قتل شيعه اهل البيت سنه عبر القرون
قال الباقر (ع) لبعض أصحابه
يا فلان !
ما لقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا
و ما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس ؟
إن رسول الله (ص) قُبض و قد أخبر أنّا أولى الناس بالناس
فتمالأت علينا قريش ، حتى أخرجت الأمر عن معدنه
واحتجت على الأنصار بحقنا وحجّتنا تداولتها قريش واحدٌ
بعد واحد حتى رجعت إلينا فنكثت بيعتنا
ونصبت الحرب لنا
ولم يزل صاحب الأمر في صعود كؤد حتى قتل
فبويع الحسن ابنه وعوهد ، ثم غدر به وأُسلم ، ووثب عليه أهل
العراق حتى طُعن بخنجر في جنبه وانتُهب عسكره ، وعولجت
خلاخيل أمهات أولاده فوادع معاوية وحقن دمه ودماء أهل بيته
وهم قليل حق قليل
ثم بايع الحسين (ع) من أهل العراق عشرون ألفا ثم غدروا به
وخرجوا عليه ، وبيعته في أعناقهم فقتلوه
ثم لم نزل أهل البيت نُستذل ونُستضام ونُقصى ونُمتهن ونُحرم
ونُقتل ونُخاف ، ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا ، ووجد
الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعا يتقرّبون به إلى
أوليائهم ، وقضاة السوء وعمال السوء في كل بلدة ، فحدّثوهم
بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ، ورووا عنا ما لم نقله ولم
نفعله ليبغّضونا إلى الناس
وكان عظم ذلك وكبرُه زمن معاوية بعد موت الحسن (ع) فقُتلت
شيعتنا بكل بلدة وقطِّعت الأيدي والأرجل على الظنّة وكان من
ذُكر بحبنا والانقطاع إلينا سُجن أو نُهب ماله أو هُدمت داره
ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد ، إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل
الحسين (ع) ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة وأخذهم بكل ظنة
وتهمة حتى أن الرجل ليقال له : زنديق أو كافر أحب إليه من أن
يقال : شيعة علي
وحتى صار الرجل الذي يُذكر بالخير ولعله يكون ورعا صدوقا
يحدّث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل من قد سلف من الولاة
ولم يخلق الله تعالى شيئا منها ، ولا كانت ولا وقعت وهو يحسب
أنها حق لكثرة من قد رواها ممن لم يُعرف بكذب ولا بقلّة ورع
شرح النهج