بسمه تعالى
( اليتم في حياة الإلهيين )
الجزء الاول
عندما تحدثت سابقاً عن حالة اليتم التي يعيشها الشباب والشابات وبالخصوص الرساليين منهم , وهي الحالة التي يعيش فيها الإنسان بعض حالات الوحدة الفكرية والشعورية ,, تلك الحالة والنفسية لم أطرحها عبثاً وإنما إنطلقت من واقع شعوري غير ملتفت له , وقد يعتبرها الآخرون انها حالات استثنائية في شخصية الإنسان ,, ولكن أجببت في هذه الكلمات أن أثبت مصدرها وبعض أمثلتها , ولكن ليس من طريق ضعيف وسطحي بل جعلت مثالها إنطلاقاً من شخصيات صنعت التاريخ والإنسان .
رجال ونساء عاشوا حالة الوحدة الفكرية والشعورية في زمانهم حتى كأنهم قد وُجدوا في التاريخ لوحدهم , هم يمثلون أعلى مراتب الحالة الإنسانية الكاملة والروح الصاعدة التي نعتبر أن الوجود خُلق من أجلهم ,,, هم خير من نتعلم منهم كيف يكون الرسالي في شعوره وحركته ,, هم من نعيش في وجداننا أمل الهدفية لوجودنا بوجودهم ..
أنطلق في الكلام لذكر أمثلة مختصرة من حياتهم مع إلتفاته بسيطة ممن يقرأ هذه الكلمات , إنني لا أمثل عندما أذكرهم في كلامي أي رقم وقد أُعتبر منفياً بوجودهم ,,
أول من أتعلم منه واطرح لمحة من حياته هو سيد الخلائق نبينا محمد صلى الله عليه وآله , وهو المصداق الكامل للإنسانية فعندما ذهب للطائف ليدعوهم للإسلام وليقفوا بجنبه ضد كفار قريش واجهه أهل الطائف بأشد مما واجهه به مشركي مكة إلى أن دعا بهذا الدعاء : " اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي ... " فهو ينطلق ليصنع شعوراً فكرياً يتعلم منه حاملي الرسالة في المجتمع بأن ملجأهم في الأول والأخير هو رب الرسالة التي يعملوا من اجل تحقيقها فلو عاشوا لوحدهم برسالتهم ولم يتفاعل معهم الناس فلا يجدون ملجأً يلجؤون له غير الله عز وجل , ولكن إحساسهم بالوحدة ورحمتهم بالناس لا تنتهي من مشاعرهم لكي يعيشون هذا الهم الرسالي ,, طبعاً هناك مواقف عظيمة لرسول الله صلى الله عليه وآله ولا نستطيع إحصائها وقد يكون لدى الأخوة والأخوات مواقف عظيمة يستطيعون طرحها بالإضافة لهذا المثال البسيط العظيم .
أمير المؤمنين عليه السلام الذي هو نفس رسول الله صلى الله عليه و آله وهو رمز الإنسان الكامل له مقولة مشهورة : " لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه " , وايضاً يقول " لا تزيدني كثرة الناس حولي إلا وحشة ولا تفرقهم عني إلا أنساً بربي " طبعاًلا نعتبر أمير المؤمنين ( ع ) وكلامه هذا إنه ابتعاد سلبي وإنما لأن الإمام عليه السلام يحس أنه يعيش الناس الذي لا يستوعبون فكره , فإننا نراه في المقابل يشتاق إلى من يعي مواقفه ومفاهيمه القرآنية الرسالية كعمار بن ياسر وابن التيهان ويبكي على فراقهم ( كما هو موجود في إحدى خطبه في النهج ) , فهؤلاء وأشباههم كسلمان وحذيفة وأبو ذر وإويس القرني عاشوا عمق الرسالة مع الإمام عليه السلام ولكنهم قليل .. فالإمام يُعبر عنه كثير من الكتاب ودارسيه التاريخ بأنه عاش في زمن غير زمنه ..
فلذلك فهو ينظر إلى الأنس مع الله عز وجل كحالة تربوية للرسالي المتحرك من اجل الرسالة والدعوة لتنمو حركته الواعية والرسالية الإيمانية ويحصل له الشعور الإنساني الذي لابد لمن في موقعه ومستوى تفكيره أن يشعر به وكلٌ حسب درجته , ولا مقارنه بين الناس وبين أهل البيت عليهم السلام .
وهكذا لو درسنا حياة الإمام الحسن عليه السلام وكيف عاش وحيداً في إمامته حتى ظُلم من اقرب المقربين له الذين لم يستوعبوا جانب من جوانب حركته في صلحه مع معاوية واتهموه بأنه مذل للمؤمنين مع قناعة الإمام وهو المعصوم بإخلاصهم ولكنهم لا يعيشون كمال الوعي الرسالي ,,,,,,,,,,
طبعا هذه نبضات من حياة أهل البيت عليهم السلام نطرحها كأمثلة لنستوعب حالة الفكرية والشعورية وكما أطلقت عليه ( اليتم ) بمعناه النسبي الذي قد يختلف معي كثيرون في إطلاقه ولكن هدفي وعي الحالة وإستيعابها ومدى مسؤولية حلها من خلال جانب الدراسة الشعورية والنفسية للرساليين الإلهيين العظماء وهم أهل البيت عليهم السلام ومن قبلهم الأنبياء .
أرجو أن أوفق مستقبلا في طرح عدة حالات أخرى وإكمالاً لذلك من حياة أهل البيت عليهم السلام ومن بعدهم إلى القادة التاريخيين .
أرجو من إخواني وأخواتي المؤمنات أن يمدوني بأي معلومة أو تفاعل منهم بأي رد ومشاركة تكون فاعلة نستطيع من خلالها الانطلاقة في وعينا ووعي مجتمعنا .
الاثنين ليلة الثلاثاء 14/3/2005
4/ صفر / 1426هـ
( اليتم في حياة الإلهيين )
الجزء الاول
عندما تحدثت سابقاً عن حالة اليتم التي يعيشها الشباب والشابات وبالخصوص الرساليين منهم , وهي الحالة التي يعيش فيها الإنسان بعض حالات الوحدة الفكرية والشعورية ,, تلك الحالة والنفسية لم أطرحها عبثاً وإنما إنطلقت من واقع شعوري غير ملتفت له , وقد يعتبرها الآخرون انها حالات استثنائية في شخصية الإنسان ,, ولكن أجببت في هذه الكلمات أن أثبت مصدرها وبعض أمثلتها , ولكن ليس من طريق ضعيف وسطحي بل جعلت مثالها إنطلاقاً من شخصيات صنعت التاريخ والإنسان .
رجال ونساء عاشوا حالة الوحدة الفكرية والشعورية في زمانهم حتى كأنهم قد وُجدوا في التاريخ لوحدهم , هم يمثلون أعلى مراتب الحالة الإنسانية الكاملة والروح الصاعدة التي نعتبر أن الوجود خُلق من أجلهم ,,, هم خير من نتعلم منهم كيف يكون الرسالي في شعوره وحركته ,, هم من نعيش في وجداننا أمل الهدفية لوجودنا بوجودهم ..
أنطلق في الكلام لذكر أمثلة مختصرة من حياتهم مع إلتفاته بسيطة ممن يقرأ هذه الكلمات , إنني لا أمثل عندما أذكرهم في كلامي أي رقم وقد أُعتبر منفياً بوجودهم ,,
أول من أتعلم منه واطرح لمحة من حياته هو سيد الخلائق نبينا محمد صلى الله عليه وآله , وهو المصداق الكامل للإنسانية فعندما ذهب للطائف ليدعوهم للإسلام وليقفوا بجنبه ضد كفار قريش واجهه أهل الطائف بأشد مما واجهه به مشركي مكة إلى أن دعا بهذا الدعاء : " اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي ... " فهو ينطلق ليصنع شعوراً فكرياً يتعلم منه حاملي الرسالة في المجتمع بأن ملجأهم في الأول والأخير هو رب الرسالة التي يعملوا من اجل تحقيقها فلو عاشوا لوحدهم برسالتهم ولم يتفاعل معهم الناس فلا يجدون ملجأً يلجؤون له غير الله عز وجل , ولكن إحساسهم بالوحدة ورحمتهم بالناس لا تنتهي من مشاعرهم لكي يعيشون هذا الهم الرسالي ,, طبعاً هناك مواقف عظيمة لرسول الله صلى الله عليه وآله ولا نستطيع إحصائها وقد يكون لدى الأخوة والأخوات مواقف عظيمة يستطيعون طرحها بالإضافة لهذا المثال البسيط العظيم .
أمير المؤمنين عليه السلام الذي هو نفس رسول الله صلى الله عليه و آله وهو رمز الإنسان الكامل له مقولة مشهورة : " لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه " , وايضاً يقول " لا تزيدني كثرة الناس حولي إلا وحشة ولا تفرقهم عني إلا أنساً بربي " طبعاًلا نعتبر أمير المؤمنين ( ع ) وكلامه هذا إنه ابتعاد سلبي وإنما لأن الإمام عليه السلام يحس أنه يعيش الناس الذي لا يستوعبون فكره , فإننا نراه في المقابل يشتاق إلى من يعي مواقفه ومفاهيمه القرآنية الرسالية كعمار بن ياسر وابن التيهان ويبكي على فراقهم ( كما هو موجود في إحدى خطبه في النهج ) , فهؤلاء وأشباههم كسلمان وحذيفة وأبو ذر وإويس القرني عاشوا عمق الرسالة مع الإمام عليه السلام ولكنهم قليل .. فالإمام يُعبر عنه كثير من الكتاب ودارسيه التاريخ بأنه عاش في زمن غير زمنه ..
فلذلك فهو ينظر إلى الأنس مع الله عز وجل كحالة تربوية للرسالي المتحرك من اجل الرسالة والدعوة لتنمو حركته الواعية والرسالية الإيمانية ويحصل له الشعور الإنساني الذي لابد لمن في موقعه ومستوى تفكيره أن يشعر به وكلٌ حسب درجته , ولا مقارنه بين الناس وبين أهل البيت عليهم السلام .
وهكذا لو درسنا حياة الإمام الحسن عليه السلام وكيف عاش وحيداً في إمامته حتى ظُلم من اقرب المقربين له الذين لم يستوعبوا جانب من جوانب حركته في صلحه مع معاوية واتهموه بأنه مذل للمؤمنين مع قناعة الإمام وهو المعصوم بإخلاصهم ولكنهم لا يعيشون كمال الوعي الرسالي ,,,,,,,,,,
طبعا هذه نبضات من حياة أهل البيت عليهم السلام نطرحها كأمثلة لنستوعب حالة الفكرية والشعورية وكما أطلقت عليه ( اليتم ) بمعناه النسبي الذي قد يختلف معي كثيرون في إطلاقه ولكن هدفي وعي الحالة وإستيعابها ومدى مسؤولية حلها من خلال جانب الدراسة الشعورية والنفسية للرساليين الإلهيين العظماء وهم أهل البيت عليهم السلام ومن قبلهم الأنبياء .
أرجو أن أوفق مستقبلا في طرح عدة حالات أخرى وإكمالاً لذلك من حياة أهل البيت عليهم السلام ومن بعدهم إلى القادة التاريخيين .
أرجو من إخواني وأخواتي المؤمنات أن يمدوني بأي معلومة أو تفاعل منهم بأي رد ومشاركة تكون فاعلة نستطيع من خلالها الانطلاقة في وعينا ووعي مجتمعنا .
الاثنين ليلة الثلاثاء 14/3/2005
4/ صفر / 1426هـ