إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الاراء في الاتخابات

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاراء في الاتخابات

    بـسم الله الـرحمن الـرحيم
    الْحَمْد لله رَبّ العالمين وصلّى الله على مُحمّد وآله الطيّبين الطاهرين
    قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الاَْمـانـاتِ إلى أهْلِهَا وَإذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعَا بَصِيرًا ).(1) صدق الله العليّ العظيم
    السلام عليكم أبنائي وأعزّائي في العراق ورحمة الله وبركاته. وبعد:

    إنّي أحمد الله اللطيف الخبير على وعيكم وإصراركم على إبراز هويّتكم المحمّديّة العلويّة الحسينيّة الأصيلة، ففي الوقت الذي ترك المحتلّون الغزاة البلد مرتعاً خصباً للمجرمين من الصدّاميّين والنواصب العتات المارقين المصرّين على القضاء على أمن البلاد والعباد، والعبث بأرواح المسلمين ودمائهم تصرّون أنتم على الالتزام الصريح بالولاء للإسلام وحملته المخلصين محمّد وآله الطاهرين ـ صلّى الله عليه وعليهم أجمعين ـ وسطّرتم الملاحم تترى، فرغم علمكم بأ نّهم يتربّصون بكم الدوائر، وينتهزون الفرص لقتلكم وحتّى الأطفال منكم، تجاهرون أنتم بإقامة العزاء على إمامنا الحسين (عليه السلام) لتواسوا بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولاتزيدكم كثرة الشهداء إلاّ عزيمةً وإصراراً، عظّم الله اُجوركم واُجورنا بإمامنا وشهدائنا، أسأل الله تعالى أن لاتروا بعد هذا اليوم هواناً ما دمتم على نهج الحسين (عليه السلام).

    وقد خرجتم قبل هذا لممارسة حقّكم في الانتخاب، ورغم المعوّقات أدليتم بآرائكم متحدّين تهديدات المجرمين القتلة، فبهت الذي كفر، وأقمتم الحجّة كاملة على الذين انتخبتموهم، وما عليهم إلاّ أن يؤدّوا الأمانة ويجازوكم بالوفاء.

    وأقول لهم: إنّ مهمّتكم صعبة، ومسؤوليّتكم خطيرة، وأنصحكم بأن تجعلوا مصلحة الاُمّة التي أعطت الدم يوم انتخابكم أمام أعينكم، ولاتقدّموا على ذلك شيئاً آخر واُحذّركم من أن تتركوا هذه الاُمّة التي أعزّكم الله بها.

    واُلفت نظركم إلى اُمور هامّة:

    أوّلاً : أعطيتم الاُمّةَ وعوداً عريضةً ـ أثناء الحملات الانتخابيّة ـ وتعهّدتم بتلبية رغبات الناس، وبناء البلد والترفيه عن الناس فلاتتخلّوا عن وعودكم فتتخلّى الاُمّة عنكم.

    ثانياً : إنّ أخطر مهمّة تواجهكم هي مهمّة كتابة الدستور، فيجب عليكم أن تراعوا حقوق الذين انتخبوكم، ولاتكتبوا في الدستور ما يتنافى مع دين الاُمّة وعقيدتها، ولاتتمكّنون من ذلك إلاّ بمراجعة الفقهاء ـ أيّدهم الله ـ واعلموا أنّ الإسلام العزيز هو الضامن لحقوق الجميع، وهو الحقّ الذي لاريب فيه، فمن ضاق عليه الحقّ والعدل فالجور عليه أضيق.

    ثالثاً : ليكن حفظ أمن المواطنين على رأس أولويّاتكم، فلاتألوا جهداً في إعادة الأمن للبلاد التي فقدت الأمن والاستقرار منذ أن سيطر البعثيّون العراقيّون على زمام الاُمور وحتّى يومنا هذا.

    رابعاً : لاتغفلوا عن وحدتكم فيطمع بكم عدوّ العراق وعدوّكم (وَلاَ تَنـازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)(2)، ولاتتركوا مجالاً للخلاف، وأجمعوا كلمة المسلمين أيّاً كانت مذاهبهم، واعلموا أنّ ذلك قوّة لكم.

    خامساً : لاتدعوا مجالاً ينفذ منه العدوّ الكافر لتمزيق صفّ المسلمين، واحذروا الطائفيّة التي يضرب العدوّ على وَتَرها، فاقبروا الخلاف في مهده، وارجعوا إلى اُخوّتكم المعهودة شيعةً وسنّةً يجمعكم الإسلام العزيز وحبّ الرسول وآله الطاهرين.

    سادساً : للقوميّات غير العربيّة كالكرد والتركمان والكرد الفيليّة والشبك وغيرهم الحقّ في أخذ حقوقهم على الخصوص ما يخصّهم من لغة وتراث وتأريخ، ولايجوز المساس بشيء من حقوقهم وهم مسلمون لهم مالنا وعليهم ما علينا، وكلّنا جميعاً كأسنان المشط.

    سابعاً : أصحاب الديانات الاُخرى محترمون، يجب أن تحترم ديانتهم، وتضمن حقوقهم، ويكونوا آمنين على دمائهم وأموالهم، وهذا حكم الإسلام في الكتابيين الذين يعيشون بين ظهراني المسلمين متعاهدين معهم وهم شركاؤنا في الوطن.

    ثامناً : يجب الالتفات إلى أنّ البلد محتلّ، والغزاة يعبثون في الأرض فساداً، ولم تسلم مِن نهبهم حتّى الآثار تحت الأرض (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)(3).

    تاسعاً : أعيدوا النظر بالصفقات التجاريّة والمعاهدات العسكريّة والأمنيّة التي عقدتها الحكومة المؤقّتة، ولاتأخذكم في الله لومة لائم.

    عاشراً : إنّ الطاغوت المنهار ترك البلاد قاعاً صفصفاً يحتاج إلى مال لإعماره، فلاتتركوا أموال العراق أين ما كانت وبيد من كانت.

    إنّ اُمّتكم هذه جديرة بكلّ خير وخدمة، واعلموا أنّ الاُمّة تراقب وتحاسب، وأمامكم الآن فرصة لتثبتوا للاُمّة إخلاصكم وإلاّفإنّها سوف تعرض عن المقصّر منكم.

    لاتخافوا من طنطنة الأعداء وضوضائهم، واتّكلوا على الله بارئكم، واعلموا أ نّه ينصر من ينصره، ولاخيار لكم إلاّ خياراً واحداً ألا وهو التوكّل على الله والاعتصام بالاُمّة.

    أمّا اشتراك الإسلاميين في ما يتمكّنون منه من قدرة حكوميّة في ظلّ حكومة الاحتلال فجوازه شرعاً مشروط بأن يكون أقلّ ما يقومون به من خدمة هو دور عليّ بن يقطين (رحمه الله) الوارد في هاتين الروايتين الشريفتين:

    الاُولى : استأذن عليّ بن يقطين مولانا الكاظم (عليه السلام) في ترك عمل السلطان، فلم يأذن له وقال: "لاتفعل، فإنّ لنا بك اُنساً، ولإخوانك بك عزّاً، و عسى أن يجبر الله بك كسراً، ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه. ياعليّ، كفّارة أعمالكم الإحسان إلى إخوانكم اضمن لي واحدة، و أضمن لك ثلاثاً، اضمن لي أن لاتلقى أحداً من أوليائك إلاّ قضيت حاجته وأكرمته، وأضمن لك أن لايظلّك سقف سجن أبداً، ولاينالك حدّ سيف أبداً، ولايدخل الفقر بيتك أبداً، ياعليّ، من سرّ مؤمناً فبالله بدأ، و بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) ثنّى، و بنا ثلّث"(4).

    والثانية : استأذن إبراهيم الجمّال (رضي الله عنه) على أبي الحسن عليّ بن يقطين الوزير فحجبه، فحجّ عليّ بن يقطين في تلك السنة، فاستأذن بالمدينة على مولانا موسى بن جعفر (عليه السلام) فحجبه، فرآه ثاني يومه فقال عليّ بن يقطين: "ياسيّدي ماذنبي؟"، فقال: "حجبتك لأنّك حجبت أخاك إبراهيم الجمّال، وقد أبى الله أن يشكر سعيك، أو يغفر لك إبراهيم الجمّال"، قال: "فقلت ياسيّدي ومولاي: من لي بإبراهيم الجمّال في هذا الوقت وأنا بالمدينة وهو بالكوفة؟"، فقال: "إذا كان الليل فامض إلى البقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك وغلمانك، واركب نجيباً هناك مسرّجاً"، قال: فوافى البقيع، وركب النجيب، ولم يلبث أن أناخه على باب إبراهيم الجمّال بالكوفة فقرع الباب وقال: "أنا علىّ بن يقطين"، فقال إبراهيم الجمّال من داخل الدار: "ومايعمل علىّ بن يقطين الوزير ببابي؟!"، فقال عليّ بن يقطين: "ياهذا إنّ أمري عظيم"، وآلى عليه أن يأذن له، فلمّا دخل قال: "يا إبراهيم، إنّ المولى (عليه السلام) أبى أن يقبلني أو تغفر لي"، فقال: "يغفرالله لك"، فآلى عليّ بن يقطين على إبراهيم الجمّال أن يطأ خدّه، فامتنع إبراهيم من ذلك، فآلى عليه ثانياً ففعل، فلم يزل إبراهيم يطأ خدّه وعلىّ بن يقطين يقول: "اللّهمّ اشهد"، ثمّ انصرف وركب النجيب وأناخه من ليلته بباب المولى موسى بن جعفر (عليه السلام) بالمدينة، فأذن له ودخل عليه فقبله (5).

    وفي الختام لا أغفل عن إلفات النظر إلى أ نّه يجب حفظ البلاد عن نفوذ الصهاينة الذي كان هو أحد أهداف أصل الاحتلال.

    ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)(6)
    والسلام عليكم أبنائي وأعزّائي جميعاً ورحمة الله وبركاته.


    12 / محرم الحرام / 1426 هـ. ق
    كـاظم الحسـيني الحـائري

  • #2
    مشكور أخي عن هذه المشاركة القيمة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق شعب العراق في مسعاه لنيل حريته كاملة غير منقوصة.

    اللهم ادحر الإحتلال ومن والاه.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
    ردود 2
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X