بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين ومن تبعهم باحسان وألعن أعدائهم من الأولين إلى الآخرين و الى قيام يوم الدين ...,,,
والحمد لله على كمال الدين وتمام النعمة بولاية أمير الؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وزوجته الصديقة الطاهرة فاطمةالزهراء (عليها السلام) وأبنائها الحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين (عليه السلام)...،،،
الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين ومن تبعهم باحسان وألعن أعدائهم من الأولين إلى الآخرين و الى قيام يوم الدين ...,,,
والحمد لله على كمال الدين وتمام النعمة بولاية أمير الؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وزوجته الصديقة الطاهرة فاطمةالزهراء (عليها السلام) وأبنائها الحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين (عليه السلام)...،،،
كم من حديث اشتهر في بطون الكتب واستخرجت منه أحكام وقواعد عامة وأصلت منه أصول وقد يكون ضعيفاً بل موضوعاً بل ربما لا أصل له، ويلاحظ هذا كثيراً ما يقع في كتب الرقائق والزهد والوعظ والإرشاد والفضائل.
وموضوع حديثي هو حديث أو يقال إنه حديث : "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"

وردت هذه الرواية بست روايات مختلفة متقاربة في اللفظ والمعنى، وسأسردها كلها إن شاء الله ونناقشها نقاشاً علمياً من حيث السند حتى نعرف مدى ما تقوم عليه هذه الروايات من حيث الصحة والضعف أو الوضع:
1- الرواية الأولى:
"أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم" قال الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة 463هـ في كتابه (جامع بيان العلم وفضله) "ج2ص90 المكتبة العلمية بالمدينة المنورة." قال :
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن سعد قراءة مني عليه أن محمد بن أحمد بن يحيى حدثهم قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أيوب الرقي قال لنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار سألتهم عما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مما في أيدي العامة يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنما مثل أصحابي كمثل النجوم أو أصحابي كالنجوم فبأيها اقتدوا اهتدوا".
قال ابن عبد البر: "وهذا الكلام لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وربما رواه عبد الرحيم عن أبيه عن ابن عمر وإنما أتى ضعف هذا الحديث من قبل عبد الرحيم بن زيد لأن أهل العلم قد سكتوا عن الرواية لحديثه، والكلام أيضاً منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم". ا هـ.
وبعرض حالة عبد الرحيم بن زيد هذا على كتب أئمة الجرح والتعديل كيف تناولوه وشرحوه هذا التشريح
قال الحافظ ابن حجر: "عبد الرحيم بن زيد بن الحواري العمي بفتح المهملة وتشديد الميم البصري أبو زيد كذبه ابن معين من الثامنة مات سنة أربع وثمانين". (في تقريب التهذيب ج1 ص504.)
وقال الحافظ ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب(ج6 ص305):
"عبد الرحيم بن زيد بن الحواري العمي البصري أبو زيد روى عن أبيه ومالك بن دينار وعنه أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي وأبو إبراهيم الترجماني وغيرهم"،
قال الدوري عن ابن معين: "إنه ليس بشيء"،
وقال الجوزجاني: "غير ثقة"،
وقال أبو زرعة: "واه ضعيف الحديث"،
وقال أبو حاتم: "يترك حديثه منكر الحديث كان يفسد أباه يحدث عنه بالطامات"،
وقال الإمام البخاري: "تركوه"،
وقال أبو داود: "ضعيف"،وقال النسائي:"متروك الحديث"، وقال مرة: "ليس بثقة ولا مأمون ولا يكتب حديثه"،
وقال ابن عدي: "يروي عن أبيه عن شقيق عن عبد الله غير حديث منكر وله أحاديث لا يتابعه عليها الثقات"،
وقال العقيلي: قال ابن معين: "كذاب خبيث"،
وقال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه: "ضعيف"،
وقال الساجي: "عنده مناكير". من تهذيب التهذيب.
وذكره الحافظ الذهبي في كتابه (ميزان الاعتدال في نقد الرجال) ج2 ص605 وذكر بعض أقوال العلماء التي ذكرا الحافظ ثم ذكر بعضاً من رواياته الموضوعة ثم قال ومن مروياته حديث: "أصحابي بمنزلة النجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم".
سند ولا أروع


2- الرواية الثانية:
وبإسناد آخر روى ابن عبد البر النمري القرطبي في كتابه (جامع بيان العلم وفضله ج2 ص91.) من طريق سلام بن سليم قال :
حدثنا الحارث بن غصين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"
قال ابن عبد البر: "هذا إسناد لا تقوم به حجة لأن الحارث بن غصين مجهول"،
قال الحافظ ابن حزم الأندلسي في كتابه (الإحكام في أصول الأحكام)[ج6 ص810 بتعليق الشيخ أحمد شاكر.] قال: " هذه رواية ساقطة أبو سفيان ضعيف والحارث ابن غصين هذا هو أبو وهب الثقفي، وسلام بن سليمان يروي الأحاديث الموضوعة وهذا منها بلا شك".
ولنأخذ رجلاً واحداً من السند هو سلام بن سليمان :
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني(تهذيب التهذيب ج4 ص281)قال : "سلام بن سليم أو ابن سلم أو ابن سليمان والصواب أبو سليمان ويقال أبو عبد الله وهو سلام الطويل خراساني الأصل، روى عن حميد الطويل، وثور ابن يزيد الرجي وجعفر بن محمد الصادق وغيرهم وعنه - أي وروى عنه - عبد الرحمن ابن ثابت بن ثوبان وعبد الرحم بن محمد المحاربي وقبيصة بن عقبة وعلي بن الجعد وغيرهم"،
قال فيه الإمام أحمد: "روى أحاديث منكرة"،
وقال ابن أبي مريم عن ابن معين: "له أحاديث منكرة"،
وقال الدوري وغيره عن ابن معين: "ليس بشيء"، وقال ابن المديني: "ضعيف"،
وقال ابن عمار: "ليس بحجة"،
وقال الجوزجاني: "ليس بثقة"،
وقال البخاري: "تركوه"، وقال مرة: "يتكلمون فيه"،
وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث تركوه"،
وقال أبو زرعة: "ضعيف"،
وقال النسائي: "متروك"، وقال مرة: "ليس بثقة ولا يكتب حديثه"،
وقال ابن خراش: "كذاب"،
وقال ابن حبان: "روى عن الثقات الموضوعات كأنه كان المعتمد لها وهو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس: "وقت للنفساء أربعين يوماً" .
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]هذا خلاصة ما قيل فيه من أقوال أئمة الجرح والتعديل عن كتاب تهذيب التهذيب وعرفنا الرجل الآخر في السند هو الحارث بن غصين وهو أبو وهب الثقفي وهو مجهول ولا يحتج بالمجاهيل فضلا عن الضعفاء والكذابين والمتروكين.[/grade]
سندٌ آخر ولا أروع


3- الرواية الثالثة:
من طريق سليمان بن أبي كريمة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً: "مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحدكم في تركه فإن لم يكن في كتاب الله فسنة مني ماضية فإن لم يكن سنة مني ماضية فمما قال أصحابي إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء فأيها أخذتم به اهتديتم واختلاف أصحابي لكم رحمة".
الحديث أورده السيوطي في رسالة (جزيل المواهب في اختلاف المذاهب) وأورد الجملة الأخيرة منه الإمام الغزالي في الإحياء ج1 ص25
قال الحافظ العراقي في تخريجه للإحياء: "إسناده ضعيف، ومعروفة بضاعة الغزالي في الحديث".
أقول: ليس هو ضعيفاً فقط بل هو موضوع لأن رواته كلهم متروكون، الأول فيه سليمان بن أبي كريمة
قال الحافظ الذهبي .( في ميزان الاعتدال ج2 ص221 من الطبعة الجديدة بتحقيق الشيخ علي محمد البجاوي) قال:
"سليمان بن أبي كريمة شامي روى عن هشام ابن عروة وهشام بن حسان وأبي قرة وخالد بن ميمون وعنه صدقة بن عبد الله وعمرو ابن هشام البيروني قال: ضعفه أبو حاتم،
وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير".
وقال ابن أبي حاتم : "ضعيف جداً"، ثم قال الذهبي: "ولم أر للمتقدمين فيه كلاماً".
ومن مناكيره حديث: "لكل أمة يهود ويهود أمتي المرجئة" . ملخصاً من ميزان الاعتدال،
والرجل الثاني في السند هو جويبر بن سعد الأزدي قال الذهبي(ميزان الاعتدال ج1 ص427): "جويبر بن سعيد أبو القاسم الأزدي البلخي المفسر صاحب الضحاك قال فيه ابن معين: "ليس بشيء"،
وقال الجوزجاني: لا يشتغل به،
وقال النسائي والدار قطني وغيرهما: "متروك الحديث"،
وقال أبو قدامة السرخسي: قال يحيى القطان: "تساهلوا في أخذ التفسير عن القوم لا تولعوهم في الحديث ثم ذكر ليث بن أبي سليم وجويبر هذا والضحاك ومحمد بن السائب وقال هؤلاء لا يحمد حديثهم ويكتب التفسير عنهم".
والضحاك هو ابن مزاحم الهلالي لم يلق ابن عباس

بعد هذا العرض السريع لرجال هذا السند تبين لنا :أن الرواية ساقطة لا تقوم بها حجة في ميزان العلم الصحيح والنقد النزيه.
سند وراء سند يتساقط

4- الرواية الرابعة:
روى ابن عساكر في تاريخه من طريق نعيم بن حماد، حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعاً قوله: "سألت ربي فيما اختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحى الله إلي يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أضوأ من بعض فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى".
الحديث أورده الإمام السيوطي في الجامع الصغير برواية السجزي في الإبانة وابن عساكر عن عمر رضي الله عنه، ورمز إليه السيوطي بالضعف،
قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي صاحب كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير حول الحديث عن السجزي في كتاب الإبانة عن أصول الديانة وابن عساكر في التاريخ في ترجمة زيد الحواري وكذا البيهقي وابن عدي كلهم عن عمر بن الخطاب.
قال ابن الجوزي في العلل: "هذا لا يصح نعيم مجروح وعبد الرحيم قال ابن معين إنه كذاب وفي الميزان هذا الحديث باطل"،
وقال ابن معين وابن حجر في تخريج المختصر حديث غريب سئل عنه البزار فقال: "لا يصح هذا الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم" .ملخصاً(فيض القدير ج4 ص76).
وقد تقدم الكلام في الرواية الأولى حول عبد الرحيم بن زيد هذا وأقوال العلماء فيه فلا أعيده هنا، ونعيم بن حماد الخزاعي هو أبو عبد الله المروزي نزيل مصر، وقد تكلم حوله الحافظ الذهبي في الميزان(ج4 ص267)كلاماً طويلاً، فمنهم المادح له ومنهم القادح فيه والذام له، وخلاصة القول فيه أنه : كان ثقة وكان يروي المناكير



قال محمد بن علي المروزي: سألت يحيى بن معين عن بعض أحاديث رواها نعيم بن حماد قال: "ليس لها أصل"، قلت: فنعيم قال: ثقة، قلت: كيف يحدث الثقة بباطل، قال شبه له"، < يا حليلك ما أظرفك نكتة اليوم

قال أبو داود: "كان عند نعيم ابن حماد نحو من عشرين حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل"،
وقال النسائي: "هو ضعيف ومن مناكيره القبيحة المروية عنه حديث: "رأيت ربي في أحسن صورة شاباً موقراً رجلاه في خضر عليه نعلان من ذهب" .
وقال الحافظ ابن حجر (التقريب ج2 ص305.) "كان يخطئ كثيراً فقيه عارف بالفرائض".
وإذا رجعنا إلى القاعدة الأصولية في مصطلح الحديث فيما اختلف العلماء في توثيقه أو ضعفه :
فإن القاعدة تقول إن الجرح مقدم على التعديل وخاصة إذا بين الجارح سبب الجرح في الراوي، ولأن الجارح يطلع على أحوال الراوي ما لم يطلع عليه غيره، بهذا نعرف منزلة الراوية أنها ضعيفة بل موضوعة بسبب هذا الكذاب فيها هو عبد الرحيم بن زيد.
مشوار التساقط مُكمِلاً تساقطه وبحاجة أحد من الوهابية والجماعة ليسنده


5- الرواية الخامسة:
"أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"
الحديث أورده ابن عراق في كتابه العظيم (ج1 ص419.) تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة،
وكذلك السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ص 201،
وأورده الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص 397،
قال الشوكاني قال في المختصر: "هو من نسخة نبيط المكذوبة"
قال الأستاذين المعلقين على كتاب الشوكاني ما يأتي: "في الأصلين الكذاب وهو وهم نبيط صحابي وإنما جاء الكذب من بعض ذريته وهو أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط لفق نسخة رواها عن أبيه عن جده عن نبيط وقد ذكرها السيوطي في أواخر الذيل".
وأورد الشيخ ناصر الدين الألباني الحديث في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة
كما أورد كل هذه الروايات المتقدمة إنما أحببت أن أعيد أخواني الموالين إلى أصل مرجع أئمة الجرح والتعديل في مثل هذه الأحوال وأشار الشيخ الألباني في هذه الرواية إلى الفرق بين نبيط الصحابي ونبيط الكذاب، وقال: "وقد وقفت على نسخة أحمد بن نبيط الكذاب وهي من رواية أبي نعيم الأصبهاني قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان المصري المعروف بـ( اللكي) بالبصرة في نهر دبيس قراءة عليه في صفر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة فأقر به قال: أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبو جعر الأشجعي بمصر سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال: حدثني أبي إسحاق بن إبراهيم بن نبيط قال: حدثني أبي إبراهيم بن نبيط عن جده نبيط بن شرط مرفوعاً فذكر أحاديث كثيرة هذا منها" .
قال الذهبي: "في نسخة أحمد بن نبيط هذا فيها بلايا وأحمد بن إسحاق لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب وأقره الحافظ في اللسان، والراوي أحمد بن القاسم ضعيف"، وأحمد ابن القاسم هذا قال عنه الذهبي في الميزان(ج1 ص128) أحمد بن القاسم بن الريان (اللكي) له جزء عال رواه عنه أبو نعيم الحافظ لينه الأمير ابن ماكولا.
وقال الحسن بن علي بن عمرو الزهري: "ليس بالمرضي وضعفه الدار قطني في المؤتلف والمختلف".
6- الرواية السادسة:
"إنما أصحابي مثل النجوم فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم" الحديث رواه ابن عبد البر في كتابه (جامع بيان العلم وفضله)[ج1 ص90] من طريق أبي شهاب الحناط عن حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً ثم قال ابن عبد البر: "وهذا إسناد لا يصح ولا يرويه عن نافع من يحتج به"، قلت وآفة هذه الرواية حمزة بن أبي حمزة الجزري النصيبي،
قال الذهبي في الميزان(ج1 ص606) قال ابن معين: "لا يساوي فلساً". :p
وقال الإمام البخاري: "منكر الحديث"،
وقال الدار قطني: "متروك"،
وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه موضوع"،
ثم سرد الذهبي بعضاً من مروياته الموضوعة منها هذه الرواية: "أصحابي كالنجوم…".

وقال الحافظ في التقريب: "حمزة بن أبي جعفر الجعفي متروك متهم بالوضع"،
وقال ابن حبان: "ينفرد عن الثقات بالموضوعات حتى كأنه المعتمد لها ولا تحل الرواية عنه".
قال الحافظ ابن حزم الأندلسي(الإحكام في أصول الأحكام ج6 ص810) وكتب إلي أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري إن هذا الحديث روي أيضاً من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي ومن طريق حمزة الجزري قال: "وعبد الرحيم بن زيد وأبوه متروكان وحمزة الجزري مجهول"، وقد عرفنا حالة كل واحد منهم.
قال ابن حزم: "فقد ظهر أن هذه الرواية لا تثبت أصلاً بل لا شك أنها مكذوبة لأن الله تعالى يقول في صفة نبيه صلى الله عليه وسلم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى, إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} فإذا كان كلامه عليه السلام في الشريعة حقا كله ووحياً فهو من الله تعالى بلا شك، وما كان من الله تعالى فلا اختلاف فيه بقوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}".
إلى أن قال: "فمن المحال أن يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع كل قائل من الصحابة رضي الله تعالى عنهم وفيهم من يحلل الشيء وغيره يحرمه ولو كان ذلك لكان بيع الخمر حلالاً اقتداء بسمرة بن جندب رضي الله عنه، ولكان أكل البرد للصائم حلالاً بأبي طلحة وحراماً بغير منهم، ولكان ترك الغسل من الإكسال جائزاً اقتداء بعلي وعثمان وطلحة وأبي أيوب وأبي بن كعب وحراماً اقتداء بعائشة وابن عمر ولكان بيع التمر قبل ظهور الطيب فيها حلالاً اقتداء بعمر حراماً اقتداء بغيره منهم، ثم استطرد ابن حزم في ضرب الأمثلة،وقال: وكل هذا مروي عندنا بالأسانيد الصحيحة تركناها خوف التطويل وقد كان الصحابة يقولون بآرائهم في عصره عليه الصلاة والسلام فيبلغه ذلك فيصوب المصيب ويخطئ المخطئ، فذلك بعد موته عليه السلام أفشى وأكره."
بعد هذا ليس على الباحث المنصف وطالب الحق إذا قال بعد اطلاعه على هذه الأحاديث الموضوعة المكذوبة ليس عليه شيء إذا قال: لا يصح في هذا الباب حديث واحد بهذه الروايات، وبهذا نتبين أن الله حفظ هذه الشريعة الغراء من كيد الدساسين الوضاعين والكذابين الآثمين، وإن الله قيض لهذا الدين جهابذة يدافعون في سبيله وينافحون عما علق به من الكذب والأباطيل {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
وأذكر المخالفين وكل طالب حق بالحديث التالي المقابل لحديث النجوم :
صحيح البخاري > الرقاق > في الحوض
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ حَتَّى أَنْظُرَ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ وَسَيُؤْخَذُ نَاسٌ دُونِي فَأَقُولُ يَا رَبِّ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي فَيُقَالُ هَلْ شَعَرْتَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ وَاللَّهِ مَا بَرِحُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ
فَكَانَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا أَوْ نُفْتَنَ عَنْ دِينِنَا
" أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ "
تَرْجِعُونَ عَلَى الْعَقِبِ
http://hadith.al-islam.com/Display/D...Doc=0&Rec=9820
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ عَنْهُ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى
وَقَالَ شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُجْلَوْنَ وَقَالَ عُقَيْلٌ فَيُحَلَّئُونَ وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
http://hadith.al-islam.com/Display/D...Doc=0&Rec=9814
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ هَلُمَّ فَقُلْتُ أَيْنَ قَالَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ قُلْتُ وَمَا شَأْنُهُمْ قَالَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ هَلُمَّ قُلْتُ أَيْنَ قَالَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ قُلْتُ مَا شَأْنُهُمْ قَالَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلَّا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ
http://hadith.al-islam.com/Display/D...Doc=0&Rec=9815
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ
قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتَ مِنْ سَهْلٍ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَزِيدُ فِيهَا فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سُحْقًا بُعْدًا يُقَالُ سَحِيقٌ بَعِيدٌ سَحَقَهُ وَأَسْحَقَهُ أَبْعَدَهُ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَبَطِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ عَنْ الْحَوْضِ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى
http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=6097&doc=0
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي الْحَوْضَ حَتَّى عَرَفْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي فَأَقُولُ أَصْحَابِي فَيَقُولُ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ
http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=6096&doc=0
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ثُمَّ قَرَأَ
كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ
فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ يُؤْخَذُ بِرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِي ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ أَصْحَابِي فَيُقَالُ إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=3191&doc=0
تحـــــ



تعليق