بسم الله الرحمن الرحيم
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"
إعلان الانتفاضة الشعبانية
شكلت الانتفاضة الشعبانية المباركة في العراق الحدث الأهم في تاريخ العراق الحديث وسجلت نقطة مضيئة في درب العمل الإسلامي في العراق الذي حاول صدام وحزبه المجرم إقصاءه واستئصاله من الساحة عبر محاولاته تصفية العلماء والمفكرين في جميع مناحي الحياة ، وقد ازداد حدة الممارسات من القرارات الجائرة أودت بحياة الآلاف من الكوادر العلمية والعلمائية والفكرية وكان على راس تلك الجموع المرجع الشهيد محمد باقر الصدر وأخته بنت الهدى ، وقد اختزنت ذاكرة العراقيين كل تلك الماسي من عمليات قتل إبادة جماعية وتشريد وانتهاك للحارمات ، انتظروا أن تأتى اللحظة التي يقتصون بها من هذا النظام المجرم ولطالما تمنى العراقيون هذه الأيام.
لقد عانى الشعب العراقي معاناة متعددة الجوانب ، ففي الوقت الذي يعتقل ويقتل صدام المجرم خيرة أبناءه ويخرب بناه وموارده بحروب وزعها على محيطه الإقليمي ، بنفس الوقت يلقى دعما عربيا دوليا وإسلاميا تحت ذارئع لا أساس لها من الصحة ، فلم يندد أحدا بنظام صدام ولا بأجرامه حتى فاحت رائحة الكيماوي من شمال العراق ولم يعد أحدا قادرا على سترها وهي تعصف بالآلاف من أبناء العراق في حلبجة ولم تكن مناطق الجنوب في منبئ عن هذه الأسلحة فقد ضرب بها صدام أبناء انتفاضة شعبان الخالدة عام 1991 ومازال الحكام العرب إلى اليوم يطالبون بإعادة صدام إلى حضيرتهم واختاروا الوقوف مع الجلاد ضد الشعب الأعزل.
لقد شكل غزو صدام إلى الكويت عام 1990 مرحلة جديدة من مراحل العمل الإسلامي والوطني داخل العراق وحس العراقيون لأول مرة انهم سينالون من الشعب العراقي ، فاخذ الشعب بلملمة قواه الإسلامية والوطنية وتعبئة الشعب العراقي معنويا وعسكريا ليتربصوا بالنظام الفاسد ويخرجوه من حيث أتى . لقد تحرك مجاهدو الاهوار في الثالث عشر من شعبان 1410-1991
ليحرروا في يوم الرابع عشر من شعبان اغلب مدن ونواحي مدينة الناصرية مدينة الجهاد ليصلوا إلى مدينة المدينة ضواحي محافظة البصرة في يوم الرابع عشر من شعبان ، ثم ليمتد غضب الشعب ليصل إلى بقية محافظات العراق.
العوامل التي ساعدت على الانتفاضة:
1- غزو صدام للكويت : إن غزو صدام لدولة الكويت فتح على النظام جبهة عسكرية وأمنية إضافة إلى الجبهة الداخلية المشتعلة ، مما فرض على النظام نقل الكثير من وجوده الأمني والعسكري إلى الكويت وانشغاله بترتيبات لم يحسب لها حساب كعادته في التعاطي مع الأحداث حتى أصبحت الكويت المستنقع الذي الذي وقع به صدام ونظامه فحاول الهروب منه بأي ثمن فلم يستطع ، لذلك حصل الشعب العراقي وقواه الوطنية المجاهدة فرصة لاعادة ترتيب أوراقهم وأولوياتهم.
2- القصف الجوي لقوات التحالف: لقد احدث القصف الجوي انهيارا نفسيا ومعنويا في بنية النظام الأمنية والعسكرية فهرب من هرب وعاد من عاد إلى صفوف الشعب ، ففقد النظام السيطرة على حركة الشارع العراقي مما أعطى فرصة كبيرة للعاملين بالتحرك والحديث العلني ضد النظام واعماله العدوانية وقد انتقل الحديث إلى جميع مفاصل الدولة .
3- الحرب الإعلامية والنفسية التي شنتها الحركة الإسلامية ضد صدام ونظامه عبر توزيع المنشورات ذات شعارات وطنية تحرض العراقيين على الثورة واستبدال نظام صدام بحكومة وطنية ، وقد زادت هذه المنشورات من الروح المعنوية للشعب العراقي وإثارة القلق والخوف في أوساط رجال الأمن والحزب المجرم.
4- انهيار القوات ألصدامية بعد الهجوم البري لقوات التحالف بعد فشل قوات صدام الخاصة بالتصدي لها وإعلانه الانسحاب من الكويت والخسائر الجسيمة التي منيت بها هذه القوات والإهانة الكبيرة التي لحق بالقوات المسلحة العراقي بدأت حالة من التمرد والهروب الجماعي من الجيش والالتجاء إلى مواقع المجاهدين في الاهوار وفي المدن والالتفاف حول الشخصيات المعروفة بعدم ولائها للنظام .
5- الالتفاف الكثيف حول المواقع الدينة المقدسة في النجف وكر بلاء ومحاولة تحريكها لتعزيز الانتفاضة وأشراك المرجعية الدينية في الحدث واخذ الفتوى منها كما حدث في كر بلاء عند زيارة آية الله العظمى أبو القاسم الخوئي رحمه الله.
6- الوعي الجماهيري : أن كل شرائح المجتمع العراقي أدركت أن بقاء صدام يعني إلغاء دور العراق الحضاري وإقصائه عن عملية التفاعل الغناء الحضارة العالمية في المستقبل فكان لابد وان يسقط هذا النظام الفاسد وبأي ثمن.
7- الأثر الذي تركه توقيع رئيس أركان النظام سلطان هاشم احمد في خيمة صفوان ليرتهن إرادة العراق السياسية والاقتصادية والأمنية بموافقة صدام التوقيع على ورقة بيضاء مقابل أن يبقى في السلطة.
لقد بدئت الانتفاضة الشعبانية وهي تحمل آمال العراقيين الأحياء والأموات وحتى الذين لم يولدوا0 آمالهم بالحرية والعدالة ودولة القانون وان يعيشوا كباقي شعوب العالم بعيدين عن الدكتاتورية والظلم والجور وتخليص العراق من الأسلحة المدمرة التي فتكت به وبأبنائه ، كل تلك الهموم المكتومة في صدور العراقيين انطلقت تدوي في سماء العراق وتزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة والعالم ينظر أليها بعين القلق والخوف ، فتصارعت الأرادات الإقليمية الطائفية والقومية وبرزت الأنانية عند البعض مغلبا ذاته على ذات شعبه ومستقبله ليتصارع البعض على قتل الانتفاضة ووأد الحلم الكبير لأبناء الشعب العراقي.
الآثار الإيجابية للانتفاضة:
تركت الانتفاضة الشعبانية جملة من المفردات ذات الدلالات المعنوية التي شكلت فيما حجر الزاوية في حركة الشارع العراقي وأدخلت النظام في معادلة جديدة لم يحسن ضبط إيقاعاتها فأكسبت الشعب قوة دفع إضافية كان بأمس الحاجة لها ، وهذا كان كله نتيجة الآثار الإيجابية للانتفاضة :-
1-كسرت الحواجز النفسية التي بناها صدام وانفق من اجلها ثروة العراق لكسر إرادة العراقيين وتركيز جملة من المفاهيم الانهزامية في عقلية أبناء الشعب العراقي.
2-الاستفتاء الجماهيري الذي قام به العراقيون حول طبيعة الحكم الذي يرغبون به وطبيعة الفكر الذي يرغبون مما اضطر النظام إلى أن يدخل في مزايدة مع التيار الإسلامي بما اسماه( الحملة الإيمانية) التي كرس لها جملة من العلماء المنتفعين فالتفت الأمة حول قيادتها الحقيقية فأفرزت مرجعية الشهيد محمد صادق الصدر الذي حركة معظم الشارع العراقي ضد النظام.
3-إلحاق هزيمة قاسية بكل أجهزة القمع ألصدامية وان حجم هذه الهزيمة وتعثيرها مازال قائما إلى اليوم.
4-بقي شبح الانتفاضة يلاحق كل السلطة وأجهزتها واكبر دليل على ذلك لقاءات صدام المتكررة مع رموز الحزب المجرم في جميع المحافظات والتركيز على إخماد حركة الشارع وعدم تكرار ما حدث عام 1991 ويتكرر هذه الحديث في كل دوائر الدولة الأمنية والسياسية.
5-علمت الشعب العراقي طعم الحرية والعدالة والكرامة.
6-فرضت على الدول ألداعمة لصدام لتغير سياستها اتجاه نظامه وحذفه من قائمة شرطي المنطقة.
7-إعادة وحدة الصف العراقي بعد إن أراد صدام تمزيقه .
8-نقلت المواجه مع النظام من الأداء الحزبي والتنظيمي المقنن إلى العمل الجماهيري الذي اصبح ظاهرة في واضحة تمثل في صلوات الجمعة.
9-رسمت للجيل الجديدة صورة حية عن النظام وعن جرائمه واعطته زخما كبيرا للالتفاف حول المحاور العاملة في الساحة.
أسباب انتكاسة الانتفاضة:
يمكن تقسيم أسباب انتكاسة الانتفاضة الشعبانية 1441-1991 الى عاملين رئسين هما العامل الخارجي والعامل الداخلي :
العامل الداخلي:ويمكن تلخيصه بالنقاط التالية:-
1-انعدام التنسيق والتعاون بين المدن المحررة وضعف الاتصالات بين القيادات الميدانية في المحافظة والمحافظات الأخرى .
2-الخلل الكبير في الأداء الإعلامي الواجب توفره في لزيادة الروح المعنوية وشد الناس إلى التمسك بالانتفاضة وإيصال صوت الانتفاضة الى خارج العراق والى بقية المدن الغير محررة وإعلامهم بحقيقة الانتفاضة التي حاول النظام تضليل الشعب العراقي وأعطائهم صور مشوشة عنها.
3-انعدام إستراتيجية العمل وبروز الفردية في معظم مفاصل العمل وترك معظم المفاصل الرئيسية من مؤسسات مدنية وعسكرية واللجوء إلى المساد والحسينيات.
4-ضعف الجانب الإداري في إدارة الانتفاضة ومؤسساتها.
5-اختراق المخابرات العراقية للانتفاضة وهو الجهاز الوحيد الذي لم يضرب في الانتفاضة وبقي محافظا على حيويته ونشاطه.
6عدم وقوف الجيش العراقي الرسمي موقفا مشرفا عدا مجموعة من الضباط وبشكل فردي.
7- فقدان الخطاب السياسي الواضح والموجه داخليا وخارجيا .
8- الارتباك في تعاطي المؤسسة الدينية وعدم الحزم في الذهاب مع الانتفاضة الى نهايتها.
9- عدم إعلان حكومة في المناطق المحررة تعطي الأمان للدولة الإقليمية والدولية وتبدد القلق والشائعات التي حاول النظام وجهات أخرى أشاعتها في الانتفاضة بغية دفعها في الزاوية الضيقة.
العامل الخارجي:لقد ساهمت الدول الإقليمية مباشرة في عدم نجاح الانتفاضة وتمثل ذلك في جملة من المواقف والتحركات التي ضيقت الطريق على الانتفاضة وحشرتها في زاوية ساعدت على إخمادها ويمكن تلخيصها بمايلي:
1-قلق إقليمي عبرت عنه الدول المجاورة للعراق فإيران لم ترحب بالانتفاضة لأنها لم تكن طرفا في اندلاعها وحسبت الانتفاضة على جهود حركات ومرجعيات لم تتناغم معها فأغلقت الحدود أمام جموع القيادات والجماهير التي لو نزلت لقلبت المعادلة لصالح الانتفاضة.
2-قلق سعودي بتحريض من أطراف طائفية في المعارضة من حركة الوفاق الوطني سابقا خوفا من استيلاء الشيعة على الحكم وتغير قاعدة الحكم في العراق القائم على حكم الأقلية للأغلبية في العراق ترجم إلى موقف سعودي تحريضي للولايات المتحدة الأمريكية وتشارك السعودية في ذلك طيف من الدول الخليجية والأردن ومصر.
3-قلق تركي من قيام دولة كردية في شمال العراق ، بالإضافة إلى أطماع تركية قديمة في العراق.
4-قلق دولي من البديل الجديد الغير المعروف والغير محدد الهوية سوف يضر بمصالح الدول الأوربية وأميركا.
5-عدم قدرة المعارضة العراقية في الخارج بالتفاوض مع الدول ذات الشان بالوضع العراقي لتوفير دعم وإسناد وحماية للانتفاضة والمنتفضين وتركت الانتفاضة تواجهه مصيرها بمفردها.
6-إعطاء أميركا الضوء الأخضر لصدام بسحق الانتفاضة عبر السماح له باستخدام سلاح الجو وقاعد الصواريخ بعيدة المدى.
7-نكران دولة الكويت وشعب الكويت للموقف الشعبي والديني والمعارض لغزو صدام للكويت ونكران جميل أبناء الانتفاضة عندما أطلقوا سراح المواطنين الكويتيين من سجون صدام وإيصالهم إلى ذويهم في الكويت.
إن هذه جملة الأسباب التي سهمت بشكل أساسي في انتكاسة الانتفاضة التي اربكت النظام وكادت ترمي به في مزبلة التاريخ وتصنع للعراق والعراقيين أفق حضاري جديد مملوء بالمحبة لهم ولجيرانهم والعالم.
منقول
شهداء المقابر الجماعية -أبطال العراق الحقيقيين انقر هنا
طالب الثار.
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"
إعلان الانتفاضة الشعبانية
شكلت الانتفاضة الشعبانية المباركة في العراق الحدث الأهم في تاريخ العراق الحديث وسجلت نقطة مضيئة في درب العمل الإسلامي في العراق الذي حاول صدام وحزبه المجرم إقصاءه واستئصاله من الساحة عبر محاولاته تصفية العلماء والمفكرين في جميع مناحي الحياة ، وقد ازداد حدة الممارسات من القرارات الجائرة أودت بحياة الآلاف من الكوادر العلمية والعلمائية والفكرية وكان على راس تلك الجموع المرجع الشهيد محمد باقر الصدر وأخته بنت الهدى ، وقد اختزنت ذاكرة العراقيين كل تلك الماسي من عمليات قتل إبادة جماعية وتشريد وانتهاك للحارمات ، انتظروا أن تأتى اللحظة التي يقتصون بها من هذا النظام المجرم ولطالما تمنى العراقيون هذه الأيام.
لقد عانى الشعب العراقي معاناة متعددة الجوانب ، ففي الوقت الذي يعتقل ويقتل صدام المجرم خيرة أبناءه ويخرب بناه وموارده بحروب وزعها على محيطه الإقليمي ، بنفس الوقت يلقى دعما عربيا دوليا وإسلاميا تحت ذارئع لا أساس لها من الصحة ، فلم يندد أحدا بنظام صدام ولا بأجرامه حتى فاحت رائحة الكيماوي من شمال العراق ولم يعد أحدا قادرا على سترها وهي تعصف بالآلاف من أبناء العراق في حلبجة ولم تكن مناطق الجنوب في منبئ عن هذه الأسلحة فقد ضرب بها صدام أبناء انتفاضة شعبان الخالدة عام 1991 ومازال الحكام العرب إلى اليوم يطالبون بإعادة صدام إلى حضيرتهم واختاروا الوقوف مع الجلاد ضد الشعب الأعزل.
لقد شكل غزو صدام إلى الكويت عام 1990 مرحلة جديدة من مراحل العمل الإسلامي والوطني داخل العراق وحس العراقيون لأول مرة انهم سينالون من الشعب العراقي ، فاخذ الشعب بلملمة قواه الإسلامية والوطنية وتعبئة الشعب العراقي معنويا وعسكريا ليتربصوا بالنظام الفاسد ويخرجوه من حيث أتى . لقد تحرك مجاهدو الاهوار في الثالث عشر من شعبان 1410-1991
ليحرروا في يوم الرابع عشر من شعبان اغلب مدن ونواحي مدينة الناصرية مدينة الجهاد ليصلوا إلى مدينة المدينة ضواحي محافظة البصرة في يوم الرابع عشر من شعبان ، ثم ليمتد غضب الشعب ليصل إلى بقية محافظات العراق.
العوامل التي ساعدت على الانتفاضة:
1- غزو صدام للكويت : إن غزو صدام لدولة الكويت فتح على النظام جبهة عسكرية وأمنية إضافة إلى الجبهة الداخلية المشتعلة ، مما فرض على النظام نقل الكثير من وجوده الأمني والعسكري إلى الكويت وانشغاله بترتيبات لم يحسب لها حساب كعادته في التعاطي مع الأحداث حتى أصبحت الكويت المستنقع الذي الذي وقع به صدام ونظامه فحاول الهروب منه بأي ثمن فلم يستطع ، لذلك حصل الشعب العراقي وقواه الوطنية المجاهدة فرصة لاعادة ترتيب أوراقهم وأولوياتهم.
2- القصف الجوي لقوات التحالف: لقد احدث القصف الجوي انهيارا نفسيا ومعنويا في بنية النظام الأمنية والعسكرية فهرب من هرب وعاد من عاد إلى صفوف الشعب ، ففقد النظام السيطرة على حركة الشارع العراقي مما أعطى فرصة كبيرة للعاملين بالتحرك والحديث العلني ضد النظام واعماله العدوانية وقد انتقل الحديث إلى جميع مفاصل الدولة .
3- الحرب الإعلامية والنفسية التي شنتها الحركة الإسلامية ضد صدام ونظامه عبر توزيع المنشورات ذات شعارات وطنية تحرض العراقيين على الثورة واستبدال نظام صدام بحكومة وطنية ، وقد زادت هذه المنشورات من الروح المعنوية للشعب العراقي وإثارة القلق والخوف في أوساط رجال الأمن والحزب المجرم.
4- انهيار القوات ألصدامية بعد الهجوم البري لقوات التحالف بعد فشل قوات صدام الخاصة بالتصدي لها وإعلانه الانسحاب من الكويت والخسائر الجسيمة التي منيت بها هذه القوات والإهانة الكبيرة التي لحق بالقوات المسلحة العراقي بدأت حالة من التمرد والهروب الجماعي من الجيش والالتجاء إلى مواقع المجاهدين في الاهوار وفي المدن والالتفاف حول الشخصيات المعروفة بعدم ولائها للنظام .
5- الالتفاف الكثيف حول المواقع الدينة المقدسة في النجف وكر بلاء ومحاولة تحريكها لتعزيز الانتفاضة وأشراك المرجعية الدينية في الحدث واخذ الفتوى منها كما حدث في كر بلاء عند زيارة آية الله العظمى أبو القاسم الخوئي رحمه الله.
6- الوعي الجماهيري : أن كل شرائح المجتمع العراقي أدركت أن بقاء صدام يعني إلغاء دور العراق الحضاري وإقصائه عن عملية التفاعل الغناء الحضارة العالمية في المستقبل فكان لابد وان يسقط هذا النظام الفاسد وبأي ثمن.
7- الأثر الذي تركه توقيع رئيس أركان النظام سلطان هاشم احمد في خيمة صفوان ليرتهن إرادة العراق السياسية والاقتصادية والأمنية بموافقة صدام التوقيع على ورقة بيضاء مقابل أن يبقى في السلطة.
لقد بدئت الانتفاضة الشعبانية وهي تحمل آمال العراقيين الأحياء والأموات وحتى الذين لم يولدوا0 آمالهم بالحرية والعدالة ودولة القانون وان يعيشوا كباقي شعوب العالم بعيدين عن الدكتاتورية والظلم والجور وتخليص العراق من الأسلحة المدمرة التي فتكت به وبأبنائه ، كل تلك الهموم المكتومة في صدور العراقيين انطلقت تدوي في سماء العراق وتزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة والعالم ينظر أليها بعين القلق والخوف ، فتصارعت الأرادات الإقليمية الطائفية والقومية وبرزت الأنانية عند البعض مغلبا ذاته على ذات شعبه ومستقبله ليتصارع البعض على قتل الانتفاضة ووأد الحلم الكبير لأبناء الشعب العراقي.
الآثار الإيجابية للانتفاضة:
تركت الانتفاضة الشعبانية جملة من المفردات ذات الدلالات المعنوية التي شكلت فيما حجر الزاوية في حركة الشارع العراقي وأدخلت النظام في معادلة جديدة لم يحسن ضبط إيقاعاتها فأكسبت الشعب قوة دفع إضافية كان بأمس الحاجة لها ، وهذا كان كله نتيجة الآثار الإيجابية للانتفاضة :-
1-كسرت الحواجز النفسية التي بناها صدام وانفق من اجلها ثروة العراق لكسر إرادة العراقيين وتركيز جملة من المفاهيم الانهزامية في عقلية أبناء الشعب العراقي.
2-الاستفتاء الجماهيري الذي قام به العراقيون حول طبيعة الحكم الذي يرغبون به وطبيعة الفكر الذي يرغبون مما اضطر النظام إلى أن يدخل في مزايدة مع التيار الإسلامي بما اسماه( الحملة الإيمانية) التي كرس لها جملة من العلماء المنتفعين فالتفت الأمة حول قيادتها الحقيقية فأفرزت مرجعية الشهيد محمد صادق الصدر الذي حركة معظم الشارع العراقي ضد النظام.
3-إلحاق هزيمة قاسية بكل أجهزة القمع ألصدامية وان حجم هذه الهزيمة وتعثيرها مازال قائما إلى اليوم.
4-بقي شبح الانتفاضة يلاحق كل السلطة وأجهزتها واكبر دليل على ذلك لقاءات صدام المتكررة مع رموز الحزب المجرم في جميع المحافظات والتركيز على إخماد حركة الشارع وعدم تكرار ما حدث عام 1991 ويتكرر هذه الحديث في كل دوائر الدولة الأمنية والسياسية.
5-علمت الشعب العراقي طعم الحرية والعدالة والكرامة.
6-فرضت على الدول ألداعمة لصدام لتغير سياستها اتجاه نظامه وحذفه من قائمة شرطي المنطقة.
7-إعادة وحدة الصف العراقي بعد إن أراد صدام تمزيقه .
8-نقلت المواجه مع النظام من الأداء الحزبي والتنظيمي المقنن إلى العمل الجماهيري الذي اصبح ظاهرة في واضحة تمثل في صلوات الجمعة.
9-رسمت للجيل الجديدة صورة حية عن النظام وعن جرائمه واعطته زخما كبيرا للالتفاف حول المحاور العاملة في الساحة.
أسباب انتكاسة الانتفاضة:
يمكن تقسيم أسباب انتكاسة الانتفاضة الشعبانية 1441-1991 الى عاملين رئسين هما العامل الخارجي والعامل الداخلي :
العامل الداخلي:ويمكن تلخيصه بالنقاط التالية:-
1-انعدام التنسيق والتعاون بين المدن المحررة وضعف الاتصالات بين القيادات الميدانية في المحافظة والمحافظات الأخرى .
2-الخلل الكبير في الأداء الإعلامي الواجب توفره في لزيادة الروح المعنوية وشد الناس إلى التمسك بالانتفاضة وإيصال صوت الانتفاضة الى خارج العراق والى بقية المدن الغير محررة وإعلامهم بحقيقة الانتفاضة التي حاول النظام تضليل الشعب العراقي وأعطائهم صور مشوشة عنها.
3-انعدام إستراتيجية العمل وبروز الفردية في معظم مفاصل العمل وترك معظم المفاصل الرئيسية من مؤسسات مدنية وعسكرية واللجوء إلى المساد والحسينيات.
4-ضعف الجانب الإداري في إدارة الانتفاضة ومؤسساتها.
5-اختراق المخابرات العراقية للانتفاضة وهو الجهاز الوحيد الذي لم يضرب في الانتفاضة وبقي محافظا على حيويته ونشاطه.
6عدم وقوف الجيش العراقي الرسمي موقفا مشرفا عدا مجموعة من الضباط وبشكل فردي.
7- فقدان الخطاب السياسي الواضح والموجه داخليا وخارجيا .
8- الارتباك في تعاطي المؤسسة الدينية وعدم الحزم في الذهاب مع الانتفاضة الى نهايتها.
9- عدم إعلان حكومة في المناطق المحررة تعطي الأمان للدولة الإقليمية والدولية وتبدد القلق والشائعات التي حاول النظام وجهات أخرى أشاعتها في الانتفاضة بغية دفعها في الزاوية الضيقة.
العامل الخارجي:لقد ساهمت الدول الإقليمية مباشرة في عدم نجاح الانتفاضة وتمثل ذلك في جملة من المواقف والتحركات التي ضيقت الطريق على الانتفاضة وحشرتها في زاوية ساعدت على إخمادها ويمكن تلخيصها بمايلي:
1-قلق إقليمي عبرت عنه الدول المجاورة للعراق فإيران لم ترحب بالانتفاضة لأنها لم تكن طرفا في اندلاعها وحسبت الانتفاضة على جهود حركات ومرجعيات لم تتناغم معها فأغلقت الحدود أمام جموع القيادات والجماهير التي لو نزلت لقلبت المعادلة لصالح الانتفاضة.
2-قلق سعودي بتحريض من أطراف طائفية في المعارضة من حركة الوفاق الوطني سابقا خوفا من استيلاء الشيعة على الحكم وتغير قاعدة الحكم في العراق القائم على حكم الأقلية للأغلبية في العراق ترجم إلى موقف سعودي تحريضي للولايات المتحدة الأمريكية وتشارك السعودية في ذلك طيف من الدول الخليجية والأردن ومصر.
3-قلق تركي من قيام دولة كردية في شمال العراق ، بالإضافة إلى أطماع تركية قديمة في العراق.
4-قلق دولي من البديل الجديد الغير المعروف والغير محدد الهوية سوف يضر بمصالح الدول الأوربية وأميركا.
5-عدم قدرة المعارضة العراقية في الخارج بالتفاوض مع الدول ذات الشان بالوضع العراقي لتوفير دعم وإسناد وحماية للانتفاضة والمنتفضين وتركت الانتفاضة تواجهه مصيرها بمفردها.
6-إعطاء أميركا الضوء الأخضر لصدام بسحق الانتفاضة عبر السماح له باستخدام سلاح الجو وقاعد الصواريخ بعيدة المدى.
7-نكران دولة الكويت وشعب الكويت للموقف الشعبي والديني والمعارض لغزو صدام للكويت ونكران جميل أبناء الانتفاضة عندما أطلقوا سراح المواطنين الكويتيين من سجون صدام وإيصالهم إلى ذويهم في الكويت.
إن هذه جملة الأسباب التي سهمت بشكل أساسي في انتكاسة الانتفاضة التي اربكت النظام وكادت ترمي به في مزبلة التاريخ وتصنع للعراق والعراقيين أفق حضاري جديد مملوء بالمحبة لهم ولجيرانهم والعالم.
منقول
شهداء المقابر الجماعية -أبطال العراق الحقيقيين انقر هنا
طالب الثار.