دريشة الوطن أحمد محمد الفهد
إفتً.. إفتً.. حتى يصدقك الناس
عندما سئل الامام حسن البنا عن عدد الاخوان المنتمين لجماعته قال: «عندنا اخوان عاملين وعندنا عاملين اخوان»!! هذه العبارة ومعناها وجود اخوان يعملون تحت راية الجماعة.. وغيرهم من المتظاهرين بأنهم اخوان!! اصبحت تنطبق تماما على مجتمعنا الصغير فعندنا مشايخ يفتون الناس ومفتون يمارسون دور المشايخ على الناس!
وللاسف الشديد ان هؤلاء هم الاكثرية التي تتصدر الصحف والمجلات صورهم قبل فتاواهم.. بعد ان كانت مسألة الافتاء مسألة يتهرب منها اهل العلم في الماضي ويتورعون عنها.. فاصبحت اليوم «طريدة حلوة» يلاحقها ويركض خلفها كل من يريد الشهرة والنجومية!! وما على من يريد ركوب موجة النجومية الا لبس البشت واطالة اللحية او تقصيرها وحتى حلقها، وتكوين العلاقات مع بعض الصحافيين والاعلاميين ثم الافتاء لمن يعرف ومن لا يعرف وبما لا يعرف.. وتطبيق ما يقال «افتً افتً حتى يصدقك الناس»!
ومن المؤسف ان وسائل الاعلام من صحافة وتلفاز واذاعة قد ساهمت عن قصد او بلا قصد في اشهار هؤلاء الـ«عاملين مشايخ»، بتسليط الأضواء عليهم وبتركيز الكاميرات على كشختهم وبتركهم المشايخ الحقيقيين.. الذين عرفهم الناس بزهدهم وعزوفهم عن المناصب، وببعدهم عن التنافس المحموم على الدنيا ونجوميتها.
ومن المحزن ان «العاملين مشايخ» وبعضهم من خريجي كليات الشريعة وربما يحملون الشهادات العليا او يتقلدون المناصب الدينية.. يفتون لمجرد ارضاء المسؤولين ويفتون ليتقلدوا المناصب الرفيعة بالدولة، ولهذا ترى فتاواهم منصبة فقط على الاجابة على السؤال دون ان تشمل ملابساته وما يحيط به وما ستؤول اليه الامور بعد فتاواهم، ولا تستطيع ان تتخيلهم الا وقد لبسوا نظارات سباق الخيل، التي تجعلهم فقط ينظرون الى الامام!
ولعل قضية مخالفة المنقبات اللاتي يقدن السيارات والفتاوى المبيحة لفسخ النقاب «ولا حرج» ونشرتها بعض الصحف.. تكشف لنا عن اندفاع ولقافة بعضهم للافتاء حتى لو لم تسألهم الصحف!! خصوصا وان بعض تلك الفتاوى لم ينظر فيها الى القضية بشكل عام او لوجود بدائل عن كشف المرأة وجهها عند نقطة التفتيش، كوضع سيدات للتفتيش او بطلب اكثر من اثبات، او الاكتفاء بقرائن تدل على ان قائدة المركبة هي سيدة بلاشك!
وعلى كل حال لم يكن هذا الامر بمستغرب او غير متوقع البتة، فلقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوع هذا الامر في امته حيث قال في الحديث الذي رواه مسلم: «ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن قبض العلم قبض العلماء فاذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».
alfahad@kuniv.edu
========
© 2001-2005 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة
إفتً.. إفتً.. حتى يصدقك الناس
عندما سئل الامام حسن البنا عن عدد الاخوان المنتمين لجماعته قال: «عندنا اخوان عاملين وعندنا عاملين اخوان»!! هذه العبارة ومعناها وجود اخوان يعملون تحت راية الجماعة.. وغيرهم من المتظاهرين بأنهم اخوان!! اصبحت تنطبق تماما على مجتمعنا الصغير فعندنا مشايخ يفتون الناس ومفتون يمارسون دور المشايخ على الناس!
وللاسف الشديد ان هؤلاء هم الاكثرية التي تتصدر الصحف والمجلات صورهم قبل فتاواهم.. بعد ان كانت مسألة الافتاء مسألة يتهرب منها اهل العلم في الماضي ويتورعون عنها.. فاصبحت اليوم «طريدة حلوة» يلاحقها ويركض خلفها كل من يريد الشهرة والنجومية!! وما على من يريد ركوب موجة النجومية الا لبس البشت واطالة اللحية او تقصيرها وحتى حلقها، وتكوين العلاقات مع بعض الصحافيين والاعلاميين ثم الافتاء لمن يعرف ومن لا يعرف وبما لا يعرف.. وتطبيق ما يقال «افتً افتً حتى يصدقك الناس»!
ومن المؤسف ان وسائل الاعلام من صحافة وتلفاز واذاعة قد ساهمت عن قصد او بلا قصد في اشهار هؤلاء الـ«عاملين مشايخ»، بتسليط الأضواء عليهم وبتركيز الكاميرات على كشختهم وبتركهم المشايخ الحقيقيين.. الذين عرفهم الناس بزهدهم وعزوفهم عن المناصب، وببعدهم عن التنافس المحموم على الدنيا ونجوميتها.
ومن المحزن ان «العاملين مشايخ» وبعضهم من خريجي كليات الشريعة وربما يحملون الشهادات العليا او يتقلدون المناصب الدينية.. يفتون لمجرد ارضاء المسؤولين ويفتون ليتقلدوا المناصب الرفيعة بالدولة، ولهذا ترى فتاواهم منصبة فقط على الاجابة على السؤال دون ان تشمل ملابساته وما يحيط به وما ستؤول اليه الامور بعد فتاواهم، ولا تستطيع ان تتخيلهم الا وقد لبسوا نظارات سباق الخيل، التي تجعلهم فقط ينظرون الى الامام!
ولعل قضية مخالفة المنقبات اللاتي يقدن السيارات والفتاوى المبيحة لفسخ النقاب «ولا حرج» ونشرتها بعض الصحف.. تكشف لنا عن اندفاع ولقافة بعضهم للافتاء حتى لو لم تسألهم الصحف!! خصوصا وان بعض تلك الفتاوى لم ينظر فيها الى القضية بشكل عام او لوجود بدائل عن كشف المرأة وجهها عند نقطة التفتيش، كوضع سيدات للتفتيش او بطلب اكثر من اثبات، او الاكتفاء بقرائن تدل على ان قائدة المركبة هي سيدة بلاشك!
وعلى كل حال لم يكن هذا الامر بمستغرب او غير متوقع البتة، فلقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوع هذا الامر في امته حيث قال في الحديث الذي رواه مسلم: «ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن قبض العلم قبض العلماء فاذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».
alfahad@kuniv.edu
========
© 2001-2005 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة