تويت
منوهاً بخطاب بهية الحريري ومعتبراً أن توظيف دم الشهيد في مشروع يتناقض وأهدافه معيب
نصرالله: بعض المعارضة يريد الانقلاب على الطائف وثمة من يعملون للتقسيم
اشاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بخطاب النائبة بهية الحريري في تظاهرة الاثنين الفائت وتبنى الكثير مما ورد فيه وقال: انا أقف في خندق واحد مع من يقف ضد القرار 1559 من المعارضة، كما انني أقف على مسافة بعيدة مع من يتحدث عن اتفاق 17 أيار ويعتبره إنجازاً دبلوماسياً نادراً. وقال إن بعض المعارضة يريد الانقلاب على اتفاق الطائف وهذا الأمر كان خطاً أحمر لدى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وان توظيف دمه في مشروع سياسي ما أمر معيب ولا يجوز توظيف دمه في إطار مشروع سياسي يتناقض واهداف الرئيس الحريري.
كلام نصر الله جاء خلال حوار مع <<المنار>> قال فيه إن البرلمان الأوروبي والدول الأوروبية مقتنعة بأن سلاح المقاومة هو لحماية لبنان بينما بعض الاخوة في لبنان لا يقتنعون بذلك. والاسرائيليون والأميركيون يريدون نزع سلاح المقاومة لكي يبقى لبنان من دون حماية ومن دون سند ولكي يسقط أحد عناصر قوة سوريا، مشيراً إلى أنه منذ العام 1982 وحزب الله يقاتل على الأراضي اللبنانية ولم ننفذ عمليات في فلسطين المحتلة او في الجولان المحتل ونحن لسنا حرس حدود، مذكّراً بأنّ اهم موسم سياحي في لبنان حصل في العام الفائت بفضل سلاح المقاومة، مشيراً إلى ان شالوم يقول إنه دار في العالم كله وانه يعمل منذ سنوات من اجل استصدار القرار 1559 لنزع سلاح المقاومة، حتى ان الاميركيين طلبوا من الاسرائيليين السكوت قليلاً لعدم إحراجهم.
وأشار نصر الله إلى ان الانسحاب السوري من لبنان لم يكن مطلباً أميركياً ولا إسرائيلياً وإنما هو مطلب فرنسي. وكشف ان زعيماً عالمياً، رفض الإفصاح عن اسمه، عرض منذ فترة شهر على سوريا نزع سلاح المقاومة مقابل السماح لثلاثة فرق من القوات السورية بالدخول إلى الجنوب وتخطي ما كان يسمى بالخطوط الحمراء وتمدد قواتها إلى الحدود مع فلسطين.
ورأى نصر الله ان المنطقة في آخر مرحلة من مراحل العصر الأميركي، فعندما تجد أميركا ان جيوش الانظمة العربية التابعة لها عاجزة عن حماية مصالحها ويخشى عليها من شعوبها وتضطر إلى الحضور بأساطيلها، فهذا يعني الحرب.
اضاف انه قال لوفد البطريرك الماروني الذي زاره منذ يومين <<إن كل شيء بالنسبة لحزب الله قابل للنقاش في لبنان وعندما نقول إننا نريد ان نعيش مع بعضنا فمن حقنا ان نناقش بعضنا، وهدفنا من موضوع المقاومة هو حماية لبنان من أية أطماع إسرائيلية وحماية الشعب اللبناني ولنناقش هذا الامر من دون أية إملاءات خارجية>>.
وتوقف عند القرار 1559 وقال <<إنه تسوية فرنسية اميركية فالفرنسيون يريدون مسألتين هما منع التمديد للرئيس إميل لحود وإخراج القوات السورية من لبنان، وهذا ينطبق مع الحديث عن إدارة فرنسية مقبلة للبنان، والاميركيون يريدون مسألتين هما نزع سلاح المقاومة والمخيمات الفلسطينية، وقد أكد لي مسؤول فرنسي أن هذين المطلبين هما مطلبان إسرائيليان بامتياز>>. معتبرا ان هنالك أطرافا في لبنان متشبثة بنزع سلاح المقاومة فيما <<انا متمسك بسلاح المقاومة لأنه الصيغة الأفضل لحماية لبنان والتصدي لأي اعتداء اسرائيلي وعندما نقول تعالوا إلى الحوار فإننا مستعدون لمناقشة الثوابت وسلاح حزب الله هو من الثوابت وإذا أقنعنا أحد بشيء أفضل فليكن>>، مذكراً بأن الفترة الزمنية خلال الهدنة، أي منذ العام 1949 وحتى العام 1970، لم تكن فترة استقرار بل مستباحة، وعندما حصل الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982 كانت المقاومة التي اعتبرها الصيغة اللبنانية الفريدة التي اسمها مقاومة وجيش وشعب، وبعد التحرير أي منذ العام 2000 ولغاية الآن فالجنوب محمي وكل القرى على الحدود آمنة وهذا ما لم يكن يحصل سابقاً والسبب هو ان الاسرائيلي لا يجرؤ على نصب كمين أو زرع عبوة أو خطف مزارع وذلك بسبب المقاومة.
وجدد نصر الله القول إن حزب الله لا ينفذ عمليات في فلسطين المحتلة، وان المجاهدين في فلسطين ليسوا بحاجة إلى مساعدة حزب الله للقيام بعمليات ضد الاسرائيليين وعندما اتهم العدو الحزب بتنفيذ آخر عملية استشهادية في فلسطين فنحن أصدرنا بياناً نفينا فيه علاقتنا واعلنا الجهوزية الكاملة للمقاومة في الجنوب وكان الاسرائيلي على يقين بأننا مستعدون له.
وأكد نصر الله ان حزب الله لا يعمل إلا ضمن أجندته الخاصة أي أجندة المقاومة اللبنانية ولم نعمل ضمن أجندة سورية أو أجندة إيرانية أو عربية، وليحضر الأميركيون شاهداً واحداً على قيام المقاومة بعمل ما بأمر سوري ونحن لم نتلق أوامر من احد ولا نتلقاها ونحن أرسلنا أولادنا بأجندتنا، ونحن لسنا أداة في يد أحد ونحن نشكر إيران وسوريا على الدعم الذي قدمتاه لنا، وبالنسبة إلى المقاومة في فلسطين فهناك اناس مقتنعون بان أرضهم محتلة ويقاومون من أجل تحريرها. واللبنانيون الملتفون حول المقاومة لا يزالون يقفون معها وهناك الكثير من المعارضة هم ضد القرار 1559.
ورفض نصر الله ان يكون الجيش اللبناني حرس حدود للعدو مشيراً إلى ان المشكلة لم تكن في الجيش اللبناني بل في القرار السياسي والسلطة السياسية، وشدد على انه طالما لبنان في دائرة التهديد فسنرسل أولادنا واولاد أحفادنا وأحفاد أحفادنا من أجل مقاتلة العدو الإسرائيلي لأن هذا واجبهم الديني والانساني لان يحموا بلدهم وشعبهم من الاستباحة.
لغة مرفوضة ومدانة
وقال نصر الله إن اللغة التي استعملت في المظاهرات بدءاً من تشييع الرئيس الحريري ومروراً بتظاهرة ساحة الشهداء ورياض الصلح والنبطية مرفوضة ومدانة، وإذا كانت هنالك أحزاب تمارسها فهي مخطئة، وهذا تصرف فردي وليس من شيم حزب الله او من شيم الأحزاب الأخرى. وأرفض أي شتيمة تصدر تجاه وليد جنبلاط او آخرين في أي مكان ولا نقبل به ومبدأ التخوين غير مقبول لدينا ويجب على المرء أن لا يخطئ حتى لا يبرر.
وكشف نصر الله ان الرئيس الحريري اتصل به عندما كان جنبلاط يتهيأ للظهور ضمن برنامج سياسي وطلب رؤيته وذهب إليه في منطقة الضاحية الجنوبية بهدف مساعدته من أجل لملمة الوضع في البلد والاجواء المشحونة، واتصلنا من هاتف الحريري بجنبلاط من أجل التهدئة. وبمعنى آخر الحريري هو الذي أدخلني على خط الوساطة وكنا حريصين على خلق حوار بين جنبلاط والإخوة السوريين ولكن هذا المسعى باء بالفشل قبل استشهاد الرئيس الحريري، وأي شيء يخدم لبنان والناس أنا مستعد للقيام به حتى ولو للشهادة.
ورفض نصر الله تصنيف حزب الله من ضمن فريق الموالاة، وقال: كنا مواكبة ومتابعة ولم نكن موالاة ولا معارضة ولم نكن في السلطة ولم نكن وزراء ولم نستفد من أي مغنم من مغانم هذه السلطة، لا حلالها ولا حرامها، بينما غيرنا كان في السلطة وصار وزيراً واستفاد من السلطة.
كما رفض نصر الله مقولة اعتبار حزب الله رافعة للسلطة وقال: كثير من الأزمات التي نعيشها الآن هناك شركاء في المسؤولية وعندما كانت السلطة تعمل <<مليح>> كنا نؤيدها، وحتى في عز خلافنا مع الرئيس الحريري كنا نقف إلى جانبه عندما تقوم الحكومة بإنجازات، ونحن لسنا في السلطة كما اننا لسنا في المعارضة لأنّ هنالك معارضات، مشيداً بخطاب النائبة بهية الحريري في تظاهرة الاثنين الفائت وتبنى الكثير مما ورد فيه. وقال: انا أقف في خندق واحد مع من يقف ضد القرار 1559 من المعارضة كما انني أقف على مسافة بعيدة مع من يتحدث عن اتفاق 17 أيار ويعتبره إنجازاً دبلوماسياً نادراً.
وقال إن بعض المعارضة يريد الانقلاب على اتفاق الطائف وهذا الأمر كان خطاً أحمر لدى الرئيس الشهيد الحريري وان توظيف دمه في مشروع سياسي ما أمر معيب ولا يجوز توظيف دمه في إطار مشروع سياسي يتناقض واهداف الرئيس الحريري.
ورأى ان لقاء البريستول ولقاء عين التينة تشكيل وطني ولقد طرحنا تشكيل وفود ولجان من هذين الفريقين ومن القوة الثالثة للحوار ولكننا لم نتلق أي جواب حتى الآن.
القتلى السوريون
وكشف نصر الله عن مقتل ما بين عشرين وثلاثين مواطنا سورياً منذ اغتيال الرئيس الحريري مبدياً استياءه من هذه الاعمال، وقال: نحن لم نقتل أي عميل إسرائيلي خلال التحرير وبعده، كما اننا لم نقتل عائلة في الجنوب. وكل من حمل سكيناً أو سلاحاً وقتل به مواطنا سورياً هو عميل إسرائيلي لانه يريد تخريب البلد، مشيراً إلى ان من تعرض للضرب حتى الآن هم من صفوف الموالاة وليسوا من المعارضة.
وإذ تحدث نصر الله عن وجود تحريض هائل في الوسط السني ضد الشيعة، قال: عندما تكون إمكانية الحوار غير موجودة تكبر الفوضى والكلام التحريضي، وأشعرَنا الإخوة في المعارضة بانهم هم الشعب اللبناني ونحن لاجئون وعلينا ان نلحق بهم وهذا مرفوض. ولقد سمعت العماد ميشال عون يقول إنني ساعدت على إحضار تظاهرة الاثنين، فهذا يعني أنني عامل شغلة كبيرة في لبنان، فتظاهرة الثلاثاء وتظاهرة الاثنين هما اعظم تظاهرتين في تاريخ لبنان ولكن من أحضر تظاهرة الثلاثاء هو التحريض، فلا يقدر من عمل 17 أيار ان يتحدث عن المقاومة، ولا يقدر من يكون عقله إلغائيا للآخرين ان يتحدث عن الديموقراطية. إذاً، على أي اساس أنضم إليك في المعارضة. كما ان ما تسمونه استبدال الوجود السوري بوصاية أميركية غير مقبول، وكيف أنضم إلى انتفاضة استقلال يتدخل الرئيس الأميركي فيها كل يوم ويقال للمعارضة نحن ساعدناكم في موضوع الانسحاب السوري فالمطلوب منكم الضغط لنزع سلاح المقاومة مما يعني سوق البلد إلى إشكال كبير. وهناك جزء كبير من تظاهرة الاثنين ليس ضد المقاومة فالسنة مجروحون من اغتيال الحريري، ولكن في تاريخهم سلاح المقاومة والقضية الفلسطينية وهم يعتزون بعروبتهم وبالقدس وفلسطين موجودة في ضميرهم وهم يقفون مع المقاومة وضد أي اتفاق 17 أيار جديد.
وأعلن نصر الله ان أي وفد تشكله المعارضة نتحاور معه ولا يحق لأي أحد أن يضع فيتو على أي شخص يشكله أي فريق من عين التينة او البريستول او القوة الثالثة للذهاب إلى الحوار.
محاولات الفتنة
وقال إن البعض حاول تصوير مظاهرة الثلاثاء على انها مظاهرة شيعية مع العلم بأن وسائل الاعلام صورت كل الذين اتوا من زغرتا وصيدا وطرابلس وراشيا مما يعني ان هناك تشكلا كما ان هناك تشكلا في مظاهرة الاثنين، فهناك أكثرية سنية وبعض الدروز وبعض المسيحيين. وبيروت إذا كانت عاصمة لكل لبنان فهي بالتالي لكل اللبنانيين، محذرا من الفتنة بين السنة والشيعة على غرار ما تحاول الإدارة الاميركية ان تفعل في العراق. وقال: هناك في البلد من هم خائفون من أي وفاق وطني والسنة والشيعة هم رافعة البلد ولبنان الفريد لا يسير إلا باتفاق كل طوائفه، نافياً ما أشيع عن استفادة الشيعة فقط من الوجود السوري في لبنان، وقال: نحن قمنا بواجبنا في تحرير الجنوب ولم نطلب مغانم ولم نوظف هذا الانجاز في إطار المغانم وقمنا بمظاهرتنا لكي نحمي البلد من الانزلاق نحو الخراب، وإذا كانت الموالاة أو المعارضة تشكلان منفردتين حكومة فنحن لن نشارك لأننا لا نفتش عن مغانم وسلاحنا موجه ضد إسرائيل فقط وتجربتنا أثبتت ذلك ولم نستعمل نفوذنا للحصول على أية مكاسب ولسنا في وارد هذا الاستخدام، ومثلما استفاد بعض الشيعة من السوريين فهنالك بعض الدروز وبعض المسيحيين وبعض السنة الموجودين في المعارضة استفادوا من هذا الوجود أيضاً، مؤكداً انه حتى ولو خرج الجيش السوري من لبنان فسوريا باقية فيه.
ورداً على التعرض له بالانتقادات في مظاهرات المعارضة قال <<لست فوق النقد وأي شخص يستطيع ان يعترض عليّ وحصل في إحدى المرات ان طلب الموت لي>>، مقدرا ان المودة لا تزال قائمة بينه وبين وليد جنبلاط و لا يجوز ان تقطعها تجاوزات في التظاهرات.
وبالنسبة لموضوع توطين الفلسطيين في لبنان قال نصر الله إن اسرائيل بجميع احزابها تجمع على رفض مبدأ حق العودة، وهذا من المشاكل الاساسية في المفاوضات الأخيرة بين ياسر عرفات وشارون وانتهت بالفشل. ونحن نقول عن الفلسطيني انه يجب ان يعود إلى دياره وان التوطين هو تسليم فلسطين للعدو وهذا مرفوض كلياً وهو مبدأ عقائدي لا يمكن التنازل عنه، مطالباً بإعطاء الفلسطيني الحقوق المدنية في لبنان ومن ثم مناقشته بشأن سلاح المخيمات. ولكن هنالك من يريد ان يفرض على لبنان توطين بعض الفلسطينيين وترحيل بعضهم الآخر، مشيراً إلى ان السلاح الموجود في المخيمات الفلسطينية موجود لدى كل اللبنانيين وليس صحيحاً أن حزب الله فقط في لبنان يحمل السلاح فهناك احزاب وقوى سياسية موجودة ومنحلة لديها مخازن، كما ان السلاح متوافر لدى العائلات والعشائر، وإحضار السلاح إلى لبنان امر هين ولا يحتاج إلا إلى باخرة تنقله من اجل تخريب لبنان. وقد أخبرني الرئيس الحريري أن هناك موفدين جالوا على عدد من الدول العربية والأجنبية بهدف الوصول إلى التقسيم رافضاً الافصاح عن الاسماء التي أبلغه الحريري بها. وتحدث عن أصحاب مشروع الوطن المسيحي الذين لا يزالون موجودين.
وعن زيارته عائلة الرئيس الحريري لتقديم التعزية باستشهاده، قال نصر الله ان العائلة حدثته عن وجوب حصول تحقيق دولي فأبلغها انه لا يستطيع مساعدتها بهذا الامر لأنه ليس لدينا ثقة بالاميركيين ولا بمجلس الامن ولا بالامم المتحدة، وإذا حضرت لجنة تحقيق غير موثوقة وخرجت باستنتاجات خاطئة فتخرب البلد. وتصوروا ان مجلس الامن يضع <<فيتو>> على مجزرة قانا التي ارتكبها العدو (الاسرائيلي) في العام 1996، إذاً هو مجلس عاجز وليس موثوقاً. ونحن حركات شعبية ولسنا ملزمين باحترامه، ولذلك فإنني لا اطالب بتحقيق دولي. وأخبرتني العائلة انها تثق بالمملكة العربية السعودية فالتقيت الرئيس بشار الأسد وطرحت الامر عليه وشجع لأن له مصلحة في كشف قتلة الرئيس الحريري غير ان الاخوة السعوديين لم يجدوا الامر مناسباً وان مشاركتهم غير مناسبة.
وطرح نصر الله تأليف لجنة تحقيق عربية مطالبا بها من اجل طمأنة عائلة الحريري ولدينا قمة عربية في الجزائر فلتتخذ هذه القمة قرارا بتشكيل لجنة تحقيق وتأتِ إلى لبنان وانني أطالب بأن تعمد الدولة اللبنانية إلى المطالبة بذلك وهذا الامر برأيي يريح الناس وعائلة الرئيس الشهيد.
وبالنسبة للمطالبة بإقالة رؤساء الأجهزة الأمنية قال نصر الله انه من حق عائلة الحريري أن تطالب بما تريد وبكل ما يريحها، ورأى ان الاستقالة او الاقالة هي حكم وانا اطالب بمحاكمة مسؤولي الأجهزة الأمنية، وهناك قضاء في لبنان وليحالوا على القضاء المختص ومن يثبت انه متورط او مقصر فحاسبوه، مذكراً بأنه على اثر وقوع احداث 11 أيلول في الولايات المتحدة الاميركية لم يستقل أحد من مسؤولي الاجهزة الامنية.
وكشف نصر الله ان عائلة الحريري طلبت منه معرفة وجهة نظر الحزب في الانفجار وكيفية وقوعه <<ونزل الأخوان في المقاومة وكشفوا>>، رافضاً الافصاح عن نتيجة عملهم.
واكد نصر الله ان الاجهزة الامنية في لبنان تلعب دوراً أساسياً في الحياة السياسية الداخلية ولست مع هذا الواقع فعملها امني فقط ولتترك السياسة. وقال إن المعارضة دائما تستشهد بما حصل في 7 آب 2001 ويا ليته مر علينا مئة 7 آب ولم يمر علينا حادث الضاحية الجنوبية في 27 أيار 2004 عندما اطلق الجيش اللبناني النار على متظاهرين فقتل خمسة وأصيب آخرون إصابات قاتلة بين الرأس والصدر.
وإذ اعتبر ان خطاب النائبة بهية الحريري يؤسس لأرضية ممتازة للحوار دعا إلى ان تكون ذكرى الاربعين لاستشهاد الرئيس الحريري في مدينة صيدا لقاء وطنياً جامعا <<لأننا نريد ان يجمعنا دمه في صيدا وسنطالب بالحقيقة لكشف كل ملابسات عملية الاغتيال>>.
واشار الى ان موقف الرئيس الاميركي جورج بوش امس الاول باعتباره ان على حزب الله ان يثبت انه منظمة غير ارهابية لعدم تعطيل السلام مع اسرائيل، يشكل مغالطة كبيرة جدا لانه تجاهل المشكلة في فلسطين والاعتداءات الاسرائيلية اليومية على الشعب الفلسطيني، كما تجاهل الخروقات الاسرائيلية ضد الاراضي اللبنانية، وتجاهل قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية. واضاف <<نحن حاضرون للبقاء منظمة ارهابية ولسنا جاهزين للتخلي عن ارضنا وشعبنا>>.
وعن قضية الاسرى، قال انها مسألة معقدة وتسير ببطء، لكنه جدد الالتزام بتحريرهم من السجون الاسرائيلية.
واكد ردا على احد اسئلة المشاهدين لبنانية مزارع شبعا المحتلة وقال ان جنبلاط وآخرين في المعارضة يشاركونه هذا الموقف، واشار الى ان بعث سوريا بوثائق للامم المتحدة تؤكد لبنانية المزارع لا يغير شيئا في القضية. وقال ردا على سؤال حول <<الى اين بعد المزارع؟>> ان الحزب سيستمر بالمقاومة لتحرير كل ارض لبنانية تصرح بها الدولة اللبنانية بما فيها القرى السبع اذا طالبت بها الدولة.
نصرالله: بعض المعارضة يريد الانقلاب على الطائف وثمة من يعملون للتقسيم
اشاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بخطاب النائبة بهية الحريري في تظاهرة الاثنين الفائت وتبنى الكثير مما ورد فيه وقال: انا أقف في خندق واحد مع من يقف ضد القرار 1559 من المعارضة، كما انني أقف على مسافة بعيدة مع من يتحدث عن اتفاق 17 أيار ويعتبره إنجازاً دبلوماسياً نادراً. وقال إن بعض المعارضة يريد الانقلاب على اتفاق الطائف وهذا الأمر كان خطاً أحمر لدى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وان توظيف دمه في مشروع سياسي ما أمر معيب ولا يجوز توظيف دمه في إطار مشروع سياسي يتناقض واهداف الرئيس الحريري.
كلام نصر الله جاء خلال حوار مع <<المنار>> قال فيه إن البرلمان الأوروبي والدول الأوروبية مقتنعة بأن سلاح المقاومة هو لحماية لبنان بينما بعض الاخوة في لبنان لا يقتنعون بذلك. والاسرائيليون والأميركيون يريدون نزع سلاح المقاومة لكي يبقى لبنان من دون حماية ومن دون سند ولكي يسقط أحد عناصر قوة سوريا، مشيراً إلى أنه منذ العام 1982 وحزب الله يقاتل على الأراضي اللبنانية ولم ننفذ عمليات في فلسطين المحتلة او في الجولان المحتل ونحن لسنا حرس حدود، مذكّراً بأنّ اهم موسم سياحي في لبنان حصل في العام الفائت بفضل سلاح المقاومة، مشيراً إلى ان شالوم يقول إنه دار في العالم كله وانه يعمل منذ سنوات من اجل استصدار القرار 1559 لنزع سلاح المقاومة، حتى ان الاميركيين طلبوا من الاسرائيليين السكوت قليلاً لعدم إحراجهم.
وأشار نصر الله إلى ان الانسحاب السوري من لبنان لم يكن مطلباً أميركياً ولا إسرائيلياً وإنما هو مطلب فرنسي. وكشف ان زعيماً عالمياً، رفض الإفصاح عن اسمه، عرض منذ فترة شهر على سوريا نزع سلاح المقاومة مقابل السماح لثلاثة فرق من القوات السورية بالدخول إلى الجنوب وتخطي ما كان يسمى بالخطوط الحمراء وتمدد قواتها إلى الحدود مع فلسطين.
ورأى نصر الله ان المنطقة في آخر مرحلة من مراحل العصر الأميركي، فعندما تجد أميركا ان جيوش الانظمة العربية التابعة لها عاجزة عن حماية مصالحها ويخشى عليها من شعوبها وتضطر إلى الحضور بأساطيلها، فهذا يعني الحرب.
اضاف انه قال لوفد البطريرك الماروني الذي زاره منذ يومين <<إن كل شيء بالنسبة لحزب الله قابل للنقاش في لبنان وعندما نقول إننا نريد ان نعيش مع بعضنا فمن حقنا ان نناقش بعضنا، وهدفنا من موضوع المقاومة هو حماية لبنان من أية أطماع إسرائيلية وحماية الشعب اللبناني ولنناقش هذا الامر من دون أية إملاءات خارجية>>.
وتوقف عند القرار 1559 وقال <<إنه تسوية فرنسية اميركية فالفرنسيون يريدون مسألتين هما منع التمديد للرئيس إميل لحود وإخراج القوات السورية من لبنان، وهذا ينطبق مع الحديث عن إدارة فرنسية مقبلة للبنان، والاميركيون يريدون مسألتين هما نزع سلاح المقاومة والمخيمات الفلسطينية، وقد أكد لي مسؤول فرنسي أن هذين المطلبين هما مطلبان إسرائيليان بامتياز>>. معتبرا ان هنالك أطرافا في لبنان متشبثة بنزع سلاح المقاومة فيما <<انا متمسك بسلاح المقاومة لأنه الصيغة الأفضل لحماية لبنان والتصدي لأي اعتداء اسرائيلي وعندما نقول تعالوا إلى الحوار فإننا مستعدون لمناقشة الثوابت وسلاح حزب الله هو من الثوابت وإذا أقنعنا أحد بشيء أفضل فليكن>>، مذكراً بأن الفترة الزمنية خلال الهدنة، أي منذ العام 1949 وحتى العام 1970، لم تكن فترة استقرار بل مستباحة، وعندما حصل الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982 كانت المقاومة التي اعتبرها الصيغة اللبنانية الفريدة التي اسمها مقاومة وجيش وشعب، وبعد التحرير أي منذ العام 2000 ولغاية الآن فالجنوب محمي وكل القرى على الحدود آمنة وهذا ما لم يكن يحصل سابقاً والسبب هو ان الاسرائيلي لا يجرؤ على نصب كمين أو زرع عبوة أو خطف مزارع وذلك بسبب المقاومة.
وجدد نصر الله القول إن حزب الله لا ينفذ عمليات في فلسطين المحتلة، وان المجاهدين في فلسطين ليسوا بحاجة إلى مساعدة حزب الله للقيام بعمليات ضد الاسرائيليين وعندما اتهم العدو الحزب بتنفيذ آخر عملية استشهادية في فلسطين فنحن أصدرنا بياناً نفينا فيه علاقتنا واعلنا الجهوزية الكاملة للمقاومة في الجنوب وكان الاسرائيلي على يقين بأننا مستعدون له.
وأكد نصر الله ان حزب الله لا يعمل إلا ضمن أجندته الخاصة أي أجندة المقاومة اللبنانية ولم نعمل ضمن أجندة سورية أو أجندة إيرانية أو عربية، وليحضر الأميركيون شاهداً واحداً على قيام المقاومة بعمل ما بأمر سوري ونحن لم نتلق أوامر من احد ولا نتلقاها ونحن أرسلنا أولادنا بأجندتنا، ونحن لسنا أداة في يد أحد ونحن نشكر إيران وسوريا على الدعم الذي قدمتاه لنا، وبالنسبة إلى المقاومة في فلسطين فهناك اناس مقتنعون بان أرضهم محتلة ويقاومون من أجل تحريرها. واللبنانيون الملتفون حول المقاومة لا يزالون يقفون معها وهناك الكثير من المعارضة هم ضد القرار 1559.
ورفض نصر الله ان يكون الجيش اللبناني حرس حدود للعدو مشيراً إلى ان المشكلة لم تكن في الجيش اللبناني بل في القرار السياسي والسلطة السياسية، وشدد على انه طالما لبنان في دائرة التهديد فسنرسل أولادنا واولاد أحفادنا وأحفاد أحفادنا من أجل مقاتلة العدو الإسرائيلي لأن هذا واجبهم الديني والانساني لان يحموا بلدهم وشعبهم من الاستباحة.
لغة مرفوضة ومدانة
وقال نصر الله إن اللغة التي استعملت في المظاهرات بدءاً من تشييع الرئيس الحريري ومروراً بتظاهرة ساحة الشهداء ورياض الصلح والنبطية مرفوضة ومدانة، وإذا كانت هنالك أحزاب تمارسها فهي مخطئة، وهذا تصرف فردي وليس من شيم حزب الله او من شيم الأحزاب الأخرى. وأرفض أي شتيمة تصدر تجاه وليد جنبلاط او آخرين في أي مكان ولا نقبل به ومبدأ التخوين غير مقبول لدينا ويجب على المرء أن لا يخطئ حتى لا يبرر.
وكشف نصر الله ان الرئيس الحريري اتصل به عندما كان جنبلاط يتهيأ للظهور ضمن برنامج سياسي وطلب رؤيته وذهب إليه في منطقة الضاحية الجنوبية بهدف مساعدته من أجل لملمة الوضع في البلد والاجواء المشحونة، واتصلنا من هاتف الحريري بجنبلاط من أجل التهدئة. وبمعنى آخر الحريري هو الذي أدخلني على خط الوساطة وكنا حريصين على خلق حوار بين جنبلاط والإخوة السوريين ولكن هذا المسعى باء بالفشل قبل استشهاد الرئيس الحريري، وأي شيء يخدم لبنان والناس أنا مستعد للقيام به حتى ولو للشهادة.
ورفض نصر الله تصنيف حزب الله من ضمن فريق الموالاة، وقال: كنا مواكبة ومتابعة ولم نكن موالاة ولا معارضة ولم نكن في السلطة ولم نكن وزراء ولم نستفد من أي مغنم من مغانم هذه السلطة، لا حلالها ولا حرامها، بينما غيرنا كان في السلطة وصار وزيراً واستفاد من السلطة.
كما رفض نصر الله مقولة اعتبار حزب الله رافعة للسلطة وقال: كثير من الأزمات التي نعيشها الآن هناك شركاء في المسؤولية وعندما كانت السلطة تعمل <<مليح>> كنا نؤيدها، وحتى في عز خلافنا مع الرئيس الحريري كنا نقف إلى جانبه عندما تقوم الحكومة بإنجازات، ونحن لسنا في السلطة كما اننا لسنا في المعارضة لأنّ هنالك معارضات، مشيداً بخطاب النائبة بهية الحريري في تظاهرة الاثنين الفائت وتبنى الكثير مما ورد فيه. وقال: انا أقف في خندق واحد مع من يقف ضد القرار 1559 من المعارضة كما انني أقف على مسافة بعيدة مع من يتحدث عن اتفاق 17 أيار ويعتبره إنجازاً دبلوماسياً نادراً.
وقال إن بعض المعارضة يريد الانقلاب على اتفاق الطائف وهذا الأمر كان خطاً أحمر لدى الرئيس الشهيد الحريري وان توظيف دمه في مشروع سياسي ما أمر معيب ولا يجوز توظيف دمه في إطار مشروع سياسي يتناقض واهداف الرئيس الحريري.
ورأى ان لقاء البريستول ولقاء عين التينة تشكيل وطني ولقد طرحنا تشكيل وفود ولجان من هذين الفريقين ومن القوة الثالثة للحوار ولكننا لم نتلق أي جواب حتى الآن.
القتلى السوريون
وكشف نصر الله عن مقتل ما بين عشرين وثلاثين مواطنا سورياً منذ اغتيال الرئيس الحريري مبدياً استياءه من هذه الاعمال، وقال: نحن لم نقتل أي عميل إسرائيلي خلال التحرير وبعده، كما اننا لم نقتل عائلة في الجنوب. وكل من حمل سكيناً أو سلاحاً وقتل به مواطنا سورياً هو عميل إسرائيلي لانه يريد تخريب البلد، مشيراً إلى ان من تعرض للضرب حتى الآن هم من صفوف الموالاة وليسوا من المعارضة.
وإذ تحدث نصر الله عن وجود تحريض هائل في الوسط السني ضد الشيعة، قال: عندما تكون إمكانية الحوار غير موجودة تكبر الفوضى والكلام التحريضي، وأشعرَنا الإخوة في المعارضة بانهم هم الشعب اللبناني ونحن لاجئون وعلينا ان نلحق بهم وهذا مرفوض. ولقد سمعت العماد ميشال عون يقول إنني ساعدت على إحضار تظاهرة الاثنين، فهذا يعني أنني عامل شغلة كبيرة في لبنان، فتظاهرة الثلاثاء وتظاهرة الاثنين هما اعظم تظاهرتين في تاريخ لبنان ولكن من أحضر تظاهرة الثلاثاء هو التحريض، فلا يقدر من عمل 17 أيار ان يتحدث عن المقاومة، ولا يقدر من يكون عقله إلغائيا للآخرين ان يتحدث عن الديموقراطية. إذاً، على أي اساس أنضم إليك في المعارضة. كما ان ما تسمونه استبدال الوجود السوري بوصاية أميركية غير مقبول، وكيف أنضم إلى انتفاضة استقلال يتدخل الرئيس الأميركي فيها كل يوم ويقال للمعارضة نحن ساعدناكم في موضوع الانسحاب السوري فالمطلوب منكم الضغط لنزع سلاح المقاومة مما يعني سوق البلد إلى إشكال كبير. وهناك جزء كبير من تظاهرة الاثنين ليس ضد المقاومة فالسنة مجروحون من اغتيال الحريري، ولكن في تاريخهم سلاح المقاومة والقضية الفلسطينية وهم يعتزون بعروبتهم وبالقدس وفلسطين موجودة في ضميرهم وهم يقفون مع المقاومة وضد أي اتفاق 17 أيار جديد.
وأعلن نصر الله ان أي وفد تشكله المعارضة نتحاور معه ولا يحق لأي أحد أن يضع فيتو على أي شخص يشكله أي فريق من عين التينة او البريستول او القوة الثالثة للذهاب إلى الحوار.
محاولات الفتنة
وقال إن البعض حاول تصوير مظاهرة الثلاثاء على انها مظاهرة شيعية مع العلم بأن وسائل الاعلام صورت كل الذين اتوا من زغرتا وصيدا وطرابلس وراشيا مما يعني ان هناك تشكلا كما ان هناك تشكلا في مظاهرة الاثنين، فهناك أكثرية سنية وبعض الدروز وبعض المسيحيين. وبيروت إذا كانت عاصمة لكل لبنان فهي بالتالي لكل اللبنانيين، محذرا من الفتنة بين السنة والشيعة على غرار ما تحاول الإدارة الاميركية ان تفعل في العراق. وقال: هناك في البلد من هم خائفون من أي وفاق وطني والسنة والشيعة هم رافعة البلد ولبنان الفريد لا يسير إلا باتفاق كل طوائفه، نافياً ما أشيع عن استفادة الشيعة فقط من الوجود السوري في لبنان، وقال: نحن قمنا بواجبنا في تحرير الجنوب ولم نطلب مغانم ولم نوظف هذا الانجاز في إطار المغانم وقمنا بمظاهرتنا لكي نحمي البلد من الانزلاق نحو الخراب، وإذا كانت الموالاة أو المعارضة تشكلان منفردتين حكومة فنحن لن نشارك لأننا لا نفتش عن مغانم وسلاحنا موجه ضد إسرائيل فقط وتجربتنا أثبتت ذلك ولم نستعمل نفوذنا للحصول على أية مكاسب ولسنا في وارد هذا الاستخدام، ومثلما استفاد بعض الشيعة من السوريين فهنالك بعض الدروز وبعض المسيحيين وبعض السنة الموجودين في المعارضة استفادوا من هذا الوجود أيضاً، مؤكداً انه حتى ولو خرج الجيش السوري من لبنان فسوريا باقية فيه.
ورداً على التعرض له بالانتقادات في مظاهرات المعارضة قال <<لست فوق النقد وأي شخص يستطيع ان يعترض عليّ وحصل في إحدى المرات ان طلب الموت لي>>، مقدرا ان المودة لا تزال قائمة بينه وبين وليد جنبلاط و لا يجوز ان تقطعها تجاوزات في التظاهرات.
وبالنسبة لموضوع توطين الفلسطيين في لبنان قال نصر الله إن اسرائيل بجميع احزابها تجمع على رفض مبدأ حق العودة، وهذا من المشاكل الاساسية في المفاوضات الأخيرة بين ياسر عرفات وشارون وانتهت بالفشل. ونحن نقول عن الفلسطيني انه يجب ان يعود إلى دياره وان التوطين هو تسليم فلسطين للعدو وهذا مرفوض كلياً وهو مبدأ عقائدي لا يمكن التنازل عنه، مطالباً بإعطاء الفلسطيني الحقوق المدنية في لبنان ومن ثم مناقشته بشأن سلاح المخيمات. ولكن هنالك من يريد ان يفرض على لبنان توطين بعض الفلسطينيين وترحيل بعضهم الآخر، مشيراً إلى ان السلاح الموجود في المخيمات الفلسطينية موجود لدى كل اللبنانيين وليس صحيحاً أن حزب الله فقط في لبنان يحمل السلاح فهناك احزاب وقوى سياسية موجودة ومنحلة لديها مخازن، كما ان السلاح متوافر لدى العائلات والعشائر، وإحضار السلاح إلى لبنان امر هين ولا يحتاج إلا إلى باخرة تنقله من اجل تخريب لبنان. وقد أخبرني الرئيس الحريري أن هناك موفدين جالوا على عدد من الدول العربية والأجنبية بهدف الوصول إلى التقسيم رافضاً الافصاح عن الاسماء التي أبلغه الحريري بها. وتحدث عن أصحاب مشروع الوطن المسيحي الذين لا يزالون موجودين.
وعن زيارته عائلة الرئيس الحريري لتقديم التعزية باستشهاده، قال نصر الله ان العائلة حدثته عن وجوب حصول تحقيق دولي فأبلغها انه لا يستطيع مساعدتها بهذا الامر لأنه ليس لدينا ثقة بالاميركيين ولا بمجلس الامن ولا بالامم المتحدة، وإذا حضرت لجنة تحقيق غير موثوقة وخرجت باستنتاجات خاطئة فتخرب البلد. وتصوروا ان مجلس الامن يضع <<فيتو>> على مجزرة قانا التي ارتكبها العدو (الاسرائيلي) في العام 1996، إذاً هو مجلس عاجز وليس موثوقاً. ونحن حركات شعبية ولسنا ملزمين باحترامه، ولذلك فإنني لا اطالب بتحقيق دولي. وأخبرتني العائلة انها تثق بالمملكة العربية السعودية فالتقيت الرئيس بشار الأسد وطرحت الامر عليه وشجع لأن له مصلحة في كشف قتلة الرئيس الحريري غير ان الاخوة السعوديين لم يجدوا الامر مناسباً وان مشاركتهم غير مناسبة.
وطرح نصر الله تأليف لجنة تحقيق عربية مطالبا بها من اجل طمأنة عائلة الحريري ولدينا قمة عربية في الجزائر فلتتخذ هذه القمة قرارا بتشكيل لجنة تحقيق وتأتِ إلى لبنان وانني أطالب بأن تعمد الدولة اللبنانية إلى المطالبة بذلك وهذا الامر برأيي يريح الناس وعائلة الرئيس الشهيد.
وبالنسبة للمطالبة بإقالة رؤساء الأجهزة الأمنية قال نصر الله انه من حق عائلة الحريري أن تطالب بما تريد وبكل ما يريحها، ورأى ان الاستقالة او الاقالة هي حكم وانا اطالب بمحاكمة مسؤولي الأجهزة الأمنية، وهناك قضاء في لبنان وليحالوا على القضاء المختص ومن يثبت انه متورط او مقصر فحاسبوه، مذكراً بأنه على اثر وقوع احداث 11 أيلول في الولايات المتحدة الاميركية لم يستقل أحد من مسؤولي الاجهزة الامنية.
وكشف نصر الله ان عائلة الحريري طلبت منه معرفة وجهة نظر الحزب في الانفجار وكيفية وقوعه <<ونزل الأخوان في المقاومة وكشفوا>>، رافضاً الافصاح عن نتيجة عملهم.
واكد نصر الله ان الاجهزة الامنية في لبنان تلعب دوراً أساسياً في الحياة السياسية الداخلية ولست مع هذا الواقع فعملها امني فقط ولتترك السياسة. وقال إن المعارضة دائما تستشهد بما حصل في 7 آب 2001 ويا ليته مر علينا مئة 7 آب ولم يمر علينا حادث الضاحية الجنوبية في 27 أيار 2004 عندما اطلق الجيش اللبناني النار على متظاهرين فقتل خمسة وأصيب آخرون إصابات قاتلة بين الرأس والصدر.
وإذ اعتبر ان خطاب النائبة بهية الحريري يؤسس لأرضية ممتازة للحوار دعا إلى ان تكون ذكرى الاربعين لاستشهاد الرئيس الحريري في مدينة صيدا لقاء وطنياً جامعا <<لأننا نريد ان يجمعنا دمه في صيدا وسنطالب بالحقيقة لكشف كل ملابسات عملية الاغتيال>>.
واشار الى ان موقف الرئيس الاميركي جورج بوش امس الاول باعتباره ان على حزب الله ان يثبت انه منظمة غير ارهابية لعدم تعطيل السلام مع اسرائيل، يشكل مغالطة كبيرة جدا لانه تجاهل المشكلة في فلسطين والاعتداءات الاسرائيلية اليومية على الشعب الفلسطيني، كما تجاهل الخروقات الاسرائيلية ضد الاراضي اللبنانية، وتجاهل قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية. واضاف <<نحن حاضرون للبقاء منظمة ارهابية ولسنا جاهزين للتخلي عن ارضنا وشعبنا>>.
وعن قضية الاسرى، قال انها مسألة معقدة وتسير ببطء، لكنه جدد الالتزام بتحريرهم من السجون الاسرائيلية.
واكد ردا على احد اسئلة المشاهدين لبنانية مزارع شبعا المحتلة وقال ان جنبلاط وآخرين في المعارضة يشاركونه هذا الموقف، واشار الى ان بعث سوريا بوثائق للامم المتحدة تؤكد لبنانية المزارع لا يغير شيئا في القضية. وقال ردا على سؤال حول <<الى اين بعد المزارع؟>> ان الحزب سيستمر بالمقاومة لتحرير كل ارض لبنانية تصرح بها الدولة اللبنانية بما فيها القرى السبع اذا طالبت بها الدولة.