تويت
الى كل المحرضين... اتقوا الله في شبابنا.. وكفى عبثاً!
د. عبد الحميد الأنصاري ہ
الى كل المحرضين... اتقوا الله في شبابنا.. وكفى عبثاً!
الارهاب مرض عضال، لا ينفع معه الا الاستئصال، والتاريخ ـ ماضياً ومعاصراً ـ شاهد بذلك. الفكر الارهابي إذا تحول الى سلوك عدواني فلا يجدي معه الحوار، لغة القوة وحدها هي الفيصل.
«الخوارج القدامى» خرجوا على «افضل مجتمع» ومن غير مظلمة، واستحلوا دماء المسلمين ومن غير سبب، ولم تنفع معهم لغة الحوار والمفاوضة حتى حاربهم الامام علي وكسر شوكتهم. و«الخوارج الجدد» في مصر، استشرى بغيهم، وعندما فشلت كل الاساليب السياسية معهم، القوة وحدها حسمت القضية واثمرت ظاهرة التائبين النادمين.
وحينما استعصم «الحوثي» بالجبل واغتر بالاتباع والعتاد ورفض كل سبل الوساطة، الجيش وحده كان الحل.
وفي السعودية، اشرأبت رؤوس الفتنة وعاثت فساداً ورفضت فرص لعفو فكان لابد من قطعها ومطاردة فلولها الضالة.
وبالامس البعيد، حل (بن لادن) وصحبه، ضيوفاً على (طالبان) وحولوا (كابل) مركزاً لتجنيد الاتباع وتصدير الارهاب، حتى سولت لهم انفسهم غزو امريكا.
ـ اعترف بن لادن صراحة في خطابه الاخير بأنه كلف الامير عطا بالعملية ونفذها في (20) دقيقة، فهل يملك المدافعون عنه والمكابدون، شجاعة الاعتراف بالخطأ؟ ـ
ورفض «الملا عمر» المفاوضة وقال: لن نسلم بن لادن ولو قتل آخر رجل فينا.فأتاهم العذاب من حيث لا يحتسبون فلم يغن عنهم جمعهم وشرد به وبضيفه في الجبال محاصرين. وها هي افغانستان بعد ان تحررت من «كابوس طالبان وضيوفهم ـ في ظل اول رئيس منتخب.
وبالامس القريب، نكبت (الفلوجة) كما نكبت (كابل) بالضيوف، اتباع ابي مصعب، تداعوا اليها من كل صوب، ليشكلوا تحالفاً شيطانياً مع بقايا صدام، وعناصر محلية تكفيرية متشددة وناقمة، استولى هذا التحالف الغريب على المدينة الوادعة والتي اتسمت بالتعايش المذهبي والطائفي والديني على مر تاريخها ليحولوها الى وكر للارهاب، اعلنوها امارة مستقلة، وشكلوا مجلساً للشورى واحيوا شريعة طالبان فأكثروا الفساد وآذوا العباد، وكانت شوكة في خاصرة العراق اذ بثوا ارهابهم في سائر مدن العراق: قتلاً وتدميراً وخطفاً للابرياء، حولوا مساجد المدينة الى مصانع للقنابل، جعلوا من المدارس مخازن للاسلحة، فضاق اهلها واستغاثوا وهجر القادرون المدينة، وكان لابد ان ينتهي هذا العبث الدامي، حاولت الحكومة عبر المفاوضات مع ممثلي المدينة ايجاد حل سلمي واستمرت المفاوضات طويلاً ولكن دون جدوى فقد كانت المكابرة والمطالب المضحكة: ارجاء الانتخابات سنة، انسحاب القوات الدولية، اعادة عناصر النظام البعثي السابق الى المواقع القيادية، السماح لرموز الارهاب بامساك زمام المدينة ـ الحياة 5/11 ـ واخيراً هدد امير الجماعة ـ الجنابي ـ كما هدد (الملا عمر) من قبل، بأنه لن يتخلى عن ضيوفه وسيقاتل الحكومة والامريكيين حتى ينتهي احدهما ـ الوطن الكويتية 18/10 ـ لقد صبر «علاوي» كثيراً وكان يأمل حتى اللحظة الاخيرة في حل سلمي يجنب المدينة القتال حتى بعث لـ (أنان) بأنه مضطر لخيار القوة لتحرير المدينة واستعادتها من خاطفيها الذين كانوا يصدرون منها الارهاب، فدمرت اوكار الارهاب وسقط 1600 منهم واسر مثل ذلك، وفر قادتهم مولين الادبار. اين تهديداتكم للامريكين بأنهم جبناء لا يقدرون على حرب الشوارع؟ لقد اثبت الاميركيون ومعهم الجيش العراقي انهم سادة الموقف، لقد مشطوا الفلوجة بيتاً بيتاً وقلبوا كل حجر. لقد سقطت امارة الرعب وتحررت الفلوجة ولكن تكشفت جرائم تقشعر لها الابدان، سجون واقبية للتعذيب وجثث مقطعة واعدامات فعلها المجاهدون طوال (8) شهور حكموا فيها المدينة وهكذا ثبت مرة اخرى ان الارهاب لا تفاوض معه ولا حل له الا القوة وحدها.
وبسقوط الفلوجة وعودتها الى سلطة الدولة، تسقط اسطورة المجاهدين في الفلوجة ويثبت زيف ما سمي بـ (المقاومة العراقية) تلك التي روجت لها فضائيات على رأسها «الجزيرة» ونفخ فيها كتاب ومحللون وباركها مشايخ التحريض، سقوط الفلوجة كشف الوجه الحقيقي للمقاومة المكونة من تحالف اصولي بعثي جمعها مرض الكراهية ضد امريكا لا غير ـ والذين افتوا ـ بغير علم ـ وحرضوا شبابنا، انما يكسبون اثماً عظيماً، دفعوا شبابنا للتهلكة وقعدوا هم وابناؤهم ها هنا ناعمين!!
ضللوا آلاف الشباب للذهاب الى افغانستان والشيشان والعراق من قبل ـ فقتلوا واسروا، ولم تكفهم كل تلك الضحايا من قبل ولم يتعظوا، فقد وقع (28) من المشايخ بياناً يحرضون شبابنا للقتال في الفلوجة، ورموز دينية تظهر في الفضائيات ليصدعوا رؤوسنا بفرضية الجهاد ومقاومة الاحتلال، اي جهاد؟ واي احتلال؟ افلا تعقلون!؟ القوات الدولية في العراق قوات شرعية بعهود واتفاقيات مع الحكومة العراقية، اقرها مجلس الامن واكدتها كل الدول التي اجتمعت في شرم الشيخ مؤخراً، ووجودها في العراق كوجودها في قطر والكويت ومن لا يعترف بهذه الحقيقة فهو مكابر او جاهل. والحكومة العراقية حكومة شرعية اعترفت بها الامم المتحدة وجميع دول العالم واغلبية الشعب العراقي الا قوى الظلام ـ التحالف الاصولي البعثي ـ وهي مكلفة بتحقيق الامن والاستقرار واجراء الانتخابات في موعدها، فكيف نحرض شبابنا لقتالها؟ أليست تلك هي الحماقة؟! الى كل المحرضين ـ مشايخ وكتاباً ـ اتقوا الله في شبابنا. وأتساءل الى متى تستمر «الجزيرة» في احتضان هؤلاء؟ وما مصلحتها؟ والى متى تظل تستقطب المناوئين للحكومة العراقية، وما مصلحتنا؟ والى متى تفتح بعض صحفنا صدرها لكتاب محرضين؟ احدهم شبه (علاوي) بابن العلقمي في مقالات تفوح منها رائحة طائفية كريهة «ترى ما مصلحة قطر في ذلك؟ ان من مصلحتنا نجاح الحكومة العراقية بمساعدة القوات الدولية في دحر قوى الظلام والتخلف وتحقيق الاستقرار للشعب العراقي، ان من واجبنا دعم اجراء الانتخابات في موعدها كما قرره مؤتمر شرم الشيخ، كل ذلك مصلحة قطرية وخليجية يعرفها العقلاء لا مرضى الكراهية.. استقرار العراق ليس شأناً داخلياً فحسب بل هو شأننا جميعاً ـ كفى عبثاً واتقوا الله في شبابنا واوطاننا.
ھ كاتب قطري
===========
© 2001-2005 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة
الى كل المحرضين... اتقوا الله في شبابنا.. وكفى عبثاً!
الارهاب مرض عضال، لا ينفع معه الا الاستئصال، والتاريخ ـ ماضياً ومعاصراً ـ شاهد بذلك. الفكر الارهابي إذا تحول الى سلوك عدواني فلا يجدي معه الحوار، لغة القوة وحدها هي الفيصل.
«الخوارج القدامى» خرجوا على «افضل مجتمع» ومن غير مظلمة، واستحلوا دماء المسلمين ومن غير سبب، ولم تنفع معهم لغة الحوار والمفاوضة حتى حاربهم الامام علي وكسر شوكتهم. و«الخوارج الجدد» في مصر، استشرى بغيهم، وعندما فشلت كل الاساليب السياسية معهم، القوة وحدها حسمت القضية واثمرت ظاهرة التائبين النادمين.
وحينما استعصم «الحوثي» بالجبل واغتر بالاتباع والعتاد ورفض كل سبل الوساطة، الجيش وحده كان الحل.
وفي السعودية، اشرأبت رؤوس الفتنة وعاثت فساداً ورفضت فرص لعفو فكان لابد من قطعها ومطاردة فلولها الضالة.
وبالامس البعيد، حل (بن لادن) وصحبه، ضيوفاً على (طالبان) وحولوا (كابل) مركزاً لتجنيد الاتباع وتصدير الارهاب، حتى سولت لهم انفسهم غزو امريكا.
ـ اعترف بن لادن صراحة في خطابه الاخير بأنه كلف الامير عطا بالعملية ونفذها في (20) دقيقة، فهل يملك المدافعون عنه والمكابدون، شجاعة الاعتراف بالخطأ؟ ـ
ورفض «الملا عمر» المفاوضة وقال: لن نسلم بن لادن ولو قتل آخر رجل فينا.فأتاهم العذاب من حيث لا يحتسبون فلم يغن عنهم جمعهم وشرد به وبضيفه في الجبال محاصرين. وها هي افغانستان بعد ان تحررت من «كابوس طالبان وضيوفهم ـ في ظل اول رئيس منتخب.
وبالامس القريب، نكبت (الفلوجة) كما نكبت (كابل) بالضيوف، اتباع ابي مصعب، تداعوا اليها من كل صوب، ليشكلوا تحالفاً شيطانياً مع بقايا صدام، وعناصر محلية تكفيرية متشددة وناقمة، استولى هذا التحالف الغريب على المدينة الوادعة والتي اتسمت بالتعايش المذهبي والطائفي والديني على مر تاريخها ليحولوها الى وكر للارهاب، اعلنوها امارة مستقلة، وشكلوا مجلساً للشورى واحيوا شريعة طالبان فأكثروا الفساد وآذوا العباد، وكانت شوكة في خاصرة العراق اذ بثوا ارهابهم في سائر مدن العراق: قتلاً وتدميراً وخطفاً للابرياء، حولوا مساجد المدينة الى مصانع للقنابل، جعلوا من المدارس مخازن للاسلحة، فضاق اهلها واستغاثوا وهجر القادرون المدينة، وكان لابد ان ينتهي هذا العبث الدامي، حاولت الحكومة عبر المفاوضات مع ممثلي المدينة ايجاد حل سلمي واستمرت المفاوضات طويلاً ولكن دون جدوى فقد كانت المكابرة والمطالب المضحكة: ارجاء الانتخابات سنة، انسحاب القوات الدولية، اعادة عناصر النظام البعثي السابق الى المواقع القيادية، السماح لرموز الارهاب بامساك زمام المدينة ـ الحياة 5/11 ـ واخيراً هدد امير الجماعة ـ الجنابي ـ كما هدد (الملا عمر) من قبل، بأنه لن يتخلى عن ضيوفه وسيقاتل الحكومة والامريكيين حتى ينتهي احدهما ـ الوطن الكويتية 18/10 ـ لقد صبر «علاوي» كثيراً وكان يأمل حتى اللحظة الاخيرة في حل سلمي يجنب المدينة القتال حتى بعث لـ (أنان) بأنه مضطر لخيار القوة لتحرير المدينة واستعادتها من خاطفيها الذين كانوا يصدرون منها الارهاب، فدمرت اوكار الارهاب وسقط 1600 منهم واسر مثل ذلك، وفر قادتهم مولين الادبار. اين تهديداتكم للامريكين بأنهم جبناء لا يقدرون على حرب الشوارع؟ لقد اثبت الاميركيون ومعهم الجيش العراقي انهم سادة الموقف، لقد مشطوا الفلوجة بيتاً بيتاً وقلبوا كل حجر. لقد سقطت امارة الرعب وتحررت الفلوجة ولكن تكشفت جرائم تقشعر لها الابدان، سجون واقبية للتعذيب وجثث مقطعة واعدامات فعلها المجاهدون طوال (8) شهور حكموا فيها المدينة وهكذا ثبت مرة اخرى ان الارهاب لا تفاوض معه ولا حل له الا القوة وحدها.
وبسقوط الفلوجة وعودتها الى سلطة الدولة، تسقط اسطورة المجاهدين في الفلوجة ويثبت زيف ما سمي بـ (المقاومة العراقية) تلك التي روجت لها فضائيات على رأسها «الجزيرة» ونفخ فيها كتاب ومحللون وباركها مشايخ التحريض، سقوط الفلوجة كشف الوجه الحقيقي للمقاومة المكونة من تحالف اصولي بعثي جمعها مرض الكراهية ضد امريكا لا غير ـ والذين افتوا ـ بغير علم ـ وحرضوا شبابنا، انما يكسبون اثماً عظيماً، دفعوا شبابنا للتهلكة وقعدوا هم وابناؤهم ها هنا ناعمين!!
ضللوا آلاف الشباب للذهاب الى افغانستان والشيشان والعراق من قبل ـ فقتلوا واسروا، ولم تكفهم كل تلك الضحايا من قبل ولم يتعظوا، فقد وقع (28) من المشايخ بياناً يحرضون شبابنا للقتال في الفلوجة، ورموز دينية تظهر في الفضائيات ليصدعوا رؤوسنا بفرضية الجهاد ومقاومة الاحتلال، اي جهاد؟ واي احتلال؟ افلا تعقلون!؟ القوات الدولية في العراق قوات شرعية بعهود واتفاقيات مع الحكومة العراقية، اقرها مجلس الامن واكدتها كل الدول التي اجتمعت في شرم الشيخ مؤخراً، ووجودها في العراق كوجودها في قطر والكويت ومن لا يعترف بهذه الحقيقة فهو مكابر او جاهل. والحكومة العراقية حكومة شرعية اعترفت بها الامم المتحدة وجميع دول العالم واغلبية الشعب العراقي الا قوى الظلام ـ التحالف الاصولي البعثي ـ وهي مكلفة بتحقيق الامن والاستقرار واجراء الانتخابات في موعدها، فكيف نحرض شبابنا لقتالها؟ أليست تلك هي الحماقة؟! الى كل المحرضين ـ مشايخ وكتاباً ـ اتقوا الله في شبابنا. وأتساءل الى متى تستمر «الجزيرة» في احتضان هؤلاء؟ وما مصلحتها؟ والى متى تظل تستقطب المناوئين للحكومة العراقية، وما مصلحتنا؟ والى متى تفتح بعض صحفنا صدرها لكتاب محرضين؟ احدهم شبه (علاوي) بابن العلقمي في مقالات تفوح منها رائحة طائفية كريهة «ترى ما مصلحة قطر في ذلك؟ ان من مصلحتنا نجاح الحكومة العراقية بمساعدة القوات الدولية في دحر قوى الظلام والتخلف وتحقيق الاستقرار للشعب العراقي، ان من واجبنا دعم اجراء الانتخابات في موعدها كما قرره مؤتمر شرم الشيخ، كل ذلك مصلحة قطرية وخليجية يعرفها العقلاء لا مرضى الكراهية.. استقرار العراق ليس شأناً داخلياً فحسب بل هو شأننا جميعاً ـ كفى عبثاً واتقوا الله في شبابنا واوطاننا.
ھ كاتب قطري
===========
© 2001-2005 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة
تعليق