قال الشيخ محمود أبو ريه خريج الأزهر في كتاب " أضواء على السنة المحمدية " صفحة 204 طبعة دار التأليف سنة 1958 م :
( ولد علي قبل البعثة بنحو عشر سنين ، وتربى في حجر النبي وعاش تحت كنفه قبل البعثة ، وظل معه إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى ، ولم يفارقه أبداً لا في سفر ولا في حضر ، - وهو ابن عمه ، وزوج ابنته فاطمة الزهراء - وشهد المشاهد كلها سوى تبوك ، فقد استخلفه النبي فيها على المدينة ، فقال : يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان ؟ فقال الرسول : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " رواه الشيخان " [ أي : البخاري ومسلم ] .
ولما قال معاوية لسعد بن أبي وقاص : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ قال له : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله لأن تكون واحدة لي منهن أحب إلي من حمر النعم فلن أسبه .. ثم ذكر له هذه الثلاث وهي : حديث أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، ولأعطين الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله ، وحديث المباهلة .
وقال له النبي : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وهو حديث متواتر مشهور .
وقال ابن تيمية : علي أفضل أهل البيت ، وأفضل بني هاشم بعد النبي ، وقد ثبت عن النبي أنه أدار كساه على علي وفاطمة والحسن والحسين ، وقال : اللهم هؤلاء أهلي ، فأذهب الرجس عنهم وطهرهم تطهيراً .
ص250 ج1 من فتاوى ابن تيمية .
ومغازيه التي شهدها مع رسول الله وقاتل فيها كانت تسعة : بدر وأحد والخندق وخيبر وفتح مكة ويوم حنين وغيرها ، وثبت في الصحيح أن النبي قال : لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه فأعطاها لعلي .
ص310 ج1 من فتاوى ابن تيمية .
هذا هو علي ( رضي الله عنه ) الذي لو كان قد حفظ كل يوم عن النبي – وهو الفطن اللبيب الذكي ربيب النبي – حديثاً واحداً - وقد قضى معه رشيداً أكثر من ثلث قرن – لبلغ ما كان يجب أن يرويه حوالي 12 ألف حديث على الأقل ، هذا إذا روى حديثاً واحداً في كل يوم ، فما بالك لو كان قد روى كل ما سمعه ولقد كان له حق في روايتها ولا يستطيع أحد أن يماري فيها ، ولكن لم يصح عنه – كما جاء في كتاب الفصل – إلا نحو خمسين حديثاً لم يحمل البخاري ومسلم إلا نحو عشرين حديثاً ) انتهى .
وقال الشيخ محمد أبو زهرة - وهو من كبار شيوخ الأزهر والمؤلفين المعروفين –في كتابه " الإمام الصادق " ص162 ط أحمد علي مخيبر :
( يجب علينا أن نقرر هنا أن فقه علي وفتاويه وأقضيته لم ترو في كتب السنة .. وكان أكثر الصحابة اتصالاً برسول الله (ص) فقد رافق الرسول وهو صبي قبل أن يبعث ، واستمر معه إلى أن قبض الله تعالى رسوله إليه ، ولذا كان يجب أن يذكر له في كتب السنة أضعاف ما هو مذكور فيها .
وإذا كان لنا أن نتعرف السبب الذي من أجله اختفى عن جمهور المسلمين بعض مرويات علي وفقهه فإنا نقول : إنه لا بد أن يكون للحكم الأموي أثر في اختفاء كثير من آثار علي في القضاء والإفتاء ، لأنه ليس من المعقول أن يلعنوا علياً فوق المنابر وأن يتركوا العلماء يتحدثون بعلمه ، وينقلون فتاويه وأقواله للناس ، وخصوصا ما كان يتصل منها بأساس الحكم الإسلامي .
ولكن هل كان اختفاء أكثر آثار علي (رض) وعدم شهرتها بين جماهير المسلمين سبيلاً لاندثارها وذهابها في لجة التأريخ إلى حيث لا يعلم بها أحد ؟!
إن علياً (رض) قد استشهد وقد ترك وراءه من ذريته أبراراً أطهاراً كانوا أئمة في علوم الإسلام وكانوا ممن يقتدى بهم .. ترك ولديه من فاطمة الحسن والحسين ، وترك رواد الفكر محمد بن الحنفية [كذا] فأودعهم عنه ذلك العلم ، وقد قال ابن عباس : إنه ما انتفع بكلام بعد كلام رسول الله (ص) كما انتفع بكلام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) ، وقام أولئك الأبناء بالمحافظة على تراث أبيهم الفكري ، وهو إمام الهدى ، فحفظوه من الضياع ، وقد انتقل معهم إلى المدينة لما انتقلوا إليها بعد استشهاده (رض) برسول الله (ص) [كذا] .. وبذلك ننتهي إلى أن البيت العلوي فيه علم الرواية كاملة عن علي ( رض) رووا عنه ما رواه عن الرسول كاملاً ، أو قريباً من الكمال ، واستكنوا بهذا العلم المشرق في كن من البيت الكريم ) انتهى .
ويقول مرتضى الهجري :
إذا عطفت هذا القول للشيخ أبي زهرة على قول الشيخ أبي رية السابق فإنك واصل حتماً إلى اليقين بأن علم محمد عند علي ، وعلم علي عند أبنائه وهم الذين نشروه وأذاعوه في الناس .
علي بن أبي طالب الذي لا زم النبي منذ طفولته إلى آخر يوم من أيام الرسول لا يروي عنه إلا خمسين حديثاً !!
علي الذي تربى في حجر الرسول وكان منه بالمنزلة الخصيصة يتبعه إتباع الفصيل إثر أمه ويرفع له كل يوم نميراً من علمه وأخلاقه لا يروي عن النبي إلا خمسين حديثاً !!
وأبو هريرة الذي لم يصحب النبي إلا نحو ثلاث سنوات لا يراه فيها إلا قليلاً والحين بعد الحين يروي عنه 5374 حديثاً !!
ولو أخذنا بهذا المقياس لو جب أن يروي الإمام 18216 حديثاً لأنه لازم النبي رشيداً أكثر من ثلث قرن .
ومن هنا تعلم أن السر الوحيد لقلة الرواية عن الإمام علي هو ما أشار إليه الشيخ أبو زهرة .. وهو عداء الأمويين وموقفهم من الإمام وممن يذكره بخير ، فقد عاقبوا كل من يروي منقبة من مناقبه أو ينقل حديثاً عنه ، وتتبعوا تلاميذه وخاصته في كل مكان ، كميثم التمار وعمرو بن الحمق الخزاعي ورشيد الهجري وحجر بن عدي وكميل بن زياد النخعي وغيرهم الكثير .. فقتلوهم الواحد بعد الآخر ونكلوا بهم شر تنكيل ، كي لا يتسرب عن طريقهم أثر من آثار علي .
أجل .. لقد بذل الأمويون أقصى الجهود واستعملوا التقتيل والتنكيل وسلكوا جميع السبل ليقضوا على كل أثر يتصل بعلي من قريب أو بعيد حتى السب واللعن !!
إن الأمويين يعلمون حق العلم أن علياً أخو رسول الله ووصيه ووارث علمه وأمينه على شرعه ، وحجته البالغة على الناس أجمعين ، ويعلم الأمويون أيضاً أنهم ملعونون في كتاب الله وعلى لسان نبيه ، فالإمساك عن علي وآثاره معناه القضاء على حكمهم ، لأن آثار علي هي آثار محمد الذي نص على أن الخلافة محرمة على الأمويين لذا لعنوا الإمام على المنابر ، وقتلوا خاصته ، كي لايرووا شيئاً عنه ، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ، فلقد أودع الإمام علوم الرسول ذريته وأولاده ، كما قال الشيخ أبو زهرة ، ووصلت إلينا عن طريق آله وذريته .
( ولد علي قبل البعثة بنحو عشر سنين ، وتربى في حجر النبي وعاش تحت كنفه قبل البعثة ، وظل معه إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى ، ولم يفارقه أبداً لا في سفر ولا في حضر ، - وهو ابن عمه ، وزوج ابنته فاطمة الزهراء - وشهد المشاهد كلها سوى تبوك ، فقد استخلفه النبي فيها على المدينة ، فقال : يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان ؟ فقال الرسول : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " رواه الشيخان " [ أي : البخاري ومسلم ] .
ولما قال معاوية لسعد بن أبي وقاص : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ قال له : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله لأن تكون واحدة لي منهن أحب إلي من حمر النعم فلن أسبه .. ثم ذكر له هذه الثلاث وهي : حديث أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، ولأعطين الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله ، وحديث المباهلة .
وقال له النبي : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وهو حديث متواتر مشهور .
وقال ابن تيمية : علي أفضل أهل البيت ، وأفضل بني هاشم بعد النبي ، وقد ثبت عن النبي أنه أدار كساه على علي وفاطمة والحسن والحسين ، وقال : اللهم هؤلاء أهلي ، فأذهب الرجس عنهم وطهرهم تطهيراً .
ص250 ج1 من فتاوى ابن تيمية .
ومغازيه التي شهدها مع رسول الله وقاتل فيها كانت تسعة : بدر وأحد والخندق وخيبر وفتح مكة ويوم حنين وغيرها ، وثبت في الصحيح أن النبي قال : لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه فأعطاها لعلي .
ص310 ج1 من فتاوى ابن تيمية .
هذا هو علي ( رضي الله عنه ) الذي لو كان قد حفظ كل يوم عن النبي – وهو الفطن اللبيب الذكي ربيب النبي – حديثاً واحداً - وقد قضى معه رشيداً أكثر من ثلث قرن – لبلغ ما كان يجب أن يرويه حوالي 12 ألف حديث على الأقل ، هذا إذا روى حديثاً واحداً في كل يوم ، فما بالك لو كان قد روى كل ما سمعه ولقد كان له حق في روايتها ولا يستطيع أحد أن يماري فيها ، ولكن لم يصح عنه – كما جاء في كتاب الفصل – إلا نحو خمسين حديثاً لم يحمل البخاري ومسلم إلا نحو عشرين حديثاً ) انتهى .
وقال الشيخ محمد أبو زهرة - وهو من كبار شيوخ الأزهر والمؤلفين المعروفين –في كتابه " الإمام الصادق " ص162 ط أحمد علي مخيبر :
( يجب علينا أن نقرر هنا أن فقه علي وفتاويه وأقضيته لم ترو في كتب السنة .. وكان أكثر الصحابة اتصالاً برسول الله (ص) فقد رافق الرسول وهو صبي قبل أن يبعث ، واستمر معه إلى أن قبض الله تعالى رسوله إليه ، ولذا كان يجب أن يذكر له في كتب السنة أضعاف ما هو مذكور فيها .
وإذا كان لنا أن نتعرف السبب الذي من أجله اختفى عن جمهور المسلمين بعض مرويات علي وفقهه فإنا نقول : إنه لا بد أن يكون للحكم الأموي أثر في اختفاء كثير من آثار علي في القضاء والإفتاء ، لأنه ليس من المعقول أن يلعنوا علياً فوق المنابر وأن يتركوا العلماء يتحدثون بعلمه ، وينقلون فتاويه وأقواله للناس ، وخصوصا ما كان يتصل منها بأساس الحكم الإسلامي .
ولكن هل كان اختفاء أكثر آثار علي (رض) وعدم شهرتها بين جماهير المسلمين سبيلاً لاندثارها وذهابها في لجة التأريخ إلى حيث لا يعلم بها أحد ؟!
إن علياً (رض) قد استشهد وقد ترك وراءه من ذريته أبراراً أطهاراً كانوا أئمة في علوم الإسلام وكانوا ممن يقتدى بهم .. ترك ولديه من فاطمة الحسن والحسين ، وترك رواد الفكر محمد بن الحنفية [كذا] فأودعهم عنه ذلك العلم ، وقد قال ابن عباس : إنه ما انتفع بكلام بعد كلام رسول الله (ص) كما انتفع بكلام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) ، وقام أولئك الأبناء بالمحافظة على تراث أبيهم الفكري ، وهو إمام الهدى ، فحفظوه من الضياع ، وقد انتقل معهم إلى المدينة لما انتقلوا إليها بعد استشهاده (رض) برسول الله (ص) [كذا] .. وبذلك ننتهي إلى أن البيت العلوي فيه علم الرواية كاملة عن علي ( رض) رووا عنه ما رواه عن الرسول كاملاً ، أو قريباً من الكمال ، واستكنوا بهذا العلم المشرق في كن من البيت الكريم ) انتهى .
ويقول مرتضى الهجري :
إذا عطفت هذا القول للشيخ أبي زهرة على قول الشيخ أبي رية السابق فإنك واصل حتماً إلى اليقين بأن علم محمد عند علي ، وعلم علي عند أبنائه وهم الذين نشروه وأذاعوه في الناس .
علي بن أبي طالب الذي لا زم النبي منذ طفولته إلى آخر يوم من أيام الرسول لا يروي عنه إلا خمسين حديثاً !!
علي الذي تربى في حجر الرسول وكان منه بالمنزلة الخصيصة يتبعه إتباع الفصيل إثر أمه ويرفع له كل يوم نميراً من علمه وأخلاقه لا يروي عن النبي إلا خمسين حديثاً !!
وأبو هريرة الذي لم يصحب النبي إلا نحو ثلاث سنوات لا يراه فيها إلا قليلاً والحين بعد الحين يروي عنه 5374 حديثاً !!
ولو أخذنا بهذا المقياس لو جب أن يروي الإمام 18216 حديثاً لأنه لازم النبي رشيداً أكثر من ثلث قرن .
ومن هنا تعلم أن السر الوحيد لقلة الرواية عن الإمام علي هو ما أشار إليه الشيخ أبو زهرة .. وهو عداء الأمويين وموقفهم من الإمام وممن يذكره بخير ، فقد عاقبوا كل من يروي منقبة من مناقبه أو ينقل حديثاً عنه ، وتتبعوا تلاميذه وخاصته في كل مكان ، كميثم التمار وعمرو بن الحمق الخزاعي ورشيد الهجري وحجر بن عدي وكميل بن زياد النخعي وغيرهم الكثير .. فقتلوهم الواحد بعد الآخر ونكلوا بهم شر تنكيل ، كي لا يتسرب عن طريقهم أثر من آثار علي .
أجل .. لقد بذل الأمويون أقصى الجهود واستعملوا التقتيل والتنكيل وسلكوا جميع السبل ليقضوا على كل أثر يتصل بعلي من قريب أو بعيد حتى السب واللعن !!
إن الأمويين يعلمون حق العلم أن علياً أخو رسول الله ووصيه ووارث علمه وأمينه على شرعه ، وحجته البالغة على الناس أجمعين ، ويعلم الأمويون أيضاً أنهم ملعونون في كتاب الله وعلى لسان نبيه ، فالإمساك عن علي وآثاره معناه القضاء على حكمهم ، لأن آثار علي هي آثار محمد الذي نص على أن الخلافة محرمة على الأمويين لذا لعنوا الإمام على المنابر ، وقتلوا خاصته ، كي لايرووا شيئاً عنه ، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ، فلقد أودع الإمام علوم الرسول ذريته وأولاده ، كما قال الشيخ أبو زهرة ، ووصلت إلينا عن طريق آله وذريته .