صحيح أن الدواب والبهائم كلها كانت منذ الأزل محط سخرية واستصغار لدينا نحن البشر، إلا أن المرء لا يملك أحيانا إلا أن يـُـقِـرّ أن البهائم ذاتها قد يعلوا لها حافر على بعض ممن ينتمون لفصيلتنا نحن الآدميين. ذاك أن الحمار -أجلكم الله- يـُعطي ظهره للراكب، يـحمل له متاعه ويذهب به ما ظل في جوفه رمق يحييه. أما الكلب -أعزكم رب العزة- فإنه يحرس صاحبه ويمنع عنه الأذى ما استطاع. وإنك لتجد من الكلاب ما يفدي بحياته حياة سيده. وقس على مثل ذلك في البغل والجحش والتيس وغيرها من البهائم التي بثها ربنا جل وعلا في هذه الأرض وأخبرنا عن منافعها في كتابه الكريم. لكن عجائب الدنيا معقودة بطول العيش، فكلما عشت أكثر، رأيت من العجائب الأغرب، وجادت عليك أيام الدهر بمخلوقات لم تعهدها في ما مضى من عمرك. مخلوقاتٍ لا يفرّق بينها وبين الدواب إلا أن هذه الأخيرة أكثر نفعا وأطيب منظراً وأزكى رائحة. ومن آخر العجائب التي وجدتها ملقاة في هذه الشبكة الافتراضية فتوى جديدة رأيت من النافع أن نضعها بين أيديكم، لعل من يشعر بداء في معدته فيقرؤها أن تـُذهب ما في جوفه من أذى، فإن للأمعاء والقراءة وشيجة عميقة ليس ينكرها عالم ببواطن الأمور، وانظروا ما يلي إن كنتم لا تصدقون:

نقلا عن الموقع الرسمي للشيخ العلامة الكويتي (عثمان الخميس)