
سماحة السيد الحكيم يوجه كلمة هامة الى الجماهير العراقية الغاضبة

بغداد - المجلس
وجه سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق كلمة مهمة الى الجماهير العراقية الغاضبة التي تتجمهر امام السفارة الاردنية في بغداد , وفي ما يلي نص كلمة سماحتة . .
بسم الله الرحمن الرحيم
ايها العراقيون الغيارى..
يا من انطلقت حناجركم يوم أمس بهدير الغضب امام السفارة الاردنية ببغداد، وهي تدين الارهاب والارهابيين، بعد ان انطلقتم بالتظاهر في محافظات عديدة في الاسبوع الفائت، يا من اثبتم مراراً وتكراراً انكم لا تبيتون على ضيم ولا تسكتون عن الافصاح بكلمة الحق.
يا من تحملتم وصبرتم صبر الحليم.. لا نملك إلا ان نحييكم ونشكركم على موقفكم هذا، فهو الموقف المعبّر عن حيوية هذا الشعب وقدرته على المواجهة، وشعوره بالمسؤولية تجاه قضاياه، تجاه أمنه واستقراره.
فبوركت الحناجر التي هتفت من أجل حياة العراقيين، وبوركت الايادي والاكف التي ارتفعت وهي تدين الارهاب امام سفارة دولة كانت رعاياها ولا تزال تصدّر لنا الارهابيين الذين قتلوا شهيد المحراب الحكيم (قدس) بعد خروجه من محراب صلاته، وقتلت الشهيد عز الدين سليم رئيس مجلس الحكم، وقتلت المئات في النجف وكربلاء والكاظمية، والموصل والحلة.
لقد عبرتم عن غضبكم ورفضكم واستهجانكم لكل ذلك، فأنتم اليوم تؤكدون انكم امتلكتم قراركم ولن تدعوا بعد الآن الفرصة للارهابيين ومن يقف وراءهم التلاعب بمصيركم وامنكم واستقراركم.
ايها العراقيون الاوفياء..
اننا كنا وما زلنا نؤكد على اهتمامنا بعلاقات حسن الجوار مع كل دول الجوار ومنها الاردن، وقد سعينا بالقول والعمل الى تمتين هذه العلاقات مع حكومات وشعوب المنطقة، ولكننا نفاجأ باصرار الحكومة الاردنية على التغاضي عن كل الاعمال الاجرامية التي تنطلق من اراضيها ضد الشعب العراقي، من خلال السماح لمكاتب التعبئة التي ترسل الارهابيين الى العراق وفتح الحدود امامها، ومن خلال مكاتب جمع الاموال والتبرعات لهذه الاعمال الاجرامية ومن خلال رسائل الاعلام، ولم يقتصر الأمر على ذلك حتى يقوم ملك الاردن بزيارة غير مسبوقة لصحيفة اردنية تتبنى الارهاب، وتشجع عناصره.
لقد اعتذرت الحكومة الاردنية في موقف سابق لاسرائيل لأن اردنياً قتل جندياً اسرائيلياً، ولكنها تستكثر الاعتذار للعراقيين على رغم حملة التدمير التي يقوم بها الزرقاوي الاردني وعناصره الارهابية وكثير منهم من الاردنيين الذين قتلوا آلاف الابرياء من العراقيين وتتبنى مؤسسات من المحامين الاردنيين الدفاع عن صدام الاجرام وازلام نظامه امعاناً في تحدي مشاعر العراقيين.
لقد تحولت الاراضي الاردنيين مع الاسف الى مرتع خصب لازلام النظام السابق وايتام صدام ليعملوا على تحويل العراق الى مقابر جماعية كما فعلوا حين كانوا يمسكون بزمام الحكم، وتستضيف رسمياً عائلة للطاغية صدام التي تمارس التحريض ضد العراقيين وتموّل العمليات الارهابية، كل ذلك انتقاماً من العراقيين الذين قالوا "لا" للطاغية، ونعم للحرية والديمقراطية.
ان على الحكومة الاردنية المبادرة وبشكل سريع اتخاذ الخطوات الرادعة والمسؤولة التالية:
1 ـ منع عمليات التحريض والاسناد والتعبئة التي تجري في اراضيها ضد الشعب العراقي.
2ـ الامساك بحدودها مع العراق لمنع دخول الارهابيين.
3 ـ ايقاف تدفق الاموال المدفوعة لتنفيذ الجرائم ضد العراقيين، سواء كانت من قبل ايتام وعائلة صدام، أو من قبل جهات اردنية، وطرد ازلام النظام الصدامي البائد.
4 ـ الاعتذار رسمياً للشعب العراقي عن الفجائع والمآسي والجرائم التي ارتكبها ارهابيون اردنيون.
5 ـ اجراء تحقيق دقيق عن شبكات الارهاب التي تدخل الى العراق لتنفيذ جرائمها ومصادر تمويلها من ازلام النظام السابق والجهات الاردنية.
6 ـ محاكمة كل الذين تورطوا في التحريض والتنفيذ والتمويل للعمليات الارهابية في العراق وخصوصاً اولئك الذين كانوا وراء جريمة الحلة.
وعلى علماء الاسلام في الاردن تقع مسؤولية ادانة هذه العمليات الاجرامية وتوعية المسلمين على ان ما يجري من قتل للعراقيين على ايدي ارهابيين اردنيين وغيرهم هو حرام وانه موجب لغضب الله تعالى ورسوله والمؤمنين وعليهم ان يستذكروا قبل غيرهم قول الله تعالى ﴿ومن قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا﴾.
ان دماء المسلمين عزيزة علينا، ودماء العراقيين عزيزة علينا، واننا لن نسكت على هذه الجرائم التي ترتكب ضد العراقيين، ولا نسكت ايضاً على هذه الاستهانة بدمائهم، وسوف نبقى رافعين صوت الاستنكار والادانة ضد كل من يسترخص دماء العراقيين..
ايها العراقيون الشرفاء.. يا ذوي الشهداء.. ايها المحرومون والمضطهدون..
ابارك لكم موقفكم في الدفاع عن انفسكم واحيي فيكم هذه الروح المبادرة، وانني من هذا الموقع ادعوكم الى العمل على دعم حكومتكم القادمة واعانتها بكل ما تستطيعون من أجل انجاح مهمتها في تحقيق الأمن والاستقرار واجتثاث كل الارهابيين في العراق ومقاضاة كل الدول التي تقف الى جانبهم كما ادعو الحكومة القادمة الى الوقوف الى جانبكم وتحقيق امنياتكم وتطلعاتكم عبر كل الامكانات المتاحة امامها.
السلام عليكم يا ذوي الشهداء.. ونعدكم اننا لن نسكت حتى ينال كل المجرمون عقابهم الذين يستحقون.
والرحمة لشهداءنا الابرار، والخزي والعار للقتلة والسفاحين ومن يقف وراءهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالعزيز الحكيم
رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق
18 آذار 2005
تعليق