مكاشفة د.عايد المناع
من المسؤول عن عدم تنظيف الكويت من القنابل؟
اختفاء وافد مصري والبحث عنه في المقر السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية، هذا الاختفاء هو الذي كشف عن سر ظل خافياً أربعة عشر عاماً، وهذا السر هو وجود 29 قنبلة عدا تلك التي انفجرت بالوافد المصري وقتلته (الوطن ـ 12 مارس). والسؤال هو ماذا لو لم يختف الوافد المصري ويتجه اعتقاد أقاربه إلى امكانية وجوده في المكتب السابق لمنظمة التحرير؟ هل ستبقى قنابل المنظمة ـ إن صحت نسبتها إليها ـ أربعة عشر عاماً آخر هل هذا معقول؟ وماذا لو ان اطفالا دخلوا المبنى المهجور وعبثوا بما وجدوه من بقايا، أليس متوقعا ان يحدث ذلك؟ فما حجم الكارثة التي كان يمكن ان تحدث لا سمح الله؟ واذا كان واجب الاخوة والضيافة والانسانية يحتم على مسؤولي وموظفي المكتب المذكور ان يبطلوا مفعول تلك القنابل أو ان يبلغوا الجهات الأمنية الكويتية عنها لتقوم بما كان يفترض ان يقوم به واضعو تلك القنابل في ذلك المكان لكن مادام ذلك لم يحدث فلماذا لم تقم الجهات الأمنية الكويتية بعملية الكشف على موقع المنظمة أليس الموقع مهجورا اما إنه بالرغم من ذلك مازال يتمتع بالصفة الدبلوماسية وحتى لو افترضنا جدلا ذلك ألم يكن بالامكان ارسال خبراء أو مختصين للتأكد من خلو المبنى المهجور من أي آثار تدميرية؟ وهل يعقل ان الجهات الأمنية لم تكن تعلم أو تتوقع ان مكتب منظمة التحرير يمكن ان يحتوي على قنابل واسلحة ومدافع ورشاشات؟ أليس هذا توقعا أو افتراضا غير واقعي أليس لبعض الهيئات الدبلوماسية نشاطات أمنية ومنها بالتأكيد منظمة التحرير والسفارات العراقية سابقا وسفارات أخرى سابقا وحاليا فلماذا لم تقم الجهات الأمنية الكويتية بتفتيش المباني التي أصبحت بعد التحرير مهجورة والتي فقدت واقعياً صفتها الدبلوماسية وإذا كان البحث عن متفجرات وقنابل واسلحة من اختصاص وزارة الداخلية فان هذا لا ينفي أهمية البحث عن وثائق ومستندات يمكن الاستفادة منها اكاديميا وسياسيا؟
ألم يعثر أحد الزملاء الصحافيين بعد التحرير بأشهر على ملفات وكميات هائلة من الأوراق المتناثرة في باحة السفارة العراقية السابقة ألم تتضمن تلك الوثائق معلومات وفضائح متنوعة تم نشر بعضها وكان الاولى ان تقع بأيدي الجهات الرسمية لتتحرز عليها وتحتفظ بها وتستفيد منها في الوقت المناسب.
أعيد وأكرر السؤال لماذا لم تقم الجهات الأمنية بتفتيش مكتب منظمة التحرير وأي مكاتب ومواقع أخرى كانت لها أو لغيرها من القوى المتعاطفة مع نظام صدام حسين ولماذا ترك مكتب المنظمة مهجورا منذ فبراير 1991 هل كانت عوائق دبلوماسية وقانونية؟ اذا كانت هناك عوائق فلماذا لم تخصص حراسة أمنية للمباني المهجورة التي كانت لها صفة دبلوماسية ألم تكن من صلاحية وزارة الخارجية تمتد الى طلب ضم تلك المباني اليها أو نزع الصفة الدبلوماسية عنها؟
الآن من هو المسؤول عن دم الوافد المصري؟
أعتقد ان المسؤولية القانونية تتحملها الاجهزة والاشخاص الذين كان يفترض فيهم ان يطهروا الكويت بحرا وبرا ومناطق سكنية من كل آثار العدوان ومن تلك الآثار اسلحة وبقايا سفارات ما كان يسمى بدول ومنظمات الضد وفي سبيل أمن وحياة أفراد المجتمع فليس هناك ما يبرر عدم القيام بعملية تنظيف وتطهير شاملة وبالذات للاماكن المشبوهة أو المشكوك في امكانية ارتكابها لافعال مخلة بالأمن وذا ما ثبت ان هذه القنابل تعود لمنظمة التحرير ولا ندري كيف سيتم اثبات ذلك فما الاجراء القانوني الذي يجب ان تتخذه الحكومة الكويتية لمقاضاة المسؤولين عن مكتب المنظمة في ذلك الوقت وضرورة الزامهم بما ترتب على احتفاظهم بقنابل قاتلة وعدم ابلاغ الجهات الكويتية المختصة بوجودها.
لكن ألا يمكن ان هذه القنابل وضعت بعد رحيل منظمة التحرير او ان ارهابيين تخلصوا منها، أليس هذا أمرا محتملا؟
========
© 2001-2005 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة
من المسؤول عن عدم تنظيف الكويت من القنابل؟
اختفاء وافد مصري والبحث عنه في المقر السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية، هذا الاختفاء هو الذي كشف عن سر ظل خافياً أربعة عشر عاماً، وهذا السر هو وجود 29 قنبلة عدا تلك التي انفجرت بالوافد المصري وقتلته (الوطن ـ 12 مارس). والسؤال هو ماذا لو لم يختف الوافد المصري ويتجه اعتقاد أقاربه إلى امكانية وجوده في المكتب السابق لمنظمة التحرير؟ هل ستبقى قنابل المنظمة ـ إن صحت نسبتها إليها ـ أربعة عشر عاماً آخر هل هذا معقول؟ وماذا لو ان اطفالا دخلوا المبنى المهجور وعبثوا بما وجدوه من بقايا، أليس متوقعا ان يحدث ذلك؟ فما حجم الكارثة التي كان يمكن ان تحدث لا سمح الله؟ واذا كان واجب الاخوة والضيافة والانسانية يحتم على مسؤولي وموظفي المكتب المذكور ان يبطلوا مفعول تلك القنابل أو ان يبلغوا الجهات الأمنية الكويتية عنها لتقوم بما كان يفترض ان يقوم به واضعو تلك القنابل في ذلك المكان لكن مادام ذلك لم يحدث فلماذا لم تقم الجهات الأمنية الكويتية بعملية الكشف على موقع المنظمة أليس الموقع مهجورا اما إنه بالرغم من ذلك مازال يتمتع بالصفة الدبلوماسية وحتى لو افترضنا جدلا ذلك ألم يكن بالامكان ارسال خبراء أو مختصين للتأكد من خلو المبنى المهجور من أي آثار تدميرية؟ وهل يعقل ان الجهات الأمنية لم تكن تعلم أو تتوقع ان مكتب منظمة التحرير يمكن ان يحتوي على قنابل واسلحة ومدافع ورشاشات؟ أليس هذا توقعا أو افتراضا غير واقعي أليس لبعض الهيئات الدبلوماسية نشاطات أمنية ومنها بالتأكيد منظمة التحرير والسفارات العراقية سابقا وسفارات أخرى سابقا وحاليا فلماذا لم تقم الجهات الأمنية الكويتية بتفتيش المباني التي أصبحت بعد التحرير مهجورة والتي فقدت واقعياً صفتها الدبلوماسية وإذا كان البحث عن متفجرات وقنابل واسلحة من اختصاص وزارة الداخلية فان هذا لا ينفي أهمية البحث عن وثائق ومستندات يمكن الاستفادة منها اكاديميا وسياسيا؟
ألم يعثر أحد الزملاء الصحافيين بعد التحرير بأشهر على ملفات وكميات هائلة من الأوراق المتناثرة في باحة السفارة العراقية السابقة ألم تتضمن تلك الوثائق معلومات وفضائح متنوعة تم نشر بعضها وكان الاولى ان تقع بأيدي الجهات الرسمية لتتحرز عليها وتحتفظ بها وتستفيد منها في الوقت المناسب.
أعيد وأكرر السؤال لماذا لم تقم الجهات الأمنية بتفتيش مكتب منظمة التحرير وأي مكاتب ومواقع أخرى كانت لها أو لغيرها من القوى المتعاطفة مع نظام صدام حسين ولماذا ترك مكتب المنظمة مهجورا منذ فبراير 1991 هل كانت عوائق دبلوماسية وقانونية؟ اذا كانت هناك عوائق فلماذا لم تخصص حراسة أمنية للمباني المهجورة التي كانت لها صفة دبلوماسية ألم تكن من صلاحية وزارة الخارجية تمتد الى طلب ضم تلك المباني اليها أو نزع الصفة الدبلوماسية عنها؟
الآن من هو المسؤول عن دم الوافد المصري؟
أعتقد ان المسؤولية القانونية تتحملها الاجهزة والاشخاص الذين كان يفترض فيهم ان يطهروا الكويت بحرا وبرا ومناطق سكنية من كل آثار العدوان ومن تلك الآثار اسلحة وبقايا سفارات ما كان يسمى بدول ومنظمات الضد وفي سبيل أمن وحياة أفراد المجتمع فليس هناك ما يبرر عدم القيام بعملية تنظيف وتطهير شاملة وبالذات للاماكن المشبوهة أو المشكوك في امكانية ارتكابها لافعال مخلة بالأمن وذا ما ثبت ان هذه القنابل تعود لمنظمة التحرير ولا ندري كيف سيتم اثبات ذلك فما الاجراء القانوني الذي يجب ان تتخذه الحكومة الكويتية لمقاضاة المسؤولين عن مكتب المنظمة في ذلك الوقت وضرورة الزامهم بما ترتب على احتفاظهم بقنابل قاتلة وعدم ابلاغ الجهات الكويتية المختصة بوجودها.
لكن ألا يمكن ان هذه القنابل وضعت بعد رحيل منظمة التحرير او ان ارهابيين تخلصوا منها، أليس هذا أمرا محتملا؟
========
© 2001-2005 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة