، وكانوا ثلاث فرق: ثلث يقاتلون العدو ويأسرون، وثلث يجمعون النفل، وثلث قيام دون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخشون عليه كرة العدو، حرساً له.
فاختلفوا في النفل. قال الذين أصابوا النفل: هو لنا، وقال الذين كانوا يقتلون ويأسرون: والله ما أنتم بأحق منا، لنحن شغلنا عنكم القوم، وخلينا بينكم وبين النفل، فما أنتم بأحق به منا، وقال الذين كانوا يحرسون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أنتم بأحق به منا، لقد رأينا أن نقتل الرجال حين منحونا أكتافهم، ونأخذ النفل، ليس أحد دونه ليمنعه وكلنا خشينا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كرة العدو، فقمنا دونه، فما أنتم بأحق به منا
قال عبادة بن الصامت: ((…فلما اختلفنا وساءت أخلاقنا انتزعه الله من أيدينا، فجعله إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقسمه على الناس عن بواء، فكان في ذلك تقوى الله وطاعته، وطاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وصلاح ذات البين. يقول الله عز وجل: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ))
السنن الكبرى للبيهقي ج:6ص:292 كتاب قسم الفيء والغنيمة: باب بيان مصرف الغنيمة في ابتداء الإسلام، واللفظ له. مجمع الزوائد ج:7 ص:26 كتاب التفسير: سورة الأنفال. مسند أحمد ج:5 ص:322 حديث عبادة بن الصامت. تاريخ الطبري ج:2 ص:38 ذكر وقعة بدر. السيرة النبوية ج:3 ص:219 نزول سورة الأنفال تصف أحداث بدر.
4-الصحابة يخالفون رسول الله(ص)ويتناسون وصيته عمداً يوم إحد ويتسابقون نحو حطام الدنيا ويتسببون في هزيمة المسلمين
عن البراء بن عازب، قال: ((جعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الرماة يوم أحد ـ وكانوا خمسين رجلاً ـ عبد الله بن جبير. قال: ووضعهم موضعاً وقال: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا ظهرنا على العدو وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم. قال: فهزموهم. قال: فأنا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل، وقد بدت أسوقهن وخلاخلهن رافعات ثيابهن. فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنظرون؟. قال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالوا: إنا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة. فلما أتوهم صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين. فذلك الذي يدعوهم الرسول في أخراهم. فلم يبق مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غير اثني عشر رجلاً. فأصابوا منا سبعين رجلاً…)
مسند أحمد ج:4 ص:293 (حديث البراء بن عازب) في أول مسند الكوفيين، واللفظ له. السنن الكبرى للنسائي ج:6 ص:315 كتاب التفسير: قوله تعالى [والرسول يدعوكم في أخراكم]. سنن أبي داود ج:3 ص:51 كتاب الجهاد: باب في الكمناء. مسند ابن الجعد ص:375 من حديث أبي خيثمة زهير بن معاوية الجعفي. تفسير ابن كثير ج:1 ص:415 في ذكر معركة أحد، ورواه في صحيح البخاري ج:3 ص:1105 كتاب الجهاد والسير: باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه مع اختلاف يسير.
وإلى ذلك يشير قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ …)
وقال ابن مسعود : ((ما كنت أرى أن أحداً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يريد الدنيا حتى نزلت فينا يوم أحد (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ)))
تفسير ابن كثير ج:1 ص:414 في تفسير الآية من آل عمران في الحديث عن معركة أحد، واللفظ له. تفسير الطبري ج:4 ص:130 في تفسير الآية. تفسير القرطبي ج:4 ص:237 في تفسير الآية.
5-سمع أنس بن النضر نفراً من المسلمين يقولون لما سمعوا أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قتل: ((ليت لنا رسولاً إلى عبد الله بن أبي، فيأخذ لنا أمنة من أبي سفيان. يا قوم إن محمداً قد قتل، فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم)) فقال لهم أنس: ((يا قوم إن كان محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل، فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد. اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء)). ثم شدّ بسيفه، فقاتل حتى قتل
تاريخ الطبري ج:2 ص:67، 68 غزوة أحد. تفسير الطبري ج:4 ص:112 في تفسير آية: [وما محمد إلا رسول]. وذكره في فتح الباري ج:7 ص:351 باختلاف يسير.
6-وكان جماعة من أهل المدينة كانوا لا يأتون صلاة الجمعة، تسامحاً منهم في أمرها، حتى ضاق النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم، فأنبهم وأنذرهم.
ففي حديث كعب بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ((لينتهين أقوام يسمعون النداء يوم الجمعة ثم لا يأتونها، أو ليطبعن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين))
مجمع الزوائد ج:2 ص:193 كتاب الصلاة: باب فيمن ترك الجمعة، وقال رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. مسند الشاميين ج:2 ص:285 فيما رواه عبدالعزيز عن محمد بن عمرو بن عطاء. المعجم الكبير ج:19 ص:99 فيما رواه محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن كعب بن مالك. الترغيب والترهيب ج:1 ص:295 كتاب الجمعة: الترغيب في صلاة الجمعة والسعي إليها وما جاء في فضل يومها وساعتها
7-الصحابة يقتلون رجلا في الحرم
عن أبي شريح بن عمر: " إن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قتلوا رجلا من هذيل كانوا يطلبونه بذحل في الجاهلية في الحرم - وهو - يؤم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليبايعه على الاسلام فقتلوه، فلما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قتله، غضب أشد الغضب، فسعت بنو بكر إلى أبي بكر وعمر وأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستشفعون بهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما كان العشي قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإن الله عز وجل حرم مكة ولم يحرمها الناس وإنما أحلها لي ساعة من النهار ثم هي حرام كما حرمها الله أول مرة، وإن أعتى الناس على الله ثلاثة: رجل قتل فيها، ورجل قتل غير قاتله، ورجل طلب بذحل الجاهلية، وإني والله لأدين هذا الرجل الذي أصبتم "
مستدرك الحاكم: 3ج /ص 235، قال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، سنن الترمذي: ج4 / ص307.سنن البيهقي: 9ج /ص 115.
هؤلاء بعض الصحابة، لم يصغوا لنداء السماء الذي حرم هذا النوع من القتل، بل تعدوا ذلك وقتلوا رجلا داخل الحرم، فأين عدالة هؤلاء وأمثالهم الذين كانوا يغضبون الله ورسوله(ص)؟!
8-الصحابة يتهمون رسول الله(ص)
عن ابن عباس قال: فقدوا قطيفة يوم بدر فقالوا لعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذها فأنزل الله (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
تفسير ابن كثير ج:1 ص:422 في تفسير قوله تعالى [وما كان لنبي أن يغل] من سورة آل عمران (161)، واللفظ له. تفسير الطبري ج:4 ص:155 في تفسير الآية من سورة آل عمران. سنن أبي داود ج:4 ص:31 أول كتاب الحروف والقراءات. سنن الترمذي ج:5 ص:230 كتاب تفسير القرآن عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): باب ومن سورة آل عمران. مسند أبي يعلى ج:4 ص:327 في أول مسند ابن عباس، ج:5 ص:60 في تابع مسند ابن عباس. المعجم الكبير ج:11 ص:364 فيما رواه (عكرمة عن ابن عباس).
وفي لفظ آخر أن بعض الناس قالوا: لعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذها، وأكثروا في ذلك
تفسير ابن كثير ج:1 ص:422 في تفسير قوله تعالى [وما كان لنبي أن يغل] من سورة آل عمران (161)، واللفظ له. تفسير الطبري ج:4 ص:154 في تفسير الآية من سورة آل عمران.
وروى الطبري عن ابن عباس أنهم قالوا: ((إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غلها
تفسير الطبري ج:4 ص:155 في تفسير الآية من سورة آل عمران
9-إعتراضهم على صلح الحديبية
لما صدت قريش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن دخول مكة في عمرة الحديبية، واتفقوا معه على أن يرجع إلى المدينة، ويقضي عمرته في العام الثاني، وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم بذلك، ثارت ثائرة جماعة من المسلمين، وأبَوا الصلح.
وفي الحديث: ((فقال عمر بن الخطاب: والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذٍ. قال: فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت: ألستَ نبي الله حقاً؟ قال: بلى. قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فَلِمَ نعطي الدنية في ديننا إذاً؟
قال: إني رسول الله، ولست أعصي ربي، وهو ناصري. قلت: أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى، فخبرتك أنك تأتيه العام؟ قال: لا. قال: فإنك تأتيه وتطوف به.
قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقاً؟ قال: بلى. قلت: أولسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فَلِمَ نعطي الدنية في ديننا إذاً؟ قال: أيها الرجل إنه رسول الله، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه حتى تموت، فوالله إنه على الحق. قلت: أوليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، فأخبرك أنا نأتيه العام؟ قلت: لا. قال: فإنك آتيه وتطوف به. قال عمر بن الخطاب : فعملت في ذلك أعمالاً. يعني في نقض الصحيفة))
صحيح ابن حبان ج: 11 ص: 224ــ 225 كتاب السير: باب الموادعة والمهادنة (ذكر ما يستحب للإمام استعمال المهادنة بينه وبين أعداء الله…)، واللفظ له، ورويت بألفاظ متقاربة في المصنف لعبد الرزاق ج:5 ص:339 كتاب المغازي: في (غزوة الحديبية)، إلا أنه لم يذكر قوله: (يعني في نقض الصحيفة)، وفي صحيح البخاري ج:2 ص:977.( كتاب الشروط: باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط). إلا أنه أيضاً لم يذكر ذلك، ولم يذكر أيضاً قوله في أول الحديث: ((والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ)).
وقد أخرج الواقدي من حديث أبي سعيد: ((قال عمر: لقد دخلني أمر عظيم، وراجعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مراجعة ما راجعته مثلها قط)
فتح الباري ج:5 ص:346. نيل الأوطار ج:8 ص:200 باب جواز مصالحة المشركين على المال وإن كان مجهولاً
وفي حديث آخر: ((فقال عمر: اتهموا الرأي على الدين، فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) برأي، وما ألوت عن الحق)) ، وفيه: قال: ((فرضي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبيت، حتى قال لي: يا عمر تراني رضيت وتأبى ؟!)
فتح الباري ج:5 ص:346.
وعن سهل بن حنيف أنه قال: ((يا أيها الناس اتهموا رأيكم… فلو رأيتني يوم أبي جندل ولو أجد أعواناً على رسول الله لأنكرت)
المعجم الكبير ج:6 ص:90 في (أبي وائل شقيق ابن سلمة عن سهل بن حنيف) وفي لفظ آخر: ((ولو نستطيع أن نرد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمره لرددنا)
وفي رواية ابن إسحاق: ((كان الصحابة لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فلما رأوا الصلح دخلهم من ذلك أمر عظيم حتى كادوا يهلكون))
فتح الباري ج:5 ص:346. نيل الأوطار ج:8 ص:200 باب جواز مصالحة المشركين على المال وإن كان مجهولاً
10-الرسول(ص)يأمر اصحابة يالنحر فلم يقم احدمنهم بذلك
لما فرغ من الكتاب قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: ((قوموا فانحروا ثم احلقوا. قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات. فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟. اخرج لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً)
صحيح البخاري ج:2 ص:978 كتاب الشروط: باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط، واللفظ له. صحيح ابن حبان ج:11 ص:225 كتاب السير: باب الموادعة والمهادنة (ذكر ما يستحب للإمام استعمال المهادنة بينه وبين أعداء الله…). المصنف لعبد الرزاق ج:5 ص:340 كتاب المغازي: في (غزوة الحديبية).
وفي رواية ابن إسحاق في حديث النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أم سلمة: ((فقال لها: ألا ترين إلى الناس آمرهم بالأمر فلا يفعلونه))
فتح الباري ج:5 ص:347.
وفي رواية أبي المليح: ((فاشتد ذلك عليه، فدخل على أم سلمة. فقال: هلك المسلمون، أمرتهم أن يحلقوا وينحروا، فلم يفعلوا))
فتح الباري ج:5 ص:347.
11- وربما ظهر على ألسنتهم ما يكشف عن بقايا رواسب الجاهلية فيهم.
ففي حديث أبي واقد الليثي: ((لما افتتح رسول الله مكة خرج بنا معه قِبَل هوازن، حتى مررنا على سدرة الكفار، سدرة يعكفون حولها، ويدعونها ذات أنواط، قلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الله أكبر، إنها السنن. هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون. ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنكم لتركبن سنن من قبلكم)
صحيح ابن حبان ج:15 ص:94 في (ذكر الإخبار عن اتباع هذه الأمة سنن من قبلهم من الأمم)
وفي الدر المنثور: ((…مررنا بشجرة دنوا عظيمة سدرة كان يناط بها السلاح، فسميت ذات أنواط، وكانت تعبد من دون الله، فلما رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صرف عنها في يوم صائف إلى ظل هو أدنى منها، فقال له رجل: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم…))
الدر المنثور ج:3 ص:114 أخرجها عن ابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني عند تفسير قوله تعالى [وجاوزنا ببني إسرائيل].
وفي لفظ ابن أبي عاصم: ((خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى حنين ونحن حديثو عهد بكفر، وكانوا أسلموا يوم الفتح. قال: فمررنا بشجرة…))(
السنة لابن أبي عاصم ج:1 ص:37 باب فيما أخبر به النبي (عليه السلام) أن أمته ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة وذمه الفرق كلها… ، ورويت مع اختلاف يسير في كل من: السنن الكبرى للنسائي ج:6 ص:346 كتاب التفسير سورة الأعراف في قوله تعالى: [فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً]. سنن الترمذي ج:4 ص:475 باب: ماجاء لتركبن سنن من كان قبلكم، وقال عنه: (هذا حديث حسن صحيح). مصنف ابن أبي شيبة ج:7 ص:479 كتاب الفتن: باب من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنها. مسند الحميدي ج:2 ص:375 في (حديثا أبي الواقد الليثي (رضي الله عنه)). الجامع للأزدي ج:11 ص:369 باب: سنن من كان قبلكم. مسند أحمد ج:5 ص:218 في (حديث أبي الواقد الليثي.
يتبع إن شاء الله...
تحياتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق