حديث : أنا دار الحكمة وعلي بابها
من الأحاديث التي نطق بها رسول الله (ص) في بيان علم الإمام علي وحكمته هو الحديث المشهور في كتب الفريقين أن النبي (ص) قال : أنا دار الحكمة و علي بابها ، فمن أراد الحكمة فليأت الباب . رواه جمع كثير من علماء أهل السنة وأعلام محدثيهم منهم : أحمد في المناقب والمسند ، والحاكم في المستدرك ، والمتقي في كنز العمال : ج 6 / 401 ، وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء : ج1 / 64 ، ومحمد بن صبان في إسعاف الراغبين ، وابن المغازلي في المناقب ، والعلامة السيوطي في الجامع الصغير وجمع الجوامع واللئالي المصنوعة ، والترمذي في صحيحه : ج2 / 214 ، ومحمد بن طلحة العدوي في مطالب السئول ، والشيخ العلامة القندوزي في ينابيع المودة ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة ، وابن حجر المكي في الصواعق المحرقة ، ضمن الفصل الثاني من الباب التاسع ، والمحب الطبري في الرياض النضرة وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ، وآخرون من علماء أهل السنة الكبار ، بالإضافة إلى جمهور علماء الشيعة .
ولقد رواه محمد بن يوسف العلامة الكنجي في كتابه كفاية الطالب وخصص له الباب الواحد والعشرون وبعد نقله الحديث قال : هذا حديث حسن عال ، وقد فسرت الحكمة بالسنة لقوله عز وجل : ( وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ )(1) ، الآية ، يدل على صحة هذا التأويل ، وقد قال رسول الله (ص) إن الله تعالى أنزل علي الكتاب ومثله معه ، أراد بالكتاب القرآن ، ومثله معه ما علمه الله تعالى من الحكمة وبين له من الأمر والنهي والحلال والحرام ، فالحكمة هي السنة فلهذا قال : أنا دار الحكمة وعلي بابها .
ولقد روى ابن عساكر في تاريخه مع ذكر السند ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ، وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين ، والديلمي في فردوس الأخبار والكنجي الشافعي في كفاية الطالب الباب الثامن والخمسون ، والعلامة القندوزي في ينابيع المودة / الباب الرابع عشر ، وابن المغازلي الشافعي في المناقب حديث رقم 120 وغيرهم من كبار علمائكم رووا عن ابن عباس وجابر بن عبدالله الأنصاري أن النبي (ص) أخذ بيد علي (ع) فقال : هذا أمير البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره ، مخذول من خذله ، ثم مد بها صوته . فقال : أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب .
وروى صاحب المناقب الفاخرة عن ابن عباس أن النبي (ص) قال : أنا مدينة العلم و عليّ بابها، و من أراد علم الدين فليأت الباب . ثم قال لعلي (ع) : أنا مدينة العلم وأنت الباب، كذب من يزعم أنه يصل المدينة ، إلا من الباب .
وأخرج الحديث ابن أبي الحديد في مواضع عديدة من شرح نهج البلاغة ، وشيخ الإسلام الحمويني عن ابن عباس ، وأخرجه الموفق الخوارزمي في المناقب عن عمرو بن العاص ، وأخرجه محب الدين الطبري في ذخائر العقبي ، وأحمد في المسند والعلامة علي بن شهاب الهمداني في مودة القربى ، وحتى ابن حجر ـ مع كثرة تعصبه ـ في الصواعق المحرقة ضمن الفصل الثاني من الباب التاسع / الحديث التاسع من الأربعين حديث في فضائل الإمام علي أخرجه عن البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله ، وأخرجه عن ابن عدي عن عبد الله ابن عمر وعن الحاكم والترمذي عن علي (ع) كلهم رووا عن رسول الله (ص) قال : أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب . فالحديث مشهور ومنشور في كتب كبار علماء أهل السنة ، وهو بحكم العقل والعقلاء دليل على إمامة الإمام علي وخلافته وأنه مقدم على غيره ، لأن العلماء في كل أمة وملة مقدمون على الجاهلين وخاصة تأكيد النبي (ص) في الحديث ، بأن من أراد العلم فليأت الباب ، أو كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلا من الباب ، وإضافة على كل هذا قول الله سبحانه : ( وَ لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )(2).
ومن الواضح أن الألف واللام في كلمة العلم تفيد الجنس أي كل علم كان عند رسول الله (ص) من علم الدين والدنيا وعلم الظاهر والباطن وأسرار الكون والخلقة لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الإمام علي (ع) .
بالله عليكم أنصفوا ! هل كان للناس بعد النبي أن يغلقوا هذا الباب الذي فتحه رسول الله (ص) لأمته كي يتوصلوا منه إلى الحقائق الدينية والدقائق العلمية التي أودعها الله سبحانه نبيه المصطفى ورسوله المرتضى الذي هو أجلى مصاديق الآية الشريفة : ( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ )(3)
فلقد ارتضاه الله سبحانه وأعطاه من غيبه أكثر مما أعطى لسائر الأنبياء والمرسلين ؟
واتمنى لكم الهداية الى الطريق الصحيح طريق اهل البيت عليهم السلام عليهم السلام.
ـــــــــــــــــــــــ
الهوامـــــــــــش:
(1) سورة النساء ، الآية 113 .
(2) سورة البقرة ، الآية 189 .
(3) سورة الجن ، الآية 25 و 26 .
من الأحاديث التي نطق بها رسول الله (ص) في بيان علم الإمام علي وحكمته هو الحديث المشهور في كتب الفريقين أن النبي (ص) قال : أنا دار الحكمة و علي بابها ، فمن أراد الحكمة فليأت الباب . رواه جمع كثير من علماء أهل السنة وأعلام محدثيهم منهم : أحمد في المناقب والمسند ، والحاكم في المستدرك ، والمتقي في كنز العمال : ج 6 / 401 ، وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء : ج1 / 64 ، ومحمد بن صبان في إسعاف الراغبين ، وابن المغازلي في المناقب ، والعلامة السيوطي في الجامع الصغير وجمع الجوامع واللئالي المصنوعة ، والترمذي في صحيحه : ج2 / 214 ، ومحمد بن طلحة العدوي في مطالب السئول ، والشيخ العلامة القندوزي في ينابيع المودة ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة ، وابن حجر المكي في الصواعق المحرقة ، ضمن الفصل الثاني من الباب التاسع ، والمحب الطبري في الرياض النضرة وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ، وآخرون من علماء أهل السنة الكبار ، بالإضافة إلى جمهور علماء الشيعة .
ولقد رواه محمد بن يوسف العلامة الكنجي في كتابه كفاية الطالب وخصص له الباب الواحد والعشرون وبعد نقله الحديث قال : هذا حديث حسن عال ، وقد فسرت الحكمة بالسنة لقوله عز وجل : ( وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ )(1) ، الآية ، يدل على صحة هذا التأويل ، وقد قال رسول الله (ص) إن الله تعالى أنزل علي الكتاب ومثله معه ، أراد بالكتاب القرآن ، ومثله معه ما علمه الله تعالى من الحكمة وبين له من الأمر والنهي والحلال والحرام ، فالحكمة هي السنة فلهذا قال : أنا دار الحكمة وعلي بابها .
ولقد روى ابن عساكر في تاريخه مع ذكر السند ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ، وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين ، والديلمي في فردوس الأخبار والكنجي الشافعي في كفاية الطالب الباب الثامن والخمسون ، والعلامة القندوزي في ينابيع المودة / الباب الرابع عشر ، وابن المغازلي الشافعي في المناقب حديث رقم 120 وغيرهم من كبار علمائكم رووا عن ابن عباس وجابر بن عبدالله الأنصاري أن النبي (ص) أخذ بيد علي (ع) فقال : هذا أمير البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره ، مخذول من خذله ، ثم مد بها صوته . فقال : أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب .
وروى صاحب المناقب الفاخرة عن ابن عباس أن النبي (ص) قال : أنا مدينة العلم و عليّ بابها، و من أراد علم الدين فليأت الباب . ثم قال لعلي (ع) : أنا مدينة العلم وأنت الباب، كذب من يزعم أنه يصل المدينة ، إلا من الباب .
وأخرج الحديث ابن أبي الحديد في مواضع عديدة من شرح نهج البلاغة ، وشيخ الإسلام الحمويني عن ابن عباس ، وأخرجه الموفق الخوارزمي في المناقب عن عمرو بن العاص ، وأخرجه محب الدين الطبري في ذخائر العقبي ، وأحمد في المسند والعلامة علي بن شهاب الهمداني في مودة القربى ، وحتى ابن حجر ـ مع كثرة تعصبه ـ في الصواعق المحرقة ضمن الفصل الثاني من الباب التاسع / الحديث التاسع من الأربعين حديث في فضائل الإمام علي أخرجه عن البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله ، وأخرجه عن ابن عدي عن عبد الله ابن عمر وعن الحاكم والترمذي عن علي (ع) كلهم رووا عن رسول الله (ص) قال : أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب . فالحديث مشهور ومنشور في كتب كبار علماء أهل السنة ، وهو بحكم العقل والعقلاء دليل على إمامة الإمام علي وخلافته وأنه مقدم على غيره ، لأن العلماء في كل أمة وملة مقدمون على الجاهلين وخاصة تأكيد النبي (ص) في الحديث ، بأن من أراد العلم فليأت الباب ، أو كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلا من الباب ، وإضافة على كل هذا قول الله سبحانه : ( وَ لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )(2).
ومن الواضح أن الألف واللام في كلمة العلم تفيد الجنس أي كل علم كان عند رسول الله (ص) من علم الدين والدنيا وعلم الظاهر والباطن وأسرار الكون والخلقة لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الإمام علي (ع) .
بالله عليكم أنصفوا ! هل كان للناس بعد النبي أن يغلقوا هذا الباب الذي فتحه رسول الله (ص) لأمته كي يتوصلوا منه إلى الحقائق الدينية والدقائق العلمية التي أودعها الله سبحانه نبيه المصطفى ورسوله المرتضى الذي هو أجلى مصاديق الآية الشريفة : ( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ )(3)
فلقد ارتضاه الله سبحانه وأعطاه من غيبه أكثر مما أعطى لسائر الأنبياء والمرسلين ؟
واتمنى لكم الهداية الى الطريق الصحيح طريق اهل البيت عليهم السلام عليهم السلام.
ـــــــــــــــــــــــ
الهوامـــــــــــش:
(1) سورة النساء ، الآية 113 .
(2) سورة البقرة ، الآية 189 .
(3) سورة الجن ، الآية 25 و 26 .